
اليمن يقاسم غزة الألم والجراح وشرف المواجهة للعدو التاريخي للأمة الإسلامية (استطلاع)
يمني برس ـ محمد المطري
العلامة محمد مفتاح: الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها الأرعن ترامب يظن بأن اليمن صيد سهل، غير أن الواقع يقول خلاف ذلك، فنحن بالله أقوى وأشد وأصلب، وقواتنا المسلحة المجاهدة تملك من الخيارات ما يجعلها تردع العدو الأمريكي وتكسر كبرياءه.
العميد الركن أحمد شرف الدين: العدوان الأمريكي الغاشم على اليمن واستهدافه للمدنيين لن يثنيهم عن موقفهم المساند لغزة، وإنما يزيدهم عزما وإصرارا في الثبات على الموقف
أ . طه السفياني : كما ناصر الشعب اليمني سابقا الرسول الأكرم في دعوته الرسالية، ها هم اليوم يدافعون عن القضية المركزية (فلسطين)، ويناصرون أبناءها في حين صمت العديد من الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية.
أسامة المحطوري: ساحات التظاهر اليمنية المناصرة لغزة تترجم عملياً عظمة وأنفة وكبرياء وخلق وإيمان الشعب اليمني، كما أنها تجسد التاريخ الأصيل والتليد للشعب اليمني في الماضي والحاضر.
——————————
تشهد ساحات التظاهر اليمنية حضوراً مليونياً استثنائياً وغير مسبوق، إسنادا لغزة بعد توقفها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة.
مع عودة التصعيد الصهيوني في غزة هب الشعب اليمني إلى ساحات الاحتشاد بالملايين استجابة لدعوة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله في خطاب الأحد إزاء العدوان الأمريكي الغادر على اليمن واستهدافه للمدنيين.
ومع أن دعوة السيد القائد أتت في وقت ضيق جداً وفي ظروف استثنائية يعيشها الشعب اليمني بفعل الظروف الاقتصادية الصعبة، غير أن الزخم الجماهيري في مئات الساحات التي خرجت الاثنين يجسد الاستجابة الشعبية الكبرى للسيد القائد، كما أنه يعكس الارتباط الوثيق بين الشعب اليمني الأصيل وقيادته الثورية الحكمية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه الله.
ويمتاز الخروج المليوني الكبير في مسيرة 'ثابتون مع غزة ونواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد' في أنه أتى في وقت الظهيرة من شهر رمضان والناس صائمون.
العدوان مرة أخرى على اليمن تكرار الفشل الأمريكي
في عدوانه الأخير على اليمن أكد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المجرم ترامب أن أمريكا تجهز لحملة عسكرية كبرى للقضاء على أنصار الله وردعهم وتعطيل كافة قدراتهم العسكرية، ليأتي الحشد الشعبي الغير مسبوق رداً إضافيا يضاف إلى ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية من عمليات عسكرية نوعية أفضت إلى استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان عدة مرات وفي وقت قياسي، الأمر الذي أجبر حاملة الطائرات على الابتعاد عن مسرح العمليات بمسافة تقدر بألف وثلاثمائة كيلو متر، أي هروبها إلى أقصى منطقة في البحر الأحمر.
وحول هذه الجزئية يقول النائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح 'الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها الأرعن ترامب يظن بأن اليمن صيد سهل، غير أن الواقع يقول خلاف ذلك، فنحن بالله أقوى وأشد وأصلب، وقواتنا المسلحة المجاهدة تملك من الخيارات ما يجعلها تردع العدو الأمريكي وتكسر كبرياءه'.
ويضيف – 'العدو الأمريكي يسعى من خلال عدوانه الظالم إلى إجبار اليمنيين على التخلي عن موقفهم الإيماني والأخلاقي المناصر لغزة، في تعصب أعمى مع الكيان الصهيوني النازي المجرم الذي يخنق ملايين الفلسطينيين ويسعى للقضاء عليهم جوعاً وعطشاً'.
