logo
الفرح بالعيد دينٌ وفطرةٌ

الفرح بالعيد دينٌ وفطرةٌ

العرب اليوممنذ يوم واحد

الفرح بالأعياد جزء من حياة البشر، يروِّحون به عن أنفسهم ويلتئم فيه شملهم أسراً وعوائل، أحياء ومجتمعاتٍ، دولاً وشعوباً.. استمتاعاً بجمال الحياة واستحضاراً للنعم وفرحاً بالخير. وهذا شأن كل المجتمعات والأديان والثقافات الإنسانية منذ القدم، فما امتنع أحدٌ من الفرح والابتهاج بسبب كثرة المصائب والرزايا، فرديةً كانت أم جماعيةً.
لقد فرح الرسول صلى الله عليه وسلم بالعيدين (الفطر والأضحى)، وكان غالب البشر على الكرة الأرضية لا يدينون بالإسلام، ومِن قبله فعل الرسل والأنبياء، كما أرشد الفلاسفة والحكماء من قبل ذلك ومن بعده.. فالحياة لا تستقيم ولا يمكن أن تُبنى وينشأ فيها عمرانٌ اجتماعيٌ وعلمٌ معرفيٌ ما لم تحظ بالتوازن العقلي والنفسي الذي يمنحها القدرةَ على الإبداع والاستمرارية.
في عقودٍ مضت، جرى في الإسلام حدثٌ تاريخيٌ غير مسبوقٍ، حين بدأت جماعات الإسلام السياسي في الظهور بالهند ومصر، وهي جماعاتٌ أرادت اختطاف الدين لخدمة السياسة، فسعت لفرض خطابٍ متطرفٍ متشددٍ على جميع المسلمين. ومن أجل الترويج لذلك الخطاب، بنت أيديولوجية واسعةً لاعتقال عقول الناس وفرض السيطرة عليها، بأساليب شتى وطرائق قددا. وبما أنها تركز على خلق نوعٍ جديدٍ من الإسلام هو «الإسلام المستَفّز»، فقد سعت بقضها وقضيضها لنشر الكراهية والتشدد والكآبة والعنف، في سلسلة طويلةٍ من المفاهيم والأفكار مع الأساليب والطرق التي تسعى لإجبار الكافة على الإحباط والسخط اللذين لا يؤديان إلا إلى العدمية والإرهاب.ولسنواتٍ متطاولة، بات الكتاب والمؤلفون ينافسون الخطباء والمفتين في تحريم الفرح، وفي الحض على الترح، في تحريم السعادة والحض على الكآبة.. فهم يرفضون الفرح الشرعي بالأعياد لأن «الأندلس» لم تعد للمسلمين! وعلى هذا فقس، وهو منطق، وإنْ بدا مثيراً للسخرية في هذا السياق، فقد تحكّم في كثيرٍ من العقول وسيطر على كثيرٍ من المجتمعات، لا لسنواتٍ معدودةٍ، بل لعقودٍ من الزمن.
هل الإسلام يحرِّم الفرحَ بالأعياد وبغيرها؟ الجواب بكل تأكيد هو لا، وقد تقدم تشريع العيدين للمسلمين في سنواتٍ عصيبةٍ في مقتبل نشوء الإسلام. وهل الفرح يقتصر على هذين العيدين أم هو مباح في كل مناسبةٍ شخصيةٍ أو اجتماعيةٍ أو غيرها؟ الجواب أن الفرح مباحٌ في كل الأحوال ولأي مناسبةٍ، وقد احتفل بعض السلف بأعيادٍ كثيرةٍ، منها أعياد الميلاد، كما نقل عبد السلام هارون في كتابه الماتع «كناشة النوادر»، وغيره.
إسرائيل تهاجم غزة وتصنع فيها الفظائع، وهي تضرب سوريا واليمن ومعها أميركا، وهما تهددان بحربٍ إقليميةٍ ضد إيران، في صراعاتٍ سياسيةٍ وعسكريةٍ لن تنتهي ما بقي البشر.. فهل يجب على المسلم في تلك البلاد أو في أقاصي بلاد المسلمين ألا يفرح بالأعياد أو بالمناسبات الشخصية والاجتماعية والحكومية حتى تنتهي هذه الفظائع؟ الجواب هو بكل تأكيدٍ لا، فصراع الخير والشر باقٍ ما بقيت البشرية ولن ينتهي حتى ينتهي البشر، وبالتالي فلكل حالةٍ أحكامٌ تناسبها، والتعميم من أكبر الأخطاء في العلوم كافة، فكيف بالعلوم الشرعية.
ولأسبابٍ متعددةٍ، أصبحت حياة البشر أكثر تعقيداً، وتواصلهم أكثر تشابكاً، بنمط الحياة الحديثة وتطور وسائل الاتصال والتواصل، فلو استحضر شعبٌ آسيويٌ مسلمٌ حدثاً مؤلماً جرى في قارةٍ أخرى وترك العيد لأجل مشاهدته في التلفاز أو في وسائل التواصل الاجتماعي لأصبحت الكآبة عامةً وشاملةً ولا نهائيةً على طول الزمان والمكان، وهذا ما لا يقره دينٌ ولا عقلٌ ولا فطرةٌ سليمةٌ.
وأخيراً، فإن مواسم الفرح والأعياد قررتها الأديان السماوية، وصناعة الرفاه واجبٌ على الدولة الحديثة، وهي قبل هذا وذاك فطرةٌ إلهيةٌ وطبيعةٌ بشريةٌ لا تمكن معاندتها. وكل عامٍ وأنتم بخير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدين الأسرع توسعاً في العالم.. نمو مذهل للمسلمين خلال عقد واحد
الدين الأسرع توسعاً في العالم.. نمو مذهل للمسلمين خلال عقد واحد

