
اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان المسلمين
تعتمد جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في هيكلها التنظيمي على تأسيس لجان إلكترونية وإعلامية، تستهدف استقطاب الشباب وتجنيدهم عبر إغراءات مالية زهيدة.
مهمة هذا الشاب المختار ليست سوى السبّ، والقذف، والتحريض ضد خصوم الجماعة، تحت غطاء ديني مضلل يزعم أنه "جهاد إلكتروني".
تُرسل له روابط موحدة، ووسوم محددة، ويُطلب منه إنشاء حسابات متعددة لنشر الكراهية والتشويه، ثم يرفع تقريرًا بما أنجزه إلى مشرف اللجنة الإلكترونية، ليحصل في المقابل على مبلغ لا يكاد يكفي لشراء عبوة "بيبسي"!
هم لا يزوّدونه بعلم، ولا بمهارة، بل يغرسون فيه الكراهية، ويغلفونها بفتوى، ليظن أنه ينصر الإسلام بينما هو يهدم مجتمعه.
لقد أفسدوا عقول الشباب العربي، وملأوا نفوسهم بالحقد بدل أن يعلّموهم حرفة، أو يفتحوا لهم أبواب العمل والعلم.
إن جماعة الإخوان جماعة خبيثة وخطيرة على الشباب العربي، تسرق طاقاتهم وتدمر وعيهم، بينما نحن بحاجة لمن ينهض بهؤلاء الشباب ويؤمن بقدراتهم، لا من يسوقهم إلى العدم باسم الدين.
الفكرة القوية لا تنتصر بالكراهية بل بالتسامح، ولا تنتشر بالكذب بل بالصدق، ولا يتبناها المتطرفون بل يعتنقها العقلاء والمثقفون.
وفي خضم هذه الحملات الإلكترونية الخبيثة، لا ننسى أن هناك من لا ينتمون تنظيمياً للجماعة، لكنهم يحملون فكرها في قلوبهم، ويخرج هذا المارد الإرهابي من أعماقهم كلما ارتفع صوت الفتنة.
ستعرفونهم من مشاركاتهم المسمومة، المغلفة بالخبث، على منصات التواصل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 18 ساعات
- العين الإخبارية
هجوم مالي.. تحول «خطير» في تكتيكات الإرهاب بالساحل الأفريقي
ناقوس خطر يعيد خلط الأوراق في مالي البلد المضطرب حيث تتداخل التنظيمات الإرهابية مع الجماعات الانفصالية لتشكل مشهدا بالغ التعقيد. ففي مشهد دموي يعكس تصاعد التهديدات الأمنية في قلب الساحل الأفريقي، دوى هجوم جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" على معسكر "ديورا" وسط مالي، في مؤشر ينذر بتصاعد خطر الفصيل المرتبط بتنظيم القاعدة. والهجوم يعتبر من أكثر الاعتداءات دموية في تاريخ الأزمة الأمنية التي تشهدها البلاد منذ 2012، حيث قتل ما لا يقل عن 41 جنديًا ماليًا، بينهم قائد المعسكر ونائبه، وفقًا لمصادر أمنية محلية. وبينما كانت الأنظار متجهة نحو تراجع الدعم الدولي وانكماش العمليات الفرنسية، باغت التنظيم الجميع بعملية أظهرت قدراته المتجددة، وكشفت هشاشة المنظومة الدفاعية في مالي. وتبنّت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" هذا الهجوم، مؤكدة سيطرتها على المعسكر بشكل كامل، في مشهد أثار العديد من التساؤلات حول قدرات هذه الجماعة وأهدافها المتجددة. فهل يحاول التنظيم إعادة التموقع أم أنه يستعرض قوة تسبق مرحلة توسع جديدة في ظل تنام لافت للهجمات المتزامنة بالجارة بوركينا فاسو، على وقع تراجع التنسيق الإقليمي وانهيار الهياكل الأمنية المشتركة. «رسالة قوة» في تعقيبه على التطورات، يرى الدكتور إبراهيم مايغا، باحث أول في "معهد الدراسات الأمنية" (ISS) في