logo

عدن وجه السلطة

يمن مونيتور٠٥-٠٥-٢٠٢٥

لا يمكن تجاهل ما تعانيه اليمن بكل مناطقها جبالها و وديانها صحاريها والبراري، المدن والقرى، فالحديث عن عدن، هو حديث عن نموذج خاص، لمدينة ذات خصوصية، وعاصمة سياسية واقتصادية، المفترض انها تكون الافضل من حيث الاهتمام والرعاية، لأنها تمثل وجه السلطة ونموذج حكمها، فالنظر اليوم لواقع عدن السيء يقدم الصورة السيئة للسلطة القائمة.
عدن التي تصطلي بحرارة الشمس الشديدة اليوم ، تلك الحرارة التي تختزنها جبال عدن ومبانيها الخرسانية، والمباني القديمة المبنية بحجارة جبل شمسان، وكل هذا الكم يخزن الحرارة في النهار ويشعها في الليل، في شوارع ضيقة زقازيق خططها المهندس البلدي وفق مبدأ التسامح والتعايش الذي امتازت به عدن، لم يضع في حساباته ان يأتي يوما على عدن لتتحول تلك الزقازيق لأفران تختزن حرارة الشمس وتشعها كهرا ، في مدينة لم تعد تعرف الكهرباء والتكييف، وتفتقر لرش الماء امام البيوت لتخفيف من تلك الحرارة، عدن التي عرفت الكهرباء مبكرا، وكانت المياه تضخ بقوة لكل بيت ومرتفع، اليوم تعود للخلف سنوات من التخلف والعسر والمعاناة، حيث لا كهرباء ولا ماء ولا خدمات تذكر، ولا راتب يمكن ان يوفر للأسرة والفرد حياة كريمة، واحتياجات ضرورية، اليوم عدن مدينة لا تنام من شدة الحر والكهر والمعاناة اليومية للسكان، فكيف سيكون حال المرضي بالضغط والسكر، اصبح الموت في عدن واقع يومي .
من ذكريات كبار السن من الاولين، عدن قبل ان تعرف الكهرباء كان حالها افضل من اليوم ، عرفت بابور الجاز، والفانوس والتريك والنوارة، ويتذكرون الوراد الذي ينقل للبيوت الماء، وكانت عدن حينها بسكانها المحدود وبيوتها البسيطة وشوارعها الضيقة كزقازيق لا تشعر بحرارة الشمس، كان يكفي رشة ماء ونسمة هواء تلطف الجو، اليوم تكتظ عدن بالعشوائيات وتضيق شوارعها اكثر وتختنق، حيث لا ماء يرش ولا نسمة هواء يمكن ان تتسلل الى ابواب ونوافذ البيوت، والناس تصطلي بحرارة الشمس نهارا وكهر الجبال وخرسانات المباني ليلا.
حتى الراتب لم يعد يكفي لسد رمق الاسرة، وكانت عدن في معظمها موظفين دولة ومؤسسات خاصة، من ذوي الدخل المحدود، وتعودوا على التكافل الاجتماعي والتآزر، فعرفت في عدن (الهكبة ) وهي جمعية يتفق فيها اهل الحي على جمع مبلغ شهري تستلمه اسرة وفق القرعة ، وفي كل حي ومنطقة توجد (هكابة) التي تدير تلك الجمعية، تستطيع الاسرة من خلال الهكبة ان تشتري احتياجاتها المنزلية، واليوم اصبحت وسائل الطاقة البديلة هي الاحتياج الضروري، وتزينت سقوف المساكن بالألواح الشمسية، وفي كل بيت بطارية، تشحن لتوفر للأسرة مروحة تهفهف نسمة هواء، وضوء في المساء، واليوم زادت المعاناة بعد ان اصبح انقطاع الكهرباء عشرون ساعة، وساعتين لا تكفي لتعبية البطارية، فاصبح صفير البطاريات يسمع كنذير شؤم في عدن، والراتب لا يحتمل مبلغ الهكبة ، بالكاد يوفر لقمة العيش، و وجبة في اليوم.
لم نتوقع ان يصل فينا الحال لما وصلنا اليه في عدن، والناس تنتظر الامل القادم من خارج حدود الوطن ، حيث اصبح الامر بيد التحالف العربي، ومسرحيته في صناعة سلطة من التسويات والتوافقات بين المتنازعين ، حكومة لم تستقر في مدينة اصبحت غير صالحه للحياة، سلطة لم تتحمل سخط وغضب الناس لحالهم، حال لا يسر عدو ولا صديق، وكلما اشتد الصراع اشتد الحصار على عدن، في شعور كانه تعذيب لمدينة كانت ذات يوم مصدر خير لكل من حولها، و منارة اشعاع ثقافي وفكري، ومدرسة تأهيل وتشذيب وتقويم للعقل والفكر السلوك، من دخلها تمدن وتعلم وتطور وارتقى لمصاف الامم الناهضة، اليوم تتعرض للتجهيل ومدارسها مغلقة ومعلميها جياع ومواطنيها يصارعون الفقر والمجاعة .
مهما حاولت الحكومات المتعاقبة والسلطات المتتالية على عدن، لن تتحسن صورتها الا في نموذج عدن، هي الصورة الحقيقية للسلطة والوجه الحقيقي امام العالم، وعلى التحالف ان يترك للداخل حق القرار ويعزز السيادة الوطنية للسلطة ولن ينجح الا من عدن، ورهاننا على الداخل اكثر من رهاننا على الخارج، ولن يصلح حالنا ما لم نصلح ذواتنا، ونعرف ان عدن هي البداية ومنها يمكن الانطلاق لمصاف الدول المحترمة، التي تحترم الانسان وتوفر له سبيل الحياة الكريمة، والله الموفق
احمد ناصر حميدان مقالات ذات صلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بدء التشغيل التجريبي من الحوبان إلى خزانات مؤسسة المياه بتعز
بدء التشغيل التجريبي من الحوبان إلى خزانات مؤسسة المياه بتعز

