
لماذا تتحول مياه برك البحر الميت إلى اللون الوردي؟
خبرني - يُعرف البحر الميت بمستويات ملوحته العالية وخصائصه الجيولوجية الفريدة، وقد كشف عن ظاهرة طبيعية لافتة. على شواطئه المتراجعة، تحولت بعض البرك إلى ظلال غير متوقعة من اللون الوردي، مما جذب انتباه العلماء والباحثين البيئيين. وقد دفعت هذه التحولات إلى إجراء تحقيق علمي لتحديد سببها وما تكشفه عن النظام البيئي المتغير في المنطقة.
العلم وراء المياه الوردية
قامت مجموعة من الباحثين العلميين من الجمعية العلمية الملكية (RSS) بإجراء تحقيق مفصل حول هذه البرك الوردية الغامضة. بعد جمع عينات من المياه من المناطق المتأثرة، أجروا تحليلات مخبرية متقدمة لتحديد مصدر اللون غير العادي. تشير نتائجهم إلى وجود أشكال حياة مجهرية. الكائنات الدقيقة المحبة للملوحة، التي تنتمي إلى عائلات الأركيا أو البكتيريا، هي المسؤولة عن هذا التحول اللافت. تزدهر هذه الميكروبات المقاومة في تركيزات الملح العالية، حيث تنتج صبغة حمراء وردية تُعرف باسم "باكتيريوروبيرين"، وهي نوع من المركبات الكاروتينية.
تنتمي الكاروتينات إلى نفس فئة الصبغات التي تعطي الجزر لونه البرتقالي والطماطم لونها الأحمر الداكن. ومع ذلك، في هذه الحالة، تلعب الصبغة دورًا بيولوجيًا حيويًا. فهي تحمي الكائنات الدقيقة من الإشعاع الشمسي القوي والظروف القاسية في موطنها المالح. والأهم من ذلك، أكد الباحثون أن هذه الميكروبات وصبغاتها لا تشكل أي خطر على البشر أو البيئة.
ليس الطحالب، وليس المعادن—فما هو؟
على الرغم من التكهنات، فإن المياه الوردية ليست ناتجة عن الطحالب أو المعادن المذابة. تؤكد التحليلات العلمية أن اللون ينشأ بالكامل من هذه الكائنات الدقيقة المحبة للملوحة، التي تزدهر في الحفر المؤقتة التي تتشكل بسبب تقلبات مستويات المياه. تم دراسة ميكروبات مشابهة في بحيرات ملحة أخرى حول العالم، بما في ذلك بحيرة الملح الكبرى في الولايات المتحدة وبحيرة تيريل في أستراليا.
ومع ذلك، على عكس هذه البحيرات المالحة، يُعتبر البحر الميت مفرط الملوحة، حيث تتجاوز مستويات الملح 320 جرامًا لكل لتر. في الظروف العادية، تمنع هذه المستويات العالية من الملوحة تكاثر الكائنات الدقيقة بأعداد كبيرة. ومع ذلك، توفر الحفر المؤقتة ملاذًا مؤقتًا حيث تُخفف مياه العواصف والمياه الجوفية المياه المالحة، مما يخلق بيئة تسمح أحيانًا لهذه الكائنات الدقيقة بالازدهار وتلوين المياه باللون الوردي.
مختبر طبيعي في حالة تغير
تشكل هذه الحفر نتيجة مباشرة لتراجع مستويات المياه في البحر الميت، وهي عملية تمت دراستها عن كثب من قبل العلماء البيئيين. عندما تتسرب المياه العذبة تحت الأرض، تذيب رواسب الملح، مما يتسبب في انهيار الأرض فوقها وتشكيل هذه البرك المتغيرة.
ما وراء الجمالية: الإمكانات العلمية والتجارية
بعيدًا عن مظهرها اللافت، قد تكون لهذه الكائنات الدقيقة تطبيقات عملية في العلوم والصناعة. تُعتبر الصبغات الكاروتينية التي تنتجها ذات قيمة عالية نظرًا لخصائصها المضادة للأكسدة، مما يجعلها محل اهتمام لصناعات الغذاء والتجميل والأدوية. يقوم الباحثون العلميون حاليًا بدراسة إمكانات استخدامها في العناية بالبشرة، والطب، والإضافات الغذائية، والمكملات الصحية.
