logo
الجيش يتقدم في أم درمان و"الدعم" تنتقم من الأهالي

الجيش يتقدم في أم درمان و"الدعم" تنتقم من الأهالي

Independent عربية٠٥-٠٤-٢٠٢٥

تتصاعد الاشتباكات والمعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بالأسلحة الثقيلة في محور غرب أم درمان، إثر شن الجيش هجوماً واسعاً بإطلاق عمليات برية وجوية وبالمسيرات على نقاط تمركز قوات "الدعم" في منطقي الجموعية وصالحة غرب أم درمان، حيث أحد أكبر معسكرات "الدعم السريع" وآخر معاقله في مدينة أم درمان.
استبق الجيش هجومه البري على المنطقة بغارات جوية وقصف مدفعي مكثف على مواقع "الدعم" جنوب غربي أم درمان، في أعقاب تكثيف الأخيرة هجماتها على قرى تلك المنطقة.
وأوضحت مصادر ميدانية أن العلميات الحربية في غرب أم درمان هدفها حماية المدنيين بالمنطقة الذين تعرضوا لانتهاكات وقتل ممنهج من قوات العدو المتراجعة من الخرطوم نحو تلك المنطقة على مدار الأسبوع الماضي، وتطهير الريف الجنوبي للمدينة من مجموعات العدو المتمركزة هناك بعد فرارها من الخرطوم.
ذكرت مصادر أن الجيش تصدى أمس الجمعة لمحاولة قوة من الميليشيات الهجوم على الدفاعات الغربية المتقدمة لمعسكر سلاح المهندسين في منطقة أم بدة كرور، وكبدها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، مبينة أن قوات الجيش حققت تقدماً كبيراً في منطقة سوق ليبيا، وتتقدم بقوة نحو سوق قندهار أكبر معاقل "الدعم" جنوب غربي أم درمان.
وأشارت المصادر إلى أنه ومع الهجوم الواسع المنطلق من داخل أم درمان، هناك أيضاً قوات تتقدم نحو المنطقة من ولاية النيل الأبيض، إلى جانب قوات "درع السودان" المتحركة من جنوب شرقي العاصمة في جبل أولياء.
هجمات واستغاثة
وكان سكان قرى الجموعية، أطلقوا نداءات واستغاثات وتحذيرات من اعتزام قوات "الدعم السريع" ارتكاب مجازر إضافية في حق سكان تلك القرى.
وارتفع عدد القتلى في قرى الجموعية غرب أم درمان جراء هجمات "الدعم" إلى حوالى 100 وما يقارب 250 من الجرحى والمصابين.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفاد نداء استغاثة في رسالة صوتية لأحد المواطنين من داخل المنطقة، بأن قوات "الدعم" شرعت في استهداف منازل المواطنين باستخدام الطائرات المسيرة، عقاباً للمواطنين على دفاعهم عن أنفسهم في مواجهتها ببنادقهم (الكلاشنكوف) غير المجدية، مطالباً السلطات بمدهم بالسلاح ولو عبر النيل ليتمكنوا من الصمود.
وأفرزت هجمات "الدعم السريع" على قرى الجموعية عن موجة نزوح كبيرة للسكان سيراً على الأقدام نحو منطقة جبل أولياء عبر جسر الخزان.
وأفاد مواطنون أنه ومع تقدم الجيش تفرض الميليشيات حصاراً على معظم أحياء محلية أم بدة، وتحظر حركتهم إلى خارج المنطقة، وتمنع حركة المركبات المتجهة إلى خارجها أو الداخلة إليها.
وقال والي الخرطوم المكلف، أحمد عثمان حمزة، لدى استقباله مجموعات من النازحين من قرى الجموعية، أن الميليشيات أقدمت على قتل عدد كبير من مواطني قرى الريف الغربي لأم درمان.
حملات اعتقال
وفي جنوب الخرطوم كشفت غرفة طوارئ جنوب الحزام، عن تنفيذ قوات مساندة للجيش حملة اعتقالات علاوة على تصفية أحد المدنيين في منطقة مايو جنوب الخرطوم مطلع هذا الأسبوع.
وقالت الغرفة في بيان لها أمس، إن "الجيش اعتقل أكثر من 700 شاب في مناطق مايو ومانديلا وأنجولا ودار النعيم وجنوب الخرطوم.
أضاف البيان، "جميع كتائب الجيش تنظر إلى المنطقة بصورة مشوهة، مما أدى إلى تنفيذ اعتقالات تعسفية على أساس مناطقي وعرقي، مع ارتكاب مجازر بشعة، وتعمل الغرفة الآن على رصد وحصر عمليات التصفية والإعدامات التي جرت أخيراً في المنطقة".
في الأثناء ووسط إشاعات وحال من القلق بين المواطنين من طبيعة ما حدث، شهدت مدن سودانية عدة، من بينها الخرطوم وبحري وأم درمان وبعض مناطق في شندي والدامر وبورتسودان وكسلا والنيل الأبيض، انقطاعاً واسعاً في التيار الكهربائي بحسب ما أفادت مصادر محلية.
وفي ما لم تصدر أية توضيحات رسمية في شأن أسباب الانقطاع الواسع للتيار الكهربائي بالبلاد، أعلنت الفرقة 19 مشاة بمدينة شمال السودان عن تمكن دفاعاتها الأرضية صباح اليوم السبت من إسقاط عدد من المسيرات التي أطلقتها ميليشيات "الدعم السريع" المتمردة في محاولة لاستهداف مقر قيادة الفرقة وسد مروي.
وأكدت قيادة الفرقة استعدادها الكامل للتصدي لأي تهديدات تستهدف الولاية الشمالية، مشددة على أن محاولات ضرب البنية التحتية للمواطنين لن تنجح في تحقيق أهدافها، وأوضحت القيادة أن الجيش مستمر في حماية مقراته وتأمين المناطق الإستراتيجية.
قصف وجوع
في محور دارفور وعقب هدوء قصير عاشته مدينة الفاشر ليومين استأنفت قوات الجيش قصفها المدفعي على تمركزات قوات "الدعم السريع" في محيط المدينة، وسط توقعات بتجديد الأخيرة قصفها الأحياء السكنية داخل المدينة.
في هذا الوقت تعاني أسواق الفاشر شحاً كبيراً وارتفاعاً جنونياً في أسعار السلع الغذائية والأدوية وانعدام مياه الشرب في معسكرات النازحين، حيث بلغ سعر الأربعة لترات من الماء 1500 جنيه سوداني (حوالى 60 دولاراً) بالسوق الموازية.
