
ندوة تكريمية خاصة بـ «الأهرام» للمسلسل وصناعه:«لام شمسية» نموذج راق للدراما الهادفة
محمد السعدى: لا نخشى طرح القضايا الحساسة.. ونؤمن بأن للفن دورا فى التوعية
خيرية البشلاوى: العمل أثبت أن الدراما المصرية قادرة على الصمود والتأثير
كريم الشناوى: أسلط الضوء على شخصيات حقيقية حولنا.. و«المتحدة» دعمت رسالتنا
مريم نعوم: حرصنا على طرح القضية بالشكل السليم.. ولم نتوقع شيئا محددا
بين قضايا مسكوت عنها، وواقع يفرض علينا المواجهة.. جاء مسلسل «لام شمسية» ليزيح الستار عن آلام صامتة، ويضع يده على جراح اجتماعية كثيرا ما تجاهلتها الدراما، وخشيت التطرق إليها. من مأساة التحرش بالأطفال، إلى تبعات الطلاق على الأسرة، ومن الصورة النمطية القاسية لزوجة الأب، إلى صورة أكثر إنسانية وعدلا.. رحلة إنسانية قادها فريق عمل آمن بأن الفن رسالة قبل أن يكون متعة.
فى هذا الإطار، استضافت جريدة «الأهرام» فى ندوة خاصة كوكبة من صناع هذا العمل؛ المنتج محمد السعدى رئيس شركة «ميديا هب» وعضو مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والكاتبة مريم نعوم، والمخرج كريم الشناوى.
أقيمت الندوة بقاعة لبيب السباعى، وسط حضور قامات أدبية وفكرية وإعلامية، وعلى رأسهم الكاتب الصحفى ماجد منير، رئيس تحرير «الأهرام»، الذى استهل اللقاء بكلمة ترحيبية عبّر فيها عن تقديره العميق لهذه التجربة الدرامية الثرية.
وأكد «منير» أن مسلسل «لام شمسية» يمثل نموذجًا راقيا للدراما الهادفة، بوصفها أداة وعى وإيقاظ للضمير المجتمعى، لامجرد ترفيه عابر. وأشاد بقوة الطرح وحساسية المعالجة، مشيرا إلى أن الأعمال التى تواجه المجتمع بصدق هى التى تبقى وتؤسس لحالة من الوعى الذى نحن فى أمس الحاجة إليه.
وفى لفتة تقديرية رمزية، تم إهداء كل ضيف من ضيوف الندوة نسخة نادرة من العدد الأول لجريدة «الأهرام»، عرفانًا بما قدموه من عمل فنى ثرى يمس القضايا الجوهرية للمجتمع.
وعبّر محمد السعدى عن شعوره بالفخر لمشاركته هذه اللحظة داخل مؤسسة «الأهرام»، قائلا: «فخورون للغاية بأننا نلتقى بالمؤسسة، التى نعتبرها صرحًا إعلاميًا ضخمًا. عندما كنت صغيرًا، كنت دائمًا أمر بجانب الأهرام وأشعر بالفخر. هى مؤسسة عظيمة، أى شخص فى مجال الإعلام والصحافة يعرف تمامًا قيمتها. كل من كان له تأثير فى الإعلام المصرى قد مر من هنا، وهذا هو المكان الذى نشعر فيه بالثقل الحقيقى لهذا العمل، لأنه كان محط أنظار الصحافة والميديا».
وأضاف «السعدي» بلهجة مليئة بالامتنان والفخر: «شرف كبير لنا أن نقف هنا، فى هذا المكان العريق، الذى يعد مهد الإعلام فى مصر. وجودنا هنا تتويج لمجهوداتنا، ويشجعنا على الاستمرار فى تقديم أعمال تسهم فى تغيير المجتمع وتحقيق رسائل هادفة».
وأدارت دفة الحوار الكاتبة الصحفية فاطمة شعراوي، التى رحبت بصناع العمل، وأشادت بجرأتهم فى اقتحام منطقة اجتماعية حساسة كثيرا ما تخوف الكثيرون من الاقتراب منها. وقالت: «أسعدتمونا بعمل جرىء، اقتحم واحدة من أكثر القضايا ألمًا بصياغة درامية راقية، بعيدة عن الإسفاف والابتذال، قدمتم دراما هادفة تحترم عقل ووجدان المشاهد».
ثم عبرت الكاتبة الصحفية منى رجب عن سعادتها بالمسلسل، مؤكدة أن العمل نجح فى تقديم تنوع فنى حقيقي، واقتحم بشجاعة منطقة «مسكوت عنها» مثل قضية التحرش بالأطفال.
خيرية البشلاوى
واختتمت كلمتها بسؤال موجه لصناع العمل: بعد نجاح «لام شمسية»، هل تخططون لاقتحام قضايا حساسة أخرى فى أعمال قادمة؟
والتقط «السعدى» طرف الحديث، معبرًا عن سعادته الكبيرة بردود الفعل الإيجابية للعمل. وقال: «نحن مؤمنون بأن الفن لابد أن يكون صوت الناس الحقيقى. ونجاح «لام شمسية» أكد لنا أن هناك جمهورًا يحترم الكلمة الصادقة ويبحث عن الأعمال التى تلمس قضاياه بصدق وإنسانية. بالطبع لن نتوقف، بل نشعر بأن علينا مسئولية أكبر الآن لمواصلة تقديم أعمال تحترم الوجدان وتفتح حوارًا حول قضايا مؤجلة، سنواصل السعى وراء كل قصة تستحق أن تُروى».
وأضاف: «أساس الفن الحقيقى المتعة، ثم يأتى الهدف بعدها، بالطبع نؤمن بأن للفن دورًا فى التوعية وإثارة القضايا، لكن البداية دائمًا تكون فى تلك المساحة الخفية، وداخل الفنان، فى إحساسه العميق بالمسئولية تجاه ما يقدمه. وكل فرد فى فريق العمل كان مدفوعًا بمسئوليته الذاتية، الكاتبة تكتب وفى وجدانها بيتها وابنها وعائلتها، والممثلون أدوا أدوارهم بضمير حي، والمخرج وجّه الجميع بروح مخلصة نحو الصورة الأصدق.»
