عبد الماجد عبد الحميد يكتب: إلي قيادة التيار الإسلامي .. لماذا يحذرنا ويشتمنا البرهان ؟!
■ وآن لقيادة التيار الإسلامي في السودان أن تستشعر بحق المخاطر التي تحيط بهذا التيار الوطني الذي أثبتت الأيام أنه يتكئ علي إرث من المكارم والتجارب تجعله قادراً بعون الله علي استشراف المستقبل بقراءة عميقة للواقع وتحدياته ..
■ بات في حكم المؤكد أن التحدي الحقيقي الذي يواجه التيار الإسلامي والوطني في بلادنا هو الفريق البرهان قائد الجيش والذي درج وبوضوح علي شتم الإسلاميين والعمل علي إبعادهم بالكلية من المشهد السياسي .. النبرة والطريقة الحادة التي وجه بها البرهان رسائله الأخيرة للإسلاميين تكفي دليلاً علي مانقول .. وبذات الصراحة والعلانية والمباشرة التي تحدث بها البرهان عليه أيضاً أن يستمع للصوت القادم من عمق التيار الإسلامي والوطني .. سيدافع هذا التيار عن دينه وأرضه وأعراض أهله دون أن ينتظر إذناً من أحد ..
■ وسيدافع هذا التيار عن السودان الأرض والتاريخ حتي كنس وتطهير آخر جنجويدي ولن يترك المساحة مرة أخري لكلاب صيد المليشيا وعملاء السفارات للعودة إلي المسرح بالفهلوة والاستغفال والاستهبال السياسي ..
■ من حق الفريق البرهان أن يحكم السودان ويجلس علي كرسي السلطة .. لكن ليس من حقه أن يستلطف تياراً علي حساب تيار ولا حزباً علي مكان حزب .. ومن حقه أن يسعي لتأسيس وتكوين حاضنة سياسية وفق رؤية وعلاقات ونصائح المستشارين المحيطين به .. لكنه ليس من حقهم ولا حقه أن يكون ذلك بالتحريض علي الإسلاميين والعمل علي تقليم أظافرهم والتقليل من تأثيرهم غير المنكور علي مجريات الأحداث في السودان ..
■ مايجب أن يعلمه المحيطون بالفريق البرهان من قادة الأحزاب والجماعات والمستشارين وأصدقاء شتات الحرية والتغيير .. مايجب أن يعلمه هؤلاء أن التيار الإسلامي السوداني ليس مجموعة من الدارويش والمغفلين الذين يمكن لك أن تكرر علي مسامعهم من وقت لآخر دروس المراجعة ودعوتهم إلي تنظيم صفوفهم .. علي هؤلاء أن يعلموا أنه ما كان للإسلاميين أن يشاركوا في حرب الكرامة ومواجهة المليشيا وكلاب صيدها إذا لم يكونوا قد راجعوا صفوفهم ليقرروا الوقوف إلي الجانب الصحيح من اللحظة التاريخية التي تعيشها بلادنا اليوم ..
■ وعلي من درجوا علي شتم الإسلاميين والتقليل من شأنهم مرة .. بعد مرة .. عليهم أن يعلموا أن التيار الوطني والإسلامي لا يمتن علي أحد بمشاركة شبابه وشيوخه وفلذات أكباده في معارك الدفاع عن السودان .. ومع هذا عليهم أن يعلموا أيضاً أن هذا الجيل لم يقدم كل هذه التضحيات ليترك المجال مفتوحاً لعودة مليشيا التمرد السياسية إلي كرسي السلطة مرة أخري ..