باماكو بمالي، أن "الهجوم على معسكر ديورا يعد نقلة جديدة في التكتيك الذي تعتمده جماعة نصرة الإسلام والمسلمين". وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، يقول مايغا، المتخصص في الأمن الإقليمي والحوكمة والجماعات المتطرفة بمنطقة الساحل، إن "اختيار توقيت الهجوم، وتنفيذه بهذه الدرجة من التنسيق، يُظهر أن التنظيم أعاد بناء قدراته الميدانية وأصبح يملك قدرة على الضرب في العمق، حتى في ظل وجود قوات نظامية". ولفت إلى أن "غياب أي دعم جوي أو تعزيزات للجنود المستهدفين يكشف عن وجود فجوات خطيرة في منظومة الإنذار والاستجابة داخل المؤسسة العسكرية". وتابع: "الجماعة تسعى بوضوح لإثبات أنها الفاعل الأكثر تنظيماً في الساحة، مستغلة الفراغات الأمنية وتشتت القوات المالية بين جبهات متعددة. هذا الهجوم ليس فقط رسالة قوة، بل أيضًا خطوة استباقية للسيطرة على مواقع استراتيجية في وسط البلاد". تقاطع طرحٌ يتفق فيه معه البروفيسور باسيلي بيهو، مدير "مركز الدراسات الأمنية الأفريقية" في جامعة أبوجا النيجيرية، بالقول إن "ما يجري في مالي الآن هو نتيجة لتقاطع الأزمات الأمنية والسياسية في منطقة الساحل" الأفريقي. وأوضح بيهو، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تستفيد من التنافس بين الجماعات المسلحة والانفصالية، مستغلة تراجع التنسيق الإقليمي بين الدول المتأثرة"، في إشارة إلى بوركينا فاسو والنيجر. وأشار إلى أن "الهجوم على ديورا يُظهر أن الجماعة قادرة على التكيف مع المعطيات الميدانية، بل وفرض واقع جديد". وبالنسبة للخبير، فإنه "من المهم الإشارة إلى أن الجماعة لا تستهدف فقط منشآت عسكرية، بل تسعى إلى ترسيخ نفوذها وسط المجتمعات المحلية عبر بث الرعب واستغلال انعدام الثقة في الدولة. هذا يُنذر بتوسع نموذج "اللا دولة"، حيث يحلّ التنظيم محل السلطة المركزية في بعض المناطق." ويأتي الهجوم على معسكر "ديورا" بعد أيام قليلة فقط من هجوم مباغت آخر استهدف موقعًا عسكريًا في بوركينا فاسو المجاورة، ما يعزز فرضية أن الجماعة الإرهابية تسعى إلى إثبات قدرتها على تنظيم صفوفها وتوسيع نطاق عملياتها جغرافيًا. وأكد شهود عيان ومصادر محلية أن المسلحين تحركوا بحرية بين المعسكر وبلدة ديورا طوال يوم الهجوم، دون أن يواجهوا مقاومة تذكر، في غياب تام لأي دعم جوي أو تعزيزات عسكرية للقوات المستهدفة. هجوم منسّق ورسالة واضحة بحسب الصور والفيديوهات التي بثّها التنظيم عبر قنواته الدعائية، فقد أظهرت مشاهد مروّعة عشرات الجنود القتلى، بالإضافة إلى عرض غنائم الحرب من عربات عسكرية وأسلحة وذخائر ومستندات وهواتف محمولة. وفيما لم يتسن لـ"العين الإخبارية" التأكد من صحة تلك المقاطع والصور، إلا أن مصدرا أمنيا ماليا وصف، في تصريحات إعلامية سابقة، الهجوم بـ"الرهيب"، مؤكدا أن المعسكر "تمّت سرقته بالكامل"، في إشارة إلى حجم الخسائر المادية والبشرية. ولم يصدر الجيش المالي أي بيان حول الهجوم حتى الآن، فيما أعلن في بيان أصدره السبت الماضي، "تحييد عدد من الإرهابيين" في عملية أخرى قرب مدينة "سوفارا" الواقعة أيضا في إقليم موبتي. من جهة أخرى، تعرّض معسكر "سومبي" العسكري