logo
مكتبة الإسكندرية تستضيف منتدى الشباب الدولي للتكنولوجيا النووية المستدامة

مكتبة الإسكندرية تستضيف منتدى الشباب الدولي للتكنولوجيا النووية المستدامة

البوابة٢٦-٠٢-٢٠٢٥

شهدت مكتبة الإسكندرية، اليوم افتتاح منتدى الشباب الدولي للتكنولوجيا النووية المستدامة، الذي تستضيفه مكتبة الإسكندرية برعاية الدكتور محمود عصمت؛ وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وبالشراكة بين هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء ومؤسسة "روساتوم" Rosatom الحكومية الروسية للطاقة الذرية، وذلك بحضور ممثلي أكثر من 25 دولة.
افتتح المنتدى الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد دويدار؛ رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، والمهندس محمد رمضان بدوي؛ نائب رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء.
كما شهد الافتتاح كلمات مسجلة من كل من السيد أليكسي ليخاتشوف؛ المدير العام لمؤسسة "روساتوم" Rosatom الحكومية الروسية، والسيد رافايل جروسي؛ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والسيدة سما بيلباو؛ المدير العام للجمعية النووية العالمية.
في كلمته، أكد الأستاذ الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، على أهمية موضوع المنتدى، والدور الحيوي للتكنولوجيا المستدامة، خاصة في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي يشهدها عالمنا اليوم.
وقال إن الطاقة النووية واستخدامها في مجال توليد الكهرباء تعتبر أحد الحلول الاستراتيجية التي تسهم بشكل فعال في تحقيق التنمية المستدامة التي تقوم على ثلاثة أبعاد رئيسية: البيئي والاقتصادي والاجتماعي، وفي هذا السياق تضمن الطاقة النووية مصدر موثوق ونظيف للطاقة وتساهم في الحد من ظاهرة التغير المناخي وتحسين جودة الحياة للأجيال القادمة.
وأكد زايد أنه في إطار رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، تعد الطاقة النووية لتوليد الكهرباء جزءًا أساسيًا من جهود الدولة لتحقيق هذا الهدف من خلال مشروعاتها الرائدة مثل محطة الضبعة للطاقة النووية، وهي مشاريع تمثل نقلة نوعية في قدرة مصر على إنتاج طاقة نظيفة آمنة تسهم في تحسين كفاءة استخدام الموارد وتوفير فرص عمل للشباب وتحقيق استقلالية أكبر في مجال الطاقة.
وشدد على أن مكتبة الإسكندرية تؤمن بأهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات العلمية والبحثية والمجتمع الأكاديمي والصناعي، فهو الطريق الأمثل لتحقيق تطلعاتنا في بناء مستقبل أفضل لمجتمعنا، وأعرب عن أمله في أن يخرج المنتدى بتوصيات هامة تسهم في دفع عجلة البحث والتطوير في مجال الطاقة النووية.
وألقى الدكتور محمد دويدار؛ رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، كلمة افتتاحية بالنيابة عن الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة.
وقال إن هذا المنتدى هو حدث عالمي هام يأتي في ضوء توجه العالم نحو الطاقة النظيفة والمستدامة من خلال الاعتماد على الطاقة النووية كركيزة أساسية في تحقيق أمن الطاقة والتنمية المستدامة.
وأشار إلى أن قطاع الطاقة النووية أصبح اليوم أحد العوامل الرئيسية لدعم التحول نحو مستقبل مستدام من خلال استخدام الطاقة النووية في توفير مصدر آمن للطاقة، ومن خلال تطبيقاتها المتعددة التي تخدم مجالات الصحة والزراعة والصناعة والبحث العلمي.
