
الصحة الذكية: كيف تُنقذ التكنولوجيا المتقدمة الأرواح وتُعيد رسم مستقبل الطب؟
لم تعد الرعاية الصحية حكرًا على العيادات والمستشفيات. في عصر الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وتحليل البيانات الضخمة، أصبح من الممكن إنقاذ حياة إنسان، وتشخيص أمراض نادرة، وتقديم رعاية دقيقة، من دون زيارة طبيب فعليًّا.
الذكاء الاصطناعي: القرار الأسرع، الخطأ الأقلّ
الذكاء الاصطناعي لم يأتِ ليحلّ مكان الطبيب، بل ليُعزّز قدراته. من خلال خوارزميات قادرة على تحليل صور الأشعة بدقة تفوق العين البشرية، واكتشاف مؤشرات مبكرة لأمراض مثل السرطان وأمراض القلب، أصبح بالإمكان تسريع التشخيص وخفض معدّلات الخطأ البشري.
كما أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم حاليًا في تصميم خطط علاج مخصصة بناءً على الجينات والسجلّات الطبية لكل مريض، مما يفتح الباب نحو عصر "الطب الشخصي".
الواقع الافتراضي: تدريب الأطباء... وعلاج المرضى
في مجال التعليم الطبيّ، بات بإمكان طلاب الطب الدخول في محاكاة جراحيّة واقعيّة عبر نظّارات VR، مما يسمح لهم بالتدرّب على مواقف حرجة قبل التعامل مع مرضى حقيقيين.
أما في العلاج، فيُستخدم الواقع الافتراضي في علاج مرضى ما بعد الصدمات النفسيّة (PTSD)، وتخفيف آلام مرضى الحروق، وحتى لمساعدة الأطفال على تجاوز الخوف من العمليات الجراحية.
البيانات الضخمة: قراءة المستقبل الصحي
مع توافر كميات هائلة من البيانات الطبية (من المستشفيات، الأجهزة القابلة للارتداء، التطبيقات الصحية)، يمكن تحليل هذه البيانات لتوقّع انتشار الأوبئة، أو حتى منع تفشّي أمراض قبل حدوثها.
تحليل البيانات يفتح أيضًا أفقًا جديدًا لفهم العلاقة بين أنماط الحياة والمرض، وبالتالي تصميم برامج وقائية مخصّصة حسب طبيعة كلّ مجتمع أو فئة عمرية.
الصحة ليست فقط طبًّا... بل نظام ذكي متكامل
التحول في قطاع الصحة لا يقتصر على الأدوات، بل على الفلسفة. نحن ننتقل من نظام يتفاعل مع المرض، إلى نظام يَتوقّع ويمنع. ومن منظومة مركزية تعتمد على الطبيب، إلى منظومة تشاركية تدمج الذكاء الصناعي، المريض، المجتمع، وصانعي القرار.
من العالم إلى المنطقة
على مستوى عالمي، نشهد استثمارات ضخمة في تقنيات HealthTech، وشراكات بين شركات التكنولوجيا العملاقة ومؤسسات الطب. أما في منطقتنا، فالتحول لا يزال في بدايته، مع أنه يحمل إمكانات هائلة إذا تم الاستثمار في البنية الرقمية والتشريعات المناسبة.
لبنان... الصحة وسط الانهيار
في بلد يُعاني من انهيار النظام الصحي والاقتصادي، تُشكّل الصحة الرقمية فرصة لإعادة بناء الثقة والخدمة. من خلال تطبيقات بسيطة، يمكن الوصول إلى استشارات، متابعة الأدوية، وقراءة التحاليل حتى من القرى النائية.
لبنان قد لا يكون قادرًا على بناء مستشفيات جديدة الآن، لكنه قادر على تبنّي أدوات جديدة تُعيد الإنسان إلى قلب النظام الصحي.
