
خطبة العيد: عليكم بالجماعة والسمع بالمعروف والطاعة
- ضحّوا فالأضحية من أعظم الشعائر ولا يحلّ لمسلم موسر ترْكها
- رسالة للنساء: احذرن اللعن وابتعدن عن مقابلة إحسان الأزواج بالجحود والكفران
دعت وزارة الشؤون الإسلامية جموع المسلمين، إلى الاجتماع وعدم التفرق، قائلة «عليكم بالجماعة والسمع بالمعروف والطاعة، فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار»، مهيبة بهم إلى أن يجعلوا أيام عيد الأضحى المبارك، أيام فرح واتفاق، وسعادة وحب وصفاء، يتزاورون فيها ويتصافحون ويتسامحون، ويتحابون ويتوادون ويتراحمون.
جاء ذلك في خطبة العيد المعممة التي سيلقيها الخطباء في مصليات العيد والمساجد، «الذي اجتمع فيه عيدان، يوم الحج الأكبر، وهو عيد الأضحى المبارك، ويوم الجمعة، وهو عيد الأسبوع، وإن لكل أمة أعياداً تحتفي بها، وهذا عيدنا الذي يميزنا عن أعياد غيرنا، تلك الأعياد القائمة على الشرك والبدعة، فالحمد لله على نعمة التوحيد والسنة، فأكثروا من شكر الله جل في علاه، وبادروا بالأعمال الصالحات قبل انقطاعها، واعلموا أن الله تعالى شكور ودود غفور رحيم».
وجاء في الخطبة التي تُخاطب جموع المصلين «أنتم مأمورون بالفرح والسرور، في هذا اليوم المبرور، افرحوا ولكم الأجر والحبور، قال تعالى «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون» (سورة يونس: 58)، فاجعلوا هذه الأيام أيام فرح واتفاق، أيام سعادة وحب وصفاء، تزاوروا فيها وتصافحوا وتسامحوا، تحابوا وتوادوا وتراحموا، صِلوا الأرحام وارحموا الأيتام، تغافلوا عن زلات الأنام، وتخلقوا بأخلاق الإسلام، تعاونوا على البر والتقوى، جملوا كلماتكم لسائر الورى، واختاروا أعذبها وأرفقها وألينها؛ لتُسعِدوا بها كل من يمشي على الثرى».
الأضحية
كما دعت المسلمين إلى نحر الأضاحي، «ضحوا، فإن الأضحية من أعظم شعائر الإسلام، وهي أفضل النسك في هذه الأيام، فقد قرنها ربنا جل وعلا بالصلاة، قال تعالى «فصل لربك وانحر» (سورة الكوثر: 2)، والأضحية فيها تحقيق للتقوى، كما قال عزوجل: «لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم» (سورة الحج: 37)، ضحوا تقبل الله ضحاياكم، طِيبوا بها نفساً، وأروا الله تعالى من أنفسكم خيراً، فالأضحية من ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، الذي أمرنا باتباع ملته، وهي مشروعة بالسنة النبوية المستفيضة، فلا ينبغي لمسلم موسر تركها، قال أنس -رضي الله عنه- في الحديث المتفق عليه (ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى وكبر، ووضع رجله على صفاحهما)، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما ضحى بالكبش قال فيما رواه مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (باسم الله، اللهم تقبل من محمد وآل محمد، ومن أمة محمد)».
رسالة للنساء
وذكرت الخطبة، موقف الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فقالت «في مثل هذا اليوم الأغر خطب رسول الله الرجال، ثم خطب النساء فوعظهن وذكرهن، فاتقين الله في أنفسكن، واحفظن حدوده، واعملن بأوامره، واجتنبن نواهيه، وقمن بحقوق أزواجكن وأبنائكن، «فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله» (سورة النساء: 34)، واحذرن أشد الحذر أن تنجرفن إلى ما تفعله بعض النساء اليوم من التبرج والسفور، فإن ذلك لمن أشد المحرمات التي حذر منها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ففيما صح عنه ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة، أنه صلى الله عليه وسلم قال (صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا). فالله الله يا أَمَة الله في الحشمة والعفة والوقار».
وتابعت «معاشر النساء من أمهات وزوجات وأخوات وبنات، أكثرن من الصدقة في سبيل الله كلما تيسر لكن، واحذرن اللعن، وابتعدن عن مقابلة إحسان الأزواج لَكُنّ بالجحود والكفران، واحفظن جميلهم عليكن دون نسيان، فإن اللعن وكفران الإحسان، من أعظم أسباب دخول النساء النيران، إذ صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ما رواه مسلم من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أنه مر على النساء في مصلى العيد، فقال لهن (يا معشر النساء، تصدقن وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار) فقالت امرأة منهن جزلة: وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار؟ قال (تكثرن اللعن، وتكفرن العشير)، فالواجب على النساء أن يتقين الله عزوجل ويعملن بما أمر، وينتهين عما نهى عنه وزجر».
