أحدث الأخبار مع #للاتحادالسوفيتي،


نافذة على العالم
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- نافذة على العالم
أخبار التكنولوجيا : المركبة السوفيتية كوزموس 482 تصطدم بالأرض بعد 53 عاما فى المدار
الاثنين 12 مايو 2025 09:45 صباحاً نافذة على العالم - انتهت رحلة الفضاء الطويلة لمركبة هبوط سوفيتية فاشلة لكوكب الزهرة، حيث عادت المركبة للأرض وتحطم كوزموس 482 على الأرض، بعد أن دارت حول كوكبنا لأكثر من خمسة عقود، حيث سقط فوق المحيط الهندي غرب جاكرتا بإندونيسيا، وفقًا لوكالة الفضاء الروسية روسكوزموس. ووفقا لما ذكره موقع "space"، يبدو أن كوزموس 482 سقط في البحر دون أن يُلحق به أذى، ومع ذلك، هذا مجرد تقدير واحد؛ إذ توقعت وكالات فضاء أخرى ومنظمات تتبع مواقع مختلفة للعودة من البر الرئيسي في جنوب آسيا إلى شرق المحيط الهادئ. وليس من الواضح متى أو إن كنا سنحصل على إجابة قاطعة حول مكان سقوط كوزموس 482، التقط عالم الفلك جيانلوكا ماسي، من مشروع التلسكوب الافتراضي، صورةً لكوزموس 482 خلال أحد مداراته الأخيرة أثناء مروره فوق روما، إيطاليا، قبيل شروق الشمس في 10 مايو. وكتب ماسي على موقعه الإلكتروني: "يظهر المسبار في الصورة كأثرٍ يدخل مجال الرؤية من الأعلى ويتجه نحو الزاوية اليمنى السفلية". ولم تكن الأرض الكوكب الذي كان من المفترض أن يهبط عليه كوزموس 482، بل كانت المركبة الفضائية جزءًا من برنامج فينيرا التابع للاتحاد السوفيتي، والذي أرسل أسطولًا من المركبات إلى كوكب الزهرة في الستينيات والسبعينيات وأوائل الثمانينيات. أُطلق كوزموس 482 نحو كوكب الزهرة، الكوكب الشقيق للأرض شديد الحرارة، عام 1972، لكن مشكلةً في صاروخه جعلته عالقًا في مدارٍ إهليلجي حول الأرض، وعلى مدار الـ 53 عامًا التالية، سحبت قوة السحب الجوي المسبار ببطء وثبات، مما أدى إلى النهاية الدرامية اليوم. يبلغ عرض كوزموس 482 حوالي متر واحد (3.3 قدم) ووزنه حوالي 495 كيلوجرامًا (1190 رطلاً)، لو لم يتفكك أثناء عودته إلى الغلاف الجوي، فمن المرجح أنه اصطدم بسطح الأرض بسرعة حوالي 240 كيلومترًا في الساعة (150 ميلًا في الساعة)، وفقًا لمتتبع الأقمار الصناعية الهولندي ماركو لانجيروك.

الدستور
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
شي: الصين وروسيا ستتحملان مسؤولية خاصة كونهما دولتين كبيرتين
الدستور قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إنه في ظل مواجهة التيارات المعاكسة المتمثلة في الأحادية وسياسات القوة والتنمر التي يشهدها العالم، ستعمل الصين مع روسيا لتحمل المسؤولية الخاصة كونهما دولتين كبيرتين في العالم وعضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي. أدلى شي بهذه التصريحات أثناء محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارة الدولة التي يقوم بها إلى روسيا. وتبادل الزعيمان وجهات نظر متعمقة بشأن العلاقات الصينية-الروسية والقضايا الدولية والإقليمية الكبرى، وتوصلا إلى توافق بشأن العمل باستمرار وبعزم على تعميق التنسيق الاستراتيجي بين البلدين وتعزيز التنمية المستقرة والصحية وعالية المستوى للعلاقات الصينية-الروسية. ودعا الزعيمان أيضا إلى تعزيز منظور تاريخي صحيح بشأن الحرب العالمية الثانية، والحفاظ على سلطة ومكانة الأمم المتحدة، وحماية النزاهة والعدالة الدوليتين. وعقب مراسم ترحيب كبيرة بالرئيس شي، عقد الزعيمان محادثات مصغرة تلتها محادثات موسعة. وذكر شي أنه في السنوات القليلة الماضية، تمتعت العلاقات الصينية-الروسية بتنمية مستقرة وصحية وعالية المستوى بفضل الجهود المشتركة من الجانبين، مشيدا بصداقة حسن الجوار طويلة الأجل والتعاون متبادل المنفعة باعتبارهما سمتين مميزتين للعلاقات الثنائية بين الدولتين. وأوضح شي أن الثقة السياسية المتبادلة بين الدولتين أصبحت أعمق من أي وقت مضى، وأن علاقة التعاون العملي أصبحت أقوى من أي وقت مضى، وفي الوقت ذاته ازدهرت التبادلات الشعبية والتفاعلات المحلية بحيوية متزايدة، مشيرا إلى أن العلاقات الصينية-الروسية أصبحت أكثر ثقة واستقرارا وصلابة في العصر الجديد. وقال إن التاريخ والواقع أثبتا تماماً أن مواصلة تطوير وتعميق العلاقات الصينية-الروسية جزء لا يتجزأ من المضي قدما في الصداقة بين الشعبين من جيل إلى آخر، مضيفا أن ذلك أيضا خيار حتمي بالنسبة للجانبين من أجل تحقيق نجاح متبادل وتعزيز التنمية والنهوض لدى كل منهما. وأكد شي أيضاً أن مواصلة تطوير وتعميق العلاقات الصينية - الروسية تمثل أيضاً نداء العصر من أجل حماية النزاهة والعدالة على الصعيد الدولي وتعزيز إصلاح نظام الحوكمة العالمية. وأشار شي إلى أن العام الجاري يوافق الذكرى الـ80 لانتصارات حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني، والحرب الوطنية العظمى للاتحاد السوفيتي، والحرب العالمية ضد الفاشية، قائلا إنه قبل 80 عاما، قدم الشعبان الصيني والروسي تضحيات هائلة وحققا انتصارات عظيمة، ما قدم إسهامات تاريخية كبيرة في الحفاظ على السلام العالمي وقضية التقدم البشري. وقال إن الصين ستعمل مع روسيا لاتخاذ موقف واضح لتعزيز منظور تاريخي صحيح بشأن الحرب العالمية الثانية وحماية سلطة ومكانة الأمم المتحدة، والدفاع بقوة عن النصر في الحرب العالمية الثانية، والدفاع بحزم عن حقوق ومصالح الصين وروسيا والعدد الهائل من الدول النامية، وتعزيز عالم متعدد الأقطاب يقوم على المساواة والنظام، فضلا عن تعزيز عولمة اقتصادية