الصحة ليست امتيازًا... بل أولوية يمكن تحقيقها بالذكاء، لا بالمال فقط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 5 ساعات
- الديار
السيلينيوم: المعدن الخفي الذي يحمي خلاياك ويقوّي مناعتك!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يُعد السيلينيوم من العناصر النزرة التي يحتاج اليها الجسم بكميات صغيرة، لكنه يؤدي دورًا حيويًا لا يمكن تجاهله في دعم العديد من الوظائف الحيوية. ورغم أن هذا المعدن لا يُحدث ضجة إعلامية كالكالسيوم أو الحديد، إلا أن تأثيره يمتد إلى عمق الخلايا، مؤثرًا بشكل مباشر في المناعة، وصحة القلب، وحتى الوقاية من بعض أنواع السرطان. واحدة من أبرز وظائف السيلينيوم هي عمله كمضاد أكسدة قوي. فهو يدخل في تكوين مجموعة من الإنزيمات تُعرف بـ "الغلوتاثيون بيروكسيداز"، والتي تعمل على مكافحة الجذور الحرة داخل الجسم. هذه الجذور الحرة هي جزيئات غير مستقرة تسبب تلفًا في الخلايا، وقد تؤدي إلى الشيخوخة المبكرة وأمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض القلب. من خلال دوره المضاد للأكسدة، يساهم السيلينيوم في حماية الحمض النووي (DNA) والبروتينات داخل الخلية من الأضرار، مما يساعد على الحفاظ على صحة الخلايا وسلامتها. إلى جانب دوره في الحماية الخلوية، يُعد السيلينيوم عنصرًا أساسيًا في دعم الجهاز المناعي. تشير الدراسات إلى أن نقص السيلينيوم يمكن أن يؤدي إلى ضعف الاستجابة المناعية، مما يزيد من احتمالية التعرض للعدوى. كما يؤدي دورًا مهمًا في تنظيم نشاط الغدة الدرقية، حيث يدخل في تحويل هرمون "الثيروكسين" (T4) إلى شكله النشط "ثلاثي يودوثيرونين" (T3)، وهو أمر ضروري لعمليات الأيض وتوازن الطاقة في الجسم. رغم أن نقص السيلينيوم نادر في العديد من الدول التي يتوافر فيها غذاء متوازن، إلا أن هذا النقص يمكن أن يحدث في حالات معينة، مثل اتباع نظام غذائي نباتي صارم، أو العيش في مناطق تعاني من فقر التربة بعنصر السيلينيوم، أو الإصابة ببعض الأمراض الهضمية التي تؤثر في امتصاص المعادن. عند حدوث نقص في السيلينيوم، قد يعاني الشخص من ضعف في جهاز المناعة، وتدهور في وظائف الغدة الدرقية، واضطرابات في المزاج والتركيز. وفي حالات أكثر حدة، قد يؤدي النقص إلى مشاكل في عضلة القلب، كما هو الحال في مرض "كاشان" الذي تم توثيقه في بعض المناطق الصينية الفقيرة بالسيلينيوم. كذلك، يُعتقد أن نقصه قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالعقم لدى الرجال بسبب تأثيره في جودة الحيوانات المنوية. لحسن الحظ، يمكن الحصول على السيلينيوم بسهولة من خلال نظام غذائي متوازن. تُعد المكسرات البرازيلية من أغنى المصادر الغذائية به، حيث تحتوي حبة واحدة منها على ما يفوق الحصة اليومية الموصى بها. كما يوجد السيلينيوم في الأسماك، اللحوم، البيض، الحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان. وفي بعض الحالات، قد يصف الطبيب مكملات غذائية تحتوي على السيلينيوم، خصوصًا في حالات سوء الامتصاص أو الأنظمة الغذائية المقيدة. السيلينيوم، رغم أنه يُستهلك بكميات صغيرة، له تأثير كبير في الصحة العامة. من تعزيز المناعة إلى دعم الغدة الدرقية وحماية الخلايا من الأكسدة، يعد هذا العنصر من الدعائم الأساسية للصحة. ولهذا، فإن الحفاظ على مستوياته في الجسم من خلال التغذية المتوازنة يُعد خطوة ذكية نحو الوقاية من العديد من المشكلات الصحية.


النهار
منذ يوم واحد
- النهار
اللقاح الروسي للسرطان... علينا الانتظار قليلاً!
