
مغني إيراني يتلقى 74 جلدة دفاعا عن حرية المرأة في إيران
أكد المغني الإيراني الشهير مهدي يراحي، المعروف بأعماله الموسيقية التي تنادي بحرية المرأة، أنه مستعد لدفع «ثمن الحرية» بعدما تلقى 74 جلدة في إطار حكم صادر في حقه.
وكان يراحي اعتُقل سنة 2023 ثم أطلق سراحه في العام الفائت ووضع تحت الإقامة الجبرية، بعدما نشر أغنية داعمة لحملة «امرأة، حياة، حرية»، وتضمّن الحكم الذي صدر في حقه 74 جلدة، وفقا لوكالة «فرانس برس».
وكتبت محاميته زهرة مينوي عبر منصة «إكس»: «اليوم، نُفّذ القسم الأخير من الحكم الذي أصدرته محكمة الثورة والمتمثل بـ74 جلدة»، مضيفة: «لقد أغلقت القضية».
-
-
-
وقال المغني في منشور آخر: «الشخص غير المستعد لدفع ثمن الحرية فهو لا يستحق الحرية».
وفي منشور عبر «إنستغرام»، قالت الممثلة ترانه عليدوستي التي اعتُقلت خلال حركة احتجاجية بعد ظهورها من دون حجاب: «عار على التخلف، عار على التعذيب، عار على العنف، عار على القوانين اللاإنسانية، والعار والعار على عجزنا».
امرأة، حياة، حرية
من جهتها، قالت نرجس محمدي، الحائزة جائزة نوبل للسلام والتي تتمتع بإفراج موقت بعدما أمضت عقوبة السجن، في بيان، إن الجلد كان «إجراء انتقاميا» بسبب دعم يراحي النساء في إيران.
وأضافت: «الجلدات على جسد مهدي هي جلدات ضد نساء إيران الفخورات والصامدات وضد الروح المزدهرة والقوية لشعار: امرأة، حياة، حرية».
وينص القانون الإيراني على أحكام بالجلد كثيرا ما يصدرها القضاة، مع أنها لا تطبق دائما.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 17 ساعات
- الوسط
نزعة نسوية تتسلل ببطء إلى السينما الهندية
تشهد السينما الهندية تغييرا ملحوظا. فعلى هامش الصناعة البوليوودية المحافظة، التي يطغى عليها الرجال، تتسع موجة جديدة من المخرجات اللواتي تعبّر أفلامهن بقدر أكبر عن واقع أوضاعهن. وتلاحظ المخرجة ريما كاغتي أن «الوضع يتغير»، وتشرح أن «عدد النساء اللواتي يكتبن سيناريوهات أفلامهن ويخرجنها يتزايد»، وتقول: «مع مرور الوقت، نتجه نحو وضع أكثر صحة وواقعية»، وفق تقرير لوكالة «فرانس برس». ففي الأشهر الأخيرة، عُرضت على الشاشات، خصوصا خارج الهند، أفلام عدة تندرج في هذا التوجه النسوي الجديد، وعلى رأس قائمة هذه الإنتاجات «لاباتا ليديز» لكيران راو، الذي رشحته الهند لتمثيلها في سباق جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية لسنة 2025. في حين فاز فيلم «أول وي إيمادجين آز لايت»، للمخرجة بايال كاباديا، بالجائزة الكبرى في مهرجان «كان» السينمائي الأخير. وتتناول هذه الأفلام قصص نساء «حقيقيات»، بعيدا من الصور النمطية السائدة راهنًا في مواقع تصوير معظم الإنتاجات الهندية الضخمة. ويتمحور «مسز» للمخرجة أراتي كاداف، الذي عُرض عام 2024، على الاستعباد اليومي لامرأة متزوجة، حتى تمردها على زوجها. وتقول عالمة الاجتماع لاكشمي لينغام: «مجرّد قراءة وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر أنه الواقع الذي تعيشه غالبية النساء في الهند». وتشكل الشخصيات النسائية المتجذرة في الواقع استثناءً في الإنتاج