
ألدريتش أميس: قصة أخطر عميل مزدوج في تاريخ الولايات المتحدة
أمضى ألدريتش أميس ما يقارب العقد في بيع معلومات سرية للاتحاد السوفيتي، ساهم في الكشف عن أكثر من 100 عملية استخباراتية ومقتل ما لا يقل عن 10 عملاء غربيين.
في 28 أبريل/ نيسان 1994، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وفي فبراير/ شباط من نفس العام، أجرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مقابلة مع أحد الجواسيس الذين خانهم أميس، ونجا ليحكي قصته.
في عام 1985، بدأ العملاء السوفييت الذين كانوا يتجسسون لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالاختفاء بشكل مفاجئ، إذ ألقى جهاز الاستخبارات السوفيتي (كي جي بي) القبض على هؤلاء العملاء واحداً تلو الآخر، وأخضعهم للاستجواب، وغالباً ما انتهى بهم الأمر بالإعدام.
كان أوليغ غورديفسكي أحد العملاء المزدوجين البارزين، فقد شغل منصب رئيس فرع جهاز الاستخبارات السوفيتي في لندن، بينما كان يتعاون سراً على مدى سنوات مع جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (إم آي 6). ولكن في أحد الأيام، وجد نفسه في موسكو، تحت تأثير المخدرات، منهكاً بعد خمس ساعات من الاستجواب، ويواجه خطر الإعدام رمياً بالرصاص، لكنه نجا بأعجوبة بعد أن هرّبه جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني من الاتحاد السوفيتي في صندوق سيارة.
بعد ذلك، بدأ غورديفسكي رحلة محاولة الكشف عن هوية الشخص الذي وشى به. وفي مقابلة أجراها مع مراسل بي بي سي، توم مانغولد لبرنامج 'نيوزنايت' بتاريخ 28 فبراير/شباط 1994، قال: 'طوال تسع سنوات، كنت أطرح على نفسي سؤالاً واحداً: من هو الرجل الذي سلّمني؟ من هو المصدر الذي خانني؟ ولم أكن أملك أي إجابة'.
وبعد المقابلة بشهرين، حصل غورديفسكي على إجابة عندما وقف ضابط المخابرات المركزية ألدريتش أميس في قاعة محكمة أمريكية، واعترف بتسريب معلومات 'جميع عملاء المخابرات المركزية السوفييت تقريباً، وغيرهم من الأجهزة الأمريكية والأجنبية المعروفة'.
في 28 أبريل/نيسان 1994، اعترف أميس بتسريب هويات أكثر من 30 عميلاً يتجسسون لصالح الغرب، والمسؤولية عن كشف أكثر من 100 عملية سرية، وقد عرفه جهاز الاستخبارات السوفيتي (كي جي بي) بالاسم الرمزي 'كولوكول'، أي 'الجرس'.
وأسفرت خيانته عن إعدام ما لا يقل عن عشرة عملاء تابعين لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، من بينهم الجنرال دميتري بولياكوف، أحد كبار قادة استخبارات الجيش السوفيتي، الذي قدّم معلومات حيوية للغرب على مدى أكثر من عقدين.
وقد أُدين أميس بوصفه أخطر جاسوس للكي جي بي في تاريخ الولايات المتحدة، وحُكم عليه بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط عنه.
كما تسبّب كشفه عن هوية الجاسوس البريطاني كيم فيلبي، بصفته عميلاً للسوفييت في ستينيات القرن العشرين، بزلزال داخل المؤسسة البريطانية، وقال مانغولد في عام 1994: 'جاء الدور على واشنطن لتُصدم هي الأخرى من حجم الضرر الذي تسبب به عميلها ألدريتش أميس'.
'يتأسف بسبب القبض عليه، لكنه لا يشعر بالندم لكونه جاسوساً'. ليزلي جي. وايزر
كان المنصب الذي شغله أميس كرئيس لقسم مكافحة التجسس السوفيتي في وكالة المخابرات المركزية هو الذي مكّنه من إحداث هذا الكم الكبير من الأضرار، فقد أتاح له هذا المنصب الوصول شبه الكامل إلى معلومات سرية تتعلق بالعمليات الأمريكية ضد الاتحاد السوفيتي، والأهم من ذلك، كشف هويات العملاء الميدانيين.
