لأول مرة .. إحياء ذئاب منقرضة تعود لما قبل التاريخ
سرايا - تُضجّ شبكة الإنترنت حاليا بالحديث عن ذئاب من نوع منقرض من ما قبل التاريخ كانت تجوب أميركا الشمالية، وظهرت صورتها الشهيرة في مسلسل الخيال "صراع العروش".
فقد زعمت شركة كولوسال بيوساينسز، وهي شركة للتكنولوجيا الحيوية مقرها دالاس، أنها أعادت إحياء نوع من الذئاب "الذئب الرهيب" يعود إلى العصر الجليدي في شكل ثلاثة جراء رمادية مُعدّلة وراثياً.
وذكرت الشركة في بيان أنها نجحت في إعادة إحياء نوع كان قد انقرض سابقا من خلال علم إعادة الانقراض، وفق ما نقل موقع "سيانس أليرت".
"إنجاز لأول مرة"
كما أضافت أن ابتكارات الشركة في العلوم والتكنولوجيا والحفاظ على البيئة أتاحت إمكانية إنجاز شيء لم يتم إنجازه من قبل.
ولإنتاج هذه الجراء، استخدم العلماء في كولوسال دراسات تسلسل وراثي سابقة لإجراء 20 تعديلا دقيقا فريدا فقط بين 2.5 مليار زوج قاعدي في خلايا جرثومية للذئب الرمادي.
ثم استخدموا أمهات كلاب بديلات لولادة صغار الذئاب الرمادية المعدلة وراثيا.
فيما لم تُعلن الشركة عن نيتها إنتاج ذئب رهيب دقيق وراثيا. ولكن حتى لو كانوا يحاولون إنتاج ذئب يبدو ويتصرف كما يعتقدون أن الذئب الرهيب سيفعل، يقول خبراء إن ذلك سيتطلب على الأرجح عشرات الآلاف، إن لم يكن مئات الآلاف، من التغييرات الجينية الحرجة.
وصرح مات جيمس، كبير مسؤولي الحيوانات في كولوسال، والذي أشرف على عمليات الحمل والولادات، لصحيفة "نيويورك تايمز" أنه عند ولادة الجراء، أدرك أنها كانت ناجحة بمجرد أن رأى فراءً أبيض.
بدوره لفت جيريمي أوستن، مدير المركز الأسترالي للحمض النووي القديم، إلى أن كل ما فعلته شركة كولوسال هو إنتاج ذئب رمادي مُعدّل وراثيًا يشبه ما تعتقد الشركة أنه كان من الممكن أن يبدو عليه الذئب الرهيب.
وأوضح أن حتى هذا الأمر لا يزال محل جدل؛ فالجراء متشابهة شكلياً، مما يجعل من الصعب التحقق من المظهر الدقيق لعضو منقرض من هذه العائلة من خلال بقايا الأحافير.
إلى ذلك قال إن كولوسال زعمت أنها فخورة بإعادة الذئب الرهيب إلى "مكانه الصحيح في النظام البيئي". وتساءل هل هذا حقاً "مكانه الصحيح"، أم أنه سيُهدد حيوانات أخرى لم تنقرض؟
وأضاف أنه من الجدير أيضا التفكير فيما إذا كان النظام البيئي الذي عاشت فيه الذئاب الرهيبة لا يزال قائما.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جو 24
منذ 4 أيام
- جو 24
وسط تصاعد الخلاف مع ترامب.. استقالة رئيسة "سي بي إس نيوز"
جو 24 : فقدت شبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية شخصية بارزة جديدة في ظل نزاعها المستمر مع الرئيس دونالد ترامب. فقد أعلنت الرئيسة التنفيذية للشبكة، ويندي ماكماهون، استقالتها الاثنين، حسب ما أفادت عدة وسائل إعلام أميركية، نقلاً عن مذكرة داخلية وُجهت إلى الموظفين. ووصفت ماكماهون، في المذكرة، الأشهر الماضية بأنها كانت "صعبة"، وفق تقرير في صحيفة "واشنطن بوست". كما أشارت إلى أنه بات من الواضح وجود تباين في الرؤى بينها وبين الشركة بشأن التوجه المستقبلي للمؤسسة الإعلامية. برنامج "60 دقيقة" يذكر أن بيل أوينز، المنتج التنفيذي لبرنامج "60 دقيقة" الشهير، كان غادر "سي بي إس نيوز" الشهر الماضي، بعد أن رفع ترامب دعوى قضائية بمليار دولار ضد البرنامج الإخباري. ويتهم ترامب برنامج "60 دقيقة" بالتلاعب في تحرير مقابلة مع كامالا هاريس، منافسته الديمقراطية في حملة الانتخابات الرئاسية العام الماضي، "ما أدى إلى التأثير على مشاعر الناخبين"، وفق قوله. سعي للتوصل إلى تسوية فيما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن محامين يشككون في فرص نجاح هذه الدعوى. إلا أن شاري ريدستون، المساهم المسيطر في الشركة الأم لشبكة "سي بي إس نيوز"، وهي "باراماونت غلوبال"، لا تزال تسعى للتوصل إلى تسوية مع الرئيس. وقد يكون ذلك مرتبطاً أيضاً بخطط اندماج شركة "باراماونت" مع "سكاي دانس ميديا"، وهو اتفاق بمليارات الدولارات لا يزال بانتظار موافقة السلطات، حسب وكالة أسوشييتد برس. تابعو الأردن 24 على


