logo
تحيك السعـودية ملامح نسيج جديد

تحيك السعـودية ملامح نسيج جديد

مجلة هي٢٥-٠٤-٢٠٢٥

حوار: Rahaf Alqunaibet
في زمن يبحث فيه العالم عن بدائل أقل وطأة على الكوكب، تُطل السعودية كمختبر حيّ لابتكار نسيج جديد، لا يُنسج بالخيط والإبرة، بل يُصاغ بالوعي والفكرة. من وبر الجِمال، إلى قشور الفواكه، ومن قصاصات الجلد المهملة. تظهر ملامح مشهد سعودي لا يكتفي باتباع الاستدامة، بل يعيد كتابتها بلغته الخاصة.
تتقدم ثلاث علامات سعودية فتية برؤى متكاملة تعيد رسم العلاقة بين الجِمال والأرض، إذ تتخذ NOUKK من صوف الجِمال العربي نسيجا، وتحول Naseam بقايا الفواكه إلى جلد نباتي عطِر، بينما تنظر BOVENUE إلى القصاصات المهملة بعين مختلفة، فتراها بذورا لأناقة جديدة. ثلاث رؤى ودرب واحد لا يرى الفخامة في استنزاف الأرض، بل في تكريمها ولا يفصل الأقمشة عن الجذور، بل يُنبِتها منها. فكيف تعيد هذه العلامات تعريف الفخامة من منظور بيئي؟ وهل يمكن للهوية المحلية أن تُصبح خامة المستقبل؟
تُطل السعودية كمختبر حيّ لابتكار نسيج جديد
علامة NOUKK صوف الجِمال بلُغة الكشمير
عندما قررت علامة NOUKK الاعتماد على صوف الجِمال كنسيج فاخر خام، لم يكن المشروع إعادة إحياء لتراث تقليدي فحسب، بل خطوة نحو تخيل مستقبل أمن مع البيئة والهُوية. ومن هذا المنطلق، اجتمع كل من د.سعيد عوض، ومحمد الملا، ود. محمد مدني، و"ديليتا ديل جوديتشي" لتأسيس العلامة، واضعين نصب أعينهم إعادة تعريف الفخامة من منظور محلي ومستدام.
وفي هذا السياق، يوضح د. سعيد عوض، الشريك المؤسس، الدافع وراء انطلاقة المشروع، قائلًا: "استلهمنا فكرتنا من وعينا بالإمكانات غير المستغلة لصوف الجِمال العربية هذا المورد الثمين الذي لم يُمنَح التقدير الذي يستحقه".
تمثل الجِمال العربية نحو 80 في المئة من إجمالي الجِمال العربية في العالم، ومع ذلك فإن صوفها يُهمل في الأغلب. ولهذا تعيد NOUKK اكتشافه، حيث استخرجت منه نسيجا فاخرا يُجمع خلال موســـم الربيـــــع عندما يتساقـــــــط طبيـــعـيـــا، ويُعالج بتقنيات إيطالية متقدمة لتمنحه نعومة تضاهي الكشمير، بل تتجاوزه في بعض الخصائص.
وعلى ذلك يعبر د. محمد مدني الشريك المؤسس ومســتـــشار الأليـــاف الطبيــعـيـــة قائــــــلاً: "نستكشف أفضل تقنيات المعالجة، بما في ذلك التكنولوجيا الإيطالــيـــــة المتــقدمـــــة، للوصول إلى نعومة تقارن بالكشمير من حيث قياس الميكرون، مع ملمس أنعم من الصوف ومع متانة استثنائية".
هذه النعومة لم تكن سوى جزء من المشروع. فالتوازن بين الماضــــي والمستــــقـــبـــــــل كان في قلــب المعادلة، يوضح محمد الملا ذلك بقوله: "تهدف NOUKK إلى ربط الأجــيــــــال الحاضرة والمقبـــلــــــة بالإرث العربي عبر بناء جسر بين الــمــــاضي والحاضر، وتـــقــــديم التــــــراث كتعبير خالد عن غنى الثـــــقـــــافة العربية واعتزازها بنفسها".
