
الحكومة البريطانية تدين هتافات مناوئة للجيش الإسرائيلي بثتها بي بي سي على الهواء
Getty Images
بوبي فيلان على أكف الجماهير خلال مهرجان غلاستونبري في 28 يونيو/حزيران 2025
أدانت الحكومة البريطانية بشدة هتافات ثنائي الراب بانك "بوب فيلان" في مهرجان غلاستونبري الموسيقي، حيث دعت الهتافات إلى "الموت" للجيش الإسرائيلي، وبثتها بي بي سي على الهواء مباشرة.
وقاد مغني الراب بوبي فيلان هتافات "الحرية لفلسطين" و"الموت الموت للجيش الإسرائيلي" خلال العرض الذي جاء قبل عرض الراب من بلفاست، نيكاب.
وصرح متحدث باسم بي بي سي بأن بعض التعليقات كانت "مسيئة للغاية"، مضيفاً أن الهيئة كتبت تحذيراً على الشاشة بشأن "لغة قاسية وتمييزية"، وبأن العرض لن يكون متاحاً لإعادة مشاهدته على منصة بي بي سي آي بلاير.
وأعلنت الشرطة أنها تراجع مقاطع فيديو لما قاله بوب فيلان ونيكاب، لتحديد ما إذا كانت قد ارتُكبت أي مخالفات.
وقالت إدارة المهرجان في بيان: "مهرجان غلاستونبري لا يتسامح مع خطاب الكراهية أو التحريض على العنف بأي شكل من الأشكال من قبل فنانيه".
وبعد أداء بوب فيلان، صرّح متحدث باسم الحكومة بأن وزيرة الثقافة ليزا ناندي تواصلت مع المدير العام لبي بي سي تيم ديفي، لطلب "توضيح عاجل" حول الإجراءات اللازمة التي اتخذتها بي بي سي قبل بثّ العرض.
Getty Images
مغني الراب بوبي فيلان
وأضافت الحكومة أنها ترحّب بقرار عدم إعادة بثّ العرض على منصة بي بي سي آي بلاير.
وجاء عرض بوب فيلان على مسرح ويست هولتس في المهرجان، قبل عرض فرقة الراب الأيرلندية "نيكاب".
وتصدّرت الفرقة عناوين الصحف في الأشهر الأخيرة، بعد اتهام مغني الراب ليام أوغ أوهانايد، الذي يُقدّم عروضه تحت اسم "مو شارا"، بارتكاب "جريمة إرهابية" بزعم رفع علم حزب الله، المنظمة المحظورة والمصنفة إرهابية في بريطانيا، في حفل موسيقي العام الماضي، وقد نفى أوهانايد التهمة.
وشاهد الآلاف عرض فرقة "نيكاب" المشحون يوم السبت، إذ ردّت الفرقة على رئيس الوزراء كير ستارمر بهتافات مليئة بالشتائم، بعد أن وصف في وقت سابق مشاركة الفرقة في مهرجان غلاستونبري بأنها "غير لائقة".
وأُفرِج عن أوهانايد بكفالة بعد جلسة استماع في محكمة بلندن قبل أسبوعين.
وبعد العروض التي قدمها بوب فيلان ونيكاب، أعلنت شرطة أفون وسومرست المسؤولة عن المنطقة أنها ستراجع اللقطات التي وثّقت ما قالته الفرقتان على مسرح ويست هولتس.