صراحة نيوز
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- صراحة نيوز
الذكاء الاصطناعي لن يُقصي أطباء الأشعة
صراحة نيوز ـ اعترف جيفري هينتون، الباحث الرائد المُلقب بأبي الذكاء الاصطناعي والحائز على جائزة تورينغ، بأنه كان متسرعًا في تصريحه السابق بأن الذكاء الاصطناعي سوف يحل محل أطباء الأشعة بالكامل. وفي مقابلة حديثة مع صحيفة نيويورك تايمز، قال هينتون إنه ركّز حينها على تحليل الصور دون أن يأخذ بالحسبان تعقيدات العمل الطبي، مما جعله يبالغ في تقدير سرعة تطور الذكاء الاصطناعي. وأضاف: 'لقد اتجهنا في المسار الصحيح، لكن الواقع أثبت أن الذكاء الاصطناعي لا يستبدل أطباء الأشعة، بل يجعلهم أكثر كفاءة ويساعدهم في تحسين الدقة'. وكان هينتون قد أثار جدلًا واسعًا عام 2016 حين قال إن تدريب أطباء أشعة جدد بات غير ضروري، مشبّهًا المهنة بشخصية كرتونية تواصل الجري بعد تجاوز الحافة دون أن تدرك أنها في الهواء. وقال هينتون إن تقنيات التعلّم العميق ستتفوق على البشر خلال خمس سنوات فقط. وفي مقطع الفيديو الشهير لتلك المحاضرة، يظهر الباحث ريتشارد ساتون، وهو أحد أبرز المتخصصين في التعلّم المعزز، وهو يوافقه الرأي. وجاء الواقع مغايرًا؛ إذ ذكرت نيويورك تايمز أن مؤسسات مثل مؤسسة مايو كلينك الطبية تُظهر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي دعم أطباء الأشعة عوضًا عن استبدالهم. فمنذ عام 2016، ارتفع عدد أطباء الأشعة في المستشفى من نحو 260 إلى أكثر من 400 طبيب، أي بزيادة تُقدَّر بنحو 55%. ومع أن هينتون لم يكن مخطئًا تمامًا، إلا أن الذكاء الاصطناعي أحدث بالفعل تحولًا ملحوظًا في المجال، إذ تستخدم مايو كلينك اليوم أكثر من 250 نموذجًا للذكاء الاصطناعي ضمن قسم الأشعة، بعضها مطوّر داخليًا وبعضها الآخر من شركات خارجية، كما بدأت هذه الأدوات تُستخدم أيضًا في تخصصات أخرى مثل أمراض القلب. وتساعد هذه الأنظمة في تسريع تحليل الصور، وتحديد مناطق الاشتباه، واكتشاف حالات مثل الجلطات الدموية أو الأورام. كما يوفّر أحد النماذج قياسات تلقائية لحجم الكلى، وهو إجراء كان يُنجز يدويًا في السابق، ويستهلك وقتًا طويلًا. وقال الدكتور ماثيو كالستروم، رئيس قسم الأشعة في مايو كلينك، إن الذكاء الاصطناعي يُستخدم كـ'زوج ثانٍ من العيون'، فهو يتولى المهام التكرارية، لكن الحكم الإكلنيكي (السريري) يظل مسؤولية الطبيب، وأكد أن أدوات الذكاء الاصطناعي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الممارسات اليومية في الطب. ويُعد تراجع هينتون عن تصريحاته السابقة درسًا في التواضع لتوقعات الذكاء الاصطناعي. فالكثير من التصريحات الحالية، مثل تلك التي يُدلي بها الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان ومؤسس مايكروسوفت بيل غيتس، تتنبأ بأن الذكاء الاصطناعي سوف يحل محل العديد من المهن، وهي تصريحات غالبًا ما تبالغ، وتفتقر إلى التمييز بين أتمتة المهام الفردية واستبدال المهن بالكامل، كما حدث مع تصريح هينتون عام 2016 حين اختزل طب الأشعة في مجرد تحليل صور. وحتى مع التقدّم التقني، فإن عوامل ثقافية وتنظيمية وقانونية تظل تشكّل عوائق أمام الاعتماد الشامل على الذكاء الاصطناعي. وتحمل هذه القصة رسالة أوسع لمجتمع الباحثين في الذكاء الاصطناعي، وهي تجنّب إصدار توقعات شاملة بشأن مهن لا يدركون أبعادها الكاملة.


