logo
التطبيع الثقافي.. ماهيته ومخاطره (1)

التطبيع الثقافي.. ماهيته ومخاطره (1)

الجزيرة١٤-٠٢-٢٠٢٥

يتعيّن من الناحيةِ المنطقية أن تكون الجبهةُ الثقافيةُ هي الأكثر متانةً في مواجهة الاختراق التطبيعيّ الصهيونيّ؛ فالتطبيع يبدأ بفكرة تشوش على فكرة المقاومة، وتزيّن التعايش مع الاحتلال وتسوّغه وتبرّره.
والاحتلال -قبل أن يكون حضورًا عسكريًّا وأمنيًّا، وقوة استعمارية على أرض بلد آخر- هو قبل كل شيء "فكرة"، تزين التنازل عن الحقوق والتفريط فيها، وتبرر القعود عن المقاومة.
بناءً على ذلك، يتعين أن يكون "المثقف" حارسًا للوعي، وفي مقدمة الجبهة التي تتصدى للتطبيع، وآخر من يترك المعركة؛ فهو حارس الرواية، وحامل مشعل الحقيقة، وإن انزلاق المثقّفين لخدمة التطبيع وتبريره هو خيبة لهم وعار، كما يقول أبو سيف، وزير الثقافة الفلسطيني.. إن دور المثقفين هو التمكين للخطاب الثقافي الرافض لكل أشكال التطبيع، والرافض للانزلاق في مساره، ناهيك عن تزيينه أو تبريره.
مفهوم التطبيع والتطبيع الثقافي ومخاطرهما
ماذا نقصد بالتطبيع؟ وماذا نقصد بالتطبيع الثقافي؟ وما هي مخاطره ومظاهره وتجلياته على الواجهة الإعلامية والثقافية العربية؟ وما موقع التطبيع في إستراتيجية الاختراق الثقافي الصهيوني؟ وما هي تجلياته في الساحة الثقافية الوطنية والعربية؟ وأي دور للمثقفين في التمكين للخطاب الثقافي الرافض للتطبيع عربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا؟ وأية مقاربة وأي مقترحات للتصدي للتطبيع على هذه الواجهة؟
في السياقات، الفلسطيني والعربي والإسلامي، وفي كل سياق مطبوع باحتلال أرض واغتصاب الحقوق التاريخية لهذا الشعب والاعتداء على حقوقه ومقدساته الدينية، فإن التطبيع يعني أن تقبل وتسلّم من الناحية الفكرية والنفسية والسلوكية بالمحتل الغاصب
مفهوم التطبيع
من الناحية اللغوية الصِّرف، "التطبيع" هو "استرجاع" لحالة كانت طبيعية، حالت ظروف ما (ذاتية أو موضوعية) دون استمرارها، فوجب بالتالي اعتمادها من جديد أو تبنيها. هو إضفاء لصفة "الطبيعية" على علاقة (أو علاقات) لم تكن كذلك من قبل، لكنها أضحت، أو أريد لها بحكم الأمر الواقع أن تُضحي طبيعية، أو مقحمة في السياق العام، حتى وإن تسنى للفرد والجماعة النفور منها، وتعذُّر القابلية لديهما على تمثلها والقبول بها.
أما في السياق العالمي الحالي، فالتطبيع هو الرجوع إلى قاعدة السلم والتعاون، والاعتراف المتبادل، وتبادل التعاون والمنافع بين الشعوب والأمم.
وفي السياقات، الفلسطيني والعربي والإسلامي، وفي كل سياق مطبوع باحتلال أرض واغتصاب الحقوق التاريخية لهذا الشعب والاعتداء على حقوقه ومقدساته الدينية، فإن التطبيع يعني أن تقبل وتسلّم من الناحية الفكرية والنفسية والسلوكية بالمحتل الغاصب، وأن تعترف به وتتعامل معه على أساس أنه أمر واقع وحالة طبيعية.
وفي السياق العربي الإسلامي، فإن المطالَب بالتطبيع مع المحتل هو الأمة العربية والإسلامية، مع ما يعنيه ذلك من تسليم في فكرها وسلوكها ومشاعر مسؤوليها ومواطنيها، بأن ينتقل الاعتراف بالمحتل من حالة مرفوضة إلى حالة مقبولة و"طبيعية"، مع ما يترتب على ذلك من تنازل عن الحقوق، وعلى رأسها حقوق أهلنا في فلسطين، وحقوق المسلمين في بيت المقدس باعتباره أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى رسول الله صلى الله وسلم، ومنطلق معراجه إلى السماء، وبما يعنيه ذلك من انقلاب على مقررات دينية في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى ثوابت في تاريخ وحضارة الأمة الإسلامية.
وهذا يعني أن التطبيع يتجاوز النطاق السياسي، ليشمل البعد العقدي والديني والحضاري للأمة العربية، سواء تعلق الأمر بالمسلمين أو المسيحيين، أو اليهود غير المتصهينين، أو اليهود غير المحاربين .
