
بعد الصفقات الاقتصاديّة؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
دونالد ترامب يعتقد أن الله بعث به لانقاذ أميركا. على احدى القنوات العربية هذا الكلام "الله بعث به أيضاً لانقاذ الشرق الأوسط من الحروب". هكذا استقبلناه كما يستقبل الأباطرة، ربما كما يستقبل الأنبياء. لا، لا، متى لم يستقبل الأنبياء بالعصي أو بالحجارة؟
انه رجل الصفقات، لا رجل القيم التي قال بها أبراهام لنكولن (مهما كنت... كن جيداً). غداً يخاطب الأميركيين "لقد عدت من الالدورادو بتريليونات الدولارات". هذا هو رهانه الى الولاية الثالثة. رجل لا يستطيع البقاء الا في الضوء. الظل هو الموت.
كثيرون استذكروا لقاء الرئيس فرنكلين روزفلت والملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، على متن المدمرة كوينسي في قناة السويس غداة مؤتمر يالطا (1945 )، وقيام المحور الأميركي ـ السعودي الذي لطالما تحكم بالمعادلات السياسية والمعادلات الاستراتيجية في المنطقة العربية. الآن لقاء بين الرئيس دونالد ترامب والأمير محمد بن سلمان، الذي يوصف بالمؤسس الثاني للمملكة. لقاء بلغة أخرى وبرؤية أخرى. من جيل الخيزرانة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الى جيل المفاعل النووي، والقراءة الخلاقة للحياة.
هذه هي أميركا التي قامت فلسفياً وتاريخياً على لعبة المال، التي تستدعي تلقائياً لعبة الاحتواء (نظرية جورج كينان ـ 1946). الايرانيون استهلكوا 4 عقود في الصراع مع أميركا، ما كانت النتيجة؟ انحسار جيوسياسي شامل خلال أيام، بل وخلال ساعات. الآن مفاوضات يفترض أن تفضي منطقياً الى الاتفاق. في طهران حديث عن نموذج كوريا الجنوبية التي كانت منطقة ميؤوس منها ، لافتقادها الموارد البشرية والموارد الطبيعية (تقرير البنك الدولي عام 1964)، فاذا بها تحقق انظلاقة تكنولوجية جعلت منتجاتها تدخل الى كل بيت في العالم.
بالديبلوماسية الذكية (وبالذكاء الاصطناعي) يمكن للسعودية كما لايران، فيما تركيا تتقن اللعب داخل الخاصرة الأميركية، ارساء قواعد للعلاقات مع الولايات المتحدة، على اساس نظرية مهاتير محمد التوازن في الاحتياجات، مع اعتبار أن الأميركيين يمسكون بكل طرقات وبكل مفترقات الكرة الأرضية. الباحث في المستقبل آلفن توفلر كان يتحدث عن "ادارة الأزمنة"، وربما ما بعد الأزمنة. أين التنين في هذه الحال ؟ حتى الآن ما زال ينتهج استراتيجية التسلل من الأبواب الخلفية.
الحدث سوريا من دون عقوبات بوساطة ولي العهد السعودي. بدل رجب طيب اردوغان وبنيامين نتنياهو، دونالد ترامب في قصر الشعب. هذا يعني أن سوريا التي قال المؤرخ الفرنسي جان ـ بيار فيليو "في كل منا جزء من سوريا" أمام مرحلة بالغة الأهمية، دون أن نتصور في أي حال، أن يتخلى الأميركيون عن "اسرائيل"، وهذا ما يجعلنا نتوجس من المستقبل الذي ينتظرنا ، اذا أخذنا بالاعتبار الترابط العضوي بين سوريا ولبنان.