كما أتاح له المنصب حضور جلسات استجواب بالتنسيق مع وكالات استخبارات غربية أخرى، وخلال إحدى تلك الجلسات، التقى بأهم عميل مزدوج لبريطانيا: أوليغ غورديفسكي، العقيد في جهاز الـ(كي جي بي) الذي كان يمدّ جهازي (إم أي 6) و (إم أي 5) بمعلومات حساسة.
وعلّق مانغولد على هذه المفارقة قائلاً إن تلك الاجتماعات أوجدت وضعاً غريباً، حيث 'كان جاسوس تابع للكي جي بي يصغي إلى تقارير من أحد أبرز منشقّي الجهاز نفسه'.
قال غورديفسكي: 'كان الأمريكيون دقيقين للغاية وماهرين جداً في جلسات الاستجواب، كنت متحمساً وأعجبت بهم. كنت أرغب في مشاركة معرفتي معهم، لكنني أدركت الآن أن أميس كان جالساً هناك، وهذا يعني أنه سلّم كل شيء، كل الإجابات الجديدة المتعلقة بمعلوماتي، إلى الـ(كي جي بي)'.
الكحول والطلاق
انغمس أميس في عالم التجسس منذ سن مبكرة، إذ كان والده محللاً استخباراتياً في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وقد ساعد ابنه في الحصول على وظيفة هناك بعد تركه للجامعة. لكن قرار أميس اللاحق بخيانة جهاز المخابرات لم يكن مدفوعاً بمخاوفه الأيديولوجية بقدر ما كان مدفوعاً بحاجته إلى المال.
في البداية، أظهر أميس موهبة واعدة في مجال مكافحة التجسس، وأُُرسل برفقة زوجته نانسي سيجيبارث، التي كانت أيضاً عميلة في وكالة المخابرات المركزية، إلى تركيا في أواخر الستينيات، حيث تم تكليفه بتجنيد عملاء أجانب.
ولكن بحلول عام 1972، تم استدعاؤه للعودة إلى مقر وكالة المخابرات المركزية بعدما شعروا أنه غير مؤهل للعمل الميداني، وعند عودته إلى الولايات المتحدة، بدأ دراسة اللغة الروسية وتم تكليفه بتخطيط عمليات ميدانية ضد المسؤولين السوفييت.
أثرت معاناة والده مع الكحول على مسيرة أميس المهنية في وكالة المخابرات المركزية، وبالمثل، بدأ إدمان أميس أيضاً على الكحول يعيق تقدمه الوظيفي.
في عام 1972، ضبطه عميل آخر وهو في حالة سُكر وفي وضع مخلّ مع موظفة في الوكالة، وزاد إهمال أميس في عمله من حدة هذه المشكلة، إذ ترك حقيبة مليئة بمعلومات سرية في مترو الأنفاق عام 1976.
في محاولة لاستعادة مساره المهني، قبل أميس مهمة خارجية ثانية في مدينة مكسيكو عام 1981، بينما بقيت زوجته في نيويورك. ومع ذلك، لم يستطع تمييز ضابط في وكالة المخابرات المركزية بسبب إفراطه المستمر في شرب الكحول.
في نفس العام، تورط في حادث سير في مدينة مكسيكو وكان في حالة سُكر شديدة لدرجة أنه لم يتمكن من الإجابة على أسئلة الشرطة أو حتى التعرف على ضابط السفارة الأمريكية الذي أُرسل لمساعدته.
وبعد جدال حاد مع مسؤول كوبي في حفل استقبال دبلوماسي بالسفارة – وكان حينها ثملاً أيضاً – أوصى رئيسه بأن تُجري وكالة المخابرات المركزية تقييماً لإدمانه على الكحول عند عودته إلى الولايات المتحدة.
استمر أميس في علاقاته خارج إطار الزواج، وكانت إحداها بمثابة نقطة تحول مفصلية في حياته، ففي أواخر عام 1982، دخل في علاقة مع الملحقة الثقافية الكولومبية ماريا ديل روزاريو، التي كانت قد جُنّدت للعمل لصالح وكالة المخابرات المركزية.