السينمائي الوفير في الهند، الذي يصل إلى نحو ألفَي فيلم سنويا بأكثر من عشرين لغة مختلفة. وتضيف لاكشمي لينغام: «الرجال يهيمنون إلى حد كبير على الأفلام السينمائية التجارية في الهند، وقصصها تتسم بقدر كبير من الكراهية تجاه النساء». وتشير إلى أن «الرجال يؤدون فيها الأدوار الرئيسية، بينما تتولى النساء الأدوار الرومانسية، والجميلة، من دون مشاركة متساوية». «نساء قويات» في الهند في دراسة نُشرت عام 2023، دققت عالمة الاجتماع بالتعاون مع معهد تاتا للعلوم الاجتماعية في أكثر من ألفَي دور في بعض الأفلام الأعلى إيرادات في الهند بين عامي 2012 و2019، وجاءت النتائج معبّرة جدا، إذ تبيّن أن 72% من الأدوار أداها رجال، بينما اقتصرت أدوار النساء على 26%، وغالباً ما كانت أدوارا داعمة نمطية كممرضات ومعلمات، وما إلى ذلك. وليس مفاجئا أن تكون الرياح النسوية هبت على السينما المستقلة، حيث تذكّر المنتجة والمخرجة شونالي بوز بأن «مخرجين من أمثال شيام بينيغال يصوّرون منذ سبعينات القرن العشرين شخصيات نسائية قوية، ليست مجرد أمهات أو منفذات لرغبات الرجال». إلاّ أن الممثلة والمنتجة ضياء ميرزا توضح: «النساء لا يزلن يواجهن صعوبة في فرض السيناريوهات التي تعكس واقعهن، لكنّ عدد المخرجات والمنتجات وكاتبات السيناريو أصبح أكبر. لذا، أصبحت السرديات أكثر شمولا». وهذه هي حال الأعمال التي تخرجها ريما كاغتي، إذ تتحدى المعايير المجتمعية السائدة. ففي المسلسل البوليسي «دهاد»، تحاول شرطية شابة التفوق على زملائها الذكور لجهة التحقيق في سلسلة من حالات اختفاء النساء. وتقول شونالي بوز: «مشكلتنا لا تتعلق بالنوع الاجتماعي، بل بالقدرة على فعل ما نريد». وتضيف: «عندما نريد أن نصنع أفلاما تجارية نواجه سوقا محافظة بشكل متزايد». شارما المتفائلة بحذر تقول كونكونا سين شارما، المعروفة بأفلامها الناشطة، إنها متفائلة بحذر. وتتوقع أن «يصبح عدد النساء العاملات في مجال السينما في المستقبل أكبر من ذي قبل»، لكنها تضيف: «لا يزال عدد النساء في مواقع السلطة وصنع القرار غير كافِ». وترى لاكشمي لينغام أن «هذه الأمور لن تتغير بين ليلة وضحاها، لكن المشاهدين باتوا يرون خطابا مختلفا، إذ إن النساء بتن يخرجن ويرتدين ما يَشَأن». وتلاحظ أن الحركة التي بدأت في السينما المستقلة بدأت تصل إلى أفلام أكثر شعبية بفضل مخرجات قويات الشخصية. وانتزع فيلم الرعب الكوميدي «ستري 2»، من بطولة النجمة البوليوودية شرادا كابور، المركز الأول في شباك التذاكر لعام 2024 من النجم شاه روخ خان. لكن الحركة لا تزال بطيئة جدا. ففي العام الماضي، كان المنتجون التنفيذيون نساء في 15% من الأفلام الهندية مقارنة بـ10% قبل عامين، وفقًا لتقرير «أو وومانيا» الذي يرصد وضع المرأة في قطاع الترفيه. وتوضح لاكشمي لينغام: «لدى كاتبات السيناريو أفكار ممتازة، لكن المنتجين لا يدعمونهن». وتؤكد عالمة الاجتماع أن «المال في نهاية المطاف هو الذي يحدد الأفلام التي يجري إنتاجها والتي لا يجرى إنتاجها، ولا يزال من الصعب جدا العثور على تمويل لأفلام مثيرة للاهتمام ومختلفة، وأقرب إلى الواقع».


