logo
ألدريتش أميس: قصة أخطر عميل مزدوج في تاريخ الولايات المتحدة

ألدريتش أميس: قصة أخطر عميل مزدوج في تاريخ الولايات المتحدة

الوسط٠٣-٠٥-٢٠٢٥

Getty Images
أمضى ألدريتش أميس ما يقارب العقد في بيع معلومات سرية للاتحاد السوفيتي، ساهم في الكشف عن أكثر من 100 عملية استخباراتية ومقتل ما لا يقل عن 10 عملاء غربيين.
في 28 أبريل/ نيسان 1994، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وفي فبراير/ شباط من نفس العام، أجرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مقابلة مع أحد الجواسيس الذين خانهم أميس، ونجا ليحكي قصته.
في عام 1985، بدأ العملاء السوفييت الذين كانوا يتجسسون لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالاختفاء بشكل مفاجئ، إذ ألقى جهاز الاستخبارات السوفيتي (كي جي بي) القبض على هؤلاء العملاء واحداً تلو الآخر، وأخضعهم للاستجواب، وغالباً ما انتهى بهم الأمر بالإعدام.
كان أوليغ غورديفسكي أحد العملاء المزدوجين البارزين، فقد شغل منصب رئيس فرع جهاز الاستخبارات السوفيتي في لندن، بينما كان يتعاون سراً على مدى سنوات مع جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (إم آي 6). ولكن في أحد الأيام، وجد نفسه في موسكو، تحت تأثير المخدرات، منهكاً بعد خمس ساعات من الاستجواب، ويواجه خطر الإعدام رمياً بالرصاص، لكنه نجا بأعجوبة بعد أن هرّبه جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني من الاتحاد السوفيتي في صندوق سيارة.
بعد ذلك، بدأ غورديفسكي رحلة محاولة الكشف عن هوية الشخص الذي وشى به. وفي مقابلة أجراها مع مراسل بي بي سي، توم مانغولد لبرنامج "نيوزنايت" بتاريخ 28 فبراير/شباط 1994، قال: "طوال تسع سنوات، كنت أطرح على نفسي سؤالاً واحداً: من هو الرجل الذي سلّمني؟ من هو المصدر الذي خانني؟ ولم أكن أملك أي إجابة".
وبعد المقابلة بشهرين، حصل غورديفسكي على إجابة عندما وقف ضابط المخابرات المركزية ألدريتش أميس في قاعة محكمة أمريكية، واعترف بتسريب معلومات "جميع عملاء المخابرات المركزية السوفييت تقريباً، وغيرهم من الأجهزة الأمريكية والأجنبية المعروفة".
في 28 أبريل/نيسان 1994، اعترف أميس بتسريب هويات أكثر من 30 عميلاً يتجسسون لصالح الغرب، والمسؤولية عن كشف أكثر من 100 عملية سرية، وقد عرفه جهاز الاستخبارات السوفيتي (كي جي بي) بالاسم الرمزي "كولوكول"، أي "الجرس".
وأسفرت خيانته عن إعدام ما لا يقل عن عشرة عملاء تابعين لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، من بينهم الجنرال دميتري بولياكوف، أحد كبار قادة استخبارات الجيش السوفيتي، الذي قدّم معلومات حيوية للغرب على مدى أكثر من عقدين.