وحذرت مصادر محلية من أن الوضع في المدينة يشهد تدهوراً كارثياً مخيفاً نتيجة الشح المتناهي للغذاء والانعدام شبه الكامل للسلع والمواد الغذائية.
وأوضحت المصادر، أن الوضع هناك يستدعي تحركاً عاجلاً، وبخاصة بعدما فاقم إغلاق المخابز ونفاد مخزون الدقيق الأزمة الإنسانية ومعاناة النازحين في مخيم زمزم 15 كيلومتراً جنوب مدينة الفاشر، بسبب الحصار الذي تضربه قوات "الدعم السريع" على المنطقة منذ أكثر من 10 أشهر.
وكشفت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين عن تواصل عمليات النزوح من مدينة الفاشر ومخيماتها باتجاه منطقة طويلة، حيث وصل إلى المنطقة أمس، أكثر من 45 أسرة سيراً على الأقدام وعلى ظهر عربات الكارو التي تجرها الحمير، في ظروف إنسانية مزرية وحال من الجوع والمرض.
وناشد بيان للمنسقية، الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة المتضررين من هذه الظروف القاسية.
معارك مصيرية
وأعلن وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة السودانية جبريل إبراهيم، عن معارك مصيرية يجرى الترتيب لها لفك الحصار عن مدينة الفاشر وتحريرها.
وقال الوزير لدى تفقده القوات المشتركة لحركات دارفور المسلحة في محور الصحراء، إنه وقف برفقة وفد كبير من القيادات العسكرية على الاستعدادات والجاهزية الميدانية للقوات المشتركة بمحور الصحراء، واطمأن على اكتمال جاهزيتها قبل خوضها معركة فك الحصار عن مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وتحرير الإقليم من الميليشيات المتمردة.
من جانبه أوضح حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، أن مواطني الفاشر يعانون حصاراً قاسياً قائماً على أسس عرقية وإثنية حرمهم من أبسط مقومات الحياة، مؤكداً أن الجيش والقوات المتحالفة معه لن يتوقفوا حتى تنعم مدن الفاشر والأبيض بالأمن والأمان، ومبشراً بقرب انتهاء محنة الفاشر بتحريرها وفك الحصار عنها.
وأضاف مناوي على حسابه بموقع "فيس بوك"، أن الأهالي على رغم ما عانوه رفضوا ترك أرضهم للمستوطنين الجدد، مجدداً العهد بقرب تحرير الفاشر ومواطنيها وتخليصها من براثن الجوع والمرض.
إلى ذلك دعا القيادي بتحالف صمود، ورئيس الحركة الشعبية ياسر عرمان التيار الثوري، إلى تكوين لجنة وطنية تضم أكثر بنات وأبناء السودان نفوذاً داخل البلاد وخارجها وتمثل التنوع السوداني ووحدة النسيج الوطني، للدفاع عن حقوق جميع المدنيين السودانيين في الحياة والأمن والإغاثة والسكن بجميع أنحاء البلاد.
ووصف عرمان ما يحدث الآن في مناطق الجموعية جنوب أم درمان ومايو والحزام جنوب الخرطوم وضد المدنيين في الفاشر والأبيض وغيرها من المناطق، بأنه "أمر يندى له جبين البشرية"، لافتاً إلى أن الاعتداءات وجرائم الحرب ضد المدنيين تتصاعد من دون رادع أو صوت قوي نافذ داخل السودان أو خارجه.
وأوضح أن كل ذلك يحدث في ظل خطاب كراهية متصاعد ودعاوى لاستهداف مناطق جغرافية بعينها، مؤكداً أن توجهات الحرب الإثنية والجهوية وخطاب الكراهية يجعل هذه الحرب موجهة بامتياز ضد كافة المدنيين السودانيين والنسيج الوطني، وهي حرب لتمزيق السودان وتفتيته ولن تنتج ديمقراطية أو عدالة اجتماعية مهما ادعى أصحابها والقائمون على أمرها.
جبهات جديدة
في السياق أوضح الباحث الأمني ضو البيت دسوقي، أن قوات "الدعم السريع" تعمل على تنشيط عملياتها في جبهات معارك جديدة في النيل الأزرق وجنوب كردفان بعد تحالفها مع الحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) بقيادة عبدالعزيز الحلو، مما يتطلب من قوات الجيش التشدد في تأمين ولاية شمال كردفان لمواجهة تحركات "الدعم السريع" في الجبهة الجنوبية.
ولفت ضو البيت، إلى أن نجاح ترتيبات الجيش الحثيثة لفك حصار الفاشر والشروع في استعادة إقليم دارفور، ليس أمراً مستبعداً في ظل فقدان قوات "الدعم" لمعظم قوتها الصلبة في الجزيرة والخرطوم، وموازين القوة العسكرية الجديد على الأرض، محذراً من أن سيطرة "الدعم" على منطقة المالحة الحدودية شمال دارفور ستمكنها من تعزيز موقفها الهجومي وخططها الرامية إلى الاستيلاء على مدينة الفاشر.
أممياً، قالت منظمة الهجرة الدولية إن العاصمة السودانية الخرطوم بعد عامين من الحرب "تعيش وضعاً كارثياً بمستوى من الدمار يفوق التصور". وأوضح رئيس بعثة المنظمة بالسودان محمد رفعت، عقب زيارة له إلى العاصمة وضواحيها استغرقت أربعة أيام، أنه شاهد بنفسه حجم الدمار والمعاناة والأوضاع المروعة التي يعيشها الناس في الخرطوم.
وكانت قوات الجيش السوداني تمكنت في الـ26 من مارس (آذار) الماضي، من استعادة السيطرة على مدينة الخرطوم بعد معارك ضارية خاضتها ضد قوات "الدعم السريع" التي ظلت مهيمنة على المدينة نحو عامين كاملين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أميركا تعين سفيرها لدى تركيا مبعوثا خاصا لسوريا
أميركا تعين سفيرها لدى تركيا مبعوثا خاصا لسوريا

