
"جلف كابيتال" تبيع حصتها في مجموعة "كايبر" للخدمات اللوجستية في قطاع النفط والغاز لشركة "خدمات الطاقة الآسيوية" المدرجة في البورصة في الهند
(أبوظبي) – أعلنت شركة "جلف كابيتال"، إحدى أكبر شركات الملكية الخاصة التي تستثمر في المنطقة الواقعة بين دول مجلس التعاون الخليجي وبقية دول آسيا، اليوم عن تخارجها الكامل من مجموعة "كايبر"، في صفقة بيع استراتيجية لشركة "خدمات الطاقة الآسيوية"، وهي شركة هندية مدرجة في بورصة بومباي والبورصة الوطنية الهندية المحدودة. تأتي هذه الصفقة في أعقاب صفقة بيع ناجحة لعمليات "كايبر أستراليا" التي استحوذ عليها الفريق الإداري هناك في الربع الثالث من العام الماضي.
استحوذت شركة "خدمات الطاقة الآسيوية المحدودة" (Asian Energy Services Limited)، وهي شركة هندية رائدة في تقديم الخدمات المتكاملة لقطاعي الطاقة والتعدين، على حصة 100% في مجموعة "كايبر" من كلٍّ من "جلف كابيتال" ومؤسسي شركتي "كايبر" و"OCB لخدمات حقول النفط". ومن المتوقع إتمام عملية الاستحواذ، والتي سيتم تمويلها من خلال مزيج من الاستحقاقات الداخلية للشركة والمديونية، خلال الشهرين المقبلين.
بعد استحواذ "جلف كابيتال" على شركة "OCB لخدمات حقول النفط"، وهي الشركة الرائدة في دبي في مجال توريد أطقم العاملين في قطاع النفط والغاز في أعماق البحار، عملت "جلف كابيتال" بشكل وثيق مع فريق الإدارة للتوسع في الأسواق الآسيوية سريعة النمو. وقد أدى ذلك إلى الاستحواذ على شركة "كايبر العالمية" ومقرها سنغافورة، وهي شركة رائدة في قطاع خدمات البناء والصيانة البحرية. تتمتع "جلف كابيتال" بسجل حافل في بناء شركات رائدة عابرة للحدود في آسيا، من خلال مزيج من عمليات الاستحواذ والنمو الذاتي.
وقال ريتشارد دالاس، كبير المدراء العامين في "جلف كابيتال": "لقد أسسنا في مجموعة 'كايبر' منصة عالمية رائدة لخدمات أعمال الطاقة، بالتعاون مع فريق الإدارة. أصبحت مجموعة 'كايبر' شركة رائدة عالميًا ولها حضور اليوم في أكثر من 15 دولة في آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا. وهذا يتيح للمشتري الاستراتيجي الجديد، 'خدمات الطاقة الآسيوية'، فرصة توسيع نطاق عملياته، والوصول إلى سوق أوسع، ودعم خطط النمو طويلة الأجل."
خلال فترة تملّك "جلف كابيتال"، طبّقت مجموعة "كايبر" برنامج نموّ ركّز على تنويع قاعدة عملائها، وقدراتها الخدمية، ونطاق تغطيتها الجغرافية. وقد سجّلت مجموعة "كايبر" إيرادات بلغت حوالي 68 مليون دولار أمريكي في السنة المالية المنتهية في ديسمبر 2024، وهي شركةٌ تحقق أرباحًا، مما يُعزّز القيمة الاستراتيجية للاستحواذ.
وتعليقًا على ذلك، قال السيد كابيل غارغ، المدير التنفيذي لشركة "خدمات الطاقة الآسيوية المحدودة": "يُمثّل الاستحواذ على مجموعة 'كايبر' علامةً فارقةً في مسيرة شركة خدمات الطاقة الآسيوية لتوسيع نطاق حضورها في أسواق الطاقة الرئيسية في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا. تُمكّننا هذه الخطوة الاستراتيجية من المشاركة بفعالية أكبر في مشاريع الطاقة العالمية، وإنشاء منصةٍ قابلةٍ للتطوير وجاهزةٍ لتحقيق نموٍّ طويل الأمد في المستقبل. سيُشكّل الحضور القوي لمجموعة 'كايبر' في هذه المناطق أساسًا قويًا لشركة 'خدمات الطاقة الآسيوية' لتوسيع نطاق خدمات التشغيل والصيانة المتكاملة التي تُقدّمها. كما نهدف إلى دعم وتنمية أعمال 'كايبر' الحالية. أرحّب بحرارة بفريق إدارة 'كايبر' وموظفيها في عائلة شركة 'خدمات الطاقة الآسيوية'، وأتطلّع إلى العمل معًا بعد إتمام عملية الاستحواذ."
