
تحقيق: خمسة 'ادعاءات' وردت في خطاب مهدي المشاط الأخير 'غير صحيحة'
يمن ديلي نيوز:
ألقى مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، خطاباً في 20 إبريل/نيسان 2025 تضمن عدة مزاعم حول سير المواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها.
يأتي هذا الخطاب في سياق حملة جوية أمريكية مكثفة ضد الحوثيين في اليمن منذ منتصف مارس 2025، رداً على هجمات شنها الحوثيون على الملاحة الدولية وأهداف مرتبطة بإسرائيل تحت شعار التضامن مع غزة.
فيما يلي تحليل مفصّل أجرته منصة 'صدق' اليمنية لأبرز الادعاءات التي وردت في خطاب المشاط.
الادعاء الأول:
خروج حاملة الطائرات الأمريكية 'هاري ترومان' من الخدمة منذ الأيام الأولى للحملة العسكرية:
الادعاء:
زعم المشاط في الدقيقة 02:04 من خطابه أن حاملة الطائرات الأمريكية USS Harry S. Truman خرجت عن الخدمة في الأيام الأولى من 'العدوان' الأمريكي على اليمن، مدعياً أن الحاملة فقدت القيادة والسيطرة واضطرت للانسحاب مبكرًا.
التحقق:
لا يوجد أي دليل موثوق يدعم هذا الادعاء. بل على العكس من ذلك، حيث أكد الجيش الأمريكي استمرار عمل مجموعة الحاملة 'ترومان' بشكل طبيعي.
فقد نشرت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) مقاطع فيديو متعددة وفي تواريخ مختلفة تُظهر إقلاع المقاتلات من على متن Harry Truman لتنفيذ ضربات ضد الحوثيين في اليمن، ما ينفي مزاعم المشاط حول تعطل الحاملة.
كما نشر قبطان الحاملة Chowdah Hill فيديوهات بشكل مستمر تؤكد عمل حاملة الطائرات بشكل طبيعي.
بناءً على المعطيات المتوفرة، تبقى USS Truman في الخدمة الفعلية وتواصل عملياتها القتالية، مما يجعل تصريح المشاط بشأن خروجها عن الخدمة ادعاءً مضللًا وغير صحيح.
الادعاء الثاني:
جميع ضحايا القصف الأمريكي في اليمن هم من المدنيين
الادعاء:
ادعى المشاط في الدقيقة 17:06 من خطابه أن كل من سقط جراء الضربات الجوية الأمريكية في اليمن هم مدنيون أبرياء.
التحقق:
هذا الادعاء مبالغ فيه ولا يعكس الواقع الكامل. من المؤكد أن الحملة الأمريكية خلفت خسائر مؤلمة في صفوف المدنيين اليمنيين، خاصة عند قصف مواقع قريبة من تجمعات سكانية أو منشآت خدمية.
على سبيل المثال، أدت ضربة أمريكية استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي إلى ارتقاء ما لا يقل عن 74 شخصاً و171 جريحًا، بينهم عمال في الميناء ومسعفون.
غير أن وصف جميع الضحايا بأنهم مدنيون يتجاهل حقيقة أن الكثير من الضربات وُجِّهت لمواقع عسكرية حوثية وأصابت مقاتلين وهذا ما يشير إليه تشييع عدد من المقاتلين الحوثيين.
على سبيل المثال، قُتل عشرات المقاتلين الحوثيين في إحدى الضربات الأمريكية على تجمع لهم (ادعى الحوثيون أنه 'لقاء قبلي')، لكن السلطات الحوثية لم تنشر أسماء القتلى ولم تعرض صورًا لهم، ولم تتحدث عنهم إلا بعد أن نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيديو يظهر الاستهداف، ما اضطر الحوثيون للتصريح حول الحادثة والاكتفاء بوصفهم كضحايا مدنيين دون أي إثبات.
