رجا طلب يكتب: زياد الرحباني .. " الصعلكة الراقية " !!
كنت اتمنى ان التقيه واجرى معه حوارا صحفيا ليس من اجل الحصول على تصريحات ومواقف مثيرة وجدلية، فهو حالة جدلية بحد ذاته، ولكن لاسجل في سجلي المهني كصحافي وكاتب اني التقيت به وحاورته واستمتعت بفن محاورته، فالحوار مع زياد الرحباني يحتاج لمهارات خاصة تتجاوز طرح الاسئلة وانتظار الاجابات، ومنذ اعلان وفاته تابعت العديد من اللقاءات التى اجريت معه وكنت في الاغلب اشفق على محاوريه الذين كانوا يقفون عاجزين عن فهم اجوبته او مستسلمين لما يطلقه من كلام عميق مغلف بالسخرية القاتلة او تنتابهم حالة من الدهشة والتسمر امام معلومات وتصريحات صادمة جريئة لا يقوى على النطق بها او سردها الا شخصية واثقة من نفسها لديها فائض من الثورية تمكنها من "الطخطخة" في كل الاتجاهات.
لتلك الاسباب اخترت عنوان هذا المقال كتوطئة لرسم صورة قلمية عن زياد الشنفرى او عروة بن الورد"اللبناني"، فالصعاليك في زمن ما قبل الاسلام كانوا "نوابغ" وشعراء لا مثيل لهم في زمن كانت فيه اللغة العربية هي قوة العرب الاساسية التى ميزتهم عن بقية الامم ولذلك تحدانا الله باللغة العربية منزلا اعجازه "القران" على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
لا اعلم ان كنت اضيف شيئا جديدا عن زياد الرحباني وعبقريته في هذا المقال ام لا؟، فهو بحاجة لدراسة معمعقة، فزياد الرحباني الذي عاش 69 عاما، خرج من هذه الحياة منتصرا رغم حجم الالم الذي اختاره هو لنفسه في تحد للذات قل نظيره، نجح في هذا التحدي بانتاج حالة من "الصعلكة الراقية" بلا ابتذال او رخص او همجية او ابتزاز كما هو حال بعض النخب الفنية والصحافية في عالمنا، كان مؤمنا بالانسان وكرامته فاختار العيش بين الناس والبسطاء وعمل على الانغماس بهمومهم، وهو امر لم يفتعله زياد الرحباني بل مارسه بمنتهى التلقائية والعفوية، ولذلك وعندما نستمع للالحان التى لحنها والكلمات التى كتبها سنجدها كلها جاءت من الواقع ومن حياة الناس ومعاناتهم، لم يكن زياد يجيد تنميق الكلام او العيش المترف رغم ما تمتع به من حضور فني وموسيقى وشعري، ولهذا فقد كان زياد الرحباني هو زياد الرحباني وليس ابن فيروز او عاصى الرحباني، عاش ومات وهو يتكئ على ابداعه وفنه وقلمه، واعتقد وانا لست ناقدا فنيا او موسيقيا ان المقطوعة التى عزفها زياد الرحباني على مسرح البيكاديلي عام 1975 في بدايات الحرب الاهلية اللبنانية كمقدمة لمسرحية "ميس الريم" يجب ان تصنف كمقطوعة عالمية تضاهي مقطوعات موزارت وبيتهوفن "وانصح القارئ الكريم بالاستماع اليها.
يغادر زياد الرحباني الحياة وفي رصيده الفني – الانساني 100 اغنية مغناة وكان نصيب الاسد منها لوالدته "الايقونة" فيروز الذي لم يكن يناديها الا باسمها "فيروز"، و11 مسرحية شارك فيها اما تمثيلا او تاليفا او اخراجا وتوزعت بين السخرية "المحزنة" والسياسية الناقدة او الاجتماعية التى تفجر الم الناس وقضاياهم.
اهم ما يميز "صعلكة زياد الراقية" انه لم يسع الى المال كهدف او حتى الشهرة، احب حريته وحرية الناس، ومات وهو يعرف مرضه ورفض العلاج رغم توفر المتبرع المالي والمتبرع "بالكبد" وذلك لانه كان مؤمنا بالله وقدره.
كانت لحظة وفاة زياد الرحباني اشبه بانفجار قنبلة منسية من حروب قديمة، انفجرت في وجوهنا جميعا لتقول لنا انتبهوا كم هو حجم الفقد وبشاعته، وان بساطة وتواضع زياد الرحباني في كل شيء لا تعني الاعتياد على غيابه او تقبل هذا الغياب، فهناك نجم قد افل، وهناك فراغ قادم قاتل قد يفترس ما تبقى في قلوبنا من تحد وحب للحياة كان زياد احد مباهجها.