وقد أُدين أميس بوصفه أخطر جاسوس للكي جي بي في تاريخ الولايات المتحدة، وحُكم عليه بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط عنه.
كما تسبّب كشفه عن هوية الجاسوس البريطاني كيم فيلبي، بصفته عميلاً للسوفييت في ستينيات القرن العشرين، بزلزال داخل المؤسسة البريطانية، وقال مانغولد في عام 1994: "جاء الدور على واشنطن لتُصدم هي الأخرى من حجم الضرر الذي تسبب به عميلها ألدريتش أميس".
"يتأسف بسبب القبض عليه، لكنه لا يشعر بالندم لكونه جاسوساً". ليزلي جي. وايزر
كان المنصب الذي شغله أميس كرئيس لقسم مكافحة التجسس السوفيتي في وكالة المخابرات المركزية هو الذي مكّنه من إحداث هذا الكم الكبير من الأضرار، فقد أتاح له هذا المنصب الوصول شبه الكامل إلى معلومات سرية تتعلق بالعمليات الأمريكية ضد الاتحاد السوفيتي، والأهم من ذلك، كشف هويات العملاء الميدانيين.
كما أتاح له المنصب حضور جلسات استجواب بالتنسيق مع وكالات استخبارات غربية أخرى، وخلال إحدى تلك الجلسات، التقى بأهم عميل مزدوج لبريطانيا: أوليغ غورديفسكي، العقيد في جهاز الـ(كي جي بي) الذي كان يمدّ جهازي (إم أي 6) و (إم أي 5) بمعلومات حساسة.
وعلّق مانغولد على هذه المفارقة قائلاً إن تلك الاجتماعات أوجدت وضعاً غريباً، حيث "كان جاسوس تابع للكي جي بي يصغي إلى تقارير من أحد أبرز منشقّي الجهاز نفسه".
قال غورديفسكي: "كان الأمريكيون دقيقين للغاية وماهرين جداً في جلسات الاستجواب، كنت متحمساً وأعجبت بهم. كنت أرغب في مشاركة معرفتي معهم، لكنني أدركت الآن أن أميس كان جالساً هناك، وهذا يعني أنه سلّم كل شيء، كل الإجابات الجديدة المتعلقة بمعلوماتي، إلى الـ(كي جي بي)".
الكحول والطلاق
انغمس أميس في عالم التجسس منذ سن مبكرة، إذ كان والده محللاً استخباراتياً في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وقد ساعد ابنه في الحصول على وظيفة هناك بعد تركه للجامعة. لكن قرار أميس اللاحق بخيانة جهاز المخابرات لم يكن مدفوعاً بمخاوفه الأيديولوجية بقدر ما كان مدفوعاً بحاجته إلى المال.
في البداية، أظهر أميس موهبة واعدة في مجال مكافحة التجسس، وأُُرسل برفقة زوجته نانسي سيجيبارث، التي كانت أيضاً عميلة في وكالة المخابرات المركزية، إلى تركيا في أواخر الستينيات، حيث تم تكليفه بتجنيد عملاء أجانب.
ولكن بحلول عام 1972، تم استدعاؤه للعودة إلى مقر وكالة المخابرات المركزية بعدما شعروا أنه غير مؤهل للعمل الميداني، وعند عودته إلى الولايات المتحدة، بدأ دراسة اللغة الروسية وتم تكليفه بتخطيط عمليات ميدانية ضد المسؤولين السوفييت.
أثرت معاناة والده مع الكحول على مسيرة أميس المهنية في وكالة المخابرات المركزية، وبالمثل، بدأ إدمان أميس أيضاً على الكحول يعيق تقدمه الوظيفي.