ماذا يحمل المستقبل؟
تُبرز هذه الظاهرة الحاجة الملحة لحماية النظام البيئي الهش للبحر الميت. يحذر الباحثون البيئيون من أن التدخل البشري، وتحويل المياه العذبة، وتغير المناخ يعيد تشكيل هذا المشهد الفريد بسرعة أكبر مما يمكننا فهمه بالكامل. لكن التهديد الأكبر للبحر الميت ليس مجرد تغير المناخ—إنما أزمة المياه المستمرة في المنطقة. فقد تم تقليل نهر الأردن، الذي كان يعتبر شريان الحياة له، بشكل كبير بسبب بناء السدود، والاستخدام المفرط، والمصالح الوطنية المتنافسة. هذه ليست مجرد قضية بيئية. إنها واقع سياسي. لقد كانت ندرة المياه في المنطقة مصدرًا للتوتر لفترة طويلة، ويعتبر البحر الميت من أكثر ضحاياها وضوحًا.
في جميع أنحاء الشرق الأوسط، تصل ندرة المياه إلى مستويات حرجة. إن تغير المناخ يزيد من حدة الجفاف، ويقلل من هطول الأمطار، ويرفع درجات الحرارة، مما يجعل موارد المياه المحدودة أصلاً أكثر ندرة. إن الإفراط في استخراج المياه من الأنهار والمياه الجوفية يزيد من تفاقم الأزمة. يتقلص البحر الميت، لكنه ليس وحده – فالنظم البيئية بالكامل، والاقتصادات الزراعية، والمجتمعات مضطرة للتكيف مع مستقبل يواجه ضغطًا مائيًا متزايدًا. السؤال ليس فقط عما إذا كان يمكن إنقاذ البحر الميت، ولكن عما إذا كانت الدول في المنطقة يمكن أن تتعاون لمعالجة أمن المياه قبل فوات الأوان. بدون اتخاذ إجراءات، سيستمر البحر الميت في الانكماش، مما يسرع من تشكيل الحفر ويغير توازنه الدقيق بشكل دائم. تقدم الأبحاث العلمية أدلة واضحة حول ما يجب القيام به، لكن الحل لا يكمن في العلوم وحدها. إن مستقبل البحر الميت هو قرار سياسي. يتطلب استعادة إمدادات المياه الخاصة به تعاونًا إقليميًا جادًا، وتغييرات في السياسات، واعترافًا بأن المياه ليست مجرد مورد، بل هي مسؤولية مشتركة.
على مدى قرون، كان البحر الميت مكانًا للدهشة، معروفًا بطفو الأسطوري ومياهه الغنية بالمعادن. الآن، يحمل سرًا آخر. بفضل عمل الباحثين العلميين، نفهم الآن أن برك المياه الوردية ليست مجرد عرض نادر. إنها علامة تحذير – ليست فقط عن نظام بيئي في حالة تغير، ولكن عن منطقة تواجه واحدة من أكبر التحديات البيئية والسياسية في عصرنا.
المساهمون في البحث:
- د. ديا الحق الصفايدي – مدير الأبحاث لمركز الصناعة - د. المعييد السعيد – مدير مركز المياه والبيئة وتغير المناخ - د. فاروق العمري – مدير قسم المراقبة البيئية المركزية - لينا عصفورة – أخصائية أولى، مختبرات العلوم الكيميائية - محمد عبد الفتاح – فني أول، مركز المياه والبيئة وتغير المناخ - حسام شنعاء – فني أول، مركز المياه والبيئة وتغير المناخ - فريق البحث في مختبرات مركز الأبحاث للصناعة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- الدستور
الأميــرة سميــة: دمــج التقنيــات الناشئــة والتفكير الابتكاري في مناهجنا الدراسية
عمان - رعت سمو الأميرة سمية بنت الحسن رئيس الجمعية العلمية الملكية، ورئيس مجلس أمناء جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الثالث في الاتجاهات الحديثة في علوم الحوسبة (ICTCS25). ويعقد المؤتمر بتنظيم من كلية الملك الحسين لعلوم الحوسبة في الجامعة، بالتعاون مع الجمعية العلمية الملكية، وبدعم تقني من معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات فرع الأردن، بمشاركة باحثين من 33 دولة، و5 متحدثين رئيسين من قطر، والإمارات، والسعودية، والنرويج، وألمانيا. ويهدف المؤتمر إلى إنشاء منتدى دولي للعلماء والباحثين والممارسين من جميع أنحاء العالم مع زملائهم في المملكة في مجالات علوم الحوسبة وتقنياتها لتبادل الأفكار ومشاركة الرؤى ونتائج الأبحاث حول الاتجاهات الجديدة في علوم الحوسبة.