أخبارنا
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- أخبارنا
اسماعيل الشريف يكتب : صورة بألف جرح
أخبارنا : «من الصعب جدًّا على الإنسان أن يكون بلا أطراف؛ ولا يدرك قيمتها إلا بعد فقدانها». محمود عجور. هذه الصورة الفائزة بجائزة «وورد برس فوتو» للعام 2025، تجسّد مأساة طفل غزّي يُدعى محمود عجور، ابن التسع سنوات، الذي كان يحلم ذات يوم أن يحلِّق في سماوات الفضاء الرحبة كطيّار ماهر. أتُرى في تاريخ البشرية طيّارًا فقَد يديه وما زال يطمح أن يُعانق السحاب؟ يا إله السماوات والأرض، كما منحت جعفر الطيّار أجنحةً تحمله في رياض الجنة، هب لمحمود أجنحةً معنويةً تُمكّنه من التحليق فوق آلام الأرض وأوجاعها. في عينيه الجميلتين يسكن حزنٌ شاسعٌ كاتساع الكون؛ لا قطرات دموع تترقرق في مقلتيه، ولا صوت أنين يتسلل من حنجرته. إنه فقط يُحدق بصمت عميق في مستقبلٍ اختُطف منه بوحشية، متسائلًا بحيرة طفولية عن هذا الإجرام الصهيوني المستمر، وعن هذا التواطؤ الدولي المخزي. إن هذه الصورة أبلغ من أي تعليق قد أخطّه بكلماتي القاصرة؛ فكل ذرة في كيان محمود، وكل نظرة في عينيه، تحكي قصة قرنٍ كامل من الظلم المرير الذي تجرّعه الشعب الفلسطيني ولا يزال. هي صورة ستنضم إلى سلسلة لا تنتهي من الصور التي نالت الجوائز المرموقة، وأشاد بها الحكام في خطاباتهم الرنانة، وتغَنّى بها الكتّاب في مقالاتهم البليغة... لكنها -للأسف- كسابقاتها، لم توقف المأساة المستمرة، ولم تُنقذ طفلًا واحدًا من براثن الظلم والعدوان. خلال لحظات الرعب التي عاشتها أسرة محمود في غزة، وبينما كانت السماء تُمطر عليهم قذائف الاحتلال الصهيوني، هرول الطفل ملتفتًا إلى الخلف، يستحث عائلته على الإسراع للنجاة بأرواحهم، غير أن شظية غادرة اخترقت جسده الصغير، فاقتلعت ذراعه اليمنى من أسفل الكتف، ومزقت ذراعه اليسرى تمزيقًا بالغًا استوجب بترها لاحقًا. اضطر الأطباء، وسط الفوضى والنقص الحاد في المستلزمات الطبية، إلى إجراء عملية جراحية له دون توفير التخدير الكافي أو الرعاية الطبية المناسبة، فتجرع آلامًا تفوق ما يمكن أن يتحمله طفل في مثل سنه. وحين استعاد وعيه بعد العملية، كانت كلماته الأولى تنبض بالبراءة والاحتياج الفطري: «ماما، بدي أحضنك.»! ورغم فداحة المُصاب الذي ألمّ بمحمود، إلا أنه كان - بالمقارنة مع مصير مئات الآلاف من أبناء غزة - من القلائل المحظوظين؛ إذ أتيحت له فرصة مغادرة القطاع المحاصَر لتلقّي العلاج المتخصص في قطر وتركيب أطراف صناعية تعينه على استئناف حياته. في المقابل، لا يزال أربعة آلاف طفل فلسطيني ممن فقدوا أطرافهم يرسفون في أسر المعاناة، يراودهم حلم بعيد المنال بالحصول على أدنى درجات الرعاية الطبية أو الظفر بطرف صناعي يعيد لهم بعضًا من كرامة الحياة. كانت المصوِّرة الصحفية سمر أبو عون، التي دأبت منذ عام 2010 على توثيق معاناة الشعب الفلسطيني بعدستها المحترفة، وتتعاون مع العديد من المؤسسات الإعلامية المرموقة، تسعى جاهدة لالتقاط صور تنقل للعالم حقيقة المجزرة المستمرة في قطاع غزة. غير أن القدر أجبرها أيضًا على