logo
تهريب الكبتاغون: التحقيق لا يزال محظوراً على الصحفيين السوريين

تهريب الكبتاغون: التحقيق لا يزال محظوراً على الصحفيين السوريين

عمان نت١٠-٠٢-٢٠٢٥

قُتل الصحفي السوري محمود الحربي بعد أن خرق الحظر المفروض على الاتجار بالكبتاغون، جنوب البلاد في عهد بشار الأسد. وعلى الرغم من سقوط النظام قبل نحو شهرين، لا يزال التحقيق في هذه التجارة المربحة محفوفاً بالمخاطر بالنسبة للصحفيين السوريين. وقد أرسل ثلاثة صحفيين سوريين نتائج ما توصلوا إليه لموقع "فوربيدن ستوريز" (قصص محظورة)، لمواصلة عملهم.
النتائج الرئيسية:
● يستمر تهريب الكبتاغون على الحدود بين سوريا والأردن، على الرغم من سقوط نظام بشار الأسد، الذي كانت عائلته (الأسد) تسيطر على هذه التجارة المربحة.
● أحد المشتبه فيهم بقتل الصحفي محمود الحربي، هو حر طليق الآن، ولا يزال على علاقة بتجار الكبتاغون.
● لم يوقف سقوط النظام تهريب الكبتاغون في المنطقة. وبالنسبة للصحفيين السوريين، فإن التحقيق في تهريب الكبتاغون لا يزال مميتاً.
في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، كان محمود الحربي الكفري على وشك الانطلاق بسيارته على طريق في قرية معربة السورية، لكنّ وابلاً من الرصاص انهال عليه. لم يرحمه قاتلوه، كما تُظهر لقطات فيديو من كاميرات المراقبة، التي تمكنت "قصص محظورة" من الوصول إليها.
كان الحربي، وهو صحفي في موقع "درعا 24" الإعلامي، قد كشف قبل عشرة أيام عن تورط عائلة محلية في الاتجار بالكبتاغون؛ وهو مخدر مُصنَّع له تأثيرات محفزة.
وفي المادة المنشورة، لم يُذكر اسم الصحفي "الحربي"، الذي قال إن "أحد أفراد عائلة الرويس (ر.ا) ينحدر من قبيلة بدوية ومتهم بالعمل في تجارة المخدرات... وقد تم إخلاء مزرعته المُستخدمة كمستودع أو معمل لتصنيع الكبتاغون، وذلك بعد القصف الأردني لمقرات التهريب في درعا والسويداء".
تقع هاتان المدينتان جنوب سوريا، مع الحدود الأردنية، وقد أصبحتا مركزين لتهريب الكبتاغون الذي يُعدّ بوابة استراتيجية لدول الخليج، حيث يمكن شراء قرص "أمفيتامين" بمبلغ يصل إلى 20 دولاراً للقرص الواحد.
درعا 24، وسيلة إعلامية محلية أُسست في المدينة التي تحمل الاسم نفسه عام 2018 -في ظل حكم نظام بشار الذي لا يرحم- وتقدم نفسها على أنها "شبكة إعلامية مستقلة غير مرتبطة بأي كيان سياسي أو عسكري". ينشر الموقع المقالات والمواد الصحفية من دون أسماء كتابها، ولا يُطلب من الصحفيين الكشف عن هوياتهم. اكتسب فريق التحرير، الذي يبلغ قوامه نحو 30 شخصاً، سمعة قوية عبر عدة سنوات من العمل، نُشر خلالها العديد من المقالات حول التجارة غير المشروعة للكبتاغون، التي تقدر أرباحها بأكثر من 10 مليارات دولار سنوياً، وفقًا لصحيفة لوموند الفرنسية.
أخبرنا ميكاد* (وهو اسم مستعار لصحفي سوري من زملاء الحربي) أن "تجارة الكبتاجون أكبر بثلاث مرات من تلك التي تقوم بها الكارتلات المكسيكية؛ لذا علينا فضحه". رئيس تحرير موقع "درعا 24"، شخص متكتم حذر، بمثابة "الظل" حتى بالنسبة لزملائه؛ وهو يحاول ضمان سلامتهم بأي ثمن.
ويضيف ميكاد: "لا أستطيع أن أقول على وجه التحديد أي تقرير أو خبر أدى إلى وفاته (الحربي)، ما أعرفه هو أنه قُتل على يد أحد رجال الميليشيا المرتبطين بأباطرة الكبتاغون".
أظهرت كاميرات المراقبة هُوية أحد المدانين بقتل الحربي: محمد العارف العباس، الذي حُكم عليه بالإعدام في الثاني من آذار/مارس 2024، قبل أن يهرب من السجن بعد شهر تقريباً في ظروف غامضة.
"كنت أعرف أنني يجب أن أبقى بعيداً عنه، لقد شاهدت كل شيء، لكنني لم أنشر سوى تقارير عن المضبوطات الرسمية التي وضعها النظام".
سلطان الحلبي، صحفي سوري
لم تكن المليارات من حبوب الكبتاغون التي تُصدّر إلى جميع أنحاء العالم، بعيدة عن يد عائلة الأسد أبداً؛ حتى إن المخدرات أصبحت على مر السنين الدعامة الاقتصادية الأساسية للنظام الذي خنقته الحرب والعقوبات الدولية.
