
علماء الآثار يحددون موقع إحدى أشهر معجزات العهد الجديد
يعتقد مجموعة من علماء الآثار أنهم حددوا – بدرجة عالية من الاحتمالية – موقع إحدى أشهر معجزات العهد الجديد: معجزة تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل.
في تحليل أثريّ مثير، يرجّح الباحثون أن موقع معجزة قانا الجليل قد يكون خربة قانا – وهي مستوطنة يهودية قديمة تبعد 12 كم شمال غرب الناصرة – وليس كفر قانا المعروفة (على بعد 5 كم فقط من الناصرة) كما كان يُعتقد سابقا. هذا الاستنتاج يستند إلى تقارير نُشرت في صحيفة 'جيروزاليم بوست' الإسرائيلية.
وبدأت التنقيبات في خربة قانا عام 1998 تحت إشراف البروفيسور دوغلاس إدواردز، ثم الدكتور توم ماكولو. واكتشف الفريق نظاما متشعبا من الكهوف تحت الأرض يعود للقرن الثالث الميلادي، حيث أقام المسيحيون الأوائل أماكن للعبادة. وشملت هذه الملاجئ مذابح، وجدرانا عليها رسوم صلبان، وأسماء حجاج، ونقشا كتب عليه ' كيريوس إيسو' (الرب يسوع).
والأهم من ذلك هو العثور على أوان حجرية، وجرتين على رف في أحد الكهوف، مع مساحة تكفي لأربعة أخرى، أي ستة كما ورد في الوصف التوراتي وهو العدد المذكور في النص الإنجيلي (يوحنا 2:1-11)، ويُعتقد أن هذه الأواني احتوت الماء الذي حوّله المسيح إلى الخمر بطلب من مريم العذراء.
يؤكد ماكولو قائلا إن 'كل الأدلة تشير إلى أن خربة قانا اعتبرت موقع قانا التوراتية منذ أقدم الفترات'.
كما عُثر على عناصر من الحضارة اليهودية، وهي كنيس (بيت مدراش)، وست قطع نقدية سُكت إبّان ثورة المكابيين، مما يعزز الفرضية.
وفشلت التنقيبات بكفر قانا في الكشف عن أي آثار لاستيطان يهودي يعود للفترة الرومانية، مما يقلل احتمالية كونها موقع المعجزة. وأوضح البروفيسور جيمس تيبر أن الحجاج اختاروا كفر قانا في العصور الوسطى لقربها، بينما كانت الطريق إلى خربة قانا وعرة. لكن من الناحية التاريخية، تمتلك خربة قانا كل سمات 'قانا الجليلية الحقيقية'.
وأشار جيمس تيبر قائلا إن 'هذا الاكتشاف مهم ليس لأن قانا شهدت أولى معجزات المسيح، فحسب بل ولارتباطها الخاص به، وربما كانت قاعدة لحركته المبكرة'.
