أكثر من خطاب
منذ اشتعال الحرب بين إيران وإسرائيل غابت غزة عن شاشات التلفزة والعالم، والواضح أن الإعلام العربي عموماً يشهد تراجعاً في بث الأخبار المتعلقة بهذه المنطقة المنكوبة من العالم، لكن الخطاب الملكي جاء مذكراً بها.. إنسانياً يتحدث بالواقع الذي يعيشه أهل القطاع، وعالياً؛ كما كان صوت الأردن دوماً عالياً في الدفاع عن الإنسانية والحق وكرامة الشعوب وخيرها والداعية إلى السلام.
خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أمام البرلمان الأوروبي كان أكثر من خطاب.. كان بمثابة هزة لضمير الإنسانية ودعوة للصحوة العالمية بأن الحلول القائمة على الإنسانية والبعيدة عن الحروب واستنزاف الدماء هي التي تعيش وهي التي تريدها الشعوب وهي التي يمكن أن تحقق للعالم ما يرنو إليه من سلم وأمن عالميين وأن احتكار إسرائيل وإيران لأسلحة الدمار الشامل يمكن أن يؤدي في يوم من الأيام إلى تقويض النظام العالمي وجره إلى منطقة اللا عودة، ليصبح كل ما يجري مخالفاً للقواعد القانونية التي استقرت عليها الدول لفترات طويلة وأرست قواعد القانون الدولي الذي بات شماعة لتعليق الأخطاء الدولية.
لقد حمل خطاب جلالة الملك في ثناياه موقفا ثابتا لم يتغير منذ تأسيس الدولة الأردنية التي قامت على أن العدل هو الأساس لأي سلام وأن الكيل "العالمي" بمكيالين لن ينتج إلا مزيدا من الظلم والاضطراب، وعندما تحدّث جلالته عن غزة، لم يكن يوجه كلماته إلى قاعة البرلمان الأوروبي فقط، بل كان يخاطب الضمير الإنساني في كل مكان، محذرا من أن تجاهل هذه المأساة الإنسانية لا يعني انتهاءها بل يعني انتقالها لأجيال من الأطفال الذي يمكن أن يكبروا على واقع سيء من الألم والمعاناة.
إن هذا الخطاب لم يكن ينتمي لخانة "الدبلوماسية التقليدية"، بل هو رد أخلاقي وسياسي راق يسجل لبلدنا في وقت تتراجع فيه الأصوات ويعلو صوت السلاح وتتناثر الأشلاء والدماء، وهذا هو إرث بلدنا الأخلاقي الذي كان وما يزال وسيبقى سنداً وداعماً لقضايا الحق والإنسانية والكرامة والعدالة والحرية والسلام.
إن ما يُميز هذا الخطاب أنه لم يكن دفاعا عن غزة فقط، بل عن القيم التي تتآكل يوما بعد يوم في النظام الدولي؛ فقد جاء تذكير جلالة الملك بأن الإنسانية كل متكامل لا يجزأ وأن ما يرتكب في غزة من فظائع لا يمكن التغاضي عنها وبذلك أعاد جلالته توجيه البوصلة نحو جوهر الصراع والحل الحقيقي في تكريس العدالة والكرامة وأحقية الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرض بلاده.
إنه أكثر من خطاب لأنه انتصر للمدنيين في زمن طغت فيه لغة التجاهل الدولي وذكر أن السلام الحقيقي لا يكون بفرض الوقائع على الأرض بل بصناعة أمل جديد يستند إلى العدالة وحق تقرير المصير، حتى بدا واضحا ان الرسالة الأردنية كانت متقدمة على كثير من المواقف وجاءت في وقت بدأت فيه شعوب العالم تُدرك أن الصمت لم يعُد مقبولا وأن دور المؤسسات الدولية بات على المحك وأن المنادين بالحرية في مكان لا يمكنهم الصمت عن قمعها في مكان آخر.