ترامب قال ان السعودية "ستنضم الى اتفاقات ابراهام في الوقت الذي ستختاره"، دون أي اشارة الى المسألة الفلسطينية التي هي الأساس في الصراع. شن هجوماً عاصفاً على حزب الله، الذي كان عليه القبول بأن تبقى الأقدام الهمجية جاثمة على صدورنا، وان كانت "حرب الاسناد" لا تزال تثير بعض الأسئلة الملتبسة. وهكذا أعطى الضوء الأخضر لبعض القوى السياسية الداخلية، المضي في محاولات الانقضاض على الحزب، دون اي اعتبار لهشاشة الوضع السياسي والطائفي في البلاد. ليلاحظ أيضاً أن هناك وزراء يتعاملون مع الحزب على أنه "العدو على أرضنا"، فيما الشيخ نعيم قاسم يقول "اننا جزء من العهد"، وهي اشارة بالغة، وبليغة الدلالة.
قد يكون المطلوب من لبنان أن يرفع الرايات البيضاء. أحمد الشرع عرض على الأميركيين الصلح مع "اسرائيل" دون الجولان، الذي اعترف الرئيس الأميركي بسيادة الدولة العبرية عليه، وفتح الابواب أمام المستثمرين الأميركيين (وربما "الاسرائيليين") في مجال التنقيب عن الغاز، كما عن المعادن الثمينة. قطعاً الرئيس جوزف عون لا يمكن أن يتخلى عن حفنة تراب من أرض لبنان، ولا يمكن أن يعقد السلام مع ذلك النوع من الذئاب، وهو الذي تقوم فلسفته السياسية على اجتثاث أي أثر لثقافة الكراهية، كما لثقافة الانشقاق.
مرة أخرى ، لا اشارة الى الدولة الفلسطينية ولا الى المأساة الفلسطينية. حتى اليوم 52000 قتيل، بينهم 18000 طفل. كيف يمكن للرئيس الأميركي، كمبعوث من الله، ألا يتوقف ولو لهنيهة أمام تلك المذبحة. مرات استعدنا وصف وليم كريستول لنا بـ "براميل النفط التي تتدحرج على قارعة الأزمنة".
رسالة الى مَن حين يقول دونالد ترامب ان ايران هي "أكثر قوة مدمرة في الشرق الأوسط، لكنني أريد أن أبرم اتفاقاً معها"؟ "انه الاقتصاد أيها الغبي" (It is the economy
( stupid، العبارة التي شاعت اثناء الحملة الانتخابية للرئيس بيل كلينتون، وهي التي تمثل خارطة الطريق للرئيس الأميركي، دون اي اعتبار آخر.
انه الاعصار الأميركي في لبنان، وحيث ذلك النوع من الساسة الأفذاذ الذين طالما وصفناهم بـ "الغربان بالياقات البيضاء"، من يراهنون على الضربة الأميركية (وحتى "الاسرائيلية" والسورية ). ولكن ألا تتوقع قناة "فوكس نيوز" صورة قريبة لدونالد ترامب وآية الله خامنئي؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تيار اورغ
منذ 33 دقائق
- تيار اورغ
ترامب يطلق درعاً صاروخية باسم "القبة الذهبية".. "تحبط أي هجوم من الفضاء"
كشف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن خطط بناء درع صاروخية باسم "القبة الذهبية"، بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية، مؤكدا أنها ستوضع في الخدمة بنهاية ولايته الثانية. وقال ترامب في البيت الأبيض: "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأنني سأبني درعا صاروخية متطورة جدا" مضيفا: "يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة". وأوضح أن الكلفة الإجمالية للمشروع تصل إلى "حوالي 175 مليار دولار" عند إنجازه، وأن القبة "ستكون مصنعة في أميركا بالكامل". وذكر الرئيس الأميركي أن الهدف من بناء الدرع الصاروخية هو "مواجهة أي ضربات بعيدة المدى"، و"حماية سمائنا من الصواريخ الباليستية". وشدد على أن "القبة الذهبية ستحبط أي هجوم صاروخي ولو كان من الفضاء". واعتبر ترامب أن "القبة الذهبية استثمار تاريخي في أمن أميركا والأميركيين". وكشف ترامب أن الجنرال مايكل جويتلاين، نائب رئيس سلاح الفضاء، سيقود المشروع. ومن جانبه، أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن "القبة الذهبية ستغير قواعد اللعبة لصالح أميركا". وفي نهاية يناير (كانون الثاني)، وقّع ترامب مرسوما لبناء "قبة حديدية أميركية"، تكون وفق البيت الأبيض درعا دفاعية متكاملة مضادة للصواريخ لحماية أراضي الولايات المتحدة. وكانت روسيا والصين وجّهتا انتقادات لذلك الإعلان الذي رأت فيه موسكو مشروعا "أشبه بحرب النجوم"، في إشارة إلى المصطلح الذي استُخدم للدلالة على مبادرة الدفاع الاستراتيجي الأميركي في عهد الرئيس رونالد ريغان إبان الحرب الباردة. وتسمية "القبة الحديدية" تم إطلاقها على واحدة من المنظومات الدفاعية الإسرائيلية التي تعمل ضد هجمات صاروخية أو بمسيّرات. وهذه المنظومة اعترضت آلاف الصواريخ منذ دخولها الخدمة في العام 2011. ويبلغ معدّل اعتراضها لأهدافها نحو 90 بالمئة، وفق شركة رافائيل الإسرائيلية للصناعات العسكرية التي شاركت في تصميمها. وفي بادئ الأمر، طوّرت إسرائيل بمفردها "القبة الحديدية" بعد حرب عام 2006 مع حزب الله اللبناني، لتنضم إليها لاحقا الولايات المتحدة التي قدّمت خبرتها في المجال الدفاعي ودعما ماليا بمليارات الدولارات. وكان ترامب قد أشار بالفعل إلى هذا المشروع خلال حملته الانتخابية، لكن خبراء يؤكدون أن هذه الأنظمة مصمّمة في الأصل للتصدي لهجمات تشنّ من مسافات قصيرة أو متوسطة، وليس لاعتراض صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب الولايات المتحدة.


الديار
منذ 35 دقائق
- الديار
زيارة عباس للبنان وسلاح المخيمات
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب عشية زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى بيروت، حيث ستجمعه خلوة برئيس الجمهورية اليوم ، يليها اجتماع موسع لمناقشة ابرز القضايا المشتركة، من الوضع في غزة والعلاقات بين لبنان وفلسطين، فضلا عن ملف السلاح في المخيمات، على ان يزور الخميس عين التينة والسراي، وسط حديث عن امكان زيارته لاحد المخيمات، يرى متابعون لملف انفلاش السلاح الفلسطيني في لبنان ان الاحداث الجارية في غزة، والتي بات واضحا ان هدفها النهائي تطهير القطاع من سكانه، تحت ضغط القتل والجوع والتشريد يجعل من مهمة ابو مازن في بيروت صعبة. وتتابع المصادر بانه لطالما ربط ملف السلاح الفلسطيني بحق العودة والاتفاقات النهائية والتي يبدو انها سقطت، وبعدما بات موضوع السلاح وتسليمه مرتبطا بـ «الحقوق المدنية»، وهو ما لا يمكن للبنان التسليم به تحت اي ظرف خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، ووجود العدد الضخم من النازحين السوريين.


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
ماذا عن التجديد لليونيفيل؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب بعيد زيارة موفد بريطاني، بيروت، منذ ايام، بعيدا عن الاعلام ولقائه عددا من المسؤولين للوقوف على راي الدولة اللبنانية من مسالة التجديد لقوات الطوارئ الدولية، في ظل القلق الدولي المتصاعد من «الاعتداءات» التي تتعرض لها دورياتها بشكل شبه يومي، كشفت مصادر دبلوماسية، ان تل ابيب تخوض «حربا» في واشنطن عنوانها «تعديل تركيبة اليونيفيل وتعديل قواعد الاشتباك»، مستفيدة من قرار عصر النفقات التي اتخذته الامم المتحدة، بعد وقف الادارة الجمهورية تمويلها للمنظمة الدولية، مبدية مخاوفها من ان يملء الوقت الفاصل عن اول ايلول، مزيدا من الاشكالات جنوبا والتي يمكن ان تتطور بشكل اكبر، دون اغفال احتمال التصعيد "الاسرائيلي" سياسيا وميدانيا وعسكريا، في حال فشلها في تمرير التعديلات التي تريدها.