هذا الأسلوب الدعائي يجعل من الصعب تقييم نسبة الخسائر المدنية بدقة. واقع الأمر أن بعض الضربات الأمريكية أصابت مدنيين بالفعل وتسببت بمآسٍ إنسانية، لكن ليس كل الضحايا مدنيين؛ فقد تكبّد الحوثيون أيضًا خسائر في كوادرهم العسكرية ومنشآتهم، حتى لو لم يعترفوا بذلك صراحة.
رصد فريق صدق الميداني صورة لقيادي حوثي قضى جراء الغارات الأمريكية.
الحوثيون يعلنون مقتل 'جلال صالح عبدالله السهيلي' والذي وصفوه بالشهيد المجاهد المقدم. وقد قتل في قصف لمنزل والده الشيخ صالح السهيلي في مديرية شعوب شمالي العاصمة صنعاء.
وعليه، فإن تعميم المشاط بأن جميع القتلى مدنيون يُعد تضليلًا.
الادعاء الثالث:
نجاح الحوثيين في شلّ أو إرباك قدرات أمريكا العسكرية:
الادعاء:
أشار المشاط في خطابه في أكثر من مناسبة منها في الدقيقة 15:45 و 16:50 بأن جماعته تمكنت من شل قدرات الولايات المتحدة العسكرية أو إرباكها بشكل كبير في هذه المواجهة، هذه القدرات التي تباهي بها أمريكا أمام العالم.
تحدث عن 'إحراق كل الأوراق' الأمريكية وعن أن الحوثيين لم يتأثروا عسكريًا 'حتى بنسبة 1%'، في إشارة إلى أن الهجمات الأمريكية فشلت في إضعاف قوتهم، وإرباك المخططات العسكرية الأمريكية.
التحقق:
لا تؤيد الوقائع الميدانية هذا الطرح. فبالرغم من الروح المعنوية التي يحاول المشاط إشاعتها، لم تظهر أي علامات على أن الحوثيين تمكنوا من تعطيل آلة الحرب الأمريكية أو شل فعاليتها.
على العكس؛ واصلت الولايات المتحدة تصعيد ضرباتها اليومية تقريباً على مدى أسابيع، وضربت خلالها أكثر من 100 هدف في مناطق الحوثيين منذ 15 مارس حتى مطلع أبريل.
واعترف الحوثيون أنفسهم بأن الجيش الأمريكي شن قرابة ألف غارة منذ 15 مارس 2025.
وأكد مسؤول في البنتاغون أن تلك الضربات دمرت العديد من مرافق القيادة والسيطرة لدى الحوثيين، ومنشآت تصنيع أسلحة ومواقع تخزين أسلحة متقدمة. هذه الخسائر العسكرية تفند مزاعم الحوثيين بأنهم 'لم يتأثروا' مطلقًا، على الرغم من التكتم الشديد.
أما من جهة الولايات المتحدة، فلا توجد أدلة على تكبدها خسائر أو تعطيل يُذكر. لم تُسجل أي إصابة قاتلة لأفراد الجيش الأمريكي في هذه العمليات، ولم تفقد واشنطن أي قطعة حربية أساسية (سفن حربية أو طائرات مقاتلة/قاذفة) خلال الحملة.
صحيح أن الحوثيين حاولوا الرد بهجمات مضادة – إذ استمروا في إطلاق صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار باتجاه السفن الحربية الأمريكية وإسرائيل أثناء الحملة – لكن بيانات وزارة الدفاع الأمريكية تشير إلى أن جميع تلك الهجمات تم اعتراضها أو فشلت في تحقيق أهدافها، ولم يستطع الحوثيون إثبات نجاح أي من عملياتهم. في المقابل؛ اضطر الحوثيون لتقليل وتيرة هجماتهم كما اعترف المشاط في خطابه في الدقيقة 16:38، ولم يتمكنوا من منع الولايات المتحدة من تنفيذ خططها العسكرية.
