
«شؤون المسرح» يقدم عروضا شيقة في «الدوحة للكتاب»
الدوحة - العرب
يواصل مركز شؤون المسرح التابع لوزارة الثقافة تقديم باقة من العروض المسرحية والتفاعلية الموجهة للأطفال ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والثلاثين، ليؤكد من جديد على دور المسرح في التربية وغرس القيم وتنمية الخيال الإبداعي لدى النشء، وذلك من خلال أربع فعاليات نوعية تُقدَّم على مدار أيام المعرض، تجمع بين الترفيه والتعليم في قالب فني مبسط وجاذب.
أولى هذه الفعاليات هي عرض الحكواتية، الذي يُقام يومياً خلال الفترة الصباحية في خيمة الأطفال، حيث يتم تقديم قصة مختلفة يومياً مقتبسة من التراث العالمي، تُروى بأسلوب تفاعلي يعتمد على تقنيات مسرحة القصة، مما يمنح الطفل فرصة التفاعل مع الحدث والشخصيات، ويُعزز من قدراته اللغوية والتعبيرية. وتتناول القصص المطروحة مجموعة من القيم الأخلاقية والإنسانية التي تسهم في بناء شخصية الطفل، مثل التعاون والصدق والشجاعة واحترام الآخر.
أما العرض الثاني، فهو عرض «نيلا ومبارك» الذي يمزج بين فن العرائس والممثلين البشريين في تجربة مسرحية مشوّقة، تستهدف إيصال رسائل تربوية بطريقة محبّبة للأطفال، من خلال شخصيتي «نيلا» و»مبارك» اللتين تخوضان مغامرات تجمع بين المتعة والتعليم وذلك خلال عرض يومي صباحي.
كما يقدّم المركز عرضًا ثالثًا بعنوان «باب وكتاب: حرف القاف»، وهو عرض تربوي مسرحي يتمحور حول أهمية الحروف العربية، حيث يُركّز هذا العمل على حرف «القاف»، أحد الحروف المحورية في لغتنا، ويسعى العرض إلى تعزيز علاقة الطفل بلغته الأم من خلال قالب قصصي تفاعلي مبني على الألعاب والحوار. وتُختتم العروض اليومية بمسرحية مسائية تحمل عنوان «ألف ونون»، وهي عمل مسرحي متكامل يُعرض في الفترة المسائية، ويضم مجموعة من المشاهد التي تعالج قضايا مرتبطة بتنشئة الطفل وتعزيز قيم الانتماء والمعرفة، باستخدام أسلوب بصري جاذب وحبكة درامية مبسطة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب القطرية
منذ 6 أيام
- العرب القطرية
«شؤون المسرح» يقدم عروضا شيقة في «الدوحة للكتاب»
الدوحة - العرب يواصل مركز شؤون المسرح التابع لوزارة الثقافة تقديم باقة من العروض المسرحية والتفاعلية الموجهة للأطفال ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والثلاثين، ليؤكد من جديد على دور المسرح في التربية وغرس القيم وتنمية الخيال الإبداعي لدى النشء، وذلك من خلال أربع فعاليات نوعية تُقدَّم على مدار أيام المعرض، تجمع بين الترفيه والتعليم في قالب فني مبسط وجاذب. أولى هذه الفعاليات هي عرض الحكواتية، الذي يُقام يومياً خلال الفترة الصباحية في خيمة الأطفال، حيث يتم تقديم قصة مختلفة يومياً مقتبسة من التراث العالمي، تُروى بأسلوب تفاعلي يعتمد على تقنيات مسرحة القصة، مما يمنح الطفل فرصة التفاعل مع الحدث والشخصيات، ويُعزز من قدراته اللغوية والتعبيرية. وتتناول القصص المطروحة مجموعة من القيم الأخلاقية والإنسانية التي تسهم في بناء شخصية الطفل، مثل التعاون والصدق والشجاعة واحترام الآخر. أما العرض الثاني، فهو عرض «نيلا ومبارك» الذي يمزج بين فن العرائس والممثلين البشريين في تجربة مسرحية مشوّقة، تستهدف إيصال رسائل تربوية بطريقة محبّبة للأطفال، من خلال شخصيتي «نيلا» و»مبارك» اللتين تخوضان مغامرات تجمع بين المتعة والتعليم وذلك خلال عرض يومي صباحي. كما يقدّم المركز عرضًا ثالثًا بعنوان «باب وكتاب: حرف القاف»، وهو عرض تربوي مسرحي يتمحور حول أهمية الحروف العربية، حيث يُركّز هذا العمل على حرف «القاف»، أحد الحروف المحورية في لغتنا، ويسعى العرض إلى تعزيز علاقة الطفل بلغته الأم من خلال قالب قصصي تفاعلي مبني على الألعاب والحوار. وتُختتم العروض اليومية بمسرحية مسائية تحمل عنوان «ألف ونون»، وهي عمل مسرحي متكامل يُعرض في الفترة المسائية، ويضم مجموعة من المشاهد التي تعالج قضايا مرتبطة بتنشئة الطفل وتعزيز قيم الانتماء والمعرفة، باستخدام أسلوب بصري جاذب وحبكة درامية مبسطة.