لكن التحدي الذي تواجهه العلامة، لا يأتي من تطوير الصوف، بل في بناء سلسلة توريد أخلاقية بالكـــامـــل حيـث يـقـــــول "ديليتا ديل جوديتشي" – الشريـــــك الــمــؤســـــس ومديرة العلامة التجارية: "نتعامل مع المجتمعات المحلية لدعم النشاط التجاري، كما نعتمد على طرق جمع حنونة، تستند إلى خمسة مجالات لرفاهية الحيوان".
تُعد NOUKK أول علامة رائدة في استخدام نسيج الجِمال هذا، ويشتــــــق اســمـــها من الكلمة العربية "الناقة"، ليرمز إلى القوة، والرشاقة، والقدرة على التحمّل، وهي سمات متجذّرة في الثقافة العربية.
علامة Naseam جلد حيّ يفوح بذاكرة المكان
من رحم تجربة جماعــيـــــة خــــلال "تحدي تنوين للتصمـــيــــــم" في مـــــركــــــز إثــــــراء، انــطــلقـــــت عــــــلامة Naseam بــــثـــــــلاث مصـــمـــمــــــات مــــن خــــلـــفـــــــيـــــات مخـــتــــلــفــــة: المهنـــــدســـــــة المعمارية فاطمة نــــامي، ومصممة الأزياء والنسيج هيفاء الدهام، ومصممة المنتجات والمواد أنوار الصفواني. كانت نقطة البداية قشور فاكهة زائدة في اجتماع عائلي، لكن الرؤية كانت أبعد بكثير، وهي تحويل النفايات العضوية إلى خامة حسية وعطرية.
علامة Naseam
تفتتح فاطـــمـــــة الحديث عن شرارة البداية قائلة: "بدأت رحلتنا من سؤال بسيط: لماذا لا نمنح ما يُعتبر نفايات فرصة جديدة للحياة؟ فقد لاحظنا خلال التجمعات العائلية حجم النفايات الناتجة عن الفواكه، ومنها استلهمنا فكرة تحويلها إلى جلود".
نُفــذت أولى التــــجــــــارب باستخدام براعم اللافندر وقشور الـــرمـــــان واليـــــوسفي والمــــانـــجـــــو والـــموز. ومن بين خـــمــــس عينــــات، أثبــتـــت ثلاث قـــــدرتها على الصمود، ما دفع الفـــــــريق إلى تطوير معايير أداء خاصة بالخامة الجديدة. تشرح أنوار قائلة: "بعد التجارب المستمرة، قررنا تسليط الضوء في إطلاقنا الأول على رائحتين مميزتين: قشور الرمان واليوسفي. حيث نجمع هذه القشور بعد استهلاك الفاكهة، بينما نحصل على المانجو الناضج الزائد عن الحاجة من الأسواق المحلية".
تُجفف جلود المحاصيل تحت الشمس دون استخدام الكهرباء، وتُدمج مع مكونات طبيعية، ما يمنحها خصائص فيزيائية تُشبه الجلد التقليدي، لكنه صديق للبيئة، وعلى ذلك توضح هيفاء الدهام: "منذ انطلاقنا في يوليو 2024، دمجنا أساليب التصنيع والإنتاج المستوحاة من تخصصاتنا في التصميم والهندسة، مع تركيز على إنشاء خط إنتاج يجمع بين تصميم المنتجات وفن صناعة العطور".
علامة Naseam
ترتبط كل رائحة في Naseam بمنطقة سعودية، فتتحول الجلود إلى ذاكرة جماعية حيّة. تفسّر الصفواني العملية قائلة: "حتى الآن، طورنا عطورا مبتكرة ضمن الجلود الحيوية مثل: نعناع الأحساء، ونسيم الطائف، وذهب العلا، وشمس جازان، ودفء الجنوب، لكل رائحة شخصية فريدة وقطعة مصممة لتروي حكاية".