في عام 1972، ضبطه عميل آخر وهو في حالة سُكر وفي وضع مخلّ مع موظفة في الوكالة، وزاد إهمال أميس في عمله من حدة هذه المشكلة، إذ ترك حقيبة مليئة بمعلومات سرية في مترو الأنفاق عام 1976.
في محاولة لاستعادة مساره المهني، قبل أميس مهمة خارجية ثانية في مدينة مكسيكو عام 1981، بينما بقيت زوجته في نيويورك. ومع ذلك، لم يستطع تمييز ضابط في وكالة المخابرات المركزية بسبب إفراطه المستمر في شرب الكحول.
في نفس العام، تورط في حادث سير في مدينة مكسيكو وكان في حالة سُكر شديدة لدرجة أنه لم يتمكن من الإجابة على أسئلة الشرطة أو حتى التعرف على ضابط السفارة الأمريكية الذي أُرسل لمساعدته.
وبعد جدال حاد مع مسؤول كوبي في حفل استقبال دبلوماسي بالسفارة - وكان حينها ثملاً أيضاً - أوصى رئيسه بأن تُجري وكالة المخابرات المركزية تقييماً لإدمانه على الكحول عند عودته إلى الولايات المتحدة.
استمر أميس في علاقاته خارج إطار الزواج، وكانت إحداها بمثابة نقطة تحول مفصلية في حياته، ففي أواخر عام 1982، دخل في علاقة مع الملحقة الثقافية الكولومبية ماريا ديل روزاريو، التي كانت قد جُنّدت للعمل لصالح وكالة المخابرات المركزية.
ومع تطور العلاقة بينهما بشكل جدي، قرر أميس إنهاء زواجه الأول، ليتزوج من روزاريو ويصحبها معه إلى الولايات المتحدة.
وضمن أدائه المتواضع في وكالة المخابرات المركزية، واصل أميس سلسلة إخفاقاته، لكن عند عودته إلى مقر الوكالة في عام 1983، تم تعيينه رئيساً لفرع مكافحة التجسس المعني بالعمليات السوفيتية، وهو منصب منحه صلاحية واسعة للاطلاع على معلومات حساسة تتعلق بأنشطة الوكالة السرية.
كجزء من تسوية طلاقه من نانسي، وافق أميس على تحمّل الديون المشتركة بينهما وقبل بدفع نفقة شهرية منتظمة. لكن وضعه المالي ازداد سوءاً بسبب أسلوب حياة زوجته الجديدة، روزاريو، التي عُرفت ببذخها وشغفها بالتسوق، إلى جانب مكالماتها الدولية المتكررة لعائلتها في كولومبيا.
وفي وقت لاحق، قال أميس للسيناتور دينيس ديكونسيني من أريزونا، أن ديونه كانت الدافع وراء تفكيره في بيع الأسرار التي كان مطّلعاً عليها، وأضاف: "كنت أشعر بضغط مالي هائل، وأدركت لاحقاً أنني ربما بالغت في رد فعلي تجاهه".
خيانة وطنه
وقال ليزلي جي وايزر، وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي كان جزءاً من فريق التحقيق الذي أدى لاعتقال أميس، لبرنامج "تاريخ الشهود" على (بي بي سي) في عام 2015، إن "الدافع كان المال، ولا أظن أنه حاول يوماً إقناع أحد بأن هناك دافعاً آخر وراء ما فعله".
ففي 16 أبريل/نيسان 1985، وبعد أن احتسى بعض المشروبات ليكتسب الجرأة، توجه أميس مباشرة إلى السفارة الروسية في واشنطن. وعندما دخل، سلم موظفة الاستقبال مغلفاً يحتوي على أسماء عدد من العملاء المزدوجين، بالإضافة إلى وثائق تثبت هويته كعميل سري في وكالة المخابرات المركزية، ورسالة تطلب 50 ألف دولار.