إنه موضوع فضّل صحفيون محليون مثل سلطان الحلبي، الذي يستخدم اسماً مستعاراً، عدم التطرق إليه. يقول سلطان الحلبي، وهو صحفي سوري مقيم في السويداء، المدينة ذات الغالبية الدرزية التي تبعد نحو مئة كيلومتر الى الجنوب من دمشق: "كنت أعرف أنني يجب أن أبقى بعيداً عنه، لقد رأيت كل شيء، لكني لم أنشر سوى تقارير عن المضبوطات الرسمية التي طرحها النظام".
ويؤكد أن الكبتاغون كان في كل مكان في المدينة، لكنهم لم يتمكنوا من الحديث عنه إلا ظاهرياً.
على الرغم من أن منطقة السويداء كانت بمنأى عن الاعتقالات التعسفية والتفجيرات في ظل النظام "الديكتاتوري"، لكنّ نظام المراقبة شمل جميع السكان والصحفيين المحليين. أصبح ذلك جلياً للحلبي بعد هروب الأسد وسقوط النظام في كانون الأول/ديسمبر 2024.
فقد عُثر في أرشيف أجهزة المخابرات السورية على دفتر بعنوان "معلومات"، سُجّلت فيه مختلف تفاصيل حياته (الحلبي) من قبل جهاز المخابرات: "متزوج، لم يؤدِ خدمته العسكرية الإلزامية، وكان ضمن المتظاهرين في السويداء". وحتى الساعات الأخيرة من حكم حزب البعث، كان عملاء المخابرات يسجلون كل تفاصيل حياته، إلى جانب تفاصيل حياة مئة صحفي وناشط آخر من محافظته.
هذه المراقبة المستمرة، بالإضافة إلى عهد الإرهاب في سوريا، زادت من المخاطر التي يتعرض لها أولئك الذين تجرأوا بالكتابة عن الكبتاغون. ويعترف أحمد، وهو صحفي في موقع الراصد نيوز، وأب لطفلين، بأنه كان يفرض رقابة ذاتية على نفسه لحماية عائلته. يقول: "اقتصرنا على المعلومات التي تنشرها وسائل الإعلام المقربة من النظام، كان من الخطورة بمكان الذهاب إلى أبعد من ذلك".
بعد عام من مقتل الحربي، اكتشف فريق "درعا 24" مقطع فيديو يُظهر أحد المشتبه فيهم بقتله وهو يحضر حفل زفاف أحد أبناء محمد الرفاعي، المعروف بأبي علي اللحام، والمطلوب لدى السلطات الجديدة، وفقًا لقناة الجزيرة القطرية. يُتهم اللحام -وهو قائد ميليشيا يزعم تبعيتها لجهاز المخابرات الجوية الذي كان جهازاً أساسياً لنظام الأسد في قمع السوريين- بجرائم الاختطاف والقتل، إضافة إلى تدبير تهريب الكبتاغون إلى الأردن.
"عندما علمنا بمقتل الحربي... وصلتنا رسالة واضحة: لا تقتربوا من هذا الموضوع".
سلطان الحلبي، صحفي سوري
بالنسبة للصحفيين في المنطقة، فإن مقتل الحربي مثّل خطاً أحمر لا يجب تجاوزه، وفقاً لميكاد.
يقول سلطان الحلبي: "لقد علمنا بما نشره موقع درعا 24 بشجاعة عن عصابات الكبتاغون، حين عرفنا بمقتله (الحربي)... وقد أرسل لنا ذلك رسالة واضحة: لا تتطرقوا إلى هذا الموضوع".
وأضاف أنه حتى بعد سقوط النظام، "لا يزال موضوع الكبتاغون من المحرمات في المنطقة".
منذ فرار الأسد إلى روسيا، يقول الحلبي إن مسلحين يُخفون هويتهم يجوبون شوارع السويداء، ويضيف: "لقد فرّ عدد قليل منهم، لكن غالبية عناصر الميليشيات لا يزالون هناك، وسقوط (الأسد) لم يغير أي شيء من ذلك".
وعند سؤاله عما إذا كان يفكر في التخلي عن اسمه المستعار، كان رده واضحاً: "لا… أعلم أن العديد من الصحفيين كشفوا عن هوياتهم، لكنني أُقدّر الحرية التي يمنحني إياها اسمي المستعار، ومع ذلك، حتى أثناء العمل تحت اسم مستعار، لا يمكنك الوصول إلى جميع المصادر حول الكبتاغون، لأنه لا يزال موضوعاً خطيراً".
وبسبب عدم قدرتهم على نشر بعض المعلومات الحساسة التي بحوزتهم، قرر الحلبي وأحمد وميكاد إرسالها إلى منظمة "فوربيدن ستوريز" (قصص محظورة)، على أمل كسر حاجز الصمت المفروض على تهريب الكبتاغون، وهو الشر الذي لا يزال يفتك بمناطق السويداء ودرعا.
في السويداء: أباطرة الكبتاغون ينجون من سقوط الأسد