وأكد أن الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تواصل العمل الدؤوب لتعزيز أمن الطاقة من خلال تنمية مصادرها بما يحقق أهداف التنمية المستدامة بجعل الطاقة النووية جزءًا رئيسيًا من استراتيجيها الحاضرة والمستقبلية، ومن هذا المنطلق يمثل مشروع محطة الضبعة النووية خطوة تاريخية في مسيرة مصر نحو الاستفادة من التقنيات النووية المتطورة حيث يتم تنفيذه وفقًا لأعلى المعايير الدولية وبالتعاون مع شركاء عالميين ليكون نموذجًا يحتذى به بين دول العالم.
وشدد على الالتزام بدعم كل الجهود الرامية إلى تطوير الكوادر البشرية المؤهلة في القطاع النووي وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال وهو ما يعكسه هذا المنتدى الذي يضم نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم.
من جانبه، أكد المهندس محمد رمضان بدوي نائب رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، أن هذه الحدث يمثل فرصة فريدة للتواصل وتبادل الأفكار والخبرات بين الشباب المهتمين بالطاقة النووية، مؤكدًا أن التكنولوجيا النووية تلعب دورًا حيويًا في هذا السياق، حيث تساهم في توفير الطاقة النظيفة والموارد اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء تؤمن بأهمية دعم قدرات الشباب في هذا المجال وتعمل ليكون هذا المنتدى منصة لتبادل الأفكار وأن يتم من خلاله تكوين شبكة قوية من الشباب والمبدعين الذين يسعون نحو مستقبل مستدام.
وشدد على أن الطاقة النووية تمثل ركيزة أساسية في استراتيجية التحول نحو طاقة نظيفة وآمنة، مؤكدًا أن مصر كانت من أوائل الدول التي أدركت أهمية استخدام الطاقة النووية في توليد الكهرباء واتخذت في ظل الجمهورية الجديدة وتحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي خطوات نحو تحقيق البرنامج النووي المصري الطموح بإنشاء محطة الضبعة النووية.
وفي كلمة مسجلة، تحدث السيد أليكسي ليخاتشوف، المدير العام لمؤسسة "روساتوم" Rosatom الحكومية الروسية، عن أهمية دور المحطات النووية في العديد من المجالات. ولفت إلى تعاون الشركة مع شركائها حول العالم في إنشاء المحطات النووية وأهمها محطة الضبعة في مصر، إلى جانب دعم الشركة للتعاون الأكاديمي بين مصر وروسيا.
من جانبه، حث رافايل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الشباب المشاركين في المنتدى على تحقيق أقصى استفادة من المشاركة في المنتدى لتعزيز وتبادل الخبرات ومناقشة أهدافهم في المستقبل. وقال إن العديد من الدول تستثمر حاليًا في الطاقة النووية ومن أهمهم مصر، مشددًا على دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمصر في إنشاء محطة الضبعة النووية.
وفي كلمتها، تحدثت السيدة سما بيلباو؛ المدير العام للجمعية النووية العالمية، عن أهمية الطاقة النووية في توفير مصدر نظيف للطاقة، وتعدد استخداماتها في جوانب مختلفة من حياتنا كالزراعة والرعاية الصحية، كما ثمنت جهود مصر وسعيها لتكون رائدة في مجال الطاقة المستدامة في المنطقة.
جدير بالذكر أن المنتدى يهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل المعرفة والخبرات بين الشباب المتخصصين في مجال الطاقة النووية ومناقشة التطورات الحالية في مجال تكنولوجيا الطاقة النووية واستخداماتها في مجالات مختلفة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إنجاز جديد بمحطة الضبعة.. اكتمال أعمال الصبة الخرسانية للمستوى الثاني
إنجاز جديد بمحطة الضبعة.. اكتمال أعمال الصبة الخرسانية للمستوى الثاني