جريدة الوطن
منذ 6 أيام
- جريدة الوطن
نفوق التمساح «موريس»
ودَّع تمساح شهير الحياة بعد أن ظهر في العديد من البرامج التلفزيونية والأفلام على مدى حوالي ثلاثة عقود، كان أشهرها فيلم الكوميديا عام 1996 «هابي جيلمور» للنجم آدم ساندلر، وذلك في مزرعة تماسيح في جنوب كولورادو بالولايات المتحدة. وقالت مزرعة تماسيح كولورادو في منشور على فيسبوك يوم الأحد إنه استنادا إلى معدل نموه وفقدانه لأسنانه، كان التمساح موريس (80 عاما على الأقل) عند نفوقه، وكان طوله يقارب 11 قدما (3.3 متر) ووزنه 640 رطلا (290 كيلوغراما). وقال جاي يونغ، مالك المزرعة ومديرها، في مقطع فيديو وهو يربت بحزن على رأس موريس داخل حظيرة الحيوانات: «بدأ يتصرف بغرابة قبل حوالي أسبوع. لم يعد يندفع نحونا ولم يكن يأكل». وأضاف: «أعلم أن الأمر غريب بالنسبة للناس أن نرتبط بتمساح، أو بكل حيواناتنا.. لقد عاش حياة سعيدة هنا، وفارق الحياة بسبب الشيخوخة». بدأت مسيرة موريس في هوليوود عام 1975 وتقاعد عام 2006، عندما أُرسل إلى مزرعة تماسيح كولورادو في بلدة موسكا الصغيرة. وظهر في عدة أفلام منها «مقابلة مع مصاص الدماء» و«الدكتور دوليتل 2» و«بلوز براذرز 2000». كما ظهر في برنامج «ذا توناييت شو مع جاي لينو» مع خبير الحياة البرية الراحل ستيف إروين.


الجزيرة
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- الجزيرة
الثمانينيات.. عقد التغيير الكبير في المجتمعات العربية
تتمثل العلاقة في العالم العربي بين الجمهور العام والتاريخ في عدة أطر ثابت ومكررة، عادة ما تأخذ منحى التباكي على الزمن الفائت، والنظر إليه بعين تطهيرية، تخلصه من قدرة فهم اللحظة الراهنة عبر مسائلة التاريخ، وليست للمجتمعات العربية جرأة النظر بنديّة إلى تاريخها الحديث، ولذلك تعيد إنتاج أزماتها السياسية والاجتماعية والفنية باستمرار. في ثلاثة أجزاء تعرض مجانا على 'الجزيرة 360″، أنتجت الجزيرة الوثائقية سلسلة 'الثمانينيات'، مقسمة على أجزاء ثلاثة، تتناول الحياة الاجتماعية والسياسية والفنية في العالم العربي خلال هذه الحقبة، لكن لماذا الثمانينيات؟ تأتي أهمية حقبة الثمانينيات في المنطقة العربية والعالم، من اشتمالها على ذروة إعادة هيكلة الأنظمة السياسية، لتدخل ضمن جسد النظام الرأسمالي، وفي خضم ذلك مرت الأنظمة العربية بتحولات واضطرابات سياسية واجتماعية، شكلت تصورات جديدة عن الحياة ومواد استهلاكها الرائجة. في الوثائقي الأول 'الثمانينيات: الحياة الاجتماعية'، يعتمد الفيلم على تغطية شتى المسببات التي أسهمت في تأسيس أسس جديدة داخل المجتمعات العربية، وبلمحات سريعة تنتقل بين أحداث الثمانين الفارقة، يتضح أن الفيلم يحاول النبش في ظاهر الأحداث لإنتاج انطباعات أولية، تعطي للمشاهد بيانات تاريخية تدفع إلى التساؤل. يفتتح الفيلم تنويعة عرضه الجغرافي والموضوعي من نهاية السبعينيات، أيام بداية الاحتجاجات السياسية في مصر، ثم في أقطار المنطقة العربية. كانت انتفاضة الخبز في مصر 1979، لنفس غرض انتفاضة أخرى بنفس الاسم في المغرب 1984، وفي الجزائر 1988 خرج الشعب للمطالبة بإصلاحات اجتماعية واقتصادية، وكذلك في ليبيا وتونس. يعرض الفيلم هذه الاحتجاجات ضمن مادته الافتتاحية، لأنها مثلت ذروة أخيرة للحراك