قال ألفارو أبيلا، المدير العام في "جلف كابيتال": "سيدعم استحواذ شركة 'خدمات الطاقة الآسيوية' شركة 'كايبر' في ترسيخ مكانتها في الأسواق الخمسة عشر التي تعمل فيها وخارجها. خلال فترة استثمارنا، تمكنا من زيادة إيراداتنا بشكل كبير ومضاعفة تواجدنا الجغرافي. والآن، تستعد 'كايبر'، بالشراكة مع شركة 'خدمات الطاقة الآسيوية'، لمزيد من النمو والنجاح".
واختتم سايمون كوبر، الشريك التشغيلي للشؤون المالية في "جلف كابيتال"، قائلاً: "نحن فخورون بالتحول والنمو الذي شهدته 'كايبر' خلال فترة استثمارنا - من مزود إقليمي للقوى العاملة إلى مشغل عالمي قابل للتوسع بدرجة عالية ويتمتع بحوكمة قوية وانضباط تجاري. تمثل هذه الصفقة مع شركة 'خدمات الطاقة الآسيوية' توافقًا استراتيجيًا يفتح آفاقًا واسعة للإمكانات طويلة الأجل لفريق إدارة 'كايبر' وقاعدة عملائها العالمية. كما تعكس قدرة 'جلف كابيتال' على تحديد منصات عالية الجودة في مجال خدمات الطاقة وتنميتها والتخارج منها من خلال خلق القيمة العملية والتدويل والتنفيذ المنضبط".
نبذة عن "جلف كابيتال"
"جلف كابيتال" هي شركة ملكية خاصة تركز على التحسينات التشغيلية ولديها خبرة تمتد لأكثر من تسعة عشر عاماً في الأسواق الخليجية وحتى بقية أسواق آسيا، والتي تعتبر اليوم من أسرع المناطق نمواً في العالم في مجال الاستثمار. وتتعاون "جلف كابيتال" مع رواد أعمال نشطين وفرق إدارية ممتازة لتزويدها برأس مال النمو والاستشارات الاستراتيجية والخبرات التشغيلية من أجل مساعدتها على بناء شركات عالمية رائدة. تمتلك الشركة باعا طويلا وسجلا ناجحا في الاستثمار في أسواق النمو، حيث أغلقت الشركة منذ تأسيسها 45 استثماراً منذ عام 2006. وتدير الشركة حالياً أكثر من 2.4 مليار دولار أميركي من الأصول موزعة على 7 صناديق وأدوات استثمارية. وكمستثمر متخصص في قطاعات اقتصادية معينة، تركز "جلف كابيتال" اهتمامها على قطاعات قوية ومرنة تتطلع نحو المستقبل مثل قطاع التكنولوجيا والتكنولوجيا المالية والرعاية الصحية وخدمات الأعمال والقطاع الاستهلاكي والاستدامة. وهدف الشركة هو تحقيق القيمة مع تبني حوكمة عالمية المستوى وتطبيق أفضل ممارسات مفاهيم البيئة والاستدامة والحوكمة ومن خلال تركيز عميق على التحسينات التشغيلية والخبرة في القطاعات المعنية لتوفير أداء مستدام وممتاز لجميع المعنيين بأعمالها.