البوابة

timeمنذ 5 ساعات

  • البوابة

إنجاز جديد بمحطة الضبعة.. اكتمال أعمال الصبة الخرسانية للمستوى الثاني

شهد موقع المحطة النووية بالضبعة يوم الإثنين الموافق 19 مايو 2025 تحقيق إنجاز جديد في مسار تنفيذ المشروع حيث تم الانتهاء من الصبة الخرسانية للمرحلة الثانية من المستوى الثاني لمبنى وعاء الاحتواء الداخلي بمبنى المفاعل بالوحدة النووية الثانية. هذا وقد تمت الأعمال قبل الموعد المحدد لها بالجدول الزمني، وذلك بفضل العمل الجاد والمتواصل ليلًا ونهارًا من قبل المختصين من هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء والمقاول العام الروسي شركة "أتوم ستروي اكسبورت". ومن الجدير بالذكر أن مبنى وعاء الاحتواء الداخلي عبارة عن هيكل أسطواني يضم بداخله المفاعل النووي والمعدات الخاصة بالدائرة الأولية للمحطة، ويتكون المستوى الثاني لوعاء الاحتواء الداخلي من 12 شريحة مُسبقة الصنع تم تصنيعها بموقع المحطة النووية بالضبعة، ويبلغ طول كل شريحة 12 مترًا وارتفاعها 14 مترًا، ويتراوح وزنها بين 60 و90 طنًا. هذا وقد استغرقت عملية صب الخرسانة ٢٤ ساعة، بمشاركة ٤ رافعات صب خرسانية، وحوالي ٦٥ شخصًا، وتجاوز حجم الصبة أكثر من ١٠٠٠م3 من الخرسانة. وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم الانتهاء من صب الخرسانة للمرحلة الأولى من المستوى الثاني للوعاء ذاته يوم السبت الموافق 19 أبريل 2025، وبذلك الإنجاز الجديد تم الانتهاء من أعمال الصبة الخرسانية لكامل المستوى الثاني لوعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل في الوحدة النووية الثانية. وبهذه المناسبة صرح الدكتور شريف حلمي - رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء: "إن مشروع إنشاء المحطة النووية بالضبعة يمضي بخطى ثابتة وواثقة، وفقًا للجداول الزمنية المعتمدة، مما يعكس دقة التخطيط وكفاءة التنفيذ في جميع مراحل المشروع، حيث تشهد الهيئة اليوم إنجاز جديد يُضاف إلى سجل المسيرة الوطنية الطموحة لإنشاء أول محطة نووية مصرية لتوليد الكهرباء، هذا الإنجاز يمثل خطوة جديدة في مسار المشروع النووي السلمي، ويعكس الالتزام الراسخ بالمعايير الفنية العالمية، ويؤكد على كفاءة الكوادر الوطنية والشراكة المثمرة مع المقاول العام الروسي شركة "آتوم ستروي إكسبورت"، ومؤكدًا على إن هذا التقدم "ليس مجرد إنجاز هندسي، بل هو دليل حي على الإرادة والتخطيط والعمل الجماعي المتقن، ولبنة أساسية في بناء مستقبل مستدام يقوم على تنويع