logo
إفطار رمضان في مدرسة ألمانية يثير نقاشا حول الحياد الديني

إفطار رمضان في مدرسة ألمانية يثير نقاشا حول الحياد الديني

Independent عربية٢٤-٠٣-٢٠٢٥

أثارت رسالة بعثتها مدرسة "زوكماير" في حي نويكولن ببرلين جدلاً، إذ جاء في فيها أن "المدرسة تدعو طلاب الصف السابع إلى حضور إفطار رمضاني يوم الـ 28 من مارس (آذار) الجاري"، وأن "الجميع ملزم بالحضور حتى أولئك الذين لا يعتنقون الإسلام"، بحسب صحيفة "بيلد" الألمانية.
ووفق الصحيفة فقد "تضمنت الرسالة طلباً من المدرسة بأن يحضر التلاميذ معهم الطعام للمشاركة في الإفطار، وأن حضور الطلاب لهذا الحدث إلزامي، كما أنه سيجري إلغاء الدروس"، مما أثار غضب العائلات التي اعتبرت أن الدعوة تتنافى مع مبدأ الحياد الديني الذي تلتزم به المدارس الألمانية.
الحياد الديني
ويشار إلى أن المدارس في ولاية برلين ملتزمة بالحياد الديني، وكانت قد تلقت إحدى المعلمات الألمانيات تحذيراً بسبب ارتدائها قلادة صليب، إذ اعتبرت المدرسة أن المعلمة انتهكت قانون الحياد الديني الذي ينص على أنه لا يجوز للمعلمين ارتداء أي رموز دينية أو أيديولوجية مرئية أثناء عملهم في المدارس العمومية.
وبسبب غضب العائلات تدخل مجلس الشيوخ في ولاية برلين، وصرحت عضوة مجلس الشيوخ عن "الحزب المسيحي الديمقراطي" كاترينا غونتر فونش خلال جلسة عامة لمجلس النواب، أن المشاركة في الإفطار يجب أن تكون اختيارية، مشيرة إلى أن إلزام الطلاب بالحضور قد يشكل انتهاكاً لقوانين الحياد الديني، وأن إلزامهم بالمشاركة أمر غير قانوني، كما أشارت إدارة التعليم إلى أن المناسبات الدينية ينبغي أن تكون اختيارية لا إلزامية، منتقدة إلغاء الحصص الدراسية بسبب مناسبة دينية.
وأكد المتحدث باسم الإدارة أنه "بعد التشاور مع المدرسة جرى التوضيح بأن المشاركة في الإفطار ستكون طوعية ولن يترتب عليها إلغاء دروس".
ويذكر أن حي نويكولن الذي يعيش فيه نحو 160 جنسية يضم نسبة كبيرة من المهاجرين، يشكل المسلمون ربع السكان تقريباً.
رمضان والمدرسة
ودائماً ما يرتبط رمضان بالجدل في بعض المدارس، فقد أشارت إدارة التعليم في برلين إلى أن الصيام يمكن أن يؤثر في أداء التلاميذ الصائمين، وأصدرت في هذا الصدد دليلاً بعنوان "رمضان والمدرسة" بهدف تقديم توصيات لكيفية التعامل مع هذا الموضوع بطريقة تضمن الحفاظ على التوازن بين احترام المعتقدات الدينية ومتطلبات التعليم.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
التعايش بين الأديان
وبحسب صحيفة "بيلد" فقد اعتبر كثير من أولياء الأمور أن هذه الرسالة توحي بتمييز ديني في النظام التعليمي الألماني، وصرح أحد أولياء الأمور بأنه "لا يجري الاحتفال بعيد الميلاد أو عيد الفصح في المدرسة، ولا توجد أية مناسبة دينية إلزامية للأعياد المسيحية في ألمانيا، فلماذا يفرض على أطفالنا حضور إفطار رمضان؟"