شاع الحديث في الأشهر الماضية عن اللقاح الروسي لخلايا السرطان، وسط حال ترقب في العالم بانتظار المعلومات التي يمكن أن تؤكّد مصداقية ما تردّد عن أن هذا اللقاح يمكن أن يدرّب جهاز المناعة على استهداف الخلايا السرطانية وتدميرها، وفق ما نُشر في TimesofIndia. اعتمد اللقاح الروسي على الذكاء الاصطناعي لتقديم علاج مخصّص بالاستناد إلى التحاليل الجينية للورم السرطاني للمريض. ويعمل اللقاح على تدريب جهاز المناعة لكشف الخلايا السرطانية وتدميرها في أنواع معينة من السرطان، وذلك عبر إنتاج أجسام ضدّية معينة، إذ إنه قد لا يكون فاعلاً في كلّ أنواع السرطان. ويشكل تطوير لقاح mRNA حلاً ثورياً في المرحلة الحالية في مواجهة السرطان، وتستمر التجارب عليه، لا في روسيا فحسب، بل في دول عديدة في العالم ومنها الولايات المتحدة الأميركية. وكانت قد صدرت نتائج واعدة للتجارب الأميركية في مرحلتها الأولى في مواجهة أنواع عدوانية من السرطان منها Glioblastoma الذي يُعدّ من أنواع السرطان التي تنمو في الدماغ أو في النخاع الشوكي سريعاً. لا ينصح الأطبّاء بلقاح السرطان للأشخاص الأصحّاء للوقاية من المرض، كما قد يعتقد بعضهم، إذ إن هذا اللقاح موجود لمرضى السرطان. فكل اللقاحات التي تعتمد على تقنية الـmRNA هي من أنواع العلاجات المناعية المخصّصة لكل حالة على حدة. وفي ذلك هي تدرّب جهاز المناعة على التعرّف إلى الخلايا السرطانية والوقاية من انتشارها عبر إنتاج أجسام ضدّية معيّنة. هل اقترب موعد إطلاق اللقاح؟ تُعدّ الخلايا السرطانية وكل ما يتعلق بها في تطوّر مستمر، ما يجعل تطوير لقاح في مواجهة السرطان تحدّياً حقيقياً. انطلاقاً من ذلك، لم تقدّم روسيا بعد معلومات دقيقة عن اللقاح والتجارب السريرية وعن موعد الموافقة على اللقاح. لم يتضح بعد نوع السرطان الذي يمكن أن يستهدفه اللقاح ومرحلة المرض التي يمكن أن يكون فاعلاً فيها. فكل أنواع السرطان وحتى عند الحديث عن نوع واحد من السرطان، تبدو كل حالة مختلفة عن الأخرى. لذلك، ليس من المتوقع أن يكون لقاح واحد فاعلاً في معالجة كل أنواع السرطان ويفيد كل المرضى. حتى إن الخبراء يؤكدون أن مفهوم اللقاح في مواجهة السرطان ليس بمستجد وهناك دراسات مستمرة من قرابة 10 سنوات في هذا المجال عبر التركيز على الطفرات الجينية وتدريب جهاز المناعة على مكافحة السرطان. لكن في ما عدا لقاح Sipuleucel-T لمرضى سرطان البروستات الذين حقق المرض انتشاراً لديهم، لم يظهر بعد أيّ لقاح من تلك التي تجرى الدراسات عليها من قرابة عقد له فاعلية في معالجة مرضى السرطان. ولا تزال عملية تطوير باقي اللقاحات لأنواع أخرى من السرطان في المرحلة التجريبية وثمة حاجة إلى المزيد من الدراسات لتأكيد الفاعلية أو نفيها. لذلك، يبقى التركيز منصباً على أهمية نشر الوعي بالسرطان والتغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تخفض الخطر مثل تجنب التدخين والتلقيح في مواجهة فيروس الورم الحليمي البشري واللجوء إلى فحص الكشف المبكر.


LBCI
منذ 3 أيام
- LBCI
تشخيص بايدن بسرطان البروستاتا
أعلن مكتب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في بيان، أنه تم تشخيص إصابته "بشكل عدواني" من سرطان البروستاتا مع انتشاره إلى العظام. وجاء في البيان أن تشخيص بايدن (82) تأكد يوم الجمعة بعد أن عانى من مشكلات في المسالك البولية وأنه وأسرته يستكشفون الخيارات العلاجية مع الأطباء. وقال مكتبه: "في حين أن هذا يمثل شكلا أكثر عدوانية من المرض، يبدو أن السرطان حساس للهرمونات مما يسمح بالتعامل معه بفعالية".