مصادر الطاقة". إنجاز مهم قبل الموعد المحدد له بفضل التعاون الوثيق بين الجانبين المصري والروسي وقد صرح أليكسي كونونينكو - نائب رئيس شركة "آتوم ستروي إكسبورت" ومدير مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية: "اليوم حققنا إنجازًا هامًا قبل الموعد المحدد له بفضل التعاون الوثيق بين الجانبين المصري والروسي، والكفاءة العالية التي يتميز بها المتخصصين المشاركين في هذا المشروع، بالإضافة إلى استخدام أحدث الأساليب والتقنيات. لقد وصلنا إلى آفاق جديدة – فقد ارتفع المستوى الثاني من وعاء الاحتواء الداخلي إلى +20.150 مترًا، في حين أن الهدف المخطط له بحلول نهاية هذا العام هو إتمام المستوى الثالث عند ارتفاع +29.150 مترًا، ونواصل عملنا بثقة وبوتيرة ثابتة في بناء محطة الضبعة النووية أكثر محطات الطاقة النووية أمانًا." لمحة تاريخية عن مشروع المحطة النووية بالضبعة تعد المحطة النووية بالضبعة هي أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية في مصر، ويتم بناؤها في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبعد حوالي 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة. وتتكون المحطة النووية بالضبعة من أربع وحدات للطاقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها، مزودة بمفاعلات الماء المضغوط من الطراز الروسي VVER-1200 (ASE-2006) من الجيل الثالث المُطور، التي تعد أحدث التقنيات، ولها بالفعل محطات مرجعية تعمل بنجاح؛ فهناك أربع وحدات للطاقة النووية قيد التشغيل من هذا الجيل، وهي موزعة كالآتي: مفاعلان في محطة نوفوفورونيش للطاقة النووية ومفاعلان في محطة لينينجراد للطاقة النووية كما تم تشغيل وحدتي طاقة تابعتين لمحطة الطاقة النووية البيلاروسية خارج روسيا. ويتم بناء المحطة النووية بالضبعة وفقًا لمجموعة العقود التي دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر 2017؛ والتي بموجبها ووفقًا للالتزامات التعاقدية، لن يقوم الجانب الروسي ببناء المحطة النووية فحسب، بل سيتعين عليه أيضًا توريد الوقود النووي طوال فترة العمر التشغيلي للمحطة النووية بالضبعة كما سيقدم المساعدة للشركاء المصريين في تدريب الموظفين ودعمهم أثناء مرحلة التشغيل والصيانة خلال السنوات العشر الأولى من تشغيل المحطة. فضلًا عن قيام الجانب الروسي - بموجب اتفاقية منفصلة – ببناء مرافق تخزين خاصة، وكذلك سيوفر حاويات لتخزين الوقود النووي المستنفد. 1000161736 1000161737 1000161738 1000161739