ومع تطور العلاقة بينهما بشكل جدي، قرر أميس إنهاء زواجه الأول، ليتزوج من روزاريو ويصحبها معه إلى الولايات المتحدة.
وضمن أدائه المتواضع في وكالة المخابرات المركزية، واصل أميس سلسلة إخفاقاته، لكن عند عودته إلى مقر الوكالة في عام 1983، تم تعيينه رئيساً لفرع مكافحة التجسس المعني بالعمليات السوفيتية، وهو منصب منحه صلاحية واسعة للاطلاع على معلومات حساسة تتعلق بأنشطة الوكالة السرية.
كجزء من تسوية طلاقه من نانسي، وافق أميس على تحمّل الديون المشتركة بينهما وقبل بدفع نفقة شهرية منتظمة. لكن وضعه المالي ازداد سوءاً بسبب أسلوب حياة زوجته الجديدة، روزاريو، التي عُرفت ببذخها وشغفها بالتسوق، إلى جانب مكالماتها الدولية المتكررة لعائلتها في كولومبيا.
وفي وقت لاحق، قال أميس للسيناتور دينيس ديكونسيني من أريزونا، أن ديونه كانت الدافع وراء تفكيره في بيع الأسرار التي كان مطّلعاً عليها، وأضاف: 'كنت أشعر بضغط مالي هائل، وأدركت لاحقاً أنني ربما بالغت في رد فعلي تجاهه'.
خيانة وطنه
وقال ليزلي جي وايزر، وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي كان جزءاً من فريق التحقيق الذي أدى لاعتقال أميس، لبرنامج 'تاريخ الشهود' على (بي بي سي) في عام 2015، إن 'الدافع كان المال، ولا أظن أنه حاول يوماً إقناع أحد بأن هناك دافعاً آخر وراء ما فعله'.
ففي 16 أبريل/نيسان 1985، وبعد أن احتسى بعض المشروبات ليكتسب الجرأة، توجه أميس مباشرة إلى السفارة الروسية في واشنطن. وعندما دخل، سلم موظفة الاستقبال مغلفاً يحتوي على أسماء عدد من العملاء المزدوجين، بالإضافة إلى وثائق تثبت هويته كعميل سري في وكالة المخابرات المركزية، ورسالة تطلب 50 ألف دولار.
وفي تقرير لمجلس الشيوخ، ذكر أميس أنه اعتقد في البداية أن هذه ستكون صفقة لمرة واحدة لحل مشكلاته المالية، لكنه سرعان ما أدرك أن 'الأوان قد فات، ولن يستطيع التراجع'.
على مدار تسع سنوات، تلقى أميس أموالاً مقابل تسريب كميات هائلة من المعلومات السرية للغاية إلى المخابرات السوفيتية (الكي جي بي).
كان يوفر وثائق سرية تتعلق بكل شيء، من أجهزة التنصت المتصلة بالمنشآت الفضائية في موسكو إلى أحدث التقنيات التي يمكنها عد الرؤوس النووية للصواريخ السوفيتية، ثم يلفها في أكياس بلاستيكية ويأخذها ببساطة خارج وكالة المخابرات المركزية.
وبما أن دوره كان يشمل اجتماعات رسمية مع دبلوماسيين روس، كان يتمكن غالباً من لقاء مسؤوليه وجهاً لوجه دون أن يثير أي شكوك، كما كان يترك حزماً من الوثائق السرية في مواقع سرية تم تجهيزها مسبقاً وتُسمى 'المستودعات الميتة'.
قال وايزر: 'عندما كان ينوي تسليم الوثائق، كان يضع علامة بالطباشير على صندوق بريد، لتكون إشارة للروس بأن المستودع قد تم تحميله بالمعلومات.' وتابع: 'وبعد أن يستلم الروس الوثائق، كانوا يزيلون تلك العلامة، وهي إشارة لأميس بأن العملية أُنجزت بنجاح وبشكل آمن.'
بفضل تسريبات أميس لمعلومات استخباراتية شديدة الحساسية، تمكّنت الكي جي بي من كشف هوية معظم جواسيس وكالة المخابرات المركزية داخل الاتحاد السوفيتي، ما أدى إلى انهيار العمليات السرية الأمريكية هناك.