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

أميركا تعين سفيرها لدى تركيا مبعوثا خاصا لسوريا

ذكر مصدر مطلع ودبلوماسي في تركيا أن الولايات المتحدة ستعين توماس باراك، السفير الأميركي الحالي لدى أنقرة وصديق الرئيس دونالد ترمب، مبعوثاً خاصاً إلى سوريا. يأتي القرار بعد إعلان ترمب المهم قبل أيام رفع العقوبات الأميركية على سوريا، ويشير أيضاً إلى إقرار واشنطن بصعود تركيا كقوة إقليمية مهمة لها نفوذ في دمشق منذ إطاحة الرئيس السوري السابق بشار الأسد على أيدي قوات المعارضة نهاية العام الماضي. ورداً على طلب للتعليق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية "لا يوجد إعلان في الوقت الحالي". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو، في حديثه أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أمس الثلاثاء، إنه سمح لموظفي السفارة التركية، بما في ذلك باراك، بالعمل مع المسؤولين المحليين في سوريا لفهم نوع المساعدات التي يحتاجون إليها. وبرزت تركيا باعتبارها أحد أهم الحلفاء الأجانب للحكومة الجديدة في سوريا، ودعمت أنقرة المعارضة أعواماً في قتالها لإطاحة الرئيس السابق بشار الأسد، وتشكل المعارضة السابقة الآن الجزء الأكبر من الحكومة الجديدة. وتتعهد تركيا بالمساعدة في إعادة بناء سوريا، بدءاً من البنية التحتية إلى مؤسسات الدولة، وتقدم لدمشق الدعم السياسي في المحافل الدولية، وتدعو إلى رفع العقوبات الغربية عنها بالكامل لبدء جهود إعادة الإعمار، كذلك رحبت بتشكيل حكومة انتقالية.

مشنقة الضفة... "الكونتينر" أبعد من حاجز عسكري
مشنقة الضفة... "الكونتينر" أبعد من حاجز عسكري