ومن ناحية السياق السياسي، الذي يستخدم فيه مصطلح التطبيع، أي سياق العدوان الصهيوني على فلسطين واحتلالها واحتلال القدس وبيت المقدس، والسعي لتهويده، ونزع الطابع العربي والإسلامي عنه، فإن "التطبيع" يعني القبول بالأمر الواقع، كما يستبطن "شرعنة" ضمنية للاحتلال الصهيوني لفلسطين، أي القبول بكيان عنصري إحلالي، تم زرعه في فلسطين بمساعدة القوى الكبرى، التي سعت إلى التكفير عن مظالمها التاريخية الواقعة أو المزعومة تجاه اليهود، والاضطهاد الذي طالهم في أوروبا عبر التاريخ، وخاصة في ألمانيا النازية.
وذلك هو الاحتلال الذي بدأ بوعد "بلفور"، الذي أخذ على عاتقه إحلال "شعب بدون أرض" في "أرض بدون شعب" حسب ما يزعمون، بناء على رؤية عنصرية، ومعتقد فاسد مفاده بأن أرض فلسطين هي الأرض الموعودة لشعب الله المختار، بكل ما يرتبط بذلك من تفاصيل في الرواية الصهيونية.
يتعين على كل عربي ومسلم ألا يطبّع مع دولة مرجعيتها عنصرية أو استبدادية كليانية، أو تعادي الأمة الإسلامية عداء وجوديًّا، وألا يطبّع مع نظام للحكم أو أي وضع سياسي هو كذلك
التطبيع العربي العربي -الإسلامي الإسلامي- ومع المحيط الإنساني
أما في السياق العربي الإسلامي، فيمكن أن نقرر أن القاعدة هي "التطبيع" مع الجهات والأطراف التالية:
أن يطبّع المرء (عربيًّا كان أم مسلمًا)، فردًا أو ضمن جماعة، مع المجموعات والكيانات والدول العربية والمسلمة.
أن "يطبع" المسلمون والعرب مع غيرهم من الأمم، بغض النظر عن أديانهم وعقائدهم وثقافاتهم، من منطلق أن الاختلاف بين الأمم والشعوب والقبائل هو معطى إنساني تاريخي، يتعين التعامل معه، وتحويله إلى وسيلة لتحفيز العمل من أجل التكامل والاغتناء المتبادل الذي يفيد البشرية ويطورها، كما وردت الإشارة في قوله تعالى: {يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمهم عند الله أتقاكم} [سورة الحجرات: 13].
فاختلاف الألسنة والألوان ليس مظنة للتناحر والخصام أو النزاع والشقاق، بل ينبغي أن يكون محفزًا على التعاون للنهوض بالتكاليف، والوفاء بالالتزامات، وجلب المنافع ودفع المفاسد. والميزان عند الله ليس اللون أو الجنس أو اللغة أو الوطن، وإنما هو التنافس في العمل الصالح.
أن يطبع العرب والمسلمون مع أمم أو أنظمة مناصرة للعدالة وللحريات، ورافضة لقمع واضطهاد الشعوب، ولو لم تكن تشترك معها في المعتقد الديني والانتماء العرفي والاجتماعي. وهو ما يمكن استنتاجه مثلًا من أمر النبي، صلى الله عليه وسلم، للمسلمين حين اشتد قمعهم واضطهادهم من كبراء قريش بالهحرة إلى الحبشة بقوله: "لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكًا لا يُظلم عنده أحد".
وفي المقابل، يتعين على كل عربي ومسلم ألا يطبّع مع دولة مرجعيتها عنصرية أو استبدادية كليانية، أو تعادي الأمة الإسلامية عداء وجوديًّا، وألا يطبّع مع نظام للحكم أو أي وضع سياسي هو كذلك، ناهيك عن التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما ورد في قوله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَٰدًا فِى سَبِيلِى وَابْتِغَآءَ مَرْضَاتِى ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَآ أَخْفَيْتُمْ وَمَآ أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ السَّبِيلِ} [سورة الممتحنة: 1]، وألا "يطبّع" مع وضع اجتماعي أو ثقافي أو أخلاقي مبني في شكله وجوهره على القمع أو الإقصاء والفساد والإفساد، أو مع منظومة سياسية مرجعيتها عنصرية.
وهذا يعني أن للتطبيع تجليات ومظاهر متعددة، فهو يشمل التطبيع الأخلاقي مع الفساد، والتطبيع الفكري والمعرفي مع نظم فكرية مختلة الموازين من الناحية العلمية والفكرية، والتطبيع مع المحتل الغاصب، أو أي نظام سياسي ظالم ومتجبر مستبد وفاسد.
ويُبنى على ذلك أنه من غير المستساغ فرض التطبيع على الشعوب، أو العمل على تصريفه في تمثلها، وإقحامه في منظومة قيمها كي يُضحي أمرًا مسلمًا به لدرجة الذوبان في تلك المنظومة؛ فالتطبيع في هذه الحالة صورة من صور الاستبداد السياسي، ووجه من وجوهه، وتجلٍّ من تجلياته .
والأصل في المجتمعات الإسلامية أنها تنطلق من المرجعية الإسلامية، التي تعتبر منظومتها العقدية والتشريعية "متشوفة للحرية"، وفق تعبير الشيخ الطاهر بن عاشور، وكما قال عمر بن الخطاب: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