خلاصة الأمر أن ميزان القوة بقِي لصالح القوات الأمريكية التي تمتعت بسيطرة جوية كاملة وقدرة على الضرب في أي وقت، بينما عانى الحوثيون من خسائر وتراجع في القدرة على شن هجمات مؤثرة. لم يحدث 'شلل' في القدرات الأمريكية؛ بل استمرت العمليات بوتيرة عالية وباعتراف الإعلام الحوثي.
وعليه، اعتبار تصريحات المشاط حول إرباك أو شل القوات الأمريكية مبالغة دعائية غير مدعومة بالحقائق الميدانية.
الادعاء الرابع:
الضربات الأمريكية كانت ردّة فعل على موقف الحوثيين من غزة فقط:
الادعاء:
أكد المشاط في خطابه في الدقيقة 03:10 أن الهجوم الأمريكي على اليمن جاء فقط كرد فعل على موقف الحوثيين الداعم لغزة. بمعنى آخر، يوحي بأن الولايات المتحدة استهدفت الحوثيين بسبب تضامنهم السياسي والمعنوي مع الفلسطينيين، وليس بسبب أي تهديد عسكري مباشر منهم.
التحقق:
صحيح أن هناك صلة بين تصعيد الحوثيين الأخير والقضية الفلسطينية، لكن الأمر يتجاوز مجرد 'موقف' سياسي أو خطاب إعلامي. فالحوثيون منذ أواخر 2023 شرعوا في أعمال عسكرية مباشرة بذريعة نصرة غزة، شملت إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مُسيّرة عبر البحر الأحمر استهدفت سفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن لم تكن جميع تلك السفن لها علاقة بإسرائيل كما وضحته منصة صدق في تحقيق سابق لها. هذه الهجمات تعني أن 'موقف الحوثيين من غزة' تُرجم عمليًا إلى هجمات مسلحة تهدد الملاحة الدولية وأمن دول المنطقة اقتصادياً وأكثر المتأثرين بذلك قناة السويس في مصر والتي قدرت خسائرها بسبعة مليارات دولار خلال عام 2024 كما صرح أسامة ربيع- رئيس هيئة القناة.
ردّ فعل الولايات المتحدة جاء أساساً لوقف هذه الهجمات التي اعتُبرت تهديدًا لمصالح حيوية.
كما أن الولايات المتحدة لم تتدخل في مواجهة مباشرة مع الحوثيين عندما كانوا يستهدفون إسرائيل، بل تدخلت بعد سنة وخمسة أشهر من بداية الحرب في غزة.
تؤكد بيانات البنتاغون وتصريحات المسؤولين الأمريكيين أن الغاية الرئيسية للحملة الجوية كانت حماية حرية الملاحة الدولية وسلامة السفن (بما فيها السفن التجارية وسفن الشحن الإسرائيلية) في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
كما هدفت العمليات الأمريكية إلى إنهاء خطر الصواريخ والطائرات بدون طيار التي يطلقها الحوثيون ويمكن أن تطال القواعد الأمريكية أو حلفاء واشنطن في المنطقة. بمعنى آخر، الدافع عسكري-أمني بالدرجة الأولى هو كفّ يد الحوثيين عن تهديد الملاحة وضرب الأهداف الإقليمية، وليس مجرد معاقبتهم على إعلان التضامن مع غزة.
بالنتيجة، القول إن الضربات جاءت رداً على 'موقف من غزة فقط' قول مضلل. الواقع أن الأفعال الحوثية العدائية هي التي استدعت الرد.
نعم، كان لتضامن الحوثيين مع غزة دور في تحفيز تلك الأفعال العدائية من جانبهم، مما أدخلهم في مواجهة مع الولايات المتحدة، لكن واشنطن استجابت للخطر الأمني المباشر الذي شكلته هجمات الحوثيين على السفن وتهديدهم لمصالح أمريكية وإسرائيلية. أي أن السبب هو تصرفات عسكرية حوثية (مبررة لديهم بنصرة غزة) وليس مجرد إعلان موقف سياسي.