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

مشنقة الضفة... "الكونتينر" أبعد من حاجز عسكري

في السادسة صباحاً، خرج أحمد خضر (30 سنة) من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية لإجراء مقابلة عمل مهمة في رام لله، وكان يفترض أن يستغرق وصوله إليها 45 دقيقة فقط، ولكنه وصل بعد أربع ساعات وقد فاته الموعد، وهو ما ترك في نفسه إحساساً بالقهر والخيبة من واقع مرير لا يقوى على تغيره. فحاجز "الكونتينر" الإسرائيلي المقام على قمة أحد جبال "وادي النار" في بلدة السواحرة الشرقية جنوب الضفة، والمعزز بالجنود والمعوقات والمسامير الأرضية والإشارات الضوئية، لم يعد مجرد حاجز عسكري تتحكم إسرائيل من خلاله في حركة وتنقل الفلسطينيين هنا وهناك، بل أصبح نقطة مركزية لإسرائيل تفصل بين شمال الضفة الغربية ووسطها عن جنوبها خلال دقائق معدودة، ومن دون حاجة سوى إلى الحد الأدنى من الجنود. ومع اشتداد أحداث الانتفاضة الأولى عام 2000، وشن الجيش الإسرائيلي عملية "السور الواقي" على مدن الضفة الغربية عام 2002، بدأت إسرائيل فرض سيطرتها على الطريق التي شقها الفلسطينيون بالأساس وسط الوادي كبديل عن الطريق الرئيس الذي كان يصل بين جنوب الضفة وشمالها عبر مدينة القدس، ولا يحتاج إلى أكثر من 20 دقيقة. تدريجاً تحول المكان من مجرد حاجز إسرائيلي طيار (مفاجئ) بجانب حاوية بضائع "كونتينر" استخدمها الفلسطينيون آنذاك كاستراحة، إلى نقطة ثابتة للجيش ومنع السيارات من العبور منها، ولم يسمح للفلسطينيين باجتياز الحاجز الجديد حينها إلا مشياً على الأقدام بعد التفتيش وتدقيق الهويات، لكن مع مرور الوقت تطور الحاجز شيئاً فشيئاً ليصبح اليوم من أهم وأبرز الحواجز العسكرية المجهزة تكنولوجياً بمعدات مراقبة عالية وبوابات إلكترونية وإشارات مرور وكاميرات بيومترية وأنظمة إغلاق أرضية وغيرها. وبمجرد إغلاقه يعزل نحو مليون و100 ألف فلسطيني يعيشون في محافظتي الخليل وبيت لحم، بحسب تقديرات جهاز الإحصاء الفلسطيني، عن وسط الضفة الغربية وشمالها بصورة كلية. إلى جانب حاجز "الكونتينر" شرق القدس، الذي يفصل جنوب الضفة عن وسطها، هناك حواجز أساسية تقسم شمال الضفة عن وسطها، كحاجز "زعترة" بين نابلس ورام لله، وحاجز "الحمرا" الذي يقيد دخول الفلسطينيين إلى منطقة الأغوار. ووفقاً لتقرير البنك الدولي، فإن القيود المفروضة على الفلسطينيين أمام الحواجز الإسرائيلية تتسبب في غياب القدرة على وضع جداول زمنية يمكن الالتزام بها لوصول البضائع والمواد الخام بين مدن الضفة الغربية، وهو أحد العوامل الأساسية التي تمنع الاستقرار الاقتصادي والتنمية الجدية في أراضي الضفة. طرق وعرة خلال الأعياد اليهودية تفرض إسرائيل إغلاقاً كاملاً على الفلسطينيين في الضفة الغربية، في ما بات يعرف بالعبرية باسم "سيغر"، وهو إجراء عسكري يستند إلى مسوغات "قانونية" و"إدارية" و"إجرائية" تفرضه البنية العسكرية الإسرائيلية خلال الأعياد، أو في ظل الكوارث الطبيعية، أو مع تصاعد العمليات الفلسطينية عند الحواجز ونقاط التفتيش، لكن فلسطينيين يمرون يومياً من حاجز "الكونتينر" يؤكدون أن تبديل الورديات بين الجنود كفيل بإغلاق الحاجز تماماً لساعات حتى تنتهي الإجراءات، مما يشكل زحاماً كبيراً يمتد بين المركبات على طول الطريق في الاتجاهين، إذ لا يزيد عرضها في بعض الأماكن على خمسة أمتار. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وبينت دراسة إحصائية أجرتها بلدية العبيدية شرق بيت لحم في وقت سابق أن نحو 22 ألف مركبة تقطع الطريق يومياً من جنوب الضفة إلى وسطها وبالعكس، وعلى رغم أن الطريق صعب وخطر يصل بين قمتي جبلين، حاول الفلسطينيون ابتكار طرق بديلة أكثر خطراً كمهرب من الحاجز الذي أصبح بحسب تعبيرهم "محطة للتنكيل والإذلال"، لكن خطر التزحلق وانقلاب المركبات أو إطلاق النار من الدوريات المتحركة أحياناً حالت دون ذلك، وهو ما ضاعف المعاناة بالنسبة إلى أولئك الذين يعانون أمراضاً مزمنة أو مشكلات صحية ويحتاجون إلى الوصول بأسرع ما يكون لمستشفيات في وسط الضفة الغربية وشمالها. وبحسب من يعايشون المرور من الحاجز منذ عقدين وأكثر بصورة شبه يومية، فإن إجراءات الجنود على حاجز "الكونتينر" والاختناق المروري الناتج منها أعاقا وصول حالات طارئة عدة في الوقت المناسب وفارقوا الحياة. وسبق أن حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الوصول إلى الرعاية الصحية في الضفة الغربية يتدهور بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على حرية الحركة والتنقل، فضلاً عن إعاقة وصول الفلسطينيين إلى الخدمات الأساسية. في حين أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن القيود المفروضة على الحركة في حالات الطوارئ الطبية قد تؤدي إلى تداعيات مهلكة، مشيرة إلى إعاقة حركة سيارات الإسعاف واستهدافها. وبحسب سلسلة تقاريرها المدرجة على موقعها الإلكتروني، ازدادت القيود التي تفرضها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية بصورة كبيرة منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، موضحة أنها كثيراً