وتختتم الدهام حديثها بالإشارة إلى التحدي الأكبر والطموح الذي تسعى إليه العلامة، فتقول: "نعمل على تطوير الجلد الحيوي ليتوافق مع القطع المعدنية والخامات الأخرى، بما يواكب المعايير الأخلاقية والبيئية. هذه الرؤية تُمكننا من توسيع استخدامات الجلد النباتي، بما يخدم إعادة التدوير وتقليل الأثر البيئي. كما نطمح إلى أن نُطيل عمر الجلد الحيوي لأكثر من 5 سنوات، ليصبح خيارا مستداما حقيقيا قادرا على أن يحل محل الجلود الصناعية، ويؤسس لمستقبل جديد لمواد التصميم المستدام".
فخامة BOVENUE لا تُثقل كاهل الكوكب
بينما تستبعد الأقمشة الفاخرة لمجرد أن شكلها غير منتظم، قررت BOVENUE أن تعيد إحياء تلك القصاصات المهملة لتتحول إلى قطع أزياء أنيقة ومُستدامة. هنا، لا شيء يُهدر، ولا شيء يُستخدم من دون مساءلة.
توضح مؤسسة العلامة ريم عامر ذلك قائلة: "نؤمن بأن الفخامة الحقيقية لا تؤذي. مجموعة BOVENUE النباتية تضمن استمرارنا في تقديم تصاميم فريدة وعالية الجودة من دون إلحاق أي ضرر بالكوكب".
علامة bovenue
تُعيد العلامة تدوير بقايا الجلد الفاخر المعتمد من مصادر تستخدمها دور أزياء عالمية، وتدمجها في تصاميم تُنتج محليا وفق أعلى المعايير. تفسر ريم ذلك بالقول: "الجلد الذي نستخدمه هو من أرقى الأنواع، لكونه من المصدر ذاته الذي تعتمد عليه أرقى العلامات العالمية، الفرق الوحيد أننا نشتري قصاصات الجلد التي تُهدر عادة بسبب شكلها غير المتناسق".
لكن هذا التـــوجـــــه لا يخــلــــو من تحديات، أبرزها المفاهيم المسبقة حول قيــــمـــة الجلود النباتية، وتكمل ريم حديثها: "من أبرز المفاهيم الخاطئة أن الجلود النـــبـــاتــيـــة أقــــــل تكلفة أو أقل جودة، والحقيقة أن الجلد النبــــاتي المصنوع وفق أعلى المعايير قد يكلّف تماما مثل الجلد الحيواني".
علامة bovenue
علامة bovenue
وبــــدلا من تقــــــديــــــم بـــــدائــــــل "اقتـــصــــادية"، تسعى BOVENUE إلى إعادة تشكيل مفاهيم التذوق الاستهلاكي من الجذور. تقول ريم: "في كثير من الحالات، يكون الجلد النباتي أكثر متانة، إذ يقاوم الخدوش والتلف بشكل أفضل، لكن المستهلك ما زال يعتقد أنه خيار مؤقت، ولهذا نعيد صياغة هذه القناعة بالتصميم ونشر الوعي".
ما بين ليف الجِمال، ورائحة اليوسفي، ولمعة الجلد النباتي، يتشكل مشهد سعودي مختلف، لا يبحث فقط عن المـــواد، بل عن معنى يرافقها. هذا التوجه يعكس وعيا جديدا، لا يقتصر على اتباع معايير الاستدامة العالمية، بل يسعى لتقديم نموذج سعودي فريد يعيد تعريف الفخامة بوصفها أخلاقية ومحلية، ويثبت أن الحلول البيئية قد تنبع من قلب التراث وتخدم المستقبل في آن معا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مشاركة نخبة من الشخصيات في قمة اميوزد للموضة المستدامة بالشراكة مع مجلة "هي"
مشاركة نخبة من الشخصيات في قمة اميوزد للموضة المستدامة بالشراكة مع مجلة "هي"