التقط الكثيرون لحظة وداع زياد ليكونوا داخل ذلك المشهد "الدرامي" الذي جمع الحزن الحقيقي ببعض الدمع المصطنع بدافع الظهور الفاضح للبعض، ونجح زياد وهو في تابوته في ان يكشف لنا الصادق من الكاذب وكانه يقول لنا مازالت اواصل مهمتي.
كان نجاح زياد الثوري يتمثل في (الفشل في مجاملة الطبقة السياسية، والفشل في الانخراط في مجتمع كاذب ومنافق، اما الفشل الاهم والاخطر كان في علاقته مع المرأة) وهذه واحدة من سمات العباقرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 14 دقائق
- عمون
العبداللات يجتاز التوجيهي للمرة الثانية
عمون - أعلن الفنان ضافي العبداللات اجتيازه امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" للمرة الثانية في حياته. وقال العبداللات إنه قرر دخول امتحان التوجيهي قبل 3 أشهر فقط، وبعد أكثر من 30 عامًا من نجاحه للمرة الاولى بمعدل 52 عام 1991، حيث قررت خوض التجربة برفقة نجله الذي تقدم هو أيضًا بالامتحان ونجحا سويًا. وتاليًا نص ما كتبه العبداللات عبر صفحته في فيسبوك: الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه من ثلاث اشهر فقط قررت ان اتقدم لأمتحان الثانويه العامه / علمي ومع اني اجتزت هذه المرحله عام 1991 / ادبي بمعدل وقتها 52 والأن دخلت الامتحان وجلست على مقاعد الطلاب وكل من حولي هم أصغر من أولادي وانما كنت مصراً ومتحدياً الصعاب بنظر الجميع هذه التجربه الصعبه جداً كانت لضيق الوقت ولمشاغلي الكثيره لم اتمكن نهائياً من الدراسه ودخلت الأمتحانات معتمداً على معلوماتي العامه بكل فخر وأعتزاز وتواضع وكان الحلم يراودني مع الأمل الكبير بأنني سأجتاز ذالك الطموح والحلم بنجاح بمعدل 73 متواضع ليسى الأ لذالك وقد تحقق الأمل والحمد والشكر لله . نطمح، نحلم، نتأمل، نحاول، نجتهد لنيل المستحيل، نطمح بكل ما فينا، نحلم بكل ماضينا، نأمل بأننا سوف نغير قوانيننا، نحاول، رغم الضربات التي تأتينا، ننسى ونكرر المحاولة، مرة مرتان لا يهمنا، نجتهد بكل طاقاتنا، لنحصل على ما تريده خواطرنا، وما كنا نريد أن نكون، سوف أدعه بجانب النافذة، وأفتح له النافذة، ليستنشق ذلك الهواء الصافي من واقعي، الخاص ليعلم كم أريده، ليعلم ما معنى الأمل، ليعلم أن يقف معي وقت حاجتي الماسة له، نعم، ومتى شاءت الأقدار، سوف انهض إليه، فربما أكون اقتربت من ذلك الطموح وأقل داخل نفسي أجعل عينيك على النجوم، واجعل قدميك على الارض. عش حياتك كل يوم كما لو كنت ستصعد جبلاً، وانظر بين الفينة والأخرى إلى القمة حتى لا تنس هدفك، ولكن دون إضاعة الفرصة لرؤية المناظر الرائعة في كل مرحلة. الحياه مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها، بل أجمعها وابن بها سلماً تصعد به نحو النجاح. وها انا قد صعدت وتحقق الأمل بكل فخر وتحدي أبارك لنفسي ولأبني الذي دخل الأمتحان كما دخلت والحمد الله خرجنا بتوفيق من الله ورضوانه. وألف ألف مبروك لكل من صعد معنا وأجتاز هذه المرحله.


أخبارنا
منذ 20 دقائق
- أخبارنا
مبارك آل بني ملحم
أخبارنا : أنعم الله تعالى على السيد راوي علي بني ملحم والسيدة عقيلته بتوأم أسمياهما ليث و غيث فيما أنعم جلّ في علاه على شقيقه السيد عمران علي بني ملحم والسيدة عقيلته مولودًا أسمياه تيم ، جعلهم رب العزّة جميعًا من أبناء السلامة .


أخبارنا
منذ 20 دقائق
- أخبارنا
ألف مبارك يا رعد فارس قطيش
أخبارنا : أجمل التهاني والتبريكات نزفها بكل فخر واعتزاز إلى رعد فارس قطيش بمناسبة نجاحه في الثانوية العامة – الفرع العلمي وحصوله على معدل 81.40% هذا النجاح ثمرة تعبك وجهدك، فهنيئًا لك ولعائلتك الكريمة هذا الإنجاز الرائع. سائلين الله لك دوام التوفيق والنجاح في حياتك الجامعية والمستقبلية ألف مبارك يا رعد