الإصلاحي داخل المنطقة، وكان -مع انفصاله التنظيمي- متصلا على مستوى المطالب، والسعي الكثيف نحو استقرار في الحياة الاجتماعية، وتفعيل دور الأنظمة في المسؤولية عن حقوق الشعوب. بداية حرجة في أرجاء الوطن العربي مع ظهور القطاع الخاص وتعزيز حضوره خلال مطلع الثمانينيات، يركز الفيلم على ذلك التحول الكثيف من نظام وهيكل سياسي واجتماعي إلى نظام وهيكل آخر، ويراه مركز قراءة الحياة الاجتماعية في العالم العربي، ويبدأ من مصر التي استقر القطاع الخاص في اقتصادها المحلي بسرعة. لكن مضاعفات الاحتدام السياسي خلقت أسئلة مصيرية، منها اغتيال الرئيس أنور السادات في أكتوبر/ تشرين الأول 1981، والسؤال عن القادم في الحياة المصرية، وماذا سيفعل الرئيس الجديد؟ يضع الفيلم أيام حكم مبارك ضمن عدة مراحل، كل واحدة منها تضفي على الشارع المصري تراكمات في تغير قدراته الاقتصادية والسياسية، وتنتج ثباتا اجتماعيا أقل، فقد كانت أيام الرئيس مبارك معتمدة على دور الدولة في الدعم، أو في توظيف أجهزتها للسير على نفس المسار السياسي السابق. لكن دور الدولة في الدعم تراجع طبقا للتغيرات المحيطة، وانخفض الدعم الموجه إلى فئات المجتمع المصرية التي يطلق عليها 'فئة محدودي الدخل'، حتى تتحقق لدى النظام قطيعة مع الدعم الاجتماعي، عندما أبرم 4 اتفاقيات تمويلية مع صندوق النقد الدولي خلال 1987-1996. ينتقل الفيلم إلى مناخ مشابه وظرف مقارب للشأن المصري، ففي تونس حضرت مرحلة جديدة عنوانها 'من أجل حياة أفضل'، وتحول الاقتصاد الاشتراكي القومي إلى اقتصاد السوق. يتساءل الفيلم حول إمكانية تضفير هذا التغيير ضمن النسيج الاجتماعي، فهل يمكن العيش بأسلوب اشتراكي تحت ظل سياسة رأسمالية؟ اتسمت بداية الثمانينيات في تونس باللجوء إلى صندوق النقد، بسرعة أكبر من توجه كثير من الدول العربية إليه. ويعيدنا الفيلم إلى مسببات هذا الخلل السريع، موضحا أن الرأسمالية التونسية صنعها النظام السياسي، أما القطاع الخاص فقد أثر إيجابا بنشاطه الاستثماري في نمو المناطق الداخلية، التي كانت مهملة تماما وغير حضرية. ومع أن النظام السياسي لم يحمل خطابه السياسي أي عبء في الدعم الاجتماعي، فإن اللجوء للاستدانة دوليا جاء من حالة الأرجحة، التي كان عليها الاقتصاد التونسي. تمثلت نفس مشكلة التباين بين الجانب الحضري الشمالي والقبلي الجنوبي في المغرب، وبشكل أكثر اختلافا في اليمن الذي كان قبل الوحدة نظامين سياسيين متضادين، الأول رأسمالي في الشمال، والآخر ماركسي في الجنوبي، ولم تكن تجمع الشعب وحدة اجتماعية سوى المشتركات الثقافية. كما مرت دول أخرى -منها سوريا- بقطيعة مع بقية الدول العربية، بسبب دعم نظام حافظ الأسد لإيران، وكذلك العراق وليبيا اللتان دخلتا في بوادر أنظمة شمولية ذات طموح سيادي، يحاول استعادة روح مرحلة القومية العربية التي لم تؤتِ أكلها. نهضة الخليج العربي والعراق على عكس بقية دول المنطقة، مثلت مرحلة الثمانينيات في الخليج مرحلة إعادة تكوين المجتمع، بتأسيس بنيته التحتية، وأجهزة الدولة، وقطاعاتها الخدمية، وتسليحها العسكري. يستعيد الفيلم هذه المرحلة الزمنية، فيعرض نشوء منظومة دول الخليج التي تشابهت في التأسيس المدني، واتخذت آلية متقاربة في الإنفاق على التجنيد، وتأسيس شتى