ويشير إلى أن ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية عار كبير وعمل إجرامي يفضح الإدارة الأمريكية، ويكشف ارتهانها بيد الكيان الصهيوني.
ويلفت إلى أن الشعب اليمني سيظل ثابتاً على موقفه المناصر لغزة، ولن يتخلى عنه مهما أمعن العدو الأمريكي في إجرامه واعتداءاته على البلد، مؤكدا أن القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الأيدي، وستتحرك وفق خطوات مدروسة لردع العدوان الأمريكي، مبينا أنه وكما استطاعت القوات المسلحة اليمنية استهداف الأسطورة الأمريكية المتمثلة في حاملات الطائرات، سيستطيع إغراق تلك الحاملات والقضاء على الأسطورة الأمريكية.
ويثمن مفتاح الجهود الكبيرة التي تبذلها القوات المسلحة اليمنية في سبيل الارتقاء بالقدرات العسكرية اليمنية وجعلها تواكب التحديات الراهنة.
تمسك قوي بالقضية الفلسطينية
وفي نزول ميداني لموقع أنصار الله إلى ميدان السبعين رصد الموقع آراء المشاركين في المسيرة ورسائلهم للعدو الأمريكي والإسرائيلي؛ حيث يؤكد مساعد قائد القوات الجوية لشؤون التوجيه العميد الركن أحمد شرف الدين أن السيول البشرية المتواجدة في ميدان السبعين وقت الظهيرة وتحملهم للجوع والعطش وحرارة الشمس يجسد الإيمان العميق لدى الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية وتمسكهم الوثيق بها.
ويوضح أن الشعب اليمني يقف على قلب رجل واحد خلف السيد القائد في موقفه الإيماني والأخلاقي والإنساني المناصر لغزة، مؤكدا أن الشعب اليمني متمسك بموقفه المؤازر لغزة مهما بلغت التحديات والتضحيات. ويشير إلى أن السيول البشرية الهادرة في الساحات تبعث رسائلها للعالم المتخاذل عن نصرة غزة لتذكيرهم بمسؤولياتهم تجاه أهالي غزة الذين يتعرضون لمظلومية تاريخية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية.
ويذكر شرف الدين أن العدوان الأمريكي الغاشم على اليمن واستهدافه للمدنيين لن يثنيهم عن موقفهم المساند لغزة، وإنما يزيدهم عزما وإصرارا في الثبات على الموقف وتفويض القيادة في اتخاذ الإجراءات المناسبة لردع العدو الأمريكي والإسرائيلي وحلفائهم.
زخم الساحات يعكس صلابة الموقف اليمني
ويعتبر الزخم الجماهيري الكبير في ساحات التظاهر تفويضاً شعبياً عاماً للقيادة الثورية والسياسية والقوات المسلحة اليمنية لاتخاذ القرارات المناسبة والكفيلة بردع العدو الصهيوني وإلزامه وقف الحصار الخانق على أهالي القطاع، وبهذا تسقط الذرائع الواهية والأساليب المخادعة والكذابة التي يحاول العدو الصهيوني والأمريكي وعملاؤهم من الداخل والخارج تصوير الموقف اليمني المناصر لغزة وكأنه موقف سياسي يخص فئة معينة دون غيرها ولا يعبر عن الشريحة الواسعة من المجتمع.
وحول هذا يؤكد مدير مكتب رئيس الوزراء بحكومة التغيير والبناء طه السفياني أن الشعب اليمني بلا استثناء يقفون مع غزة ويناصرونها، كون ذلك مبدأ إيمانياً وإنسانياً متجذراً في عروق شعب الحكمة والإيمان الذين مدحهم الرسول الأكرم محمد صلوت الله عليه، وأثنى عليهم في عدد من الأحاديث.
ويوضح السفياني -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- أنه وكما ناصر الشعب اليمني سابقا الرسول الأكرم في دعوته الرسالية، ها هم اليوم يدافعون عن القضية المركزية (فلسطين)، ويناصرون أبناءها في حين صمت العديد من الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية.