افتتاح فعاليات مؤتمر دولي حول "علوم التراث" بمكتبة الإسكندرية
افتتاح فعاليات مؤتمر دولي حول "علوم التراث" بمكتبة الإسكندرية

البوابة

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • البوابة

افتتاح فعاليات مؤتمر دولي حول "علوم التراث" بمكتبة الإسكندرية

شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم الثلاثاء افتتاح المؤتمر الدولي الأول للعلوم البينية "نحو استكشاف آفاق علمية جديدة: ديناميات التداخل البيني للعلوم في المستقبل"، الذي ينظمه قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية يومي 8و9 إبريل 2025. افتتح المؤتمر الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور عصام خميس؛ رئيس قطاع الدراسات البينية بالمجلس الأعلى للجامعات، نائبًا عن الدكتور محمد أيمن عاشور؛ وزير التعليم العالي والبحث العلمي. تقدم الدكتور أحمد زايد بالشكر الدكتور محمد أيمن عاشور على رعاية ودعم المؤتمر، كما رحب بجميع السادة الضيوف والمتحدثين بالمؤتمر من مصر والوطن العربي. وقال إن أهمية هذا المؤتمر تأتي من عدد من الاعتبارات أهمها التسارع في التقدم التكنولوجي والثورة الكبيرة التي يشهدها العالم كله في المجال العلمي والبحثي. وأكد أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر كانت مدركة لهذه التغيرات فوضعت استراتيجية للبحث العلمي أحد أعمدتها الأساسية التداخل البيني بين العلوم، ويعد هذا المؤتمر استجابة لهذا التوجه ليكون هناك تعاون في المجال البحثي والعلمي بين الجامعات ومكتبة الإسكندرية، فالمكتبة هي في الأصل مؤسسة تعليمية تهتم بالثقافة والتأطير المنهجي للمعرفة. وأشار زايد إلى أن فكرة التداخل البيني بين العلوم تقوم على اختيار برامج بينية ما بين العلوم المختلفة وهذا الأمر سائد في المجتمع المصري ولكن يجب أن ننظر له بشكل أعمق فيما يتصل بالمعرفة، حيث إن المعرفة نفسها أصبحت بينية وكثير من المفاهيم في علم الاجتماع على سبيل المثال تم استعارتها من علوم طبيعية. وأضاف أن هناك معرفة حقيقية في المنهج أيضًا واستفادة من التداخل بين العلوم المختلفة، ومن هنا يأتي تنظيم هذا المؤتمر الذي سيعقد سنويًا وسيتم الاتفاق على المحور الذي سيدور حوله مؤتمر العام المقبل. وتقدم مدير مكتبة الإسكندرية في الختام بالشكر إلى أعضاء اللجنة المنظمة للمؤتمر، ومركز الخليج للأبحاث بالمملكة العربية السعودية برئاسة سيادة الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر، على رعايته للمؤتمر، وإلى السفارة الإيطالية في مصر لتقديم الدعم للمؤتمر. وفي كلمته، قال الدكتور عصام خميس؛ رئيس قطاع الدراسات البينية بالمجلس الأعلى للجامعات، إنه في عصر تتصارع فيه التطورات التكنولوجية وتتداخل التخصصات بشكل غير مسبوق يصبح من الضروري إعادة النظر في أساليب البحث العلمي والتعليم الأكاديمي بما يتماشى مع متطلبات المستقبل. وأكد أن ديناميات التداخل البيني بين العلوم لم تعد خيارًا بل أصبحت ضرورة ملحة تفرضها تعقيدات العصر الحديث في الابتكارات الكبرى والتحديات العالمية التي تتطلب حلولًا قائمة على تكامل العلوم والتخصصات المختلفة، وهنا يأتي دور الجامعات في تبني نهج متعدد التخصصات يعزز التعاون بين مجالات العلوم الطبيعية والهندسة والطب والعلوم الإنسانية والاجتماعية. وأضاف أن التكامل بين التخصصات العلمية أصبح حجر الأساس في مواجهة التحديات العالمية المعاصرة، ولذا يعد تبني البرامج البينية خطوة جوهرية لتطوير منظومة التعليم العالي، حيث يتيح دمج التخصصات المختلفة لتأهيل كوادر قادرة على التعامل مع تحديات العصر بمرونة وإبداع. وشدد على أن المجلس الأعلى للجامعات يحرص على دعم هذا التوجه من خلال تحديث المناهج وتعزيز البحث العلمي المشترك وتوفير بيئة تعليمية تواكب التغيرات التكنولوجية والاقتصادية، فضلًا عن بناء شراكات بين