
خربشة ومغزى.. "لوثريان قرون بينهما.. مقاربة وتحليل لأثرهما"
لوثريان قرون بينهما في مقاربة وتحليل لأثرهما، هو إطلالة عنوان فيه تاريخ شخصيتين لهما امتداد في وجدان شعوب تابعت أفكارهما. هاتان الشخصيتان هما مارتن لوثر الألماني المُتوفى عام 1546م، ومارتن لوثر كينغ الأمريكي المُتوفى عام 1968م.
مارتن لوثر الألماني؛ هو دكتور دراسات اللاهوت المسيحية يُدرس في جامعة فيتنبرج، ورمز احتجاج وإصلاح وتحدي للكنيسة الكاثوليكية الرومانية. سلك منهج تغيير مُتدرج بدأه سنة 1510م على إثر زيارة له في روما. شاهد الكنيسة الكاثوليكية في روما تُتاجر في صكوك الغفران، وتبيع الجنة للمؤمنين، وتعفو عن خطايا الناس. فما كان من مارتن بعدها عام 1517م إلا كتابة وثيقة، وتعليقها على باب كنيسة مدينة فيتنبرج. الوثيقة تضم 95 اعتراض على كنيسة روما بادر بإرسال نسخة منها إلى كبير أساقفة مدينة ماينس. وأبرز ما في الاحتجاج أدانته لصكوك الغفران.
مارتن أنتشر خبره بين الناس، وعرفوه أنه لم يكتف بالاعتراض فقط، بل أحتج على سلطة البابوية، منطلقا بفكرة أن الإنسان يخضع لسلطة الكتاب المقدس دون غيره. هذا التوجه قاد إلى زرع بواكير ثورة على التقاليد الكنسية المعهودة مما اضطر البابوية إلى استدعائه وسماعه، وتاليا قرروا إدانته واتهامه بالإلحاد، بل حُرِّم على الناس مؤلفاته.
لوثر تميز بهمّة وتأليف ونشر لأعماله. منها ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة الألمانية لتيسير قراءته دونما اللجوء إلى رجال الكنيسة أو الاتكال عليهم، امتد أثر هذا في الأدب الألماني.
مارتن أستمد بعض أفكاره من القديس بولس ومنها؛ أن الإنسان تلوثه الخطيئة، والعمل الطيب وحده لا يُطهره، بل الإيمان هو الذي يطهره، وإرادة الله ورحمته وحدها تجلب العفو، وصكوك الغفران وبيع الجنة هي وساطة بين الإنسان وربه منافية للدين لا مبرر لها. ومما نشره مارتن هو أن القسيس لا ينبغي أن يكون أعزب مدى الحياة، وأعطى مثلا بنفسه حيث تزوج في سنة 1525م راهبة وأنجب منها ستة أطفال، توفي لوثر في سنة 1546 أثناء زيارة للمدينة التي ولد فيها.
خلّد التاريخ افكاره وتحولت إلى مذهب مسيحي شق طريقه إلى القلوب والديار وأصبح في نظر الكثيرين أبا إصلاحيا في أوربا، وأثره أنتشر في بقاع العالم. إلا أن هذا الانقسام الكنسي أدى إلى نشوب أحداث دينية دموية منها حرب الثلاثين عاما في ألمانيا من سنة 1618 حتى سنة 1648م. بعدها توالت صراعات استمرت وشكّلت شرخا في سياسة أوروبا لعدة قرون.
أما مارتن لوثر كينغ الأمريكي الأفريقي الأصل، فهو حاصل على دكتوراه عام 1955م في علم اللاهوت والفلسفة جامعة بوسطن، ويعتبر قائد حركة الحقوق المدنية، ومناضل سلمي للسود الأمريكيين ضد العنصرية وغمط حقوقهم المدنية والسياسية، حيث كانت حياتهم أفقر من أولئك المنحدرين من أصول أوربية وآسيوية. تعرض كينغ للسجن عدة مرات لقيادته مظاهرات واعتصامات، كان مفوها يُلهب بخطاباته الناس، ويدعوا إلى اللاعنف حتى حينما تعرض لهجوم بقنبلة وهو يخطب بمونتغمري، فمنع أنصاره الغاضبين من أي رد فعل على هذه المحاولة. شخصيته كسبت احترام وتكريم متعدد داخل امريكا، وأبرزته مجلة التايم رجل العام عام 1963م كأول رجل افريقي، وفي عام 1964 حصل على جائزة نوبل للسلام حينها كان أصغر من حصل عليها وعمره 35 عاما. وخُتمت نهايته برصاصة قاتلة عام 1968م من أحد المتعصبين البيض.