ويشير إلى أن الزخم الجماهيري في ساحات التظاهر يؤكد صلابة الموقف اليمني وثباته رغم الاعتداءات الأمريكية والإسرائيلية.
ويلفت إلى أن ساحات التظاهر تبعث رسائل التحدي للعدو الأمريكي والصهيوني، كما أنها تترجم الجهوزية العالية للشعب اليمني في مواجهة أي تصعيد قادم للعدو.
ساحات التظاهرات تعكس الانسجام الشعبي مع القيادة
منذ فجر التاريخ الإسلامي وعلى مرور الأزمنة كان ولا يزال الشعب اليمني الدرع الحصين للإسلام، والناصر الأول للمستضعفين والمكلومين من أبناء الأمة الإسلامية ليصبح اليمنيون في عصرنا الحالي السند والعون الأمثل للسيد القائد العلم عبد الملك الحوثي، كما كان أجدادهم في الماضي مع الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.
وفي هذا يؤكد الناشط الإعلامي والثقافي أسامة المحطوري أن ساحات التظاهر اليمنية المناصرة لغزة تترجم عملياً عظمة وأنفة وكبرياء وخلق وإيمان الشعب اليمني، كما أنها تجسد التاريخ الأصيل والتليد للشعب اليمني في الماضي والحاضر.
وأوضح – أن الحشود الشعبية المليونية توصل رسائل متعددة ومتنوعة للعالم أبرزها إقامة الحجة على شعوب العالم العربي والإسلامي، وتذكيرهم بمسؤولياتهم الدينية والأخلاقية تجاه إخوانهم في غزة.
ويبين أن احتشاد الجماهير بعد الغارات الأمريكية السافرة واستهدافها للمدنيين، يوصل رسائل مدوية لأئمة الكفر أمريكا وإسرائيل أن لا مساومة ولا تنازل ولا استسلام في المعركة المصيرية مع العدو الأمريكي والإسرائيلي.
ويشير إلى أن الحشود الشعبية تبعث رسائلها التطمينية للشعب الفلسطيني المظلوم: أن الشعب اليمني معكم، ولن يتخلى عنكم، وسيقاسمكم الألم والجراح والمآسي كما قاسمكم شرف المواجهة العسكرية تجاه العدو التاريخي للأمة الإسلامية الكيان الصهيوني.
ويلفت إلى أن أحرار العالم ينظرون بإجلال وإكبار للشعب اليمني على موقفهم الاستثنائي والفريد في مناصرة غزة.
ويبقى اكتظاظ الساحات بالسيول البشرية الهادرة في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية هي التعبير الأمثل للموقف الشعبي تجاه قضايا الأمة الإسلامية المركزية وفي مقدمتها فلسطين.
كما أنها تعطي صلاحية مطلقة للقوات المسلحة اليمنية في المضي بثبات في معركتها المقدسة معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة ماسبيرو
منذ 35 دقائق
- بوابة ماسبيرو
وزير الشؤون الإسلامية السعودية ورئيس الشؤون الدينية التركي يبحثان التعاون
عقد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، اليوم السبت، جلسة مباحثات رسمية مع رئيس الشؤون الدينية بجمهورية تركيا الدكتور علي أرباش الذي يزور المملكة العربية السعودية حاليا لتوقيع مذكرة تعاون في مجالات الشؤون الإسلامية، وذلك بقاعة المؤتمرات بفندق نارسيس بمدينة الرياض. وفي مستهل الجلسة رحب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ برئيس الشؤون الدينية التركي والوفد المرافق له ببلدهم الثاني المملكة العربية السعودية، متمنيا لهم طيب الإقامة في المملكة. وبين الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين- تفتح آفاق التعاون مع كل الدول العربية والإسلامية وغيرها في مختلف المجالات ومن ذلك مجالات التعاون في الشأن الاسلامي بناء على ماتتميز به المملكة العربية السعودية منذ نشأتها من التزام بالوسطية والاعتدال ومحاربة الغلو والتطرف وهي اليوم تنشر هذه القيم والمبادئ وتدعو العالم أجمع للزوم هذا المنهج القويم . وأشار آل الشيخ إلى ماتوليه القيادة الرشيدة لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما وتييسر سبل الوصول اليهما بحرا وبرا وجوا مع نقلة نوعية كبيرة في الخدمات المقدمة لم يشهد لها التاريخ مثيلا بما يعكس حجم الدعم المادي الكبير لعناية الدولة ايدها الله بالإسلام والمسلمين و العناية بالمشاعر المقدسة. واستعرض آل الشيخ دور وزارة الشؤون الإسلامية السعودية في مجالات الدعوة إلى الله ونشر منهج الإسلام الوسطي وما تحقق من نجاحات كبيرة في نشر القيم والمبادئ الإسلامية وفق منهج الكتاب والسنة وفهم الصحابة الكرام، كما تطرق إلى جوانب العناية بالمساجد عمارة وتشييداً والاهتمام بتطوير مهارات منسوبيها للقيام بواجبهم، والتي تبلغ قرابة المئة ألف مسجد وجامع تحظى بدعم واهتمام القيادة الرشيدة للقيام بدورها في خدمة المجتمع. وأكد الوزير عبداللطيف آل الشيخ أهمية تظافر جهود الوزارات والمؤسسات الدينية والمشيخات الإسلامية لنشر حقيقة الإسلام وقيمه التي تدعو للتسامح والتعايش ونبذ الطائفية والتطرف والكراهية، لافتاً إلى أهمية دور العلماء والدعاة والباحثين والمعنيين بالشؤون الإسلامية للتصدي لكل من يسيء للإسلام من دعاة الفتن وإيضاح الحقائق الشرعية بالدليل من الكتاب والسنة النبوية وفق فهم السلف الصالح. من جانبه، نقل رئيس الشؤون الدينية التركي الدكتور علي أرباش سلام وتحيات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للقيادة الرشيدة وتمنياته الطيبة للمملكة العربية السعودية قيادة وشعبا بدوام التقدم والازدهار، مؤكدا أن هذه الزيارة تأتي تأكيدا على الرغبة الصادقة بمد جسور التواصل والتعاون مع المملكة بلاد الحرمين الشريفين التي تولي اهتماما كبيرا في كل ما يخدم المسلمين بالعالم . وقدم رئيس الشؤون الدينية التركي شكره وتقديره لوزير الشؤون الإسلامية السعودي الدكتور عبداللطيف آل الشيخ على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال والتنسيق المستمر لانجاح توقيع مذكرة التفاهم بين البلدين الشقيقين في المجالات الإسلامية والتي تعكس حرص المملكة على تعزيز التعاون المشترك في كل ما يخدم المسلمين. وأشاد رئيس الشؤون الدينية في جمهورية تركيا، الدكتور علي أرباش، بالجهود العظيمة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وتنفيذ المشاريع الجبارة، واصفًا هذه المهمة الجليلة بأنها "نعمة عظيمة من الله تعالى اختص بها المملكة"، منوهاً إلى وصول قرابة 65 ألف حاج وحاجة هذا العام للأراضي السعودية ويحضون برعاية واهتمام وخدمات متميزة، إلى جانب نصف مليون معتمر سنويا يصلون للمملكة العربية السعودية ويقومون بتأدية المناسك وخلال عودتهم إلى تركيا يقومون بنقل رسائل إيجابية ومشاعر طيبة عن مستوى الخدمات المقدمة لهم. حضر جلسة المباحثات الرسمية وكلاء وزارة الشؤون الإسلامية السعودية وعدد من مديري العموم بديوان الوزارة ومن الجانب التركي وكيل الشؤون الدينية الدكتور سليم أرغون، ورئيس المعهد الإسلامي التركي للشؤون الدينية الدكتور مرتضى بدير، ومدير البروتوكول بالشؤون الدينية حسن داغلار، والسفير التركي لدى الرياض الدكتور أمر الله إيشلر والملحق الديني بالسفارة الأستاذ الدكتور رمضان موصلو، والملحق الديني بالقنصلية التركية بجدة الدكتور أحمد أوغوز، والمستشار بالسفارة السيد فاتح دمير. عقب جلسة المباحثات شرف رئيس الشؤون الدينية التركي الدكتور علي أرباش حفل الغداء الرسمي الذي أقامه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي الدكتور عبد اللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ للضيف والوفد المرافق له بحضور وكلاء الوزارة وعدد من المسؤولين فيها.