تُعدّ السويداء، جنوب سوريا، مركزاً لتهريب الكبتاغون؛ وهو مخدر صناعي أغرق الشرق الأوسط منذ عقد من الزمن، وكان الدعامة الاقتصادية لنظام بشار الأسد. وبعد الإطاحة به، وعد خلفاء الأسد بإنهاء هذه التجارة غير المشروعة. لكنّ الواقع على الأرض مختلف تماماً. فمن الميليشيات المحلية المرتبطة بالحكومة الجديدة، إلى المهربين والمشتبه في تواطؤهم، تبدو نهاية الكبتاغون مجرد وهم.
● على الرغم من سقوط بشار الأسد قبل شهرين، لا يزال الحصول على حبوب الكبتاغون أمراً سهلاً.
● في مدينة السويداء الدرزية، لا تزال ميليشيا "الكرامة"، التي أعلنت ولاءها للنظام الجديد وتستعد للاندماج في قوات الجيش النظامية، تتعامل بغموض مع قضية التهريب.
● على الحدود مع الأردن، لا يزال تهريب المخدرات قائماً رغم العمليات التي ينفذها الجيش الأردني لمكافحة عمليات التهريب من سوريا.
"في أول مرة تناولت فيها ربع حبة كبتاغون، شعرت وكأنني محارب فايكينغ قادر على هزيمة عشرة رجال في المعركة".
يُعرف الكبتاغون باسم "كابتي"، وأيضاً باسم "الكابتن ماجد"، في إشارة إلى أبطال الأنيمي الياباني "كابتن تسوباسا" (المعروف عربياً بماجد)؛ وهذا ليس شيئاً جديداً بالنسبة لهذا الشاب البالغ من العمر 27 عاماً، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه.
في السويداء، بالقرب من الحدود الأردنية، كان يعمل (هذا الشاب) في "كولبات"، وهي أكشاك على الطرقات تبيع المشروبات الساخنة والبنزين، ولكن داخل بعضها، "لا شيء ممنوع". كان تجار الكبتاغون يبيعون بحرية أقراصهم ذات اللون "البيج"، وهي نسخة مقلدة من دواء منشط تم تطويره في الأصل لعلاج الاكتئاب وإزالة الشعور بالتعب. كان يتناولها مرتين في الأسبوع لمساعدته على تحمل نوبات العمل الليلي.
خمس دقائق وأقل من يورو واحد للحبة
حتى بعد سقوط بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، لا يزال الصحفيون السوريون يواجهون صعوبات كبيرة في التحقيق بشأن تهريب الكبتاغون؛ لذا أرسل ثلاثة صحفيين نتائج تحقيقاتهم إلى منظمة "فوربيدن ستوريز" لضمان استمرار البحث وكشف الحقيقة.
السلطات الجديدة، التابعة لجماعة هيئة تحرير الشام (HTS)، وعدت بوضع حد لتهريب الكبتاغون، الذي كان ركيزة أساسية في اقتصاد نظام الأسد منذ بداية الحرب الأهلية عام 2011. لكن في السويداء، لم يتغير شيء، بحسب الرجل الذي يعمل في الكشك.
يضيف: "قبل سقوط النظام، كنت أمشي عشرة أمتار فقط لشراء الكبتاغون، اليوم عليّ أن أمشي 20 أو 25 متراً".
في 11 كانون الثاني/يناير 2025، رافق فريق فوربيدن ستوريز هذا الرجل أثناء شرائه حبة كبتاغون. ذهب إلى أحد الأكشاك دون أي تنسيق، وعاد بعد خمس دقائق فقط، ممسكاً بالحبة في يده، مبتسماً وهو يقول: "ترى! لم يتغير شيء!".
السعر: عشرة آلاف ليرة سورية (نحو 0.70 يورو)، مقارنةً بـ 15,000 ليرة سورية لسعر علبة سجائر متوسطة.
جندي من هيئة تحرير الشام (HTS) يعرض حبوب كبتاغون من مختبر تم اكتشافه في يعفور (كانون أول/ديسمبر 2024). المصدر: AFP
في السويداء، يوجد على الطريق ما لا يقل عن 40 من أكشاك بيع الكبتاغون. مدمن "الكابتي" (الذي نسير معه) حدد معظمها في شارع مزدحم شرق المدينة، يؤدي إلى الملعب المحلي، حيث يكون النشاط التجاري والتهريب في أوجه.
في الوقت نفسه، تُروج السلطات السورية الجديدة لحملتها ضد الكبتاغون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تنشر صوراً ومقاطع فيديو لاكتشاف مستودعات تابعة للنظام السابق وتدميرها.
في 7 كانون الثاني/يناير، تم توقيع اتفاق مع الأردن يهدف إلى إنهاء نشاط التهريب، وتعهد حينها وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية الانتقالية، أسعد حسن الشيباني قائلاً: "عندما يتعلق الأمر بالكبتاغون وتهريب المخدرات، نعدكم بأنه (هذا النشاط) قد انتهى ولن يعود؛ مستعدون للتعاون بشكل واسع في هذا الشأن".
جندي من هيئة تحرير الشام (HTS) داخل مختبر لتصنيع الكبتاغون تم اكتشافه في يعفور (كانون أول/ديسمبر 2024). المصدر: AFP