شاملة ومفيدة للعالم بأسره. وتلقى الزعيمان أيضاً إحاطات من قادة الإدارات المعنية في البلدين بشأن التعاون الثنائي في مختلف القطاعات. وأشار شي إلى أنه يتعين على الصين وروسيا الالتزام بالمسار العام للتعاون ودرء المعوقات الخارجية، من أجل ترسيخ الأساس اللازم للتعاون المستقر وضمان زخم أقوى للتقدم. وأوضح شي أنه يتعين على الدولتين الاستفادة من الموارد المتاحة والمميزات التكاملية للنظامين الصناعيين لدى كل منهما، وزيادة التعاون عالي الجودة ومتبادل المنفعة في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والطاقة والزراعة والفضاء الجوي والذكاء الاصطناعي. وأضاف شي أنه يتعين على الدولتين الاستفادة من التضافر بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي باعتباره منصة لبناء نمط من الارتباطية عالية المستوى، مضيفا أنه يتعين على الدولتين إطلاق العنان لإمكانات عامي الثقافة بين الصين وروسيا، وتعزيز التعاون في مجالات التعليم والسينما والسياحة والرياضة والمجالات المحلية، وتدعيم ارتباطية متأصلة الجذور بين شعبي الدولتين. وأوضح شي أنه يتعين على البلدين إجراء تنسيق وتعاون وثيقين في المنصات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ومنظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة بريكس، وتوحيد الجنوب العالمي، والالتزام بالتعددية الحقيقية، وقيادة الاتجاه الصحيح لإصلاح الحوكمة العالمية. وأكد أن الصين تدفع على نحو شامل بناء دولة قوية وتدفع القضية العظيمة المتمثلة في تجديد الشباب الوطني، وذلك من خلال التحديث صيني النمط، مؤكدا أيضا أن الصين تمتلك العزم والثقة لتخطي جميع المخاطر والتحديات. وذكر شي أنه بغض النظر عن كيفية تغير البيئة الخارجية، ستدير الصين شؤونها الخاصة بشكل جيد، مضيفا أن الصين مستعدة للعمل مع روسيا لتحمل المسؤوليات الخاصة التي فرضها العصر، وحماية النظام التجاري العالمي متعدد الأطراف، والحفاظ على سلاسل الصناعة والإمداد مستقرة ودون عراقيل، وتقديم إسهامات أكبر في تعزيز تنمية الدولتين ونهضتهما، وفي دعم النزاهة والعدالة الدوليتين. وبدوره، رحب بوتين بحرارة بزيارة الدولة التي يجريها شي إلى روسيا وبحضوره الاحتفالات بمناسبة الذكرى الـ80 لانتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب الوطنية العظمى. وأشار بوتين إلى الأهمية الكبيرة للزيارة، لأنها تضخ زخما قويا في تنمية العلاقات الروسية-الصينية، وتساعد أيضا في حماية نتائج الحرب العالمية الثانية. وقال إن العلاقات الروسية-الصينية قائمة على المساواة والاحترام المتبادلين، ولا تستهدف أي طرف ثالث ولا تتأثر بأي حادث مؤقت. وذكر بوتين أن تعزيز تنمية العلاقات الروسية-الصينية باستمرار وعزم وزيادة التعاون متبادل المنفعة يمثلان خيارين استراتيجيين لروسيا، مضيفا أن الجانب الروسي يلتزم بقوة بمبدأ صين واحدة ويدعم دائما موقف الصين بشأن مسألة تايوان. وقال إن روسيا مستعدة للحفاظ على التبادلات عالية المستوى مع الصين، وتعزيز التعاون العملي في مجالات مثل التجارة والاستثمار والطاقة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا، وتعميق التبادلات الشعبية والثقافية في مجالات التعليم والثقافة والشباب والسياحة وغيرها من المجالات، وزيادة دلالات التعاون في منطقة الشرق الأقصى. وأوضح بوتين أن فرض التعريفات الجمركية المرتفعة أمر عبثي وغير قانوني، ولن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية، مضيفا أنه يتعين على الجانبين الصيني والروسي تعزيز التنسيق والتعاون ضمن الأطر متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ومنظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة البريكس، ودعم العملية الرامية إلى إقامة عالم متعدد الأقطاب، ومعارضة الأحادية بشكل مشترك، ورفض سوء استخدام العقوبات، ومقاومة المواجهة بين الكتل، وحماية المصالح المشتركة للمجتمع الدولي. وفي سياق إشارته إلى أن روسيا والصين قدمتا تضحيات كبيرة في الحرب العالمية ضد الفاشية، لفت بوتين إلى أنه في ظل القيادة القوية من الحزب الشيوعي الصيني، قاتل الشعب الصيني بشجاعة وحقق انتصاراً عظيماً في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني، ما قدم إسهامات مهمة للانتصار في الحرب العالمية الثانية. وقال بوتين إنه خلال سنوات الحرب الشاقة، دعمت روسيا والصين بعضهما البعض ونشأت بينهما صداقة عميقة، ما أرسى أساساً قوياً لتنمية العلاقات الثنائية بينهما، مضيفا أنه يتعين على الجانبين حماية سلطة الأمم المتحدة والقانون الدولي، وصون السردية التاريخية الصحيحة بشأن الحرب العالمية الثانية، والتمسك بالنزاهة والعدالة الدوليتين، والعمل معا لخلق مستقبل أكثر إشراقاً للبلدين والعالم. وعقب المحادثات، وقع رئيسا البلدين معاً بياناً مشتركاً بشأن مواصلة تعميق شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا في العصر الجديد. وشهدت الزعيمان معاً تبادل أكثر من 20 وثيقة تعاون ثنائي، تضم مجالات من بينها الاستقرار الاستراتيجي العالمي، وحماية سلطة القانون الدولي، والأمن البيولوجي، وحماية الاستثمار، والاقتصاد الرقمي، والحجر الصحي والتعاون السينمائي. ووجه الرئيسان الإدارات المعنية في الدولتين إلى تعزيز الاتصال والتنسيق بما يتسق مع التوافق الذي توصل إليه الجانبان، وتدعيم التعاون العملي وتحقيق المزيد من النتائج الملموسة. وعقد رئيسا البلدين أيضا مؤتمراً صحفياً مشتركاً.