مغادرة القطاع رفقة أطفالها الأربعة، بعد أن فجعت بفقدان ثلاثين فردًا من عائلتها ومئة وستين زميلًا من أبناء مهنتها. وبتدبير من القدر، كانت تقطن في ذات المبنى السكني الذي تعيش فيه والدة محمود. عندما استأذنت الصبي لالتقاط صورته، تردد في البداية محاطًا بهالة من الخجل، قبل أن تنجح في كسب ثقته وموافقته. وهكذا التُقطت الصورة التي انتشرت لاحقًا لتتصدر الصفحة الأولى من صحيفة «نيويورك تايمز» العالمية. تُظهِر الصورة محمود وهو يعاني من طفح جدري الماء المؤلم، بينما تتفانى والدته في محاولة تخفيف حكته المستمرة بلمسات يديها الحانية، في مشهد يختزل أسمى معاني الأمومة والصمود الإنساني وسط الدمار المحيط. تربعت هذه الصورة على عرش المنافسة، متفوقة على ستين ألف صورة أخرى تزاحمت في ساحة المسابقة. وتكمن روعتها في قدرتها الاستثنائية على تجسيد مأساة غزة بلغة بصرية مختلفة، خالية من مشاهد الدماء المتناثرة والأشلاء المبعثرة وفوهات الانفجارات المدوية؛ إذ نجحت في نقل الرعب المستوطن في قلوب أطفال غزة، وعبرت بصمت بليغ عن المذبحة المستمرة هناك، مختزلة مأساة شعب بأكمله في عيني طفل مبتور الأطراف، ينظر بحسرة إلى مستقبل اغتاله المجرمون قبل أن يبدأ. في مشهد يومي متكرر، يفقد عشرة أطفال فلسطينيين أحد أطرافهم. وبحسب تقارير الأمم المتحدة الموثقة، لم تشهد أي حرب في التاريخ البشري المدوّن معدلات بتر للأعضاء تضاهي ما تخلفه عمليات الإبادة الجماعية الجارية في قطاع غزة، في استثناء مروع يسجله التاريخ بحروف من ألم. رأت لجنة التحكيم في صورة محمود شهادة بصرية رقيقة على فاجعة تخترق جدران الوعي والضمير الإنساني، ورأت فيها عملًا صحفيًّا متكاملًا يدفع المشاهد إلى الغوص في أعماق مأساة هذا الطفل، ومن خلال تفاصيلها يستشعر الأبعاد الكارثية للحرب على المدنيين العُزّل. ولم يفت لجنة التحكيم أن تشير إلى السياق الأشمل الذي تندرج ضمنه قصة محمود؛ فوفقًا لبيان المسابقة الرسمي، فإن صورة محمود «تروي قصة فتى واحد، لكنها في الوقت ذاته تسلط الضوء على حرب ستظل تداعياتها المأساوية تلقي بظلالها الثقيلة على أجيال متعددة قادمة». على مدار سبعين عامًا، التقطت عشرات الآلاف من الصور التي وثقت معاناة الشعب الفلسطيني بعدسات آلاف المصورين الشجعان، بيد أن هذه الصورة تميزت بخصوصية لافتة؛ إنها تتسلل بهدوء إلى أعماق الوجدان، وتستوطن الروح، وتحفر في الذاكرة ندوبًا لا تُمحى. منذ اندلاع شرارة الحرب، كانت سمر تطرح على نفسها سؤالًا مُلِحًّا يؤرقها: ما هي الصورة التي، إذا ما وقعت عليها أنظار العالم، قد تضع حدًا لهذه المجزرة المستمرة؟ وها هي سمر قد عثرت أخيرًا على ضالتها المنشودة... غير أن هذه الصورة، وللأسف الشديد، لن تكون وحدها كفيلة بإيقاف رحى الحرب، في مواجهة عدو متغطرس، همجي النزعة، يرتوي من دماء الضحايا ويتغذى على آلامهم. قد تكون سمر قد حققت أعظم إنجاز مهني في مسيرتها الصحفية، لكنه إنجاز يلفه الحزن العميق؛ لا مكان فيه للاحتفال، بل هو غارق في بحار الدموع، ومثقل بجبال الألم، ومشبع بمرارة الإحباط والخذلان. ــ الدستور