logo
موضوع الفكاهة في المجال الاجتماعي

موضوع الفكاهة في المجال الاجتماعي

الشرق الأوسط١٥-٠١-٢٠٢٥

لو تأملنا في موضوع الضحك أو النكتة، أو الفيديوهات الحيويّة التي تصلنا، لوجدنا أنها تضج بالحياة وبالشيفرات المركزة، معظم المثقفين يتجهّمون تجاه الحياة الضاحكة، ويزدحمون بالمؤتمرات والندوات. وإذا أردنا فحص موقع النكتة من الثقافة، فإنها تلتقي بشكلٍ فلسفي مع مواضيع الجمال وهي جزء من «نظرية الضحك».
وأحسب أن من لا يرى كل يومٍ مشاهد ضاحكة، فإن في حيويته الدنيوية الكثير من الخلل. إن النكتة دائماً مكثّفة بموضوع أساسي ولكنه ضمن سياقٍ ضاحك، إن النكتة هي حمولة مصغّرة من توصيف الوقائع. الفلاسفة الكبار مثل أفلاطون، وأرسطو، وكانط، وشبنهور، وبرغسون، ونيتشه، وغيرهم لهم إسهامات في إيضاح نظرية الضحك.
ربما جاء الحديث عن نظرية الضحك عرضاً كما هي الحال لدى كانط في كتابه «نقد ملَكة الحُكم»، أو حتى لدى أفلاطون، أو شبنهور، ومن قبلهم أرسطو، إذ تجيء كاستطراد داخل نظريات تتعلق بالجمال.
أما برغسون فقد ألّف كتابه «الضحك» بحثاً في دلالتها وترجمه: سامي الدروبي، وعبد الله عبد الدايم بطريقةٍ متميزة.
بينما كيركغارد دوّن أكثر من كتاب، وعبد الفتاح إمام استعاد بحثاً بعنوان «مفهوم التهكم عند كيركغارد».
بينما شاكر عبد الحميد طرح كتابه النفيس «الفكاهة والضحك - رؤية جديدة»، وأستعيد بعض مقولاته هنا. يقول في فصل «فلاسفة الضحك»: «هناك ارتباط ما بين الفلسفة العامة للفيلسوف وبين أفكاره الخاصة بعلم الجمال (الاستطيقا) وبين أفكاره المتعلقة بالضحك، فالضحك وثيق الصلة بالإبداع والفن».
برونو يكتب أن ثمة رابطة بين البكاء والسرور. إذ يقول: «إن أشكال الضحك تأتي ممزوجة بدرجة ما من الحزن والبكاء، وإن كل بكاءٍ إنما يخفي خلفه درجة من المتعة والسرور».
بينما شبنهور رأى أن الضحك «ينشأ نتيجة افتقار للتجانس أو حدوث التناقض بين الموجة العقلية المجردة وبين تمثل أو تمثيل معرفي معين يقوم على أساس الإدراك، أي إن الضحك ببساطة هو محصّلة لذلك الصراع أو التفاوت المعرفي الذي لا يمكن اجتنابه بين المتصوّر العقلي العام والمدرك الحسي الخاص»، و«إن سبب الضحك هو ببساطة ذلك الإدراك المفاجئ للتناقض بين تصورٍ معين، وبين المواضيع الواقعية المحددة التي تم الاعتقاد من قبل بوجود علاقة معينة بينها وبين هذا التصور».
تحدث كيركغارد عن أن التهكّم عامةً: «يحرر من أعباء الواقع المعاش والواقع الامبريقي (التجريبي) العملي، ولكن هذه الحرية تظل حرية من النوع السلبي نسبياً، لكن التهكّم له جانبه الإيجابي أيضاً الذي يقوم على أساس الاستمتاع الذي يتمثل في أن التهكم يوفر لصاحبه شكلاً من أشكال الاكتفاء بالذات، أو نوعاً من الغلوّ بالثقة في النفس».
الخلاصة؛ أن النكتة بقدر ما هي فعل علوّ من أعباء الواقع، وبقدر ما هي نقد شديد أو حيوية اجتماعية رمزية، فإنها التعبير الأكثر صدحاً والأكثر غموضاً. ثمة حالة تواطؤ اجتماعي على الضحك من مفارقة معينة تجاه صورة أو لفظة معينة. النكتة تتكثّف مع الوقائع الصاعدة، وهذا موجود عبر التاريخ وهي تبويب اجتماعي للتعبير عن رأي في واقعة معينة، ولذلك أخذها علماء الاجتماع بعين الاعتبار والتحليل والتدقيق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عساكم من عواده
عساكم من عواده