وتأتي دعوة الإفطار في سياق حملة تقوم بها ولايات ألمانية عدة من أجل دعم التعايش بين الأديان، فقد أطلقت مدينة فرانكفورت عام 2022 مبادرة لتعزيز التعايش من خلال تعليق عبارة "رمضان كريم" وتزيين الشوارع الرئيسة في الأماكن العامة، وهذا ما تحاول برلين اتباعه لأجل تعزيز قيم التنوع الثقافي.
تحديات تواجه التعايش
لكن التعايش يواجه تحديات على أرض الواقع، حيث يشتكي المعلمون في المدارس خلال شهر رمضان من سلوكيات مختلفة، مثل مراقبة بعض التلاميذ لبعضهم بعضاً لمن يلتزم بالصيام أو يخالف، وأفاد أحد المدرسين بأن طلاب الصف الـ 10 يتغيبون عن المدرسة خلال شهر رمضان، وكذلك تناولت وسائل إعلام ألمانية عدة هذا الحدث بشكل نقدي، إذ عنونت صحيفة "بيلد" تقريرها بـ "مدرسة تجبر الأطفال على حضور إفطار رمضان"، بينما تساءلت "برلينر كورير" عن سبب إلزام الطلاب بحضور الإفطار، بينما لا يجري الاحتفال بعيد الميلاد أو عيد الفصح في المدرسة.
تعديل الرسالة
وفي ردها على الجدل الذي أثارته دعوة الطلاب، قامت المدرسة بتعديل الرسالة الموجهة إلى أولياء الأمور وإعادة إرسالها، مشيرة إلى أن الإفطار سيكون اختيارياً لا الزامياً.
وبحسب "رابطة المعلمين الألمان" فإن شهر رمضان يلعب دوراً مهماً في المدارس الألمانية بسبب تزايد نسبة المسلمين، ومن بين هؤلاء عدد متزايد من الأطفال الذين ينحدر آباؤهم من بلدان يسود فيها "شكل متشدد من الإسلام".
قصة خاصة بكل طفل
وبحسب رئيسة جمعية المعلمين البافارية سيمون فلايشمان، "فإذا أردنا دمج الأطفال فيتعين علينا أن نهتم بهم، لأن لكل طفل قصته الخاصة ليحكيها، والتي تتشكل من خلال القيم والانتماء إلى ثقافة معينة، ويجب أن تكون جميع أنواع المدارس منفتحة أمام هذا التنوع".
أما في ولاية بافاريا فهناك تسامح مع الأطفال والشباب خلال شهر رمضان، ويمكن إعفاؤهم من الدروس في المواد الفردية أو منحهم إجازة من المدرسة في حالات استثنائية مبررة، كما يجري حذف تقييمات الأداء في الرياضة.
وبحسب رابطة المعلمين الألمان فإن الصراعات خلال شهر رمضان تحدث في المقام الأول داخل المدارس التي تواجه مشكلات وتُطرح أسئلة مثل من هو أفضل مسلم أو مسلمة؟ ومن يتبع القرآن أكثر في رمضان؟ وفي منطقة نويكولن ببرلين فقد اتفقت المساجد والمدارس والجمعيات الثقافية على دليل "الإسلام والمدارس".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قادة أوروبيون في أوكرانيا وماكرون يدعو لـ"محادثات مباشرة" بين موسكو وكييف
قادة أوروبيون في أوكرانيا وماكرون يدعو لـ"محادثات مباشرة" بين موسكو وكييف

