
رغم تعديل السوق: قطاع اللحوم الحمراء يجابه تحديات نقص العرض
على مدى السنوات العشرة الأخيرة، ارتفعت أسعار اللحوم بنسق حثيث، إذ تضاعف ثمن سعر لحم الضأن بحوالي ثلاث مرات ما بين سنوات 2010 و2025، ليصعد من 14 ديناراً للكيلوغرام إلى نحو 50 ديناراً.
وقبل شهر رمضان أعلنت وزارة التجارة عن خطة لتعزيز عرض اللحوم في الأسواق، عبر توريد شحنات من اللحوم المبردة يجري تسويقها بأسعار لا يتجاوز أقصاها 38 ديناراً. واكدت الوزارة على تخصيص نقاط بيع للحوم المستوردة، غير أن بعض المواطنين لا يعتبرون أنها كافية، وذلك علاوة على عدم تغطية المحلات المخصصة لبيع اللحوم الموردة لكافة ولايات البلاد، كما أنّه تصلها كميات محدودة لا يمكن أن تغطي الحاجيات الكاملة للمستهلكين.
منحى تصاعدي للأسعار
يبرز منحى تطور أسعار اللحوم الحمراء المتواصل ان هذا المنتج الحيوي يمكن ان يتحول إلى منتج غير متداول بشكل متواتر، وقد تكتفي الاسر بشراء لحم الضأن مرة أو مرتين خلال الشهر الكريم، فالأسعار لا تتناسب في عدة وضعيات مع مداخيل فئات معينة من المواطنين. وبذلك باتت لحوم الدواجن أكثر حضوراً على موائد التونسيين بما في ذلك الطبقات المتوسطة.
وبالنسبة لأسرة تتكون من ستة أفراد، فهي تحتاج إلى ما لا يقل عن كيلوغرام من لحم الضأن أو البقر لطهي وجبة إفطار، وهو ما يكلفها حوالي 50 ديناراً للشراء دون اعتبار باقي مكونات الأطباق من خضر وغلال وبهارات.
وبشكل عام فاقت أسعار اللحوم القدرة الإنفاقية لشريحة من التونسيين لا سيّما الأجراء منهم. ويشهد المواطنون ارتفاعا كبيرا في أسعار اللحوم، إذ وصل سعر كيلوغرام لحم الخروف إلى 50 ديناراً، في وقت لا يتجاوز فيه الأجر الأدنى للتونسيين 528 ديناراً.
ووفق بيانات رسمية للغرفة الوطنية للقصابين، خسرت السوق خلال خمس سنوات ما يزيد عن ألفي محل جزارة، أغلقت أبوابها أو انتقلت إلى تجارة لحوم الدواجن الأقل كلفة.
الجفاف أثر على القطاع
حسب المدير العام لشركة اللحوم طارق بن جازية، تراجع استهلاكُ اللحوم خلال السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع الأسعار، إذ انخفض معدل استهلاك الفرد السنويّ من 11 كيلوغراماً في 2015 إلى 8.6 كيلوغرامات للفرد في 2021. وتؤكد غرفة القصابين أن القطاع إزاء أزمة هيكلية، تتطلب حلولاً جذرية عبر تكوين قطيع يضمن وفرة العرض واستقرار الأسعار على المدى المتوسط والبعيد، وذلك في سياق شرح أسباب أزمة اللحوم في تونس التي أدت إلى ارتفاع قياسي في الأسعار، مع التأكيد على أن نقص العرض من الخرفان والأبقار أدى إلى انفلات أسعار الماشية
علما ان القصابين أيضاً من أبرز المتضرّرين وقد تخلى عدد منهم عن تجارتهم.
وتعتبر الغرفة أن أزمة الجفاف التي تسببت في انهيار قطاع تربية المواشي، انعكست مباشرةً على قطاع إنتاج وبيع اللحوم الحمراء، بسبب النقص الحاد في السلع، ما أدى إلى ارتفاع أثمانها التي لم تعد تتلاءم مع القدرة الشرائية لفئات من المستهلكين.
وخلال الشهر الماضي زاد سعر لحم البقر بنسبة 9.2% حسب بيانات المعهد الوطني للإحصاء، لكن مسؤولي غرفة القصابين يبرزون ان أسعار اللحوم سجلت زيادات تراكمية خلال السنوات الماضية، ما تسبب في تراجع للاستهلاك، إذ لم تعد اللحوم الحمراء من المكونات الغذائية الأساسية في موائد التونسيين، وفق تقديرهم.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