كارولين روز، مديرة مشروع تجارة الكبتاغون لدى مركز الأبحاث الأمريكي "New Lines Institute"، تعترف بوجود جهود حقيقية لتفكيك المختبرات الكبرى لإنتاج المخدرات، مضيفة أن التحديات لا تزال كبيرة: "المختبرات السرية الصغيرة، المتنقلة والمتخفية، يصعب اكتشافها كثيراً".
وتشرح روز هذه التحديات بالقول: "في منطقة حدودية مثل السويداء، التي تجذب العديد من المهربين، فإن التحديات اللوجستية والجغرافية هائلة، هل تمتلك السلطات أنظمة مراقبة متطورة أو معدات فعالة لتأمين الحدود؟ حتى الآن، يبدو أنها لا تملك ذلك".
منذ سقوط النظام، لا تزال محافظة السويداء تحت سيطرة الميليشيات المحلية، وأقواها ميليشيا الكرامة، التي أعلنت ولاءها لهيئة تحرير الشام.
وفقاً لمصادر متعددة تحدثت إليها فوربيدن ستوريز، فإن الميليشيا تعلن رسمياً رفضها تهريب الكبتاغون، لكن دورها في التجارة لا يزال غامضاً.
أحد الرجال الذين تحدثت إليهم فوربيدن ستوريز كان قد شكّل ميليشيا مناهضة للكبتاغون، لكنه سُجن في عام 2020 على يد نظام الأسد. يقول عن ميليشيا الكرامة: "هم لا يهاجمون المهربين، إنهم يقضون على المنافسة".
ويضيف: "في السجن، رأيتهم يعتقلون تجاراً صغاراً ثم يرسلونهم إلى سجون يسيطر عليها النظام، الأسد و(ميلشيا) الكرامة سيّان، كلاهما سيء".
في عام 2022، تردد أنه تمّ اعتقال راجي فلحوط، قائد مجموعة مسلحة متهمة بالتهريب ومرتبطة بالمخابرات العسكرية السورية. بعد حصار منزله، اختفى فلحوط بشكل غامض، وتم العثور على مكابس كبتاغون في منزله.
انتشرت في وسائل الإعلام مزاعم بأن الكرامة كانت "تنظف المدينة"، لكن بعض الصحفيين المحليين شككوا في ذلك.
يقول أحد الصحفيين الذين تابعوا القضية: "الكرامة قبضت عليه، ثم اختفى، لقد اعتقلوه، ثم ساعدوه على الفرار قبل أن يعلنوا مسؤوليتهم عن العملية".
حتى إن أحد أفراد ميليشيا الكرامة لديه شكوك مماثلة. في عام 2023، عندما اكتشف هذا العضو الشاب ورشة سرية لإنتاج الكبتاغون، منعهم قائد الميليشيا، أبو حسن يحيى النجار، من التدخل.
"الكرامة كانت أقوى مجموعة تحت حكم الأسد، وما زالت كذلك"، يقول هذا العضو، الذي بقي في الميليشيا لحماية نفسه، مضيفاً: "سقوط الأسد لم يوقف التهريب، بل عرقل نشاط أباطرة المخدرات لفترة مؤقتة، لا شيء تغير هنا".
نتيجة لذلك، يزعم أنه لا تزال عائلة مزهر تهيمن على المشهد في السويداء. العائلة، التي يتابعها أكثر من سبعة آلاف شخص على فيسبوك، يتردد أنها كانت مقربة من نظام الأسد. انضم عدة أفراد منها إلى جمعية أسستها أسماء الأسد لدعم عائلات الجنود القتلى.
وفقاً لتحقيقات "سوريا على طول" (Syria Direct)، شكّلت عائلة مزهر محركاً رئيسياً في تهريب الكبتاغون، مستغلة علاقاتها بالنظام.
في 2013، انتشرت شائعة في السويداء بأن العائلة وجدت كنزاً؛ ما يفسر ثروتها المفاجئة. اليوم، تمتلك عدة "فلل فاخرة" وسط المدينة. يقول أحد الصحفيين المحليين، الذي امتنع عن نشر هذه المعلومات خوفاً على أسرته: "يديرون مصنع كبتاغون على بعد سبعة كيلومترات من حيّهم، وهم متورطون بشكل كبير في التهريب".
وأضاف الصحفي: "إذا واجهت مشكلة، اذهب إليهم، يمكنهم حل أي شيء، خلال الحرب، كانت هناك عمليات خطف مرتبطة بعصابات الكبتاغون، وكانوا هم من يتولون التفاوض على إطلاق سراح المخطوفين".
زارت فوربيدن ستوريز حيّ العائلة في مدينة السويداء القديمة، بدت المنطقة وكأنها حبيسة الزمن؛ حيث يقل وجود المباني ذات الطراز الحديث، مقابل منازل حجرية تقليدية؛ ما يعطي انطباعاً وكأنها قرية معزولة داخل المدينة.
تعيش عائلة مزهر -التي تُعدّ من أنصار الأسد- تحت حماية مشددة. عند مدخل منطقتهم، يُغلق الطريق بجرار زراعي، وتُقام حواجز منخفضة لحجب المداخل الأخرى. وعلى الرغم من كل المزاعم والاتهامات الموجهة ضدهم، لم يُعتقل أي فرد من عائلة مزهر حتى الآن.