الجامعات وقطاعات الصناعة لضمان التطبيق العلمي للبحث العلمي، كما حرص على وضع إطار مرجعي استرشادي لتصميم البرامج البينية في الجامعات المصرية، لتصميم مناهج تعليمية متطورة تلبي احتياجات سوق العمل وتعزز جودة التعليم العام. وأكد أنه من المتوقع أن يستمر هذا التوجه لجامعات الجيل الرابع في التركيز على التعلم النشط ومهارات التفكير النقدي والإبداعي، مشددًا على أن الاستثمار في التعليم هو الاستثمار في المستقبل، وهو السبيل لتحقيق تنمية مستدامة ونهضة علمية واقتصادية رائدة، مؤكدًا على الالتزام بمواصلة العمل نحو منظومة اكاديمية متكاملة حيث تصبح التداخلات العلمية قوة دافعة نحو مستقبل أكثر إشراقًا. وشهد المؤتمر جلسة بعنوان "البينية وصناعة السياسات"، تحدث فيها الأستاذ الدكتور محمد صالحين؛ أمين لجنة قطاع الدراسات البينية بالمجلس الأعلى للجامعات. وقال إن العلوم البينية متأصلة في العلوم الحديثة، وتأتي أهميتها نتيجة وجود العديد من التحديات العالمية وجميعها متداخلة وكلها تحتاج حلول كلية. وتحدث عن أشكال مختلفة للتداخل بين العلوم في سبيل حل المشاكل المعقدة، وهناك ثلاثة عوامل تساعد على تحقيق هذا التداخل؛ تكنولوجية، ومؤسسية ومجتمعية. وقدم عرضًا تقديميًا عن تداخل العلوم وكيفية الربط بين العلوم وصناعة السياسات وبالتالي يكون دور العلم تقديم الأدلة وحلول بديلة. وقال إن هناك حاجة لزيادة التداخل بين العلوم، لافتًا إلى أهمية وجود شراكة بين القطاعات المختلفة بين العلوم. كما تحدثت كوستانزا ميلياني؛ مديرة معهد علوم التراث، المجلس الوطني للبحوث في إيطاليا، عن المشروعات التي يقوم بها المعهد والتي تعتمد بشكل كبير على التداخل بين العلوم والتخصصات. ولفتت إلى الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية في مجال حفظ التراث وهو مجال تتداخل فيه العديد من العلوم مثل علم الآثار وعلم النفس والتاريخ. وقالت إن المشروعات التي تتم في المعهد يشارك فيها علماء من تخصصات مختلفة ويتم التلاقي بين هذه العلوم لتصميم الأعمال البحثية وجمع البيانات وتقديمها للمهتمين. وفي كلمتها تحدثت مني عمر؛ عضو مجلس النواب عن الأثار الشامخة للحضارة المصرية العظيمة والتي تبرز التقدم في القواعد الفنية والعلوم التي استخدمها الفنان المصري بكل دقة وظهر ذلك في الرسومات والتصوير الجداري والنقش على الأحجار بألوان مستمدة من مصادر طبيعية ظلت على رونقها عبر الاف السنين. وأشارت إلى ضرورة دراسة الفن المصري من أجل فهم عقلية المصري القديم الذي عبر عن معتقداته الدينية من خلال هذه الأعمال حيث صور لنا الطقوس الجنائزية والحياة في العالم الأخر وعبر عن فكرة الديني والمكانة الاجتماعية وسجل أحداث تاريخية مثل معركة قادش ورحلات الملكة حتشبسوت ووثق الحياة اليومية من زراعة وصيد. وأضافت أن الحضارة المصرية أثرت على باقي الحضارات وهي مصدر إلهام للفنانين المعاصرين كما أنها تعتبر أرشيف حي لأعظم حضارة إنسانية. وأضافت أن مصر لديها فن لابد من التعمق فيه من أجل تعزيز الهوية التاريخية والشعور بالانتماء. وتحدثت عن مقترحها لإنشاء كلية لدراسة الفن المصري القديم وفكرة إنشاء "برنامج في تطبيقات الفن الفرعوني". وقالت إنه يجب الاهتمام بالدراسات البينية لأنه مجال أكاديمي ومهني ثري يجمع بين البحث الأثري والإبداع الفني. وأضافت أن هذا البرنامج يمكن أن يحقق عائد كبير لأنه مطبق في جامعات أجنبية ويعزز الهوية التاريخية والثقافية. وأشاد الدكتور محمد هلال؛ نائب رئيس جامعة فاروس لشئون الدراسات العليا بما وصلت إليه الوزارة برؤية واضحة من وضع استراتيجية للتعليم العالي 2030. وأشار على ضرورة الاستخدام المحسوب للذكاء الاصطناعي في التعليم العالي وضرورة الاهتمام بالعلاقة بين الفنون الجميلة والآثار عن طريق دراسة بينيه بين الفنون والترميم. وأكد على ضرورة الاهتمام بالتخصصات البينية.

افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي حول تراث العلوم بمكتبة الإسكندرية
افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي حول تراث العلوم بمكتبة الإسكندرية

البوابة

time٠٧-٠٤-٢٠٢٥

  • البوابة

افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي حول تراث العلوم بمكتبة الإسكندرية

شهدت مكتبة الإسكندرية افتتاح المؤتمر الدولي "ربط علوم التراث بتراث العلوم"، والذي تنظمه المكتبة وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وذلك في الفترة من 6 إلى 9 إبريل 2025. وذلك بحضور الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتورة جينا الفقي؛ رئيسة أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والسيد ساشو بودليسنك؛ سفير جمهورية سلوفينيا لدى مصر، وقدمت الجلسة الدكتورة مروة الوكيل؛ رئيس قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية. قالت الدكتورة مروة الوكيل؛ إن هذا المؤتمر يمثل فرصة فريدة لجمع خبراء من مختلف المناطق من باحثين وعلماء ومتخصصين في التراث ممن يُقدمون رؤى ومنهجيات وابتكارات متنوعة في هذا المجال، إذ لا يقتصر علم التراث على حفظ الماضي فحسب بل يشمل أيضاً صون الهوية وضمان استفادة الأجيال القادمة من الإرث وتقديره. وأضافت: "يسلط هذا المؤتمر الضوء على الصلة الحيوية بين علم التراث وتراث العلوم إذ يربط دراسة الحفاظ على التراث الثقافي بالتطور التاريخي للفكر العلمي، ومن خلال تعزيز التعاون متعدد التخصصات نجمع علماء الآثار والمؤرخين والعلماء وخبراء التكنولوجيا معًا لتعميق فهمنا للتراث، بمشاركة خبراء من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وباحثين من سلوفينيا وهولندا والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا وألمانيا والمملكة العربية السعودية ومصر والكاميرون. وبدأ الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، حديثه بالترحيب بالمشاركين في المؤتمر، قائلاً:" سيسلط هذا المؤتمر الضوء على الدور المحوري للعلوم والتقنيات الحديثة في حفظ هذا التراث القيّم ودراسته وإبرازه، ومن خلال دمج أساليب البحث المتقدمة والتوثيق الرقمي وتقنيات الحفظ المبتكرة، يُمكننا تعميق فهمنا لتاريخنا وجعل إرث مصر الثقافي في متناول الأجيال القادمة". وأعرب زايد عن خالص امتنانه للعلماء والخبراء المتميزين الذين انضموا إلينا من جميع أنحاء العالم، مضيفًا: "خبرتكم تُثري نقاشاتنا ومساهماتكم ستُلهم بلا شك اتجاهات جديدة في أبحاث التراث، وبينما نخوض حوارًا مثمرًا خلال الأيام القادمة أشجعكم جميعًا على اغتنام هذه الفرصة لتبادل الأفكار وبناء شراكات جديدة واستكشاف مناهج مبتكرة في علوم التراث". ودعا إلى أن يكون هذا المؤتمر حافزًا لشراكات هادفة تتجاوز الحدود والتخصصات، وتوحيد رسالة مشتركة لحماية التراث الثقافي والعلمي للإنسانية والاحتفاء به. ومن جانبها عبرت الدكتورة جينا الفقي؛ رئيسة أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، عن سعادتها بالتواجد في مكتبة الإسكندرية، قائلة: "في كل مرة أكون فيها هنا أُعجب بالفريق المثالي الذي يعمل بالمكتبة وبالإرث الهائل من الكتب والأدب وكل ما هو متاح هنا". وأوضحت الفقي أن علم التراث علم متعدد التخصصات، يجمع جوانب متعددة من العلوم والتكنولوجيا ومجالات دراسية مختلفة، وأضافت: "لدينا تاريخ وجزء غامض من حياتنا لم يُكشف بعد ونرغب في التنقيب فيه