‫ «الأخذ بأسباب الوحدة والاتحاد والاجتماع»
‫ «الأخذ بأسباب الوحدة والاتحاد والاجتماع»

العرب القطرية

timeمنذ 18 ساعات

  • العرب القطرية

‫ «الأخذ بأسباب الوحدة والاتحاد والاجتماع»

-A A A+ «الأخذ بأسباب الوحدة والاتحاد والاجتماع» إذا كانت الفرقة هي طريق الانحطاط والضعف، فإن الوحدة هي سبيل الارتقاء وتبوؤ المكانة الفاضلة من جديد. إن اتحاد الأمة الإسلامية على أسس ديننا العظيم أمل كل المسلمين الصادقين في كل مكان، ذلك أن الإسلام هو الذي جعل من العرب المتناحرين إخوة في دين الله «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ» [الحجرات: 10]. كما أن الإسلام بعقيدته الصحيحة وعبادته الصادقة وأخلاقه الرفيعة، صهر الأمم والشعوب والحضارات التي دخلت فيه وجعل منهم أمة واحدة مترابطةً ترابط الجسد الواحد، لا فرق بين الفارسي ولا البربري، ولا الرومي ولا العربي إلا بالتقوى. وأصبحت أمة الإسلام أمة واحدة في عقيدتها وتصوراتها ومنهجها، وانعكس ذلك في توادهم وتراحمهم فيما بينهم وأصبحوا كالجسد الواحد، الذي يخفق فيه قلب واحد، وتسري فيه روح واحدة، ويتأثر كل عضو فيه بما يصيب بقية الأعضاء، أو هو كالجدار المتين الذي تجتمع لبناته لتشكل فيما بينها وحدة واحدة متماسكة متراصة. وإن من الأهمية بمكان أن تهتم الحركات الإسلامية في كل الأقطار بالأصول المهمة التي يجتمع عليها المسلمون في كل بلد، ومن ثم تجتمع عليها الأمة حتى يكون الاتحاد على أصول قوية ثابتة. قال تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا» [آل عمران: 103]. إن طريق الوحدة والتعاون والتآخي والاجتماع على البر والتقوى هو طريق أهل السنة والجماعة الذين التزموا في جميع أمورهم بما كان عليه رسول الله ﷺ وأصحابه في العقائد والأخلاق والعبادة والمعاملات وكل شؤون الحياة. وأهم أسس وأصول أهل السنة والجماعة هي الاعتصام بالكتاب والسنة، وحصر التلقي لأحكام الدين؛ أصوله وفروعه في هذين المصدرين، وأن يرد الخلاف إليهما عند التنازع، وأن لا يعارضا بشيء من المعارضات، لا بمعقول ولا رأي ولا قياس، ولا ذوق ولا وجد ولا مكاشفة، ولا منام ولا غير ذلك. إن الكتاب والسنة هما الميزان الذي توزن به الأقوال والأعمال والمعتقدات، وإن أهل السنة والجماعة يحتجون بالقرآن والسنة، لا يفرقون بينهما، كما هو حال أهل البدع، فالسنة مبينة للقرآن موضحة له، ولا يمكن أن يستغنى عنهما بالقرآن وحده بحال من الأحوال، وهي حجة في العقائد كما أنها حجة في الأحكام. وقد أمر الله تعالى ورسوله ﷺ بكل ما يحفظ على المسلمين جماعتهم وألفتهم، ونهيا عن كل ما يعكر صفو هذا الأمر العظيم، وإن ما حصل من فرقة بين المسلمين وتدابر وتقاطع وتناحر، بسبب عدم مراعاة هذا الأصل وضوابطه، مما ترتب عليه تفرق في الصفوف، وضعف في الاتحاد، وأصبحوا شيعاً وأحزاباً كل حزب بما لديهم فرحون. (فقه النصر والتمكين، د. علي الصلابي، ص308) وهذا الأمر وإن كان مما قدره الله عز وجل كوناً، ووقع كما قدر، إلا أنه -سبحانه- لم يأمر به شرعاً، فوحدة المسلمين واجتماعهم مطلب شرعي، ومقصد عظيم من مقاصد الشريعة، بل هو من أهم أسباب التمكين لدين الله تعالى، ونحن مأمورون بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر. فلابد من تضافر الجهود بين الدعاة وقادة الحركات الإسلامية وبين علماء المسلمين وطلبة العلم لإصلاح ذات البين إصلاحاً حقيقياً لا تلفيقيًّا، لأن أنصاف الحلول تفسد أكثر مما تصلح. قال الشيخ السعدي - رحمه الله -: «الجهاد نوعان: جهاد يقصد به صلاح المسلمين، وإصلاحهم في عقائدهم وأخلاقهم وآدابهم، وجميع شؤونهم الدينية والدنيوية، وفي تربيتهم العلمية، وهذا النوع هو الجهاد وقوامه، وعليه يتأسس النوع الثاني، وهو جهاد يقصد به دفع المعتدين على الإسلام والمسلمين من الكفار والمنافقين والملحدين وجميع أعداء الدين ومقاومتهم، وهذا نوعان: جهاد بالحجة والبرهان واللسان، وجهاد بالسلاح المناسب في كل وقت وزمان».

