logo
السماحة

السماحة

الدستورمنذ 6 أيام
السماحة خُلق يحتوي على أخلاقٍ كثيرة؛ من الجود، واللين، والمودة، وطيب التعامل مع الآخرين، ولا يستشعر الإنسان عظمة دينه إلا عندما يتعرّف على خصائصه، خاصةً إذا كانت تلك الخاصية ترفع من قدرهم، وتعزّز مكانتهم، ولا تُكلّفهم من الأمر ما لا يطيقون، فالسماحة من علامات الوفاق مع الآخرين، وذروة الأخلاق، وكم فتحت بتأثيرها القلوب، وكم رفعت أصحابها عند علّام الغيوب.
ومن اتصف من الناس بالسماحة، والتسامح، والصفح، علت درجته المجتمعية، ومكانته العملية والدينية، وهي أعمال ماحية للذنوب، وإن الله سبحانه ليجمع بين أناسٍ متباعدين، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ).
فلا بدّ للإنسان أن يكون له في مجتمعه رفقاء، وأصدقاء، وأصحاب، يعاشرهم بالمعروف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خيرٌ من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ).
لأن الناس ليسوا على طريقٍ واحد، ولا على انسجامٍ واحد، فالشيطان يسعى إلى أن يفرّق بينهم، ليكبّر الأمر الصغير، ويزرع الشر، وينشر الفتنة، وتتبع العثرات، فالشيطان يجمع هفوات الشخص عند صاحبه حتى تصير مثل الجبل، ولو صفّى الإنسان فكره لوجدها مجموعة من الأوهام نسجها الشيطان كنسيج العنكبوت، ولكن الشيطان يُعمي الإنسان ويُعَمِّه، إن لم يكن عاقلاً متفهماً أن الكمال لا يكون إلا لله، ولا يوجد شخصٌ معصومٌ عن الخطأ. ويقول الحكماء : ( لا صديق لمن أراد صديقاً لا عيب فيه).
وأكثر ما تكون المنازعات والخصومات في المعاملات المالية والمناظرات التي تختلف بها الآراء، فنجد الملاسنات الكلامية، والقليل من يَسلم منها، إن لم يتصف فيها الطرفان بكرم الأخلاق، والسماحة، وجود النفس.
والنفس السمحة كالأرض الطيبة المستوية، فهي لكل ما يُراد منها خيراً، فهي صالحة لذلك، وإن أردت عبورها تجدها سهلة، وإن أردت حرثها وزراعتها تجدها لينة، وإن أردت البناء عليها تجدها مناسبة، وإن أردت النوم عليها تجدها مريحة، ففي التسامح سهولة وسلاسة وتيسير.
وخُلق السماحة كان له الدور الكبير في نشر الإسلام في العالم، وأكثر من مئات ملايين المسلمين في شرق آسيا انتشر الإسلام فيها، فلقد أسلموا بسبب التجار المسلمين، لأن التجار كان عندهم خُلق السماحة في البيع والشراء، متمثلين لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بخُلق الرسول صلى الله عليه وسلم، حينما قال: ( رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا قضى، سمحاً إذا اقتضى ).
سمحاً إذا باع يعني يبيع بقليل من الربح في ظل الغلاء، أو في فترات الأزمات على الناس، ولا يستغل ظروف الناس بتلك الأزمات، أي يكسب القليل ويبيع الكثير، كذلك سمحاً إذا اشترى: فنجد بعض الناس يُجادلون كثيراً ليحققوا أدنى سعرٍ يرغبونه، وسمحاً إذا قضى: ذلك إن كان عليه دينٌ فعجّل بسداده، وسمحاً إذا اقتضى: أي عندما يطلب حقه بكل رفقٍ ولين.
لذلك، السماحة مطلوبة في التعامل مع كل الآخرين، لذلك السماحة كان لها دورٌ كبيرٌ في انتشار الإسلام في العالم، والإسلام دين السماحة في كل جوانبه، وأحكامه، وأخلاقه، وتعاملاته، وهي احترامٌ للحقوق الإنسانية، وهو الذي يُحِلّ السلام، والطمأنينة، والأمن المجتمعي، وترك السماحة يزيد من العنف المجتمعي، والكراهية، والعنصرية، ويؤدي إلى الانزلاق نحو الخصومة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'البيت الذي شيده الطفايلة في قلب الوطن'
'البيت الذي شيده الطفايلة في قلب الوطن'