في منطقة تمبكتو (شمال)، صباح الإثنين، لهجوم عبر طائرات بدون طيار (درون)، تبنّته هذه المرة "جبهة تحرير أزواد" الانفصالية، ما يشير إلى أن الدولة المالية تواجه الآن تحديات متوازية من الجماعات الإرهابية والانفصالية على حد سواء. تطورات تعيد بدورها صياغة نقاط التوقف، لتصبح الأسئلة المطروحة اليوم لا تتعلق فقط بمكان الهجوم وتوقيته، بل أيضا بمدى قدرة جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" على الاستفادة من الانقسامات السياسية والأمنية في مالي لتوسيع نفوذها. وتطرح طبيعة الهجوم على "ديورا" تساؤلات حول نوايا التنظيم في فرض حضور عسكري جديد بمناطق استراتيجية خارج معاقله التقليدية، مثل شمال مالي، والانتقال إلى وسط البلاد وصولا إلى الحدود مع بوركينا فاسو. aXA6IDgyLjI2LjI0My4xNjIg جزيرة ام اند امز GB


الاتحاد
منذ يوم واحد
- الاتحاد
جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تنظم ندوة «تنظيم الإخوان المسلمين: خطاب التطرف والتضليل»
إبراهيم سليم (أبوظبي) نظمت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بمقرها في أبوظبي ندوة بعنوان: «تنظيم الإخوان المسلمين: خطاب التطرف والتضليل»، ضمن ندواتها الفكرية الموجهة للمجتمع؛ بهدف تعزيز الرؤى التي تتبناها دولة الإمارات، للحد من الأفكار الهدامة التي تتبناها التيارات المتطرفة، وتعزيز قيم التعايش والتسامح، ونبذ الغلو والتطرف. وسلطت الندوة، التي شارك فيها نخبة من أساتذة الجامعة، الضوء على خطاب الإخوان المسلمين، وكشفت توظيفهم للدين في خدمة مشاريع سياسية تتجاوز حدود الدول الوطنية، وكشفت الرسائل المضللة التي ينتهجها تنظيم الإخوان المسلمين، وأوضحت أثر التنظيم في تهديد بنية ومفهوم الدولة الوطنية، وتقويض مفاهيم المواطنة. كما هدفت الندوة إلى تفكيك الأسس الفكرية التي يقوم عليها مشروع الإخوان، من خلال تحليل مفاهيمه الدينية والسياسية، وتبيان مخاطر المشروع الإخواني على وحدة المجتمعات واستقرارها، إلى جانب دعم خطاب الاعتدال الديني والمؤسسات الدينية الرسمية في مواجهة الفكر المتطرف، وكشفت الندوة الممارسات الخطيرة التي يعتمد عليها تنظيم الإخوان في استهداف المجتمعات المسلمة. تحريف المفاهيم الدينية ناقشت الندوة عدداً من الأوراق، قدمها نخبة من أساتذة الجامعة، وجاءت الورقة الأولى بعنوان «الإخوان المسلمون وتحريف المفاهيم الدينية»، قدمها الدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أكد فيها أن دولة الإمارات تواصل جهودها في تعزيز قيم التسامح والمواطنة، وفي مجابهة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، من خلال تفكيك بنيتها التنظيمية وضرب الأسس الفكرية للحفاظ على قيم السلام والوئام، وتعزز وعي المجتمع بما يقيه من الجهل والأفكار المغلوطة والشعارات الزائفة. وقال: إن الإسلام ليس نظرية سياسية ولا مشروع حاكمية ولا منظومة حزبية، فالإسلام دين محبة ورحمة وأخلاق، جاء لتكريم الإنسان ونشر قيم السلام والوفاء والمحبة، وأضاف: نشأ تنظيم الإخوان الإرهابي متأثراً بالحركات العنيفة، مقتبساً من النازية والسرية، فأسّس كتائب ومنظمات سرية، ونظَّر لفرض التغيير