وأضافت الشرطة أن التسجيلات "سيُقيّمها الضباط لتحديد ما إذا كانت تحوي أي جرائم تستدعي تحقيقاً جنائياً".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 10 ساعات
- الوسط
حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنسانية للقتل؟
Getty Images لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنسانية للقتل؟ قُتل خمسة فلسطينيين من طالبي المساعدات، الأحد 29 من يونيو/حزيران، ليضافوا إلى مئات القتلى الآخرين الذين سقطوا خلال شهر واحد، منذ بدء توزيع المساعدات الإنسانية بآلية جديدة تحت رعاية أمريكية - إسرائيلية . ووصف المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة مراكز توزيع المساعدات الأمريكية - الإسرائيلية بـ "مصائد الموت والاستدراج الجماعي"، مشيرا إلى أن عدد الضحايا، منذ 27 مايو/أيار وحتى 25 يونيو/حزيران، بلغ 549 قتيلا وأكثر من 4000 مصاب. وتعتمد آلية توزيع المساعدات التي تُدار من جانب هيئة أمريكية تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، على توزيع المساعدات عبر عدة مواقع رئيسية محددة سلفا يتولى تأمينها والإشراف عليها متعاقدون أمريكيون، بينما تقوم قوات الجيش الإسرائيلي بتسيير دوريات في محيطها. كذلك يتحكم الجيش الإسرائيلي في مسارات وصول هذه المساعدات إلى مراكز توزيعها. وللوصول إلى هذه المواقع، يتعين على الفلسطينيين الراغبين في الحصول على المساعدات الخضوع لفحص وتدقيق من خلال بطاقات الهوية وباستخدام تقنيات المقاييس الحيوية والتعرف على الوجوه. ويحتاج الكثير من الفلسطينيين إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى هذه المراكز. وانتقدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية - منظمة إنسانية فلسطينية في قطاع غزة – آلية توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية، قائلة: "تُصرُ قوات الاحتلال على المضي في هذه الآلية إمعانًا في جريمة الإبادة الجماعية وسط صمت من المجتمع الدولي يشكل غطاء لاستمرار هذه الجريمة". كما تتزايد وتيرة الانتقادات الأممية والدولية مع تزايد عدد القتلى الفلسطينيين من طالبي المساعدات في قطاع غزة. إذ قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الجمعة 27 من يونيو/حزيران، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة أصبح "ساحة قتل"، فقد تم "الإبلاغ عن مقتل أكثر من 400 شخص يعانون من التجويع منذ بدء العمل به قبل شهر واحد فقط". كذلك انتقد وزير خارجية فرنسا، جان نويل بارو، السبت 28 من يونيو/حزيران، الآلية الأمريكية الإسرائيلية، قائلا: "500 حالة وفاة خلال شهر واحد أثناء توزيع المواد الغذائية في غزة، عار وفضيحة يجب أن تنتهي على الفور". وشدد بارو على أن "الكرامة الإنسانية لا تقبل المساومة"، داعيا إلى إنهاء الحرب بشكل عاجل. ووصف مكتب الأمم المتحد لتنسيق الشؤون الإنسانية في قطاع غزة الخطة الإسرائيلية بأنها "تبدو مصممة لتعزيز السيطرة على الإمدادات الأساسية كجزء من استراتيجية ضغط عسكرية، وهو ما يُعد انتهاكا صريحا للمبادئ الإنسانية". وكانت الأمم المتحدة قد رفضت المشاركة في توزيع المساعدات الإنسانية من خلال الآلية الأمريكية - الإسرائيلية متهمة إياها باستخدام "المساعدات كسلاح"، وبأنها "تتعارض مع المبادئ الأساسية للعمل الإنساني". "هأرتس تنقل شهادات عن جنود