ما تواجه انقطاعاً في خدمات عياداتها المتنقلة، إذ تمنع من دخول مناطق معينة أو تواجه قيوداً على الحركة في العطل الرسمية الإسرائيلية. خسائر مضاعفة إغلاق حاجز "الكونتينر" عشرات المرات بصورة كلية أمام المواطنين ولساعات طويلة لأسباب غير معلومة، والتسبب بطوابير طويلة من المركبات جراء التفتيش الدقيق في هويات الركاب والسائقين، خصوصاً بعد أحداث السابع من أكتوبر، انعكس سلباً على قطاع المواصلات، وإلى جانب انخفاض عدد الركاب الذين باتوا يتجنبون التنقل من جنوب الضفة للوسط أو الشمال، لما يمثله الحاجز من معاناة مريرة يومياً، زادت كلف النقل والوقود المستهلك في الوقوف الموقت الطويل. كما قيدت السلطات الإسرائيلية الدخول عبر بعض الحواجز بساعات محددة، ولم تعد تعمل كما كانت سابقاً على مدار 24 ساعة، وهو ما أجبر سائقي المركبات العمومية على سلوك طرق وعرة وضيقة وبعيدة داخل القرى الفلسطينية تحتاج إلى الالتفاف لمسافات طويلة. ويقدر رئيس نقابة أصاحب شركات الحافلات في الضفة الغربية عبدالله الحلو تراجع التنقل داخل الضفة الغربية بنسبة تتراوح بين 60 و70 في المئة، وبينت دراسة سابقة لمعهد الأبحاث التطبيقية (أريج) أن استهلاك الفلسطينيين لوقود إضافي بنحو 80 مليون لتر في السنة نتيجة تقييد الحركة تقدر كلفه بـ135 مليون دولار، يؤدي إلى زيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 196 ألف طن سنوياً. وبحسب مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسليم)، فإن فرض القيود على حركة الفلسطينيين سكان الأراضي المحتلة وتنقلهم هو "أحد الأدوات المركزية التي تستخدمها إسرائيل لغرض تطبيق نظام السيطرة على السكان الفلسطينيين، في مقابل تسهيلات لا محدودة للمستوطنين". ووفق المنظمة، فإن هذا الواقع "يفرض على الفلسطينيين العيش في انعدام يقين مستمر يصعب عليهم تنفيذ أبسط المهمات، فضلاً عن ساعات انتظار طويلة على الحواجز يرافقها إعاقات وإهانة على يد الجنود". وقالت حركة "محسوم ووتش" الإسرائيلية، التي تضم مئات النساء اليهوديات المتطوعات بالتناوب يومياً على مراقبة الحواجز العسكرية من شمال الضفة الغربية وحتى جنوبها، في تقرير "إن التعليمات الصادرة للجنود في شأن كيفية التعامل مع الفلسطينيين هي في حال تقلب وتغير دائم، ويغلب عليها مزاج وسياسة الجنود الموجودين على الحاجز". أرقام ودراسات وفقاً لتوثيق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن أكثر من 146 بوابة حديدية أقامتها إسرائيل في أنحاء الضفة الغربية منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، منها 17 منذ بداية العام الحالي. وبحسب الأرقام الرسمية الفلسطينية، فإن مجموع كل الحواجز اليوم في الضفة الغربية يصل إلى 900، منها حواجز عسكرية مأهولة بالجنود، وأخرى طيارة (مفاجئة)، وحواجز ملموسة ثابتة قد تكون أسمنتية أو ترابية أو بوابات حديدية أو خنادق. وأكدت أن غالب مداخل القرى والبلدات والمدن والمخيمات باتت مغلقة ببوابات حديدية مقفلة أغلب الوقت، لذلك يضطر السكان إلى التنقل بين جانبي البوابات سيراً على الأقدام، بينما تفصل الحواجز العسكرية غالباً بين المحافظات. وأظهرت دراسة بحثية نشرها معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) في مارس (آذار) الماضي، أن عدد ساعات العمل الضائعة يومياً على الفلسطينيين بسبب سياسة الحواجز الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية ووسطها تقدر بنحو 191146 ساعة، وتكلف الاقتصاد الفلسطيني شهرياً ما يعادل 62.2 مليون شيكل (16.8 مليون دولار). كما أوضحت الدراسة أن المسافات الإضافية التي يقطعها السائقون لتجنب الحواجز تؤدي إلى استهلاك وقود إضافي يقدر سنوياً بنحو 22 مليون شيكل (6 ملايين دولار). وتظهر البيانات التي جمعت من مكاتب سيارات الأجرة، أن حركة النقل بين المدن الفلسطينية انخفضت بنسبة 51.7 في المئة بعد بدء الحرب على غزة. ووجدت الدراسة أن الحواجز الإسرائيلية وقيود الحركة في الضفة الغربية "هي جزء من استراتيجية إسرائيلية لتطبيق نظام الفصل العنصري على الفلسطينيين"، إذ تعمل على عزل المناطق الفلسطينية عن بعضها بعضاً، وتعرقل حركة الفلسطينيين. وأكدت النتائج أن القيود على الحركة تؤثر بصورة كبيرة في الاقتصاد الفلسطيني، وتسهم في ارتفاع نسبة البطالة وتدني الأجور بسبب صعوبة وصول العمال إلى أماكن عملهم، كما تؤدي الحواجز إلى تعطيل حركة البضائع، مما يزيد من كلف النقل ويتسبب في تلف بعض المنتجات نتيجة الانتظار الطويل على الحواجز. بالنسبة إلى وزارة الخارجية الفلسطينية، فإن السلطات الإسرائيلية تقسم الضفة الغربية مكانياً وزمانياً بمئات الحواجز العسكرية في "ضم معلن" للأراضي الفلسطينية و"تقويض لحل الدولتين"، لكن بالنسبة إلى خضر الذي خسر وظائف عدة بسبب الحواجز فإن مهمة "الكونتينر" ومئات الحواجز الأخرى المنتشرة في الضفة الغربية منذ عام 2000 وحتى اليوم، لم ولن تقتصر فقط على عزل الفلسطينيين أو إيقاف حركتهم، وإنما إخضاعهم وضبط سلوكهم ومستوى معيشتهم الاقتصادي، إلى جانب تأمين عبور آمن للمستوطنين الذين يحظون بشوارع خاصة.