للحصول على المزيد من المعلومات، يرجى زيارة موقع www.gulfcapital.com أو LinkedIn@gulfcapital
-انتهى-
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ ساعة واحدة
- الاتحاد
«التعاون الخليجي» يحتفي بـ 44 عاماً من العمل المشترك
أبوظبي (الاتحاد) من عاصمة الرؤى، أبوظبي، حيث عُقد مهد القمم وانبثق فجر الوحدة الخليجية قبل أربعة وأربعين عاماً، تتجدد اليوم ذكرى تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية. هذه المناسبة ليست مجرد تاريخ يُحتفى به، بل هي شاهد على مسيرة استثنائية من التلاحم والتكامل، انطلقت شرارتها الأولى في الخامس والعشرين من مايو 1981، حين أعلنت أبوظبي رسمياً عن ميلاد هذا الصرح الإقليمي، واضعة اللبنة الأولى في بنيان يهدف إلى تحقيق التنسيق والتكامل والترابط، وصولاً إلى الوحدة المنشودة. لم يكن تأسيس المجلس مجرد استجابة لظروف راهنة، بل كان تجسيداً لإدراك عميق من قادة دول الخليج «رحمهم الله وأمد في أعمار الحاضرين منهم»، بما يجمع شعوبهم من روابط الدين والتاريخ والمصير المشترك، ورغبة صادقة في تحويل حلم الأجيال إلى واقع ملموس، وتشييد حصن منيع يعزز الهوية الخليجية، ويواكب تطلعات المستقبل. وعلى مدار أربعة وأربعين عاماً، وبفضل حكمة وتوجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، تحول الحلم إلى مؤسسة شامخة، ضاربة جذورها في عمق التاريخ والجغرافيا، تستلهم من إرث الأخوة وقوة الروابط، لتصبح نموذجاً يُحتذى به للتكامل الإقليمي؛ مسيرة حافلة بالإنجازات، من السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي، مروراً بالربط الكهربائي وتنسيق الاستراتيجيات الدفاعية والبترولية، وصولاً إلى تعزيز حرية تنقل المواطنين وتنمية التجارة البينية التي تجاوزت 131 مليار دولار في عام 2023، فيما ناهز حجم التجارة الخارجية 1.5 تريليون دولار، مما يعكس الدور المحوري لدول المجلس كقوة اقتصادية عالمية مؤثرة تمتلك نحو 4.4 تريليون دولار كأصول في صناديقها السيادية. واليوم، إذ يحتفي المجلس بعامه الرابع والأربعين، فإنه يقف كأنجح تجربة تكاملية في المنطقة، وركيزة أساسية للأمن والاستقرار، وصوت للحكمة والاتزان. وتأتي هذه الذكرى والمواطن الخليجي ينعم بثمار هذه المسيرة أمنا ورخاء، ويشعر بالفخر بانتمائه، بينما تتواصل الجهود نحو آفاق أرحب، مسترشدة بمقترح الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، تأكيداً على حيوية المجلس وقدرته على التطور ومواكبة الطموحات. إن مسيرة مجلس التعاون، التي انطلقت من أبوظبي، هي قصة نجاح تُروى، وإلهام للأجيال القادمة، ودليل ساطع على أن الإرادة المشتركة والرؤية الثاقبة قادرتان على صنع مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً لشعوب المنطقة والعالم. ورفع معالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في كلمة، خلال حفل أقامته الأمانة العامة لمجلس التعاون، بمقرها في مدينة الرياض، بهذه المناسبة، التهنئة إلى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية «حفظهم الله». وأكد البديوي أنه رغم كل التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية، ظلت مسيرة مجلس التعاون مثالاً يُحتذى به في وحدة الصف، والتكامل الفاعل، والتعاون البنّاء، حتى غدت نموذجاً رائداً على المستويين الإقليمي والدولي، وعلى جميع الأصعدة ومختلف المجالات. وأضاف: لقد شهدت المسيرة المباركة لمجلس التعاون، بفضل الله، محطات مضيئة وإنجازات نوعية أسهمت في ترسيخ التكامل الخليجي في شتى المجالات، حتى غدت دول المجلس نموذجاً يُحتذى به في العمل الجماعي، وشريكاً يُعتمد عليه إقليمياً ودولياً.