بالقوة تحت شعار«تغيير المنكر». وأشار الظاهري إلى أن الإخوان شبكة أيديولوجية ممتدة تتلون وتتشكل، تتخفى حيناً وتظهر حيناً آخر، لكنها تحتفظ بثوابت التخريب والانقضاض على الدولة مستغلة أزمات الشعوب، ومروّجة لخطاب الضحية، تارة باسم المظلومية، وتارة باسم «الربيع». وأضاف الظاهري أن جماعة الإخوان المسلمين ناصبت الدولة الوطنية العربية العداء منذ نشأتها، ورأت فيها عائقاً أمام مشروعها السلطوي، وحجر عثرة في طريق استيلائها على الحكم. لم تعترف بأسس هذه الدولة ولا بمبادئها الحداثية، بل حاربتها، وعدّتها نقيضاً لتدينها المُؤدلج، الذي اختصر الإسلام في رؤيتها الحزبية. وأكد أنه لا ينبغي أن ننخدع بأي تبدل في خطابها، أو ما قد يُظهر من مرونة ظاهرية توحي بأنها تصالحت مع الدولة الوطنية أو قبلت بأسسها الحديثة. فذلك ليس إلا مظهراً من مظاهر الخداع السياسي، والمخاتلة الأيديولوجية، غايته كسب التعاطف، واختراق المجتمعات، وتهيئة الطريق للوصول إلى السلطة. «الإخوان» والتهديد الفكري عرض الأستاذ الدكتور رضوان السيد، عميد كلية الدراسات العليا بالجامعة، ورقة بعنوان: «الدولة الوطنية ومواجهة التآمر الإخواني»، لافتاً إلى أن جماعة «الإخوان» سعت منذ نشأتها إلى استخدام العنف بشتى أنواعه لبناء «دولة الأمة» على أنقاض الدولة الوطنية التي كانت وما تزال خصمهم الرئيسي. وقال إن «الإخوان المسلمين تنظيم سياسي في جوهره يستغل المشاكل والتحديات الاقتصادية والاجتماعية في الدول، للوصول إلى السلطة، وهدم الوطن تحت شعار تطبيق الشريعة وتحسين الأوضاع». وأكد د. رضوان السيد أن استخدام الدين ضد الدولة فيه ضرر على الدين والدولة معاً، وعلى الدين قبل الدولة. «الإخوان» وخطاب التضليل تناولت الورقة الأخيرة في الندوة «الحاكمية عند الإخوان خطاب التضليل»، وقدمها الدكتور يوسف حميتو، عضو الهيئة التدريسية بالجامعة، وأشار فيها إلى أن الفكر الإخواني يُخرج الدين من المرجعية الأخلاقية والتشريعية المرنة، إلى كونه مشروعاً سياسياً كلياً لا يقبل التعدد، ويجعل الدولة تتحول لسلطة تنفيذية باسم الإله وتحول الحكم المدني إلى أصل من أصول التوحيد. وقال إن الفكر الإخواني يؤدي إلى تكفير المجتمعات، وإدخال مفاهيم مغلوطة خطيرة على العقيدة، وأضاف: «الفرق بين الحاكمية والإمامة يكمن في الدلالة والمنشأ والمقصد، وشتّان بينهما في الجوهر والمعنى». وأكد حميتو، أن مفهوم الحاكمية يقوم على القطع والتأثيم والخلط بين المجال الديني والسياسي، ويجعل قبول الحاكمية شرطاً للإسلام، وهو ما يتعارض مع نصوص الدين والتراث الإسلامي. وقال: إن من استراتيجيات التضليل الخطابي في الفكر الإخواني تقسيم العالم إلى منطق الثنائيات المتعارضة، وإدخال الناس في دائرة الجاهلية والتكفير والقطيعة مع الدولة الوطنية. وأدار الندوة الدكتور محمد العزيزي، مساعد نائب مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية لقطاع الشؤون الأكاديمية. عابر للحدود قدم الدكتور عدنان إبراهيم، مستشار مدير الجامعة ورقة «الإخوان المسلمون والتهديد الفكري»، أوضح فيها أن تنظيم الإخوان يرى الدولة بمنظور عقدي عابر للحدود لا يعترف بالوطن وحدوده الجغرافية، وهذا