وفي تقرير لمجلس الشيوخ، ذكر أميس أنه اعتقد في البداية أن هذه ستكون صفقة لمرة واحدة لحل مشكلاته المالية، لكنه سرعان ما أدرك أن "الأوان قد فات، ولن يستطيع التراجع".
على مدار تسع سنوات، تلقى أميس أموالاً مقابل تسريب كميات هائلة من المعلومات السرية للغاية إلى المخابرات السوفيتية (الكي جي بي).
كان يوفر وثائق سرية تتعلق بكل شيء، من أجهزة التنصت المتصلة بالمنشآت الفضائية في موسكو إلى أحدث التقنيات التي يمكنها عد الرؤوس النووية للصواريخ السوفيتية، ثم يلفها في أكياس بلاستيكية ويأخذها ببساطة خارج وكالة المخابرات المركزية.
وبما أن دوره كان يشمل اجتماعات رسمية مع دبلوماسيين روس، كان يتمكن غالباً من لقاء مسؤوليه وجهاً لوجه دون أن يثير أي شكوك، كما كان يترك حزماً من الوثائق السرية في مواقع سرية تم تجهيزها مسبقاً وتُسمى "المستودعات الميتة".
قال وايزر: "عندما كان ينوي تسليم الوثائق، كان يضع علامة بالطباشير على صندوق بريد، لتكون إشارة للروس بأن المستودع قد تم تحميله بالمعلومات." وتابع: "وبعد أن يستلم الروس الوثائق، كانوا يزيلون تلك العلامة، وهي إشارة لأميس بأن العملية أُنجزت بنجاح وبشكل آمن."
بفضل تسريبات أميس لمعلومات استخباراتية شديدة الحساسية، تمكّنت الكي جي بي من كشف هوية معظم جواسيس وكالة المخابرات المركزية داخل الاتحاد السوفيتي، ما أدى إلى انهيار العمليات السرية الأمريكية هناك.
وقال وايزر: "لا أعرف أي جاسوس أو عميل سري آخر في تاريخ الولايات المتحدة تسبب في هذا الكمّ من الخسائر البشرية." وقد أثار الاختفاء المفاجئ لعدد كبير من عملاء الوكالة الشكوك، مما أدى إلى إطلاق تحقيق داخلي عام 1986 بحثاً عن الخائن داخل الوكالة، لكن أميس ظلّ متوارياً قرابة عقد كامل.
Getty Images
أميس هو أعلى ضابط في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية رتبة على الإطلاق يتم الكشف عنه كعميل مزدوج
وقد تحصّل أميس على مقابل سخيّ نظير خيانته، حيث تلقى ما مجموعه حوالي 2.5 مليون دولار من الاتحاد السوفيتي.
لكنه لم يُخف ثروته الجديدة، فرغم أن راتبه السنوي لم يكن يتجاوز 70 ألف دولار، اشترى منزلاً بقيمة 540 ألف دولار نقداً، وأنفق عشرات الآلاف على صيانته، واقتنى سيارة جاكوار.
وقد أثار نمط حياته المترف وإنفاقه المفرط الشكوك حوله، ما وضعه تحت المراقبة وأدى في النهاية إلى اعتقاله على يد فريق مكتب التحقيقات الفيدرالي بقيادة وايزر عام 1994.
وحتى يومنا هذا، لم يُظهر أميس أي ندم على أفعاله أو على الأشخاص الذين تسبب في مقتلهم، وعلّق وايزر على ذلك قائلاً: "كان يتمتع بثقة كبيرة في نفسه. هو يتأسف لإلقاء القبض عليه، لكنه لا يشعر بالندم لكونه جاسوساً".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