يذكر أن كنيسة العرس في كفر قانا تستقبل اليوم 200-800 ألف سائح وحاج سنويا. لكن البيانات الأثرية الجديدة قد تغير مسارات الحج لأن العدد المتزايد من العلماء يرجحون أن خربة قانا هي الموقع الأصلي للمعجزة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

أخبار السياحة
منذ 3 أيام
- أخبار السياحة
العثور على حطام سفينة محملة بالكنوز قبالة سواحل كولومبيا
عثر قبالة سواحل كولومبيا على حطام سفينة شراعية غارقة تحمل كنوزا من بيرو، قد تكون السفينة الأسطورية 'سان خوسيه'، وهو ما يصدقه علماء الآثار بالفعل. وتشير مجلة Antiquity، إلى أن العلماء عثروا في البحر الكاريبي قبالة سواحل كولومبيا، باستخدام غواصة غير مأهولة، على حطام غامض، اتضح لاحقا أنه على الأرجح يعود إلى السفينة الشراعية الإسبانية الأسطورية 'سان خوسيه'، التي غرقت عام 1708. ويذكر أن إسبانيا من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر، نقلت من أمريكا أطنانا من الذهب والفضة وغيرها من المقتنيات الثمينة إلى أوروبا. وكان أسطول 'تييرا فيرمي' الناقل الرئيسي، حيث كان يبحر بين أمريكا الجنوبية وميناء قادس. وقد غرقت سفينته الرئيسية، سان خوسيه، بعد اصطدامها بسرب بحري بريطاني أثناء نقلها إحدى أغلى البضائع في عصرها – كنوز من بيرو، تقدر قيمتها اليوم بمليارات الدولارات. وكان علماء الاثار قد اكتشفوا حطام هذه السفينة في عام 2015، ولكن كان من الصعب خلال فترة طويلة التأكد من أنها سان خوسيه. ولكن استخدام غواصة غير مأهولة يتم التحكم بها عن بعد التقطت صورا عالية الدقة للعملات المعدنية من موقع الحطام. وأعاد العلماء إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد لهذه القطع باستخدام التصوير الفوتوغرامتري- تقنية تسمح بدراسة أدق تفاصيل الأشياء من الصور الفوتوغرافية. وقد ساعدت الماكويناس (macuquinas) – عملات فضية مسكوكة يدويا ذات شكل غير منتظم على تحديد هوية السفينة. كما عثر على رموز شعارات قشتالة وليون على سطحها، بالإضافة إلى علامات سك العملة في ليما عام 1707. وقد أكد هذا أن السفينة غرقت بعد هذا التاريخ، وتحديدا في الوقت المفترض لفقدان سان خوسيه. وتشير المصادر التاريخية إلى أن السفينة غادرت بيرو عام 1707 محملة بشحنة كبيرة من الفضة، التي سرعان ما فقدت في معركة مع الإنجليز. وتشير جميع الأدلة إلى أن هذه السفينة هي سفينة سان خوسيه. وتعزز الدراسة الجديدة الصلة بين الحطام المكتشف والسفينة الأسطورية، على الرغم من أن التحقيق لا يزال مستمرا.

أخبار السياحة
منذ 3 أيام
- أخبار السياحة
جمجمة عثر عليها في الصين لا تشبه أي سلف بشري!
أظهرت نتائج دراسة جمجمة عمرها 300 ألف عام، عثر علماء الآثار عليها في الصين، أنها لا تشبه أي نوع معروف من أشباه البشر. ويُذكر أن مزارعين عثروا على أجزاء من هذه الجمجمة عام 1958 في قرية مابا الصينية، أثناء نبش مخلفات الخفافيش لاستخدامها كسماد. وقد جذبت الجمجمة انتباه العلماء، وأطلقوا عليها اسم 'جمجمة مابا 1'. لفترة طويلة، اعتقد الباحثون في البداية أنها تعود لإنسان نياندرتال، لكن دراسة حديثة كشفت أن هذا الاكتشاف لا يتوافق مع أي نوع معروف من البشر القدماء. وتشير المجلة الأمريكية للأنثروبولوجيا البيولوجية إلى أنه باستخدام التصوير المقطعي المحوسب الدقيق، درس الخبراء البنية الداخلية للجمجمة بالتفصيل دون الإضرار بالأحفورة، واتضح أن سماتها تجمع سمات عدة أنواع من أشباه البشر في آن واحد – من الإنسان المنتصب إلى الإنسان العاقل، ولكنها في الوقت نفسه لا تتطابق تماما مع أي نوع. فمثلا، يبدو الجزء الداخلي من الجمجمة أقرب شكليا إلى الإنسان المنتصب، لكن حجم الدماغ أقرب إلى الإنسان الحديث. بعض العناصر، مثل شكل الفص الجبهي وبنية القنوات الوريدية، تتميز بتركيبها الفريد. كما وجد العلماء على الجمجمة آثار إصابة قديمة، على شكل نصف دائرة في العظم الجبهي. وتشير علامات الشفاء، أن الجمجمة تعرضت لهذه الإصابة أثناء الحياة. ولم يحدد العلماء سببها. وقارن الباحثون 'مابا 1' ببقايا أخرى يصعب تصنيفها: جمجمة LH18 من تنزانيا، وعينات من جبل إيغود في المغرب، واكتشاف من بروكن هيل في زامبيا، التي جميعها لا تتوافق مع المفاهيم الشائعة حول التطور البشري. ووفقا للباحثين لا يمكن تحديد إلى أي نوع معروف تنتمي 'مابا 1' بدقة . ويشير هذا إلى مستوى التنوع العالي بين البشر القدماء الذين سكنوا آسيا خلال أواخر العصر البلستوسيني الأوسط، وإلى أن فهمنا لتطور الإنسان العاقل لا يزال غير مكتمل.

