
إذاعة القرآن الكريم.. 61 عاما من الريادة والتألق
إبراهيم نصر
إبراهيم نصر
في أوائل الستينات من القرن الماضي ظهرت طبعة مذهبة من المصحف، ذات ورق فاخر، وإخراج أنيق، بها تحريفات خبيثة ومقصودة لبعض آيات القرآن الكريم.
استنفر هذا التحريف الأزهر الشريف ممثلا في هيئة كبار العلماء، ووزارة الأوقاف والشئوون الاجتماعية - في ذلك الوقت - ممثلة في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لتدارك هذا العدوان الأثيم علي كتاب الله، وبعد الأخذ والرد تمخضت الجهود والآراء عن تسجيل صوتي للمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم بصوت المرحوم الشيخ محمود خليل الحصرى علي اسطوانات توزع نسخ منها علي المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي، وكافة المراكز الإسلامية، باعتبار ذلك أفضل وسيلة لحماية المصحف الشريف من الاعتداء عليه.
وكان هذا أول جمع صوتي للقرآن الكريم بعد أول جمع كتابى له في عهد أبي بكر الصديق - رضى الله عنه - وبمرور الوقت تبين أن هذه الوسيلة لم تكن فعالة في إنجاز الهدف المنشود، ثم انتهي الرأي والنظر في هذا الشأن من قبل وزارة الثقافة والإرشاد القومي - المسؤولة عن الإعلام في ذلك الوقت، وعلى رأسها الإعلامي الراحل الدكتور عبد القادر حاتم - إلي اتخاذ قرار بتخصيص موجة قصيرة وأخري متوسطة لإذاعة المصحف المرتل الذي سجله المجلس الأعلـى للشؤون الإسـلامية، وبعد موافقة الرئيـس جمال عبد الناصر بدأ إرسال "إذاعة القرآن الكريم"، لتكون الأولى فى تقديم القرآن كاملا، وكانت بذلك أنجح وسيلة لتحقيق هدف حفظ القرآن الكريم من المحاولات المكتوبة لتحريفه، حيث يصل إرسالها إلي الملايين من المسلمين في الدول العربية والإسلامية في آسيا وشمال إفريقيا.
وعلى منوال هذه السابقة المصرية الرائدة المباركة توالى إنشاء عدة إذاعات للقرآن الكريم في داخل العالم العربي وخارجه، إسهاما فى تحقيق قوله تعالي: "إنا نحـن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
ولا يفوتنى أن أقدم خالص التهنئة لإذاعتى المفضلة، إذاعة القرآن الكريم وإلى كل العاملين بها، بمناسبة الاحتفال بمرور 61 عاما على انطلاقها، واستمرار ريادتها وتألقها إن شاء الله تعالى على مر الزمان، وأقول لهم: «إذا كان شرف الوسيلة الإعلامية ياتى من الموضوعات التى تتناولها والمادة العلمية التى تقدمها، فلا شىء أشرف ولا أقدس ولا أكرم من كتاب الله عز وجل، الذى هو أساس ومحور إذاعة القرآن الكريم الذى قامت من أجله وتحيا به، فاستحقت عن جدارة أن تكون أفضل إذاعات العالم وأكثرها احتراماً واستماعاً، وما الإحصائيات الرسمية واستطلاعات الرأى منا ببعيد».
