
إحياء الضمير الأخلاقي
هذا ما لاحظتُه في يوميات عزاء الفنان اللبناني زياد الرحباني، حيث ضمنت جنازته وتوديعه الأخير فرصاً لبعض النجوم من الفنانين والفنانات لاستثمار هذا الحدث لمصالحهم ولمشاريعهم، بل وبوابةً للدعايةِ لذواتهم واستعراض أشكالهم وأغراضهم.
إن استعمال الحدث المأساوي للظهور بشكل منفرد عن الغير والتنافس على الاقتراب من الراحلين يعبّر عن مأساوية مضاعفة منبعها الغرور وسُكنى الذات. إنه ضرب من الترويج الخاص، بوصف الجنازة التي أمام أولئك النجوم فرصةً سانحةً، سواء بغية التباهي بالمظهر، أو محاولة الاحتكاك المبالغ فيه وغير المسؤول مع المكلومين بالحزن، والمزايدة على المعنيين بالفقد، وهنا تحتل الذات موقع الأخلاق بشكلٍ يصعب وصفه أو تبريره أو تحليله.
أن تشاهد جنازةً فإنك تشاهد نفسك يوماً ما؛ وبالتالي فإن من الواجب على الكل احترام الحالة والحدث بعيداً عن التباهي الذاتي. كما أن الغلو في إثبات الحضور يتضمن تلقائياً عدم تقدير للموقف؛ بل يعبّر عن استعمال دعائي لحدث حزين لترويج المشروع الدنيوي والقنطرة نحو ذلك استخدام جنازة يتابع مجرياتها جمع غفير من الناس.
لقد تبدّت حالات الغلو بالذات في ابتسامات غريبة، ومشيات متبخترةٍ، وتنافس بين النجوم على الأشياء والمظاهر، وهذا يؤذي المسؤولين عن الحدث الحزين، ويثير التأفف لدى أصغر المتابعين البعيدين.
ثمة عويل في مواقع السوشيال وكأن النجم يرى في هذا الراحل أو ذاك غنيمة له، بل ولقمة سائغة يمكنها أن تدعم مشروعه الخاص ونجوميته الصاعدة، وربما حاول البعض بهذا التصرف القفز على إرث جمهور الراحل أو ادعى قربه منه... وكما قال محمود درويش: «يحبّونني ميتاً ليقولوا: لقد كان منا وكان لنا».
للجنازة هيبتها واحترامها، إذ نرى في حضرتها إنساناً انتقل من دنياه إلى مصيره، لقد عبر الجسر، وهذا هو الانتقال الذي يخافه كل إنسان. وعليه فإن احترام لحظة الانتقال فريضة أخلاقية عند كافة الثقافات والأديان والشعوب.
من المثير للاستغراب أن يتنافس النجوم على قربهم من تابوتٍ حزين، باستعمال الماركات والاستعراضات وادعاءات صداقةٍ وقربٍ من الراحل؛ ومن ثم يفبركون كيف استقبلوا بالعزاء بطريقة أفضل مما استقبل بها هذا المنافس أو ذاك. من المخيف ألا يفرق البعض بين العزاء الأسود الحزين، وبين سجاجيد النجوم الحمراء وحفلات الجوائز والتكريم.
في العزاءات يفترض غلبة المشاعر على الكلمات. الموت بوصفه ذروة قصوى بالمعنى الفلسفي يجب أن يؤخذ على محمل الجد. إنه ليس حفلة استعراض، ولا ساحة لصفقات التنافس، ولا معرضاً لفرض الذات على الذات.
مفهوم التعزية يعني مواساة الآخر، وليس استعراض المظهر؛ يعني تبنّي مفهوم الإنسان وغلبته على إرادات الهيمنة والغلبة التدافعية الدنيوية الذئبية. أن تعزّي يعني أن لا تعزل نفسك عن الحدث فأنت جزء منه. الموت يعيش معك فهو جزءٌ من الحياة، وكما في قصيدة تشيزاري بافيزي:
«سيجيء الموت وستكون له عيناكِ..
هذا الموت الذي يرافقنا..
من الصباح إلى المساء..
أرِقاً، أصمَّ..
كحسرة عتيقة».