الادعاء الخامس:
نجاح إيران في رفع العقوبات عنها:
الادعاء:
أثنى المشاط في خطابه في الدقيقة 04:38 على ما اعتبره نجاحًا للدبلوماسية الإيرانية، زاعمًا أن إيران حققت اختراقات إيجابية مع خصومها ونجحت في رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها بفضل حكمتها الدبلوماسية. وبارك لإيران هذا 'الإنجاز'، وفق تعبيره.
التحقق:
هذا الادعاء لا يتطابق مع الوضع الفعلي للعقوبات على إيران في أبريل 2025. لا شك أن إيران حققت إنجازات دبلوماسية مهمة خلال الفترة الأخيرة: أبرزها استئناف علاقاتها مع المملكة العربية السعودية بوساطة صينية عام 2023 بعد قطيعة طويلة، ما خفف التوتر الإقليمي.
كما دخلت طهران في حوارات غير مباشرة مع الولايات المتحدة عبر سلطنة عُمان لبحث تهدئة إقليمية وربما استئناف مفاوضات حول ملفها النووي. غير أن العقوبات الأمريكية الجوهرية على إيران كانت لا تزال قائمة حتى تاريخ خطاب المشاط.
المفاوضات الإيرانية الأمريكية التي جرت في مسقط بوساطة عُمانية، وُصفت بالإيجابية، إلا أنها تركزت على إجراءات محدودة لبناء الثقة مثل تبادل الأسرى واحتمال تقديم تخفيف محدود لبعض العقوبات مقابل تقييدات معينة على البرنامج النووي الإيراني.
وقد أكد مصدر مطلع أن البحث شمل 'اتفاقات محدودة لرفع جزء من العقوبات بشكل مرحلي' مقابل خطوات من إيران، لكن ذلك كان لا يزال قيد التفاوض ولم يرقَ إلى اتفاق شامل. بل إن إيران نفسها شددت في تصريحات علنية آنذاك على أن رفع العقوبات بشكل مؤثر هو شرط أساسي لأي تقدم، ما يعني أن العقوبات لم تكن قد رُفعت بعد.
بحثنا في المصادر المفتوحة؛ فلم نجد أي إعلان من واشنطن أو الأمم المتحدة حول رفع عقوبات رئيسية عن إيران في تلك الفترة.
معظم العقوبات الأمريكية تتطلب إجراءات قانونية وإعلانات رسمية لرفعها، وهو ما لم يوثق حدوثه. كما أن الاتحاد الأوروبي أقر عقوبات على سبعة أفراد وكيانين إيرانيين في يوم 14 أبريل 2025 بسبب اعتقال رعايا من دول الاتحاد.
وعليه، فإن حديث المشاط عن 'نجاح إيران في رفع العقوبات' سابق لأوانه ولا يستند لمعطيات فعلية؛ ربما استند إلى تفاؤل نابع من أجواء المفاوضات أو دعاية إيرانية داخلية. في المحصلة، الدبلوماسية الإيرانية نشطت بلا شك وحسّنت موقع إيران التفاوضي إلى حد ما، لكنها لم تحقق بعد رفع العقوبات الأمريكية بشكل مؤكد بحلول أبريل 2025. وبالتالي يعد هذا الادعاء غير دقيق ويفتقر للدعم الواقعي في ذلك الوقت.
خلاصة واستنتاج
شمل خطاب مهدي المشاط تصريحات دعائية تهدف إلى رفع المعنويات الداخلية وتصوير المواجهة مع الولايات المتحدة كمعركة انتصار للحوثيين. التحقق الموضوعي من هذه المزاعم يكشف أن العديد منها مضلل أو غير دقيق عند مقارنته بالوقائع المثبتة في التقارير العسكرية والدولية.