إسرائيليين" وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قد نشرت الجمعة 27 من يونيو/حزيران، شهادات عن ضباط وجنود في الجيش الإسرائيلي، قالوا فيها إنهم "تلقوا أوامر بإطلاق النار على حشود من الفلسطينيين" لإبعادهم أو تفريقهم أثناء تجمعهم قرب مراكز المساعدات، رغم أنهم "لم يكونوا يشكلون أي تهديد". وأشارت "هآرتس" إلى وصف أحد الجنود الوضع بأنه "انهيار تام للمعايير الأخلاقية للجيش الإسرائيلي في غزة". كذلك نقلت "هآرتس" عن جند آخر تشبيه مراكز توزيع المساعدات بـ "ساحة قتل"، مضيفا: "في مكان تواجدي كان يُقتل ما بين شخص وخمسة أشخاص (فلسطينيين) يوميا، وكانوا يُعاملون كقوة مُعادية". ومن جهتها، طالبت حركة حماس الأمم المتحدة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق لمحاسبة المسؤولين أمام العدالة الدولية. ودعت حماس، في بيان الجمعة 26 من يونيو/حزيران، إلى"استئناف توزيع المساعدات عبر وكالة الأونروا وكافة المنظمات الدولية الإنسانية المتخصّصة، لرفع الظلم والقهر الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة بسبب الاحتلال وسياسة التجويع التي ينتهجها". في المقابل، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، يسرائيل كاتس، الشهادات التي نقلتها صحيفة "هآرتس". واتهم نتنياهو وكاتس، في بيان مشترك الجمعة 27 من يونيو/حزيران، صحيفة "هآريتس" بنشر "أكاذيب بشعة تهدف إلى تشويه سمعة الجيش الإسرائيلي"، واصفين الجيش الإسرائيلي بـ "أكثر الجيوش أخلاقية في العالم". وأشار نتنياهو وكاتس إلى أن الجيش الإسرائيلي "يعمل في ظروف صعبة ضد عدو إرهابي يعمل من داخل السكان المدنيين ويختبئ خلفهم كدروع بشرية". ويتهم مسؤولون إسرائيليون حركة حماس بقتل المدنيين الفلسطينيين لـ "إلصاق التهمة بإسرائيل"، لكنهم لا يقدمون أدلة على ذلك. ويرى مراقبون أنه على الرغم مما تتمتع به إسرائيل من سيطرة شبة تامة على سماء غزة ومن تقدم تكنولوجي هائل، لم تُقدم إسرائيل دلائل واضحة على مسؤولية حماس أو استخدامها للمدنيين كدروع بشرية، رغم تكريرها الاتهام نفسه مرات عديدة. ويعيش قطاع غزة وضعا إنسانيا صعبا للغاية، في ظل نقص حاد في الطعام والشراب والمواد الطبية الأساسية. وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الأحد 29 من يونيو/حزيران، إلى ارتفاع عدد ضحايا الحرب إلى 56,500 قتيل، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى 133,419 مصابا، منذ بدء الحرب في 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023. برأيكم، لماذا يتعرض طالبو المساعدات في غزة لإطلاق النار؟ كيف ترون ما جاء في تقرير صحيفة "هآرتس" عن شهادات ضباط وجنود إسرائيليين؟ كيف ترون نفي رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه استهداف مدنيين فلسطينيين؟ كيف تقيمون مواقف المجتمع الدولي والدول الكبرى من استمرار قتل طالبي المساعدات من الفلسطينيين؟ وإلى متى تستمر معاناة المدنيين في قطاع غزة؟ نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 30 يونيو/حزيران. خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب


الوسط
منذ 17 ساعات
- الوسط
"ما الجملة الأخيرة التي قالها لك قبل أن يستشهد"؟ غزيون يستحضرون كلمات وداع أحبتهم