صراحة نيوز

timeمنذ 42 دقائق

  • صراحة نيوز

'البيت الذي شيده الطفايلة في قلب الوطن'

صراحة نيوز- الدكتور زيد أحمد المحيسن في قلب العاصمة، وعلى بعد خطوات من مراكز القرار، بزغ فجر جديد لأبناء الطفيلة؛ فجرٌ يحمل بين طياته بشرى طال انتظارها، وأمنية ظلّت ردحًا من الزمن تتناقلها الألسن والقلوب على حد سواء، حتى قيّض الله لهذا الحلم أن يرى النور، ويتحول إلى صرحٍ شامخٍ يعانق سماء عمان: مقر جمعية ديوان عشائر الطفيلة. لقد كان لي شرف الحضور في هذا اليوم البهي، يوم افتتاح المقر وتناول الغداء مع إخوتي من أبناء الطفيلة الذين توافدوا من كل حدب وصوب، يحملون في قلوبهم البهجة، وعلى وجوههم ابتسامات الفخر والرضى، إذ أصبح للطفايلة اليوم عنوان واضح، ومقر دائم، وبيت يجمع ولا يفرق، ويوحّد ولا يبعثر. ليست فكرة المقر سوى تجلٍّ لفكرةٍ نبيلة، طالما حلم بها الغيارى من أبناء المحافظة، ممن حملوا همّ الانتماء الصادق والعمل التطوعي النظيف، فعملوا بصمت، وسعوا بجد، حتى أُتيحت لهم هذه اللحظة التاريخية. لم يكن الطريق ممهّداً، بل شاقًا ومعمّدًا بالإرادة والإيمان، لكنهم مضوا دون كلل، حاملين على أكتافهم أمانة الطفيلة ومكانتها، فكان لهم ما أرادوا. إن وجود مقر دائم في العاصمة لهو علامة فارقة في مسيرة الطفايلة، وخطوة استراتيجية تنقل العمل الأهلي من التشتت إلى التنظيم، ومن الجهد الفردي إلى الحراك الجماعي المنظم. فهذا البيت ليس مجرد مبنى من حجر وإسمنت، بل هو مساحة حوار وتفكير، ومظلة جامعة، تحتضن أبناء الطفيلة بمختلف أطيافهم واتجاهاتهم، ليكونوا يدًا واحدة في خدمة مجتمعهم، وتقديم المبادرات التي تنهض بالشأن الاجتماعي والثقافي والتنموي. إنه بيت للتشاور لا للتنازع، وللتآلف لا للتنافر، ومجلس دائم للحوار الجاد والبنّاء، يُعزز الانتماء الوطني، ويعيد للروح الجماعية حضورها وهيبتها في زمنٍ كثرت فيه المسافات وتفرّقت الجهود. وفيه يتدارس أبناء المحافظة قضاياهم، ويضعون أيديهم بأيدي بعض، من أجل صياغة مستقبل أفضل لأبنائهم وأحفادهم. ولأن هذا المشروع ولد من رحم الحاجة، وتغذّى على حبّ الأرض وأهلها، فإنه يستحق أن يحاط بكل أشكال الدعم والرعاية. وها نحن على أعتاب الافتتاح الرسمي تحت الرعاية الملكية السامية، في مشهدٍ سيشكل محطة مضيئة في تاريخ العمل الأهلي لأبناء الطفيلة، ويؤكد أن الانتماء لا يُقاس بالكلام، بل بالفعل الملموس والعطاء المستمر. كل الشكر والتقدير لكل من ساهم بفكرته أو جهده أو دعمه في إخراج هذا الحلم إلى النور، ولمن آمن بأن لابناء محافظة الطفيلة الهاشمية الحق في أن يكون لهم بيتٌ في العاصمة عمان، يجمعهم ولا يُقصي أحدًا، ويرتقي بهم نحو مزيد من المشاركة المجتمعية الفاعلة، تحت مظلة القانون والشرعية والانتماء الصادق – لله والوطن والعرش . نعم، أصبح للطفايلة بيتٌ في قلب الوطن… فهنيئًا لهم، وهنيئًا للوطن بأبنائه الأوفياء..