Independent عربية

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • Independent عربية

قادة أوروبيون في أوكرانيا وماكرون يدعو لـ"محادثات مباشرة" بين موسكو وكييف

حذرت السفارة الأميركية لدى كييف أمس الجمعة من هجوم جوي "يحتمل أن يكون كبيراً" في الأيام المقبلة. وقالت السفارة على موقعها الإلكتروني إنها "تلقت معلومات في شأن هجوم جوي يحتمل أن يكون كبيراً قد يحدث في أي وقت خلال الأيام القليلة المقبلة". وأضافت "توصي السفارة كعادتها المواطنين الأميركيين بالاستعداد للاحتماء فوراً في حالة إعلان حالة تأهب جوي". "محادثات مباشرة" بين روسيا وأوكرانيا؟ في الأثناء، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "محادثات مباشرة" بين أوكرانيا وروسيا حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين البلدين. وقال ماكرون إنه إذا تم التوصل إلى هدنة مدتها 30 يوماً، وهو أمر طرحته بلدان غربية، "فسنتحرك باتّجاه محادثات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا. نحن مستعدون للمساعدة"، وذلك في مقابلة مع "تي إف 1" و"إل سي إي" أثناء توجهه إلى كييف للقاء قادة أوروبيين. تشديد العقوبات وحذّر المستشار الألماني فريدريش ميرتس روسيا من أنها ستواجه عقوبات أكثر تشدداً بكثير إذا رفضت وقفاً لإطلاق النار في أوكرانيا مدته 30 يوماً يطالب به الغرب، وذلك في مقابلة أجرتها معله صحيفة "بيلد" ونشرتها السبت. وقال ميرتس إنه في حال رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهدنة، "فسيكون هناك تشديد هائل للعقوبات وستتواصل المساعدات الكبيرة المقدّمة لأوكرانيا، السياسية طبعاً، ولكن أيضا المالية والعسكرية". تقديم الدعم ووصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى كييف، اليوم السبت، لتقديم الدعم مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إلى أوكرانيا. وخرج القادة الثلاثة من القطار نفسه الذي أقلّهم من بولندا. ومن المقرر أن ينضم إليهم في وقت لاحق توسك. وهذه أول زيارة مشتركة لقادة الدول الأربع إلى أوكرانيا. وقبيل الزيارة دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في بيان مشترك روسيا إلى الموافقة على "وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط لمدة 30 يوماً" لافساح المجال أمام محادثات سلام. ويأتي استعراض الوحدة الأوروبية هذا بعد يوم من استخدام الرئيس فلاديمير بوتين لهجة تحدٍّ خلال عرض عسكري في موسكو بمناسبة احتفالات الذكرى الـ80 للانتصار على ألمانيا النازية. وأضاف الزعماء الأوروبيون في بيانهم "نحن مستعدون لدعم محادثات سلام في أقرب وقت ممكن ومناقشة آلية تنفيذ وقف إطلاق النار والتحضير لاتفاق سلام كامل"، مؤكدين على أن "إراقة الدماء يجب أن تتوقف". وحذروا "سنواصل تعزيز دعمنا لأوكرانيا. وإلى أن توافق روسيا على وقف إطلاق نار دائم، سنشدد الضغوط على آلة الحرب الروسية". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) روسيا: يجب وقف تدفق الأسلحة في الأثناء، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" إن روسيا ستشترط وقف إمدادات الأسلحة الأميركية والأوروبية إلى أوكرانيا خلال أي وقف محتمل لإطلاق النار. وأضاف بيسكوف "وإلا فسيكون ذلك ميزة لأوكرانيا. ستواصل أوكرانيا التعبئة الشاملة، وسترسل قوات جديدة إلى الخطوط الأمامية"، وتابع "ستستغل أوكرانيا هذه الفترة لتدريب عسكريين جدد ومنح قسط من الراحة لعسكرييها الحاليين. فلماذا نمنح أوكرانيا هذه الميزة؟". وقف النار وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب اقترح وقفاً لإطلاق النار لمدة 30 يوماً في أوكرانيا كخطوة أولى لإنهاء الحرب، لكن بوتين لم يستجب حتى الآن. وبالنسبة إلى ميرتس الذي تولى منصبه هذا الأسبوع فقط ستكون هذه الزيارة الأولى له إلى أوكرانيا كمستشار، في حين لم يزر ماكرون كييف منذ يونيو (حزيران) عام 2022. وبعد الاجتماع مع زيلينسكي، من المقرر أن يستضيف الزعماء اجتماعاً افتراضياً لإطلاع القادة الأوروبيين الآخرين في شأن التحرك لإنشاء قوة أوروبية يمكنها توفير الأمن لأوكرانيا بعد الحرب. وجاء في البيان أن مثل هذه القوة "ستساعد في تجديد القوات المسلحة الأوكرانية بعد أي اتفاق سلام وتعزيز الثقة في أي سلام مستقبلي". زعيم كوريا الشمالية: المشاركة في الحرب مبررة ذكرت وكالة الأنباء الكورية المركزية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قال إن مشاركة كوريا الشمالية في الحرب بين روسيا وأوكرانيا مبررة، واصفاً إياها بأنها ممارسة للحقوق السيادية دفاعاً عن "شعب شقيق". وقالت الوكالة نقلاً عن كيم "مشاركتنا في الصراع كانت عادلة، وتندرج ضمن الحقوق السيادية لجمهوريتنا". وأضاف "أعتبر جميع الجنود الشجعان الذين شاركوا في عملية كورسك أبطالاً وممثلين رفيعي المستوى لشرف الأمة". وقال كيم أيضاً إن بيونغ يانغ لن تتردد في التصريح باستخدام القوة العسكرية إذا استمرت الولايات المتحدة في ما وصفه بالاستفزازات العسكرية ضد روسيا. ولم تؤكد كوريا الشمالية رسمياً حتى أواخر أبريل (نيسان) الماضي أنها أرسلت أكثر من 10 آلاف جندي وأسلحة إلى روسيا مع تنامي العلاقات العسكرية بين البلدين بصورة كبيرة بموجب معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعها كيم والرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي.