فيتو
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- فيتو
الرئيس الصيني: بكين وموسكو ستتحملان مسئولية خاصة كونهما دولتين كبيرتين في العالم
قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، اليوم، إنه في ظل مواجهة التيارات المعاكسة المتمثلة في الأحادية وسياسات القوة والتنمر التي يشهدها العالم، ستعمل الصين مع روسيا لتحمل المسئولية الخاصة كونهما دولتين كبيرتين في العالم وعضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي. قمة بين الرئيس الصيني ونظيره الروسي بوتين أدلى شي بهذه التصريحات أثناء محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارة الدولة التي يقوم بها إلى روسيا. وتبادل الزعيمان وجهات نظر متعمقة بشأن العلاقات الصينية-الروسية والقضايا الدولية والإقليمية الكبرى، وتوصلا إلى توافق بشأن العمل باستمرار وبعزم على تعميق التنسيق الاستراتيجي بين البلدين وتعزيز التنمية المستقرة والصحية وعالية المستوى للعلاقات الصينية-الروسية. ودعا الزعيمان أيضا إلى تعزيز منظور تاريخي صحيح بشأن الحرب العالمية الثانية، والحفاظ على سلطة ومكانة الأمم المتحدة، وحماية النزاهة والعدالة الدوليتين. وعقب مراسم ترحيب كبيرة بالرئيس الصينى، عقد الزعيمان محادثات مصغرة تلتها محادثات موسعة. وذكر شي، أنه في السنوات القليلة الماضية، تمتعت العلاقات الصينية الروسية بتنمية مستقرة وصحية وعالية المستوى بفضل الجهود المشتركة من الجانبين، مشيدا بصداقة حسن الجوار طويلة الأجل والتعاون متبادل المنفعة باعتبارهما سمتين مميزتين للعلاقات الثنائية بين الدولتين. وأوضح الرئيس الصينى، أن الثقة السياسية المتبادلة بين الدولتين أصبحت أعمق من أي وقت مضى، وأن علاقة التعاون العملي أصبحت أقوى من أي وقت مضى، وفي الوقت ذاته ازدهرت التبادلات الشعبية والتفاعلات المحلية بحيوية متزايدة، مشيرا إلى أن العلاقات الصينية-الروسية أصبحت أكثر ثقة واستقرارا وصلابة في العصر الجديد. تطوير وتعميق العلاقات بين الصين وروسيا وقال، إن التاريخ والواقع أثبتا تمامًا أن مواصلة تطوير وتعميق العلاقات الصينية-الروسية جزء لا يتجزأ من المضي قدما في الصداقة بين الشعبين من جيل إلى آخر، مضيفا أن ذلك أيضا خيار حتمي بالنسبة للجانبين من أجل تحقيق نجاح متبادل وتعزيز التنمية والنهوض لدى كل منهما. وأكد شي أيضًا أن مواصلة تطوير وتعميق العلاقات الصينية - الروسية تمثل أيضًا نداء العصر من أجل حماية النزاهة والعدالة على الصعيد الدولي وتعزيز إصلاح نظام الحوكمة العالمية. الرئيس الصينى وبوتين، فيتو وأشار شي إلى أن العام الجاري يوافق الذكرى الـ80 لانتصارات حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني، والحرب الوطنية العظمى للاتحاد السوفيتي، والحرب العالمية ضد الفاشية، قائلا إنه قبل 80 عاما، قدم الشعبان الصيني والروسي تضحيات هائلة وحققا انتصارات عظيمة، ما قدم إسهامات تاريخية كبيرة في الحفاظ على السلام العالمي وقضية التقدم البشري. وقال إن الصين ستعمل مع روسيا لاتخاذ موقف واضح لتعزيز منظور تاريخي صحيح بشأن الحرب العالمية الثانية وحماية سلطة ومكانة الأمم المتحدة، والدفاع بقوة عن النصر في الحرب العالمية الثانية، والدفاع بحزم عن حقوق ومصالح الصين وروسيا والعدد الهائل من الدول النامية، وتعزيز عالم متعدد الأقطاب يقوم على المساواة والنظام، فضلا عن تعزيز عولمة اقتصادية شاملة ومفيدة للعالم بأسره. وتلقى الزعيمان أيضًا إحاطات من قادة الإدارات المعنية في البلدين بشأن التعاون الثنائي في مختلف القطاعات. وأشار شي إلى أنه يتعين على الصين وروسيا الالتزام بالمسار العام للتعاون ودرء المعوقات الخارجية، من أجل ترسيخ الأساس اللازم للتعاون المستقر وضمان زخم أقوى للتقدم. وأوضح شي أنه يتعين على الدولتين الاستفادة من الموارد المتاحة والمميزات التكاملية للنظامين الصناعيين لدى كل منهما، وزيادة التعاون عالي الجودة ومتبادل المنفعة في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والطاقة والزراعة والفضاء الجوي والذكاء الاصطناعي. وأضاف شي أنه يتعين على الدولتين الاستفادة من التضافر بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي باعتباره منصة لبناء نمط من الارتباطية عالية المستوى، مضيفا أنه يتعين على الدولتين إطلاق العنان لإمكانات عامي الثقافة بين الصين وروسيا، وتعزيز التعاون في مجالات التعليم والسينما والسياحة والرياضة والمجالات المحلية، وتدعيم ارتباطية متأصلة الجذور بين شعبي الدولتين. وأوضح شي أنه يتعين على البلدين إجراء تنسيق وتعاون وثيقين في المنصات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ومنظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة بريكس، وتوحيد الجنوب العالمي، والالتزام بالتعددية الحقيقية، وقيادة الاتجاه الصحيح لإصلاح الحوكمة العالمية. وأكد أن الصين تدفع على نحو شامل بناء دولة قوية وتدفع القضية العظيمة المتمثلة في تجديد