الخلاصة؛ أن المشهد الأخير الذي رأيناه من قبل النجوم وأهل السوشيال وهم يمتطون أجهزتهم للتباهي الذاتي والتصوير إنما يعبّر عن تقهقر أخلاقي لدى الإنسان؛ إنه استعمالٌ أناني محض لحدثٍ مؤثر، وفيه استفزاز للإنسان نفسه، كيف وصل الإنسان إلى هذا المستوى من الاستهتار بالمأساة؟!
تلك ملحوظة ضرورية من أجل إحياء الضمير الأخلاقي فينا بدلاً من غلبة الذات والنجومية على مأساوية الآخر وأحزانه، بل واستغلال واستعمال واستثمار آلامه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
سامر حنا ومسرح «الميوزيكال» في لبنان... شغف ومخاطرة
منذ خطواته الأولى، لم ينتظر المسرحي اللبناني سامر حنا أن تُمنَح له الفرص، فانتزعها لرَسْم مساره الخاص. في الجامعة، وبينما كان يعدّ مشروع تخرّجه، قرّر أن يكتب مسرحاً يُشبهه، ويُغامر في حقل لا يزال نادراً في لبنان: المسرح الغنائي. لم يُرد لاختياره «الميوزيكال» الاقتصار على التجربة. أراده التزاماً إبداعياً مُبكراً، مدركاً منذ اللحظة الأولى أنّ هذا النوع المسرحي يدفع الفنان إلى الحَفْر العميق في أدواته واكتشاف ما خُفي من طاقاته. منذ عرض مشروع الدبلوم، يُتابع حنا السير على طريق لا يقلّ فيه حضور الأغنية عن حضور النصّ والممثل، فيقدّم مسرحاً يمنح الأغنية مرتبة البطولة، ويعدّها جوهرية في السرد؛ وأبعد من زِينة تُضاف إليه. في الصالة الصغيرة لمسرح «المونو» البيروتي، يستمرّ عرض مسرحيته «اثنين بالليل»، من بطولة يارا أنطون، وجوليان شعيا، وجوزيان بولس. عملٌ موسيقي يُحاكي الصراع الوجودي بين الحبّ والمعنى والضياع، وتؤدّي فيه الأغنيات دوراً تعبيرياً يُعمّق العاطفة ويُواكب تطوّر الحدث، مانحةً النصّ بُعده الشعري والموسيقي في آن. لا يبحث سامر حنا عن مُغنٍّ بارع وإنما عن ممثل لا يتعثّر صوته (اثنين بالليل) هو لا يكتفي بهذا النجاح، فيتحضَّر لمسرحية جديدة تُعرض في سبتمبر (أيلول)، بعنوان «عالهوا سوا»؛ نوعها من الأحبّ إليه: الميوزيكال الكوميدي. يقول سامر حنا لـ«الشرق الأوسط»: «الحكاية تدور في كواليس برنامج صباحي يقدّمه زوجان: كاتيا وكريم. في الظاهر، هما الثنائي المثالي الذي يُلهم الجمهور بحبّهما المُتماسك. لكن الحقيقة مختلفة تماماً. إنهما على وشك الطلاق، يدّعيان الودّ على الهواء، ويتشاجران في الكواليس، ويتنازعان حتى على الأشياء المادية التي سيتقاسمانها بعد الفراق. ما يبدو حباً أمام الكاميرات ليس سوى قناع بائس». ممثلون يؤمنون بالمسرح أكثر من أنفسهم (جوزيان بولس في المسرحية) أين تدخل الأغنيات في هذا السياق؟ وكيف تتحوّل المسرحية إلى عرض ميوزيكالي؟ يُجيب: «في النصّ، وبما أنّ البرنامج لا يُحقّق نسب مشاهدة عالية، يُقرّر المنتج أن يقدّمه الثنائي على طريقة الغناء بدل الحديث العادي، لجذب الجمهور. من هنا، تدخل الأغنيات بكونها أداة عضوية في السرد، فتُغيّر منحى المسرحية». يعرف سامر حنا أنّ الجمهور اللبناني لا يُحبّذ المسرحيات الطويلة، لذا يعمل على ضبط النصوص زمانياً ومضمونياً، حتى تبقى قريبة من المُشاهد. «أُدخل الشغف بالواقع، وأحلم بمسرح غنائي يُشبه عروض برودواي. أميل إلى الموضوع الذي يُوجِع، لكن أطعّمه بالكوميديا ليصير أخفّ وطأة. الأهم أن تكون الأغنية مُبرّرة؛ تضيف ولا تُثقِل». في مسرحه الغنائي لا تمويل ولا نجوم... فقط شغف يشتعل (سامر حنا) 5 أعوام مرَّت على دخوله عالم المسرح الغنائي؛ لم تكن سهلة، ولم تكن خاطفة. يُنتج مسرحياته بنفسه؛ يجمع المال من عرض ليستثمره في الذي يليه. لا يستطيع التعاقد مع أسماء تُعرَف بـ«الصف الأول»، لكنه يراهن على مواهب شابة قد تُثبت، كلّما أُتيحت لها الفرصة، أنها الأشدّ لمعاناً. يارا أنطون، بطلة «اثنين بالليل»، مثالٌ على ذلك. أداؤها المتفاني يليق بخشبة المسرح، ويكشف حضوراً يفيض بالصدق. سامر حنا من القلّة في لبنان الذين يختارون المسرح الغنائي هويتهم الفنّية. يعترف بشيء من الألم أنه يشعر أحياناً بأنه يدور في حلقة مُفرغة. يحاول توسيعها، اختراقها، لكنّ الواقع يذكّره بمحدوديته. ثم يرفض أن تكون تلك المحدودية قدراً أو تسوية اضطرارية. يُقاومها بجهده، بصوته، بنصّه، وبممثليه. الميوزيكال في لبنان مغامرة يموّلها المخرج من قلبه (مشهد من المسرحية) في رؤيته الإخراجية، يحمل حنا مسؤولية كلّ اختلال قد يصيب العمل: «حين تطغى الأغنيات على النصّ أو تتفوّق على الإخراج، هنا تبدأ المشكلة. عملي الإخراجي هو أن أُحدث التوازن. أن أجعل كلّ عنصر يخدم الآخر، في تناغم محسوس». لكن، كيف يتفاعل المُتلقّي مع هذا النوع من المسرح؟ وهل يُفضّله؟ يردّ: «الأثر يختلف من شخص إلى آخر. البعض قد لا يهتزّ أمام مونولوج يمتدّ لساعة، لكنّ نغمة على البيانو توقظ دمعه. الموسيقى تُحرّك ما لا تُحرّكه الكلمات. وفي المقابل، هناك مَن لا يتأثر إلا بالكلمة. وهذا جمال المسرح: أن يحمل كلّ أداة تعبير إلى مداها الأقصى». لا يشترط سامر حنا أصواتاً خارقة لتأدية المسرح الغنائي. يكفيه جسدٌ يتحرّك بانسياب، يُعبّر ولا يتعثّر، يُحافظ على إيقاعه، ويُقدّم الشخصية بأشكال متعدّدة: «لا أبحث عن المُغنّي، وإنما عن الممثل الذي يتجاوز دوره التقليدي، ويأخذ الشخصية إلى أعماق لا تراها العين فقط».