مجلة هي

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • مجلة هي

مشاركة نخبة من الشخصيات في قمة اميوزد للموضة المستدامة بالشراكة مع مجلة "هي"

تنطلق اليوم قمة اميوزد للموضة المستدامة بالشراكة مع مجلة "هي"، والتي تمثل فعالية رقمية تم تخصيصها لاستكشاف التقاطع بين الاستدامة والثقافة والموضة في المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يجمع هذا الحدث الرائد والمتميز نخبة من خبراء الموضة، والمصممين، ورواد الصناعة، وشخصيات مؤثرة في عالم الموضة والاستدامة، من خلال حوارات رئيسية وجلسات نقاشية، لمناقشة الاستدامة والتأثير الثقافي للأزياء في السعودية.. فلنتعرف على أبرز الشخصيات المشاركة. أسهمت بمجهوداتها المتميزة في رسم ملامح صناعة الأزياء السعودية الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود تتميز الأميرة "نورة بنت فيصل آل سعود" بقيادتها الحكيمة وعقليتها الريادية اللافتة فهي نموذجا رائدا في القيادة وريادة الأعمال، ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى الإقليمي والعالمي أيضا، وتعد إحدى أبرز الشخصيات القيادية التي أسهمت بمجهوداتها المتميزة في رسم ملامح صناعة الأزياء السعودية، ومن أبرز هذه المجهودات تأسيسها لشركة بيت الأزياء، كما أنها مؤسسة "أسبوع الموضة السعودي" الأول، هذا بالإضافة إلى تقديمها العديد من الفعاليات وبرامج الدعم للمصممين تحت إدارة وزارة الثقافة. سارة تيمور باناجة أطلقت سارة تيمور باناجة وزوجها منصور باناجة منصة AMUSED في عام 2019 كإحدى أبرز التجارب في عالم ريادة الأعمال والأزياء، وهي المنصة المُخصصة لإعادة صياغة استهلاك الموضة في الشرق الأوسط من خلال المنتجات الفاخرة المُستعملة، ورواية القصص، والتثقيف المجتمعي حول الممارسات المستدامة، حيث أسهمت AMUSED في تطوير جزء جديد من قطاع الأزياء الفاخرة السعودية، وهو إعادة بيع القطع الفاخرة، حيث تلتقي الموضة بالتكنولوجيا، وذلك باستخدام أحدث تقنيات مصادقة الذكاء الاصطناعي لضمان أصالة القطع بنسبة 100 بالمئة لكل منتج يباع. مشاعل الدخيل "مشاعل الدخيل" مستشارة العلاقات العامة والإعلام في مجلة "هي" ووكالة Mojo، وعضو مجلس إدارة جمعية الأزياء، والتي تشغل منصب مديرة قسم اللقاءات والتقارير في مجلة هي، كإحدى أبرز الشخصيات السعودية الإعلامية والتي أسهمت بمجهوداتها المتنوعة وخبراتها الممتدة لسنوات طويلة في نمو وتطور قطاع الأزياء في المملكة. سارة الراشد سيدة الأعمال السعودية "سارة الراشد" مؤسسة علامة Asteri Beauty العلامة السعودية المبتكرة الرائدة لمستحضرات الجمال، والتي تعد واحدة من أفضل العلامات السعودية المتخصصة بالمكياج والتي تقدم مستحضرات التجميل المبتكرة والمصنوعة من مواد طبيعية تحمي البشرة، والتي ارتقت بقطاع الجمال في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط، لمنح السيدة العربية فرصة التألّق وتعريف العالم بتفاصيل الجمال المتأصل في المنطقة، ولتسليط الضوء على الجمال العربي الأصيل وترسيخ حضوره على مستوى العالم، برؤية عصرية لإطلالة المرأة العربية بعدسة أنثوية محلية. ديليتا ديل جوديتشي "ديليتا ديل جوديتشي" الشريك المؤسس ومديرة العلامة التجارية NOUKK ، وهي العلامة التي تعتمد على صوف الإبل كنسيج فاخر خام، بمعالجة وبر الإبل بتقنيات متقدمة لتمنحه نعومة تضاهي الكشمير، بل تتجاوزه في بعض الخصائص، وهي العلامة التي تأسست على يد كل من: د.