وفى مداخلة حملت خبرة السنوات ورؤية الناقدة المتمرسة، تحدثت الناقدة خيرية البشلاوى عن «لام شمسية» قائلة: «هذا العمل نموذج مهم فى الدراما الاجتماعية الحديثة، عناصره الفنية جاءت جذابة ومثيرة، قادرة على أن تطرح الأسئلة، وتستفز المشاهد استفزازًا إيجابيًا يحفزه على التفكير والتأمل. نحن نعيش مرحلة صعبة، والدراما تواجه تحديات قاسية، ولكن «لام شمسية» جاء كعمل قوى، يثبت أن الدراما الحقيقية لاتزال قادرة على الصمود والتأثير».
وأشادت بالمخرج كريم الشناوى، قائلة: «استطاع أن يترجم سيناريو مريم نعوم إلى مشاعر وإيماءات صادقة، حتى الطفل الصغير علي، كان اكتشافًا لافتًا، وهذه هى وظيفة الدراما الحقيقية أن تغوص فى الأعماق، وتبحث عن المواهب الفذة».
وأيدت الإعلامية حياة عبدون ما طرحته الناقدة خيرية البشلاوى، مؤكدة أن العمل نجح فى مناقشة قضية الاعتداء الجنسى على الأطفال بوعى واحترام ودون أى ابتذال أو إساءة لصورة الشخصية المصرية.
وأكدت أن تجربة «لام شمسية» تمثل توازنًا مطلوبًا بين الشياكة والرقى من جهة، وبين الطرح الواعى الذى يُثير التفكير ويُحرك النقاش المجتمعى من جهة أخرى.
واقترح الكاتب فتحى محمود، مدير تحرير الأهرام، فتح الباب أمام المواهب الجديدة، حيثُ أثيرت فكرة أن تتبنى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية مبادرة لاحتضان كل مبدع لديه فكرة درامية واعدة.
وعلق محمد السعدى بشغف: «الفكرة عظيمة، لكنها تحتاج إلى مجهود ضخم.. مصر مليئة بالمبدعين، هذا بلد ولاد بحق، ودورنا الحقيقى أن نكتشف هؤلاء الذين لم يحظوا بفرصتهم بعد.
وتابع: «الشركة المتحدة قدمت هذا العام مجموعة من الأعمال المتميزة فى موسم رمضان، كانت مدعومة بورق قوي، ورؤية إخراجية مميزة، وإنتاج حريص على التفاصيل. وكل عنصر فى هذه الأعمال كان حريصًا على احترام عقل ووجدان المشاهد، وأعتقد أن هذا الموسم كان بمثابة خطوة مهمة فى مسيرة الارتقاء بالدراما المصرية».
محمد السعدى يتوسط كريم الشناوى ومريم نعوم
وعندما طُرح سؤال عن مدى وجود تخوفات من مناقشة قضية التحرش بالأطفال، أجابت الكاتبة مريم نعوم: «بشكل شخصي، لم تكن لديّ أى تخوفات من طرح القضية نفسها، بل كنت أشعر بإلحاح حقيقى على أن يتم تناولها. والخوف الوحيد كان من ردود الفعل، كيف سيتفاعلون مع هذا الطرح الصادم؟. ولكن كنا حريصين على أن نخوض المواجهة بشجاعة، وأن نقدم العمل كما يجب أن يكون، لأننا مؤمنون بأن الدراما دورها أن تواجه، لا أن تتوارى. بالتأكيد كانت هناك تخوفات إنتاجية وإخراجية مرتبطة بكيفية تقديم القضية بمسئولية، ولكن الإيمان برسالة العمل كان هو الدافع الأكبر لنا جميعًا».
وردا على تساؤل حول ضرورة تقديم برامج ودراما موجهة للأطفال، خاصة فى ظل نجاح التعاون بين كريم الشناوى ومريم نعوم؟ قال الشناوي:«الدراما بالنسبة لى ليست مجرد قضية، هى حكاية، لا أطرح قضايا بشكل مباشر، بقدر ما أسلط الضوء على شخصيات حقيقية موجودة حولنا، وأرى ان دورنا كمبدعين أن نحلم ونغامر، ونبحث عن المنتج الذى يؤمن بنا ويدعمنا. وهذا ما وجدناه بالفعل مع الشركة المتحدة التى تتبنى الأفكار الجريئة التى تلمس نبض الواقع».
وأضاف:«أنا مؤمن بأن الأصل فى أى سوق فنية هو التنوع... وأن نترك للمشاهد حق الاختيار، وأن نقدم له أعمالا تحترم وعيه ووجدانه. وأشعر بفخر كونى شريكًا فى عمل مهم مثل (لام شمسية)، وأتمنى أن تكون عندنا جرأة أكبر فى تناول القضايا المختلفة، بما يليق بوعى هذا الجيل وتحدياته».
وحول ما إذا كان فريق العمل قد توقع النجاح الكبير الذى حققه المسلسل، قالت الكاتبة مريم نعوم: «لم نكن نتوقع شيئًا محددًا، كنا نعمل بكل تركيز وحرص على طرح القضية بالشكل السليم. لم نكن نضع توقعات مسبقة، وكان لدينا بعض القلق من أن الجمهور قد لايستوعب الفكرة بالشكل الذى نأمل فيه، لكن نجاح المسلسل فى العرض الرمضانى وارتفاع نسب المشاهدة بشكل مفاجئ فاجأنا جميعا».
وأكدت أهمية الدعم من الجهة المنتجة:«أتفق مع كريم فى رأيه؛ كان من الممكن أن تظل هذه الأفكار مجرد أحلام إن لم يكن هناك منتج قوى يساندنا ويدعمنا. والإنتاج كان أحد أكبر عوامل النجاح، حيث إن الشركة المتحدة كمؤسسة كانت تدرك أن الجمهور قادر على تقبل موضوعات كانت فى السابق تعتبر شديدة الحساسية. لم نواجه أى مشكلة مع الرقابة، بل على العكس، كانت هناك استجابة وتفهم من مختلف المؤسسات التى كانت تدرك قيمة العمل ورسالتنا».