خلط خطير يقوم عليه الفكر المتطرف الذي يهدف لزعزعة الأوطان وقيم المواطنة. وقال: «يجب على العلماء دعم حكوماتهم ودولهم في تعزيز الأمن والاستقرار والبناء والنماء وليس العكس، وعليهم مسؤولية فضح أسس الفكر المتطرف وتفكيكه». مخالفة الضوابط في ورقته بعنوان «مشروع الإخوان المسلمين التخريبي في المجتمعات المسلمة»، قال الدكتور خالد الإدريسي، عضو الهيئة التدريسية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية: «ترتكز الدوغمائية السياسية الدينية للجماعات المتطرفة على العنف ومخالفة ضوابط التدبير الأخلاقي، والارتزاق الحربي الديني ومواجهة الدولة ومبدأ علانية العمل وسرية التنظيم». وأضاف: «تم إهمال التحليل الجيو-سياسي والجيو-ثقافي في دراسة الجماعات المتطرفة لفهم ومواجهة التهديدات التي تسببها هذه الجماعات». خليفة الظاهري: «الإخوان» جماعة إرهابية سرية تهدم المجتمعات أكد الدكتور خليفة الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أنه منذ أن رفع حسن البنا شعاره «الإسلام هو الحل»، لم يكن يقصد الإسلام الذي نعرفه جميعاً «إسلام الرحمة والعقل والسلام، بل كان البنا يدعو إِلى إِسْلام مُصَنَّع، مُعلَّب، مشْحون بِأوهام السلطة والكرسي مشبع بنزعة الهيمنة، ومرهون بإقامة الخلافة على أنقاض الدول الوطنية، وبتفكيك المجتمعات، لإعادة تشكيلها وفق نسق حزبي ضيق لا يتسع إلا لأتباعه وجماعته». وقال الظاهري: «ثم جاء بعد البنا تقي الدين النبهاني، وسيد قطب، وأبو الأعلى المودودي، فتوسعت تلك المدرسة، وغُذِّيَتْ بخطاب أيديولوجي مغلق يدعي امتلاك الحقيقة ويقصي الآخر، كما يقصي المجتمع نفسه». وأضاف: «وهكذا وُلِدَتِ الأَخْوَنَةُ، باعتبارها مشروعاً إرهابياً له أدواته ومراجعه التنظيمية، والمالية والعسكرية، وله امتداداته العابرة للحدود، ومن ثم تحوَّلت فكرة (الخلافَة الإِسلامِيَّةِ) من فكْرة هامشِيّة فرعية إِلى هوسٍ سياسِيٍّ وعقيدة إِخوانيَّة، ومنْ أداة إلى غاية وجوديَّة، فتقاطع الخطاب الديني مع النزعة الإخوانية، فتشكلت بذلك نواة خطاب التطرف والتضليل». وشدد الظاهري على أن أصل الفكر المتطرف للتنظيم يعود إلى ابتداعهم لمسائل لم يعرفها تاريخ المسلمين لا في ماضيهم، ولا حاضرهم، وهي ادعاء أن إقامة الدولة الإسلامية فريضة شرعية، لا يكتمل الدين إلا بها، وتحويل الدين إلى أداة للتبعية السياسية، والحشد الحزبي، واعتماد العنف وسيلة «مشروعة» لتحقيق الغاية حتى لو أهدرت الدماء وتفككت الأوطان، والعمل على أسلمة المعرفة وتشويه العلوم والمعارف والفلسفة. وأكد مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أن هذا التنظيم منذ التأسيس نشأ متأثراً بالحركات العنيفة مقتبساً من النازية والجماعات السرية، حيث أسس كتائب ومنظمات سرية، وَنَظَّرَ لفرض التغيير بالقوة تحت شعار «تغيير المنكر»، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن ممارسة العنف بشتى أنواعه، فعنف فكري يقصي، وعنف مؤسسي يخرب، وعنف اجتماعي يُقَسِّمُ، وعنف مسَلَّح يُفَجر ويغتال. ودعا الأجيال والشباب، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى الحذر من طرق «الإخوان»، وأساليبهم.