اليمن الآن

timeمنذ 6 أيام

  • اليمن الآن

بدء التشغيل التجريبي من الحوبان إلى خزانات مؤسسة المياه بتعز

كريتر سكاي/ خاص بدأ اليوم التشغيل التجريبي من الحوبان الى خزانات مؤسسة المياه بمدينة تعز وقال السيد جوليان هارنيس المنسق الاممي للشئون الانسانية بلكنته العربية " اليوم تشهد تعز خبر جميل هو أن الجهود التي تبناها المحافظ نبيل شمسان بالتنسيق مع منسق الشئون الانسانية للأمم المتحدة ودعمها منذ 3 أعوام وأكثر " أثمرت اليوم" 17/مايو / 2025م عن تدشين الضخ" التجريبي" من أحواض الحوبان الى خزانات مؤسسة المياه بالمدينة لتغطي 21% من الاحتياج المائي .. واضاف أن وراء هذا الانجاز الرائع جهود كبيرة أممية ومبادرات محلية هنا وهناك برعاية المحافظ شمسان وسيتم ابتداء من يوم غد وضع الترتبيات الاخيرة لاستكمال تنسيق الجوانب المالية والادارية بين مؤسستي بالمدينة والحوبان بإشراف أممي وخلال 3 أعوام من الجهود هناك اجتماعات وتفاصيل ومنعطفات وصعوبات كثيرة تم التغلب عليها لأجل تعز .. وأشار إلى أن هذا هو الحل الأول أما الحل الثاني: يتمثل بمشروع مياه طالوق الذي يجري تنفيذه بدعم عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح (10 آبار وخزانات وطاقة شمسية 850 كيلووات مع 10 مولدات كهربائية ومبنى للتحكم وتركيب أنبوب بطول 12 كيلومتراً وخزان تجميعي عملاق بسعة 5 آلاف متر مكعب بحيث يغذي خزانات مؤسسة المياه ب 7 ملايين لتر ماء في اليوم الواحد ومهما حاول "أعداء تعز " عرقلته وببجهود كل المخلصين سيتم انجازه بإذن الله ... واختتم ان هذه هي الحلول المستدامة التي يؤمن بها المحافظ شمسان لأن الجميع يدرك أن آبار المدينة سطحية ولا تلبي الاحتياج للناس وتجف مع تأخر الامطار والدليل الازمة الحالية التي تعيشها المدينة وارتفاع أسعار وائيتات الماء بشكل جنوني.. وغير هذه الحلول ضرب من الخيال..