الجمهورية
منذ ساعة واحدة
- الجمهورية
ملتقي السيرة : الحكمة في المنظور الإسلامي عقلٌ منضبطٌ بالوحي
واستضاف ال ملتقى كلًّا من: أ.د السيد بلاط، أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر (سابقًا)، وأ.د حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر ، وأدار اللقاء الأستاذ أبو بكر عبد المعطي، الإعلامي بإذاعة القرآن الكريم، وذلك عقب صلاة المغرب بالظلة العثمانية. وتحدّث أ.د السيّد بلاط عن البُعد القيادي في شخصية النبي ﷺ خلال غزوة أُحد ، مشيرًا إلى أنّ أوّل ما فعله ﷺ كان المشاورة مع أصحابه، تأسِّيًا ب المنهج القرآني القائل: ﴿وأمرهم شورى بينهم﴾. وقد نقل عن أبي هريرة قوله: «ما رأيتُ أحدًا أكثر مشاورةً لأصحابه من رسول الله ﷺ». وأوضح بلاط أن هذه المشاورة لم تكن شكلية، بل كانت خطوة تمهيدية لتحضير المسلمين نفسيًّا ومعنويًّا، وتعبئتهم ذهنيًّا للدخول في المعركة بثباتٍ وبصيرة، لا أن يُفاجَأوا بها دون استعداد. وأضاف أنّ النبي ﷺ عرض الأمر على أصحابه عقب صلاة الجمعة، فاستطلع آراءهم حول البقاء داخل المدينة أو الخروج لملاقاة العدو، وقد مال رأيه ﷺ إلى التحصّن بالمدينة، وهو ما أيده بعض كبار الصحابة، غير أن حماسة الشباب دعتهم إلى الخروج، فاستجاب لهم القائد الرحيم ﷺ. وأشار بلاط إلى أنّ هذا الموقف يُجسِّد فقه الردع في الإسلام، كما ورد في قوله تعالى: ﴿وأعِدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدوّ الله وعدوّكم وآخرين من دونهم﴾، مبيّنًا أنّ القيادة النبوية كانت تجمع بين الحكمة و المبادرة ، وبين حسابات الواقع ومعاني التوكّل و التخطيط الرشيد. وتناول أ.د حبيب الله حسن مفهوم الحكمة في القيادة ، مشيرًا إلى أنّ عنوان الندوة « القيادة الحكيمة: غزوة أُحد نموذجًا» يدفعنا للتأمُّل في المعنى الدقيق للحكمة، لا سيّما في ضوء السيرة النبوية. وأوضح أنّ أشهر معاني الحكمة في ثقافتنا هي «وضع الشيء في موضعه»، سواء في القول أو الفعل، غير أنّ هذه القيمة الكبرى كثيرًا ما ارتبطت بالفلاسفة في الذاكرة العامة، حتى غلب على الظن أنّ الحكمة لا تكون إلا ثمرةً للعقل وحده. إلّا أنّ د. حبيب الله شدّد على أنّ الحكمة في المنظور الإسلامي ليست عقلًا مجرَّدًا فحسب، بل هي عقلٌ منضبطٌ بالوحي، مسدَّدٌ بنور الدين، فلا تُعدّ الحكمة حكمةً تامة إلا إذا انبثقت من الينبوع الأصفى: وحي السماء. فالعقل وحده – وإن أعمل النظر وتدبّر العواقب – يظلّ ناقصًا، لا يبلُغ تمام الرشد إلا إذا هداه الشرع، وأضاءت له معالم الفقه الصحيح. ومن هنا كانت قيادة النبي ﷺ في أُحد مثالًا راقيًا للحكمة التي تمزج بين البصيرة الربانية والتصرّف العقلي الرشيد.