مرتبط
مهدي المشاط
مستجدات القصف الأمريكي
إيران
البحر الأحمر
ترومان
رأس عيسى
سنتكوم

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد اليمني الأول
منذ 14 ساعات
- المشهد اليمني الأول
"ناشونال إنترست الأمريكية: تعرض القوات الأمريكية في اليمن لسلسلة من "الهزائم التكتيكية المحرجة" والاتفاق مع الحوثيين "هزيمة نكراء"
أفادت مجلة 'ناشونال إنترست' الأمريكية، المتخصصة في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، بأن القوات المسلحة الأمريكية تعرضت لسلسلة من الهزائم التكتيكية المحرجة خلال مشاركتها في الحملة الجوية في اليمن، وهو ما أثار انتقادات واسعة داخل الأوساط الدفاعية الأمريكية. وأكدت المجلة أن هذه الهزائم لم تكن مجرد خسائر فردية، بل كانت مؤشرات على ضعف الاستعداد والتكيف مع نوع جديد من الحروب غير التقليدية، حيث باتت الطائرات المسيرة الرخيصة والمعدات القديمة قادرة على إلحاق الضرر بالتقنيات العسكرية الباهظة التي تُعتبر رمزًا للقوة الأمريكية. من بين أبرز الحوادث التي سلطت عليها المجلة الضوء، تعرض طائرة F-35، المقاتلة من الجيل الخامس والمزودة بأحدث تقنيات التخفي الإلكتروني، لخطر الموت الحقيقي في أجواء اليمن. ولفتت إلى أن هذه الطائرة، التي يُفترض أنها غير مرئية للرادارات الحديثة، وُجدت في مواجهة مباشرة مع دفاعات جوية بدائية لكنها فعّالة، ما يطرح علامات استفهام حول جدوى الاستثمار الباهظ في بعض الأنظمة العسكرية. كما كشفت المجلة عن قرار أمريكي بـ تغيير قائد حاملة الطائرات 'ترومان' (USS Truman) بمجرد وصولها إلى قاعدتها البحرية في نورفولك بولاية فيرجينيا خلال الأسابيع المقبلة، في خطوة قد تكون مرتبطة بالانتقادات المتزايدة حول إدارة العمليات البحرية في البحر الأحمر، وتحديدًا خلال المواجهات مع القوات المتحالفة مع 'الحوثيين'. ووصفت 'ناشونال إنترست' مهمة البحرية الأمريكية في البحر الأحمر بأنها الأعنف التي تخوضها منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرةً إلى أن وتيرة الهجمات الصاروخية والطائرات المُسيّرة التي استهدفت السفن الأمريكية كانت أعلى مما هو متوقع، وأدت إلى حالة من التوتر داخل القيادة البحرية. وأضافت المجلة أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع 'الحوثيين' يُعد في العمق هزيمة عسكرية نكراء لأمريكا، وجاء الإتفاق نتيجة ضغوط كبيرة بعد خسائر بشرية ومادية تكبّدتها القوات الأمريكية والتحالف الدولي، إضافة إلى الفشل في تحقيق الأهداف الاستراتيجية المرجوة من التحرك العسكري. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء 7 مايو، إيقاف عدوانه على اليمن بعد انهاك اسطوله البحري من الهجمات اليمنية في البحر الأحمر. وذلك عبر اتفاق بين صنعاء وواشنطن بوساطة عمانية.