وأكدت سمو الأميرة سمية بنت الحسن أن المؤتمر يعكس روح التعاون الدولي، ويؤكد أن العلم لا يعرف حدودا أو حواجز، لافتة إلى أن انعقاد المؤتمر يتزامن مع الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس الجمعية العلمية الملكية حاضنة الابتكار والمعرفة، وأول مؤسسة وطنية أدخلت جهاز الحاسوب إلى المملكة.وقالت سموها، إن الجامعة والجمعية يواصلان التزامهما في تسخير العلوم والتكنولوجيا في خدمة الإنسانية، ترجمة لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، ببناء اقتصاد معرفي شامل وتمكين الشباب الأردني وتعزيز مكانة الأردن في الابتكار وريادة الأعمال.وأشارت إلى تناغم رؤية الجامعة مع رؤية المجلس الوطني للتكنولوجيا الذي أطلق أخيرا بتوجيهات من جلالة الملك وبإشراف مباشر من سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، ليضع الأردن في صدارة المشهد التكنولوجي العالمي من خلال شراكات استراتيجية بين الحكومة والأوساط الأكاديمية والصناعية.كما أشارت سموها، بمناسبة يوم العلم الأردني، إلى أن التزام الجامعة والجمعية العلمية الملكية بالعلم والابتكار هو التزام بخدمة الوطن، وحماية أمنه، وتعزيز صموده في وجه التحديات. وأكدت أن المؤسسات العلمية، وفي مقدمتها جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا والجمعية العلمية الملكية، هم مراكز للمعرفة تعمل من أجل أردن قوي وآمن، يقوده العلم وتوحده الراية. وقالت، «على جامعاتنا ومؤسساتنا البحثية أن تكون بوابات نحو هذا المستقبل من خلال دمج التقنيات الناشئة والتفكير الابتكاري في مناهجنا الدراسية، نعد طلابنا ليس فقط للمشاركة بالاقتصاد الرقمي، وإنما لتشكيله برؤية وقيم راسخة».من جانبه، قال نائب سمو رئيس الجمعية العلمية الملكية للبحث العلمي، ورئيس المؤتمر، الدكتور عرفات عوجان، إن النسخة الثالثة من المؤتمر تتميز ببرنامج تقني متكامل يضم محاضرات رئيسية متخصصة، وحوارات معرفية، وعرض أوراق بحثية محكمة. وأضاف أن المؤتمر يعرض على مدار 3 أيام أكثر من 81 ورقة علمية من 33 دولة، ضمن 20 جلسة تقنية حضوريا وافتراضيا (عن بعد)، إضافة إلى عقد جلسات نقاشية.من جهته، عبر رئيس معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات فرع الأردن (IEEE)، الدكتور موسى الأخرس، عن فخره بالشراكة المثمرة مع الجامعة. (بترا) أمين الرواشدة

أخبارنا
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- أخبارنا
انطلاق مؤتمر دولي في الاتجاهات الحديثة لعلوم الحوسبة بجامعة الأميرة سمية
أخبارنا : رعت سمو الأميرة سمية بنت الحسن رئيس الجمعية العلمية الملكية، ورئيس مجلس أمناء جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الثالث في الاتجاهات الحديثة في علوم الحوسبة (ICTCS25). ويعقد المؤتمر بتنظيم من كلية الملك الحسين لعلوم الحوسبة في الجامعة، بالتعاون مع الجمعية العلمية الملكية، وبدعم تقني من معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات فرع الأردن، بمشاركة باحثين من 33 دولة، و5 متحدثين رئيسين من قطر، والإمارات، والسعودية، والنرويج، وألمانيا. ويهدف المؤتمر إلى إنشاء منتدى دولي للعلماء والباحثين والممارسين من جميع أنحاء العالم مع زملائهم في المملكة في مجالات علوم الحوسبة وتقنياتها لتبادل الأفكار ومشاركة الرؤى ونتائج الأبحاث حول الاتجاهات الجديدة في علوم الحوسبة. وأكدت سمو الأميرة سمية بنت الحسن أن المؤتمر يعكس روح التعاون الدولي، ويؤكد أن العلم لا يعرف حدودا