Getty Images في غزة، تغيب الشمس على أصوات القصف وتصبح اللحظات الأخيرة كل ما تبقّى للعائلات من أحبّتهم الذين رحلوا. نشرت الصحفية الفلسطينية وعد أبو زاهر سؤالاً عبر حسابها على فيسبوك: "ما الجملة الأخيرة التي قالها لك قبل أن يستشهد؟"، سؤال يحمل في طياته ثقل الفقد كله، وكانت الإجابات بمثابة سجل توثيقي لمن فقد أحبة أو أقارب أو أصدقاء في الحرب. "تنسيش تكتبي عني دائماً" الجمل الأخيرة لا تُنسى، وتظل حاضرة في القلب كما لو أنها قيلت الآن، يافا محمد كتبت آخر كلمات أخيها "تنسيش تكتبي عنّي دائماً. تنسينيش. بديش أكون رقم. تصدّقي عنّي. كلميني بالمحادثة حتى إذا ما رديت. انشري استغفار على روحي. جوعانة. بدي قهوة. بدي أحكيلك إشي مهم. اشتقت لكتبي. راجعين. يارب هدنة. تعبت. يا رب استشهد. تزعليش علي. ماما بتسلم عليك. تعيطيش علي ماشي؟ تعيطيش. اكتبي دائماً". تُعلق يافا على آخر كلمات شقيقها: "الكثير، الكثير. كلماتُهم تنهش رأسي، وتُحدِث في عقلي ضجيجاً لا يهدأ، الله يرحمهم ويرضى عنهم". في كلماته الأخيرة، حاول زوج راوند حسين أن يطمئن قلبها، بكلمات من الإيمان بالرجاء ووعد باللقاء. تكتب راوند: "تقلقيش محدش بيموت ناقص عمر. لما نلتقي بعوضك عن كل هاي الأيام، الي بيسبق فينا الثاني بستنى عند الزيتونة الي ورا وادي العسل. المهم عرفتي المكان؟ أنا رح أسبقك وأستناكي هناك". إسراء سهمود تتذكر شقيقها وتقول: "حبيبي الله يتقبله، قال لإمي: "ليش خايفة أنا مش خايف أنا قارئ أذكار الصباح، أنتِ قرأتيهم، إقرأيهم"، وبعدها بساعات راح. الله يتقبله". "وصية تختصر الحب والخوف والوداع" آية أبو جامع تروي قصتها: "كانت كلماته الأخيرة لي بمثابة وصية تختصر الحب والخوف والوداع". "زوجي أبو كنان قبل استشهاده بنصف ساعة: آية، انتبهي على حالك وع الأولاد، وكلي أمرك لربنا وكل واحد بياخذ نصيبه، حاولي تتجاهلي خوفك، ما حد بياخذ عمر غيره يا حبيبتي، والله ما حد بيرفع الموت عنّا، خلص استوعبي ما تضلك خايفة كل شوي هيك، وما تقلقي". "أولادك معك و سندك. ضلك قوية، الدنيا ما بدها غير القوي". "اعمل عني عمرة" كانت هذه آخر محادثة لإبراهيم طبازة مع أخته تسنيم، توصيه فيها أن يؤدي العمرة عنها وعن زوجها بعد رحيلهما، وأن يتصدّق عن أرواحهما، وأن يقوم برعاية أطفالهما، خصوصاً ابنتهما ماسة، التي لا تنام الليل من القصف والخوف. وبعدها رحلت تسنيم ورحل خالد ورحلت ماسة. "أحلى إشي في الجنة فش تعباية مية" Getty Images قبل أن يودّعهم إلى الأبد، استمع علاء الحسنات إلى كلمات ستبقى محفورةً في ذاكرته ما دام حياً. علاء يروي آخر لحظاته مع أشقائه: "أخي أبو الطاهر، سألته عن آخر الأخبار قلي "إنك ميت وإنهم ميتون". أما أحمد، أعطانا محاضرة عن مرتبة الشهداء وصار يشرح شو إلهم بعد الموت. "سلسبيل اختي قالت يا سلام يعني حنقعد جمب بعض!" أخي عز الدين قال: "أحلى إشي في الجنة فش تعباية مية"! ترفق ليلى خالد الصورة أدناه لما يبدو أنه محادثة مع صديقتها سماح، وتُعلّق: "راحت الغالية". "متقلقيش يا مرتي" أسماء وليد تتذكر لحظات خروج زوجها من البيت. "كنت بترجاه يخلي باله من نفسه عشاني وعشان ولاده. وكان رده: "متقلقيش يا مرتي"." "والله بنسأل حالنا كل يوم، لسا الناس عارفين انه في تقريبا 160 شهيد يومياً؟ 1000 شهيد أسبوعياً؟"