فضيحة "جويش كرونيكل" البريطانية...تزوير وإفلات من المحاسبة
فضيحة "جويش كرونيكل" البريطانية...تزوير وإفلات من المحاسبة

Independent عربية

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • Independent عربية

فضيحة "جويش كرونيكل" البريطانية...تزوير وإفلات من المحاسبة

في تل أبيب، فضيحة متفاقمة تهز المجتمع الإسرائيلي حتى قمته. وفي لندن، استخفاف من إحدى الهيئات الناظمة. مرحباً بكم في أحدث تطورات القصة المحيرة لصحيفة "جويش كرونيكل". لعلكم تتذكرون أصل هذه المشكلة: قصة زائفة من مصدر مخادع نشرتها صحيفة "جويش كرونيكل" في سبتمبر (أيلول) عام 2024. ورددت المقالة التي جاءت بقلم إيلون بيري، سردية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزُعم أنه يستند إلى وثائق كشف عنها في قطاع غزة. واتضح أن ذلك كله كان محض هراء. وبعد أن فضحه صحافيون إسرائيليون، أعلنت الصحيفة عن إجراء تحقيق. وفي اليوم التالي - الـ13 من سبتمبر - أنهت الصحيفة "تحقيقها الشامل". وفي بيان من فقرتين لم تقدم الصحيفة أي تفسير لكيفية نشرها لمثل هذا الهراء المفبرك، لكنها أكدت للقراء أن الصحيفة "تراعي أعلى المعايير الصحافية". يا للبؤس. تخيلوا فقط لو لم تكُن كذلك. وجاء في بيان الصحيفة أنها أزالت القصة من موقعها الإلكتروني لأنها لم تكُن راضية عن بعض الادعاءات التي قدمها بيري حول خلفيته. ولم يتطرق البيان إلى السؤال الأكثر أهمية حول ما إذا كانت القصة صحيحة أو لا. وفي الواقع لم تكُن صحيحة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وبعد ثلاثة أشهر، أعلن رئيس التحرير، جيك واليس سيمونز، أنه سيتنحى عن منصبه ليؤلف كتاباً. هل قرر مالك الصحيفة أن هناك من يجب أن يدفع الثمن؟ من يستطيع أن يخبرنا، بما أنه لا يُسمح لنا بمعرفة من هو المالك النهائي للصحيفة. لقد أنقذت الصحيفة من الإفلاس شبه الحتمي من قبل تحالف بقيادة مدير "بي بي سي" السير روبي جيب. ولكن من الذي دفع بالفعل مبلغ 3.5 مليون جنيه استرليني لإبقاء الصحيفة على قيد الحياة، ولماذا، لا يزال لغزاً محيراً. كان "التسريب" إلى صحيفة "جويش كرونيكل" مشابهاً على نحو مريب لقصة مشكوك في صحتها دُست في صحيفة "بيلد" الألمانية. وأثار الحدثان اهتمام جهاز الأمن الإسرائيلي، "شاباك". ولم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى اعتقلوا إيلي فيلدشتاين، المتحدث باسم نتنياهو الذي كان يعمل سابقاً لدى وزير الأمن اليميني المتطرف إيتمار بن غفير. وتمنعنا قوانين الرقابة الإسرائيلية من معرفة كل التفاصيل، ولكن أوردت التقارير أن فيلدشتاين هو واحد من خمسة أشخاص جرى اعتقالهم في ما يتعلق بالتسريب المزعوم للوثائق التي - كما يدعي أقارب الرهائن - ربما قوضت وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وبحسب ما ورد، دافع فيلدشتاين عن نفسه بأنه كان يتصرف بناءً على أوامر من رؤسائه وقد أصبح كبش فداء. وقال بيني غانتس الذي كان حتى وقت قريب عضواً في حكومة نتنياهو للحرب، إنه في حال استخدام معلومات أمنية حساسة من أجل "حملة نجاة سياسية"، فلن يكون ذلك جريمة جنائية