قطاعات الدولة. يرد الفيلم حاجة الإنفاق الخليجي في الثمانينيات، إلى كونها مرحلة زيادة التدفق النفطي، والوعي بكونه أداة دولية فاعلة على مستوى الحضور السياسي، ومحلية مهمة على مستوى تحقيق الرفاه الاجتماعي. كانت الاقتصادات الخليجية أصغر حجما وأقل سكانا من القدرة على تحقيق رؤيتها في التطور المدني، لذلك لجأت إلى العمالة الخارجية، واعتمدت على عدة مصادر منوعة ما بين مصر واليمن. لكن العمالة المصرية كانت الأكثر تأثيرا في تحريك المجتمع الخليجي، نظرا للكثافة السكانية في مصر، ولأن القطاع الخاص ساعد في نشوء استثماري طفيلي، قلل قوة الطبقة الوسطى المتعلمة، ووضع العمالة اليدوية في مصر أمام حاجة مهنية واسعة، لا توفرها شركات القطاع الخاص. تنوعت العمالة المصرية بين العراق والخليج، ففي العراق نالت فرصا معيشية ووظيفية أفضل، بسبب سعة طلب العمالة اليدوية في العراق، بعد تسليح كثير من الشعب في الحرب على إيران، أما في الخليج فتنوعت العمالة المصرية بين فئة العمل اليدوي كالبناء والمقاولات، وفئة الوظائف النظامية التي توزعت على شتى المهن الخدمية والتعليمية. يعول الفيلم على زيادة الهجرة والحركة بين الدول العربية، بوصفها آلية جديدة تماما على الأنظمة الاجتماعية، التي كانت مرتبطة جزئيا على مستوى قومي وحربي، لكن مشكلات الهيكل الاجتماعي كانت تعتمد على رؤية السلطة وتوجهاتها، وما تباركه في المعيشة ومستويات الدعم. ومع تراجع الأنظمة السياسية عن الدعم الاجتماعي، دخلت متغيرات جديدة تعتمد على الانتقال الثقافي عبر المهاجرين، وأصبح المغترب أداة نقل لدواخل الحياة الثقافية من وإلى موطنه. في هذا السياق، يعود الفيلم إلى الشاشة المرئية، فهي أكثر الأدوات كشفا لهذا الانتقال، فقد صدّرت مصر نوعا سينمائيا تجاريا إلى شتى الدول العربية، وأما العمالة المصرية الخارجية فقد تشربت ثقافات عربية وأساليب من الاستهلاك، فأصبح من المتعارف عليه أن المغترب المصري في الخليج، من الضروري أن يعود محملا بأجهزة منزلية جديدة، أو يشتري سيارة. وفي سياق انفتاح ثقافات الاستهلاك والتداخل بين الدول العربية، يعتمد الفيلم على تعليقات باحثين من عدة دول عربية، ثم على عنصر مركزي كاشف، ألا وهو الشاشة المرئية، فيستعيد أغنيات رائجة، ومشاهد من أفلام تعكس السمات المشتركة لثقافة المغتربين، وما يجمعهم من طموح جماعي في العودة بإشارات مادية للارتقاء المادي. اقتحام الحرم وميلاد الصحوة والصراع القطبي يتناول الفيلم أحد أشكال تغير الحياة الاجتماعية العربية خلال الثمانينيات، بالتطرق إلى أسباب ظهور الصحوة الإسلامية، التي يعيد الفيلم مبدأها إلى نهاية السبعينيات، والشهادة على ثلاثة أحداث عالمية فارقة، بدأت من نجاح ثورة الخميني في إيران، وانتهت بفشل غزو العراق، ثم تلا ذلك استقرار في أجهزة الدولة الإيرانية، فحققت تصورا شعبويا عن نجاح النموذج الإسلامي في الحكم. أما الحدث الثاني فهو اقتحام جهيمان العتيبي للمسجد الحرام، في هجوم مسلح انتهى بحصار الحرم المكي في 1979. ثم جاء الغزو السوفياتي لأفغانستان في نفس العام، وهو الحدث الثالث، ضمن سياق تصعيد مطامع موسكو في المنطقة العربية، خلال صراعها مع القطب الأمريكي في إطار الحرب الباردة. تأثر العالم العربي بالحوادث السياسية