تعزية بوفاة الحاج حامد عرابي عابدين (ابو صبحي)
تعزية بوفاة الحاج حامد عرابي عابدين (ابو صبحي)

خبرني

timeمنذ 3 ساعات

  • خبرني

تعزية بوفاة الحاج حامد عرابي عابدين (ابو صبحي)

خبرني - يتقدم ال السختيان والادهم في الاردن وفلسطين والمهجر بصادق مشاعر العزاء الى ال عابدين الكرام بوفاة فقيدهم المغفور له باذن الله الحاج حامد عرابي عابدين (ابو صبحي) الذي وافته المنية يوم السبت في عمان الاردن.

صالون الدكتور مهدي العلمي يستضيف الأديبة الشيخة سارة السهيل
صالون الدكتور مهدي العلمي يستضيف الأديبة الشيخة سارة السهيل

جفرا نيوز

timeمنذ 7 ساعات

  • جفرا نيوز

صالون الدكتور مهدي العلمي يستضيف الأديبة الشيخة سارة السهيل

جفرا نيوز - استضاف صالون الدكتور مهدي العلمي الثقافي الدكتورة الكاتبة والأديبة سارة طالب السهيل ضمن أمسية الجمعة الثقافية حيث قدمت محاضرة تحت عنوان"كيف نطبق المهارات الحياتية بخطوات بسيطة" وأدار الحوار الدكتور مهدي العلمي. وقالت السهيل إن المهارات الحياتية تدخل في تفاصيل حياتنا العملية والاجتماعية وفي كافة مراحل العمر ولا نتعلمها ضمن تخصصات جامعية وتأخذ من الخبرات الحياتية والتجارب الشخصية بين نجاح وفشل ويجب التركيز على تعلم المهارات الحياتية منذ الصغر بين مهارات اسرية واجتماعية ومهارات تتعلق بالعمل والأهم المهارات الحياتية تبدأ مع الذات ثم الأسرة وبعدها المجتمع. وأضافت السهيل أن المهارات الحياتية هي مجموعة من الكفاءات النفسية والاجتماعية والمعرفية المكتسبة شخصيا من ذاته أو مجتمعه أو من العلم والدراسة والثقافة وهذه كلها تمنح الإنسان إتخاذ القرار وحل المشكلات والتواصل الفعال والتفكير النقدي ولهذا المهارات الحياتية ضرورة لكافة الأجيال ولها علاقة بتطور المجتمع ونهظة الأمم. وأشارت السهيل وركزت على المهارات الحياتية في العلاقات الاجتماعية مع الأسرة والأهل والجيران ومحيط العمل وخاصة أن ديننا يحظ على ذلك من خلال صلة الرحم والجيرة الحسنة وتكون قائمة على حسن الخلق الذي علمنا اياه القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم. وركزت السهيل على مهارات التكيف والإدارة الذاتية ومن خلالها نعرف نقاط الضعف والقيم الشخصية من أجل أن نعرف نحن أين وبأي مرحلة وما هو القادم وكيف نتعامل معه وهذا يحتاج وقفة مع الذات ممكن ساعة أسبوعيا لتقييم ما أنجز ومعرفة نقاط الضعف والقوة والايجابيات والسلبيات ورسم المرحلة القادمة بناء على المراجعة الذاتية وكذلك التعامل مع الضغوط وإدارة التوتر والقلق والتكيف مع المواقف الصعبه وتنظيم الوقت وتحديد الأهداف وتحمل المسؤولية. وشددت السهيل أن المهارات الحياتية تساعد الأفراد على النجاح والتفاعل مع الحياة ومتطلباتها المختلفة واتخاذ قرارت صحيحة وحل المشكلات التي تواجههم والثقة بالنفس والقدرة على التكيف مع التغيرات وتساهم في بناء علاقات صحية وايجابية. ودار حوار موسع بين الدكتورة الكاتبة الاديبة سارة طالب السهيل والحضور من الادباء المثقفين تركز على المهارات الحياتية انطلاقا من الذات والأسرة والمجتمع والعمل وانها ركيزة أساسية للنجاح إجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وهي مهمة من أجل نجاح المجتمع والنهوض بالاوطان لمواكبة التطور العالمي. وشكرت الكاتبة سارة السهيل الدكتور مهدي العلمي وصالونه الثقافي الذي أثرى المشهد الثقافي والعلمي والادبي في الأردن وقالت انا اعتز أن أكون في هذا المكان وبين هذه القامات الثقافية فكل الشكر للدكتور العلمي هذه القامة الثقافية والعلمية والاخلاقية وعائلة العلمي العريقة في النضال من أجل فلسطين المحتلة وكذلك عطاء في كافة المجالات محليا وعربيا وعالميا. وكان الدكتور مهدي العلمي قد رحب بالدكتورة الكاتبة والأديبة سارة طالب السهيل التي لبت الدعوة لتقديم هذه المحاضرة القيمة التي تركز على المهارات الحياتية والتي يحتاجها الإنسان من أجل تحسين العلاقات وزيادة الانتاجية وتحسين الصحة النفسية وقدم العلمي السيرة الذاتية للكاتبة الدكتورة السهيل التي درست في مدرسة راهبات الوردية في عمان واكملت دراستها في بريطانيا بإدارة الأعمال وبكالوريوس اعلام من جامعة القاهرة وماجستير في علم النفس وآخر في حقوق الإنسان وآخر في القانون الخاص والعلوم الإدارية والدكتوراه في القانون الدولي وحقوق الإنسان والشؤون الدولية من جامعة عين شمس في مصر. وأضاف العلمي وقال نشأت الكاتبة سارة السهيل بين الكتب والمجالس الثقافية، وهو ما صقل موهبتها ووجّه اهتمامها نحو عالم الأدب والكتابة ، مما ساعدها على تطوير مهاراتها في التعبير والاتصال، وفتح لها أبواباً في مجالات الصحافة والمقالة الأدبية وبدأت السهيل الكتابة منذ سن صغيرة، ولفتت الأنظار بقدرتها على المزج بين الخيال الأدبي والرسالة التربوية، خاصة في مجال أدب الطفل فقدّمت أعمالاً تركت بصمة واضحة، وساهمت في إثراء مكتبة الطفل العربي. من أبرز أعمالها:"سلمى والعلبة السحرية" "نعمان والأرض الطيبة" "ليلى والذئب – قراءة جديدة للقصة الشهيرة"ديوان "حب بلا حدود" (شعر بالعربية)"Whispers of the Desert" (ديوان مترجم إلى الإنجليزية) الكتابة والمجتمع إلى جانب إنتاجها الأدبي، اشتهرت سارة طالب السهيل بنشاطها الإنساني والاجتماعي، لا سيما في مجال الدفاع عن حقوق الطفل شاركت في حملات للتوعية بمخاطر زواج القاصرات والعنف الأسري، وساهمت في مبادرات تعليمية وتثقيفية في عدد من الدول العربية كما أنها صوت نسائي بارز في الدعوة إلى التسامح والسلام، وقد مثلت الثقافة العربية في مهرجانات عربية وأوروبية عدة. وفي ختام المحاضرة قدم الدكتور مهدي العلمي شهادة تقدير للكاتبة والأديبة سارة طالب السهيل وقال انها ليست مجرد كاتبة، بل هي نموذج للمرأة العربية المثقفة والملتزمة بقضايا مجتمعها، والتي تمزج بين الإبداع الأدبي والوعي الإنساني إن مسيرتها تمثل إشعاعاً أدبياً وإنسانياً يستحق التقدير والاحتفاء وقدم لها العلمي كتب من تأليفه في المجال الاقتصادي والإنساني والاجتماعي والتاريخي كما قدم الأدباء من الحضور كتب من انتاجهم للكاتبة والأديبة سارة طالب السهيل، كما قدمت السهيل كتاب" العنف والهوية الضائعة ً من تأليفها للدكتور العلمي والذي أخذ منها عشر سنوات لإنجازه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store