فحسب، بل "جريمة بحق الأمة". كما أدى هذا الكشف إلى انتقادات شديدة من عائلات الرهائن الذين قالوا إنه ينطوي على حملة نشطة لتشويه سمعتهم، واصفين ذلك بأنه "انحطاط أخلاقي لا قاع له. هذه ضربة قاتلة لبقايا الثقة بين الحكومة ومواطنيها". واتسع نطاق التحقيق الذي يجريه "شاباك" منذ سبعة أشهر ليتحول إلى فضيحة مترابطة على ما يبدو، أُطلق عليها اسم "قطرغيت"، تهدد بإسقاط نتنياهو. وقام رئيس الوزراء بالفعل بإقالة رونين بار، رئيس الوكالة التي كانت تحقق معه. بعبارة أخرى، القصة معقدة وغامضة للغاية ومليئة بالأخطار. لننظر الآن في رد "هيئة معايير الصحافة المستقلة" البريطانية Independent Press Standards Organisation التي أنشئت بعد تحقيق ليفيسون ومن المفترض أن تراقب المعايير في الصحف التي تشرف عليها. [تحقيق قضائي عام أجري في المملكة المتحدة عام 2011، برئاسة اللورد براين ليفيسون، وجاء في أعقاب فضيحة تنصت الصحافة البريطانية على الهواتف، بخاصة ما قامت به صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" News of the World التابعة لإمبراطورية روبرت ميردوخ الإعلامية]. وتراقب الهيئة التي يترأسها اللورد فولكس، وهو كان ممثلاً لحزب المحافظين في مجلس اللوردات، صحيفة "جويش كرونيكل" منذ بعض الوقت بسبب العدد الكبير من الشكاوى ضدها منذ عام 2019. وعام 2022، رفض اللورد فولكس فتح تحقيق رسمي في معايير الصحيفة، بحجة (أ) أن الصحيفة أصبحت تحت ملكية جديدة و(ب) أن طاقم الصحيفة خضع لتدريب "هيئة معايير الصحافة المستقلة". ومن غير الواضح ما إذا كان فولكس يعلم من هو المالك الجديد حقاً. لننتقل سريعاً إلى عام 2025. مرة أخرى، فكرت "هيئة معايير الصحافة المستقلة" في التحقيق مع الصحيفة، ولكنها قررت مرة أخرى عدم القيام بذلك. ويبدو أن الصحيفة أخبرت كبار محققي "هيئة معايير الصحافة المستقلة" أن الخطأ الكارثي الذي وقعت فيه كان سببه "غياب غير متوقع لبعض الموظفين". بعد التحدث إلى موظفي الصحيفة، شعرت "هيئة معايير الصحافة المستقلة" أن لديها "فهماً جيداً لما حدث ولماذا". لكن لم يُسمح لنا بالاطلاع على التفاصيل. وأشارت الهيئة إلى أنه - كما هي الحال عام 2022 - وافق موظفو الصحيفة على مزيد من التدريب على معايير الهيئة - نعم، مزيد من التدريب على المعايير. ربما بما في ذلك كيفية عمل جدول مناوبات أفضل للموظفين. لا شيء يستحق المشاهدة هنا، دعونا ننتقل إلى جانب آخر. واستمر تحقيق ليفيسون لمدة 100 يوم، وأصدر تقريراً من قرابة 2000 صفحة وتكلف نحو 5 ملايين جنيه استرليني. وكانت النتيجة الرئيسة هي إنشاء هيئة ناظمة جديدة، "هيئة معايير الصحافة المستقلة"، وهو كيان يفترض أن يكون أكثر قوة من سابقاته - "لجنة الشكاوى الصحافية" Press Complaints Commission التي كانت بلا صلاحيات - ولديها سلطة إجراء تحقيقات في حال تكرر المخالفات التحريرية. ويمكنها نظرياً فرض غرامات على الناشرين تصل إلى مليون جنيه استرليني. في الواقع، خلال 10 أعوام من وجودها، لم تقُم اللجنة بأية تحقيقات في المعايير ولم تفرض غرامات على أحد. لا يمكنكم أن تخمنوا من