أخبار السياحة
منذ 5 أيام
- أخبار السياحة
علماء الآثار يحددون موقع إحدى أشهر معجزات العهد الجديد
يعتقد مجموعة من علماء الآثار أنهم حددوا – بدرجة عالية من الاحتمالية – موقع إحدى أشهر معجزات العهد الجديد: معجزة تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل. في تحليل أثريّ مثير، يرجّح الباحثون أن موقع معجزة قانا الجليل قد يكون خربة قانا – وهي مستوطنة يهودية قديمة تبعد 12 كم شمال غرب الناصرة – وليس كفر قانا المعروفة (على بعد 5 كم فقط من الناصرة) كما كان يُعتقد سابقا. هذا الاستنتاج يستند إلى تقارير نُشرت في صحيفة 'جيروزاليم بوست' الإسرائيلية. وبدأت التنقيبات في خربة قانا عام 1998 تحت إشراف البروفيسور دوغلاس إدواردز، ثم الدكتور توم ماكولو. واكتشف الفريق نظاما متشعبا من الكهوف تحت الأرض يعود للقرن الثالث الميلادي، حيث أقام المسيحيون الأوائل أماكن للعبادة. وشملت هذه الملاجئ مذابح، وجدرانا عليها رسوم صلبان، وأسماء حجاج، ونقشا كتب عليه ' كيريوس إيسو' (الرب يسوع). والأهم من ذلك هو العثور على أوان حجرية، وجرتين على رف في أحد الكهوف، مع مساحة تكفي لأربعة أخرى، أي ستة كما ورد في الوصف التوراتي وهو العدد المذكور في النص الإنجيلي (يوحنا 2:1-11)، ويُعتقد أن هذه الأواني احتوت الماء الذي حوّله المسيح إلى الخمر بطلب من مريم العذراء. يؤكد ماكولو قائلا إن 'كل الأدلة تشير إلى أن خربة قانا اعتبرت موقع قانا التوراتية منذ أقدم الفترات'. كما عُثر على عناصر من الحضارة اليهودية، وهي كنيس (بيت مدراش)، وست قطع نقدية سُكت إبّان ثورة المكابيين، مما يعزز الفرضية. وفشلت التنقيبات بكفر قانا في الكشف عن أي آثار لاستيطان يهودي يعود للفترة الرومانية، مما يقلل احتمالية كونها موقع المعجزة. وأوضح البروفيسور جيمس تيبر أن الحجاج اختاروا كفر قانا في العصور الوسطى لقربها، بينما كانت الطريق إلى خربة قانا وعرة. لكن من الناحية التاريخية، تمتلك خربة قانا كل سمات 'قانا الجليلية الحقيقية'. وأشار جيمس تيبر قائلا إن 'هذا الاكتشاف مهم ليس لأن قانا شهدت أولى معجزات المسيح، فحسب بل ولارتباطها الخاص به، وربما كانت قاعدة لحركته المبكرة'. يذكر أن كنيسة العرس في كفر قانا تستقبل اليوم 200-800 ألف سائح وحاج سنويا. لكن البيانات الأثرية الجديدة قد تغير مسارات الحج لأن العدد المتزايد من العلماء يرجحون أن خربة قانا هي الموقع الأصلي للمعجزة.