■ آن لقيادة الإسلاميين في السودان أن ترتفع لمستوي التحدي الذي يواجه صفنا الداخلي .. آن لهذه القيادة أن ترتب الصف لتقديم وتصعيد وجوه جديدة من شباب التيار الذين أفرزتهم وجمّرتهم معارك حرب الكرامة .. وجوه جديدة بأعمار الثلاثين والأربعين من السنوات .. آن لهم أن يتقدموا .. وآن للقيادة الحالية أن تستريح لتكمل ماتبقي لها من جدل وخلافات حول اللوائح والإجراءات التنظيمية والشُورية الباردة والتي مازادت صفنا إلا تفتتاً وضعفاً !!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رواتب السعودية
منذ 27 دقائق
- رواتب السعودية
الأمن العام يواصل تقديم التسهيلات للحجاج الإيرانيين استعدادًا لمغادرتهم عبر منفذ جديدة عرعر
نشر في: 17 يونيو، 2025 - بواسطة: خالد العلي يواصل الأمن العام بمنطقة المدينة المنورة تنفيذ خطته الخدمية والتنظيمية لحجاج الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعد أن منّ الله عليهم بأداء فريضة الحج لهذا العام 1446هـ، وذلك ضمن جهود المملكة العربية السعودية في ظل الظروف الجارية التي تمر بها الجمهورية، وحرصًا على تلبية جميع متطلباتهم، وتوفير جميع الخدمات لهم لعودتهم سالمين إلى وطنهم وأهلهم ..بإذن الله تعالى… وسخر الأمن العام إمكاناته كافة لتيسير حركة وتنقل ضيوف الرحمن من الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالتكامل مع الجهات المعنية، وتقديم التسهيلات اللازمة في أثناء زيارتهم للمسجد النبوي الشريف والمعالم التاريخية، ومتابعة سير الحافلات المخصصة لنقلهم إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، وصولًا إلى مطار عرعر. المصدر: عاجل


صحيفة عاجل
منذ 41 دقائق
- صحيفة عاجل
الأمن العام يواصل تقديم التسهيلات للحجاج الإيرانيين استعدادًا لمغادرتهم عبر منفذ جديدة عرعر
يواصل الأمن العام بمنطقة المدينة المنورة تنفيذ خطته الخدمية والتنظيمية لحجاج الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعد أن منّ الله عليهم بأداء فريضة الحج لهذا العام 1446هـ، وذلك ضمن جهود المملكة العربية السعودية في ظل الظروف الجارية التي تمر بها الجمهورية، وحرصًا على تلبية جميع متطلباتهم، وتوفير جميع الخدمات لهم لعودتهم سالمين إلى وطنهم وأهلهم -بإذن الله تعالى-.


المدينة
منذ ساعة واحدة
- المدينة
إنسانية المسؤول
هل يخطئ المسؤول عندما يكون في موقع المسؤولية ويستجيب لطلبات المراجع، دون أن يكون هناك ظلم لأحد، أو حرمان لأحد من حقه، إذا كانت اللائحة تقول بغير ذلك، أو لا تذكر اللائحة عن ذلك شيئاً بالنفي أو الإيجاب؟. هل الاستجابة لطلبات المراجع دون وجود أي دوافع قانونية تعتبر تجاوز؟. في النهاية نحن بشر، وقد تستجد ظروف وأوضاع قد لا تُمثِّل اللوائح والأنظمة فيها «الوضع الأمثل»، ويتم التعامل معها في ظروف معينة، واختلفت الظروف وتغيرت، فهل نستمر على النمط نفسه؟. النظام أو اللائحة ليست منزَّلة من رب العباد، وإنما وُضِعَت للتعامل بصورةٍ محددة وفي فترةٍ محددة. فإذا كانت الحدود تُدرَأ بالشبهات، فما بالك بنظام وُضِعَ في ظرفٍ محدد.الجهات المختصة تقوم بين فترةٍ وأخرى بالمراجعة، وتعديل الأنظمة وتطويرها، لأنها تدرك أنها ليست الأمثل والأفضل ولابد من الإحلال والتجديد. ولعل السؤال المُلِحّ: هل الشخص في موقع المسؤولية وُضِعَ ليُوجِد حلول، ويجتهد، أم تُكَف يده ولا يستطيع أن يتصرف بسبب لائحة موضوعة أو نظام وُضِعَ ويُطبَّق بحذافيره؟.لا أعتقد أن المسؤول وُضِعَ في موقع لتطبيق اللوائح فحسب، لأن هذا فيه بُعد عن إنسانيتنا ومرجعيّتنا كبشر. المهم حسب اعتقادي هو تحقيق المصلحة للمجتمع دون الإضرار بمصالح الدولة، ومراعاة الأبعاد الاقتصادية وتحقيق النمو.الجمود عادةً يكون ثمنه مرتفعاً، ويؤثر سلباً على المدى الطويل. وكما أن هناك مراجعة للأنظمة والقوانين، يجب إعطاء مساحة للتصحيح في يد المسؤول، ومن المفترض أن يرفع المسؤول ويشعر قياداته في منظمته بالنواحي السلبية في الأنظمة حتي يتم تطويرها وتحسينها لصالح المجتمع ككل. لاشك أن إنسانيتنا - كوننا بشر- عامل إيجابي وضعه الله فينا، ليميزنا عن باقي المخلوقات، وهذا العقل الذي تميزنا به من المفترض أن يدفعنا في الاتجاه الصحيح، لنحقق النمو والرخاء لوطننا، بعيداً عن التحفظ والجمود. علاوة علي أهمية النظر في الأنظمة والقوانين من الزاوية الإنسانية عند طرحها، أو تعديلها، أو تطويرها، ومدى قدرة وتحمل المجتمع لها. فالمنطقية في التطبيق تتطلب وجود نظرة رحيمة تجاه المواطن والمراجع في ظل جمود بعض الأنظمة وعدم مرونتها. فالهدف الأسمى الذي تسعي له الدولة، وهو جزء من المعايير التي يتم قياسها، هي الراحة والرخاء والسعة للمواطن.