الثلاثة، ونتج مد سلفي كبير شمل تغيرات في مظاهر الحياة اليومية لدى دول شتى، منها اليمن والمغرب، وأخص منهما مصر. لكن التأثير الأكبر تمثل في نموذج 'شركات توظيف الأموال'، التي ناسبت ذهنية العمالة المقيمة في الخارج، فلم تكن دورة عمل المصارف المؤسساتية مناسبة لضخامة المدخرات التي تتراكم من الخارج، فحضرت شركات توظيف الأموال حلا بديلا شرعيا ومناسبا على مستوى سرعة التداول. جاءت هذه الخطوة من جهة 'الإسلام السياسي'، بغرض إيجاد سوق بديل، يعزز صعود التيار الإسلامي، وقد دُعمت هذه الخطوة بأصوات كثيرة من نماذج الصحوة. عند النظر إلى مساحات تكون هذه التحولات وانتشارها ضمن النسيج الثقافي والاقتصادي للمجتمعات العربية، نجد أن عمليات التكوين تأخذ حركة دائمة، سواء من حيث التشكل أو التصدير للخارج. فقد انتقلت الصحوة الإسلامية من الخليج إلى مصر، ثم أخذت تتوسع بنماذج شعبوية ومحببة إلى السلطة، ودخلت في صلب التدين الشعبي لدى الجماهير، فانتقلت من الحيز الثقافي غير المادي إلى الاقتصادي المادي، بنسب ربحية عالية. دخلت نماذج الصحوة على خط الترويج، تحت غطاء دروس دينية وخطب تسجل على شرائط الكاسيت، وانتقلت إلى دول مجاورة، وأحدثت تأثيرا كبيرا. الحياة الاجتماعية الجديدة في الثلث الأخير من الفيلم، تتبين تأثيرات التغيرات الاجتماعية في العالم العربي، وقد بدأت من الاحتجاجات الطلابية، وظلت مستمرة بشكل متقطع على هامش الهجرة الخارجية وحالات الانتقال الثقافي والاقتصادي. فعندما رحل جزء كبير من الأطر الجامعية في مصر إلى الخليج، انتشرت حالة من التراجع الأكاديمي في مصر، فلم يكن أمام المغتربين إعادة ملء للأطر المصرية، بسبب نزوع النظام السياسي في النصف الثاني من الثمانينيات إلى اقتصاد الاستدانة وتخفيف نسبة الدعم. فشل كثير من مظاهر الحياة الاجتماعية التي تشكلت في الثمانينيات، وخلال النصف الثاني منها بدأت المعونات العربية تنضب، وتأثرت دول مثل اليمن والأردن ولبنان -مع كارثة الحرب الأهلية منذ 1975- ومصر التي تأثرت بتراجع فوائض التحويلات، وغرقت في أزمة الديون حتى انتشلتها نتائج حرب تحرير الكويت. انشغلت دول عربية أخرى بضيق حيز الحرية، وانسحقت تحت السياسات الشمولية، مثلما حدث في العراق التي وقعت تحت هواجس الزعامة العربية لدى صدام حسين، وفي سوريا التي انقطعت عن العالم العربي، وليبيا التي تحملت تصرفات رئيسها معمر القذافي، وما فعله من استفزاز للفضاء العربي والأمريكي، حتى قُصفت بنغازي، ومُنع الليبيون من السفر ومن دخول الموارد إليهم. وبعد تحرير الكويت، تراجعت الأنظمة العربية عن الوحدة القائمة على المصلحة الاقتصادية، وحدث تفكك عام قام على زيادة التبعية للمعسكر الأمريكي، الذي تبينت خطته الاستنزافية مبكرا للاقتصادات المحدودة والشحيحة في المنطقة. جاءت مرحلة التسعينيات شاهدة على مخاض التغيرات الحادة في الثمانينيات، فتراجعت أشكال الجماعة والوحدة الاجتماعية، أمام صعود لمتغيرات ثقافية جديدة تقوم على فرض التبعية، ومع ذلك تغيرت جذريا الحياة المعيشية في المجتمعات العربية، فانغلقت كل حياة على نفسها، أما المشتركات الفاعلة في الحياة الاجتماعية فباتت مستوردة بالكامل، بما فيها من تحديث مادي، ومزاج يقوم على الاستهلاك لأجل التحقق الاجتماعي.