الوسط
منذ 20 ساعات
- الوسط
الأفضل في البريميرليغ: ما هي إنجازات صلاح التاريخية في الملاعب الأوروبية؟
Getty Images حقق اللاعب المصري محمد صلاح، إنجازاً جديداً في مسيرته الرياضية، وفاز بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه، بعد أن قاد فريقه ليفربول إلى لقبه العشرين في تاريخ البريميرليغ. كما فاز صلاح، بجائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي، المقدمة من رابطة كتّاب كرة القدم الإنجليزية عن موسم 2024 - 2025، للمرة الثالثة في تاريخه، يوم الخميس، بعد الفوز بها في 2018 و2022. ونشر صلاح تدوينة على منصة إكس، قال فيها: "شرف عظيم لي الفوز بهذه الجائزة للمرة الثالثة". وقدم صلاح، 32 عاماً، أداءاً استثنائياً هذا الموسم وأحرز 33 هدفا في كل المسابقات، منها 28 هدفاً في الدوري الإنجليزي، مما يجعله الأقرب أيضاً للفوز بالحذاء الذهبي كهداف الدوري ، ويتفوق على أقرب منافسيه بخمسة أهداف، كما ساهم في 18 هدفاً أخرى من خلال تمريراته الحاسمة. وجاء اختيار صلاح، مطلع هذا الشهر، كأفضل لاعب بحسب جمعية المحررين الرياضيين، بعد ضمانه نحو 90 بالمئة من الأصوات، وهو أكبر فارق يحققه لاعب هذا القرن. وتُحسم جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد دمج أصوات الجماهير مع لجنة من خبراء كرة القدم. وأحرز صلاح هذه الجائزة من قبل في موسم 2017-2018، ليصبح خامس لاعب في النظام الحديث للبريميرليغ المكون من 38 مباراة، يفوز بها مرتين بعد الفرنسي تييري هنري، البرتغالي كريستيانو رونالدو، الصربي نيمانيا فيديتش والبلجيكي كيفن دي بروين. وكان المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك، زميل صلاح في ليفربول، آخر لاعب من خارج تشكيلة سيتي يحرز الجائزة في موسم 2019. وقال حساب على منصة إكس يحمل اسم "الدوري الإنجليزي"، ويتابعه 2.3 مليون شخص، بأن أساطير كرة القدم الإنجليزية اتفقوا على أن محمد صلاح، هو الأفضل هذا العام، ونشر: "أفضل لاعب في البريميرليغ هذا الموسم؟ ــ غاري نيفيل:" محمد صلاح." ــ جيمي كاراغر:" محمد صلاح." محطم الأرقام القياسية Social Media خاض محمد صلاح 36 مباراة في الدوري هذا الموسم، وساهم بمعدل هدف كل 66 دقيقة، حيث صنع 26 فرصة كبيرة، وحقق دقة تسديد بلغت 63 في المئة، مع نسبة تحويل للفرص الكبرى بلغت 54 في المئة. وسجل صلاح رقماً قياسياً في عدد الأهداف والتمريرات الحاسمة مجتمعة في موسم واحد بالنظام الحديث للدوري، ويحتاج إلى هدف واحد فقط ليحطم الرقم القياسي الإجمالي في الدوري الإنجليزي الممتاز، والذي يحمله آلان شيرار وأندرو كول، وكلاهما وصل إلى 47 هدفا في 42 مباراة. كما حقق تقدماً هاماً في قائمة الهدافين التاريخيين لفريق ليفربول، ووصل إلى المركز الثالث بإجمالي 244 هدفاً. ولم يترك أيضا قائمة الهدافين التاريخيين للدوري الإنجليزي، وأنهى هذا الموسم في المركز الخامس برصيد 185 هدفاً، خلف شيرر المتصدر بـ 260 هدفاً، وهاري كين برصيد 213 هدفاً، وواين