سعيد عوض، ومحمد الملا، ود. محمد مدني، وديليتا ديل جوديتشي، وتهدف إلى ربط الأجيال الحاضرة والمقبلة بالإرث العربي عبر بناء جسر بين الماضي والحاضر، وتقديم التراث كتعبير خالد عن غنى الثقافة العربية واعتزازها بنفسها. أمل دخان تعد "أمل دخان" واحدة من أبرز الشخصيات في قطاع مستثمري رأس المال المخاطر في الشرق الأوسط، وهي الشريكة الإدارية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في 500 Global، والتي شغلت خلال مسيرتها العديد من المناصب الهامة، ومن أبرزها أن شغلت منصب الرئيسة التنفيذية للشبكة العالمية لريادة الأعمال في السعودية، والعضو المنتدب لمركز بابسون جلوبال للقيادة الريادية. سيدة الأعمال السعودية "سارة الراشد" مؤسسة علامة Asteri Beauty نسيبة حافظ مصممة الأزياء السعودية "نسيبة حافظ" المتميزة بتصاميمها المبتكرة والخارجة عن المعتاد، وكذلك بأسلوبها المبتكر في عرض مجموعاتها المتنوعة، حيث تميزت بتصاميمها المستوحاة من تعمقها في التراث الثقافي الآسيوي واستكشافها لتقنيات جديدة لإثراء طبعاتها المميزة، بالإضافة إلى التفاصيل المستوحاة من الثقافة السعودية، كما تعد من المصممات اللواتي كرسن مهنتهن لقضية الاستدامة، حيث أن الكثير من الأساسيات تلهمها وتؤثر فيها ضمن بيئة عملها في مجال التصميم المكرّس لصون الاستدامة، وتعكس التزامها بابتكار تصاميم صديقة للبيئة ومسؤولة اجتماعيا. وجدان المالكي تعد صانعة محتوى الأزياء والموضة "وجدان المالكي" مؤسسة منصة "منسوج" للتعليم الذاتي على شبكة الإنترنت، واحدة من أبرز الشخصيات المساهمة في بناء مجتمع بنّاء وهادف، وجعل عملية التعلّم الذاتي محوراً أساسياً وثابتاً بالمجتمع ومواكبة الانفتاح المعرفي المستمر الحاصل في العالم، وذلك انطلاقا من رحلتها الطويلة منذ عام 2013 وحتى الآن في مجال الموضة والأزياء، وهي الرحلة الرائدة التي أسهمت في تعزيز المحتوى العربي وتثقيف الجمهور في مجال الأزياء. سارة تيمور مؤسسة منصة AMUSED شهد جفري تعد رائدة الأعمال المتخصصة في قطاع تقنية الأزياء "شهد جفري" إحدى السعوديات المتميزات في مسيرة الإبداع وعالم الأزياء، وفق رؤيتها التي تسعى من خلالها إلى رؤية قطاع الموضة يتطور ويزدهر من خلال دمجه بعالم التكنولوجيا، فهي مؤسسة منصة Taffi التي تعمل على دعم عالم الموضة وتنسيق الأزياء، كشركة رائدة في مجال الأزياء تعمل بالذكاء الاصطناعي لعلامات التجارة الإلكترونية العالمية والإقليمية لتبسيط رحلات العملاء وزيادة المبيعات، وذلك من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي لإتاحة خدمة التنسيق للجميع بتحليل البيانات والخوارزميات لتمكين منسقي الأزياء من اختيار الأزياء بشكل أسرع، وإدارة الوقت بشكل ذكي. لطيفة السديري تتميز صانعة المحتوى وسيدة الأعمال "لطيفة السديري" بخبراتها العملية الواسعة في قطاعات متنوعة، فهي تشغل منصب المديرة العامة في روبينسونس، كما أنها مؤسسة علامة "ثوب صغيري" Thoub Saghiri العلامة التجارية السعودية المخصصة لملابس الأطفال، والتي تركز على الاستدامة والراحة للطفل، باستخدام أقمشة أمنة وعضوية، وبتصاميم مستوحاة من التراث السعودي. جوزينان زوين تعد "جوزينان زوين" واحدة من الشخصيات المتخصصة والمتميزة في هذا المجال، وإحدى الشخصيات المؤثرة في عالم الموضة والاستدامة، بفضل خبراتها العملية المتنوعة التي أسهمت في إحداث تأثير لافت في المنطقة عموما.

