
3 مسارات أمام قضية إمام أوغلو
حملت المواقف الصادرة عن حزب 'الشعب الجمهوري' المعارض في تركيا بعد أمر القضاء باعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، نبرة تحدٍ كبيرة، واستهدفت على وجه الخصوص الحكومة والرئيس رجب طيب إردوغان.
انعكست هذه النبرة أولا من الإعلان عن إمام أوغلو كمرشح رئاسي بعد ساعات من تثبيت اعتقاله، وثانيا من خلال الكلمات التي كتبها رئيس البلدية بنفسه، وتلك التي أدلى بها زعيم 'الشعب الجمهوري' أوزغور أوزيل، عندما قال، الأحد، إن 'الانتخابات المبكرة أصبحت أمرا لا مفر منه'.
ويقول الباحث في الشأن التركي، محمود علوش، لموقع 'الحرة'، إن ترشيح إمام أوغلو كمنافس على منصب الرئاسة كان 'أمرا متوقعا، يهدف لتعزيز التصور بأن ملاحقة رئيس البلدية بمثابة اضطهاد سياسي'.
كما أن حزب 'الشعب الجمهوري' يهدف من وراء هذا الترشيح إلى 'تصدير بُعد المنافسة الرئاسية على قضية إمام أوغلو لرفع التكاليف على إردوغان'.
ويعتبر الباحث أن 'الترشيح يعني أن تركيا دخلت معركة سياسية طويلة الأمد'.
ويتابع: 'إنها معركة وجودية لكل من إردوغان وحزب الشعب الجمهوري، والتراجع فيها ينطوي على مخاطر عالية بقدر أكبر من مخاطر خوضها حتى النهاية'.
والأمر القضائي الذي قضى باعتقال إمام أوغلو، الذي ينظر إليه منذ سنوات كمنافس بارز لإردوغان على منصب الرئاسة، جاء بعد 4 أيام من اعتقاله، بتهم تتعلق بـ'الفساد' و'الإرهاب'.
شنت الشرطة التركية حملة مداهمات اعتقلت خلالها عددا من الصحفيين فجر الإثنين، بما في ذلك المصور الصحفي البارز بولنت كيليتش ومراسل وكالة فرانس برس ياسين أكجول، وفق مراسل الحرة.
وفي حين تم رفض طلب اعتقاله بالتحقيقات المتعلقة بـ'الإرهاب'، أصدر القضاء أمرا بسجنه على خلفية تحقيقات الفساد التي تلاحقه.
وفي أعقاب نقله، الأحد، مع العشرات من المقربين منه إلى سجن سيلفري، أعلنه الحزب الذي ينتمي إليه (الشعب الجمهوري) 'كمرشح رئاسي'، وذلك بعد انتخابات تمهيدية تم تحديد موعد تنظيمها، قبل حادثة الاعتقال.
وقال أوزيل إن عدد الأصوات التي حصل عليها إمام أوغلو تجاوزت 14 مليونا و850 ألف صوت؛ وأضاف أن هذه النتائج أدت إلى 'التشكيك في شرعية إردوغان، وجعلت الانتخابات المبكرة أمرا لا مفر منه'.
وبدوره كتب إمام أوغلو رسالة عبر 'إكس'، ورد فيها: 'أُرسل تحياتي إلى الملايين الذين يهتفون في ساراتشانه وفي الساحات في جميع أنحاء بلدي. سيأتي صندوق الاقتراع، وستُوجه الأمة صفعة لا تُنسى لهذه الحكومة'.
'عامل الوقت'
ويعتقد الباحث السياسي التركي، علي أسمر، أن ترشيح إمام أوغلو داخليا في 'الشعب الجمهوري'، هو شأن يخص الحزب وحده، ولا يترتب عليه أي أثر قانوني أو رسمي من قبل الحكومة أو الهيئة العليا للانتخابات.
يتوجه أعضاء حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا وآخرون إلى مراكز اقتراع، الأحد، للمشاركة في تصويت تمهيدي للحزب لدعم ترشيح رئيس بلدية إسطنبول المحتجز أكرم إمام أوغلو، في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ولا تعترف الهيئة العليا للانتخابات بهذا الترشيح، إلا إذا استوفى المرشح جميع الشروط المطلوبة، ومن بينها حيازة شهادة جامعية.