ورداً على سؤال لـ «السعدى» «هل شعرتم أن المسلسل أدى بالفعل إلى فتح حوارات مجتمعية حقيقية حول هذه القضايا بعد عرضه»؟
أجاب:«القصة التى قدمناها كانت تحمل حوارًا عميقًا، وقد توقعنا أن يشاهد الناس القضية بحجمها الحقيقي، كان الهدف أن يبدأ الناس فى مناقشة هذه القضايا، وأن يفكروا فى الأسباب الحقيقية وراءها. لابد أن يكون لدى المجتمع فكرة التنوع والقدرة على التفكير خارج الصندوق. وبالفعل، بعد عرض المسلسل، بدأنا نلاحظ فتح حوارات مجتمعية حقيقية حول هذه القضايا، وهو ما تحقق بشكل ملموس بعد تكريمنا من وزارة التضامن الاجتماعي. وهذا كان هدفنا الأساسى، أن يكون للعمل تأثير طويل الأمد، وأن يثير نقاشات حقيقية تسهم فى نشر الوعى. وهناك مسلسلات تنتهى بمجرد عرضها، ولكننا كنا حريصين على البحث عن ماذا بعد المسلسل، وكيف يمكن أن يسهم فى خلق تغيير حقيقى فى المجتمع.»
وتحدث السعدى عن كيفية التعامل مع الطفل على البيلى واستيعابه للقضية، حيث قال: «كنا حريصين وقريبين منه طوال الوقت، وحرصنا على أن يفهم القضية بشكل سليم دون أن يتأثر نفسيًا بها. وكنا معه لحظة بلحظة، وكان لدينا خوف أيضًا من تأثير الشهرة عليه، وهو ما يعرف بهوس الشهرة. لذلك، قدمنا له الدعم اللازم فى كل لحظة، وحتى الآن لانتوقــــف عن الســؤال عنه والاطــمئنان عليــه بين الحين والآخر».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدولة الاخبارية
منذ 2 ساعات
- الدولة الاخبارية
محمد شاهين ضيف الراديو بيضحك مع فاطمة مصطفى على 9090 اليوم
الخميس، 22 مايو 2025 02:21 مـ بتوقيت القاهرة يحل الفنان محمد شاهين ضيفاً على برنامج الراديو بيضحك مع الإعلامية فاطمة مصطفى الليلة خلال حلقة تذاع في الساعة الـ 5 وحتي الـ 7 مساء، وهي الحلقة الذى يتطرق فيها شاهين إلى كواليس دوره الأخير في مسلسل "لام شمسية" . إذ جسد شاهين دور وسام الذى اعتبره الكثيرون سواء من الممثلين أو الجمهور والنقاد أفضل أداء في دراما رمضان 2025 بعدما لعب محمد شاهين الدور باحترافية شديدة لدور مركب وصعب . وكان مسلسل لام شمسية تصدر قائمة الأكثر شهرة على منصة watch it، بعد عرضه في رمضان الماضى، وتتوفر على منصة watch it كل حلقات مسلسل لام شمسية. مسلسل لام شمسية من تأليف مريم نعوم ورشة سرد وإخراج كريم الشناوى وإنتاج شركة ميديا هب – سعدي وجوهر، وبطولة أمينة خليل، أحمد السعدنى، محمد شاهين، يسرا اللوزى، أسيل عمران، ثراء جبيل، صفاء الطوخى، ياسمينا العبد، الطفل على البيلى، فاتن سعيد، يارا جبران، مصطفى عسكر وضيوف الشرف على قاسم، كمال أبو رية، محمد عبده، إسماعيل شرف. برنامج الراديو بيضحك يذاع من عام 2018 وعلى مدار 8 سنوات استطاع البرنامج أن يستضيف أكبر وأهم النجوم على الساحة مثل كريم عبد العزيز، أحمد السقا، محمد رمضان، أحمد العوضي، فيفي عبده.

مصرس
منذ 14 ساعات
- مصرس
هذا أنا مذكرات صلاح دياب: حكاية جورنال اسمه «المصرى اليوم» (الحلقة الثالثة)
لمذكرات المهندس صلاح دياب، مؤسس «المصرى اليوم»، والتى تحمل عنوان «هذا أنا»، قيمة خاصة بالنسبة لنا، وقد سعينا هنا فى «المصرى اليوم» لنشر أجزاء من فصولها فى هذه الحلقات، بالاتفاق مع ناشر الكتاب «الدار المصرية اللبنانية»، ومحمد رشاد، رئيس مجلس إدارتها.. القيمة الخاصة مصدرها أن «دياب» يسرد فى قلب هذه المذكرات وبالتفصيل، قصة ميلاد جريدتنا، منذ كانت فكرة فى عقله، وكيف نقل الحماس بشأنها إلى مجموعة مختارة من المقربين له فى أوساط العائلة، وزملاء البيزنس والعمل العام.يكشف صلاح دياب، فى فصول أخرى وبكل جرأة وشفافية، طبيعة التحديات والأزمات التى واجهها فى مشواره وكيف وصلت حد دخوله السجن مرتين. ويكتب أيضًا عن تاريخه الشخصى والعائلى، بسردٍ شيقٍ يخلط التاريخ بالسياسة بوقائع الحياة الاجتماعية فى القاهرة والشرقية والبحيرة، وخارج البلاد.صاحب المذكرات لا يسعى لتجميل مشواره والتركيز على محطات النجاح فقط، بل يستغرق فى هناته وأخطائه، وما أكثرها، بكل جرأة، منذ كان طالبًا مشاغبًا فى الفنية العسكرية، ثم كلية الهندسة، متنقلًا بين مشاريعه والمجالات التى نجح فيها، لافتًا إلى أنه ينطبق عليه القول الشائع: «صاحب سبع صنايع».. وربما أكثر.يركز «دياب»، فى كتابه، على وصفاته وخبراته فى الجرأة والإقدام.. واختيار الوقت السليم للتوسع فى الأعمال، لكنه يُرْجِع جزءًا مهمًا من نجاحاته وتألقه إلى «تقاطعات» وصدف وأقدار أتت فى طريقه.. واستغلها بشكل جيد، فيقول عن ذلك: «جاءت حياتى ورحلتى كسلسلة متصلة من التقاطعات، وما وصلت إليه وما أصابنى من محن كان نتيجة تقاطعات من نوع آخر. تقاطعات لم أدبر لها ولم أستطع التحكم فيها، لكنها جاءتنى بغتةً، هذه التقاطعات يسمونها استسهالاً (صُدف) لكننى أعتقد أنها أقدار ربانية مرسومة...».