الاتحاد
منذ يوم واحد
- الاتحاد
أحمد بن محمد: الإعلام شريك في صناعة المستقبل
دبي (وام) شهد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، الافتتاح الرسمي لقمة الإعلام العربي، بحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، ودولة الدكتور نواف سلام، رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، في الحدث الإعلامي الأكبر على مستوى المنطقة، الذي يشارك فيه هذا العام نحو 8000 إعلامي ومتخصص ومعني بقطاع الإعلام. حضر الافتتاح، سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، ولفيف من كبار الشخصيات والوزراء والقامات السياسية والفكرية والقيادات والرموز الإعلامية، وأهم وأبرز صناع المحتوى والمؤثرين من دولة الإمارات ومختلف أنحاء المنطقة والعالم. وأكد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم أن القمة تجسد رؤية دبي الطموحة في ترسيخ مكانتها مركزاً إقليمياً ودولياً للحوار الإعلامي، وحرصها المستمر على تمكين الإعلام العربي ليكون أكثر قدرة على مواكبة المتغيرات العالمية، وأكثر تأثيراً في سرد الرواية العربية بأسلوب احترافي ومعاصر. وقال سموه إن القمة باتت منصة استراتيجية تجمع نخبة من المفكرين وصناع القرار والإعلاميين العرب، في إطار من الحوار البناء والتبادل المعرفي الذي تتبناه دبي، بهدف تطوير أدوات العمل الإعلامي، واستشراف مستقبله في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم على صعيد التكنولوجيا، والمحتوى، وتحول أنماط الاستهلاك الإعلامي. وأضاف سموه: «الإعلام لم يعد مجرد ناقل للأحداث، بل هو شريك في صناعة المستقبل، ودعمنا المتواصل لهذا القطاع يأتي ضمن التزامنا بتوفير البيئة الملائمة للإبداع، وتحفيز الكفاءات الشابة، وتعزيز الشراكات مع المؤسسات الإقليمية والدولية، لبناء منظومة إعلامية متكاملة تواكب الطموحات، وتعزز من الحضور العربي على خارطة التأثير الإعلامي العالمي». وخلال الافتتاح الرسمي، ألقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، كلمة رئيسية أعرب فيها عن تقديره لفكر ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والتي أثمرت عقد القمة بما لها من قيمة كمنصة مهمة للنقاش الفكري والإعلامي في عالمنا العربي والإسلامي. كما أكد فضيلته تقديره للموضوعات التي تتطرق لها القمة حول الدور المحوري للإعلام العربي في مواجهة التحديات الأخلاقية الحديثة، في ظل عالم مفتوح يموج بالطفرات والأزمات الإنسانية والأخلاقية المتلاحقة. وحذر فضيلة الإمام الأكبر مما تروج له بعض المنصات الرقمية من شعارات أثرت بالسلب على الذوق العام والفطرة السليمة، واضطربت بسببها معايير الحسن والقبح، وموازين الخطأ والصواب. وقال فضيلته: «لقد عانينا نحن -العرب والمسلمين- من رسائل وتقارير إعلامية لتشويه صورتنا في عقول الغربيين، بل في عقول العالم كله، بعد ما ربطت بين الإسلام وبين العنف والتطرف، وظلم