واشنطن تتهم الحكومة السودانية بـ "استخدام أسلحة كيميائية" وتفرض عليها عقوبات
واشنطن تتهم الحكومة السودانية بـ "استخدام أسلحة كيميائية" وتفرض عليها عقوبات

الوسط

timeمنذ 18 ساعات

  • الوسط

واشنطن تتهم الحكومة السودانية بـ "استخدام أسلحة كيميائية" وتفرض عليها عقوبات

Reuters رجل سوداني يعرض صندوق ذخائر عثر عليه في مدرسة بالعاصمة السودانية الخرطوم قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على السودان بعد ثبوت استخدام حكومته أسلحة كيميائية العام الماضي في الحرب الأهلية المستمرة ضد قوات الدعم السريع. وسيتم تقييد الصادرات الأمريكية إلى البلاد ووضع حدود للاقتراض المالي اعتباراً من السادس من يونيو/حزيران القادم، بحسب بيان للمتحدثة باسم الوزارة تامي بروس. وسبق أن اتُهمت القوات المسلحة السودانية وجماعة الدعم السريع بارتكاب "جرائم حرب" أثناء الصراع. تواصلت بي بي سي مع السلطات السودانية للتعليق على الإجراءات الأمريكية الأخيرة، وأفاد المسؤولون السودانيون بأنهم لم يصدروا بياناً رسمياً حتى الآن. وقُتل أكثر من 150 ألف شخص خلال الصراع الذي بدأ قبل عامين عندما بدأ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صراعاً شرساً على السلطة. وفي الأشهر الأخيرة، استعاد الجيش السوداني العاصمة الخرطوم، لكن القتال لا يزال مستمراً في أماكن أخرى. ولم يتم تقديم أي تفاصيل بشأن الأسلحة الكيميائية التي قالت الولايات المتحدة إنها عثرت عليها، لكن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت في يناير/كانون الثاني أن السودان استخدم غاز الكلور في مناسبتين، وهو ما يسبب مجموعة من التأثيرات المؤلمة والمدمرة، وقد يكون قاتلاً. "تدعو الولايات المتحدة حكومة السودان إلى وقف كل استخدامات الأسلحة الكيميائية والوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية"، بحسب البيان، في إشارة إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي التزمت الدول الموقعة عليها بتدمير مخزوناتها من الأسلحة. ووافقت جميع دول العالم تقريباً - بما فيها السودان - على اتفاقية الأسلحة الكيميائية، باستثناء مصر وكوريا الشمالية وجنوب السودان، وفقاً لجمعية الحد من الأسلحة، وهي منظمة غير حزبية مقرها الولايات المتحدة. وأضافت الجمعية أن "إسرائيل وقعت على الاتفاقية لكنها لم تُصادق عليها"، ما يعني أنها لم تُؤكد قانونياً مشاركتها فيها. وأضافت بروس أن "الولايات المتحدة تظل ملتزمة بشكل كامل بمحاسبة المسؤولين عن المساهمة في انتشار الأسلحة الكيميائية". Reuters أعضاء من مركز مكافحة الألغام يضعون ذخائر غير منفجرة في سيارة، بعد أن عزز الجيش السوداني سيطرته على الخرطوم من قوات الدعم السريع هذه ليست المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات على السودان. ففي يناير/كانون الثاني، فرضت عقوبات على قادة من طرفَيِ الصراع. اتهمت الولايات المتحدة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بـ"زعزعة استقرار السودان وتقويض هدف التحول الديمقراطي"، وهو ما أدانته وزارة الخارجية السودانية ووصفته بأنه "غريب ومقلق". وعلى صعيد متصل أيضاً، اتهم وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف أيضاً باسم حميدتي، بارتكاب "إبادة جماعية" في البلاد. ويتنافس طرفا الصراع على السلطة منذ العامين الماضيين، ما أدى إلى نزوح نحو 12 مليون شخص وترك 25 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات غذائية. وبحسب وكالة فرانس برس، فإن العقوبات الجديدة لن يكون لها تأثير يذكر على البلاد نتيجة هذه الإجراءات السابقة. أثارت هذه الخطوة الأمريكية الأخيرة توترات بشأن تورط الإمارات العربية المتحدة في الصراع. وكانت العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والسودان قد ظلت قائمة حتى وقت سابق من هذا الشهر، عندما اتهمت الحكومة السودانية الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وهو ما تنفيه الإمارات. وبعد الاستقبال الحار الذي حظي به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الإمارات الأسبوع الماضي، سعى الديمقراطيون في الكونغرس إلى منع بيع الأسلحة من الولايات المتحدة إلى الإمارات، جزئياً بسبب تورطها المزعوم في الصراع. وقال مصدر دبلوماسي سوداني لوكالة رويترز للأنباء إن الولايات المتحدة فرضت العقوبات الجديدة على السودان "لصرف الانتباه عن الحملة الأخيرة في الكونغرس ضد الإمارات". وفي وقت سابق من هذا الشهر، رفضت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة مسعى السودان لمقاضاة الإمارات العربية المتحدة بتهمة "الإبادة الجماعية".