بالطبع، يصعب التقديم، أو الاقتباس، من مذكرات شاملة لشخص، حياته ثرية بالمواقف والذكريات والعلاقات. حاولنا اختيار عدد من العناوين التى تضمنتها المذكرات، دون أن نستكملها. هى متاحة كاملة فى الكتاب الموجود فى دار النشر والمكتبات الكبرى.إقالة مجدى مهنا من «الوفد» وراء إصرارى على شراء ترخيص جريدة «الزمان» في 2003«حزنت وأحسست بذنب وتأنيب ضمير لأننى كنت وراء كل ما حدث للصديق مجدى مهنا. عند تلك اللحظة بالضبط تحركت لإصدار جريدة خاصة، واتفقت مع مجدى على أن يرأس تحريرها»■ ■ ■ ■لم تكن «المصرى اليوم» وليدة تلك اللحظة التى اتخذت فيها قرارًا بتأسيسها، بل لعلى أسستها فى خيالى لسنوات قبل ظهورها على أرض الواقع.القصة بدأت فى خمسينيات القرن العشرين، حين وُلدت وشببت فى بيت تحتله الصحف والكتب، فأينما وليت وجهى وجدت ظرفًا به صحف، أو مجلدات لصحف قديمة، أو أوراق كُتب عليها «الجهاد».الصحف فى كل مكان.. فى المكتب، فى الصالة، فى غرفة النوم، فى الأدراج، على الأرائك، فوق سفرة الطعام. حين فتحت خزانة جدى توفيق وجدت مجموعة من الصور الفوتوغرافية لمناسبات وحفلات كلها فى مبنى جريدة «الجهاد»، لم أكن حينها أعلم ماهية «الجهاد»، فسألت: «لماذا أجد كلمة الجهاد فى كل مكان؟».الإجابة: «الاسم يعود لجريدة امتلكها جدك توفيق دياب، وكانت الجريدة الأهم فى مصر فى الثلاثينيات، وقد ظلت كذلك حتى إغلاقها فى سنة 1938م».هذه الخلفية أشعرتنى بالفخر، خصوصًا حين علمت أن «الجهاد» كانت تتجاوز توزيع جريدة «الأهرام» وقتئذ، لكن مُلاك الأخيرة آل تقلا كانوا «شوامًا»، يتقنون فنون التجارة والإدارة والتسويق من حيث مراقبة الأرباح وتدقيق الحسابات.شببت عن الطوق. كبرت، وكبرت معى قصة «الجهاد»، وأظنها استقرت فى عقلى الباطن، وانتظرت الوقت المناسب لتخرج فى صورة ذلك المشروع الذى يحمل اسم الأسرة، وفى القلب منها ذكرى جدى؛ لاستعادة جهد وجهاد لا ينبغى أن نهمله؛ لذلك جاء التفكير فى إصدار «المصرى اليوم» أمرًا طبيعيًا يخلو من أى غرابة على رجل مثلى عاش هذه البيئة، ويحمل ذلك الحلم.«المصرى اليوم».. والصدفةفى أحد الأيام سنة 2002م جاءنى الصحفى حسين الشاعر يعرض علىَّ شراء رخصة صحيفته التى كانت تحمل اسم الزمان، وطلب مقابل ذلك 600 ألف جنيه، فرأيت أن المبلغ فيه مبالغة، ولذلك صرفت النظر عن الموضوع.بعد ذلك بفترة، وفى إحدى جلساتى فى «الوفد»، تحدثت إلى الدكتور نعمان جمعة، رئيس الحزب حينئذ، وقلت له شاكيًا، غاضبًا: «أنا أول مصرى يدخل منافسًا للأجانب فى خدمات البترول، وكنت أبذل جهدًا هائلًا فى عملى كاد أحيانًا أن يجعلنى على شفا الانتحار، أجتهد وأنافس لأحقق ربحًا متواضعًا، ثم فجأة أجد شخصًا لا علاقة له بالبترول من قريب أو بعيد يقوم بإنشاء محطة للتكرير»؟!كان أحد رجال الأعمال وقتها قد أنشأ محطة لتكرير البترول، وأدخل معه هيئة البترول شريكًا بحصة 40٪ ودفعت له مليارًا ونصف المليار دولار، ثم دفعت الدولة مبلغًا آخر لتزيد حصتها إلى 60٪، كل ذلك دون مناقصات أو مزايدات، بل دون علم بحقيقة التكلفة، ومع الوقت دخل البنك الأهلى شريكًا، وخرج مؤسس الشركة بعد أن حصل على مليارات الدولارات، أضعاف تكلفة التأسيس، وذلك حتى قبل بدء المشروع. استفزتنى تلك القصة، والتى لم تكن قد خرجت للعلن بعد. وجدت الدولة التى تلجأ للخصخصة هى نفسها التى تدفع مليارات لرجل أعمال لتحول شركته الخاصة إلى القطاع العام، ولم أفهم سبب التوجه للعمعمة بدلًا من الخصخصة.طلبت من الدكتور نعمان جمعة أن يثير تلك القضية الخطيرة على صفحات جريدة «الوفد»، فقال لى: «لو أثرنا تلك القضية فإن الأمر لن يمر على خير، بل أتوقع تصفية جسدية لمن سيفتح الموضوع».كعادتى لم أستسلم، فاتصلت بالصديق مجدى مهنا، رئيس تحرير جريدة «الوفد» وقتذاك. كنت أثق فى نقائه وشجاعته، وأعطيته المعلومات التى تعضد وجهة نظرى فى تلك القضية المثيرة للاستفزاز. لقد رأيت عوارًا فى إجراءات انتقال الملكية للدولة بهذا الأسلوب، فكيف لشركة قطاع خاص أن تنقلب إلى قطاع عام بهذه البساطة، ويحقق مؤسسوها أرباحًا بهذه الضخامة؟وبالفعل تناول مهنا الموضوع فى 6 مقالات نارية نُشرت فى «الوفد» اليومية، آخرها مقال أكد فيه أن الأمر نفسه يكاد يتكرر فى شركة أخرى مملوكة لرجل الأعمال نفسه!بعدها حدث ما حذر منه الدكتور نعمان، فلم يمر شهر على النشر حتى أُجبرت الجريدة على إقالة مجدى مهنا!