الشرق الأوسط

timeمنذ 9 ساعات

  • الشرق الأوسط

عساكم من عواده

لا أعرف كيف أصف عشية الأعياد. ينتابني نوع من الخشية والفرح معاً. أخاف أن أنسى أحداً من أصدقائي، وأخاف أن أتذكرهم، وأتذكر كيف أنني لم أستطع أن أوفيهم جمائلهم. لم يدر الأصدقاء أفضالهم في طريقنا على دروب العمر. وعندما نكبر نكتشف أن الجزء الرحب والمضيء والسعيد من حياتنا كان من صنعهم. إنهم أقرباء المصادفات وعائلات الأقدار. كل واحد من قطب، وكل واحد من صوب، وجميعاً يشكلون في مجمع اللقاءات حكاية العمر التي كتبت نفسها دون عناء، أو تكلف. الأعياد مجرد تذكير مختصر بملحمة شخصية لا نهاية لها. الحياة مجموعة عناوين، والمودة أجملها. والرضا أعمقها. ولذلك، ننتظر الفرح الذي تحمله الأعياد، لكي تعبّر عنا ما نقصّر في التعبير عنه. بعض الصداقات يكون العام كله عشية العيد. انتظار يومي في انتظار مناسبة تحمل أمنياتنا ومشاعرنا، والاعتذار من قصورنا، والتعبير عما لا نستطيع التعبير عنه إلا في مهرجان من الصمت. في انتظار العيد، تتدفق الأسماء من تلقائها. واحداً بعد الآخر. عاماً بعد عام. عالم يتسع للمودات، ويتوسع بلا جهد أو عناء. متكأ الشكوى وغفارة العتب. عندما نرسل الأمنيات الكبرى وكأننا نرسلها إلى أنفسنا: كل عام وأنت بخير. لهم جميعاً. الطيبون والأفضلون وأنبل الرفاق. في الحالات القاسية لا نبحث عن طبيب، بل عن صديق. كلما ضعفت بنا النفس نعرف أن العلاج في الروح. وفي عشية العيد نتذكرهم واحداً واحداً، وقلباً إلى قلب، لكثرة ما لهم في حياتنا من أثر بُني بحجارة كريمة. الصداقة هي القلعة ضد الكآبة، والحصن ضد العزلة. والأصدقاء هم العائلة المضافة. أشجار نمت على طريق الحياة، وفيها فيء عظيم. كلما اشتدت الهاجرة على النفس المتعبة، حلّت الصداقة برداً وسلاماً. إنها عبقرية الوجود، وكتاب الرفاق، ونسائم الأعياد. يعود المرء في العيد طفلاً. يفرح مثل طفل، ويحلم مثل طفل، ويخاف مثل طفل. ويشعر بالوفاء مثل رجل.

المحطة الأولى لفيلم «كيف تروض تنينك؟» في الرياض
المحطة الأولى لفيلم «كيف تروض تنينك؟» في الرياض

الرياض

timeمنذ 9 ساعات

  • الرياض

المحطة الأولى لفيلم «كيف تروض تنينك؟» في الرياض

انطلق فيلم "كيف تروض تنينك؟" (How to Train Your Dragon) بنسخته الحية، عروضه المقتبسة من سلسلة "دريم ووركس أنيميشن" الشهيرة. حيث أقيم العرض في العاصمة الرياض، تحت إدارة مجموعة روتانا، وكانت الرياض المحطة الأولى للعرض العالمي والافتتاحية للجولة الترويجية العالمية للفيلم، بمشاركة النجم العالمي جيرارد بتلر بطل الفيلم، وذلك بدعم إستراتيجي من المجموعة ضمن شراكتها المتنامية مع كبرى الأستوديوهات العالمية، بما فيها Universal Pictures. يذكر أن فيلم "كيف تروض تنينك؟"، من بطولة كل من جيرارد بتلر، ماسون ثامز، نيكو باركر، نيك فروست، وجوليان دينيسون، إضافة إلى نخبة من النجوم العالميين. ومن إنتاج مارك بلات وآدم سيجل "دريم ووركس أنيميشن"، والقصة مستوحاة من سلسلة كتب كريسيدا كويل، وإخراج دين ديبلوا.