الجيش يسيطر على آخر معاقل "الدعم السريع" في الخرطوم
الجيش يسيطر على آخر معاقل "الدعم السريع" في الخرطوم

Independent عربية

timeمنذ 5 ساعات

  • Independent عربية

الجيش يسيطر على آخر معاقل "الدعم السريع" في الخرطوم

بعد معارك ومواجهات طاحنة لأكثر من شهرين تمكن الجيش السوداني والقوات الحليفة من بسط سيطرتهما الكاملة أمس على جنوب أم درمان، والاستيلاء على أكبر معسكرات قوات "الدعم السريع" في منطقة صالحة، وآخر معاقلها بولاية الخرطوم. وكان الجيش السوداني أعلن مساء أمس الثلاثاء، في بيان للمتحدث الرسمي باسمه العميد نبيل عبدالله، اكتمال تطهير كامل ولاية الخرطوم من أي وجود لعناصر المتمردين. سيطرة وتأمين وكشفت مصادر عسكرية عن أن الجيش بسط سيطرته كذلك على منطقة المويلح الحدودية بين ولايتي الخرطوم وشمال كردفان، وأحد أهم نقاط تجمعات الميليشيات بغرب أم درمان، على طريق الصادرات الغربي المؤدي إلى ولاية شمال كردفان، كما انتشرت قوات الجيش في مثلث جبل أولياء وقرى الجموعية جنوب الصالحة، بغرض تأمين نقاط التماس الحدودية بين ولايات الخرطوم والنيل الأبيض وشمال كردفان. وهنأ مجلس السيادة الانتقالي "الشعب السوداني والجيش والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين، باكتمال تطهير ولاية الخرطوم من ميليشيات آل دقلو الإرهابية وخلوها من دنس المتمردين وأعوانهم". حكومة قومية دعا المجلس رئيس مجلس الوزراء الجديد كامل إدريس إلى تشكيل حكومة قومية تقود السودان إلى بر الأمان وتحقق الأمن والاستقرار والسلام والتنمية وتلبي التطلعات الشعبية، متمنياً له التوفيق في قيادة البلاد إلى مرحلة جديدة. واطمأن المجلس في اجتماعه أمس على الجهود المبذولة، لتوفير الخدمات والاحتياجات الضرورية للمواطنين خلال المرحلة المقبلة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) واستولى الجيش في المنطقة المحررة على عتاد عسكري هو الأكبر من نوعه منذ بدء الحرب، شمل مستودعاً للطائرات المسيرة بكامل ملحقاتها، إلى جانب مخازن للذخائر والأسلحة والعربات المقاتلة التابعة للميليشيات، بحسب المصادر. ووصف والي الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة دحر الميليشيات بعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب، وإعلان الخرطوم خالية من التمرد، بأنه "حدث تاريخي". أكد حمزة أن حكومته وضعت خططاً لإعادة تأهيل البنية التحتية للمرافق الخدمية بالولاية، وتعمل مع الأجهزة الأمنية على تسهيل تفقد المواطنين لمنازلهم في هذه المرحلة. أكبر المعسكرات قبل الحرب كانت منطقة الصالحة جنوب مدينة أم درمان تضم أكبر معسكرات قوات "الدعم السريع" المعروف بـ"معسكر الصالحة"، وهو عبارة عن قاعدة عسكرية متكاملة. وأعلن المصباح أبوزيد طلحة، قائد فيلق البراء بن مالك المقاتل إلى جانب الجيش، على صفحته بموقع "فيسبوك"، "إبادة عناصر الميليشيات كافة التي كانت تقاتل في جنوب أم درمان، وبسط الجيش سيطرته على آخر معاقلها هناك". وشهدت المنطقة طوال الأسابيع الماضية مواجهات ومعارك ضارية وقصف مدفعي بين طرفي القتال، في عمليات كر وفر متبادلة. جرائم وانتهاكات عقب تحرير المنطقة بدأ عدد من الأسر التي كانت محاصرة لأكثر من شهرين في مغادرة أحياء الصالحة، إلى مناطق أخرى آمنة بالولاية. واتهم ناشطون قوات "الدعم السريع" بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حق المدنيين وداخل مركز اعتقال في منطقة الصالحة، شملت الإعدام خارج نطاق القانون والتعذيب الوحشي والمعاملة القاسية للمحتجزين. وكشفت المصادر ذاتها، أن الجيش تمكن خلال عمليات الأمس من تحرير نحو أكثر من 45 من العسكريين الذين كانوا في معتقلات "الدعم السريع". وهزت أمس سلسلة من الانفجارات العنيفة