بيان الهيئة الأخير أن المهمة الناجحة لدس قصة مفبركة في صحيفة "جويش كرونيكل" كانت أقرب إلى عمليات استخباراتية سرية منها إلى مجرد خلل في جدول المناوبات. فالبيان لم يذكر أي شيء إطلاقاً عن التحقيق الضخم الذي أجراه "شاباك" في القضية، أو الخلفية السياسية في إسرائيل. عندما قرر اللورد فولكس عدم إجراء تحقيق في معايير الصحيفة عام 2022، استند إلى الملكية الجديدة للصحيفة بوصفها مؤشراً إيجابياً. هل لديه أية فكرة عن هوية المالكين؟ إذا كان الأمر كذلك، ألا ينبغي أن يخبرنا؟ وإذا لم يكُن كذلك، فلماذا يضع أية ثقة بهم؟ هل استقال جيك واليس سيمونز أم أجبر على المغادرة؟ وإن كان اللورد فولكس طرح هذا السؤال، فهو لم يشاركنا الجواب. من الذي عين رئيس التحرير الجديد، دانيال شوامنتال؟ ويشير الموقع الإلكتروني للشركات المسجلة في المملكة المتحدة أن المديرين الحاليين هما [اللورد] إيان أوستن، النائب "العمالي" السابق وجوناثان كاندل، "مستشار ضريبي كبير". هل كانا هما؟ أم مالك الصحيفة؟ هل يملك السيدان أوستن وكاندل السيطرة التحريرية الشاملة؟ وإذا لم يكُن كذلك، فمن يملكها؟ ويشير تقرير "هيئة معايير الصحافة المستقلة" إلى أنه لم يجرِ التحدث إلى أي من الرجلين. هل تحدث أي شخص مع روبي غب الذي استقال قبل وقت قصير من نشر التقرير الملفق؟ ويبدي اللورد أوستن اهتماماً شديداً بتغطية "بي بي سي" لأخبار إسرائيل، إذ طالب أخيراً بإقالة المديرين التنفيذيين الذين أشرفوا على برنامج غزة الذي تعرض حديثاً لانتقادات كثيرة "بسبب الإخفاقات المهنية والأخلاقية الخطرة جداً". لكنه لم يقُل شيئاً حتى الآن عن الإخفاقات المهنية والأخلاقية في صحيفة "جويش كرونيكل". هل تحدث فريق محققي اللورد فولكس إلى أي من كتاب الأعمدة الأربعة المتميزين - ديفيد باديل وجوناثان فريدلاند وديفيد آرونوفيتش وهادلي فريمان الذين رفضوا الاستمرار في الكتابة للصحيفة بعد فضيحة إيلون بيري؟ فهؤلاء رأوا أن المشكلة أعمق من مجرد مقالة كاذبة. وماذا عن التحدث إلى كاتب مسهم آخر (لأكثر من 50 عاماً)، وهو البروفيسور كولين شندلر الذي قرر أيضاً التخلي عن الكتابة للصحيفة بعد اكتشافه "جانباً مظلماً" من القصة الملفقة؟ لقد كتب: "كل ما حدث في هذه الفضيحة يظهر استعداد الصحيفة لقبول أية رواية تناسب أجندتها الإثارية، من دون تمحيص". أما فريدلاند، فكتب عند استقالته: "الفضيحة الأخيرة جلبت العار الشديد على الصحيفة – نشر قصص مفبركة مع إظهار حد أدنى من الندم – لكنها ليست سوى أحدثها. في كثير من الأحيان، تبدو صحيفة 'جويش كرونيكل' وكأنها أداة حزبية وأيديولوجية، وأحكامها سياسية وليست صحافية". وأضاف في رسالته إلى [رئيس التحرير المستقيل] واليس سيمونز "المشكلة في هذه الحالة هي أنه لا يمكن أن تكون هناك مساءلة حقيقية لأن الصحيفة مملوكة لشخص أو أشخاص يرفضون الكشف عن أنفسهم. وكما تعلمون، حثثتُ وآخرون لفترة طويلة على الشفافية، وطرحت هذه القضية عليكم بصورة خاصة - ولكن لم يحدث شيء". والآن مجدداً لم يتغير أي شيء. لا توجد حتى الآن أية مساءلة حقيقية. يبدو أن اللورد ليفيسون كان يضيع وقته.