إسدال الستار على الدورة الـ78 لكان السينمائي.. دورة مفعمة بالمفاجآت
إسدال الستار على الدورة الـ78 لكان السينمائي.. دورة مفعمة بالمفاجآت

الشرق السعودية

timeمنذ 11 ساعات

  • الشرق السعودية

إسدال الستار على الدورة الـ78 لكان السينمائي.. دورة مفعمة بالمفاجآت

أُسدل الستار، السبت، على فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي، بعد 12 يوماً من العروض العالمية الأولى، والمنافسات الحامية، والنقاشات الفنية الغنية التي جمعت صنّاع السينما والنقاد والجمهور في قلب الريفييرا الفرنسية. وتميّزت هذه الدورة، التي وُصفت بأنها من الأكثر تنوّعاً وجرأة خلال السنوات الأخيرة، بلحظات مفاجئة واستثنائية أكدت مكانة المهرجان كأهم منصة سينمائية في العالم. 22 فيلماً وسعفة واحدة تضمّنت المسابقة الرسمية لهذا العام 22 فيلماً، من أبرزها: Sentimental Value للمخرج يواكيم تريير، وSirat للمخرج الاسباني أوليفيير لاكسيه، وTwo Prosecuters للأوكراني سيرجي لوشنيتسا، وDie My Love للمخرجة لين رامزي، وDossier 137 للمخرج الفرنسي دومينيك مول، وA Simple Accedent للمخرج الإيراني جعفر بناهي. كما شهد المسابقة الرسمية عرض فيلمي "الشقيقة الصغرى" للفرنسية التونسية حفصية حرزي ، و"نسور الجمهورية" للسويدي (مصري الأصول) طارق صالح. وإلى جانب المسابقة الرسمية، توزعت بقية العروض على 5 برامج رئيسية: • نظرة ما (Un Certain Regard) • العروض الخاصة وخارج المسابقة • أسبوع النقاد (Semaine de la Critique) • أسبوعا المخرجين (Quinzaine des Cinéastes) • سينيفونداسيون والأفلام القصيرة حضور عربي لافت شهدت هذه الدورة حضوراً عربياً قوياً وغير مسبوق، إذ شاركت 9 أفلام عربية في أقسام مختلفة، أبرزها: • "Aisha Can't Fly Away" للمخرج مراد مصطفى (مصر، السودان، تونس، السعودية، قطر) - "نظرة ما". • "Once Upon a Time in Gaza" للمخرجين طرزان وعرب ناصر (فلسطين، فرنسا، البرتغال) - "نظرة ما". • "The President's Cake" للمخرج حسن هادي (العراق، قطر، الولايات المتحدة) - والذي فاز بجائزة برنامج "أسبوعا المخرجين". ضيوفٌ نجوم كما شهدت السجادة الحمراء في مهرجان "كان" مرور عدد كبير من كبار النجوم العالميين، من بينهم: • روبرت دي نيرو، الذي كرّمه المهرجان بـ"السعفة الذهبية الفخرية" في حفل الافتتاح. • دينزل واشنطن، الذي تلقى التكريم نفسه قبل عرض فيلمه "Highest 2 Lowest" من إخراج سبايك لي. • سكارليت جوهانسون، وكريستين ستيوارت اللتان خاضتا تجربتهما الإخراجية الأولى. جوائز ما قبل السعفة جاءت نتائج الجوائز لتحمل العديد من المفاجآت، خصوصاً في قسم "نظرة ما"، الذي شهد تتويجاً عربياً مهماً، حيث نال التوأمان الفلسطينيان طرزان وعرب ناصر عن فيلم "Once Upon a Time in Gaza". أما جائزة أفضل فيلم في هذه المسابقة، فقد مُنحت إلى "The Mysterious Gaze of the Flamingo" للمخرج دييجو سيبيديس، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى فيلم "A Poet" للمخرج سيمون ميسا سوتو، وجائزة أفضل ممثل إلى فرانك ديلان عن فيلم "Urchin"، وجائزة أفضل ممثلة إلى كليو ديارا عن فيلم "I Only Rest in the Storm"، وجائزة أفضل سيناريو إلى هاري لايتون عن فيلم "Pillion". في حين ذهبت جائزة السعفة الذهبية الفخرية، إلى اثنين من عمالقة السينما العالمية، هما روبرت دي نيرو، ودينزل واشنطن. تجديدٌ دائم وتحدّيات أكدت الدورة 78 من المهرجان أن السينما ما تزال أداة للتفكير والتغيير، وأن الفن السابع قادر على الجمع بين الجرأة الفنية والالتزام الإنساني، بين المتعة البصرية والهمّ الأخلاقي، وهو ما يجعل "كان" أكثر من مهرجان بل فضاءٌ عالمي للحرية والتعبير والابتكار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store