وسط مدينة أم درمان في محيط مجمع كلية التربية التابعة لجامعة الخرطوم، أثارت الزعر والهلع في أوساط المواطنين. مسيرات وانفجارات يعتقد شهود عيان من المنطقة بأن الانفجار المفاجئ الذي وقع في الفترة الصباحية ناتج من هجمات لطائرات مسيرة تتبع لـ"الدعم السريع" على المدينة، فيما لم يصدر توضيح رسمي من أي من طرف. في بورتسودان دوت مجدداً أصوات المضادات الأرضية للجيش في مواجهة هجمات جديدة لطائرات "الدعم السريع" المسيرة، وشن الطيران الحربي للجيش غارات عنيفة على تجمعات قوات "الدعم السريع" في محلية بارا جنوب مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان. تقدم وتأهب في ولاية النيل الأبيض المحاذية لولاية الخرطوم من الناحية الجنوبية أوضحت مصادر محلية أن قوات الفرقة الـ18 التابعة للجيش ودرع السودان حققت تقدماً جديداً بالولاية، بسيطرتها على منطقة الشيخ الصديق أقصى شمال الولاية، وتتابع تقدمها للالتحام بقوات الجيش في مثلث جبل أولياء جنوب الخرطوم. في غرب كردفان تتأهب قوات الجيش عقب سيطرتها على منطقة أم لبانة 100 كيلومتر شرق مدينة النهود، لاستعادة المدينة التي تسيطر عليها الميليشيات منذ أسابيع عدة. واتهم تجار بالمدينة قوات "الدعم السريع" بنهب ومصادرة محاصيل الصمغ العربي بالمخازن كافة، وترحيلها إلى نيالا عاصمة جنوب دارفور، بدعوى ملكيتها لمنسوبي النظام السابق. مجابهة الأوبئة في هذا الوقت كشف اجتماع لمركز عمليات الطوارئ الصحية عن تسجيل 2323 إصابة جديدة بالكوليرا، ومنها 51 خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، 90 في المئة من الإصابات وحالات الوفاة من ولاية الخرطوم وبصفة خاصة محليتا كرري وجبل أولياء. وجه المركز بضرورة الإسراع في إجراء تدخلات عاجلة لمجابهة انتشار الأوبئة بولاية الخرطوم، ولفت تقرير الترصد والمعلومات إلى أن الأخطار الصحية الحالية تشمل كذلك حمى الضنك والملاريا والتهاب الكبد الوبائي والحصبة والدفتيريا، مع تفاوت في معدل الإصابة والوفاة في الأمراض وبين الولايات المسجلة لها. خيارات محدودة في السياق وصف الباحث الأمني والسياسي إسماعيل يوسف انتصارات الجيش المهمة في جنوب أم درمان وإعلان الخرطوم خالية من "الدعم السريع" ومن قبلها انتصاراته في مناطق الخوي بغرب كردفان والحمادي بجنوبها وبئر العطرون بشمال دارفور، بأنها تعكس تحولاً حقيقياً في مسار حربه لصالح الجيش وتؤكد نجاعة خططه في إدارة العمليات الحربية. لفت يوسف إلى أن خيارات "الدعم السريع" في عملياتها البرية باتت محدودة جداً بعد سيطرة الجيش على الطريق الرابط بين الخرطوم وشمال كردفان ودارفور، في وقت سيتفرغ فيه الجيش لمعارك تلك الأقاليم، بينما بات على "الدعم السريع" مواجهة متحركات الجيش التي تلاحقها من أم درمان، ومتحرك الصياد الكبير في إقليم كردفان. أوضح الباحث الأمني أن الدعم الشعبي والتخطيط العسكري الجيد ومستوى التنسيق المحكم بين الجيش والقوات المتحالفة معه منح الجيش مرونة في المناورة والحركة وقطع خطوط إمداد "الدعم السريع" من جهة، ومباغتة تجمعاتها من الجهة الأخرى، مما أسهم في تقليص قدرتها على القتال والالتفاف. تحسن القدرات كذلك وفق يوسف يلاحظ أن هناك تحسناً ملاحظاً طرأ على القدرات العسكرية للجيش بحصوله على دعم عسكري من الأصدقاء شمل أسلحة وعتاداً متقدماً، أثر إيجاباً في أدائه وعزز قدراته وحسن فعاليته على الأرض. في المقابل أعلن رئيس المجلس الاستشاري لقوات "الدعم السريع" حذيفة أبو نوبة في كلمة مصورة أن "الدعم السريع" والقوى الموقعة على ميثاق التحالف ستشرع في تأسيس دولة سودانية فيدرالية جديدة، تنطلق من ولاية جنوب دارفور وعاصمتها نيالا. إدخال المساعدات إنسانياً أبدت مفوض العون الإنساني سلوى آدم بنية دهشتها لعدم