وكانت جامعة إسطنبول قد سحبت الإجازة الجامعية من إمام أوغلو قبل يوم واحد من اعتقاله، بعد قضية فتحت ضده بدعوى 'التزوير'.
ويقول أسمر لموقع 'الحرة': 'على أساس ذلك.. من الأفضل للمعارضة أن تدرس خياراتها بعناية وتستعد بمرشح بديل تحسبا لأي طارئ'.
وفي حال اقتنع الناخب التركي بأن الاتهامات الموجهة لإمام أوغلو 'باطلة'، فمن المرجح أن يعبر عن موقفه في صناديق الاقتراع عبر دعم مرشح المعارضة، أيّا كان.
ومن جهة أخرى، فإن النظام القضائي في تركيا معروف بطول أمد إجراءاته، مما يعني أن التطورات القانونية المتعلقة بالقضية قد تمتد لأشهر أو حتى سنوات، حسب الباحث التركي.
وحتى إن استمرت عملية التحقيق والمحاكمة، فمن المرجح أن يُحكم على إمام أوغلو بالسجن لفترة زمنية معينة نتيجة لقرار المحكمة، كما يشير الصحفي التركي، إبراهيم أباك لموقع 'الحرة'.
حادثة اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، فجر الأربعاء، تنظر إليها الأوساط السياسية في تركيا على أنها هزة كبيرة وحساسة، لاعتبارات تتعلق بالتوقيت الذي جاءت فيه، ونظرا لخلفية الشخص المستهدف، وهو الذي وضع منذ سنوات قبالة الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان كـ'منافس' رئاسي محتمل له.
ويعود أباك إلى الوراء، ويشير إلى أن إردوغان سبق أن حُكم عليه بالسجن في تركيا عام 1998، بسبب إلقائه قصيدة في منطقة سيرت. وقضى حينها وقتا في السجن قبل أن يحظى برئاسة إسطنبول في تلك الفترة.
وفي حين أن حالة إردوغان تختلف قليلا عن الحالة الخاصة بإمام أوغلو، يرى الصحفي أن الأخير 'قد يواجه أوضاعا أكثر صعوبة خلال الأيام المقبلة'.
'3 مسارات'
تذهب غالبية المواقف التي أطلقها مسؤولو 'الشعب الجمهوري' حتى الآن باتجاه أن ما حصل هو 'عملية انقلاب سياسي'.
في المقابل، تنفي الحكومة التركية ذلك. وقد ألمح إردوغان قبل أيام إلى أن أسباب ما يتعرض له إمام أوغلو ترتبط بالدعاوى والتحقيقات القضائية التي حركها أفراد من حزبه المعارض، في إشارة منه إلى وجود تصفية حسابات داخلية.
ويعتقد علوش أن مصير إمام أوغلو يتوقف على '3 مسارات' تؤثر على بعضها البعض.
الجانب القانوني للقضية، والذي يميل نحو الإدانة، ومدى قدرة إردوغان على تحمل ضغط الشارع الذي تقوده المعارضة، ومدى قدرة المعارضة على التكيف مع فكرة أن إمام أوغلو لا يمكن أن يعود كجزء من المشهد السياسي، كما يستعرضها الباحث.
ويشرح أن قضية إمام أوغلو 'لا تمسه شخصيا أو حالته السياسية، إنها تمس تجربة حزب الشعب الجمهوري في الحكم المحلي'.
نظم موظفون ومحامون وأعضاء من حزب 'الشعب الجمهوري' المعارض في تركيا، الأربعاء، احتجاجا أمام مبنى بلدية شيشلي بإسطنبول بعد اعتقال رئيس بلدية المدينة، أكرم إمام أوغلو.
و'يريد إردوغان أن يظهر أن هذه التجربة لم تفلح سوى في الفساد، ولذلك يدرك أوزغور أوزيل هذه 'الأبعاد' ويسعى لاستخدام الشارع بقوة في مواجهة مع دولة يطغى عليها البعد القانوني'، وفق علوش.
ورغم أن قاعدة 'الشعب الجمهوري' تضع إمام أوغلو في الصدارة فيما يخص ترشيحه، فإن التغييرات داخل الحزب والظروف السياسية قد تُغيّر هذا الوضع، وفقا للصحفي التركي، أباك.