حزنت وأحسست بذنب وتأنيب ضمير لأننى كنت وراء كل ما حدث للصديق مجدى. عند تلك اللحظة بالضبط تحركت لإصدار جريدة خاصة، واتفقت مع مجدى مهنا على أن يرأس تحريرها. اشتريت ترخيص جريدة «الزمان» وبدأنا- أنا ومجدى مهنا- إجراءات الإصدار فعليًا فى سنة 2003م. اتخذنا مقرا مؤقتًا للجريدة بالمهندسين، إلى أن توفر مكان أفضل بجاردن سيتى، كان عبارة عن طابق أرضى مساحته 400 متر تقريبًا.بدأ «مهنا» بتكوين فريقه، وخرجت عشرة أعداد تجريبية، لكننى- فى الحقيقة- لم أعجب بها على الإطلاق. كانت أشبه بمدرسة «روز اليوسف»، ولم أكن أريد للصحيفة الجديدة أن تكون تقليدًا لشىء موجود بالفعل. لم يكن ذلك ما تمنيته، لا من حيث الفكرة ولا المضمون، ولا الشكل. شعرت بأنها قد تكون جريدة جديدة، ولكن بثياب قديمة.استشرت أصدقائى المقربين من ذوى الخبرة الصحفية، وعلى رأسهم الصحفى الكبير الراحل صلاح منتصر، واتفقوا معى على أن الأعداد الزيرو- أى التجريبية- ليست مُرضية ولن تضيف جديدًا، ولا ترقى لميلاد صحيفة قوية ومتفردة قادرة على الحياة والمنافسة.وفى تلك الفترة، وقعت عيناى مصادفة على مجلة شهرية اسمها «كايرو تايمز» تصدر باللغة الإنجليزية، وجدتها مختلفة فى الشكل والمضمون، فسعيت للتعرف على ناشرها هشام قاسم. ذهبت إليه فى مكتبه فى «جاردن سيتى». عرضت على قاسم أن ينضم ل«المصرى اليوم» ناشرًا، فاشترط أن يجلس أولًا مع مجدى مهنا، رئيس التحرير، وبعدها يقرر الرفض أو القبول.كانت السياسة التحريرية فيما يخص الشؤون الخارجية هى نقطة الخلاف الكبرى بين الرجلين. صار احتدام النقاش بينهما أمرًا معتادًا، وقد حاولت تقريب المسافات بينهما دون جدوى.الحق أننى انحزت لرؤية هشام قاسم، رأيت أن أفكار «مهنا»- مع حبى وتقديرى له- لا تتناسب مع طبيعة المرحلة، فحسمت أمرى فى هذا الاتجاه، وسألت قاسم: إذا كان عدم اتفاقك مع مجدى مهنا نهائيًا ولا رجعة فيه، فما الحل؟ هل ترغب فى أن يترك رئاسة التحرير وتتولى أنت مكانه؟ كانت إجابته مفاجئة لى: لا.. طلباتى أصعب من هذا بكثير، فليرحل مجدى مهنا ومعه فريقه كاملًا، المكون من 200 صحفى.صدمنى ذلك الطلب. الحق أننى خشيت معاداة 200 صحفى دفعة واحدة، هم بالتأكيد ليسوا من عوام الناس، فبإمكانهم استهدافى بأقلامهم، لكن بعد تردد حسمت قرارى بالاستغناء عن فريق العمل بالكامل، بعد ثلاثة أشهر فقط؛ لذلك تم تعويضهم ماديًا ومعنويًا ليتقبلوا بمحبة ومودة اعتذارنا لهم عن عدم الاستمرار.أما مجدى مهنا، فكما عهدته فارسًا فى مهنته وأخلاقه. لم ينعكس اختلافنا فى الجريدة على علاقتنا الإنسانية، واتفقنا على أن يكون له عمود يومى فى الصفحة الأخيرة للجريدة باسم «فى الممنوع». وصار ذلك العمود أيقونة «المصرى اليوم» إلى أن رحل صاحبه، لكننى مازلت أحتفظ بصورة خاصة له فى مكتبى تذكرنى دائمًا به.بعد مجدى مهنا صار علينا البحث عن رئيس تحرير. اقترح هشام قاسم اسم أنور الهوارى الذى كان يعمل وقتئذ فى «العربية» السعودية، وأجرينا معه اتصالًا تليفونيًا، فوافق على رئاسة التحرير.بدأ رئيس التحرير الجديد العمل بحماس شديد، وكان من السهل عليك أن تتلمس موهبته، فهو يمتلك بلاغة لافتة، حتى إننى قلت له ذات مرة: «لم أقرأ فى حياتى أسلوبًا أقرب إلى أسلوب توفيق دياب من أسلوبك أنت».كنت أقصد بذلك لغته الخطابية، وجمله القوية، فى مقاله الذى بدأ فى نشره بالصفحة الأخيرة من «المصرى اليوم» مقابلًا لمقال مجدى مهنا.وفى السابع من يونيو 2004م، صدر العدد الأول من «المصرى اليوم»، وقد تسبب هذا العدد الافتتاحى فى ضجة كبرى، فقد كان مانشيت الصفحة الأولى: «وزراء يدمرون مصر»، مصحوبًا بصور أكبر وأهم أسماء فى البلد وقتها: صفوت الشريف، وكمال الشاذلى، ويوسف والى... وغيرهم.فجَّر أنور قنبلة أحدثت دويًّا صاخبًا سمعه الجميع، وكان ذلك- فى تصورى– هو المطلوب لصحيفة تعلن عن صدورها لأول مرة، وها هى تقول للجميع: ها نحن قادمون، أقوياء ومستقلون، فى وقت كان قارئ الصحف القومية والحزبية قد سئم الإصدارات اليومية الرتيبة التى كانت تسبح بحمد النظام صباحًا ومساءً.مرت الأيام دون أن نحصل على أى من الإعلانات التى كنا ننتظر قدومها بفارغ الصبر، وفجأة حصلنا على الإعلان اليتيم الأول. كان من شركة الأهرام للمشروبات، التى لها بالطبع أن تعلن عن منتجها، ونحن لسنا إلا مجرد وسيلة نشر. لم ندعُ أحدًا لتناول ما تنتجه الشركة. هكذا تناقشنا فى الأمر، لاسيما أن مجلة «روز اليوسف» القومية قبلت الإعلان نفسه، لكن «الهوارى» رفض نشر الإعلان، بالرغم من أن هذا خارج اختصاصه تمامًا؛ فالإعلانات شأن من اختصاص إدارة الجريدة، ولا دخل لرئيس التحرير بها.