حادثة إعدام "خاطفة الدمام" تثير الجدل في السعودية
حادثة إعدام "خاطفة الدمام" تثير الجدل في السعودية

الوسط

timeمنذ يوم واحد

  • الوسط

حادثة إعدام "خاطفة الدمام" تثير الجدل في السعودية

Getty Images صورة تعبيرية نفّذت السطات السعودية، الأربعاء، حكم القتل بالتعزير (الإعدام) بحق المواطنة مريم المتعب المعروفة بـ"خاطفة الدمام" وشريكها اليمني، منصور قايد، بعد إدانتهما بتهمة خطف ثلاثة أطفال قبل أكثر من 25 عاماً. تعود القضية إلى حقبة التسعينيات من القرن الماضي، ووقعت أحداثها في المنطقة الشرقية من المملكة. ظهرت القضية للعلن عام 2020، حينما حاولت المرأة استخراج أوراق ثبوتية للأطفال بعد بلوغهم سن العشرينيات، وذلك بغرض العمل والزواج. وأسهمت عزلة المرأة عن الناس وانقطاعها عن الأهل في تأجيل الكشف عن جريمتها، وفق بيان سابق للنيابة السعودية، حيث قامت المرأة بتربية الأطفال والاعتناء بهم، وأخيراً محاولة نسبهم إليها وإلى رجال غير آبائهم. وقالت وزارة الداخلية السعودية في بيان الأربعاء: "أقدمت مريم بنت محمد بن حمد المتعب، سعودية الجنسية، وبمشاركة منصور قايد عبدالله، يمني الجنسية، على خطف ثلاثة أطفال حديثي الولادة من مأمنهم بالمستشفى، وذلك عن طريق الحيلة والخداع على أمهاتهم، ونسب المخطوفين إلى غير آبائهم، وممارسة أعمال السحر والشعوذة، وقيام منصور بتسهيل مهام مريم المذكورة والتستر عليها في وقائع الخطف بعد علمه بذلك". وأضاف البيان أن الجهات الأمنية تمكنت من القبض على المتهمين، وأسفر التحقيق معهما عن توجيه الاتهام إليهما بارتكاب الجريمة. وبإحالتهما إلى المحكمة المختصة، تمت إدانتهما وصدر بحقهما الحكم المشار إليه. وتابع: "ولأن ما قاما به المدعى عليهما فعل محرم ومعاقب عليه شرعاً، وهو من الاعتداء على الأنفس البريئة مسلوبة الإرادة، ومن الإفساد في الأرض، فقد تم الحكم عليهما بالقتل تعزيراً". وأكد البيان أن الحكم أصبح نهائياً، بعد أن نال كافة درجات التقاضي وأُيّد من المحكمة العليا، ثم صدر أمر ملكي بإنفاذه. وأثار تنفيذ حكم الإعدام بحق خاطفة الدمام ترحيب كثير من السعوديين، الذي أعربوا عبر وسائل التواصل عن سعادتهم لتحقيق العدالة. ما هو القتل تعزيراً؟ تعد عقوبة القتل بالتعزير أحد ركائز النظام القضائي في المملكة، والذي يقوم على أحكام الشريعة الإسلامية. وتفرض هذه العقوبة على الجرائم التي لم تقرر لها الشريعة الإسلامية عقوبة محددة، وترك تقديرها لولي الأمر الذي يتمثل الآن في سلطات الدولة المعنية. ولكلمة "تعزير" في اللغة العربية معانٍ عديدة أبرزها: الردع والمنع كما تعني أيضاً اللوم أو التأديب. وتعني الكلمة اصطلاحاً: العقوبة التي يفرضها الحاكم على المذنب بما يراه