ويعتقد أباك أن العملية القضائية وفي حال سارت بشكل واضح فقد يتضح الموقف قليلا بعد أن يُعرف القرار الذي سيصدر بحق إمام أوغلو.
ويتابع: 'على ما يبدو، فإن من المرجح أن يضطر الشعب الجمهوري إلى التركيز على مرشح آخر للرئاسة في الانتخابات المقبلة'.
هل تذهب تركيا لانتخابات مبكرة؟
لا يزال المتظاهرون المناصرون لإمام أوغلو يتجمعون بكثرة في محيط مبنى البلدية بإسطنبول.
وخاض أفراد الشرطة التركية مواجهات مع هؤلاء المتظاهرين، ليلة الأحد.
جاء ذلك بعد دعوات وجهها زعيم 'الشعب الجمهوري' أوزيل للنزول إلى الشوارع، في تحدٍ منه للحظر الذي تفرضه السلطات، منذ 5 أيام.
ولا يعرف حتى الآن المسار الذي سيسلكه 'الشعب الجمهوري' في المرحلة المقبلة.
كما لا تعرف مآلات وحدود المعركة السياسية القائمة، التي وصلت، الأحد، إلى حد الإعلان عن إمام أوغلو كمرشح رئاسي مع الحديث عن الانتخابات المبكرة.
ويلزم توجه البلاد إلى إجراء انتخابات مبكرة، الحصول على 360 صوتا في البرلمان التركي، وهو ما لا يملكه 'الشعب الجمهوري'، وأكده أوزيل بنفسه، قبل أشهر.
يتوجه أعضاء حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا وآخرون إلى مراكز اقتراع، الأحد، للمشاركة في تصويت تمهيدي للحزب لدعم ترشيح رئيس بلدية إسطنبول المحتجز أكرم إمام أوغلو، في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويعتبر أسمر أنه 'لا يبدو أن هناك مؤشرات على إجراء الانتخابات المبكرة خلال العامين المقبلين، إذ أن الحكومة التركية منشغلة بملفات دولية حساسة، مثل الأزمة السورية، والحرب الروسية الأوكرانية، والقضية الفلسطينية'.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن عدم تعيين 'وصي' على بلدية إسطنبول، من شأنه 'تهدئة الأوضاع تدريجيا، وهو ما يبدو الاتجاه الحالي'، حسب أسمر.
ويضيف الباحث: 'من الملاحظ أيضا أنه في يوم المحاكمة، لم تشهد الليرة التركية هبوطا حادا كما حدث يوم الاعتقال، كما لم نشهد حضور قادة المعارضة في (الطاولة السداسية) أمام مبنى المحكمة في منطقة سراج هانا، مما يشير إلى أن وتيرة الاحتجاجات ستتراجع بمرور الوقت'.
لكن في حال قررت الحكومة التركية تعيين 'وصي' على بلدية إسطنبول من جانبها، فمن المحتمل أن تشهد البلاد موجة احتجاجات واسعة وأعمال شغب، وهو سيناريو يبدو مستبعدا في المرحلة الراهنة، كما يعتقد الباحث التركي.
من جهته، يرى علوش أن 'تركيا دخلت حقبة عالية من الاستقطاب السياسي الداخلي. وقضية إمام أوغلو ستعيد تشكيل السياسة الداخلية على نطاق واسع'.
وإذا وجدت المعارضة صعوبة في دفع الحكومة إلى التراجع، فإنها ستلجأ إلى استثمار المواجهة للمطالبة بانتخابات مبكرة، على اعتبار أن الاستقطاب أصبح 'حول شرعية إردوغان'.