ولعل الأهم في كل ذلك، أن الخطاب لم يكتفِ بإدانة الواقع، بل دعا إلى تغييره، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والسياسية... إنها دعوة ملكية هاشمية أردنية صادقة إلى أنسنة السياسة وإعادة تعريف "الأمن" بوصفه أمنا جماعيا لا يُبنى على حساب شعب آخر.
لقد كتب جلالة الملك، بكلماته ووقوفه الصلب سطورا جديدة في سجل المواقف النبيلة ليبقى الأردن رغم التحديات في مقدمة المدافعين عن الحق والحرية والعدالة وعن العالم الذي يجب أن يكون أكثر عدلاً وإنصافاً وأقل موتاً ودماراً.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 43 دقائق
- رؤيا نيوز
سلطة إقليم البترا تلتقي ممثلي القطاع السياحي في البترا لبحث تداعيات الأزمة الإقليمية وتأثيراتها على المدينة
التقى رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي الدكتور فارس البريزات، اليوم الخميس، بحضور مجلس المفوضين، عدداً من ممثلي القطاع السياحي في مدينة البترا، لبحث تداعيات الأزمة الإقليمية الناجمة عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية، والتي أثرت بشكل مباشر على حركة السياحة في المدينة، متسببة بانخفاض أعداد الزوار إلى أدنى مستوياتها. وأكد البريزات خلال اللقاء أن السلطة تتابع عن كثب آثار هذه الأزمة على القطاع السياحي في البترا، مشيراً إلى أن السلطة قامت بتزويد الفريق الاقتصادي في الحكومة بالبيانات والإحصائيات الدقيقة المتعلقة بحجم التراجع في الحركة السياحية، وانعكاس ذلك على مزودي الخدمات والعاملين في هذا القطاع الحيوي والهام. وشدد على أن السلطة لن تدّخر جهداً في التخفيف من حدة هذه التداعيات، كاشفاً عن نية السلطة لإطلاق برنامج صيفي تحت عنوان 'صيف البترا'، يهدف إلى تنشيط الحركة السياحية الداخلية، ويتضمن مجموعة من التجارب السياحية والثقافية، أبرزها زيارة الموقع الأثري، والجولات التفاعلية، وتجربة 'البترا في الليل'، بالإضافة إلى فعاليات ثقافية متنوعة تسهم في تعزيز الجذب السياحي وتحفيز الإقبال على المدينة. وطرح ممثلو القطاع السياحي خلال اللقاء عدداً من المقترحات الهادفة إلى تنشيط الحركة السياحية في البترا خلال الفترة المقبلة، من أبرزها، توجيه الفعاليات والأنشطة الحكومية والوطنية إلى البترا بهدف تعزيز الإقبال الداخلي، وإعادة تفعيل برنامج استدامة 1 لضمان استمرارية العاملين في القطاع السياحي والحد من فقدان الوظائف، إضافة إلى وضع خطة حكومية شاملة ومتكاملة لدعم وتعزيز صمود القطاع السياحي في البترا، بما يضمن استدامته في ظل التحديات الإقليمية الراهنة. ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من الاجتماعات التي تعقدها السلطة مع مختلف الشركاء في القطاع، للحفاظ على استدامة القطاع السياحي، ودعم المجتمعات المحلية المتأثرة بالتراجع السياحي.