مناسبا، وذلك جزاء على عقوبة ليس فيها حد مقدر في الشرع، بهدف ردع الجاني وغيره عن معاودة ارتكاب الجريمة. وتستهدف هذه العقوبة الجرائم التي تهدد أمن وسلامة المجتمع مثل تجارة المخدرات وتهريبها والخطف وغيرها. وتخضع القضايا التي قد تستلزم هذه العقوبة إلى تحقيقات شاملة، تليها محاكمات تأخذ في الاعتبار جميع الظروف المحيطة بالجريمة. ومنذ أبريل/ نيسان عام 2020، أوقفت السعودية أحكام القتل تعزيراً لمن لم يبلغوا 18 عاما من العمر وقت ارتكابهم الجريمة. ورغم بشاعة جريمتها، أثار تنفيذ حكم الإعدام في المرأة مشاعر متناقضة لدى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية، إذ انتقد بعضهم فرحة الشباب الذين كانوا مخطوفين بإعدامها على الرغم من قيامها بتربيتهم، لكن آخرين دافعوا عن هذه الفرحة. جذور القضية تعود وقائع القضية إلى خطف ثلاثة أطفال بالمنطقة الشرقية من المملكة في التسعينيات وهم: نايف القرادي، اختطف من مستشفى القطيف المركزي عام 1994. يوسف العماري، من مستشفى الولادة والأطفال بالدمام عام 1997. وفي عام 2000 اختطف موسى الخنيزي من المستشفى ذاته. كيف تكشفت الجريمة؟ في عام 2020، تقدمت مريم المتعب بطلب استخراج أوراق ثبوتية - هوية وطنية بغرض العمل والزواج - لطفلين زعمت أنها لقيطان عثرت عليهما قبل أكثر من 20 عاماً، وتولت تربيتهما والاعتناء بهما، وهو ما أثار شكوك السلطات المختصة. أحيل الملف إلى النيابة العامة، التي باشرت التحقيق وربطت الواقعة بسلسلة من بلاغات اختفاء أطفال من المستشفيات في التسعينيات، وأمرت بإجراء الفحوصات البيولوجية لإثبات النسب الحقيقي للأطفال. وفي بيان أصدره المتحدث باسم النيابة العامة في السعودية بتاريخ 17 أبريل/ نيسان 2020، قال إن "النتائج البيولوجية وردت بعدم ثبوت نسب المخطوفين إلى المتهمة، وثبوت نسبهم لأسر سعودية أخرى سبق أن تقدمت ببلاغات عن اختطاف أطفالهم". وأضاف المتحدث أن فريق التحقيق في النيابة العامة "نفّذ 247 إجراءً في القضية، منها 40 جلسة تحقيق مع 21 متهماً وشاهداً، وانتهى بتوجيه الاتهام لخمسة أشخاص، بينهم السيدة التي تولت عملية الخطف، ومساعدان لها، أحدهما يمني الجنسية". ومع تكشف خيوط الجريمة عاد الأطفال المختطفون إلى ذويهم الحقيقيين، وبصدور وتنفيذ الحكم بالقتل تعزيراً على مريم المتعب وشريكها اليمني، منصور قايد، الذي ساعدها في التستر على جرائم الخطف وتسهيل تنفيذها. بالمرأة الخاطفة، التي أدينت أيضاً بممارسة أعمال السحر والشعوذة، متمنياً أن تطبق هذه العقوبة على من يمارس السحر والشعوذة في ليبيا. ومع ذلك، أثارت هذه العقوبة غضب بعض المنظمات الحقوقية، كما جاء على حساب المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان.