عندما أقنعناه غصبًا– بطلوع الروح– على القبول، نشره بالفعل، وبخبث شديد وضع أسفله مباشرة فى نفس الصفحة الأخيرة صورة للحجيج بمكة يوم عرفة، ومكتوبًا عليها: «الحجيج يسجدون على عرفات»!كان ذلك بالمصادفة هو يوم وقفة عرفات. تخيّل إعلان مشروبات روحية تحته صورة للحجيج فى عرفة! كان الأمر صادمًا للكثيرين، وغضبة القراء أصعب علينا من غضبة المسؤولين، فأخطر ما تواجهه أى صحيفة– خاصة لو كانت ناشئة– فقدان ثقة القراء.كان أمرًا مستفزًا، فجَّر ردود أفعال وتعليقات غاضبة رهيبة ضدنا، توحى بأن القائمين على هذه الجريدة مجموعة من الكفرة الملحدين، يروّجون لنشر الرذيلة فى البلاد!فعل «الهوارى» هذه الفعلة الكارثية، وسافر بعدها مباشرة إلى الكويت ملبيًا دعوة هناك، وعندما عاد استدعاه كامل دياب، رئيس مجلس إدارة الجريدة فى ذلك الوقت، حيث أعفاه من منصبه، بالرغم من أن تعاقده معنا كان لمدة عام، ولم يقضِ منه سوى سبعة أشهر، ومع ذلك التزمنا بكل مستحقاته حتى نهاية العام.مرحلة جديدة مع «الجلاد»بعد رحيل «الهوارى» جلسنا لاختيار رئيس تحرير جديد. اقترح هشام قاسم اسم مجدى الجلاد، مدير التحرير وقتها، ووصفه بأنه «رجل صنايعى وحرفى ماهر».قبلنا التجربة، أو قل المغامرة. جاء «مجدى»، وراقبت طريقة عمله. فأبلى بلاءً حسنًا، وارتفع توزيع الجريدة وانتشرت بصورة غير مسبوقة، وكان الدكتور أحمد محمود مديرًا للإخراج الصحفى. الحقيقة كان للجريدة فريق متميز تحريريًا وفنيًّا لم تشهده جريدة من قبل.لكن مع الوقت بدأت تواجهنا مشكلة جديدة من نوعها، فبعد أن صار «الجلاد» نجمًا، بدأت تجذبه القنوات التليفزيونية فى إعداد البرامج والإشراف عليها، إلى أن قام بعدها بتقديم برنامج تليفزيونى بنفسه.هنا بدأت العثرات وخلط الأوراق، إذ كيف لرئيس تحرير أن يكون مذيعًا فى برنامج تليفزيونى؟ خاصة إذا كان فى قناة لا علاقة لها بالصحيفة التى يترأس تحريرها، بل قد يكون هناك خلاف فى توجهاتها عن الجريدة التى يديرها!ظل هذا الخلاف عالقًا حتى قرر صاحب القناة التى يعمل بها «الجلاد» تأسيس صحيفة «الوطن»، حيث أغرى الأخير ليتولى تأسيسها ورئاسة تحريرها.اقتربت من جميع رؤساء التحرير الذين عملوا فى الجريدة على مدار عمرها. فبعضهم حافظ على شخصية الجريدة «المستقلة»، مدركين شخصيتها وهويتها وخطها التحريرى، وبعضهم مال بها قليلًا هنا أو هناك. مع ذلك نقدر حجم الضغوط التى يتعرضون لها فى سبيل صدور صحيفة يومية مختلفة.اسمحوا لى أن أضرب مثالًا على تلك المرات التى تدخلتُ فيها مخاطبًا القارئ، عندما وجدت أن هناك بوادر انحراف مهنى ل«المصرى اليوم» عن الخط الذى ارتضيناه لها منذ تأسيسها. كان ذلك فى سنة 2016م، فى الأزمة الشهيرة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية بسبب دخول بعض رجال الأمن النقابة للقبض على بعض الصحفيين.كتبت فى ذلك مقالًا تحت عنوان: «رسالة من مؤسس المصرى اليوم»، قلت فيه:على مدى اثنى عشر عامًا، منذ خرجت «المصرى اليوم» إلى النور، لم أجد دافعًا، ولا ضرورة تستدعى مخاطبة القارئ مباشرة، رغم ما كان فى هذا الزمن من تقلبات وأحداث جسام.كان هناك الكثير من التشاور، وكان هناك ما هو أكثر من النقاش، ولكن قرار النشر كان دائمًا فى يد رئيس التحرير، والمجموعة الممتازة التى تعاقبت على عملية التحرير طوال دستة من السنوات.وللأسف، ولعله كان سببًا فى هذه المداخلة، أرى أن «المصرى اليوم» خرجت عن خط هذه المبادئ التى ارتضيناها هدى ومرشدًا للعمل، فى متابعة الأزمة الأخيرة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية.فمن ناحية التغطية، تداخلت الجريدة مع النقابة، وتبنت مواقفها بالكامل دون نقد، وبنت مواقفها التحريرية اعتمادًا على موقف طرف واحد، واستنادًا إليه بالحجب أو بالتصريح، ومن ناحية أخرى اتخذت مواقف سياسية ليست من صميم عملها أو مهنيتها بالمطالبة بتغيير وزير، أو طلب اعتذار من الدولة.باختصار، إن الجريدة دخلت فى مواقف وتصرفات هى فى جوهرها واجب الأحزاب السياسية، ومجلس النواب، والأجهزة القضائية فى الدولة. مثل هذا الخلط بين أدوار الأجهزة والمؤسسات هو واحد من الأمراض السائدة التى لم يكن على «المصرى اليوم» الوقوع فيها.مثل هذا الخطأ، أتمنى ألا نكرره مرة أخرى، وعلى العكس، فإن تمسك «المصرى اليوم» باستقلاليتها ومهنيتها واجب اليوم أكثر من أى وقت مضى؛ فمصر تمر بمرحلة لا تتحمل المزايدات، أو خلط الأدوار والأوراق، وإنما السعى الحثيث والسريع لبناء الوطن ورفعته، ويبقى انحيازنا الوحيد للقارئ والحق.