وقال وايزر: 'لا أعرف أي جاسوس أو عميل سري آخر في تاريخ الولايات المتحدة تسبب في هذا الكمّ من الخسائر البشرية.' وقد أثار الاختفاء المفاجئ لعدد كبير من عملاء الوكالة الشكوك، مما أدى إلى إطلاق تحقيق داخلي عام 1986 بحثاً عن الخائن داخل الوكالة، لكن أميس ظلّ متوارياً قرابة عقد كامل.
وقد تحصّل أميس على مقابل سخيّ نظير خيانته، حيث تلقى ما مجموعه حوالي 2.5 مليون دولار من الاتحاد السوفيتي.
لكنه لم يُخف ثروته الجديدة، فرغم أن راتبه السنوي لم يكن يتجاوز 70 ألف دولار، اشترى منزلاً بقيمة 540 ألف دولار نقداً، وأنفق عشرات الآلاف على صيانته، واقتنى سيارة جاكوار.
وقد أثار نمط حياته المترف وإنفاقه المفرط الشكوك حوله، ما وضعه تحت المراقبة وأدى في النهاية إلى اعتقاله على يد فريق مكتب التحقيقات الفيدرالي بقيادة وايزر عام 1994.
وحتى يومنا هذا، لم يُظهر أميس أي ندم على أفعاله أو على الأشخاص الذين تسبب في مقتلهم، وعلّق وايزر على ذلك قائلاً: 'كان يتمتع بثقة كبيرة في نفسه. هو يتأسف لإلقاء القبض عليه، لكنه لا يشعر بالندم لكونه جاسوساً'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ 3 ساعات
- سيدر نيوز
ماذا نعرف عن حادث إطلاق النار على موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن؟
EPA قُتل شابان يعملان في السفارة الإسرائيلية بالرصاص خارج متحف يهودي في واشنطن العاصمة. وأفادت الشرطة بأن الضحيتين، يارون ليشينسكي وسارة لين ميلغريم، قُتلا على يد رجل يدعى إلياس رودريغيز، هتف 'الحرية لفلسطين' أثناء اعتقاله، ووُجهت إليه تهمة القتل من الدرجة الأولى. وإليكم ما تحتاجون معرفته بشأن إطلاق النار. WILL OLIVER/EPA-EFE/Shutterstock في الساعة 21:08 بالتوقيت المحلي يوم الأربعاء، تلقت الشرطة بلاغات عن إطلاق نار خارج المتحف اليهودي في وسط مدينة واشنطن العاصمة. وعُثر على رجل وامرأة فاقدي الوعي ولا يتنفسان في مكان الحادث، قبل وفاتهما لاحقاً. وصرحت إدارة شرطة العاصمة بأن الاثنين كانا يغادران فعالية في المتحف الواقع في منطقة تضم مواقع سياحية ومتاحف ومبانٍ حكومية. ووجهت الشرطة أصابع الاتهام إلى إلياس رودريغيز، 31 عاماً، من شيكاغو، بأنه من يقف وراء عملية إطلاق النار. وأضافت الشرطة أنه شوهد وهو يقطع الشارع ذهاباً وإياباً خارج المتحف، قبل أن يستخدم مسدساً لإطلاق النار على مجموعة مؤلفة من أربعة أفراد. ثم دخل المشتبه به إلى المتحف، حيث جرى احتجازه. وقالت الشرطة إنه أخذ يكرر هتافه 'الحرية لفلسطين' أثناء إلقاء القبض عليه. عندما اقتحم المكان في البداية، اعتقد بعض الموجودين في المتحف أنه أحد المارة الذين شهدوا الواقعة. وقال يوني كالين، أحد الشهود، إن الناس داخل المتحف كانوا 'يهدئونه، ويقدمون له الماء، ويعتنون به'. وأضاف: 'لم نكن نعلم أنه امرؤ يُعدم الناس بدمٍ بارد'. وتُجري شرطة مدينة مينيابوليس ومكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقاً في الهجوم باعتباره عملاً إرهابياً وجريمة كراهية. ماذا نعرف عن الضحيتين؟ كان يارون ليشينسكي، 30 عاماً، وسارة لين ميلغريم، 26 عاماً، يعملان في السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة. وصرح سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر، يوم الخميس، بأن ليشينسكي كان يخطط لطلب يد الآنسة ميلغريم في القدس الأسبوع المقبل. وكان يارون ليشينسكي، الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والإسرائيلية، يعمل كمساعد باحث في السفارة، وفقاً لصفحته على لينكدإن. وُلد يارون في ألمانيا، وانتقل إلى إسرائيل في سن المراهقة، قبل أن ينتقل إلى واشنطن، وذلك بحسب صديقه رونين شوفال. وقال شوفال لبي بي سي إنه كان 'مسيحياً متديناً' يتمتع 'بشخصية جيدة'. وأفاد سفير إسرائيل لدى ألمانيا، رون بروسور، بأنه خدم سابقاً في الجيش الإسرائيلي. أما سارة لين ميلغريم، فهي أمريكية من كانساس، عملت في قسم الدبلوماسية العامة بالسفارة الإسرائيلية، بحسب ما ذُكر على صفحتها على لينكدإن. وقال والدها، روبرت، لشبكة سي بي إس نيوز، الشريكة الأمريكية لشبكة بي بي سي، إن ابنته 'أحبت إسرائيل' و'أحبت كل من يعيش في الشرق الأوسط'. وأضاف: 'كان لديها العديد من الأصدقاء الفلسطينيين المقربين، بالإضافة إلى العديد من الأصدقاء الإسرائيليين'. وقالت منظمة كيه يو هيليل، وهي منظمة طلابية يهودية في جامعة كانساس، إن الآنسة ميلغريم كانت 'خريجة محبوبة' ذات 'روح مُشِعّة'. وأعربت السفارة الإسرائيلية عن 'حزنها العميق' لوفاة الضحيتين. ماذا نعرف عن المشتبه به؟ وُجهت إلى إلياس رودريغيز تهمتا قتل من الدرجة الأولى على صلة بإطلاق النار. كما وُجهت إليه تهمة قتل مسؤولين أجانب، والتسبب في الوفاة بسلاح ناري، وإطلاق النار في جريمة عنف. ووفقاً لإفادة مكتوبة، فقد سافر المشتبه به جواً من شيكاغو، الثلاثاء، وبحوزته سلاح ناري اشتراه بشكل قانوني من إلينوي في حقيبته المسجلة. وتقول السلطات إن التحقيق لا يزال مستمراً، وقد تُوجه إليه المزيد من التهم مع تطوره. وقالت جانين بيرو، ممثلة الادعاء المؤقتة في واشنطن العاصمة، إن من السابق لأوانه الجزم بمطالبة فريق الادعاء توقيع عقوبة الإعدام عليه، ومع ذلك، فهي 'قضية مؤهلة لعقوبة الإعدام'. وأضافت بيرو أن المشتبه به قيد الاحتجاز، وسيمْثل أمام المحكمة في جلسة استماع تمهيدية في 18 يونيو/حزيران. وصرحت المدعية العامة الأمريكية بام بوندي بالاعتقاد بأنه سلوك فردي. في وقت سابق من يوم الخميس، فتش مكتب التحقيقات الفيدرالي عقاراً في شيكاغو له صلة بالمشتبه به. وخارج الشقة، صرّح جاره جون واين فراي للصحفيين بأنه كان يسكن في نفس المبنى السكني مع المشتبه به لمدة عام تقريباً. وأضاف أن المشتبه به وضع صورة خارج شقته لطفل أمريكي من أصل فلسطيني قُتل طعناً خارج شيكاغو عام 2023. وكانت جريمة قتل الطفل وديع الفيومي، البالغ من العمر ست سنوات، قد تصدرت عناوين الصحف العالمية، وأُدين قاتله بارتكاب جريمة كراهية في وقت سابق من هذا الشهر. ويقول المسؤولون إن دافعه كان كراهية الإسلام والحرب في غزة. ولم يتضح بعد إن كان للمشتبه به أي اتصال مباشر مع عائلة الصبي الضحية. وقال فراي إنه لم يتحدث مع المشتبه به في السياسة، لكنه أردف: 'لو كنتُ قد تحدثتُ إليه، لأقنعته بالتراجع عن ذلك'. ويعمل المشتبه به في الجمعية الأمريكية لتقويم العظام منذ عام 2024، وفقاً لسجلات إلكترونية اطلع عليها فريق التحقق في بي بي سي. وتشير حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى انخراطه الوثيق في حركة الاحتجاج المؤيدة للفلسطينيين. وأشارت إحدى القصص المنشورة على الإنترنت إلى ارتباطه بجماعة شيوعية متطرفة، وهو حزب الاشتراكية والتحرير، عام 2017، وقد أُجريت معه مقابلة بصفته أحد أعضاء الحزب. وفي منشور على منصة إكس، قال الحزب إنه 'لا علاقة له بهذا الحادث ولا يدعمه'، وإنه لم يكن على اتصال بالمشتبه به منذ سبع سنوات. كما أكدت الشرطة أن المشتبه به لم تكن له سابقة مع الشرطة، التي لم ترَ في سجله أي شيء 'يجعله تحت المراقبة'. ما هي الفعالية التي شهدت الأحداث؟ وُصفت الفعالية التي أقيمت في متحف كابيتال اليهودي بأنه فرصة للتواصل بين المهنيين الشباب اليهود والمجتمع الدبلوماسي. وصرحت اللجنة اليهودية الأمريكية، الجهة المنظمة، بأن الفعالية، التي حملت عنوان 'تحويل الألم إلى هدف' مفتوحة أمام العاملين في المجتمع الدبلوماسي في واشنطن العاصمة. وذُكر في وصف الفعالية أنها دعوة للقائمين على المساعدات الإنسانية الذين يتعاملون مع الأزمات في الشرق الأوسط، بما يشمل غزة. وقد اقتصر إرسال موقع الفعالية على من سجلوا للحضور. ماذا قال دونالد ترامب؟ أدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهجوم ووصفه بأنه معادٍ للسامية. وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي، تروث سوشيال، أنه 'ينبغي أن تنتهي عمليات القتل المروعة هذه في واشنطن العاصمة، والتي تستند بوضوح إلى معاداة السامية!'. وأكد أنه 'لا مكان للكراهية والتطرف في الولايات المتحدة الأمريكية'، مقدماً تعازيه لعائلات الضحايا. وأضاف ترامب: 'من المحزن أن تحدث أمور من هذا القبيل! ليبارككم الرب جميعاً!' Reuters قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه 'غاضب من جريمة القتل المروعة المعادية للسامية' التي أودت بحياة الضحيتين، الذي أعلن مكتبه أنه تحدث إلى والدي الضحيتين. وقال: 'قلبي حزين على عائلات الشابين العزيزين، اللذيْن أُنهيَت حياتهما في لحظة على يد قاتل بشع معادٍ للسامية'، مضيفاً أنه أعطى توجيهاته للسفارات الإسرائيلية حول العالم بتعزيز الأمن. وأكد هو ووزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن الوفيات نجمت عن 'تحريض معادٍ لإسرائيل' من قادة أوروبيين. وكان قادة المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، قد وقعوا في وقت سابق من هذا الأسبوع، رسالة مشتركة شديدة اللهجة تُدين ممارسات إسرائيل في غزة. وفي كلمة مُصوَّرة، ربط نتنياهو عمليات القتل التي وقعت الأربعاء في واشنطن بهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قائلاً: 'أثناء اقتياده، هتف: فلسطين حرة! هذا هو الهتاف نفسه الذي سمعناه في 7 أكتوبر/تشرين الأول'. واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي كلا من كير ستارمر وإيمانويل ماكرون ومارك كارني بـ'تشجيع حماس على مواصلة القتال إلى الأبد'، من خلال دعوتهم بأن تُنهِي إسرائيل حربها في غزة. وشنت إسرائيل حملة عسكرية في غزة، بعد هجوم غير مسبوق لحماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل فيه حوالي 1200 فرد من الجانب الإسرائيلي، واختُطف 251 آخرون. ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، قُتل ما لا يقل عن 53.475 فلسطينياً في غزة منذ ذلك الحين، من بينهم 3340 منذ استئناف الهجوم الإسرائيلي بعد هدنة لم تدم طويلاً.