غارات أردنية ضد تهريب الكبتاغون
كان دور نظام الأسد في إدخال وانتشار الكبتاغون في سوريا محورياً. خالد، جندي سابق في الفوج 405 (تم تغيير اسمه)، يروي تجربته: "في عام 2013، أعطاني أحد رفاقي حبة وقال لي: تبدو متعباً، خذ هذه، كان الأمر شائعاً جداً لدرجة أن أحد زملائي طلبها من صيدلية، ظناً منه أنها دواء عادي".
لم يدرك الجنود أن هذه الحبوب لم تكن مجرد غنائم حرب من العدو، بل كانت من إنتاج النظام نفسه، الذي كان يصنع الكبتاغون على نطاق واسع لتمويل حربه ضد الفصائل المتمردة، متجاوزاً العقوبات الدولية.
كان النظام يعتمد على الفرقة الرابعة المدرعة، التي يقودها شقيق الأسد ماهر الأسد، للسيطرة على طرق التهريب والبنية التحتية للإنتاج، بمساعدة الميليشيات التابعة له.
تحولت السويداء إلى نقطة ساخنة لتهريب الكبتاغون، حيث انتشر النشاط إلى أطراف المحافظة؛ خاصة على طول الحدود الأردنية.
منذ الإطاحة بالأسد، لا تزال محاولات تهريب المخدرات إلى الأردن مستمرة، يُقابلها قصف للقوات الأردنية على المناطق الحدودية بشكل منتظم؛ للحد من عمليات التهريب.
في 13 كانون الثاني/يناير 2025، استهدفت غارتان قرية الشعب الصحراوية، التي تُعدّ نقطة انطلاق رئيسية في تجارة الكبتاغون. في اليوم التالي للقصف، دافع الشيخ محمد عوض الرمثان، الذي أجرى موقع فوربيدن ستوريز مقابلة معه، عن مجتمعه بالقول: "لا يمكننا مراقبة 375 كيلومتراً من الحدود، نعم بعض الشباب متورطون في التهريب، ولكننا لا نعرفهم، وهم يتاجرون في الحبوب القديمة".
الشيخ محمد عوض الرمثان - قرية الشعب
المصدر: فوربيدن ستوريز
في هذه المناطق النائية، تُعدّ الوجوه الملثمة والسيارات ذات النوافذ الملونة دليلاً على ازدهار التجارة السرية (الكبتاغون)، على الرغم من الغارات الجوية والاعتقالات. قبل التقاط أي صورة، كان الصحفي المحلي المرافق لفريق فوربيدن ستوريز في سوريا يحذر محاوريه دائماً عند ظهورهم في الكادر: "غطوا وجوهكم إذا كنتم تعملون في مجال الكبتاغون".
وفي 20 كانون الثاني/يناير 2025، أصدر "تجمع عشائر الجنوب" بياناً أعلن فيه "تشكيل دوريات لمنع استخدام أراضي بلداتهم في عمليات الاتجار أو التهريب".
ويُعدّ (ف.س) من بين الشخصيات التي استهدفتها السلطات الأردنية في حربها ضد الكبتاغون، وهو في الأصل من عرمان بالقرب من قرية الشعب.
وافق (ف.س)، وهو تاجر مواشٍ لديه عدة إدانات بالتهريب منذ التسعينيات، على التحدث إلى فوربيدن ستوريز للمرة الأولى، في غرفة خاصة في أرقى مقاهي السويداء. كان يرتدي سترة سوداء وكوفية حمراء وبيضاء مثبتة معاً بعقال أسود، ويتحدث بصوت عالٍ. وضع (ف.س) يده على قلبه عدة مرات، وكأنه يشهد على براءته. ونفى أي تورط له في تجارة الكبتاغون، مؤكداً أن محافظة السويداء لم تتأثر بهذه التجارة، وأن مزارعه لا تحتوي سوى على المنتجات الزراعية والماشية.
يقول عضو نافذ في ميلشيا الكرامة: "لا نملك القوة لإيقاف (آل مزهر)، قوتهم تضمن السلم الاجتماعي، نحن عائلة درزية واحدة كبيرة".
منذ سقوط نظام الأسد، لم يتم تنفيذ أي اعتقالات ولم يتم اكتشاف أي مواقع لإنتاج الكبتاغون تتعلق بهذه "العائلة الدرزية الكبيرة" في السويداء. في كانون الثاني/يناير 2024، دمرت الكرامة مقراً واحداً لصناعة الكبتاغون، ولم يتم استهداف أي مقر آخر منذ ذلك الحين.
وبالعودة إلى دمشق، لا يزال شبح الكبتاغون حاضراً في كل مكان، حتى في الحياة اليومية. في أحد المقاهي، يمكن سماع صوت النادل ينادي: "هل أنت متعب؟ خذ كبتاغون، هل تريد القليل؟ سأحضر لك بعضاً منها في الحال".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مزارع الاحتيال بالذكاء الاصطناعي.. أداة العصابات الرقمية لجني مليارات الدولارات
مزارع الاحتيال بالذكاء الاصطناعي.. أداة العصابات الرقمية لجني مليارات الدولارات