المرأة، وصورته -زوراً وبهتاناً- في صورة (حركة اجتماعية) أو (أيديولوجية سياسية) تدعو للعنف والتعصب والكراهية والتمرد على النظام العالمي». وأعرب عن أسفه أن كثيراً من الصور المضللة تسللت إلى المنطقة، وانعكست آثارها سلباً على الخطاب الإعلامي العربي، حيث انزلق البعض إلى تصدير ثقافة زائفة، تعني بنقد كل ما هو عربي المنشأ أو إسلامي الفكر والتوجه. وقال: «ما زاد من جسامة التحديات الراهنة ومن خلل كبير في الاعتزاز بالهوية، ومن توسيع للفجوة بين وعينا المعاصر، وبين تراثنا الذي كان بالأمس القريب من أقوى مصادر عزنا وفخارنا وصمودنا في وجه العابثين بماضي هذه الأمة وبحاضرها». وتطرق فضيلته إلى الأوضاع التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والأزمة التي تواصلت فصولها على مدار تسعة عشر شهراً، وما يجب على الإعلام العربي حيالها من مسؤولية تاريخية لتوضيح للحقائق، وإبراز صمود الشعب الفلسطيني، والحفاظ على القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان شعوب العالم شرقاً وغرباً. وأضاف: «ننتظر الكثير من الجهود الإعلامية المكثفة لمواجهة الظاهرة المسماة بظاهرة: الإسلاموفوبيا، والتصدي لآثارها السيئة في الشارع الغربي، رغم أنها لا تعدو أن تكون وهماً أو خيالاً صنعَت منه تهاويل لتشويه صورة الإسلام والحط من مبادئه التي تقوم على السلام والعيش المشترك، وذلك على الرغم مما نعلمه من حقوق الإنسان والحيوان والنبات والجماد في شريعة الإسلام السمحاء». كما شهد الافتتاح الرسمي للقمة كلمة رئيسية ألقاها دولة الدكتور نواف سلام، رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، أعرب فيها عن تقديره لاحتضان الإمارات، ومدينة دبي قمة الإعلام العربي، منوهاً بجهود الإمارات ودبي في مجال ترسيخ العمل العربي المشترك. وعن القمة وأثرها، قال سلام : «نجتمع اليوم في زمن استثنائي لم يعد فيه الإعلام مجرد ناقل للواقع، بل صار قوة تصنعه ومصنعاً للرأي العام، وللسلم وللأسف أحياناً أيضاً للفتنة»، مؤكداً الحاجة إلى إعلام مسؤول يضع الحقيقة فوق كل اعتبار. وقام سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم بجولة في مقر قمة الإعلام العربي، حيث استمع من الدكتورة ميثاء بوحميد، نائب رئيس اللجنة التنظيمية لقمة الإعلام العربي 2025، حول ما يضمه المقر من منصات وفعاليات وأنشطة تتكامل في مضمونها وأثرها ما تتضمنه الأجندة المكثفة للقمة من جلسات رئيسية وحوارية وورش عمل تدريبية. وأثنى سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم على التنظيم المحكم للقمة ومختلف الفعاليات المندرجة تحت مظلتها. وكانت منى غانم المرّي، نائب الرئيس، العضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، رئيسة اللجنة التنظيمية لقمة الإعلام العربي، قد ألقت كلمة في مستهل الافتتاح الرسمي للقمة في وثاني أيامها، وفي إطار «منتدى الإعلام العربي»، ضمن دورته الثالثة والعشرين.