روني 208 هدفاً، وأندي كول 187 هدفاً، وكان صلاج قد بدأ الموسم في المركز الحادي عشر. وأصبح صلاح اللاعب الأجنبي الأكثر تسجيلاً للأهداف في تاريخ الدوري الإنجليزي، وحطم رقم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو 184 هدفاً، بينما يحتل الآن المركز الرابع بين أكثر اللاعبين الأجانب إحرازاً للأهداف وتقديماً تمريرات حاسمة، على مر العصور. وهناك رقم هام أيضا حققه صلاح على مستوى القيمة المالية، وأصبح ثاني أعلى اللاعبين أجرا في الدوري الإنجليزي، بعد تجديد عقده لمدة عامين، خلف لاعب مانشستر سيتي إيرلينغ هالاند، ويحصل صلاح في الأسبوع على 400 ألف إسترليني، وفي العام 20 مليوناً و800 ألف استرليني. وعلق حساب باسم راشد على منصة إكس، قائلاً: "تخيل جناح ويتوّج هداف البريميرليغ 4 مرات! ومرتين يتصدر التهديف والصناعة في نفس الموسم!، والله أرقام صلاح مظلومة، ما أخذت التقدير اللي تستحقه..ملك البريميرليغ بدون منازع ." الحذاء الذهبي الأوروبي سوف يختتم صلاح مع فريقه مباريات الدوري يوم الأحد، بلقاء حامل لقب الكأس كريستال بالاس، ويأمل في تحقيق رقم قياسي جديد في المساهمات التهديفية حيث يتأخر بفارق تمريرتين حاسمتين عن الرقم القياسي المسجل باسم الفرنسي هنري والبلجيكي دي بروين. ويأمل عشاق صلاح أن يتمكن من تسجيل الأهداف يوم الأحد، ليحرز جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي، التي تُمنح لأفضل هداف في الدوريات الأوروبية. ويحتل نجم منتخب مصر المركز الثالث في ترتيب السباق برصيد 56 نقطة، خلف الفرنسي كيليان مبابي، 58 نقطة، والسويدي فيكتور جيوكيريس، 58.5 نقطة. ونجح ليفربول هذا الموسم، مع مدربه الجديد الهولندي أرنه سلوت، الذي خلف الألماني يورغن كلوب، في إنهاء سيطرة مانشستر سيتي ومدربه الإسباني بيب غوارديولا، على لقب الدوري في المواسم الأربعة الأخيرة. تفاعل مصري عربي تفاعلت جماهير كرة القدم المصرية والعربية أجمع مع فوز محمد صلاح بالجائزة، وكان هناك اهتمام كبير على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال مستخدم يدعى سلطان على منصة إكس: "لاعب الموسم في البريميرليغ 2025، لاعب الموسم في البريميرليغ من رابطة كتاب كرة القدم الإنجليزية 2025، فخر العرب الأسطورة محمد صلاح." وتوقع حساب آخر على إكس، أن يفوز صلاح بجائزة أخرى هذا العام، وكتب: "محمد صلاح يضم جائزة جديدة إلى جعبته بعدما مُنح بشكل مستحق تماماً جائزة أفضل لاعب في البريميرليغ الآن، وبعد جائزة الكتاب الإنجليز، ورابطة البريميرليغ، يتبقى له جائزة اللاعبين المحترفين .. نعم تلك الجائزة ذات الكأس المميز." وضمت قائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، كلاً من لاعب وسط ليفربول الهولندي راين خرافنبرخ، لاعب وسط أرسنال ديكلان رايس، مورغان غيبس-وايت لاعب وسط نوتنغهام فوريست، مهاجم نيوكاسل السويدي ألكسندر إيزاك، نجم برنتفورد الكاميروني براين مبويمي ومهاجم نوتنغهام النيوزيلندي المخضرم كريس وود.