وختمت الخطبة بالتطرق لآداب يوم العيد وسننه، فقالت «إن التهنئة بالعيد بطيب الكلام قد جرى عليها عمل الصحابة، فثبت عن جبير بن نفير رحمه الله، أنه قال (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك)، واعلموا أن السنة لمن خرج إلى مصلى العيد من طريق، أن يرجع من طريق آخر، لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، مما رواه البخاري من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، أنه إذا كان يوم عيد خالف الطريق».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كويت نيوز
منذ 19 ساعات
- كويت نيوز
حجاج بيت الله الحرام يتوافدون إلى مشعر منى لرمي جمرة العقبة
توافد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى مع بزوغ فجر اليوم الجمعة العاشر من شهر ذي الحجة مهللين ومكبرين بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج ثم باتوا ليلتهم في مزدلفة. وبعد وصول الحجاج إلى مشعر منى شرعوا في رمي جمرة العقبة اتباعا لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام. ويشرع للحجاج بعد رمي جمرة العقبة في هذا اليوم نحر هديهم ثم حلق رؤوسهم والطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة. وفي مشعر منى يستمر الحجاج في إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق يذكرون الله كثيرا ويشكرونه أن من عليهم بالحج ويكملون رمي الجمرات الثلاث بدءا بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات.


كويت نيوز
منذ يوم واحد
- كويت نيوز
أهل الكويت يحيون شعيرة ذبح الأضاحي تقرباً إلى الله وتخفيفاً للأعباء على الفقراء
كونا – مع حلول عيد الأضحى المبارك يبدأ أهل الكيت والمقيمون على أرضها في الاقبال على شعيرة ذبح الأضاحي تقربا الى الله تعالى وتخفيفا للأعباء على الفقراء. ويتوجه أهل الكويت بهذه المناسبة في يوم النحر وأيام التشريق إلى المسالخ المركزية التي أعلنت جاهزيتها وتوفيرها لكل الإمكانات المتاحة وتطبيقها لكافة اشتراطات الصحة العامة. ويحرص المضحي على أن تكون الأضحية سليمة متوافقة مع المواصفات الشرعية من حيث السن والوزن وأن تكون سليمة من العيوب لتعظيم شعائر الله تعالى والتقرب إليه من خلال توزيع لحومها ما يسهم في إدخال الفرحة والسرور إلى قلوب الفقراء والمحتاجين ويجعل من عيد الأضحى فرصة للتكافل الاجتماعي ونشر المحبة بين الناس.


كويت نيوز
منذ يوم واحد
- كويت نيوز
الحجاج يؤدون صلاة عيد الأضحى بالحرم المكي
شهد المسجد الحرام صباح اليوم توافد جموع الحجاج والمصلين لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك، وسط أجواء إيمانية مفعمة بالسكينة والخشوع. وتوافد المصلون منذ ساعات الفجر الأولى إلى صحن الطواف وساحات الحرم، حيث امتلأت أروقة المسجد بالحجاج الذين أتموا مناسكهم استعدادًا لنحر الأضاحي بعد أداء الصلاة. وترددت تكبيرات العيد في أرجاء الحرم، بينما علت أصوات الدعاء والابتهال، في مشهد يعكس وحدة المسلمين واجتماعهم على أداء الشعائر المقدسة. وجرت الصلاة وسط تنظيم دقيق وإجراءات مكثفة لضمان سلاسة دخول وخروج المصلين، حيث وفرت الجهات المعنية الخدمات اللازمة للحجاج من توزيع المياه، وتأمين المسارات، وتقديم الإرشادات لضمان انسيابية الحركة داخل المسجد الحرام. وأوضح خطيب المسجد الحرام الشيخ د. ماهر المعيقلي أن في هذا اليوم اجتماع عيدان، عيد الأضحى ويوم الجمعة، فمن شهد العيد سقطت عنه الجمعة وأن من أجلّ الأعمال في هذه الأيام التقرب إلى الله بذبح الهدي والأضاحي، ويُجزئ من الإبل ما تم له خمس سنين، ومن البقر ما تم له سنتان، ومن الضأن ما تم له ستة أشهر، ومن المعز ما تم له سنة، ولا تجزئ العوراءُ البينُ عورها. وبين أن لقد مَنَّ الله تعالى على بلاد الحرمين، قيادةً وشعبًا، بشرف خدمة حجاج بيته الحرام، وزوّار مسجد نبيه الكريم، فبذلوا الغالي والنفيس في سبيل الحجاج والزائرين، والقيام على أمنهم، وتيسير سُبل الخير. وأضاف أن مناسك الحج تؤول إلى مقاصد جليلة، أعلاها توحيد الله جل وعلا، فالنبي صلى الله عليه وسلم لما استوت ناقته على البيداء، أهل بالتوحيد، وصعد على جبل الصفا، ودعا بالتوحيد فتارة يلبي، وتارة يهلل، وتارة يكبر.