ويتابع الباحث أن 'مثل هذا الاتجاه هو الأكثر ترجيحا، رغم أن مسألة الانتخابات المبكرة وتوقيتها يتعلقان بحسابات إردوغان على أكثر من صعيد'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ 4 ساعات
- سيدر نيوز
روبرت فورد: الدبلوماسي الذي نصح واشنطن بتسليح المعارضة السورية
أثار السفير الأمريكي السابق لدى سوريا، روبرت فورد، جدلاً واسعاً بعد أن كشف، في محاضرة نشرت عبر قناة 'مجلس بالتيمور للشؤون الخارجية' على يوتيوب، عن لقاء جمعه بأحمد الشرع، الرئيس السوري الانتقالي، في إطار مسعى غير معلن لتحويله من 'عالم الإرهاب إلى عالم السياسة'. وأوضح فورد أن مؤسسة بريطانية غير حكومية، متخصصة في حل النزاعات، دعته عام 2023 للمشاركة في ما وصفه بعملية 'إعادة تأهيل' الشرع. وأضاف أنه تردد كثيراً في قبول الدعوة، قائلاً إنه كان يتخيّل نفسه 'مرتدياً بدلة برتقالية اللون، وسكيناً موجهاً إلى رقبته'. لكنه قبل في نهاية المطاف، بعد حديثه مع عدد من الأشخاص الذين التقوا بالشرع ضمن المبادرة نفسها. ولفت فورد إلى أنه تعثر في ذكر ما وصفه بـ'الاسم الحربي' لأحمد الشرع، مشيراً إليه عن طريق الخطأ باسم 'عبد القادر الجولاني' بدلاً من 'أبو محمد الجولاني'. وأضاف أن اللافت هو أن الشرع 'لم يكشف اسمه الحقيقي للعالم، إلا بعد استيلائه على دمشق في ديسمبر/كانون الأول الماضي'. وزير الخارجية الأمريكي يحذر من 'حرب أهلية شاملة' وشيكة في سوريا روبرت فورد: 'طُلب مني إخراج أحمد الشرع من عالم الإرهاب لعالم السياسة' وقال فورد إنه قال للجولاني في اللقاء الأول الذي حدث في مارس/آذار 2023، 'لم أتخيل في حياتي أنني سأجلس بجانبك يوماً ما'. مشيراً إلى أنّ الجولاني، أو الشرع، ردّ عليه 'بهدوء ولطف': 'ولا أنا'. ما أثار فضول فورد، بحسب روايته، فكان أنّ الشرع 'لم يعتذر أبداً عن أي من الهجمات الإرهابية في العراق أو سوريا، رغم أن تلك التي وقعت في سوريا كانت أقل بكثير. لم يعتذر أبداً'، على حدّ تعبيره. وأضاف فورد: 'إلا أنه قال: الآن، وأنا أحكم منطقة تابعة للمعارضة في شمال غرب سوريا، أدركت أن التكتيكات والمبادئ التي كنت أتبنّاها في العراق، لا تصلح عندما تكون مسؤولاً عن إدارة منطقة يسكنها نحو 4 ملايين شخص'. وأكد أنّ الشرع أبلغه بأنه 'يتعلّم أن الحكم يتطلّب تقديم تنازلات'. وأشار فورد إلى أنه التقى بالشرع مجدداً في سبتمبر/أيلول من العام نفسه. في المقابل، ردّ وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، على تصريحات فورد التي أثارت جدلاً واسعاً في الأيام الأخيرة، قائلاً في تغريدات نشرها عبر منصة 'إكس': 'ما جرى في الثامن من ديسمبر هو إنجاز سوري بامتياز، جاء ثمرة لصمود شعب دفع ثمناً باهظاً في سبيل حريته وكرامته، رغم حجم الخذلان الذي تعرض له'. من هو روبرت فورد وما علاقته بسوريا؟ يعدّ روبرت فورد دبلوماسياً مخضرماً، تولّى في يناير/كانون الثاني 2011 منصب أول سفير للولايات المتحدة في سوريا منذ عام 2005، في وقت كانت تسعى فيه واشنطن إلى إعادة التواصل مع دمشق. وفي السابع من يوليو/تموز 2011، أثار فورد غضب الحكومة السورية بعد زيارته مدينة حماة، في خطوة هدفت إلى إظهار التضامن مع السكان الذين نظّموا احتجاجات حاشدة، رغم الحملة الأمنية العنيفة التي كانت تشنها قوات الأمن آنذاك. وبعد مغادرته المدينة في اليوم التالي، خرج مئات الآلاف من السكان مجدداً إلى الشوارع للمطالبة بتنحّي الرئيس بشار الأسد، ما أثار رد فعل غاضب من وزارة الداخلية السورية. وجاء في بيان رسمي حينها أن فورد التقى 'عدداً من المخربين، وحثّهم على مزيد من العنف والاحتجاج ورفض الحوار'، مضيفاً أنه كان