اليمن الآن
منذ 21 ساعات
- اليمن الآن
انتهاء مهمة ترومان في البحر الأحمر بعد ثمانية أشهر
أنهت حاملة الطائرات الأمريكية 'هاري إس ترومان' (CVN-75) مهمتها العسكرية في البحر الأحمر، وعادت إلى الولايات المتحدة بعد نحو ثمانية أشهر من الانتشار، ضمن عملية 'الفارس الخشن'، بحسب مجلة ذا ناشيونال إنترست. خلال المهمة، شاركت الحاملة النووية من فئة 'نيميتز' في عدد من المناورات، أبرزها 'نبتون سترايك' في البحر الأبيض المتوسط، ضمن نطاق عمليات الأسطول السادس الأمريكي. وقد تم تمديد فترة تواجدها مرتين بأمر من وزير الدفاع بيت هيجسيث، نتيجة تصاعد التوترات الإقليمية. المهمة تخللتها مواجهات مع مليشيا الحوثي، التي أعلنت لاحقًا وقف الهجمات على السفن الأمريكية، في خطوة اعتُبرت مؤشرًا على تهدئة محتملة في المنطقة. اقرأ المزيد... طبيبة فلسطينية تستقبل جثامين أطفالها التسعة أثناء عملها في غزة 24 مايو، 2025 ( 11:23 صباحًا ) السعودية تكشف تسليم ملفي بناء الدولة والوحدة لـ'الحوثي' 24 مايو، 2025 ( 11:22 صباحًا ) رافقت 'ترومان' مجموعة ضاربة ضمت المدمرتين 'جيسون دونهام' و'ستاوت'، والطراد 'جيتيسبيرغ'، الذي تسببت نيرانه الصديقة في إسقاط مقاتلة F/A-18 'سوبر هورنت'. كما فقدت الحاملة طائرتين إضافيتين في حوادث منفصلة، وأسفر تصادمها بسفينة شحن قبالة بورسعيد عن أضرار تطلبت صيانة طارئة في ميناء يوناني. عادت الحاملة إلى قاعدتها في نورفولك بقيادة جديدة، بعد إعفاء القبطان ديفيد سنودن وتعيين الكابتن كريستوفر 'تشوداه' هيل خلفًا له. وتأتي عودة 'ترومان' بالتزامن مع وصول حاملة الطائرات 'كارل فينسون' إلى المنطقة، في إطار تعزيز واشنطن لوجودها البحري في الشرق الأوسط بعد تزايد التهديدات للملاحة منذ أواخر 2023.


اليمن الآن
منذ يوم واحد
- اليمن الآن
اعتراف رسمي أمريكي بهزيمة محرجة للقوات البحرية والجوية في اليمن
أعلن نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، خلال مشاركته في حفل تخرج دفعة من الأكاديمية البحرية الأمريكية، أن عصر الهيمنة الأمريكية في المجالات الجوية والبحرية والفضائية قد انتهى، مؤكداً أن الولايات المتحدة بحاجة إلى التكيف مع التغيرات الجيوسياسية والتكنولوجية المتسارعة. آ آ وأوضح فانس أن إدارة ترامب غيرت المسار باتجاه استراتيجية الواقعية، مشيراً إلى أن الصراع الذي خاضته الولايات المتحدة مع “الحوثيين†كان قائماً على هذا الأساس. آ آ وأضاف أن على القوات الأمريكية مواكبة واقع جديد أصبحت فيه الطائرات المسيرة الرخيصة وصواريخ كروز المتوفرة قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بالأصول والقوات المنتشرة حول العالم. آ آ وفي سياق حديثه عن تدخل واشنطن في اليمن، بين نائب الرئيس أن الهدف منه كان دبلوماسياً بالدرجة الأولى، مشدداً على أن بلاده لا تسعى للتورط في صراع طويل الأمد في المنطقة. من جانبها، أكدت مجلة “ناشيونال إنترست†أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه الرئيس ترامب مع “الحوثيين†مثل هزيمة عسكرية نكراء لأمريكا، مشيرة إلى أن المهمة في البحر الأحمر كانت أعنف عملية قتالية تخوضها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية. آ آ آ كما كشفت المجلة عن تعرض القوات الأمريكية لهزائم تكتيكية محرجة خلال الحملة الجوية في اليمن، وأشارت إلى أن طائرة “F-35†واجهت خطر الموت في أجواء اليمن رغم تقنيات التخفي من الجيل الخامس، فيما أعلنت عن تغيير قائد حاملة الطائرات “ترومان†عند وصولها إلى نورفولك في ولاية فيرجينيا خلال الأسابيع المقبلة.