البوابة

timeمنذ 13 دقائق

  • البوابة

الدين الأسرع توسعاً في العالم.. نمو مذهل للمسلمين خلال عقد واحد

ذكرت مؤسسة بيو للأبحاث الأميركية أن المسلمين يشكلون أسرع مجموعة دينية نمواً سكانياً في العالم، حيث زاد عددهم بنحو 347 مليون نسمة خلال الفترة بين 2010 و2020. وجاء في تقرير للمؤسسة، التي استندت إلى بيانات من أكثر من 2700 مصدر تشمل التعدادات والسجلات والمسوحات في 201 دولة، أن النمو السكاني الطبيعي في المجتمعات الإسلامية هو السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع الكبير. وأشار التقرير إلى أن عدد المسيحيين ارتفع خلال نفس الفترة بمقدار 122 مليون نسمة، لكنه انخفض نسبياً مقارنة بإجمالي سكان العالم، وذلك بسبب تزايد أعداد الأشخاص الذين لا ينتمون لأي ديانة وترك بعض المسيحيين لديانتهم. وبين التقرير أن نسبة المسلمين من سكان العالم ارتفعت من 23.9% عام 2010 إلى 25.6% عام 2020، في حين تراجعت نسبة المسيحيين من 30.6% إلى 28.8% خلال نفس الفترة. ولفت التقرير إلى أن أكبر انخفاض في أعداد المسيحيين كان في أوروبا وأميركا، بينما يتركز المسلمون بشكل رئيس في آسيا والمحيط الهادئ، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، مع زيادة سكانية ملحوظة في أميركا الشمالية وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وأوضح التقرير أيضاً أن نسبة الذين لا ينتمون لأي دين تشكل 24.2% من سكان العالم، وهم ثالث أكبر مجموعة دينية بعد المسيحيين والمسلمين. وأضاف التقرير أن عدد البوذيين تراجع خلال العقد المذكور بمقدار 19 مليون نسمة، في حين شهد عدد اليهود زيادة بنسبة 6% ليصل إلى حوالي 15 مليون نسمة. وكان تقرير سابق لمؤسسة بيو في 2017 قد توقع أن الإسلام قد يصبح الديانة الأكبر في العالم بحلول عام 2075.