يسعى إلى 'تعميق الخلاف والفتنة بين أبناء الشعب السوري'. من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها 'منزعجة' من الاتهامات، ورفضت البيان السوري واصفةً إياه بأنه 'هراء مطلق'، مؤكدة أن فورد 'لم يرَ سوى سوريين عاديين يطالبون بالتغيير'. وبعد ثلاثة أيام، تعرّضت السفارة الأمريكية في دمشق لهجوم من أنصار الحكومة، حطّموا نوافذها وكتبوا شعارات على الجدران، وصفت فورد بـ'الكلب'. فورد 'المستعرب' ولد روبرت فورد عام 1958، ونشأ في مدينة دنفر بولاية كولورادو الأمريكية. نال درجة البكالوريوس من جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور، ميريلاند، عام 1980، ثم حصل على درجة الماجستير من كلية الدراسات الدولية المتقدمة التابعة للجامعة نفسها في واشنطن العاصمة عام 1983. قبل التحاقه بالسلك الدبلوماسي عام 1985، عمل فورد متطوعاً في هيئة السلام الأمريكية في المغرب. وخلال مسيرته المهنية المبكرة، تنقّل بين عدد من المدن حول العالم، من بينها إزمير والقاهرة والجزائر وياوندي في الكاميرون، إلى أن عيّن نائباً لرئيس البعثة في السفارة الأمريكية في المنامة، البحرين، عام 2001. وكان فورد يعدّ من أكثر الدبلوماسيين إجادةً للغة العربية في وزارة الخارجية الأمريكية، وفي أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، تم إرساله إلى مدينة النجف كممثل عن سلطة الائتلاف المؤقتة. وفي يونيو/حزيران 2004، تولّى منصب مستشار سياسي في بغداد، حيث برز من خلال عمله مع المسؤولين العراقيين على تنظيم الانتخابات التشريعية في يناير/كانون الثاني 2005، وتشكيل الحكومة الانتقالية، وصياغة الدستور الجديد، وتنظيم الاستفتاء عليه في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه. كما قاد فورد جهوداً لإقناع المجتمع السني العربي في العراق بالمشاركة في انتخابات ديسمبر/كانون الأول 2005، وهو ما انعكس في تحسّن ملحوظ في نسب التصويت في عدد من المحافظات ذات الأغلبية السنية. وقال فورد في مقابلة مع صحيفة 'لوس أنجلوس تايمز' آنذاك: 'أدركنا أننا حققنا نقلة نوعية في علاقتنا مع المجتمعات السنية العربية'، مضيفًا: 'لو أخبرني أحدهم أننا سنسجل نسبة إقبال تصل إلى 75 في المئة في محافظة الأنبار، لما صدّقت ذلك'. وفي عام 2005، نال جائزة 'جيمس كليمنت دان' للتميّز في الخدمة الخارجية، والتي تمنح للموظفين من المستوى المتوسط. وفي العام التالي، عيّن سفيراً للولايات المتحدة لدى الجزائر. عاد فورد إلى بغداد عام 2008، ليشغل منصب نائب رئيس البعثة الأمريكية هناك، وبقي في هذا المنصب حتى عام 2009، ثم انتقل إلى مكتب المفتش العام في وزارة الخارجية، وهو الجهاز المسؤول عن التفتيش والتدقيق والتحقيق داخل الوزارة. في فبراير/شباط 2010، رشّح الرئيس الأمريكي آنذاك، باراك أوباما، فورد لتولي منصب سفير الولايات المتحدة في دمشق، مشيراً إلى أنه 'سيتواصل مع الحكومة السورية بشأن سبل تعزيز العلاقات، مع معالجة القضايا العالقة التي ما تزال تثير إشكاليات'. لكن تعيينه تعثّر في مجلس الشيوخ، إذ واجه اعتراضات من بعض الجمهوريين على مساعي الإدارة لإعادة سوريا إلى طاولة الدبلوماسية. ومع تفاقم التأخير، ومع ورود شكاوى من دبلوماسيين أمريكيين في دمشق بشأن رفض السلطات السورية التعامل رسمياً مع أي شخص لا يحمل صفة السفير، لجأ أوباما إلى استخدام صلاحياته لتعيين فورد سفيرًا في يناير/كانون الثاني 2011، مستغلاً عطلة مجلس الشيوخ لتمرير القرار. وفي أبريل/نيسان من العام نفسه، وبعد اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مختلف أنحاء سوريا، دافع المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، عن تعيين فورد، رافضًا الانتقادات التي وُجهت للسفير بسبب عدم قدرته على وقف العنف ضد المتظاهرين. وقال كارني للصحافيين: 'نعم، كان وجود سفير لنا هناك مفيداً. وجود سفير في سوريا أتاح لنا التواصل المباشر مع الحكومة، والتعبير عن مواقفنا بشكل واضح'. 