الشباب الوطني، وذلك من خلال التحديث صيني النمط، مؤكدا أيضا أن الصين تمتلك العزم والثقة لتخطي جميع المخاطر والتحديات. وذكر شي أنه بغض النظر عن كيفية تغير البيئة الخارجية، ستدير الصين شؤونها الخاصة بشكل جيد، مضيفا أن الصين مستعدة للعمل مع روسيا لتحمل المسؤوليات الخاصة التي فرضها العصر، وحماية النظام التجاري العالمي متعدد الأطراف، والحفاظ على سلاسل الصناعة والإمداد مستقرة ودون عراقيل، وتقديم إسهامات أكبر في تعزيز تنمية الدولتين ونهضتهما، وفي دعم النزاهة والعدالة الدوليتين. بوتين يؤكد أن العلاقات بين الصين وروسيا لا تستهدف أحد وبدوره، رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحرارة بزيارة الدولة التي يجريها شي إلى روسيا وبحضوره الاحتفالات بمناسبة الذكرى الـ80 لانتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب الوطنية العظمى. وأشار بوتين إلى الأهمية الكبيرة للزيارة، لأنها تضخ زخما قويا في تنمية العلاقات الروسية-الصينية، وتساعد أيضا في حماية نتائج الحرب العالمية الثانية. وقال إن العلاقات الروسية-الصينية قائمة على المساواة والاحترام المتبادلين، ولا تستهدف أي طرف ثالث ولا تتأثر بأي حادث مؤقت. وذكر بوتين أن تعزيز تنمية العلاقات الروسية-الصينية باستمرار وعزم وزيادة التعاون متبادل المنفعة يمثلان خيارين استراتيجيين لروسيا، مضيفا أن الجانب الروسي يلتزم بقوة بمبدأ صين واحدة ويدعم دائما موقف الصين بشأن مسألة تايوان. وقال إن روسيا مستعدة للحفاظ على التبادلات عالية المستوى مع الصين، وتعزيز التعاون العملي في مجالات مثل التجارة والاستثمار والطاقة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا، وتعميق التبادلات الشعبية والثقافية في مجالات التعليم والثقافة والشباب والسياحة وغيرها من المجالات، وزيادة دلالات التعاون في منطقة الشرق الأقصى. وأوضح بوتين أن فرض التعريفات الجمركية المرتفعة أمر عبثي وغير قانوني، ولن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية، مضيفا أنه يتعين على الجانبين الصيني والروسي تعزيز التنسيق والتعاون ضمن الأطر متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ومنظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة البريكس، ودعم العملية الرامية إلى إقامة عالم متعدد الأقطاب، ومعارضة الأحادية بشكل مشترك، ورفض سوء استخدام العقوبات، ومقاومة المواجهة بين الكتل، وحماية المصالح المشتركة للمجتمع الدولي. وفي سياق إشارته إلى أن روسيا والصين قدمتا تضحيات كبيرة في الحرب العالمية ضد الفاشية، لفت بوتين إلى أنه في ظل القيادة القوية من الحزب الشيوعي الصيني، قاتل الشعب الصيني بشجاعة وحقق انتصارًا عظيمًا في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني، ما قدم إسهامات مهمة للانتصار في الحرب العالمية الثانية. وقال بوتين إنه خلال سنوات الحرب الشاقة، دعمت روسيا والصين بعضهما البعض ونشأت بينهما صداقة عميقة، ما أرسى أساسًا قويًا لتنمية العلاقات الثنائية بينهما، مضيفا أنه يتعين على الجانبين حماية سلطة الأمم المتحدة والقانون الدولي، وصون السردية التاريخية الصحيحة بشأن الحرب العالمية الثانية، والتمسك بالنزاهة والعدالة الدوليتين، والعمل معا لخلق مستقبل أكثر إشراقًا للبلدين والعالم. وعقب المحادثات، وقع رئيسا البلدين معًا بيانًا مشتركًا بشأن مواصلة تعميق شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا في العصر الجديد. وشهدت الزعيمان معًا تبادل أكثر من 20 وثيقة تعاون ثنائي، تضم مجالات من بينها الاستقرار الاستراتيجي العالمي، وحماية سلطة القانون الدولي، والأمن البيولوجي، وحماية الاستثمار، والاقتصاد الرقمي، والحجر الصحي والتعاون السينمائي. ووجه الرئيسان الإدارات المعنية في الدولتين إلى تعزيز الاتصال والتنسيق بما يتسق مع التوافق الذي توصل إليه الجانبان، وتدعيم التعاون العملي وتحقيق المزيد من النتائج الملموسة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


سيدر نيوز
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- سيدر نيوز
ألدريتش أميس: قصة أخطر عميل مزدوج في تاريخ الولايات المتحدة
أمضى ألدريتش أميس ما يقارب العقد في بيع معلومات سرية للاتحاد السوفيتي، ساهم في الكشف عن أكثر من 100 عملية استخباراتية ومقتل ما لا يقل عن 10 عملاء غربيين. في 28 أبريل/ نيسان 1994، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وفي فبراير/ شباط من نفس العام، أجرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مقابلة مع أحد الجواسيس الذين خانهم أميس، ونجا ليحكي قصته. في عام 1985، بدأ العملاء السوفييت الذين كانوا يتجسسون لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالاختفاء بشكل مفاجئ، إذ ألقى جهاز الاستخبارات السوفيتي (كي جي بي) القبض على هؤلاء العملاء واحداً تلو الآخر، وأخضعهم للاستجواب، وغالباً ما انتهى بهم الأمر بالإعدام. كان