أ. د. وائل عبد الرحمن التل : عامٌ في «جَدارا»
أ. د. وائل عبد الرحمن التل : عامٌ في «جَدارا»

أخبارنا

timeمنذ 36 دقائق

  • أخبارنا

أ. د. وائل عبد الرحمن التل : عامٌ في «جَدارا»

أخبارنا : القصّة، أنني حينَ عُدتُ قبلَ أربعةِ أعوامٍ من غربتي بالمملكة العربيّة السّعودية، وطني الثّاني، حيثُ عملتُ بـِ «جامعة جازان العامرة» أستاذاً جامعياً في كليّة المعلمين ثمّ في كليّة التّربية، ومُتدرِّجاً في الإدارة الأكاديميّة رئيساً لمركز البحوث التّربوية، فرئيساً لقسم التّربية وعلم النّفس، ثمّ مستشاراً في رئاسة الجامعة، كنتُ قد قررتُ وقتها الاعتكاف عن كلِّ عملٍ أكاديميٍ بسبب الجُهد الكبير والدّؤوب الذي بذلتُهُ طَوالَ خدمتي فيها، ولظنّي أنني لن أجدَ ما خبِرتُهُ فيها بأيّ جامعةٍ أخرى من تطوّرٍ وتميّزٍ وإبداعٍ، ومن فِكرٍ إداريٍّ وأكاديميٍّ استراتيجيٍ واستشرافي، مُستذكِراً فيها دوماً قادةَ هذا التطوّر والتميّز والإبداع والفِكر الذين عملتُ بمعيّتهم في فترة قيادتهم مثل (صاحب المعالي أ.د. محمد بن علي آل هيازع، وأصحاب السّعادة أ.د. عبدالغفّار بن سعيد بازهير، أ.د. حسن بن حِجاب الحازمي، أ. أحمد بن يحيى البهكلي رحمه الله). لكن، وإثرَ حديثٍ مهمٍّ قبل ندوةٍ وطنيّةٍ تشرّفتُ بتقديمها في «جامعة جدارا» جرى مع عطوفة «د.شكري المراشدة» رئيس هيئة المديرين فيها حول البناء والتطوّر والتميّز للجامعة، وما سمعتُه من حديثٍ قيّم لعطوفة «أ.د. حابس الزبون» رئيس الجامعة، تشجَّعتُ للعودة إلى العمل الأكاديمي وتشرّفتُ أن أكون محاضراً للدراسات العليا فيها. وخلال العام الأوّل الذي قضيتُهُ في «جامعة جدارا» وجدتُ الحكمةَ في إدارة شؤونها، والجدّية في التّدريس ومتابعته، ودعم البحث العلمي وتوجيهه نحو النشر في مجلات علميّة عالميّة متميّزة، والأنشطة النوعيّة والحيويّة التعليميّة وغير التعليميّة، والتنوّع الثقافي والديمغرافي للطلبة المقبولين فيها لدراسة البكالوريوس والدّبلوم العالي والماجستير؛ وقد كنتُ خلال هذا العام شاهداً على توقيعِ عددٍ من الاتفاقيات ومذكّرات التفاهم مع جهات داخليّة وخارجيّة للتبادل المعرفي