اللوثريان كليهما لهما بصمة تاريخية، وذكرى لا تغيب. حملا شغف مبادرة وتغيير وإصلاح، تفترق خطواتهما وتجمعها التضحية. مارتن الألماني هو ماثل التذّكر حينما تدخل كنيسة البروتستانت، ومارتن لوثر كينغ الأفريقي الأمريكي يعرفه العالم بنضاله ضد العنصرية، وكذلك احتفال سنوي داخل الولايات المتحدة يُعتبر عيدا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ ساعة واحدة
- البلاد البحرينية
رئيس "الشورى": البحرين تترجم رؤى جلالة الملك المعظم بدعم الحوار والتنوع الثقافي
أكد السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى، أن المبادرات النوعية التي تقدمها مملكة البحرين لدعم التقارب بين الدول والشعوب، وترسيخ الحوار بين الثقافات، تترجم التزامًا متأصلًا وثابتًا بتعزيز السلام العالمي، والنهوض بالتنمية المستدامة، وذلك استنادًا إلى الرؤى السامية والتوجيهات السديدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه. وأعرب عن الفخر والاعتزاز بالمكانة الدولية المرموقة التي وصلت إليها مملكة البحرين في مجال دعم قيم التعايش والتسامح الإنساني، بفضل النهج الملكي الحكيم لجلالة الملك المعظَّم أيَّده الله، وحرص جلالته على تعزيز التعايش والتسامح والنهوض بالحوارات والشراكات القائمة بين دول العالم، بما يساند تحقيق التطلعات والطموحات التنموية. وأشاد رئيس مجلس الشورى بالجهود الحثيثة، والمساعي المثمرة التي تبذلها الحكومة الموقرة، لتعميق القيم والمبادئ الإنسانية، وتنفيذ البرامج التي تعزز التنوع الثقافي والفكري، مثمنًا متابعة ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، واهتمام سموّه بتعظيم المنجزات الوطنية، واستدامة نجاحات مملكة البحرين في المجالات كافة. وبمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، الذي تحتفي به دول العالم في الحادي والعشرين من شهر مايو كل عام، قال رئيس مجلس الشورى إن مملكة البحرين تعد نموذجًا استثنائيًا في احتضان واحترام مختلف الثقافات، انطلاقًا من الثوابت والقيم الوطنية الأصيلة، وما نشأ عليه المجتمع البحريني المتآلف، إلى جانب ما يؤكده ميثاق العمل الوطني ودستور مملكة البحرين، من أسس رصينة وركائز ثابتة لاستدامة التنمية والنهضة. وأشار رئيس مجلس الشورى إلى أن مملكة البحرين تمتلك إرثًا ثقافيًا وحضاريًا زاخرًا، وتتفرّد بتمسكها والتزامها المتواصل بدعم التنوع الثقافي، والتآخي الإنساني، وتحرص على تعزيز شراكاتها مع دول العالم من أجل استمرار التقدم والنهوض بالتنمية البشرية، وتحقيق تطلعات وطموحات الشعوب.