‫ د. محمد محمود المحمود رئيس الوحدة الشرعية بالبعثة: توجيه حجاجنا وفق منهج علمي موحّد.. و17 مرشداً للحملات
‫ د. محمد محمود المحمود رئيس الوحدة الشرعية بالبعثة: توجيه حجاجنا وفق منهج علمي موحّد.. و17 مرشداً للحملات

العرب القطرية

timeمنذ 3 أيام

  • العرب القطرية

‫ د. محمد محمود المحمود رئيس الوحدة الشرعية بالبعثة: توجيه حجاجنا وفق منهج علمي موحّد.. و17 مرشداً للحملات

الدوحة - العرب أكد فضيلة الشيخ الدكتور محمد محمود المحمود، رئيس الوحدة الشرعية والإرشاد الديني ببعثة الحج القطرية، أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تواصل عملها المتكامل لتجهيز الوحدة الشرعية وتكثيف جهودها لخدمة حجاج دولة قطر من النواحي الفقهية والمنهجية. وقال في بيان أمس «نعمل على تهيئة الحجاج معرفياً وتثقيفياً ومنهجياً لأداء المناسك وفقاً للسنة النبوية المطهرة، اتباعاً لتوجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: «خذوا عني مناسككم». وأوضح الدكتور المحمود أن الوحدة عقدت اجتماعاً تنسيقياً مع المرشدين الشرعيين المرافقين للحملات، تم خلاله استعراض الخطط والضوابط الإدارية والشرعية، وتوحيد المرجعية الفقهية التي يعتمدها الجميع، ما يسهم في تقديم فتاوى متزنة لا تتعارض مع الأنظمة المعتمدة سواء في قطر أو من قبل الجهات الرسمية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة. وتُولي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أهمية خاصة للوحدة الشرعية والإرشاد الديني المصاحبة للبعثة وللحملات القطرية، والتي تُعنى بإرشاد وتوجيه الحجاج بأحكام المناسك وتهيئتهم لأداء الفريضة على الوجه المشروع، وتقديم التوجيه الديني والفتاوى الموثوقة للحجاج. وحول معايير اختيار المرشدين الشرعيين، بيّن المحمود أن عملية الاختيار تتم بالتنسيق مع إدارة الدعوة والإرشاد الديني، وفق معايير دقيقة تشمل المؤهل العلمي، والإلمام الفقهي، والخبرة العملية بالحج، لضمان الكفاءة في الإفتاء والتوجيه. وأشار إلى أن هذا الموسم يشهد مرافقة 17 مرشداً شرعياً لجميع الحملات القطرية، حيث يُخصص مرشد ديني لكل حملة، وتتركز مهامهم في توعية الحجاج والرد على استفساراتهم، وإلقاء المحاضرات والدروس التوعوية قبل السفر، وفي مقار السكن بمكة، وفي المشاعر المقدسة بمنى وعرفة، بالإضافة إلى مرافقة الحجاج ميدانياً لتقديم الإرشاد الشرعي اللازم أثناء تأدية المناسك. وفيما يخص البرامج التثقيفية والتوعوية، أوضح فضيلته أن العمل يجري على أكثر من مسار، منها اللقاءات التعريفية التي تنظمها الحملات في الدوحة، فضلاً عن إنتاج مقاطع مرئية وصوتية بالتعاون مع إدارة الدعوة والإرشاد الديني، تُبث عبر المنصات الرقمية للوزارة، لضمان وصول الإرشاد الشرعي لأكبر شريحة من الحجاج. كما يتم تنظيم سلسلة دروس من أحكام الحج في عدد من مساجد الدولة، طوال الأسبوع الجاري من السبت إلى الخميس، يقدمها نخبة من الدعاة من وزارة الأوقاف، للوقوف على جميع الأمور المتعلقة بأحكام الحج والعمرة، والرد على أسئلة واستفسارات الجمهور فيما يتعلق بأداء فريضة الركن الخامس. ولفت د. المحمود أنه في إطار