'تهديدات بشأن سلامته الشخصية' في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2011، سحبت الولايات المتحدة سفيرها لدى سوريا، روبرت فورد، بسبب 'مخاوف على سلامته'، بحسب ما صرّح به مسؤولون أمريكيون. وكان فورد قد أثار غضب السلطات السورية بعد إظهاره تضامناً علنياً مع الناشطين المشاركين في الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن فورد غادر دمشق بعد تلقيه 'تهديدات موثوقة تتعلق بسلامته الشخصية'. وفي السادس من ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عودته إلى دمشق. إلا أنه غادرها مجدداً في عام 2012، عقب قرار الولايات المتحدة تعليق عمل سفارتها في دمشق اعتباراً من 6 فبراير/شباط، وسحب السفير فورد وجميع الموظفين الأمريكيين من البلاد. وفي أبريل/نيسان 2012، منح فورد 'جائزة الشخصية الشجاعة السنوية' من مكتبة جون ف. كينيدي في بوسطن، تقديراً لموقفه الداعم لحقوق الإنسان في سوريا. وفي فبراير/شباط 2014، استقال فورد من منصبه كسفير لبلاده في دمشق، احتجاجاً على ما اعتبره 'بطئاً مفرطاً في سياسة الإدارة الأمريكية تجاه الملف السوري'، رغم استمراره في العمل على الملف نفسه من واشنطن، ضمن وزارة الخارجية. وكان فورد قد عبّر منذ عام 2012 عن قناعة بأن على الولايات المتحدة أن تتدخّل في الصراع من خلال دعم المعارضة السورية بالسلاح، محذّراً من أن غياب هذا الدعم قد يؤدي إلى انزلاق سوريا نحو الفوضى، وتحوّلها إلى 'صومال أو يمن جديدة'، في إشارة إلى الدول التي تُصنَّف كدول فاشلة ضمن تقارير الخارجية الأمريكية. وقال آنذاك إن 'عدم تسليح واشنطن للمتمردين سيدفعهم إلى اللجوء إلى المتطرفين، الذين سيقدّمون لهم المال ويجتذبونهم إلى منظماتهم'. وفي عام 2014، حصل فورد على 'جائزة الخدمة المتميزة' من وزير الخارجية الأمريكي، وهي أعلى وسام يمنح في وزارة الخارجية.


النهار
منذ 4 ساعات
- النهار
هذا الفيديو لمطار إسرائيلي مدمر من جراء هجوم للحوثيين مولد بالذكاء الاصطناعي FactCheck#
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "مطارا اسرائيليا مدمرا من جراء هجوم للحوثيين اليمنيين" أخيراً. الا أن هذا الزعم غير صحيح. الحقيقة: هذه المشاهد ليست حقيقية، لكونها مولدة بالذكاء الاصطناعي. FactCheck# "النّهار" دقّقت من أجلكم تظهر المشاهد طائرات عسكرية محطمة على مدرج، بجانب هنغارات مدمرة. وقد تكثف التشارك في الفيديو وبلقطة ثابتة منه أخيراً عبر حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "اليمن يشنّ هجوماً على مطار إسرائيلي والتوترات الإقليمية تتصاعد". — World War 3 (@Worldwar_3_) May 20, 2025 لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس) صفارات الإنذار تدوي في القدس بعد إعلان الجيش إطلاق مقذوف من اليمن جاء تداول المقطع في وقت دوت صفارات الإنذار في القدس، اليوم الخميس، حيث أفاد صحافيون في وكالة "فرانس برس" بسماع دوي انفجارات قوية، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن. وقال الجيش في بيان: "بعد دوي صافرات الإنذار منذ قليل في مناطق عدة في إسرائيل، تم اعتراض صاروخ أطلق من اليمن". وفجر الخميس، أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن وتسبب بتفعيل صفارات الإنذار. وفي وقت لاحق، تبنى الحوثيون