أوليغ غورديفسكي أحد العملاء المزدوجين البارزين، فقد شغل منصب رئيس فرع جهاز الاستخبارات السوفيتي في لندن، بينما كان يتعاون سراً على مدى سنوات مع جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (إم آي 6). ولكن في أحد الأيام، وجد نفسه في موسكو، تحت تأثير المخدرات، منهكاً بعد خمس ساعات من الاستجواب، ويواجه خطر الإعدام رمياً بالرصاص، لكنه نجا بأعجوبة بعد أن هرّبه جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني من الاتحاد السوفيتي في صندوق سيارة. بعد ذلك، بدأ غورديفسكي رحلة محاولة الكشف عن هوية الشخص الذي وشى به. وفي مقابلة أجراها مع مراسل بي بي سي، توم مانغولد لبرنامج 'نيوزنايت' بتاريخ 28 فبراير/شباط 1994، قال: 'طوال تسع سنوات، كنت أطرح على نفسي سؤالاً واحداً: من هو الرجل الذي سلّمني؟ من هو المصدر الذي خانني؟ ولم أكن أملك أي إجابة'. وبعد المقابلة بشهرين، حصل غورديفسكي على إجابة عندما وقف ضابط المخابرات المركزية ألدريتش أميس في قاعة محكمة أمريكية، واعترف بتسريب معلومات 'جميع عملاء المخابرات المركزية السوفييت تقريباً، وغيرهم من الأجهزة الأمريكية والأجنبية المعروفة'. في 28 أبريل/نيسان 1994، اعترف أميس بتسريب هويات أكثر من 30 عميلاً يتجسسون لصالح الغرب، والمسؤولية عن كشف أكثر من 100 عملية سرية، وقد عرفه جهاز الاستخبارات السوفيتي (كي جي بي) بالاسم الرمزي 'كولوكول'، أي 'الجرس'. وأسفرت خيانته عن إعدام ما لا يقل عن عشرة عملاء تابعين لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، من بينهم الجنرال دميتري بولياكوف، أحد كبار قادة استخبارات الجيش السوفيتي، الذي قدّم معلومات حيوية للغرب على مدى أكثر من عقدين. وقد أُدين أميس بوصفه أخطر جاسوس للكي جي بي في تاريخ الولايات المتحدة، وحُكم عليه بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط عنه. كما تسبّب كشفه عن هوية الجاسوس البريطاني كيم فيلبي، بصفته عميلاً للسوفييت في ستينيات القرن العشرين، بزلزال داخل المؤسسة البريطانية، وقال مانغولد في عام 1994: 'جاء الدور على واشنطن لتُصدم هي الأخرى من حجم الضرر الذي تسبب به عميلها ألدريتش أميس'. 'يتأسف بسبب القبض عليه، لكنه لا يشعر بالندم لكونه جاسوساً'. ليزلي جي. وايزر كان المنصب الذي شغله أميس كرئيس لقسم مكافحة التجسس السوفيتي في وكالة المخابرات المركزية هو الذي مكّنه من إحداث هذا الكم الكبير من الأضرار، فقد أتاح له هذا المنصب الوصول شبه الكامل إلى معلومات سرية تتعلق بالعمليات الأمريكية ضد الاتحاد السوفيتي، والأهم من ذلك، كشف هويات العملاء الميدانيين. كما أتاح له المنصب حضور جلسات استجواب بالتنسيق مع وكالات استخبارات غربية أخرى، وخلال إحدى تلك الجلسات، التقى بأهم عميل مزدوج لبريطانيا: أوليغ غورديفسكي، العقيد في جهاز الـ(كي جي بي) الذي كان يمدّ جهازي (إم أي 6) و (إم أي 5) بمعلومات حساسة. وعلّق مانغولد على هذه المفارقة قائلاً إن تلك الاجتماعات أوجدت وضعاً غريباً، حيث 'كان جاسوس تابع للكي جي بي يصغي إلى تقارير من أحد أبرز منشقّي الجهاز نفسه'. قال غورديفسكي: 'كان الأمريكيون دقيقين للغاية وماهرين جداً في جلسات الاستجواب، كنت متحمساً وأعجبت بهم. كنت أرغب في مشاركة معرفتي معهم، لكنني أدركت الآن أن أميس كان جالساً هناك، وهذا يعني أنه سلّم كل شيء، كل الإجابات الجديدة المتعلقة بمعلوماتي، إلى الـ(كي جي بي)'. الكحول والطلاق انغمس أميس في عالم التجسس منذ سن مبكرة، إذ كان والده محللاً استخباراتياً في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وقد ساعد ابنه في الحصول على وظيفة هناك بعد تركه للجامعة. لكن قرار أميس اللاحق بخيانة جهاز المخابرات لم يكن مدفوعاً بمخاوفه الأيديولوجية بقدر ما كان مدفوعاً بحاجته إلى المال. في البداية، أظهر أميس موهبة واعدة في مجال مكافحة التجسس، وأُُرسل برفقة زوجته نانسي سيجيبارث، التي كانت أيضاً عميلة في وكالة المخابرات المركزية، إلى تركيا في أواخر الستينيات، حيث تم تكليفه بتجنيد عملاء أجانب. ولكن بحلول عام 1972، تم استدعاؤه للعودة إلى مقر وكالة المخابرات المركزية بعدما شعروا أنه غير مؤهل للعمل الميداني، وعند عودته إلى الولايات المتحدة، بدأ دراسة اللغة الروسية وتم تكليفه بتخطيط عمليات ميدانية ضد المسؤولين السوفييت. أثرت معاناة والده مع الكحول على مسيرة أميس المهنية في وكالة المخابرات المركزية، وبالمثل، بدأ إدمان أميس أيضاً على الكحول يعيق تقدمه الوظيفي. في عام 1972، ضبطه عميل آخر وهو في حالة سُكر وفي وضع مخلّ مع موظفة في الوكالة، وزاد إهمال أميس في عمله من حدة هذه المشكلة، إذ ترك حقيبة مليئة بمعلومات سرية في مترو الأنفاق عام 1976. في محاولة لاستعادة مساره المهني، قبل أميس مهمة خارجية ثانية في مدينة مكسيكو عام 1981، بينما بقيت زوجته في نيويورك. ومع ذلك، لم يستطع تمييز ضابط في وكالة المخابرات المركزية بسبب إفراطه المستمر في شرب الكحول. في