، كانت الرسالة الأخيرة من هيثم النباهين لصديقه خير الدين. "طفلتي ياسمين ذات العامين والنصف، حكتلي ماما أنا خايفة كتير وطلبت مني ألبسها لبس أخوها واستشهدت فيه. حبيبتي. بتمنى الآن تكون لقت الأمان والراحة الي انحرمنا منها"، هكذا تصف زينب أبو سويرح آخر لحظاتها من ابنتها. تحرير مهنّا كانت تنتظر أختها لتحضير كعك العيد معاً: "أختي عيوني فداء حكتلي مسافة نص ساعة يختي وبكون عندك أعملك كعك العيد. ولليوم ما أجت". صفاء سليلة تلخّص عاماً من الانتظار والأمل المعلّق، بعبارة موجعة في بساطتها: "زوجي ورفيق دربي كان النا أكتر من سنة مش شايفينه. الحمد لله على كل حال". محمد فخري يستعيد آخر ما وصله من صديقه عاصم، حين كان يروي صديق آخر قصة اعتقال صديقهما، فبادره عاصم بالتأكيد على أهمية ذكر من اعتقله، وكيف اعتُقل، في وثيقة رسمية ربما كانت مُرسلة إلى الحكومة الإسرائيلية كاعتراض على حادثة الاعتقال. يحيى أبو زكريا كتب: "أختي رانيا ربنا يتقبلهم بعتتلي مسج (رسالة نصية) بتقول: حاسة إنه في حدا منا رح يروح". أجابها: "اذكري ربنا وروقي". ردت عليه رانيا: "والله حاسة أنا الي رح أروح وأترككم". ثاني يوم، قصف منزلها وراحت هي وأطفالها. "شو أول شغلة حتطلبها من ربنا أول ما تشوفه"، هذا ما قاله بلال لصديقه جود. والبعضُ اكتفى بجملة واحدة: "شكلها قربت. دير بالك على حالك". Getty Images الابتسامة الأولى واللقاء الأخير لا تزال كلمات زوج آلاء تتردد في ذهنها كأنها تُقال الآن. فهي أخبرته أن يداعب ابنتهم الرضيعة سارة. قال لها: "سوسو بابا حبيبي". سارة، ذات الخمسة أيام، ابتسمت للمرة الأولى، آنذاك. كان بين ولادة طفلتهم الأولى ورحيل أبيها 5 أيام فقط. حتى لامسني شعور الغيرة لماذا ضحكت لأبيها ولم تضحك لي. ثم قلت له: "خايفة الأخبار مرعبة والقصف جداً مرعب". "قال لي بعبارة الواثق وابتسامة لم أرها من قبل وكأنّ الشهداء ابتسامهم أجمل مما نتصور: "حطوا ايديكم بمي باردة وما تخافي اللي كاتبه ربنا بصير". أصررت عليه بأن ينتبه على نفسه قال: "ديري بالك على حالك وعلى البنت"، ونبقى على تواصل، وانقطع الاتصال. "أحيا على أمل أن يعود الاتصال او على أمل رؤية تلك الضحكة الأخيرة، لقد كانت الأجمل على الإطلاق". ثم يبقى سؤالي الأكثر حيرة في بالي: "ماذا كانت جملته الأخيرة قبيل قصف المنزل إذ كان هو وعمه وابن عمه؟ كل ليلة أساله لنفسي ثم تغفو عيني ودموعي تبلل وسادتي". "هذا زوجي وحبيبي مصعب".


الوسط
منذ 18 ساعات
- الوسط
«نيكاب» تنتصر للقضية الفلسطينية في مهرجان غلاستونبري
أحيت فرقة الراب الأيرلندية الشمالية «نيكاب»، التي يُلاحَق أحد أعضائها قضائيا بعد اتهامه برفع علم «حزب الله» اللبناني خلال إحدى حفلاتها، عرضا موسيقيا أمس السبت خلال مهرجان غلاستونبري الإنجليزي، وسط حضور جماهيري كبير كان عدد كبير منهم يرفع الأعلام الفلسطينية. وتصدّرت «نيكاب» عناوين الصحف خلال الأشهر الأخيرة بسبب مواقفها المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة لإسرائيل. والمعروف أن «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس» الفلسطينية محظورتان في المملكة المتحدة، ويُعدّ التعبير عن الدعم لهما جريمة. واتُّهم أحد أعضاء الفرقة بارتكاب «انتهاك إرهابي»، لرفعه علم «حزب الله»، الذي تصنّفه المملكة المتحدة «منظمة إرهابية»، خلال حفلة موسيقية في لندن، مما دفع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وسياسيين آخرون للمطالبة باستبعاد الفرقة من المهرجان الإنجليزي، وفقا لوكالة «فرانس برس» وقال ليام أوهانا الذي