سوريا تبدأ مرحلة "العدالة الانتقالية" وتحذر التنظيمات المسلحة من تحدي سلطة الدولة
سوريا تبدأ مرحلة "العدالة الانتقالية" وتحذر التنظيمات المسلحة من تحدي سلطة الدولة

الوسط

timeمنذ 5 أيام

  • الوسط

سوريا تبدأ مرحلة "العدالة الانتقالية" وتحذر التنظيمات المسلحة من تحدي سلطة الدولة

Getty Images هيئة العدالة الانتقالية ستعمل على "محاسبة" من تورط في انتهاكات ضد السوريين أصدرت رئاسة المرحلة الانتقالية السورية قرار تشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية، استنادا إلى الإعلان الدستوري للبلاد. كما دعا وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، المجموعات المسلحة الصغيرة التي لم تندمج بعد مع الأجهزة الأمنية إلى القيام بذلك في غضون "عشرة أيام". وأصدر رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، يوم الأحد، مرسوماً رئاسياً يقضي بتشكيل "الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية، إيمانا بضرورة تحقيق العدالة الانتقالية كركيزة أساسية لبناء دولة القانون، وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة". وبحسب المرسوم فإن الهيئة تهدف إلى كشف وتوثيق "الانتهاكات" الجسيمة التي "ارتكبها النظام السابق" بحق المواطنين، ومحاسبة المسؤولين عنها، بالإضافة إلى "تعويض الضحايا" وجبر الأضرار التي لحقت بهم. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن تشكيل الهيئة برئاسة عبد الباسط عبد اللطيف، وهو مكلف بوضع النظام الداخلي خلال مدة لا تتجاوز 30 يوما من تاريخ الإعلان الصادر في 17 مايو/آيار. وتعد هذه الخطوة متوافقة مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عُقد في فبراير/شباط الماضي. وتتمتع الهيئة بـ "الشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري"، وتمارس أعمالها في جميع أنحاء سوريا. وكان هناك مطالبات كثيرة بأهمية العمل على تحقيق العدالة الانتقالية كجزء لا يتجزأ من الحل السياسي الشامل في سوريا. تحذير المسلحين Getty Images حذر أبو قصرة في بيان على منصة إكس، مساء السبت، من أن هذه المجموعات "ستواجه إجراءات غير محددة"، وتأتي هذه المناشدات والتحذيرات في إطار محاولة السطلة الانتقالية في دمشق ترسيخ سلطة الدولة بعد ستة أشهر من الإطاحة ببشار الأسد. وشكّل انتشار الأسلحة خارج سيطرة الحكومة تحدياً لجهود رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، التي تسعى إلى ترسيخ سلطة الدولة ومواجهة فوضى السلاح في البلاد سواء من الجماعات المؤيدة له أو المعارضة. وأكد وزير الدفاع السوري في البيان على أن "الوحدات العسكرية" قد دُمجت الآن في "إطار مؤسسي موحد"، واصفاً ذلك بالإنجاز الكبير. لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة انضمام "المجموعات المسلحة الصغيرة" المتبقية إلى الوزارة خلال مدة أقصاها عشرة أيام من تاريخ هذا الإعلان، لاستكمال جهود التوحيد والتنظيم. ولم يحدد الوزير أسماء الفصائل التي يقصدها أو مناطق تواجدها على الأراضي السورية، لكنه لم يكن موجها إلى جماعة بعينها مثل قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهي قوة كبيرة يقودها الكرد وحاربت تنظيم الدولة (داعش) بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية في الشمال الشرقي. ووقعت قسد بقيادة الجنرال مظلوم عبدي، اتفاقا مع الشرع في وقت سابق من هذا العام، يتضمن الاندماج مع مؤسسات الدولة السورية وخاصة وزارة الدفاع. اختراق هام وحققت السطلة المؤقتة تقدما هاماً في السياسة الخارجية، بعد لقاء الشرع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في السعودية الأسبوع الماضي، والإعلان عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا. وعلق وزير الداخلية السوري أنس خطاب، على القرار الأمريكي بأنه سوف يدعم الجهود "لتعزيز الأمن والاستقرار وتعزيز السلم الأهلي في سوريا والمنطقة". وواجهت سوريا عدة موجات عنف هذا العام، في المناطق الجنوبية والساحل السوري في الغرب. وفي الجنوب أفادت تقارير بمقتل أكثر من 100 شخص في اشتباكات اندلعت بين مسلحين سنة ومقاتلين دروز في مناطق درزية قرب دمشق، في أبريل/نيسان الماضي. ونفذت السلطات السورية مداهمات يوم السبت استهدفت "خلايا" تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في حلب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store