الاتحاد
منذ 3 ساعات
- الاتحاد
الذكاء الاصطناعي.. قفزة نحو المستقبل
الذكاء الاصطناعي.. قفزة نحو المستقبل أسفرت الزيارة الأخيرة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى دولة الإمارات، عن توقيع حزمة واسعة من الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، بقيمة إجمالية تجاوزت 1.6 تريليون دولار. وشملت هذه الاتفاقيات قطاعات حيوية، من أبرزها الذكاء الاصطناعي، الطاقة، التصنيع، الطيران، والتعليم التكنولوجي.. إلخ، في خطوة استراتيجية غير مسبوقة في أثرها الاستراتيجي طويل المدى. وتَصدَّر وسائلَ الإعلام خبرُ اعتزام دولة الإمارات ضخ استثمارات بقيمة 1.4 تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي على مدى السنوات العشر المقبلة، بواقع 140 مليار دولار سنوياً، في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والطاقة، وأشباه الموصلات.. في خطوة وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ العلاقات الاقتصادية بين البلدين، من حيث الحجم والتنوع والأثر المستقبلي. وعلى الجانب الإماراتي، تشكل هذه الاتفاقياتُ خطوةً جريئة للاستثمار في المستقبل، فهي في الواقع تعزز مكانةَ الإمارات مركزاً إقليمياً للذكاء الاصطناعي والطاقة المستدامة، حيث سيمكِّنها التعاونُ مع الولايات المتحدة من الوصول المباشر إلى أحدث التقنيات العالمية، مما يعزز ريادة الإمارات في المنطقة في مجال الذكاء الاصطناعي ويعزز أمنَها الاقتصادي والتكنولوجي على المدى البعيد. وتعَد هذه الاتفاقيات تحولاً جوهرياً في مسار العلاقات الاقتصادية بين أبوظبي وواشنطن، حيث إنها اتفاقيات نوعية تؤسس لريادة دولة الإمارات في المنطقة في مجال حيوي يعكس رؤيةَ القيادة الحكيمة في دولة الإمارات للاستثمار في المستقبل الرقمي. كما أنها اتفاقيات استراتيجية لخدمة التحول نحو اقتصاد المعرفة ونقل التقنية وتنمية الكفاءات الوطنية الإماراتية. ولعله من أبرز إنجازات تعميق الشراكة الاستراتيجية والتكنولوجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، الإعلان عن إطلاق مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأميركي الشامل بسعة قدرها 5 غيغاواط، والذي يعد الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة، إذ سيخلق في أبوظبي منصة إقليمية تمكّن الشركات الأميركية العملاقة من تقديم خدمات سريعة لما يقرب من نصف سكان العالم، بما من شأنه أن يرسِّخ مكانةَ الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار والتقنيات المتقدمة. ويستند هذا التعاون إلى إطار عمل جديد أطلق عليه «شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية المتحدة»، لتعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.لقد تبنّت دولة الإمارات نموذجاً وطنياً فريداً يتطلع للاستثمار في مستقبل أكثر ذكاءً ومرونةً، عن طريق تبنِّي الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية لصناعة المستقبل. وتعد استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي أول خطة وطنية شاملة في الشرق الأوسط توظف التقنيات الذكية لتحقيق قفزة نوعية في الاقتصاد والمجتمع بحلول عام (2031). وتركز هذه الاستراتيجية على تبنّي الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحكومية والخاصة، مع تطوير الكفاءات المحلية وجذب الاستثمارات العالمية، وكل ذلك في سبيل تحيق خطة طموحة لتقليل الاعتماد على الموارد النفطية، وتعزيز التنويع الاقتصادي من خلال توجيه الاستثمارات إلى صناعات معرفية قائمة على الابتكار، وهو ما سيضمن للدولة تَصدُّر السباق التكنولوجي العالمي. لقد عملت الدولة منذ إطلاق هذه الاستراتيجية على تأسيس برامج أكاديمية نوعية في الجامعات الحكومية والخاصة لبناء كوادر وطنية مؤهلة، كما أنشأت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مراكز أبحاث متخصصة، وتمويل مشاريع رائدة في مجالات مثل الروبوتات والبيانات الضخمة. واليوم تأتي الاتفاقيات مع الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي لتؤكد سعي دولة الإمارات إلى أن تصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي، ومحركاً للابتكار في المنطقة، خدمةً للإنسانية وتحقيقاً للتنمية المستدامة والازدهار. إنها قفزة نوعية في رؤية دولة الإمارات الاستباقية نحو احتضان المستقبل. *كاتبة إماراتية


الاتحاد
منذ 3 ساعات
- الاتحاد
قمة الإعلام العربي 2025 واستشراف المستقبل