مجلة سيدتي
منذ ساعة واحدة
- مجلة سيدتي
اختيار ياسر السقاف لتقديم برنامج الحلم
يستعد الفنان والإعلامي ياسر السقاف لخوض تجربة وبرنامج جديد خلال الفترة القادمة، وذلك من خلال برنامج "الحلم"، هذا بعد 19 عاماً من النجاح الذي حققه البرنامج، وأعلنت MBC1 عن اختيار السقاف، وذلك بعد تنحي الإعلامي مصطفى الأغا عن مواصلة تقديم البرنامج لاستكمال مسيرته في برامج مهنية جديدة. ياسر السقاف يشارك جمهوره الخبر وشارك ياسر السقاف جمهوره هذا الخبر ونشر عبر خاصية الـ"ستوري" لحسابه الخاص بإنستغرام الخاص به خبر تقديمه لبرنامج "الحلم". وكان "السقاف" قد علّق عند اختياره لتقديم برنامج الحلم قائلاً: "مشاركتي في برنامج الحلم ليست مجرد تقديم لبرنامج، بل هي تجربة إنسانية أكون فيها جسراً بين أحلام الناس ولحظاتهم الفارقة، فخور بانضمامي إلى هذه الرحلة مع مجموعة MBC، حيث يمكن لحلم واحد أن يتحقق في أي لحظة، البرنامج مليء بالإثارة والمشاعر، وما زلنا في بداية المشوار". كما غرد مؤخراً الإعلامي مصطفى الأغا بعد إعلانه عن توقفه لتقديم البرنامج قائلاً: "لأن الحياة لا تتوقف، وعجلتها تدور، وكل واحد منا يبحث عن حلمه الذي يحقق طموحه"، كما شكر فريق الحلم وتمنى لهم ولكل من سيأتي بعده لتقديم البرنامج التوفيق والنجاح. برنامج "الحلم" وسيواصل برنامج "الحلم" مهمته في تغيير حياة الناس، بعد فوز البعض منهم بالملايين أو الحصول على علاج طبي، أو مساكن، أو منح دراسية وجامعية، أو فرص واعدة لإطلاق مشاريع تجارية أو بدء حياة جديدة، وغيرها من آلاف الأحلام التي تحققت على أرض الواقع على مدى نحو عقدين من الزمن. ياسر السقاف في سطور الفنان والإعلامي ياسر السقاف قد بدأ علاقته المهنية بـMBC في عام 2019 كمقدم لبرنامج "ذا فويس"، أيضاً قدم برامج أخرى منها برنامج "بالعكس"، "بالمقلوب"، "خمس خواتم"، "فالك طيب"، بالإضافة إلى تقديم برامج اذاعية. آخر أعمال ياسر السقاف وكانت آخر أعمال عُرضت للفنان والإعلامي ياسر السقاف فيلمين سينمائيين، الأول فيلم "السنيور عقدة الخواجة"، والذي دارت أحداثه حول "سالم" وهو مهندس سعودي، ينتحل شخصية خبير إيطالي يعمل في شركة كبيرة مستغلاً عقدة الخواجة، فيجد نفسه متورطاً مع عصابة خطيرة، فهل يتمكن من الخروج من هذه الورطة والعودة إلى شخصيته الحقيقية وتتوالى الأحداث. وهو من ﺇﺧﺮاﺝ أيمن خوجة، ومن بطولة الفنان ياسر السقاف، مريم عبدالرحمن، مريم الشقراوي، بيومي فؤاد ، عبدالرحيم الشوربجي. أما العمل الثاني فهو فيلم "أبطال"، وتدور قصته بعد انفجار غضب في مكانٍ عام، يتقبل "خالد"، وهو شاب مغرور مهمة تدريب فريق لكرة القدم، مكون من لاعبين يعانون من إعاقات ذهنية، وتتوالى الأحداث بالعمل، وهو من ﺇﺧﺮاﺝ مانو كالفو، ومن تأليف مانو كالفو ووائل السعيد، ومن بطولة الفنان خالد الحربي، فاطمة البنوي ، ياسر السقاف، خيرية نظمي، صالح البشبيشي. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي » وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي » ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن »


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
أصالة تعلن عودتها إلى سورية بعد 12 عاماً من الغياب
في لحظة عاطفية أثارت تفاعلًا واسعًا، أعلنت الفنانة السورية أصالة نصري عودتها إلى سورية للمرة الأولى منذ 12 عامًا. وكشفت عبر لقاء تلفزيوني أنها ستزور بلدها في نهاية أغسطس الجاري، مشددة على أن الزيارة ستكون «عائلية فقط»، وتهدف لرؤية الأقارب وزيارة الأماكن التي تحمل لها ذكريات خاصة. وأكدت أصالة أن قرار العودة لم يكن سهلًا، بل احتاج إلى تفكير طويل، مشيرة إلى أن مشاعر الحنين كانت أقوى من أي تردد. كما أعربت عن رغبتها في قضاء لحظات هادئة بعيدًا عن الأضواء، والالتقاء بعائلتها في أجواء خاصة بعيدًا عن أي تغطيات إعلامية. يُذكر أن غياب أصالة عن سورية كان مثار جدل خلال السنوات الماضية، وسط انقسام بين متفهمين لموقفها السياسي ومنتقدين له. وتُعد عودتها المرتقبة خطوة رمزية تفتح بابًا لصفحة جديدة في مسيرتها الشخصية والفنية. أخبار ذات صلة