إدخال المنظمات الطوعية الدولية العاملة في البلاد (80 منظمة) لأية مواد غذائية أو طبية إلى مواطني الفاشر طوال فترة حصارها، بينما لم تتوقف تلك المنظمات عن إيصال الإمدادات إلى مدينة الفولة عاصمة غرب كردفان عبر معبر أدري الحدودي مع تشاد. شددت بنية في ملتقى تنويري نظمته وكالة السودان للأنباء (سونا)، بحضور ممثلي المنظمات والوكالات والهيئات الدولية والإقليمية بالسودان، على ضرورة عدم الخلط بين العمل الإنساني والسياسي، مؤكدة الاستعداد التام لتذليل كل الصعاب التي تعترض سبيل عمل المنظمات الإنسانية. التعليق الأفريقي على خلفية بيان ترحيب الاتحاد الأفريقي بتعيين رئيس وزراء مدني، طالبت حكومة السودان برفع تعليق عضويته بالاتحاد. ورحب زير الثقافة والإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة خالد الأعيسر ببيان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، وأعرب على منصة "إكس" عن أمله في أن يتخذ الاتحاد خطوات إجرائية عاجلة برفع تعليق عضوية السودان في المنظمة الأفريقية، بما يعزز جهود دعم السلام والأمن والاستقرار في السودان، وفي القارة الإفريقية والعالم أجمع. وكان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف رحب بتعيين رئيس وزراء مدني في السودان، معتبراً في تعميم صحافي التعيين تطوراً وخطوة نحو حوكمة شاملة، يؤمل أن تسهم في الجهود المبذولة لاستعادة النظام الدستوري والحكم الديمقراطي في السودان. الدعم يهاجم من الجانب الآخر هاجمت قيادة "الدعم السريع" بشدة البيان الترحيبي لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، بـ"تعيين رئيس لمجلس وزراء حكومة الأمر الواقع في بورتسودان". اتهم مستشار قائد "الدعم السريع" الباشا طبيق رئيس المفوضية بتجيير مواقف الدول الأفريقية لصالح أحد أطراف الحرب، مطالباً بعقد قمة طارئة لعزله لمخالفته أهداف الاتحاد الأفريقي. أضاف طبيق، في تغريدة على حسابه بمنصة "إكس"، "هذا الموقف من شأنه أن يزيد من تعقيد المشهد السوداني، ويقلل من فرص إيقاف الحرب ويفاقم معاناة السودانيين، ودافع قوي لتحالف السودان التأسيسي لتشكيل حكومة السلام والوحدة في أسرع وقت ممكن". قمة موسكو إلى ذلك تسلم رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان دعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للمشاركة في القمة الروسية العربية التي تنظمها موسكو في الـ15 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. واستعرض البرهان لدى تسلمه الدعوة بواسطة سفير روسيا الاتحادية لدى السودان أندري تشير نوفول تطورات الأوضاع في السودان، وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. أمل أممي أممياً أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في أن يسهم تعيين رئيس وزراء جديد في السودان في تحقيق السلام، وأشار بيان للمتحدث باسم غوتيرش ستيفان دوجاريك إلى أن الأمين العام يأمل أن يمثل هذا التعيين خطوة أولى نحو مشاورات شاملة تهدف إلى تشكيل حكومة تكنوقراط واسعة القاعدة تنهي الحرب. قلق ومحاسبة وأعرب بيان لرئاسة مجلس الأمن الدولي عن قلق الأعضاء العميق إزاء تصاعد العنف، بما في ذلك في مدينة الفاشر وما حولها بشمال دارفور. ودان البيان بشدة الهجمات المتكررة التي شنتها قوات "الدعم السريع" في الأيام الأخيرة على مدينة الفاشر ومعسكري زمزم وأبو شوك للنازحين، داعياً إلى محاسبة قوات "الدعم السريع" وجميع مرتكبي الهجمات على المدنيين. وعقد المجلس أمس جلسة مغلقة بطلب من السودان لمناقشة هجمات الطائرات المسيرة على البنية التحتية المدنية بالبلاد، إذ تتهم الخرطوم الإمارات بالتورط فيها لصالح "الدعم السريع".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store