جلسات هادفة ومثرية.. في قمة اميوزد للموضة المستدامة بالشراكة مع مجلة "هي"
جلسات هادفة ومثرية.. في قمة اميوزد للموضة المستدامة بالشراكة مع مجلة "هي"

مجلة هي

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • مجلة هي

جلسات هادفة ومثرية.. في قمة اميوزد للموضة المستدامة بالشراكة مع مجلة "هي"

جلسات هادفة ومثرية وبمشاركة نخبة من أبرز الشخصيات من مختلف قطاعات الموضة والاستدامة.. احتضنتها قمة اميوزد للموضة المستدامة بالشراكة مع مجلة "هي"، وهي الفعالية الرقمية التي تم تخصيصها لاستكشاف التقاطع بين الاستدامة والثقافة والموضة في المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث جمع هذا الحدث الرائد والمتميز نخبة من خبراء الموضة، والمصممين، ورواد الصناعة، وشخصيات مؤثرة في عالم الموضة والاستدامة، من خلال حوارات رئيسية وجلسات نقاشية، لمناقشة الاستدامة والتأثير الثقافي للأزياء في السعودية.. فلنتعرف على أبرز هذه المشاركات والجلسات: مشاركة الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود شاركت الأميرة "نورة بنت فيصل آل سعود" رؤاها المتميزة حول الحفاظ على التراث الثقافي والاستدامة، وأهمية سرد القصص بصفتها رائدة أعمال وقائدة ملهمة، وخاصة من خلال دورها في قيادة دار الثقافة، مع التركيز على الحفاظ على التراث الثقافي والاستدامة في المملكة العربية السعودية، بارتكاز أعمالها على قيم راسخة، تعزز الروابط داخل المشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية، حيث أكدت الأميرة نورة على أهمية إدارة الوقت والإسهامات المؤثرة في المجتمع، مشيرة إلى أن مشاريعها تهدف إلى عكس الهوية السعودية من خلال مناهج مبتكرة في مختلف القطاعات، كما سلطت الضوء على أهمية سرد القصص في الحفاظ على التراث ودفع عجلة التغيير، ومنها مشروع Asceline المتخصص بالأزياء التراثية السعودية، والذي يهدف إلى التثقيف والإلهام في عالم صناعة الأزياء، منوهة إلى أن بناء المجتمع يعد أمرًا بالغ الأهمية لاستدامة المشاريع الثقافية وتعزيز التواصل العاطفي. جلسة بعنوان: دليلك لبناء علامة تجارية مستدامة في عالم الموضة حملت جلسة النقاش الأولى عنوان "دليلك لبناء علامة تجارية مستدامة في عالم الموضة" وهي الجلسة التي شاركت فيها كل من "مشاعل الدخيل" مستشارة العلاقات العامة والإعلام في مجلة "هي" ووكالة Mojo وعضو مجلس إدارة جمعية الأزياء، و"ديليتا ديل جوديتشي" الشريك المؤسس ومديرة العلامة التجارية NOUKK ، وصانعة المحتوى وسيدة الأعمال "لطيفة السديري" المديرة العامة في روبينسونس ومؤسسة علامة "ثوب صغيري" Thoub Saghiri، وهي الجلسة التي أشرفت عليها سارة تيمور مؤسسة منصة AMUSED. وألقت هذه الجلسة الضوء على أهمية الاستدامة في ممارسات الأعمال، مع التركيز على المصادر الأخلاقية، والتراث الثقافي، والتعاون بين العلامات التجارية، والتأكيد على أهمية التراث الثقافي في جهود الاستدامة، كما سلطت العلامات التجارية المشاركة في هذه الجلسة الضوء على تحديات الحصول على المواد بطريقة أخلاقية ومستدامة، فيما أشار المشاركون إلى ارتفاع التكاليف المرتبطة بالممارسات المستدامة، مع التنويه إلى أن الشفافية والمصداقية هما عاملين أساسيين لبناء ثقة المستهلك، فيما يُعد التركيز على الاستثمار طويل الأجل في نماذج الأعمال المستدامة أمرًا بالغ الأهمية، هذا بالإضافة إلى أن التعاون بين العلامات التجارية يعزز مجتمعًا داعمًا لمبادرات الاستدامة. مقتنيات مستعملة بحب لا تُنسى: صعود الاقتصاد الدائري في الشرق الأوسط شارك في هذه الجلسة النقاشية كل من "روان الدريبي" المؤسس والرئيس التنفيذي لـDarah Solutions Lab المتخصصة بإعادة تدوير المنسوجات، و"سارة تيمور" مؤسسة منصة AMUSED، والتي حملت عنوان "مقتنيات مستعملة بحب لا تُنسى: صعود الاقتصاد الدائري في الشرق الأوسط".