تورس
منذ 2 أيام
- تورس
تونس: صابة قياسية في الفستق
وأشار منصوري إلى أن الإنتاج المتوقع لسنة 2025 قد يصل إلى 1500 طن، وهو رقم قياسي مقارنة بالسنوات السابقة التي سجلت إنتاجاً بين 800 و1100 طن. رغم التحديات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وتأثير الآفات، أكد رئيس الاتحاد المحلي أن جودة الفستق في المنطقة معروفة ومميزة. كما أشار منصوري إلى أهمية السوق الداخلية في تونس ، مشدداً على ضرورة أن يتمكن التونسيون من الاستفادة من هذا المنتج الزراعي المحلي بأسعار مناسبة تتراوح بين 15 و30 ديناراً للكيلوغرام حسب جودة الفستق. وذكر أن هناك مهرجاناً وطنياً للفستق يُقام سنوياً في ماجد بعباس، حيث يتم تنظيم معارض وترويج للمنتج المحلي، وتُشجع المبادرات التي تربط المنتج مباشرة بالمستهلك. واختتم تصريحاته بالتأكيد على أهمية دعم الفلاحين المحليين وتشجيع الاستهلاك الوطني للفستق والمنتجات الزراعية التونسية ، بما يضمن جودة الإنتاج واستمراريته في السنوات القادمة.


تونسكوب
منذ 2 أيام
- تونسكوب
تونس: صابة قياسية في الفستق
قال يوسف منصوري، رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بمعتمدية ماجد بعباس بولاية القصرين، في تصريح لإذاعة اكسبراس أف أم، إن موسم الفستق لهذا العام يبشر بنتائج إيجابية وإنتاج قياسي. وأكد أن ماجد بعباس تعد من أبرز المناطق الزراعية في تونس على صعيد إنتاج الفستق، حيث تبلغ مساحة زراعتها حوالي 5000 هكتار، منها 3500 هكتار موجهة للإنتاج التجاري. وأشار منصوري إلى أن الإنتاج المتوقع لسنة 2025 قد يصل إلى 1500 طن، وهو رقم قياسي مقارنة بالسنوات السابقة التي سجلت إنتاجاً بين 800 و1100 طن. رغم التحديات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وتأثير الآفات، أكد رئيس الاتحاد المحلي أن جودة الفستق في المنطقة معروفة ومميزة. كما أشار منصوري إلى أهمية السوق الداخلية في تونس، مشدداً على ضرورة أن يتمكن التونسيون من الاستفادة من هذا المنتج الزراعي المحلي بأسعار مناسبة تتراوح بين 15 و30 ديناراً للكيلوغرام حسب جودة الفستق. وذكر أن هناك مهرجاناً وطنياً للفستق يُقام سنوياً في ماجد بعباس، حيث يتم تنظيم معارض وترويج للمنتج المحلي، وتُشجع المبادرات التي تربط المنتج مباشرة بالمستهلك. واختتم تصريحاته بالتأكيد على أهمية دعم الفلاحين المحليين وتشجيع الاستهلاك الوطني للفستق والمنتجات الزراعية التونسية، بما يضمن جودة الإنتاج واستمراريته في السنوات القادمة.


تونسكوب
منذ 2 أيام
- تونسكوب
في هذه الولاية..وفرة في الأضاحي وأسعار أقل بـ150 دينار مقارنة بالسنة الماضية
أفاد رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بقابس، الحبيب ذياب، بأن الجهة تشهد هذا العام وفرة ملحوظة في عدد الأضاحي، إذ تُقدّر بـأكثر من 70 ألف رأس، منها حوالي 9000 رأس ماعز والبقية من الأغنام، وهو ما يتجاوز الحاجيات المحلية المقدرة بين 40 و45 ألف أضحية. وأشار ذياب، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، إلى أن هذه الوفرة انعكست إيجاباً على الأسعار ، التي سجّلت تراجعاً يتراوح بين 100 و150 ديناراً مقارنة بالسنة الفارطة. ولفت إلى أن العديد من الفلاحين يعرضون الأضاحي للبيع بالميزان بأسعار تتراوح بين 24 و26 ديناراً للكيلوغرام الواحد من اللحم الحي. كما طمأن ذياب المواطنين بخصوص السلامة الصحية للقطيع، مؤكداً أن دائرة الإنتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، وبدعم من البياطرة الخواص، قامت بتلقيح الأضاحي ضد عدد من الأمراض الحيوانية، على غرار الحمى القلاعية، ما يعزّز من جودة وسلامة الأضاحي المعروضة في الأسواق.