البحث عن أنيس!خالى كامل دياب كان أول من بارك المشروع وأيده؛ فارتحت نفسيًا وازداد اطمئنانى، فقد عمل فى شبابه فى إدارة جريدة «الجهاد» إلى جوار والده توفيق دياب. أشفقت عليه وعلى نفسى من تحمل كامل الحمل المالى، فبدأت البحث عن شركاء آخرين.طلبت من ابن خالتى وأخى أكمل قرطام الانضمام إلى التجربة الصحفية، فوافق على الفور. أكمل مثقف، محترم، وله مشروعات خيرية وإنسانية متعددة، ولا يرفض لى طلبًا، ثم عرضت الأمر على كل من الدكتور أحمد بهجت- رحمه الله- والمهندس نجيب ساويرس، فوافقا على الشراكة.عرضت على كل شريك نسبة 10٪ كما ينص قانون تنظيم الصحافة، ومنحت أحد الشباب من الذين يعاونوننا، وهو من أصدقاء ابنى «توفيق»، حصة مقدارها 5٪ من أسهم الجريدة، مقابل جهده الذى بذله معنا. هذا الشاب هو شريف عبدالودود، الذى صار عضوًا منتدبًا للمؤسسة بعد استقالة هشام قاسم.نفس الشىء كررته مع شاب يعمل فى مجال الدعاية والإعلان اسمه طارق الشناوى، وهو بالطبع غير الناقد السينمائى المعروف. صارحت الشابين بألا يتوقعا مردودًا، فهذا مشروع غير هادف للربح، وأن منحهما أسهمًا ما هو إلا وسيلة لتنفيذ القانون الذى لا يسمح بأن تزيد نسبة كل مساهم وعائلته على 10٪ من مجموع الأسهم.حرصنا- كما قلت- ونحن نؤسس الجريدة على الفصل بين الإعلان والتحرير، كما تؤكد قواعد المهنة ومواثيق الشرف، حتى لا نخلط الأوراق. تعاقدنا مع وكالة برومو ميديا التى يمتلكها نجيب ساويرس، ويديرها أمجد موسى صبرى. كانت العلاقة جيدة، والإعلانات منتظمة، والأقساط تأتى فى موعد سدادها. كان «أمجد» يديرها بطريقة محترفة وذكية. وفى مرحلة ما، قرر أحد الشركاء تأسيس حزب سياسى ليبرالى باسم «المصريين الأحرار» بعد انتفاضة يناير 2011م. كان عليه استقطاب الميديا والإعلام بأنواعه المختلفة، وهنا أسند وظيفة العضو المنتدب لوكالة الإعلان إلى إيهاب طلعت.الشريك الأساسى فى الجريدة كان المهندس نجيب ساويرس، وهو- بالرغم من رحلته التعليمية فى المدارس الألمانية والأمريكية- لم يتخلَّ يومًا عن طابعه الصعيدى. يتجلى هذا الطابع فى مواقفه التى تتسم بالشهامة، مع كل أزمة أو مشكلة تعرض لها أحد، ولا أنسى أنه قام بتوجيه الجريدة لتذكر فى ترويستها جملة «أسسها صلاح دياب» عند تعرضى لمحنة.ولكن فى الوقت ذاته، هناك وجه آخر لطابعه الصعيدى، يظهر بوضوح حين يغضب، حيث يتحول إلى نفس الصعيدى القُح، وكما يقول هو عن نفسه: «أنا مَيدَّفنليش ميت»!ولابد من تذكر دور الدكتور أحمد بهجت- رحمه الله- وكرم أخلاقه، فأنا لم أجد منه إلا كل نبل وشهامة فى معاملاته معى، رغم كل ما عاناه من الدولة، فإنه لم يتأخر على «المصرى اليوم» فى شىء، سواء بالأموال أو المواقف أو التوجيهات.ولا يختلف المهندس أكمل قرطام عن الدكتور أحمد بهجت فى النبل، فهو أخى الأصغر، وتلميذى، ولم يخذلنى يومًا فى شىء طلبته، بل دائمًا أجده بجوارى فى المُلمات، وما أكثرها!.


وضوح
منذ 18 ساعات
- وضوح
النتائج النهائية للجوائز الفنية ضمن احتفالية 'ميديا آيدول'
كتب- إبراهيم عوف أعلن الإعلامي محمد بدر رئيس وكالة eama الإعلامية، المنظمة لاحتفالية «ميديا آيدول» عن انتهاء تصويت السادة الأساتذة أعضاء هيئة التدريس في كل من رعاة الاحتفالية: معهد النقد الفني بأكاديمية الفنون التابعة لوزارة الثقافة المصرية وكلية الإعلام الجامعة الحديثة mti وكلية الإعلام جامعة السويس لاختيار أفضل الفنانين الذين شاركوا في موسم رمضان 2025. وأشار بدر إلى أن الاحتفالية ستقام بإذن الله يوم السبت 31 مايو الجاري بمسرح نهاد صليحة بالفرع الجديد لأكاديمية الفنون في منطقة الهرم برئاسة شرفية لكل من: الأستاذ الدكتور سامي الشريف وزير الإعلام الأسبق وعميد كلية الإعلام الجامعة الحديثة، والأستاذ الدكتور أشرف جلال عميد كلية إعلام جامعة السويس، والأستاذ الدكتور هشام جمال نائب رئيس أكاديمية الفنون؛ نيابة عن الدكتورة غادة جبارة رئيس الأكاديمية والدكتور وليد شوشة عميد معهد النقد الفني لسفرهما لأداء فريضة الحج. وأكد بدر على ان هذه الاحتفالية تمثل اول جائزة متخصصة من اختيار الأساتذة الأكاديميين لصناع الإعلام في مصر وتشمل هذه الجوائز: صناع المسلسلات وصناع البرامج بفئاتهم الخمسة وفقا لقانون نقابة الإعلاميين: التقديم والإخراج والتحرير والاعداد والمراسلة، وكذلك الحملات الإعلانية والتي تزدهر في موسم شهر رمضان. وأضاف بدر ان التصويت جاء على مرحلتين: الأولى ترشيح مبدئي لاختيار الطلبة منه او إضافة أسماء مرشحة من اختيارهم وعددهم حوالي ألف طالب من الجهات