خبرني

timeمنذ 8 ساعات

  • خبرني

مزارع الاحتيال بالذكاء الاصطناعي.. أداة العصابات الرقمية لجني مليارات الدولارات

خبرني - في ظاهرة مقلقة تتسع رقعتها في جنوب شرق آسيا، كشفت تقارير استقصائية عن تصاعد عمليات استدراج شباب من دول نامية مثل إندونيسيا، الصين، إثيوبيا، والهند، للعمل في "مزارع الاحتيال الإلكتروني" التي تُدار بتقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة، وتقف خلفها عصابات إجرامية عابرة للحدود. وبحسب تقرير نشره موقع "Rest of World"، يتعرّض الآلاف من الشباب لعمليات خداع ممنهجة عبر منصات مثل "تيليغرام" و"فيسبوك"، حيث يتم إغراؤهم بعروض عمل مغرية في مجالات التكنولوجيا والتسويق الرقمي، ليكتشفوا لاحقًا أنهم ضحايا اتجار بالبشر نُقلوا قسرًا إلى مراكز احتيال مغلقة ومحمية بحراسة مشددة، في ميانمار وكمبوديا ولاوس والفلبين. شركات وهمية ووعود كاذبة قال أنيس هداية، مفوض اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في جاكرتا، إن آلاف الوظائف الوهمية تُروَّج يوميًا على مواقع التواصل، وتستهدف بشكل خاص حاملي جوازات السفر. وأضاف أن المجندين يحصلون على تدريب سريع لا يتجاوز يومين، قبل الزجّ بهم في غرف عمليات احتيالية تُدار باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل تقنيات التزييف العميق واستنساخ الأصوات ونماذج اللغة الكبيرة. خسائر بالمليارات وأمريكا تدفع الثمن تشير التقديرات إلى أن هذه المزارع تُدرّ ما يفوق 40 مليار دولار سنويًا، بينما خسر الأميركيون وحدهم 12.5 مليار دولار في عام 2024 نتيجة عمليات احتيال إلكتروني، أغلبها تنطوي على خداع استثماري، وفقًا للجنة التجارة الفيدرالية. تحدث ضحايا سابقون في التقرير شريطة عدم الكشف عن هويتهم. بعضهم أكّد أنه صودرت جوازات سفرهم وهواتفهم، وتم إجبارهم على العمل 15 ساعة يوميًا في مراكز اتصال احتيالية. كما أُجبروا على بناء علاقات عاطفية مزيفة عبر تطبيقات المواعدة، لدفع الضحايا إلى استثمار آلاف الدولارات في منصات وهمية. الذكاء الاصطناعي سلاح الجريمة الجديد تقارير أممية تشير إلى ارتفاع بنسبة 600% في استخدام أدوات التزييف العميق على "تيليغرام"، حيث تباع برمجيات خبيثة، وخدمات تتيح للمحتالين تنفيذ عمليات اختراق دقيقة. جون فوجيك، من مكتب الأمم المتحدة في بانكوك، وصف استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في الاحتيال بأنه "عامل مضاعف قوي" للجرائم العابرة للحدود. "فيسبوك" و"تيليغرام" في قفص الاتهام رغم تعهد شركتي "ميتا" و"تيليغرام" بالتصدي للمحتوى الاحتيالي، فإن تقارير تؤكد أن الجماعات الإجرامية تواصل استغلال الثغرات، وتطوّر تقنياتها لتفادي الرقابة. تقرير سابق لصحيفة "وول ستريت جورنال" أفاد بأن "ميتا" تُصنّف الاحتيال الوظيفي كأولوية منخفضة الخطورة. أحد ضحايا الاحتيال، وهو شاب إندونيسي خريج تكنولوجيا معلومات، رُحّل إلى كمبوديا بعد أن وقع في