أو حواجز، لافتة إلى أن انعقاد المؤتمر يتزامن مع الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس الجمعية العلمية الملكية حاضنة الابتكار والمعرفة، وأول مؤسسة وطنية أدخلت جهاز الحاسوب إلى المملكة. وقالت سموها، إن الجامعة والجمعية يواصلان التزامهما في تسخير العلوم والتكنولوجيا في خدمة الإنسانية، ترجمة لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، ببناء اقتصاد معرفي شامل وتمكين الشباب الأردني وتعزيز مكانة الأردن في الابتكار وريادة الأعمال. وأشارت إلى تناغم رؤية الجامعة مع رؤية المجلس الوطني للتكنولوجيا الذي أطلق أخيرا بتوجيهات من جلالة الملك وبإشراف مباشر من سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، ليضع الأردن في صدارة المشهد التكنولوجي العالمي من خلال شراكات استراتيجية بين الحكومة والأوساط الأكاديمية والصناعية. كما أشارت سموها، بمناسبة يوم العلم الأردني، إلى أن التزام الجامعة والجمعية العلمية الملكية بالعلم والابتكار هو التزام بخدمة الوطن، وحماية أمنه، وتعزيز صموده في وجه التحديات. وأكدت أن المؤسسات العلمية، وفي مقدمتها جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا والجمعية العلمية الملكية، هم مراكز للمعرفة تعمل من أجل أردن قوي وآمن، يقوده العلم وتوحده الراية. وقالت، "على جامعاتنا ومؤسساتنا البحثية أن تكون بوابات نحو هذا المستقبل من خلال دمج التقنيات الناشئة والتفكير الابتكاري في مناهجنا الدراسية، نعد طلابنا ليس فقط للمشاركة بالاقتصاد الرقمي، وإنما لتشكيله برؤية وقيم راسخة". من جانبه، قال نائب سمو رئيس الجمعية العلمية الملكية للبحث العلمي، ورئيس المؤتمر، الدكتور عرفات عوجان، إن النسخة الثالثة من المؤتمر تتميز ببرنامج تقني متكامل يضم محاضرات رئيسية متخصصة، وحوارات معرفية، وعرض أوراق بحثية محكمة. وأضاف أن المؤتمر يعرض على مدار 3 أيام أكثر من 81 ورقة علمية من 33 دولة، ضمن 20 جلسة تقنية حضوريا وافتراضيا (عن بعد)، إضافة إلى عقد جلسات نقاشية حول: الشركات الناشئة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والحوسبة الطرفية والتعلم الآلي لتطبيقات المدن الذكية، والتعلم الآلي في التصوير والتصور داخل العمليات، وتوليد البيانات في التعليم، والأدلة الجنائية الرقمية، والاستجابة للحوادث، والتهديدات الناشئة. وأشار عوجان، إلى أن الأوراق البحثية ستتناول مجموعة واسعة من الموضوعات أبرزها الذكاء الاصطناعي، وعلم البيانات، وإنترنت الأشياء، والروبوتات، والأمن السيبراني، وتعلم الآلة، والأنظمة الذكية، إضافة إلى استعراض نتائج الأبحاث وتطوير الأنظمة وتعزيز تبادل الخبرات، مشيرا إلى أن جميع الأوراق البحثية المقبولة سيتم نشرها في المكتبة الرقمية IEEE Xplore، كما سيتم فهرستها في قواعد بيانات Scopus العالمية. من جهته، عبر رئيس معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات فرع الأردن (IEEE)، الدكتور موسى الأخرس، عن فخره بالشراكة المثمرة مع الجامعة. --(بترا)

الدستور
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- الدستور
انطلاق مؤتمر دولي في الاتجاهات الحديثة لعلوم الحوسبة بجامعة الأميرة سمية