عدن… المدينة التي تحضن اليمن في حوضها'
عدن… المدينة التي تحضن اليمن في حوضها'

اليمن الآن

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • اليمن الآن

عدن… المدينة التي تحضن اليمن في حوضها'

كتاب الرأي كتب حسام الحفاظي عدن، ليست مجرد مدينة، بل معنى محفور في ذاكرة الجسد واللغة والتاريخ. من نطقها الأول، يتكشف أمامك اسمٌ أقدم من السياسة والجغرافيا، اسمٌ ينتمي إلى اللغة الحميرية القديمة: 'عُدن' — وهو الموضع المنخفض بين الكتف والرقبة، حيث تستقر القلادة وتُروى الحكايات، ويستريح الرأس في لحظات التعب. عدن بهذا المعنى ليست فقط ميناءً ولا فقط بحراً يُعانق الشمس، بل حضن… حضن جغرافي، تحيطه الجبال من كل الجهات، وكأنها أضلاعٌ عظيمة تحرس قلب المدينة. منظرها الجوي يكشف عن تلك الفلسفة: مدينة تجلس في حوض جبلي، تحت جناح جبل شمسان، الذي ينهض من خاصرتها كطريق حجري إلى السماء. أتذكر جدتي فخرية — رحمها الله — حين كانت تُناديني وأنا أعلق سماعة الرأس في عنقي: 'أيش هذا بين أعدانك؟' كانت تسأل بلهجة قديمة، غير مدركة أنها تُعيد إلي كلمة من جذور التاريخ. كلمة 'أعدانك' لم تكن فقط تعني العنق، بل كانت تستدعي صورة الحماية، الاحتضان، وتلك المنطقة الخاصة من الجسد التي لا يراها الغرباء. وهكذا، تتجلى 'عدن' في اللغة اليمنية الشفاهية، في الذاكرة، في اللهجات التي تقول: 'عدن الأشلوح' 'عدن مرقد' 'عدن لولة' بل وفي منطقة 'العدين'، حيث تنتشر أسماء قرى عديدة باسم 'الأعدان'، وكأن اليمن بأكمله يبحث عن حضن جغرافي ومعنوي. تأملوا عدن من الأعلى، كيف يطوّقها البحر من جهة، والجبال من الجهات الأخرى، وكأنها وليدٌ نائم في حضن الطبيعة. في 'كريتر'، تُروى قصة الصعود من بركان خامد إلى الحياة. في 'خور مكسر'، لا يتحرك الموج، بل يتنهد كما تنهد المغترب العائد. وفي 'المعلا'، تتشابك الوجوه والحكايات والموانئ، في بوح مفتوح على كل الجهات. عدن ليست فقط عاصمة مؤقتة. عدن فكرة، وحضنٌ تاريخي، وثقافة تجذّرت في تضاريس الجسد اليمني. عدن لم تفقد بوصلة العروبة، ولا أصالة التمدن، رغم أنها اليوم تُعاني من حصار معنوي، من محاولات طمس، من سوء إدارة وتهجير من نوع آخر. لكنها، كما كانت دوماً، تنهض كلما ظنوها سقطت. شمسان لن ينكسر. والخور لن يجف. وعدن لن تنسى اسمها: 'عُدن'… المدينة التي تحمل اليمن كله في حضنها.

صبرا آل باجيل
صبرا آل باجيل

اليمن الآن

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • اليمن الآن

صبرا آل باجيل

أخبار عدن (الأول) - عدن / خاص { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } ... بعيون دامعة وقلوب راضية بقضاء الله وقدره نتقدم بخالص العزاء وعظيم المواساة إلى الأخ والصديق العزيز محمد علي سالم باجيل وجميع آل باجيل في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى (والده) الشيخ /علي سالم باجيل سائلين الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون المعزون : د. تميم عبدالرقيب عبدالرحمن ، د. محسن العنجري المهندس/ محمد عبيد بن طالب ، الاستاذ/ شكيب عثمان سعد ، المهندس/ عمار فضل علي صالح ، الاخ / فهد حسين شيخ

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store