وبهذه المناسبة دعونا نتذكر ما قاله الإمام الأكبر الراحل الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق - رحمه الله - عن رد الفعل الجماهيرى بانطلاق صوت الوحي من هذه الإذاعة العظيمة، وذلك في الاحتفال بالعيد العاشر لإذاعة االقرآن الكريم، حيث قال فضيلته: "فإني لا أزال أذكر أننا كنا ذات يوم في مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية، وجاءتنا البشري بأن الـدولة قررت إنشاء إذاعة خاصة بالقرآن الكريم، وسرّنا هذا النبأ سروراً عظيماً، لكننا لم نقدر أثره في نفوس المؤمنين حق قدره، وتبين ذلك في صورة واقعية يوم أن بدأت المحطـة تذيع، لقد كان يوماً مشهوداً، وفي ذلك اليوم الأغر سمعنا القرآن المرتل في كل شارع مررنا به، وكان أصحاب المحلات التجارية يستمعون إلي الإذاعة في متاجرهم، وربات البيوت يستمعن إلي الإذاعة في بيوتهن، والجميع في فرح غامر، وفي استبشار واضح.. "، هذا ما عبر به فضيلة الإمام الراحل عبد الحليم محمود عن واقع إذاعة القرآن الكريم، منذ انطلقت من القاهرة في الساعة السادسة من صبيحة يوم الأربعاء 11 من شهر ذي القعدة لسنة 1383هـ. الموافق 25 مارس لسنة 1964م.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النبأ
منذ 31 دقائق
- النبأ
«أرواح القناة».. مشروع تخرج لطلاب بمعهد الإسكندرية للإعلام يروي مأساة عمال حفر القنال
حصد مشروع تخرج فريق من طلاب معهد الإسكندرية العالي للإعلام بقسم الإذاعة والتلفزيون، والمعنون بـ«أرواح القناة»، المركز الأول ضمن مهرجان تقييم مشاريع تخرج طلاب الفرقة النهائية بالمعهد. «أرواح القناة».. مشروع تخرج لطلاب بمعهد الإسكندرية للإعلام يروي مأساة عمال حفر القنال ويروى فيلم «أرواح القناة»، حكايات المصريين مع حفر قناة السويس، التي دفعوا ثمنها أرواحهم. طلاب معهد الإسكندرية ركزَّوا في فيلمهم على إعادة فتح جُرح حفر القناة، لاسيَّما وأنهم ركزوا خلاله على الجوانب الإنسانية، ولم يكتفوا بالجانب الوثائقي وحسب. واعتبر فريق معهد الإسكندرية للإعلام، فيلم «أرواح القناة»، بمثابة رسالة مُرسلة من الماضي إلى حاضر نسي أصحابه، الفيلم الذي حصد المركز الأول بجدارة لم يكن مجرد عمل أكاديمي، ولكنه محاولة صادقة لإحياء صوت من لا صوت لهم. وسلَّط الطلاب الضوء على نظام «السُخرة» الذي عانى منهم عمال حفر قناة السويس في سيتينيات القرن الـ19، بعدما اُستُدرج أكثر من 100 ألف مصري لحفرها، تحت سطوة الاستعمار الفرنسي الذي قرر انتزاع هؤلاء العمال من بيوتهم قسرًا، يُقادوا مُكبلين بالسلاسل، منساقين إلى مصير محتوم للسواد الأعظم منهم الذي ورات الرمال أجسادهم أحياءً أثناء الحفر. ودمج فيلم «أرواح القناة» بين المادة الوثائقية واللقطات الإنسانية، التي جسدها أعضاء فريق طلاب معهد الإسكندرية العالي للإعلام، بمشاهد تمثيلية استعدوا من خلالها الماضي بلمسة الحاضر؛ وآخرون بروزوا تلك المشاهد التمثيلية كلًا حسب دوره بين إخراج وتصوير وهندسة صوتية وغيره. توزعت مهام الفيلم بين أعضاء فريق المعهد صاحب فكرة «أرواح القناة»، على النحو التالي: عبدالرحمن هيكل- مخرج الفيلم. حسين عادل- مساعد مخرج. يوستينا سامي فهيم- مخرج منفذ. حبيبة أيمن- مدير التصوير منار مصطفى عبدالحليم حسن- مهندس صوت أول. كارين مجدي- مهندس صوت ثاني. ندى ممدوح محمود- سيناريو وحوار. روان أشرف محمد- فكرة ومراجعة سيناريو. دنيا حسن أحمد- ديكور. روان إبراهيم- ملابس وإكسسوارات 1. منة الله أشرف محمد- ملابس وإكسسوارات 2. هاجر فوزي عبد الحفيظ- مدير إنتاج 1. رويدا محمد خضر- منفذ إنتاج. شروق نوري سلومة- مدير إضاءة. فريدة محمد- مونتاج. نجاح الفيلم لم يكن وراءه فقط مجهود الطلاب، ولكن كانت توجيهات أستاذ قسم الإذاعة والتلفزيون بالمعهد الدكتورة شيرين جمال، ودعمها لهم كانت حجر الأساس في إخراجه للنور -حسب وصف الطلاب- وتقديرًا لدورها يعربون لها عن جزيل الشكر والامتنان. كما أعرب الفريق عن امتنانه لعميدة معهد الإسكندرية العالي للإعلام الدكتورة غادة اليماني، لرعايتها للمواهب الشابة وحرصها الدائم على تمكينهم، متوجهين بالشكر والتقدير للدكتورة دنيا عزت، على تشجيعها وحرصها على أن يظهر المشروع بأفضل صورة ممكنة.


بوابة الأهرام
منذ ساعة واحدة
- بوابة الأهرام
الشيخ رمضان عبدالمعز: التقوى هي سر السعادة.. وبالصبر والتقوى تُلين الحديد
عبدالصمد ماهر قال الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، إن التقوى هي مفتاح السعادة وراحة القلب، مؤكدًا أن أهل التقوى هم الذين يحبهم الله، وهم الذين يكون الله معهم ويؤيدهم وينصرهم. موضوعات مقترحة وأضاف الشيخ رمضان عبدالمعز، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذع على قناة "dmc"، اليوم السبت، أن كثيرًا من الناس يظنون أن السعادة في المال، بينما الحقيقة أن "معانا فلوس وبنتخنق"، لأن القلب لم يتزين بالتقوى، موضحًا: "ولست أرى السعادة جمع مال.. ولكن التقي هو السعيد". وأكد أن تقوى الله هي خير زاد للآخرة، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى"، مضيفًا: "العاقبة للمتقين، والفوز والفلاح والنعيم في الدنيا والآخرة لمن خافوا الله وراقبوه في السر والعلن". وأشار عبدالمعز إلى أن المؤمن إذا أصابه الكرب أو الضيق، فعليه أن يتذكر سورة الانشراح، لأنها دواء القلوب، قائلاً: "المؤمن إذا ضاقت به الدنيا وسعته سورة الانشراح.. اقرأها تحس بالأنس والسكينة، فالله قال لنبيه: (ألم نشرح لك صدرك)". الانشراح الحقيقي لا يكون إلا من عند الله وتوقف الشيخ عبدالمعز عند قصة سيدنا موسى عليه السلام، وكيف أن أول ما طلبه من الله عز وجل عند تكليفه بالرسالة هو: "رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري"، قائلاً: "الانشراح الحقيقي لا يكون إلا من عند الله، ومهما كان في حياتك من همّ، طالما أن صدرك منشرح بتقوى الله، ستتغلب عليه". وشدد على أن الصبر والتقوى طريقان لا يُخذلان صاحبهما أبدًا، مرددًا: "إلا بالصبر تبلغ ما تريد.. وبالتقوى يلين لك الحديد".


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
لُطاف ومتواضعين.. ياسمين صبري تكشف ماذا دار بينها وبين نجمات كان
خطفت الفنانة ياسمين صبري تخطف الأنظار في مهرجان كان السينمائي بإطلالات ساحرة من توقيع كبار المصممين اللبنانيين. وكشفت ياسمين، في لقائها ببرنامج "et بالعربي"، عن مشاركتها في مهرجان كان السينمائي، وماذا دار بينها وبين نجمة بوليود أشواريا راي، والنجمة العالمية كارا ديليفين، وانضمامها لعالم لوريال باريس". A post shared by ET بالعربي (@etbilarabi) وقالت ياسمين: "أشوريا وكارا لطاف جدا في التعامل ومتواضعين وبيمثلوا لوريال باريس، اتشرفت اني جزء من هذه العائلة، أنا قابلت كل سفيرات لوريال واستمتعت بمقالبتهم، وإن شاء الله اقدر اكون نموذج كويس للمرأة العربية".