عمان - بترا رعت سمو الأميرة سمية بنت الحسن رئيس الجمعية العلمية الملكية، ورئيس مجلس أمناء جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الثالث في الاتجاهات الحديثة في علوم الحوسبة (ICTCS25). ويعقد المؤتمر بتنظيم من كلية الملك الحسين لعلوم الحوسبة في الجامعة، بالتعاون مع الجمعية العلمية الملكية، وبدعم تقني من معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات فرع الأردن، بمشاركة باحثين من 33 دولة، و5 متحدثين رئيسين من قطر، والإمارات، والسعودية، والنرويج، وألمانيا. ويهدف المؤتمر إلى إنشاء منتدى دولي للعلماء والباحثين والممارسين من جميع أنحاء العالم مع زملائهم في المملكة في مجالات علوم الحوسبة وتقنياتها لتبادل الأفكار ومشاركة الرؤى ونتائج الأبحاث حول الاتجاهات الجديدة في علوم الحوسبة. وأكدت سمو الأميرة سمية بنت الحسن أن المؤتمر يعكس روح التعاون الدولي، ويؤكد أن العلم لا يعرف حدودا أو حواجز، لافتة إلى أن انعقاد المؤتمر يتزامن مع الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس الجمعية العلمية الملكية حاضنة الابتكار والمعرفة، وأول مؤسسة وطنية أدخلت جهاز الحاسوب إلى المملكة. وقالت سموها، إن الجامعة والجمعية يواصلان التزامهما في تسخير العلوم والتكنولوجيا في خدمة الإنسانية، ترجمة لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، ببناء اقتصاد معرفي شامل وتمكين الشباب الأردني وتعزيز مكانة الأردن في الابتكار وريادة الأعمال. وأشارت إلى تناغم رؤية الجامعة مع رؤية المجلس الوطني للتكنولوجيا الذي أطلق أخيرا بتوجيهات من جلالة الملك وبإشراف مباشر من سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، ليضع الأردن في صدارة المشهد التكنولوجي العالمي من خلال شراكات استراتيجية بين الحكومة والأوساط الأكاديمية والصناعية. كما أشارت سموها، بمناسبة يوم العلم الأردني، إلى أن التزام الجامعة والجمعية العلمية الملكية بالعلم والابتكار هو التزام بخدمة الوطن، وحماية أمنه، وتعزيز صموده في وجه التحديات. وأكدت أن المؤسسات العلمية، وفي مقدمتها جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا والجمعية العلمية الملكية، هم مراكز للمعرفة تعمل من أجل أردن قوي وآمن، يقوده العلم وتوحده الراية. وقالت، "على جامعاتنا ومؤسساتنا البحثية أن تكون بوابات نحو هذا المستقبل من خلال دمج التقنيات الناشئة والتفكير الابتكاري في مناهجنا الدراسية، نعد طلابنا ليس فقط للمشاركة بالاقتصاد الرقمي، وإنما لتشكيله برؤية وقيم راسخة". من جانبه، قال نائب سمو رئيس الجمعية العلمية الملكية للبحث العلمي، ورئيس المؤتمر، الدكتور عرفات عوجان، إن النسخة الثالثة من المؤتمر تتميز ببرنامج تقني متكامل يضم محاضرات رئيسية متخصصة، وحوارات معرفية، وعرض أوراق بحثية محكمة. وأضاف أن المؤتمر يعرض على مدار 3 أيام أكثر من 81 ورقة علمية من 33 دولة، ضمن 20 جلسة تقنية حضوريا وافتراضيا (عن بعد)، إضافة إلى عقد جلسات نقاشية حول: الشركات الناشئة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والحوسبة الطرفية والتعلم الآلي لتطبيقات المدن الذكية، والتعلم الآلي في التصوير والتصور داخل العمليات، وتوليد البيانات في التعليم، والأدلة الجنائية الرقمية، والاستجابة للحوادث، والتهديدات الناشئة. وأشار عوجان، إلى أن الأوراق البحثية ستتناول مجموعة واسعة من الموضوعات أبرزها الذكاء الاصطناعي، وعلم البيانات، وإنترنت الأشياء، والروبوتات، والأمن السيبراني، وتعلم الآلة، والأنظمة الذكية، إضافة إلى استعراض نتائج الأبحاث وتطوير الأنظمة وتعزيز تبادل الخبرات، مشيرا إلى أن جميع الأوراق البحثية المقبولة سيتم نشرها في المكتبة الرقمية IEEE Xplore، كما سيتم فهرستها في قواعد بيانات Scopus العالمية. من جهته، عبر رئيس معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات فرع الأردن (IEEE)، الدكتور موسى الأخرس، عن فخره بالشراكة المثمرة مع الجامعة. "بترا - أمين الرواشدة"