بيروت نيوز
منذ 2 أيام
- بيروت نيوز
اعتقال قطة بتهمة تهريب المخدرات لأحد سجون كوستاريكا
ألقى مسؤولو سجن في كوستاريكا القبض على قطة أثناء محاولتها تهريب المخدرات إلى داخل السجن. وقالت وزارة العدل في كوستاريكا في منشور على 'فيسبوك'، 'إن الحراس في سجن بوكوسي ألقوا القبض على قطة تسلقت سياج السجن وهي تحمل حوالي 236 غراما من الماريخوانا وحوالي 68 غراما من الهيروين وأوراقا تستخدم في تغليف المخدرات مربوطة على ظهرها'. وبحسب مقطع فيديو نشرته وزارة العدل، تمكن حراس السجن من القبض على القطة أثناء تسلقها سياجا من الأسلاك الشائكة. وأفادت الوزارة في بيان بأن 'ضابطا متمركزا في أحد الحصون رصد الحيوان في المنطقة الخضراء وأثار الإنذار على الفور'. وأضافت أنه 'بفضل الإجراءات السريعة التي اتخذها الضباط، تم القبض على القطة وإزالة الطرود، مما منعها من الوصول إلى وجهتها النهائية'. وفي المجمل، عثر المسؤولون على حزمتين من الماريجوانا والهيروين، بالإضافة إلى أوراق تستخدم في تغليف المخدرات، بحسب بيان الوزارة. ويقول المسؤولون إنهم يقومون بمراجعة لقطات المراقبة الأمنية لمحاولة تتبع تحركات القطة قبل أن يكتشفها حراس السجن في محاولة لمعرفة من حاول تهريب المخدرات إلى داخل السجن ولمن كانت مرسلة. ووفقا لشبكة 'بي بي سي' سلم مسؤولو السجن القطة إلى الهيئة الوطنية لصحة الحيوان لإجراء تقييم بعد نزع المخدرات من ظهرها. (روسيا اليوم)


ليبانون 24
منذ 2 أيام
- ليبانون 24
اعتقال قطة بتهمة تهريب المخدرات لأحد سجون كوستاريكا
ألقى مسؤولو سجن في كوستاريكا القبض على قطة أثناء محاولتها تهريب المخدرات إلى داخل السجن. وقالت وزارة العدل في كوستاريكا في منشور على " فيسبوك"، "إن الحراس في سجن بوكوسي ألقوا القبض على قطة تسلقت سياج السجن وهي تحمل حوالي 236 غراما من الماريخوانا وحوالي 68 غراما من الهيروين وأوراقا تستخدم في تغليف المخدرات مربوطة على ظهرها". وبحسب مقطع فيديو نشرته وزارة العدل، تمكن حراس السجن من القبض على القطة أثناء تسلقها سياجا من الأسلاك الشائكة. وأفادت الوزارة في بيان بأن "ضابطا متمركزا في أحد الحصون رصد الحيوان في المنطقة الخضراء وأثار الإنذار على الفور". وأضافت أنه "بفضل الإجراءات السريعة التي اتخذها الضباط، تم القبض على القطة وإزالة الطرود، مما منعها من الوصول إلى وجهتها النهائية". وفي المجمل، عثر المسؤولون على حزمتين من الماريجوانا والهيروين، بالإضافة إلى أوراق تستخدم في تغليف المخدرات، بحسب بيان الوزارة. ويقول المسؤولون إنهم يقومون بمراجعة لقطات المراقبة الأمنية لمحاولة تتبع تحركات القطة قبل أن يكتشفها حراس السجن في محاولة لمعرفة من حاول تهريب المخدرات إلى داخل السجن ولمن كانت مرسلة. ووفقا لشبكة " بي بي سي" سلم مسؤولو السجن القطة إلى الهيئة الوطنية لصحة الحيوان لإجراء تقييم بعد نزع المخدرات من ظهرها. (روسيا اليوم)