مَثُل أمام القضاء بتهمة رفع علم «حزب الله» وهو يهتف «هيا يا حماس! هيا يا حزب الله»: «غلاستونبري.. أنا رجل حر». ونفى أوهانا، المعروف باسمه الفني «مو شارا»، التهمة. وخلال المهرجان، قال أوهانا واضعا كوفيته الشهيرة: «هذا الوضع قد يكون مُرهقا جدا، لكنه لا يُقارن بما يمرّ به الشعب الفلسطيني». ووجّه أوهانا تحية لمجموعة «بالستاين أكشن» (العمل من أجل فلسطين)، التي أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، حظرها بموجب قانون مكافحة الإرهاب. وقد ارتدى زميله في الفرقة دي جي بروفاي قميصا مُخصصا للمجموعة، التي حُظرت بعدما اقتحم ناشطون فيها قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، ورشّوا الطلاء على طائرتين. اعتراضات إسرائيلية على «نيكاب» قبل صعود الفرقة على المسرح، دعا العضوان في فرقة «بوب فيلان» الجمهور إلى الهتاف «الموت.. الموت للقوات الإسرائيلية». من جهتها، أبدت سفارة إسرائيل لدى المملكة المتحدة في منشور عبر منصة «إكس» انزعاجا شديدا من «الخطاب التحريضي والبغيض». وقالت: «ذلك يثير مخاوف جدية بشأن تطبيع الخطاب المتطرف وتمجيد العنف»، داعية منظمي المهرجان والفنانين والمسؤولين البريطانيين إلى إدانة هذا التصريح. وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن الشرطة المحلية تُقيّم مقاطع فيديو تتضمّن تعليقات أدلت بها كلتا الفرقتين لتحديد ما إذا كان هناك أي مخالفات. تأسست فرقة «نيكاب» عام 2017، واعتادت على إثارة الجدل. وبالنسبة إلى محبيها، يُعدّ أعضاؤها محرضين جريئين يتحدّون النظام القائم. أما بالنسبة إلى منتقديها، فهي متطرفة خطيرة. وتتضّمن كلمات أغاني الفرقة، التي تؤدي بالإيرلندية والإنجليزية، إيحاءات إلى المخدرات. وقد اصطدمت مرات عدة مع حكومة المملكة المتحدة السابقة، وعارضت بشدة الحكم البريطاني في أيرلندا الشمالية. وتنفي «نيكاب» تهمة الإرهاب، وتقول إن مقطع الفيديو الذي يظهر فيه علم «حزب الله» قد أُخرج عن سياقه. وردا على سؤال عما إذا كان قد ندم على تلويحه بعلم «حزب الله»، وتلفظه بتعليقات أخرى التقطتها الكاميرات، قال شارا لجريدة «ذي غارديان» في مقابلة نُشرت الجمعة: «لماذا أندم؟ّ! لقد كانت مزحة. نحن نؤدي أدوارا». وقال كريس جيفريز (32 سنة)، وهو محلل في أحد البنوك، إنّ أداء فرقة «نيكاب» في مهرجان غلاستونبري جعله فخورا بكونه من محبي الفرقة، مضيفا: «إنّها من الفرق القليلة هنا التي تتحدث عن فلسطين». غلاستونبري يرفض الانتقادات منذ توجيه الاتهامات إلى ليام أوهانا، استُبعدت الفرقة من برامج حفلات صيفية، بما في ذلك في اسكتلندا وألمانيا. لكنّ منظمي مهرجان غلاستونبري تحدّوا ستارمر، الذي أكّد أنه من «غير اللائق» أن تحيي «نيكاب» حفلة ضمن المهرجان. وقال مايكل إيفيس، المشارك في تأسيس المهرجان، في مقال نُشر بجريدة مجانية: «إنّ الأشخاص الذين لا يعجبهم التوجّه السياسي للحدث يمكنهم الذهاب إلى مكان آخر». كما تعرضت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، الشريكة في المهرجان منذ عام 1997، لضغوط لعدم بث الحفلة. وفي بيان السبت، أشار ناطق باسم الهيئة إلى أن الحفلة لن تُعرَض مباشرة، ولكنّها ستكون متاحة على الأرجح عند الطلب لاحقا. ومن أبرز الفنانين في المهرجان، الذي سيُختتم اليوم الأحد فعالياته ، نيل يونغ وأوليفيا رودريغو وتشارلي إكس سي إكس ورود ستيوارت.