البلاد البحرينية
منذ ساعة واحدة
- البلاد البحرينية
البحرين نموذج عالمي في ترسيخ التنوّع الثقافي والحوار بين الأديان
أكد رئيس اللجنة المالية والاقتصادية النائب أحمد صباح السلوم، أن مملكة البحرين تُعد نموذجاً عالمياً في ترسيخ قيم التعايش والتسامح، وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، وبمتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله. جاء ذلك بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، الذي يُحتفل به في 21 مايو من كل عام، حيث أشار النائب السلوم إلى أن النهج البحريني في التعددية والانفتاح الثقافي هو أحد أبرز ملامح المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم، وهو ما جعل البحرين تحظى بمكانة مرموقة على المستويين الإقليمي والدولي في مجال الحوار الحضاري. وأشاد السلوم بالمبادرات الوطنية الرائدة في هذا المجال، وعلى رأسها برنامج "الملك حمد للريادة في التعايش السلمي"، الذي أُطلق كمبادرة تعليمية تهدف إلى تمكين الشباب وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتعزيز قيم التعايش على المستوى العالمي، بالشراكة مع جامعة أكسفورد البريطانية ومؤسسة الملك حمد العالمية، منوهاً بالدور البارز الذي يضطلع به مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، الذي أُسس في العام 2018 ليكون منصة دولية للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، ويعكس التزام المملكة بتعزيز ثقافة السلام والانفتاح. وفي هذا السياق، استذكر النائب السلوم استضافة المملكة لـ ملتقى البحرين للحوار: الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني في نوفمبر 2022، بمشاركة قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وأكثر من 200 شخصية دينية وفكرية من مختلف أنحاء العالم، مؤكداً أن هذه الاستضافة عكست المكانة المتقدمة للبحرين كعاصمة إقليمية للحوار الإنساني، مضيفاً أن البحرين، من خلال الفعاليات الثقافية الكبرى كمواسم الثقافة التي تنظمها هيئة البحرين للثقافة والآثار، تواصل دعم التنوع الثقافي والفني واستقطاب ثقافات متعددة إلى المملكة، بما يسهم في ترسيخ بيئة الانفتاح والتنوع. وفي ختام تصريحه، أكد النائب أحمد السلوم أن "التنوع الثقافي في البحرين ليس شعاراً عابراً، بل هو أحد ركائز الوحدة الوطنية، ومرآة حقيقية لقيم المجتمع البحريني، الذي عرف بالتسامح والاعتدال على مرّ العصور"، داعياً إلى مواصلة الجهود لتوثيق هذا النموذج البحريني الفريد وتعزيز الشراكات الدولية لنشر قيم التعايش التي تتبناها المملكة في مختلف المحافل.


البلاد البحرينية
منذ 2 ساعات
- البلاد البحرينية
المبارك: طرح 140 ألف متر مربع من الأراضي الزراعية تعزيزًا للقطاع
كشف وزير شؤون البلديات والزراعة المهندس وائل بن ناصر المبارك أن ما يتم طرحه في الوقت الراهن يبلغ نحو 140 ألف متر مربع من الأراضي الزراعية، مع التأكيد على أن الأشهر القليلة المقبلة ستشهد طرح دفعة مماثلة. وقال:"يدلل هذا على أن هناك مؤشرات واضحة على تزايد النشاط الزراعي والإقبال المتنامي على الزراعة، مشيرًا إلى أن الوزارة، وبالتعاون مع مبادرة تنمية القطاع الزراعي، تقوم حاليًا بطرح أراضٍ زراعية للراغبين من المزارعين". وأكد المبارك أن هذه الجهود تأتي ترجمةً للاهتمام السامي من حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، في دعم التنمية الزراعية باعتبار الزراعة جزءًا أصيلًا من إرث مملكة البحرين، وحرص جلالته المستمر على دعم المزارعين. كما أوضح أن جائزة الملك حمد للتنمية الزراعية تمثل أداة رئيسية لدعم التنمية الزراعية، وإبراز جهود المزارع البحريني، وتشجيع الابتكار والبحث، منوها إلى أن المشاركة في هذا الحفل تعكس التزام المملكة، ووفق توجيهات الحكومة الموقرة، بدعم القطاع الزراعي. واختتم بالقول: "نتطلع من خلال هذه الجائزة إلى مبادرات مبتكرة تساهم في تجاوز التحديات، فالمزارع البحريني دائمًا مبدع ويستحق منا كل تقدير." تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.