الراعية الثلاثة، ثم تم تصفية أعلى الأصوات لوضعها في رابط للتصويت من قبل الأساتذة والمعيدين والبالغ عددهم 55 دكتور من كليات الإعلام والمعاهد الفنية. وكشف الإعلامي محمد بدر عن النتيجة النهائية لجوائز رمضان 2025 ذات التصنيفات الجديدة على الوسط الإعلامي حيث جاءت كالتالي: 1. أفضل مسلسل اجتماعي طويل 30 حلقة: مسلسل «وتقابل حبيب» إنتاج تامر مرسي 2. أفضل مسلسل اجتماعي قصير 15 حلقة: مسلسل «لام شمسية» إنتاج محمد السعدي 3. أفضل مسلسل suspense – تشويق وخيال –: مسلسل «المداح أسطورة العهد» ج 5 إنتاج أنور صادق صباح 4. أفضل مسلسل كوميدي: «اشغال شقة جدا» إنتاج عبد الله أبو الفتوح 5. أفضل مسلسل تاريخي: «معاوية» إنتاج ام بي سي استوديوز 6. أفضل مسلسل اطفال: «انه رسول الله» ج 2 إنتاج: ايادي المستقبل ونور ميديا 7. أفضل مخرج: كريم الشناوي 8. أفضل سيناريست: عمرو محمود ياسين 9. أفضل ممثلة دور محوري (اول اسم على التتر): ياسمين عبد العزيز 10. أفضل ممثل دور محوري (اول اسم على التتر): مصطفى شعبان 11. أفضل ممثلة دور رئيسي: سهر الصايغ 12. أفضل ممثل دور رئيسي: احمد مالك 13. أفضل ممثل دور محوري suspense: ياسر جلال 14. أفضل ممثلة دور رئيسي suspense: غادة عادل 15. أفضل ممثل دور رئيسي suspense: خالد الصاوي 16. أفضل ممثلة دور محوري كوميدي: دنيا سمير غانم 17. أفضل ممثل دور محوري كوميدي: هشام ماجد 18. أفضل ممثلة دور رئيسي كوميدي: أسماء جلال 19. أفضل ممثل دور رئيسي كوميدي: مصطفى غريب 20. أفضل ممثلة دور مساعد: ثراء جبيل 21. أفضل ممثل دور مساعد: محمد شاهين 22. أفضل ممثلة دور رئيسي جراندات – قديرة -: انتصار 23. أفضل ممثل دور رئيسي جراندات – قدير -: محمود حميدة 24. أفضل ممثلة دور مساعد جراندات – قديرة -: سلوى عثمان 25. أفضل ممثل دور مساعد جراندات – قدير -: محمود عزب / مسلسل قلبي ومفتاحه 26. أفضل ممثلة شابة: منة عرفة 27. أفضل ممثل شاب: محمود عمرو ياسين 28. أفضل ممثلة صاعدة: تقى حسام / قلبي ومفتاحه 29. أفضل ممثل صاعد: يوسف رأفت / مسلسل سيد الناس 30. أفضل ممثلة طفلة: سليا محمد سعد / النص وكامل العد++ 31. أفضل ممثل طفل: علي البيلي / لام شمسية 32. أفضل ممثلة عربية – اول عمل تلفزيوني مصري: اسلام مبارك / السودان 33. أفضل مخرج – أول عمل تلفزيوني: كوثر يونس 34. أفضل ممثلة دور خاص نسائي: مريم عادل الجندي / شخصية «نعمة» مسلسل منتهي الصلاحية 35. أفضل ممثل دور خاص رجالي: مينا أبو الذهب / شخصية «عبيد» مسلسل ولاد الشمس 36. أفضل مطربة ممثلة: نيكول سابا 37. أفضل مطرب ممثل: محمد دياب 38. أفضل اغنية تتر بداية: بهاء سلطان / ولاد الشمس 39. أفضل اغنية تتر نهاية: خالد سلطان / حكيم باشا 40. أفضل موسيقى تصويرية score: عادل حقي / وتقابل حبيب 41. أفضل مهندس صوت: يوسف الميهي / لام شمسية 42. أفضل مونتير: عمرو عاصم / وتقابل حبيب 43. أفضل مؤثرات بصرية VFX: شركة اروما استوديوز: تامر مرتضى ومحمد فهمي سليمان / جودر ج2 44. أفضل تصميم تتر: شركة اوكتبوس استوديو: ياسر عزمي / لام شمسية 45. أفضل مدير تصوير: احمد زيتون / وتقابل حبيب 46. أفضل مصمم ديكور: احمد عماد ميدا / مسلسل النص 47. أفضل مصمم أزياء: منى التونسي / جودر ج2 48. أفضل مكياج: آية راضي / المداح ج 5 49. أفضل مؤثرات المكياج الخاصة SFX: اسلام اليكس / المداح ج5 والنص و جودر ج2 50. أفضل كوافير: حسن الكرزلي / لام شمسية 51. أفضل مساعد اخراج لاختيار الممثلين casting: احمد اسماعيل / منتهي الصلاحية و وتقابل حبيب و ولاد الشمس وحكيم باشا و جودر ج2 52. أفضل برنامج ديني: نفوس / مصطفى حسني 53. أفضل برنامج مقالب كوميدية: رامز ايلون مصر / رامز جلال 54. أفضل حملة إعلانية: «اتصالات إي اند» الدنيا فيها اكتر / شركة ميديا هب اخراج مروان حامد 55. أعلى قناة من حيث نسبة المشاهدة: قناة ام بي سي مصر – محمد عبد المتعال واختتم محمد بدر الرئيس التنفيذي لاحتفالية «ميديا آيدول» حديثه بأن اختيار أكاديمية الفنون هذا الصرح الفني الكبير لإقامة الاحتفالية كونها منبر صناع الفن والمبدعين في كل الوطن العربي وهي رمز لأي فنان درس وترعرع بين اروقتها وحين يعود لها الان ليستلم جائزة تفوقه بشهادة من أساتذته هو في حد ذاته مصدر فخر وعرفان بكل تأكيد. الجدير بالذكر ان احتفالية «ميديا آيدول» هي بمثابة عيد الفنانين والإعلاميين في مصر وانه سيتم خلال الأيام المقبلة الإعلان عن جوائز أفضل اعلامي على مدار 2024/2025 وسيتم توزيع جوائز الإعلاميين مع جوائز الفنانين في نفس اليوم.