الوسط
منذ يوم واحد
- الوسط
ما أول ما قالته طبيبة الأطفال عن مقتل تسعة من أبنائها في غارة إسرائيلية بغزة؟
Reuters أقول لها من هول الصدمة: "الأولاد راحوا يا آلاء". فتجيبني بإيمان وتسليم: "هم أحياء عند ربهم يرزقون". هكذا روت سحر النجار، صيدلانية من قطاع غزة، وشقيقة الطبيبة المكلومة آلاء النجار التي فقدت تسعة من أطفالها في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم ليلة أمس في منطقة قيزان النجار، جنوبي محافظة خان يونس لبودكاست "غزة اليوم"، اللحظات الأولى التي مرت عليهم بعد الحادث الأليم، ومضت تقول: "أمهم حالياً في حالة صدمة، ولا أخشى عليها سوى من لحظة الانهيار التي ستلحق بلحظات الصمود التي تمر بها الآن، يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، سيدرا تسعة فراشات أكبرهم عمره 12 عاماً وأصغرهم ستة شهور جميعهم (الأطفال الكبار) حافظون لكتاب الله والفرق بين كل منهم والآخر سنة واحدة فقط لا غير، تسعة من أصل عشرة أطفال فقدتهم أمهم دفعة واحدة، الناجي الوحيد من هذه المذبحة كان طفلها آدم الذي يرقد حالياً في العناية المركزة وحالته مستقرة بعد إجرائه عمليتين جراحيتين عاجلتين". وتضيف: "شقيقتي تلقت نبأ مقتل أطفالها التسعة وهي تحاول إنقاذ حياة أطفال الناس بمجمع ناصر الطبي حيث تعمل طبيبة أطفال، ظلت تركض في الشارع باتجاه المنزل كي تتمكن من إلقاء نظرة وداع عليهم، لكننا لم نستطع تمييز الجثث كلهم أشلاء.. كلهم متفحمين". وتنفي النجار أي علاقة لهم بحركة حماس، مشيرة إلى أن ما تعرضوا له لا يمكن وصفه إلا بأنه "سيناريو بشع لم يخطر ببال أحد". وتقول في شهادتها المؤلمة: "نحن عائلة طبية، يعمل معظم أفرادها في مهن وتخصصات طبية مختلفة. لذلك لا يوجد أي مبرر لهذا الاستهداف". وتضيف: "كل ما كنا نبحث عنه هو الأمان، ولهذا تمسكنا بالبقاء في المنزل مجتمعين، ظناً منا أن البقاء معاً سيحمينا. كنا نعرف أن لا أحد يخلّد في هذه الدنيا، لكن أن تفقد تسعة أطفال دفعة واحدة، كانوا قبل لحظات فقط يركضون ويلعبون حولك، ويأكلون معك، فهذه فاجعة لا يمكن لعقل أن يستوعبها". وتتابع: "لحظة الاستهداف كانت قاسية بشكل لا يوصف. استهدفوا بدروم (الطابق السفلي) المنزل بانفجار هائل، رغم علمهم أن من فيه ليسوا سوى أطفال". عائلة النجار آدم، 11 عاماً، هو الطفل الوحيد الباقي على قيد الحياة للدكتور علاء النجار وعن الساعات التي سبقت القصف تقول: "كنا محاصرين في شارع أسامة النجار واتصلنا مع الصليب الأحمر لنستغيث به بعد ضربة إسرائيلية كانت قريبة جداً من منزلنا فشعرنا بالخطر خاصة مع استمرار تحليق الطائرات الإسرائيلية وتوالي الضربات الجوية التي تستهدف المنازل". وتصف الحالة بالقول: "مع كل قذيفة كانت قلوبنا ترج داخل ضلوعنا، إلى أن تم استهداف منزلنا بصاروخ لم ينفجر، فهرولت إلى والدي الذي كان يحاول تهدئتنا وطلب منا أن نرفع راية بيضاء كي يتركنا الجيش الإسرائيلي نمر بسلام لمنزل خالي لكنهم استهدفونا مرة أخرى وحدث ما حدث". يقول الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت "عدداً من المشتبه بهم" في خان يونس يوم الجمعة، وإن "الادعاء المتعلق بإلحاق الضرر بالمدنيين غير المشاركين قيد المراجعة". ويؤكد المدير العام لوزارة الصحة بقطاع غزة منير البرش في منشور له عبر منصة إكس أن الدكتورة آلاء اختصاصية أطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، قائلاً: " لديها عشرة أبناء، أكبرهم لم يتجاوز 12 عاماً. خرجت مع زوجها الدكتور حمدي النجار ليوصلها إلى عملها، وبعد دقائق فقط من عودته، سقط صاروخ على منزلهم. استُشهد تسعة من أطفالهما". وبقي طفل وحيد مصاب وزوجها الدكتور حمدي الذي يرقد الآن في العناية المركزة. مضيفاً: "هذا ما يعيشه كوادرنا الطبية في قطاع غزة؛ الكلمات لا تكفي لوصف الألم. في غزة، لا يُستهدف الكادر الطبي فحسب، بل يُمعن الاحتلال الإسرائيلي في الإجرام، ويستهدف عائلات بأكملها". كما قدم مجمع ناصر الطبي العزاء للطبيبة النجار عبر منصة فيسبوك ونشر قائمة بأسماء أطفالها الذين فقدتهم. "أدركنا أن الأمل قد انتهى" يروى علي، شقيق الدكتور حمدي محمد، تفاصيل استهداف منزل شقيقه الذي راح ضحيته تسعة من أطفاله، في حديثه لبودكاست "غزة اليوم"، متسائلاً عن سبب استهداف شخص كرّس حياته لأسرته وخدمة مجتمعه. ويقول: "تم استهداف منزلي بالتزامن مع منزل شقيقي، الذي لم يتمكن من النزوح بسبب عدد أفراد أسرته الكبير. كان يومياً يُقلّ زوجته إلى المستشفى لأداء واجبها الإنساني، ثم يعود لرعاية أطفاله، إلى جانب عمله في مستوصفه الطبي الخاص". ويضيف مستنكراً: "هل من المعقول أن يكون ملاحقاً أمنياً وهو يلتزم بهذا الروتين اليومي، ولم يغيّر محل سكنه منذ بداية الحرب؟ كان يدير أيضاً صيدلية يملكها، ويواصل حياته بشكل طبيعي. فلماذا يتم استهدافه ومحاولة قتله؟". ويقول: "فور علمي بما حدث لم أتمكن من انتظار الدفاع المدني هرولت لمنزل شقيقي ولم أخشَ الموت كل ما كنت أفكر فيه أنه بإمكاني أن انقذ ولو طفل من أطفاله، وبالفعل وجدته وابنه آدم ملطخان بدمائهما ملقيان على الأسفلت، وهنا كان رجال الدفاع المدني قد وصلوا فساعدوني على حمل شقيقي لسيارتي وهرولت به وبنجله للمستشفى في محاولة لإنقاذ حياتهما". ويتابع: "عدت بعدها إلى موقع الحادث لمساعدة فرق الدفاع المدني في انتشال باقي أفراد العائلة. كان المنزل قد تحول إلى ركام، والجميع بداخله. حينها أدركنا أن الأمل قد انتهى، وأن من في الداخل قد فارقوا الحياة". ويروي اللحظة الأكثر تأثيراً عندما تفاجأ بزوجة أخيه تقف إلى جانبه "تتابع بعينيها عمليات انتشال الجثامين لكنها لم تتعرف على أول ثلاث جثث، وفور انتشالنا للجثة الرابعة صرخت بنا: (هذه ريفان.. أعطيني إياها)، ثم حضنتها، وكأنها تحاول أن تودعها للمرة الأخيرة، لكن زوجة أخي كانت تتعشم أنها على قيد الحياة وتحاول إفاقتها". ومضى قائلاً بحسرة:" لم نتمكن سوى من انتشال سبع جثث دفناهم جميعاً في قبرين، ولا يزال اثنان من الأطفال مفقودين، أتعهد بالبحث عنهما حتى أجدهما وأكرم مثواهما".