فخ "وظيفة تحسين محركات البحث". هناك، أُجبر على الاحتيال على الضحايا، من بينهم فتاة إندونيسية أقنعها بالمراهنة بـ10 آلاف دولار في كازينو وهمي. وفي قصة أخرى، تعرّض شاب مؤثر على وسائل التواصل للاختطاف في مطار بانكوك بعد التقدّم لوظيفة في شركة "لازادا". نُقل إلى ميانمار حيث عمل في عمليات تزييف وجه وصوت عبر الذكاء الاصطناعي، بهدف الاحتيال على مستخدمي تطبيقات المواعدة. أمل بالعودة بعض الناجين من هذه المزارع، ممن تمكنوا من الهروب، عادوا إلى بلادهم للعمل في وظائف بسيطة. أحدهم يعمل الآن ميكانيكيًا في مزرعة نخيل، ويأمل في استعادة حياته المهنية بمجال البرمجة. قال: "أملي أن أعود إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات. كبشر، لا نملك سوى أن نحلم ونخطط".

الإعلان عن اسمي الموظفين اللذين قُتلا بإطلاق النار في...
الإعلان عن اسمي الموظفين اللذين قُتلا بإطلاق النار في...

الوكيل

timeمنذ 13 ساعات

  • الوكيل

الإعلان عن اسمي الموظفين اللذين قُتلا بإطلاق النار في...

الوكيل الإخباري- اضافة اعلان أعربت السفارة الإسرائيلية في واشنطن عن أسفها لمقتل اثنين من موظفيها في حادث إطلاق النار عند المتحف اليهودي في المدينة مؤخرًا، وكشفت أن اسميهما يارون، وسارة.وحسب ما صرّحت به رئيسة شرطة العاصمة باميلا سميث، فإن الموظفين كانا قد غادرا فعالية أُقيمت في متحف العاصمة اليهودي، عندما اقترب منهما مشتبه به وأطلق النار باتجاه مجموعة من الأشخاص.وقالت سميث إن المشتبه به صرخ بعد اعتقاله قائلًا: "Free, free Palestine".وقد أعلنت الشرطة أن المشتبه به يُدعى إلياس رودريغيز، ويبلغ من العمر 30 عامًا، وهو من سكان مدينة شيكاغو. وأشار نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) دان بونجينو إلى أن الحادث يبدو أنه "عمل عنف مستهدف".وقال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحئيل لايتر، إن الشابين كانا يخططان للخطوبة، موضحًا أن الشاب كان قد اشترى خاتمًا هذا الأسبوع، وكان ينوي التقدم لطلب الزواج الأسبوع المقبل في القدس.وأوضحت سميث أن السلطات لا تعتقد أن هناك تهديدًا مستمرًا للمجتمع، وأضافت أن المشتبه به شوهد وهو يتجول بالقرب من المتحف قبل إطلاق النار، ثم دخل المتحف بعد الهجوم، حيث تمكن أمن الفعالية من توقيفه.وفي بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس، قال إنه "مصدوم" من الهجوم الذي وصفه بأنه "مروع ومعادٍ للسامية"، مضيفًا: "نحن نشهد ثمنًا فظيعًا لمعاداة السامية وللتحريض الوحشي ضد إسرائيل".وقال نتنياهو إنه أوعز إلى البعثات الإسرائيلية حول العالم بتعزيز الإجراءات الأمنية عقب الهجوم.ويأتي هذا الحادث بعد أسبوع فقط من حصول المتحف على تمويل ضمن برنامج منحة بلغت قيمته 500 ألف دولار (ما يعادل 372,495 جنيهًا إسترلينيًا) لتعزيز إجراءات الأمن. وقد أصدر المتحف بيانًا قال فيه إنه "حزين ومروع" بسبب واقعة إطلاق النار.