ميرتس يعتزم زيارة فرنسا بعد توليه منصبه في مايو لـ"إعادة ضبط العلاقات"
ميرتس يعتزم زيارة فرنسا بعد توليه منصبه في مايو لـ"إعادة ضبط العلاقات"

الشرق السعودية

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • الشرق السعودية

ميرتس يعتزم زيارة فرنسا بعد توليه منصبه في مايو لـ"إعادة ضبط العلاقات"

يعتزم المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس، زيارة فرنسا في السابع من مايو المقبل، بعد توليه منصبه في 6 من الشهر ذاته، في محاولة لإعادة ضبط العلاقات التي توترت في عهد المستشار الحالي أولاف شولتز، بحسب ما أوردته مجلة "بوليتيكو". وقال مسؤولان للمجلة إن اختيار السابع من مايو موعداً للزيارة إلى باريس، جاء لأنه في الثامن من الشهر ذاته، سيركز ميرتس وماكرون على الاحتفالات الوطنية بالذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية. وقال ميرتس في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية، إنه سيجري محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وكذلك رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك، مضيفاً: "سأزور باريس، وسأسافر في زيارة سريعة إلى وارسو". وبالإضافة إلى باريس ووارسو، قد تشمل جولة ميرتس الأوروبية زيارة إلى العاصمة الأوكرانية كييف في التاسع من مايو، وذلك في أعقاب الدعوة التي وجهها الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى زعماء الاتحاد الأوروبي. ضبط العلاقات ويأمل المسؤولون الفرنسيون في إعادة ضبط العلاقات مع ألمانيا في عهد ميرتس، إذ كانت العلاقة الشخصية بين ماكرون والمستشار المنتهية ولايته أولاف شولتز "سيئة"، وتوترت العلاقات بشكل أكبر بسبب الخلافات بشأن الطاقة وأوكرانيا والتجارة. واشتعل خلاف بين ألمانيا وفرنسا بشأن خطة إعادة تسليح الاتحاد الأوروبي، وما إذا كان ينبغي أن تشمل دولاً خارج التكتل، وذلك بعد اقتراح تقدمت به المفوضية الأوروبية لضخ 150 مليار يورو (160 مليار دولار) في الصناعات الدفاعية، بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإنهاء الحماية الأميركية. وقال أحد كبار حلفاء ماكرون إن الزعيمين "يعملان بجد" بالفعل ويمكنهما تحقيق تقدم في الأسابيع المقبلة، بشأن الدفاع والتجارة وإدارة العلاقة عبر الأطلسي لأوروبا مع الرئيس الأميركي. وتعهد ميرتس (69 عاماً) الذي سبق أن وصف الولايات المتحدة في عهد ترمب بأنها "حليف لا يمكن الاعتماد عليه"، بزيادة الإنفاق الدفاعي في وقت تواجه فيه أوروبا "التهديد الروسي"، وبدعم الشركات التي تعاني من ارتفاع التكاليف وضعف الطلب. وبعد فوزه بالانتخابات، دفع ميرتس بإجراءات في البرلمان للسماح بإطلاق العنان لحملة اقتراض ضخمة لتمويل زيادة كبيرة في الإنفاق على الدفاع والبنية التحتية ودعم الشركات الألمانية المتعثرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store