تحيك السعـودية ملامح نسيج جديد
تحيك السعـودية ملامح نسيج جديد

مجلة هي

time٢٥-٠٤-٢٠٢٥

  • مجلة هي

تحيك السعـودية ملامح نسيج جديد

حوار: Rahaf Alqunaibet في زمن يبحث فيه العالم عن بدائل أقل وطأة على الكوكب، تُطل السعودية كمختبر حيّ لابتكار نسيج جديد، لا يُنسج بالخيط والإبرة، بل يُصاغ بالوعي والفكرة. من وبر الجِمال، إلى قشور الفواكه، ومن قصاصات الجلد المهملة. تظهر ملامح مشهد سعودي لا يكتفي باتباع الاستدامة، بل يعيد كتابتها بلغته الخاصة. تتقدم ثلاث علامات سعودية فتية برؤى متكاملة تعيد رسم العلاقة بين الجِمال والأرض، إذ تتخذ NOUKK من صوف الجِمال العربي نسيجا، وتحول Naseam بقايا الفواكه إلى جلد نباتي عطِر، بينما تنظر BOVENUE إلى القصاصات المهملة بعين مختلفة، فتراها بذورا لأناقة جديدة. ثلاث رؤى ودرب واحد لا يرى الفخامة في استنزاف الأرض، بل في تكريمها ولا يفصل الأقمشة عن الجذور، بل يُنبِتها منها. فكيف تعيد هذه العلامات تعريف الفخامة من منظور بيئي؟ وهل يمكن للهوية المحلية أن تُصبح خامة المستقبل؟ تُطل السعودية كمختبر حيّ لابتكار نسيج جديد علامة NOUKK صوف الجِمال بلُغة الكشمير عندما قررت علامة NOUKK الاعتماد على صوف الجِمال كنسيج فاخر خام، لم يكن المشروع إعادة إحياء لتراث تقليدي فحسب، بل خطوة نحو تخيل مستقبل أمن مع البيئة والهُوية. ومن هذا المنطلق، اجتمع كل من د.سعيد عوض، ومحمد الملا، ود. محمد مدني، و"ديليتا ديل جوديتشي" لتأسيس العلامة، واضعين نصب أعينهم إعادة تعريف الفخامة من منظور محلي ومستدام. وفي هذا السياق، يوضح د. سعيد عوض، الشريك المؤسس، الدافع وراء انطلاقة المشروع، قائلًا: "استلهمنا فكرتنا من وعينا بالإمكانات غير المستغلة لصوف الجِمال العربية هذا المورد الثمين الذي لم يُمنَح التقدير الذي يستحقه". تمثل الجِمال العربية نحو 80 في المئة من إجمالي الجِمال العربية في العالم، ومع ذلك فإن صوفها يُهمل في الأغلب. ولهذا تعيد NOUKK اكتشافه، حيث استخرجت منه نسيجا فاخرا يُجمع خلال موســـم الربيـــــع عندما يتساقـــــــط طبيـــعـيـــا، ويُعالج بتقنيات إيطالية متقدمة لتمنحه نعومة تضاهي الكشمير، بل تتجاوزه في بعض الخصائص. وعلى ذلك يعبر د. محمد مدني الشريك المؤسس ومســتـــشار الأليـــاف الطبيــعـيـــة قائــــــلاً: "نستكشف أفضل تقنيات المعالجة، بما في ذلك التكنولوجيا الإيطالــيـــــة المتــقدمـــــة، للوصول إلى نعومة تقارن بالكشمير من حيث قياس الميكرون، مع ملمس أنعم من الصوف ومع متانة استثنائية". هذه النعومة لم تكن سوى جزء من المشروع. فالتوازن بين الماضــــي والمستــــقـــبـــــــل كان في قلــب المعادلة، يوضح محمد الملا ذلك بقوله: "تهدف NOUKK إلى ربط الأجــيــــــال الحاضرة والمقبـــلــــــة بالإرث العربي عبر بناء جسر بين الــمــــاضي والحاضر، وتـــقــــديم التــــــراث كتعبير خالد عن غنى الثـــــقـــــافة العربية واعتزازها بنفسها". لكن التحدي الذي تواجهه العلامة، لا يأتي من تطوير الصوف، بل في بناء سلسلة توريد أخلاقية بالكـــامـــل حيـث يـقـــــول "ديليتا ديل جوديتشي" – الشريـــــك الــمــؤســـــس ومديرة العلامة التجارية: "نتعامل مع المجتمعات المحلية لدعم النشاط التجاري، كما نعتمد على طرق جمع حنونة، تستند إلى خمسة مجالات لرفاهية الحيوان". تُعد NOUKK أول علامة رائدة في استخدام نسيج الجِمال هذا، ويشتــــــق اســمـــها من الكلمة العربية "الناقة"، ليرمز إلى القوة، والرشاقة، والقدرة على التحمّل، وهي سمات متجذّرة في الثقافة العربية. علامة Naseam جلد حيّ يفوح بذاكرة المكان من رحم تجربة جماعــيـــــة خــــلال "تحدي تنوين للتصمـــيــــــم" في مـــــركــــــز إثــــــراء، انــطــلقـــــت عــــــلامة Naseam بــــثـــــــلاث مصـــمـــمــــــات مــــن خــــلـــفـــــــيـــــات مخـــتــــلــفــــة: المهنـــــدســـــــة المعمارية فاطمة نــــامي، ومصممة الأزياء والنسيج هيفاء الدهام، ومصممة المنتجات والمواد أنوار الصفواني. كانت نقطة البداية قشور فاكهة زائدة في اجتماع عائلي، لكن الرؤية كانت أبعد بكثير، وهي تحويل النفايات العضوية إلى خامة حسية وعطرية. علامة Naseam تفتتح فاطـــمـــــة الحديث عن شرارة البداية قائلة: "بدأت رحلتنا من سؤال بسيط: لماذا لا نمنح ما يُعتبر نفايات فرصة جديدة للحياة؟ فقد لاحظنا خلال التجمعات العائلية حجم النفايات الناتجة عن الفواكه، ومنها استلهمنا فكرة تحويلها إلى جلود". نُفــذت أولى التــــجــــــارب باستخدام براعم اللافندر وقشور الـــرمـــــان واليـــــوسفي والمــــانـــجـــــو والـــموز. ومن بين خـــمــــس عينــــات، أثبــتـــت ثلاث قـــــدرتها على الصمود، ما دفع الفـــــــريق إلى تطوير معايير أداء خاصة بالخامة الجديدة. تشرح أنوار قائلة: "بعد التجارب المستمرة، قررنا تسليط الضوء في إطلاقنا الأول على رائحتين مميزتين: قشور الرمان واليوسفي. حيث نجمع هذه القشور بعد استهلاك الفاكهة، بينما نحصل على المانجو الناضج الزائد عن الحاجة من الأسواق المحلية". تُجفف جلود المحاصيل تحت الشمس دون استخدام الكهرباء، وتُدمج مع مكونات طبيعية، ما يمنحها خصائص فيزيائية تُشبه الجلد التقليدي، لكنه صديق للبيئة، وعلى ذلك توضح هيفاء الدهام: "منذ انطلاقنا في يوليو 2024، دمجنا أساليب التصنيع والإنتاج المستوحاة من تخصصاتنا في التصميم والهندسة، مع تركيز على إنشاء خط إنتاج يجمع بين تصميم المنتجات وفن صناعة العطور". علامة Naseam ترتبط كل رائحة في Naseam بمنطقة سعودية، فتتحول الجلود إلى ذاكرة جماعية حيّة. تفسّر الصفواني العملية قائلة: "حتى الآن، طورنا عطورا مبتكرة ضمن الجلود الحيوية مثل: نعناع الأحساء، ونسيم الطائف، وذهب العلا، وشمس جازان، ودفء الجنوب، لكل رائحة شخصية فريدة وقطعة مصممة لتروي حكاية". وتختتم الدهام حديثها بالإشارة إلى التحدي الأكبر والطموح الذي تسعى إليه العلامة، فتقول: "نعمل على تطوير الجلد الحيوي ليتوافق مع القطع المعدنية والخامات الأخرى، بما يواكب المعايير الأخلاقية والبيئية. هذه الرؤية تُمكننا من توسيع استخدامات الجلد النباتي، بما يخدم إعادة التدوير وتقليل الأثر البيئي. كما نطمح إلى أن نُطيل عمر الجلد الحيوي لأكثر من 5 سنوات، ليصبح خيارا مستداما حقيقيا قادرا على أن يحل محل الجلود الصناعية، ويؤسس لمستقبل جديد لمواد التصميم المستدام". فخامة BOVENUE لا تُثقل كاهل الكوكب بينما تستبعد الأقمشة الفاخرة لمجرد أن شكلها غير منتظم، قررت BOVENUE أن تعيد إحياء تلك القصاصات المهملة لتتحول إلى قطع أزياء أنيقة ومُستدامة. هنا، لا شيء يُهدر، ولا شيء يُستخدم من دون مساءلة. توضح مؤسسة العلامة ريم عامر ذلك قائلة: "نؤمن بأن الفخامة الحقيقية لا تؤذي. مجموعة BOVENUE النباتية تضمن استمرارنا في تقديم تصاميم فريدة وعالية الجودة من دون إلحاق أي ضرر بالكوكب". علامة bovenue تُعيد العلامة تدوير بقايا الجلد الفاخر المعتمد من مصادر تستخدمها دور أزياء عالمية، وتدمجها في تصاميم تُنتج محليا وفق أعلى المعايير. تفسر ريم ذلك بالقول: "الجلد الذي نستخدمه هو من أرقى الأنواع، لكونه من المصدر ذاته الذي تعتمد عليه أرقى العلامات العالمية، الفرق الوحيد أننا نشتري قصاصات الجلد التي تُهدر عادة بسبب شكلها غير المتناسق". لكن هذا التـــوجـــــه لا يخــلــــو من تحديات، أبرزها المفاهيم المسبقة حول قيــــمـــة الجلود النباتية، وتكمل ريم حديثها: "من أبرز المفاهيم الخاطئة أن الجلود النـــبـــاتــيـــة أقــــــل تكلفة أو أقل جودة، والحقيقة أن الجلد النبــــاتي المصنوع وفق أعلى المعايير قد يكلّف تماما مثل الجلد الحيواني". علامة bovenue علامة bovenue وبــــدلا من تقــــــديــــــم بـــــدائــــــل "اقتـــصــــادية"، تسعى BOVENUE إلى إعادة تشكيل مفاهيم التذوق الاستهلاكي من الجذور. تقول ريم: "في كثير من الحالات، يكون الجلد النباتي أكثر متانة، إذ يقاوم الخدوش والتلف بشكل أفضل، لكن المستهلك ما زال يعتقد أنه خيار مؤقت، ولهذا نعيد صياغة هذه القناعة بالتصميم ونشر الوعي". ما بين ليف الجِمال، ورائحة اليوسفي، ولمعة الجلد النباتي، يتشكل مشهد سعودي مختلف، لا يبحث فقط عن المـــواد، بل عن معنى يرافقها. هذا التوجه يعكس وعيا جديدا، لا يقتصر على اتباع معايير الاستدامة العالمية، بل يسعى لتقديم نموذج سعودي فريد يعيد تعريف الفخامة بوصفها أخلاقية ومحلية، ويثبت أن الحلول البيئية قد تنبع من قلب التراث وتخدم المستقبل في آن معا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store