جوليان أسانج يرتدي قميصًا يحمل أسماء آلاف الأطفال الذين استشهدوا في غزة- (فيديو)
جوليان أسانج يرتدي قميصًا يحمل أسماء آلاف الأطفال الذين استشهدوا في غزة- (فيديو)

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 15 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

جوليان أسانج يرتدي قميصًا يحمل أسماء آلاف الأطفال الذين استشهدوا في غزة- (فيديو)

#سواليف ظهر مؤسس موقع ' #ويكيليكس ' #جوليان_أسانج في 'مهرجان كان السينمائي'، هذا الأسبوع، مرتديًا قميصًا طُبعت عليه أسماء 4,986 طفلًا فلسطينيًا استشهدوا خلال القصف الإسرائيلي على قطاع #غزة، في مشهد أثار تفاعلًا واسعًا وحمل رسالة سياسية لافتة. جاءت هذه اللفتة قبيل عرض الفيلم الوثائقي The Six Billion Dollar Man (الرجل الذي كان يساوي ستة مليارات دولار)، والذي يروي قصة #أسانج الشخصية. وقد وقف على درج قصر المهرجانات إلى جانب زوجته ستيلا أسانج، مرتديًا #القميص الذي كُتب على ظهره بالخط العريض: 'Stop Israel – أوقفوا إسرائيل'، في تعبير واضح عن تضامنه مع ضحايا الحرب. ووصفت صحيفة 'لومانيتي' الفرنسية هذه المبادرة بأنها تأكيد على أن 'نضال أسانج من أجل الحقيقة لا يزال حيًا ومؤثرًا'. In a powerful humanitarian gesture, WikiLeaks founder Julian Assange appeared at the Cannes International Film Festival wearing a shirt bearing the names of 5000 Palestinian children who lost their lives due to Israeli airstrikes. Huge respect 👏🏻🇵🇸 مقالات ذات صلة الرسالة الأخيرة لمنفذ عملية إطلاق النار بواشنطن May 21, 2025 أسانج، الصحافي والناشط الأسترالي، عُرف بتأسيسه منصة 'ويكيليكس' عام 2006، والتي سرّبت ملايين الوثائق السرية، منها تقارير عسكرية ودبلوماسية أمريكية، ما أثار ضجة عالمية وسلط الأضواء على تجاوزات خطيرة ارتكبتها دول كبرى. بدأ حياته كمبرمج ومخترق، وشارك في مشاريع برمجية متعددة قبل إطلاق 'ويكيليكس'، معلنًا أن هدفه هو فضح الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان، ودعم حرية الصحافة كوسيلة لمحاسبة السلطة. من أبرز ما كشفه الموقع كان عام 2010، حين نشر تسريبات حول حربي العراق وأفغانستان، تضمنت شريطًا مصورًا يُظهر مروحيات أمريكية وهي تطلق النار على مدنيين في العراق. في عام 2012، لجأ أسانج إلى سفارة الإكوادور في لندن لتجنب تسليمه إلى السويد، حيث كان يواجه اتهامات ينفيها ويعتبرها ذات دوافع سياسية. ظل في السفارة لسبع سنوات، حتى سُحبت منه الحماية عام 2019 واعتقلته الشرطة البريطانية. ومنذ ذلك الحين، خاض معارك قضائية طويلة لمقاومة تسليمه إلى الولايات المتحدة، التي وجهت له تهمًا بالتجسس وتهديد الأمن القومي. وفي يونيو 2024، أُفرج عنه بموجب تسوية قانونية مع السلطات الأمريكية، مكّنته من مغادرة #السجن دون تنفيذ عقوبة طويلة. منذ ذلك الحين، عاد إلى الساحة العامة، مستأنفًا نشاطه السياسي والإعلامي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store