حرص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تسهيل وصول الحجاج والمواطنين إلى المعلومة الشرعية الصحيحة، فقد تم تخصيص خط ساخن للفتوى على الرقم: (44700073)، يعمل يوميًا على فترتين: من السابعة والنصف صباحاً حتي الواحدة والنصف ظهرًا، ومن الرابعة عصرًا حتي الثامنة مساءً، ويُشرف عليه نخبة من العلماء والدعاة المختصين، كما يمكن الاستفادة من خدمة الفتاوى الحية عبر تطبيق واتساب على الرقم: (50004564)، بالإضافة إلى قناة الفتوى على تليغرام التي يمكن الوصول إليها من خلال مسح الباركود. كما خصصت إدارة شؤون الحج والعمرة الخط الساخن: (132) لاستقبال استفسارات الجمهور والمتقدمين للحج، ويشرف عليه فريق مؤهل لتقديم الدعم والإرشاد اللازمين لضمان سهولة التواصل وتكامل الخدمات المقدمة. وأكد المحمود أن مهام الوحدة الشرعية في الأراضي المقدسة تتضمن متابعة أداء المرشدين الشرعيين، وزيارة مقار الحملات للتأكد من التزامهم بالخطة الإرشادية، وضمان تيسير تواصل الحجاج مع المرشدين بشكل مباشر، كما نراقب مدى توفير الظروف المناسبة للمرشدين للقيام بمهامهم، ونتابع تنفيذ جدول الدروس والبرامج التوعوية والتثقيفية للحجاج، إضافة إلى ذلك، فإن الوحدة تكون على تواصل دائم مع الحجاج للرد على أي استفسارات شرعية طارئة أثناء وجودهم في المشاعر.

استضافة 1000 حاج وحاجة من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى في فلسطين
استضافة 1000 حاج وحاجة من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى في فلسطين

أخبار قطر

timeمنذ 3 أيام

  • أخبار قطر

استضافة 1000 حاج وحاجة من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى في فلسطين

بداية الحديث عن قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بضيافة 1000 حاج وحاجة من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق لأداء مناسك الحج لهذا العام 1446هـ، يأتي هذا القرار ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد. وقد رفع معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ شكره وتقديره للملك سلمان وولي العهد على هذه البادرة الكريمة التي تعكس اهتمام المملكة وقيادتها بأهمية دعم أبناء الشعب الفلسطيني وتعزيز الأخوة الإسلامية. في سياق متصل، أكد الشيخ آل الشيخ على أهمية البرنامج الذي استضاف منذ بدايته أكثر من 64 ألف حاج وحاجة من مختلف دول العالم، مؤكدًا على جهود قيادة المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين وتعزيز مكانتها كقلب للعالم الإسلامي. كما بدأت الوزارة بوضع خطة تنفيذية لتقديم التسهيلات والخدمات للحجاج الفلسطينيين بدءًا من مغادرتهم بلادهم وحتى عودتهم بعد أداء المناسك، وهذا يعكس الحرص المستمر على تيسير أداء مناسك الحج لهؤلاء الحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة. في الختام، ندعو الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده على دعمهما السخي للأشقاء في فلسطين، ونسأل الله أن يديم على المملكة نعمة الأمن والنماء والاستقرار، وهذا يعكس الاهتمام الكبير بقضايا الأمة الإسلامية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store