في اليمن إطلاق الصاروخ. وأعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع "عملية نوعية للقوة الصاروخية على مطار اللد (بن غوريون) بصاروخ باليستي". وبحسب سريع، تم كذلك تنفيذ "عملية مزدوجة لسلاح الجو المسير بطائرتين مسيرتين على هدفين حيويين في يافا وحيفا المحتلتين". وبعد إطلاق الصاروخ الثاني، أكدت خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء عدم تسجيل إصابات، مشيرة إلى إصابة لرجل كان يبحث عن مأوى إبان إطلاق الصاروخ الأول. لماذا الفيديو المتناقل ليس حقيقياً؟ الا ان الاعتقاد ان الفيديو المتناقل يظهر دمارا في مطار اسرائيلي من جراء هجوم للحوثيين اعتقاد خاطئ. في الواقع، يتضمّن مؤشرات الى انه منشأ بالذكاء الاصطناعي، أبرزها كتابات وارقام غريبة، غير مفهومة، على هيكل الطائرات المدمرة. وقد اشرنا اليها في الصورة ادناه. ويدعم هذا الاستنتاج فحص الفيديو في موقع Cantilux المتخصص بكشف الصور والفيديوات الزائفة. وكانت النتيجة انه منشأ بالذكاء الاصطناعي بنسبة 83%. عامليون بالتعمق في البحث، نعثر على نسخة من الفيديو حملت شعار "313 عامليون". كلمة مفتاح توصلنا الى حساب في انستغرام و تيك توك و تلغرام حمل هذا الاسم، ونشر المقطع في 19 ايار 2025. View this post on Instagram A post shared by عامِليون (@3amelyon) لقطة من الفيديو المنشور في حساب عامليون في انستغرام في 19 ايار 2025 ومع ان الحساب لم يذكر ماهية هذه المشاهد، الا انه يذكر في التعريف به "مقاومة الذكاء الاصطناعي"، بما يدل على محتواه. وتبيّن جولة فيه ان الفيديوات التي ينشرها منشأة بالذكاء الاصطناعي. وسبق ان انتشر مقطع للحساب ذاته بمزاعم خاطئة ونشرت " النهار" مقالة تدقيق بشأنه في 21 ايار 2025. تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "مطارا اسرائيليا مدمرا من جراء هجوم للحوثيين اليمنيين" أخيراً. في الحقيقة، هذه المشاهد ليست حقيقية، لكونها مولدة بالذكاء الاصطناعي.


النهار
منذ 6 ساعات
- النهار
إسرائيل توجّه إنذاراً بإخلاء 14 حياً في شمال غزة... وسقوط مزيد من الضحايا في القطاع
وجّه الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس إنذارا بالإخلاء الفوري لـ14 حياً في شمال غزة من بينها بيت لاهيا ومعسكر جباليا، مشيراً إلى أنها "مناطق قتال خطيرة". وأورد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في منشور له عبر حسابه على منصة "إكس" أسماء 14 حياً في شمال قطاع غزة. وقال: "سيقوم الجيش الإسرائيلي بتوسيع نشاطه العسكري في مناطق وجودكم بشكل ملحوظ... من أجل أمنكم، أخلوا فورا جنوبا". وجاء الإنذار الخميس غداة إطلاق مقذوفات من غزة على إسرائيل، سقط بعضها داخل القطاع. المستجدات الميدانية... وفي آخر المستجدات الميدانية، أفادت تقارير صحافية بإصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف شنته مسيَّرة إسرائيلية على منزل في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة. كما أصيب عدد من الفلسطينيين جراء غارة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية في منطقة اليرموك بمدينة غزة وسط قطاع غزة. وأفيد عن مقتل فلسطينيين اثنين بنيران مسيَّرة إسرائيلية في منطقة قيزان النجار بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقالت مصادر طبية إنَّ "47 فلسطينياً استشهدوا جراء غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم". وأوضحت أن "25 من هؤلاء الشهداء ارتقوا في مدينة غزة وفي مناطق بشمال القطاع". واستأنف الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة في 18 آذار/ مارس الماضي.