رؤيا نيوز
منذ 43 دقائق
- رؤيا نيوز
وزيرة التنمية الإجتماعـية ترعى ملتــقى حول الرعاية الوالدية
رعت وزيرة التنمية الإجتماعية وفاء بني مصطفى أعمال ملتقى الرعاية الوالدية؛ إنجازات وآفاق مستقبلية، الذي أقامته اليوم الخميس منظمة أطفال الحرب في الأردن، ضمن فعاليات مشروع 'كُن حاضراً'، وتم تنفيذه بالشراكة مع وزارة التنمية الإجتماعية. وقالت بني مصطفى في كلمتها، أنّ هذا المشروع هو أحد المشاريع الأكثر تأثيراً بصورة إيجابية في حياة الأسر، حيث تكمن أهميته في كونه يتعامل مع الأسرة، كمكّون أساسي في المجتمع، وتنسجم مخرجاته مع منظومته القيمية، والمنطلقات الدستورية التي تنص على أنّ الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين وحب الوطن، يحفظ القانون كيانها الشرعي ويقوي أواصرها. وأشارت إلى أن المشروع الذي تم تنفيذه في عدد من مراكز تنمية المجتمع المحلي في مراكز بمحافظات 'العاصمة عمان، والزرقاء وإربد والمفرق'؛ يتماشى ورؤية الوزارة في تقديم الخدمات الاجتماعية للفئات المستهدفة، لافتةً إلى أهمية التدريبات التي قدمت للأسر خلال فترة تنفيذ المشروع، والتي تصّب في تقوية آواصر الروابط الأسرية، وتشمل تمكين أولياء الأمور من المعرفة في مجال الخصائص النفسية والنمائية والاجتماعية، لأبنائهم في مرحلتين حاسمتين من حياتهم، وهما مرحلة الطفولة المبكرة من عمر يوم إلى تسع سنوات، ومرحلة اليافعين حتى سن الثامنة عشرة، من خلال برامج متخصصة لدعم الأهل في تربية الأطفال وتنشئتهم تنشئة صحية وسليمة، وتطوير برامج توعوية وتدريبية للوالدين. وأضافت، أنه في إطار التعاون مع المنظمة، فإن الوزارة تتطلع إلى تطوير المشروع والتوسع فيه في محافظات المملكة، فأن هذا المشروع يهدف إلى تدريب العاملين في الوزارة، بما يسهم في رفع قدراتهم، وتحسين مستوى الخدمات التي تقدمها مراكز تنمية المجتمع المحلي. كما أوضحت أهمية المشروع في دعم الوزارة في مجال الوقاية والحماية الإستباقية للأطفال المحتاجين للحماية والرعاية، وضحايا العنف الأسري، معربة عن أهمية الشراكة مع منظمة طفل الحرب وتعاونها في مجال الخدمات والبرامج التي تقدمها الوزارة. من جهته، شدد مدير منظمة طفل الحرب في الأردن، السيد محمد العوامرة، على أهمية استدامة برامج الرعاية الوالدية من خلال المؤسسات الوطنية، وفي مقدمتها وزارة التنمية الاجتماعية، موضحًا أن الشراكة الاستراتيجية تسهم في ترسيخ استدامة البرنامج، وتحسين جودة تنفيذه، وتعزيز الوصول إلى عدد أكبر من الأسر المستفيدة في مختلف المحافظات وتخلل الملتقى جلسة حوارية شارك فيها ممثلون عن جهات رسمية ومؤسسات مجتمع مدني وخبراء وممارسون في مجال الطفولة والرعاية الوالدية، حيث ناقش المشاركون أبرز الدروس المستفادة من تنفيذ البرنامج، وسبل تطويره وتوسيع نطاقه بما يتناسب مع خصوصية السياقات المجتمعية المحلية. يُذكر أن مشروع 'كُن حاضرًا' هو برنامج دعم نفسي اجتماعي يستهدف مقدمي الرعاية الوالدية، ويُنفذ البرنامج بدعم من مؤسسة فان لير، وبشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية.

سرايا الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- سرايا الإخبارية
إعلام عبري: 271 إصابة في "إسرائيل" جراء الضربات الإيرانية اليوم
سرايا - أفادت وسائل إعلام عبرية، مساء اليوم الخميس، بأن حصيلة المصابين في "إسرائيل" جراء الضربات الإيرانية ارتفعت إلى 271 إصابة، بعضها في حال خطرة. وأشارت التقارير إلى أن الإصابات توزعت على عدة مناطق في وسط وشمال البلاد، خاصة في "تل أبيب"، حيفا، وبئر السبع، نتيجة سقوط صواريخ ومسيرات استهدفت مواقع عسكرية ومدنية. يأتي ذلك في إطار موجة الهجمات الإيرانية المكثفة التي بدأت فجر اليوم، رداً على القصف الإسرائيلي لمواقع داخل إيران في الأيام الماضية، مما يزيد من مخاوف تصعيد خطير في المنطقة.