واكتشافه، لذا يتم استخدام أحدث التقنيات للتنقيب في ماضينا واكتشاف ما يجب علينا كشفه". وشددت على أن توقيع مذكرة التفاهم سيُبرز إنجازًا جديدًا في تعاوننا الدولي في أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، حيث تقدر الأكاديمية التفاعل والتعاون الدولي ومنفتحة على العمل مع الجميع داخل الأكاديمية وخارجها في مصر وخارجها لتوسيع نطاق عملها بما يُمكّن من تحقيق جميع الأهداف الإنسانية. فيما أشار السيد ساشو بودليسنك؛ سفير جمهورية سلوفينيا لدى مصر، إلى علاقة الصداقة الراسخة التي تربط سلوفينيا ومصر وتمتد إلى ما يزيد عن 33 عامًا من العلاقات الدبلوماسية الرسمية، هذه الشراكة شهدت تقدمًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وانعكس ذلك في تبادل الزيارات رفيعة المستوى وتحديد مجالات جديدة للتعاون الثنائي، وسوف يقوم رئيس الجمعية الوطنية السلوفينية بزيارة رسمية إلى مصر الأسبوع المقبل، مما يُمثل دليلًا آخر على متانة علاقاتنا الثنائية. وأضاف أن علم التراث هو مجال جديد نسبيًا ولكنه سريع التطور، وهو أحد مجالات التعاون الثنائي بين البلدين بدءًا من تبادل الزيارات وإنشاء منصة علوم التراث السلوفينية المصرية، وتنظيم ندوات مشتركة، كما توجهت أول بعثة أثرية سلوفينية إلى مصر من خلال أول دورة أكاديمية في علم الآثار المصرية في سلوفينيا، وقد التزم الباحثون من كلا الجانبين بتبادل المعرفة والخبرة على المدى الطويل. وعبر بودليسنك عن سعادته بحضور فعاليات توقيع مذكرة التفاهم بين الأكاديمية المصرية للبحث العلمي والتكنولوجيا والهيئة الأوروبية للبحوث في علوم التراث، متطلعًا لمعرفة المزيد عن نتائج هذا المؤتمر بالغ الأهمية، مختتمًا: "نواصل التزامنا بدعم الأنشطة الثنائية الجارية معتمدين أيضًا على روح التعاون الراسخة من جانب أصدقائنا وشركائنا المصريين، ونحن نتطلع إلى انعقاد الندوة السلوفاكية النيلية الرابعة، والمقرر عقدها في ديسمبر من هذا العام في الأقصر". فيما قالت الدكتورة عزة عزت، منسقة المؤتمر، إن هذا الملتقى يجمع مؤسسات مرموقة وعلماء وخبراء يتشاركون التزامًا راسخًا بالحفاظ على ثقافتنا وتراثنا العلمي والنهوض بهما، وجاء اختيار المكتبة لعقد المؤتمر موفق فهي صرح المعرفة والثقافة الذي يُجسّد الصلة بين الماضي والحاضر والمستقبل. وأشارت عزت إلى أن مصر ستبدأ أولى خطواتها الرسمية للانضمام إلى مجتمع للبنية التحتية البحثية الأوروبية لعلوم التراث الذي تم تأسيسه الأسبوع الماضي بناءً على موافقة المفوضية الأوروبية بمشاركة 11 دولة مؤسسة. وعقب ذلك تم توقيع مذكرة التفاهم بين أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا (ASRT) في مصر والبنية التحتية الأوروبية للبحث في علوم التراث (E-RIHS). يُعقد هذا المؤتمر بالتعاون بين قطاع البحث الأكاديمي بالمكتبة والشبكة القومية لمتاحف ومراكز العلوم (Sci-Her)، بجامعة عين شمس بالتعاون مع البنية التحتية الأوروبية لبحوث علوم التراث (E-RIHS)، والتحالف الأوروبي لبحوث التراث الثقافي (ARCHE)، والسحابة الرقمية الأوروبية لعلوم التراث (ECHOES)، بالاتحاد الأوروبي، واللجنة الوطنية السلوفينية للبنية التحتية الأوروبية لعلوم التراث ( والمنصة السلوفينية-المصرية لعلوم التراث (SloveNile)، وجامعة سنجور، وكرسي اليونسكو للعلوم والتكنولوجيا من أجل التراث الثقافي، بجامعة القاهرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store