والفكري وجودة التدريس وهندسة العمليات لتطوير قدراتها البشريّة والمادّية بخاصة التكنولوجيّة والتّقنية لتعزيز أمن المعلومات وتجهيز خوادم البيانات، وغيرها، كما كنتُ شاهداً على انعقاد عشرات المؤتمرات والندوات العلمية المتخصصة والفعاليات الثقافية والوطنيّة والاجتماعيّة، وتنفيذ الأيام العالمية، وعلى استحداثِ وتدشينِ عددٍ من الكليات والبرامج والتّخصصات، وعلى حصولِ عددٍ آخر من البرامج الأكاديمية والتّخصصات العلميّة على الاعتماد، وعلى زياراتِ وفودٍ وقياداتٍ علميّة وأكاديمية للتبادل المعرفي والحضاري والخبرات، وعلى تطبيق قيم الجامعة في كلّ كلياتها، وتحقيق التكاتف الأكاديمي بين إداراتها، عَمادةً ورئاسةَ أقسام وأعضاءَ هيئة تدريس فيها، لإيجادِ بيئةٍ مناسبةٍ وسليمةٍ للتحصيل وتنمية الإبداع والتّميز لدى طلبتها ليكونوا بُناة حقيقيين لوطنهم في المستقبل، ومما أسهم في إيجاد هذه البيئة أيضاً إشاعة القيم الوطنيّة بين طلبتها، والتّوجيه المستمر والمتابعة الجادّة فيها، حتى انتهت فيها كلّ العنصريات الإقليميّة والمناطقيّة والعشائريّة، فلا عنفَ تجدُهُ فيها، ولا هتافاتِ فتنةٍ ترتفعُ في ساحاتها، ولا راياتٍ تُرفَعُ فيها سوى العَلَم الأردنيّ. هذه ليست صورة متكاملة لأداء (جامعة جدارا) خلالَ عامٍ كاملٍ قضيتُهُ محاضراً للدراسات العليا فيها، فهي مسؤولية وحدة المعلومات والبيانات ولجنة التّقرير السّنوي، لكنها كانت كافية عندي لتكوينِ صورةٍ واضحةٍ لمدى مساهمةِ هذه الجامعة في التنمية الوطنيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والاجتماعيّة ببناءِ مجتمعٍ حيويٍ وتلبيةِ متطلباتِ القطاعين الحكومي والخاص من المعارف والمهارات والقيم الوطنيّة والوظيفيّة. أخيراً: شكراً جامعة جدارا بعامّة، وشكراً كليّة العلوم التربوية وقسم الإدارة التربوية فيها بخاصّة، أن أعدتُم لي تلك الرّوح الأكاديميّة التي استحضرتُ بها «جامعة جازان» الحبيبة، واشتقتُ معها لأصدقائي وطلابي فيها الذين خبرتُ فيهم عميقَ تقديرِهِم ووفائِهم، وقوّةَ مساندتِهم، وودَّهم الصّادق والمَمدود بتواصلِهم معي وبدُعائِهم لي إلى اليوم، والسّلام.