قمة الإعلام العربي 2025 واستشراف المستقبل تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً رائداً في تطوير قطاع الإعلام، حيث تبنّت رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى ترسيخ مكانتها كمركز إعلامي عالمي. وفي ظل تسارع التحولات الرقمية، باتت صناعة الإعلام في قلب التغيرات التكنولوجية، تبحث عن التوازن بين المصداقية التقليدية والانبهار الرقمي الجديد. وفي هذا السياق، تبرز «قمة الإعلام العربي 2025» التي تحتضنها دبي، ليس كمجرد فعالية سنوية، بل كمؤشر واضح على تحولات استراتيجية تعيد رسم ملامح الإعلام العربي.تنطلق فعاليات «قمة الإعلام العربي 2025» في مركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة من 26 إلى 28 مايو 2025، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وينظمها نادي دبي للصحافة. وتُعدّ هذه القمة من أبرز الفعاليات الإعلامية في العالم العربي؛ إذ تجمع تحت مظلتها مبادرات ومنتديات تهدف إلى تعزيز الحوار وتطوير قطاع الإعلام في المنطقة. ما يميز دورة هذا العام هو تعدد محاورها وتكامل مبادراتها. فهي لم تعد مجرد حدث سنوي يضم متحدثين وورش عمل، بل تحوّلت إلى منصة استراتيجية شاملة. وإلى جانب «منتدى الإعلام العربي» الذي يناقش قضايا الصحافة التقليدية، تتضمن القمة «المنتدى الإعلامي العربي للشباب»، و«جائزة إبداع»، التي تركز على دعم المواهب الصاعدة، بالإضافة إلى «قمة رواد التواصل الاجتماعي» التي تعكس إدراكاً متزايداً بأن الإعلام لم يعد حكراً على المؤسسات، بل بات فضاءً مفتوحاً للمؤثرين الرقميين وصنّاع المحتوى. وهذا التنوع في الفعاليات يُجسّد واقع الإعلام العربي المتعدد، ويؤكد أن تطوير هذا القطاع يتطلب انفتاحاً على أدوات التأثير الحديثة، بما يشمل الرقمنة، والشباب، والمنصات البديلة. تركز القمة في نسختها الحالية على محاور استراتيجية، أبرزها: التحول الرقمي، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة الإعلام، وتعزيز التعاون الإقليمي لتبادل الخبرات. كما تسلط الضوء على التحولات الجذرية في العمل الصحفي، بدءاً من السياسات التحريرية وصولاً إلى غرف الأخبار المدعومة بالتقنيات الذكية، مع التأكيد على أهمية تعزيز الهوية الثقافية العربية في ظل تحديات إعلامية وجيوسياسية متنامية. وتتناول القمة أيضاً الحاجة إلى تحديث أخلاقيات المهنة في ظل صعود صحافة الروبوتات والخوارزميات، لضمان التوازن بين الابتكار والمسؤولية. تبرز أهمية الإعلام بشكل خاص في أوقات الأزمات، مثل الحروب والكوارث الطبيعية والأزمات الصحية، حيث يتحول من ناقل للمعلومة إلى عنصر فاعل في تشكيل الاستجابة المجتمعية وتوجيه الرأي العام. وفي هذا الإطار، تطرح «قمة الإعلام العربي 2025» تساؤلات جوهرية حول مدى جاهزية المؤسسات الإعلامية العربية للقيام بدورها خلال الظروف الاستثنائية، من حيث الالتزام بالمصداقية، والسرعة، ومراعاة البعد الإنساني في التغطيات. كما تناقش القمة تحديات التضليل الإعلامي وانتشار الأخبار الزائفة في أوقات الفوضى، والحاجة إلى بناء منظومات إعلامية قادرة على مقاومة التلاعب المعلوماتي، مع الحفاظ على قيم المهنية والحياد. فالإعلام، في لحظات الأزمات، لا يؤدي فقط دوراً إخبارياً، بل يصبح صمام أمان مجتمعياً يُسهم في بناء الثقة وتوجيه السلوك العام نحو التضامن والوعي. هذا وتُشير التقديرات إلى أن قيمة سوق الإعلام والترفيه في الشرق الأوسط بلغت نحو 30.34 مليار دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن تتجاوز 47 مليار دولار بحلول عام 2026، بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 7.4% بين 2021 و2026. وفي هذا السياق، تعمل دولة الإمارات على تعزيز إسهامات الإعلام في اقتصادها الوطني من خلال بيئة تشريعية مرنة تواكب المستجدات التقنية، بما يدعم نمو وازدهار القطاع ويعزز من مكانة الدولة على خارطة الإعلام العالمية. تمثل «قمة الإعلام العربي 2025» فرصة فريدة لاستشراف مستقبل الإعلام في المنطقة، مع التركيز على الابتكار، والتكنولوجيا، ودعم الكفاءات الشابة. وهي تجسيد عملي لالتزام الإمارات بتطوير قطاع الإعلام، وتعزيز دوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومن خلال تبنّي التقنيات الحديثة، ودعم المواهب المحلية، تسعى الدولة إلى ترسيخ مكانتها كمركز إعلامي عالمي مؤثر على الساحتين العربية والدولية. *صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.