نفس العام، تورط في حادث سير في مدينة مكسيكو وكان في حالة سُكر شديدة لدرجة أنه لم يتمكن من الإجابة على أسئلة الشرطة أو حتى التعرف على ضابط السفارة الأمريكية الذي أُرسل لمساعدته. وبعد جدال حاد مع مسؤول كوبي في حفل استقبال دبلوماسي بالسفارة – وكان حينها ثملاً أيضاً – أوصى رئيسه بأن تُجري وكالة المخابرات المركزية تقييماً لإدمانه على الكحول عند عودته إلى الولايات المتحدة. استمر أميس في علاقاته خارج إطار الزواج، وكانت إحداها بمثابة نقطة تحول مفصلية في حياته، ففي أواخر عام 1982، دخل في علاقة مع الملحقة الثقافية الكولومبية ماريا ديل روزاريو، التي كانت قد جُنّدت للعمل لصالح وكالة المخابرات المركزية. ومع تطور العلاقة بينهما بشكل جدي، قرر أميس إنهاء زواجه الأول، ليتزوج من روزاريو ويصحبها معه إلى الولايات المتحدة. وضمن أدائه المتواضع في وكالة المخابرات المركزية، واصل أميس سلسلة إخفاقاته، لكن عند عودته إلى مقر الوكالة في عام 1983، تم تعيينه رئيساً لفرع مكافحة التجسس المعني بالعمليات السوفيتية، وهو منصب منحه صلاحية واسعة للاطلاع على معلومات حساسة تتعلق بأنشطة الوكالة السرية. كجزء من تسوية طلاقه من نانسي، وافق أميس على تحمّل الديون المشتركة بينهما وقبل بدفع نفقة شهرية منتظمة. لكن وضعه المالي ازداد سوءاً بسبب أسلوب حياة زوجته الجديدة، روزاريو، التي عُرفت ببذخها وشغفها بالتسوق، إلى جانب مكالماتها الدولية المتكررة لعائلتها في كولومبيا. وفي وقت لاحق، قال أميس للسيناتور دينيس ديكونسيني من أريزونا، أن ديونه كانت الدافع وراء تفكيره في بيع الأسرار التي كان مطّلعاً عليها، وأضاف: 'كنت أشعر بضغط مالي هائل، وأدركت لاحقاً أنني ربما بالغت في رد فعلي تجاهه'. خيانة وطنه وقال ليزلي جي وايزر، وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي كان جزءاً من فريق التحقيق الذي أدى لاعتقال أميس، لبرنامج 'تاريخ الشهود' على (بي بي سي) في عام 2015، إن 'الدافع كان المال، ولا أظن أنه حاول يوماً إقناع أحد بأن هناك دافعاً آخر وراء ما فعله'. ففي 16 أبريل/نيسان 1985، وبعد أن احتسى بعض المشروبات ليكتسب الجرأة، توجه أميس مباشرة إلى السفارة الروسية في واشنطن. وعندما دخل، سلم موظفة الاستقبال مغلفاً يحتوي على أسماء عدد من العملاء المزدوجين، بالإضافة إلى وثائق تثبت هويته كعميل سري في وكالة المخابرات المركزية، ورسالة تطلب 50 ألف دولار. وفي تقرير لمجلس الشيوخ، ذكر أميس أنه اعتقد في البداية أن هذه ستكون صفقة لمرة واحدة لحل مشكلاته المالية، لكنه سرعان ما أدرك أن 'الأوان قد فات، ولن يستطيع التراجع'. على مدار تسع سنوات، تلقى أميس أموالاً مقابل تسريب كميات هائلة من المعلومات السرية للغاية إلى المخابرات السوفيتية (الكي جي بي). كان يوفر وثائق سرية تتعلق بكل شيء، من أجهزة التنصت المتصلة بالمنشآت الفضائية في موسكو إلى أحدث التقنيات التي يمكنها عد الرؤوس النووية للصواريخ السوفيتية، ثم يلفها في أكياس بلاستيكية ويأخذها ببساطة خارج وكالة المخابرات المركزية. وبما أن دوره كان يشمل اجتماعات رسمية مع دبلوماسيين روس، كان يتمكن غالباً من لقاء مسؤوليه وجهاً لوجه دون أن يثير أي شكوك، كما كان يترك حزماً من الوثائق السرية في مواقع سرية تم تجهيزها مسبقاً وتُسمى 'المستودعات الميتة'. قال وايزر: 'عندما كان ينوي تسليم الوثائق، كان يضع علامة بالطباشير على صندوق بريد، لتكون إشارة للروس بأن المستودع قد تم تحميله بالمعلومات.' وتابع: 'وبعد أن يستلم الروس الوثائق، كانوا يزيلون تلك العلامة، وهي إشارة لأميس بأن العملية أُنجزت بنجاح وبشكل آمن.' بفضل تسريبات أميس لمعلومات استخباراتية شديدة الحساسية، تمكّنت الكي جي بي من كشف هوية معظم جواسيس وكالة المخابرات المركزية داخل الاتحاد السوفيتي، ما أدى إلى انهيار العمليات السرية الأمريكية هناك. وقال وايزر: 'لا أعرف أي جاسوس أو عميل سري آخر في تاريخ الولايات المتحدة تسبب في هذا الكمّ من الخسائر البشرية.' وقد أثار الاختفاء المفاجئ لعدد كبير من عملاء الوكالة الشكوك، مما أدى إلى إطلاق تحقيق داخلي عام 1986 بحثاً عن الخائن داخل الوكالة، لكن أميس ظلّ متوارياً قرابة عقد كامل. وقد تحصّل أميس على مقابل سخيّ نظير خيانته، حيث تلقى ما مجموعه حوالي 2.5 مليون دولار من الاتحاد السوفيتي. لكنه لم يُخف ثروته الجديدة، فرغم أن راتبه السنوي لم يكن يتجاوز 70 ألف دولار، اشترى منزلاً بقيمة 540 ألف دولار نقداً، وأنفق عشرات الآلاف على صيانته، واقتنى سيارة جاكوار. وقد أثار نمط حياته المترف وإنفاقه المفرط الشكوك حوله، ما وضعه تحت المراقبة وأدى في النهاية إلى اعتقاله على يد فريق مكتب التحقيقات الفيدرالي بقيادة وايزر عام 1994. وحتى يومنا هذا، لم يُظهر أميس أي ندم على أفعاله أو على الأشخاص الذين تسبب في مقتلهم، وعلّق وايزر على ذلك قائلاً: 'كان يتمتع بثقة كبيرة في نفسه. هو يتأسف لإلقاء القبض عليه، لكنه لا يشعر بالندم لكونه جاسوساً'.