وهـم الــوقـت
وهـم الــوقـت

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

وهـم الــوقـت

دارين المساعد* ما رأيت الوقت يقطع إلا من يحاول قَطْعَه، ولو قررت البحث عن الطريقة المثلى لقطع الوقت فإنك لن تجده بحدة السيف وصلابته بل أن الهشاشة صفته الأساسية حيث يتطاير كلما حاولت الإطباق على بضع ساعات منه. لن يقطعك الوقت عندما تعيش اللحظة الآنية وهذا الدرس الأول الذي كتبه الله علينا كمسلمين في فرض الصلاة. الدرس لم يكن بكثرة الركوع والسجود، كان بالطمأنينة والتأني حتى في السير إلى المسجد وحتى في الذكر. أما الوصايا النبوية للإمام كانت تصب في التخفيف على المسلمين دون الخروج عن مبدأ الخشوع. إنه التوازن عماد كل التجارب الحياتية. ليس الوقت حاجة ينبغي اللحاق بها بل وسيلة يمكن استخدامها بأفضل الطرق وأيسر الاحتمالات لتحقيق الإنجاز. فإن كان المرء متعلقا بالانتظار خاب ظنه وفُقد صبره وطغى عليه كره واقعه أما لو كان مستريحا مطمئنا موقنا باستحقاقه لمطالبه فإنه لا شك ظفر بما يريد. وهذا ما يظهر جليا الآن على المجتمعات التي تواجه التقنية كبديل للعمل والتفكير والحساب والبحث، ولم أكن يوما ضد الاختصار وتوفير الوقت ولكنني كنت أتمنى أن يسير كل شيء بهدوء. وأن ندرك واقعنا بكل تفاصيله وأن نملك القوة للرضا والتسليم. أتمنى لو لم نهرب من الواقع ولم نحاول إنكاره. أقول هذا وقد خضت الكثير من التأخير في حياتي. فاتتني الكثير من الفرص التي تهت عنها في مجاهيل الانتظار، لم أعرف أبدا أن الحياة تقاس باللحظات الطويلة لأنها حقيقية تملؤنا بالشعور وتغرس نفسها في أرض الذكريات. أما اللحظات العابرة تعطينا الدروس وتصدمنا بالنتائج وتبقينا في دهشة الفقد أو الهجر ثم لا نترك ثواني نفكر بها إلا وقد أحرقناها في التسلية أو النوم أو اللاشيء. علمتني الحياة أن المراحل الأخيرة قد تأتي مبكرا مثلي عندما واجهت الأمومة في سن مبكر وصديقاتي من الطالبات يعشن مرحلة التعليم والنجاح. كان استعجالا ثم صار تأخيرا والحكمة في ذلك عرفتها بعد أن احترفت الحرف ولونت الكلمة وأمسكت المعنى. أسيرا في سياق أفكاري. الوقت لا يفوتك ما لم تلحق به لكنه لن يمر من خلالك بدون أن يبنيك أو يهدمك. إيجاد التوازن هو رحلة الإنسان في كل مرحلة من عمره حيث تختلف عليه الكفتين بما زاد عليها من تجارب ومسؤوليات واهتمامات وحقيقة الوقت أنه مجرد وهم لا وجود له إلا في معتقداتنا وأفكارنا. الدقائق والثواني ستمر سواء نظرت إليها أو لم تنظر لكن الحداثة وضعتها أمام عينيك في كل شيء حتى تسابق أيام عمرك كأنك تفنيها بسرعة دون أن ترى أجزائها الصغيرة، وبدون أن تشبع من نجاحك أو من عائلتك وحتى من ممتلكاتك. كل ما حولك يختفي بريقه لأن متطورا آخر قادم. ثم تعمل أكثر لتحظى به أو تستطيع شرائه. وينتهي يومك مرهقا ويبدأ نهارك مثقلا. ثم في وعي أبعد وبعد أن تفني عمرك في الملاحقة والإسراع تفقد الإحساس بالوقت وتبدو الحياة مثيرة للاهتمام وتستحق التأمل والمشاهدة. لكنك لا تملك الصحة لاستشعارها. وترافقك كلمة يا ليت لكنها لم تطلق يوما على الأمنيات بل كتبت لوصف العبرات والخيبات. لا تقطع الوقت! جرب أن تقطع التشتت، حاول أن تعيش اللحظة دون أن توثقها وتحتفظ بها. كن ثملا بالهدوء. امتلئ به حتى تتبعك الدقائق وتسير وفقا لشروطك. لا تركض خلف الإنجاز كأنه الوجهة الوحيدة في هذه الحياة. لقد خلقنا لنعبد الله ونتأمل خلقه ونهدأ بذكره. تحقيق ذاتك لا ينحصر بدفع عجلة التنمية. أنت إنسان في داخلك عالم من الوعي يستحق أن تبحث فيه وتستدل بحدسه. الوقت هو هذه اللحظة التي تعيشها لا شيء بعدها ولا قبلها. راقب ماذا تفعل الآن؟ وراقب كل شيء في الحياة واقتدي به. لأن الزرع له وقت محدد للإنبات والمطر له وقت حتى يسقط من السحاب الثقال والنمو له مراحل وتلك سنة الله في كل شيء إذن لماذا تحصر نفسك في الصراع مع الدقائق وتغرق جسدك بهرمون الكورتيزول الذي لا بد أن يشيخ بعقلك وبشرتك وكل أعضائك. لا شك أن التنظيم هو أساس النجاح وهذه وصيتي والخلاصة التي أود أن اختم فيها هذا المقال، نظم يومك بالروتين، دع جسدك يلتزم بساعته البيولوجية التي خلق فيها وفطر على الاستماع لها. اترك نفسك مسيرا نحو الانضباط مستعينا بأدواتك الطبيعية. توقف واجلس بهدوء ثم تأمل كل شيء كنت تراه من نافذة السرعة وسترى تفاصيل كنت ملهياً عنها وأفكار مرت دون أن تطورها وأشخاص عبروا ولم يأخذوا حقهم من اهتمامك. سترى أن ما كنت تعتقده حياة كان حلم. * كاتبة سعودية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store