الجمهورية
منذ ساعة واحدة
- الجمهورية
رئيس الوزراء: يؤكد استمرار الدولة فى توفير الوحدات السكنية لمختلف المواطنين
واستهل رئيس مجلس الوزراء حديثه، بالترحيب بالحضور في ختام الجولة التفقدية التي أجراها اليوم في خمس مدن جديدة، وهي مدن السادس من أكتوبر وحدائق أكتوبر وأكتوبر الجديدة، ومدينة الشيخ زايد، وامتداد زايد "زايد الجديدة". وقال رئيس الوزراء: كما تتابعون لنا فترة طويلة نركز تماماً على قطاع الصناعة، وشرفنا جميعاً منذ ثلاثة أيام برفقة الرئيس عبدالفتاح السيسي ، رئيس الجمهورية، في افتتاحات الدلتا الجديدة، ورأينا قطاع الزراعة والتنمية الزراعية والاستصلاح الزراعي، وأيضاً الصناعات والخدمات اللوجستية المرتبطة بها، وهذان القطاعان كان يقال إن الدولة لا تركز عليهما، لكن بالعكس تماماً على مدار الفترة الماضية، يتصدر قطاعا الصناعة والزراعة الصدارة في كل الجولات واهتمام الدولة. وتابع: الزيارة اليوم كان لها طابع مهم جداً، نظراً لتركيزها على قطاع هام جداً للشعب المصري، ألا وهو قطاع الإسكان والتنمية العمرانية، وأيضاً صباحاً كان قطاع الصحة، خلال احتفالنا جميعاً بافتتاح مقر هيئة الإسعاف الجديد ومرور 123 عاماً على إنشاء هذا المرفق المهم، وشاهدنا التطور المهم الذي مر به هذا المرفق وصولاً للوضع الحالي، وكان هناك أثناء افتتاح المبني بصحبة السيد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، تركيز على إنهاء المنظومة الإلكترونية التي تضمن الربط الكامل ما بين سيارات الإسعاف، بداية من طلب المواطن للخدمة واستجابة سيارة الإسعاف له، مع الربط مع المستشفيات سواء في الخدمات الطارئة مثل حالات الحوادث ـ لا قدر الله ـ أو حتي في الخدمات غير الطارئة، بما يضمن الربط الكامل الذي يسهل تحرك سيارات الإسعاف منذ الوصول للمواطن ثم التحرك إلى المستشفى من خلال ربط إلكتروني متكامل. وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي قائلاَ: وكان الوعد من السيد وزير الصحة والسيد رئيس هيئة الإسعاف بأن تنتهي هذه المنظومة للربط المتكامل بشكل كامل بنهاية عام 2026 على مستوي محافظات الجمهورية. وأشار رئيس الوزراء خلال حديثه إلى جولته اليوم في عدد من مشروعات الإسكان والتنمية الحضرية، وقال: معنا السيد وزير الإسكان، والسيد محافظ الجيزة، بحكم أننا ضيوف عليه في هذه المناطق، سأتوقف عند مشروعات الإسكان، حيث قمنا بزيارة نماذج لثلاثة مشروعات مختلفة؛ الأول الإسكان الاجتماعي في مدينة أكتوبر الجديدة، التي قمنا فيها بتسليم عقود للشباب ومحدودي الدخل، والمشروعان الآخران يتعلقان بالإسكان المتوسط وفوق المتوسط، إلا أن الغالبية العظمى التي قامت بإنشائها الدولة هي الإسكان الاجتماعي. ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى العرض التقديمي الذي تم بثه اليوم، والذي تم خلاله التنويه إلى أن الدولة تخطت المليون وحدة سكنية في الإسكان الاجتماعي فقط، يضاف إليها 300 ألف وحدة إسكان بديل للمناطق غير الآمنة، وبالتالي فالإجمالي مليون و300 ألف وحدة. وأضاف رئيس الوزراء: هذا بالإضافة لما قامت الدولة بتنفيذه في عدد من المدن الجديدة من وحدات في العاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة العلمين الجديدة، وهناك مشروعات مثل "جنة"، و"صبا" للشرائح المختلفة في الإسكان المتوسط وفوق المتوسط، باعتبار أننا نترك باقي الشرائح للقطاع الخاص كدور أصيل له. وتوقف الدكتور مصطفى مدبولي مرة أخرى في حديثه عند الإسكان الاجتماعي، لافتًا إلى أنه يتضمن أكثر من مليون وحدة، لافتًا في ضوء ذلك إلى أن الدعم المقدم به يتراوح بين 50-60% من القيمة الحقيقية للوحدة، مُتمثلاً ذلك في الأرض بدون مقابل، ومرافق بدون مقابل، والدعم النقدي المباشر الذي يتلقاه المواطن عندما يتقدم لحجز الوحدة بين 5 آلاف حتى 120 ألف جنيه، كما يقوم بتقسيط سعر الوحدة السكنية لمدة 20 عامًا بنظام التمويل العقاري بفائدة مُخفضة، إذا ما تم مقارنتها بفائدة البنوك سندرك أنها أقل من النصف، وهو ما يعني في النهاية أن 60% من القيمة الحقيقية للوحدة السكنية تقدمها الدولة كدعم، وهو ما ينقلنا لنقطة أخرى مرتبطة بذلك، وهو حجم الدعم الذي قدمته الدولة للمليون وحدة في الإسكان الاجتماعي على مدار السنوات العشر الماضية، مُؤكدًا أن الدولة مستمرة في هذا البرنامج وبقوة، باعتباره حلاً لمشكلة ومُعضلة كبيرة، كان المواطن يعاني منها وهي الإسكان. كما أشار رئيس الوزراء إلى تفقد المشروعات الخدمية والمحاور المرورية المهمة بهذه المدن، لافتا إلى أنه منذ أقل من 10 سنوات كانت مختلف المناطق والمدن التي قمنا بزيارتها اليوم عبارة عن صحراء، لم تمتد إليها أيادي التنمية والتعمير، واليوم هي عبارة عن مدن كاملة، مُنوهاً الى أنه على سبيل المثال مدينة أكتوبر الجديدة بها 151 ألف وحدة إسكان اجتماعي، تم تنفيذها خلال الخمس سنوات الماضية، وتضم نحو 600 ألف مواطن يسكنون هذه الوحدات إذا كان متوسط الأسرة الواحدة 4 أفراد، وهو ما يعكس حجم الجهد المبذول من جانب الدولة في هذا القطاع المهم. وأكد الدكتور مصطفى مدبولي استمرار الدولة في العمل على توفير الوحدات السكنية لمختلف المواطنين، وذلك تنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في هذا الصدد، وذلك بالنظر لان هذا يأتي ضمن أولويات عمل الدولة في إطار البرنامج الاجتماعي للجمهورية الجديدة، وهو تلبية الاحتياجات الاساسية للمواطنين، وعلى رأسها توفير وحدات سكنية بأسعار مُناسبة، تتماشي مع القدرات المالية، على أن يتم السداد على فترة تمتد إلى 20 عاما. واختتم رئيس الوزراء حديثه بالتأكيد على استمرار الجولات الميدانية بمختلف ربوع الجمهورية، لمُتابعة ما يتم تنفيذه من مشروعات، والوقوف على حجم التطوير بهذه المشروعات، والسعي المستمر للتعامل مع أي تحديات تواجه تنفيذ المشروعات، مُنوهًا في هذا الصدد إلى الشكاوى التي ترصدها منظومة الشكاوى الحكومية فيما يتعلق بالعديد من الملفات، وما يتم من تعامل فوري معها، مُؤكدًا تعامل الحكومة بكل جدية مع ما يتم رصده من شكاوي ومطالبات، والاعلان عن نتائج التعامل بمنتهى الشفافية، والمبادرة بالإعلان عن أي مشكلة أو تحدي، ونبادر بوضع الحلول التي سيتم العمل عليها لحل هذه المشكلات والتحديات.