الأيام
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- الأيام
ألدريتش أميس: قصة أخطر عميل مزدوج في تاريخ الولايات المتحدة
Getty Images أمضى ألدريتش أميس ما يقارب العقد في بيع معلومات سرية للاتحاد السوفيتي، ساهم في الكشف عن أكثر من 100 عملية استخباراتية ومقتل ما لا يقل عن 10 عملاء غربيين. في 28 أبريل/ نيسان 1994، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وفي فبراير/ شباط من نفس العام، أجرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مقابلة مع أحد الجواسيس الذين خانهم أميس، ونجا ليحكي قصته. في عام 1985، بدأ العملاء السوفييت الذين كانوا يتجسسون لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالاختفاء بشكل مفاجئ، إذ ألقى جهاز الاستخبارات السوفيتي (كي جي بي) القبض على هؤلاء العملاء واحداً تلو الآخر، وأخضعهم للاستجواب، وغالباً ما انتهى بهم الأمر بالإعدام. كان أوليغ غورديفسكي أحد العملاء المزدوجين البارزين، فقد شغل منصب رئيس فرع جهاز الاستخبارات السوفيتي في لندن، بينما كان يتعاون سراً على مدى سنوات مع جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (إم آي 6). ولكن في أحد الأيام، وجد نفسه في موسكو، تحت تأثير المخدرات، منهكاً بعد خمس ساعات من الاستجواب، ويواجه خطر الإعدام رمياً بالرصاص، لكنه نجا بأعجوبة بعد أن هرّبه جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني من الاتحاد السوفيتي في صندوق سيارة. بعد ذلك، بدأ غورديفسكي رحلة محاولة الكشف عن هوية الشخص الذي وشى به. وفي مقابلة أجراها مع مراسل بي بي سي، توم مانغولد لبرنامج "نيوزنايت" بتاريخ 28 فبراير/شباط 1994، قال: "طوال تسع سنوات، كنت أطرح على نفسي سؤالاً واحداً: من هو الرجل الذي سلّمني؟ من هو المصدر الذي خانني؟ ولم أكن أملك أي إجابة". وبعد المقابلة بشهرين، حصل غورديفسكي على إجابة عندما وقف ضابط المخابرات المركزية ألدريتش أميس في قاعة محكمة أمريكية، واعترف بتسريب معلومات "جميع عملاء المخابرات المركزية السوفييت تقريباً، وغيرهم من الأجهزة الأمريكية والأجنبية المعروفة". في 28 أبريل/نيسان 1994، اعترف أميس بتسريب هويات أكثر من 30 عميلاً يتجسسون لصالح الغرب، والمسؤولية عن كشف أكثر من 100 عملية سرية، وقد عرفه جهاز الاستخبارات السوفيتي (كي جي بي) بالاسم الرمزي "كولوكول"، أي "الجرس". وأسفرت خيانته عن إعدام ما لا يقل عن عشرة عملاء تابعين لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، من بينهم الجنرال دميتري بولياكوف، أحد كبار قادة استخبارات الجيش السوفيتي، الذي قدّم معلومات حيوية للغرب على مدى أكثر من عقدين. وقد أُدين أميس بوصفه أخطر جاسوس للكي جي بي في تاريخ الولايات المتحدة، وحُكم عليه بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط عنه. كما تسبّب كشفه عن هوية الجاسوس البريطاني كيم فيلبي، بصفته عميلاً للسوفييت في ستينيات القرن العشرين، بزلزال داخل المؤسسة البريطانية، وقال مانغولد في عام 1994: "جاء الدور على واشنطن لتُصدم هي الأخرى من حجم الضرر الذي تسبب به عميلها ألدريتش أميس". "يتأسف بسبب القبض عليه، لكنه لا يشعر بالندم لكونه جاسوساً". ليزلي جي. وايزر كان المنصب الذي شغله أميس كرئيس لقسم مكافحة التجسس السوفيتي في وكالة المخابرات المركزية هو الذي مكّنه من إحداث هذا الكم الكبير من الأضرار، فقد أتاح له هذا المنصب الوصول شبه الكامل إلى معلومات سرية تتعلق بالعمليات الأمريكية ضد الاتحاد السوفيتي، والأهم من ذلك، كشف هويات العملاء الميدانيين. كما أتاح له المنصب حضور جلسات استجواب بالتنسيق مع وكالات استخبارات غربية أخرى، وخلال إحدى تلك الجلسات، التقى بأهم عميل مزدوج لبريطانيا: أوليغ غورديفسكي، العقيد في جهاز الـ(كي جي بي) الذي كان يمدّ جهازي (إم أي 6) و (إم أي 5) بمعلومات حساسة. وعلّق مانغولد على هذه المفارقة قائلاً إن تلك الاجتماعات أوجدت وضعاً غريباً، حيث "كان جاسوس تابع للكي جي بي يصغي إلى تقارير من أحد أبرز منشقّي الجهاز نفسه". قال غورديفسكي: "كان الأمريكيون دقيقين للغاية وماهرين جداً في جلسات الاستجواب، كنت متحمساً وأعجبت بهم. كنت أرغب في مشاركة معرفتي معهم، لكنني أدركت الآن أن أميس كان جالساً هناك، وهذا يعني أنه سلّم كل شيء، كل الإجابات الجديدة المتعلقة بمعلوماتي، إلى الـ(كي جي بي)". الكحول والطلاق انغمس أميس في عالم التجسس منذ سن مبكرة، إذ كان والده محللاً استخباراتياً في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وقد ساعد ابنه في الحصول على وظيفة هناك بعد تركه للجامعة. لكن قرار أميس اللاحق بخيانة جهاز المخابرات لم يكن مدفوعاً بمخاوفه الأيديولوجية بقدر ما كان مدفوعاً بحاجته إلى المال. في البداية، أظهر أميس موهبة واعدة في مجال مكافحة التجسس، وأُُرسل برفقة زوجته نانسي سيجيبارث، التي كانت أيضاً عميلة في وكالة المخابرات المركزية، إلى تركيا في أواخر الستينيات، حيث تم تكليفه بتجنيد عملاء أجانب. ولكن بحلول عام 1972، تم استدعاؤه للعودة إلى مقر وكالة المخابرات المركزية بعدما شعروا أنه غير مؤهل للعمل الميداني، وعند عودته إلى الولايات المتحدة، بدأ دراسة اللغة الروسية وتم تكليفه بتخطيط عمليات ميدانية ضد المسؤولين السوفييت. أثرت معاناة والده مع الكحول على مسيرة أميس المهنية في وكالة المخابرات المركزية، وبالمثل، بدأ إدمان أميس أيضاً على الكحول يعيق تقدمه الوظيفي. في عام 1972، ضبطه عميل آخر وهو في حالة سُكر وفي وضع مخلّ مع موظفة في الوكالة، وزاد إهمال أميس في عمله من حدة هذه المشكلة، إذ ترك حقيبة مليئة بمعلومات سرية في مترو الأنفاق عام 1976. في محاولة لاستعادة مساره المهني، قبل أميس مهمة خارجية ثانية في مدينة مكسيكو عام 1981، بينما بقيت زوجته في نيويورك. ومع ذلك، لم يستطع تمييز ضابط في وكالة المخابرات المركزية بسبب إفراطه المستمر في شرب الكحول. في نفس العام، تورط في حادث سير في مدينة مكسيكو وكان في حالة سُكر شديدة لدرجة أنه لم يتمكن من الإجابة على أسئلة الشرطة أو حتى التعرف على ضابط السفارة الأمريكية الذي أُرسل لمساعدته. وبعد جدال حاد مع مسؤول كوبي في حفل استقبال دبلوماسي بالسفارة - وكان حينها ثملاً أيضاً - أوصى رئيسه بأن تُجري وكالة المخابرات المركزية تقييماً لإدمانه على الكحول عند عودته إلى الولايات المتحدة. استمر أميس في علاقاته خارج إطار الزواج، وكانت إحداها بمثابة نقطة تحول مفصلية في حياته، ففي أواخر عام 1982، دخل في علاقة مع الملحقة الثقافية الكولومبية ماريا ديل روزاريو، التي كانت قد جُنّدت للعمل لصالح وكالة المخابرات المركزية. ومع تطور العلاقة بينهما بشكل جدي، قرر أميس إنهاء زواجه الأول، ليتزوج من روزاريو ويصحبها معه إلى الولايات المتحدة. وضمن أدائه المتواضع في وكالة المخابرات المركزية، واصل أميس سلسلة إخفاقاته، لكن عند عودته إلى مقر الوكالة في عام 1983، تم تعيينه رئيساً لفرع مكافحة التجسس المعني بالعمليات السوفيتية، وهو منصب منحه صلاحية واسعة للاطلاع على معلومات حساسة تتعلق بأنشطة الوكالة السرية. كجزء من تسوية طلاقه من نانسي، وافق أميس على تحمّل الديون المشتركة بينهما وقبل بدفع نفقة شهرية منتظمة. لكن وضعه المالي ازداد سوءاً بسبب أسلوب حياة زوجته الجديدة، روزاريو، التي عُرفت ببذخها وشغفها بالتسوق، إلى جانب مكالماتها الدولية المتكررة لعائلتها في كولومبيا. وفي وقت لاحق، قال أميس للسيناتور دينيس ديكونسيني من أريزونا، أن ديونه كانت الدافع وراء تفكيره في بيع الأسرار التي كان مطّلعاً عليها، وأضاف: "كنت أشعر بضغط مالي هائل، وأدركت لاحقاً أنني ربما بالغت في رد فعلي تجاهه". خيانة وطنه وقال ليزلي جي وايزر، وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي كان جزءاً من فريق التحقيق الذي أدى لاعتقال أميس، لبرنامج "تاريخ الشهود" على (بي بي سي) في عام 2015، إن "الدافع كان المال، ولا أظن أنه حاول يوماً إقناع أحد بأن هناك دافعاً آخر وراء ما فعله". ففي 16 أبريل/نيسان 1985، وبعد أن احتسى بعض المشروبات ليكتسب الجرأة، توجه أميس مباشرة إلى السفارة الروسية في واشنطن. وعندما دخل، سلم موظفة الاستقبال مغلفاً يحتوي على أسماء عدد من العملاء المزدوجين، بالإضافة إلى وثائق تثبت هويته كعميل سري في وكالة المخابرات المركزية، ورسالة تطلب 50 ألف دولار. وفي تقرير لمجلس الشيوخ، ذكر أميس أنه اعتقد في البداية أن هذه ستكون صفقة لمرة واحدة لحل مشكلاته المالية، لكنه سرعان ما أدرك أن "الأوان قد فات، ولن يستطيع التراجع". على مدار تسع سنوات، تلقى أميس أموالاً مقابل تسريب كميات هائلة من المعلومات السرية للغاية إلى المخابرات السوفيتية (الكي جي بي). كان يوفر وثائق سرية تتعلق بكل شيء، من أجهزة التنصت المتصلة بالمنشآت الفضائية في موسكو إلى أحدث التقنيات التي يمكنها عد الرؤوس النووية للصواريخ السوفيتية، ثم يلفها في أكياس بلاستيكية ويأخذها ببساطة خارج وكالة المخابرات المركزية. وبما أن دوره كان يشمل اجتماعات رسمية مع دبلوماسيين روس، كان يتمكن غالباً من لقاء مسؤوليه وجهاً لوجه دون أن يثير أي شكوك، كما كان يترك حزماً من الوثائق السرية في مواقع سرية تم تجهيزها مسبقاً وتُسمى "المستودعات الميتة". قال وايزر: "عندما كان ينوي تسليم الوثائق، كان يضع علامة بالطباشير على صندوق بريد، لتكون إشارة للروس بأن المستودع قد تم تحميله بالمعلومات." وتابع: "وبعد أن يستلم الروس الوثائق، كانوا يزيلون تلك العلامة، وهي إشارة لأميس بأن العملية أُنجزت بنجاح وبشكل آمن." بفضل تسريبات أميس لمعلومات استخباراتية شديدة الحساسية، تمكّنت الكي جي بي من كشف هوية معظم جواسيس وكالة المخابرات المركزية داخل الاتحاد السوفيتي، ما أدى إلى انهيار العمليات السرية الأمريكية هناك. وقال وايزر: "لا أعرف أي جاسوس أو عميل سري آخر في تاريخ الولايات المتحدة تسبب في هذا الكمّ من الخسائر البشرية." وقد أثار الاختفاء المفاجئ لعدد كبير من عملاء الوكالة الشكوك، مما أدى إلى إطلاق تحقيق داخلي عام 1986 بحثاً عن الخائن داخل الوكالة، لكن أميس ظلّ متوارياً قرابة عقد كامل. Getty Images أميس هو أعلى ضابط في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية رتبة على الإطلاق يتم الكشف عنه كعميل مزدوج وقد تحصّل أميس على مقابل سخيّ نظير خيانته، حيث تلقى ما مجموعه حوالي 2.5 مليون دولار من الاتحاد السوفيتي. لكنه لم يُخف ثروته الجديدة، فرغم أن راتبه السنوي لم يكن يتجاوز 70 ألف دولار، اشترى منزلاً بقيمة 540 ألف دولار نقداً، وأنفق عشرات الآلاف على صيانته، واقتنى سيارة جاكوار. وقد أثار نمط حياته المترف وإنفاقه المفرط الشكوك حوله، ما وضعه تحت المراقبة وأدى في النهاية إلى اعتقاله على يد فريق مكتب التحقيقات الفيدرالي بقيادة وايزر عام 1994. وحتى يومنا هذا، لم يُظهر أميس أي ندم على أفعاله أو على الأشخاص الذين تسبب في مقتلهم، وعلّق وايزر على ذلك قائلاً: "كان يتمتع بثقة كبيرة في نفسه. هو يتأسف لإلقاء القبض عليه، لكنه لا يشعر بالندم لكونه جاسوساً".