logo
جائزة الشيخ زايد للكتاب تجمع مبدعي العالم

جائزة الشيخ زايد للكتاب تجمع مبدعي العالم

شهدت "منصة المجتمع"، جلسة حوارية مميزة تحت عنوان "تقدير لكل مبدع: حوار مع الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب للدورة التاسعة عشرة"، وذلك ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، بحضور نخبة من رموز الأدب والثقافة العالمية، فيما ترأس الجلسة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وأدارتها الدكتورة ناديا الشيخ عضو الهيئة العلمية للجائزة.
تكريم للعقل
وفي كلمته الافتتاحية، أكد بن تميم أن جائزة الشيخ زايد للكتاب ترسخ التبادل الثقافي بين الحضارات وتعزز حضور الإبداع الإنساني في عالم متغير، مشيراً إلى أن تكريم هذه النخبة من المبدعين هو تكريم للعقل المنتج، وللفكر الذي يعبر الحدود ليربط بين الشعوب. وأكد أن الجائزة تسعى إلى الاحتفاء بالعقل المنتج للمعرفة، وتكريم الأصوات القادرة على مد جسور الحوار بين الثقافات. وأشار إلى أن اللقاء مع الفائزين يرسخ هذه الرؤية، حيث يتحول الحفل إلى منصة للتبادل المعرفي والاحتفاء بالتنوع الثقافي، مشيدًا بما يحمله كل عمل فائز من قدرة على إلهام الأجيال الجديدة وتعميق الوعي النقدي تجاه قضايا الإنسان والهوية والمستقبل.
معايير عالمية
واستهلت الروائية اللبنانية الفرنسية هدى بركات مداخلتها بالحديث عن روايتها "هند أو أجمل امرأة في العالم" التي فازت بجائزة فرع الأدب، موضحة أن كل رواية تُكتب هي شكل من أشكال الانتصار على البيئة المحيطة.
وأكدت أن أدبها يتموضع في منطقة الحب المنتقد، حيث تروي الرواية مفاهيم الجمال بمعالجة مختلفة تتجاوز الصور التقليدية. وأشارت بركات إلى أن شخصية "هند" في الرواية ترتبط بمدينة بيروت، التي تحمل لها حباً خاصاً ممتزجاً بالألم. ورأت أن الجوائز العربية تحمل لها قيمة مضاعفة، معربة عن امتنانها العميق لجائزة الشيخ زايد للكتاب، التي اعتبرتها جائزة عالمية بمعاييرها واهتمام الإعلام الدولي بها.
قدرة الأدب
من جانبها، تحدثت الكاتبة المغربية لطيفة لبصير، الفائزة بجائزة فرع أدب الطفل والناشئة عن كتابها "طيف سَبيبة"، عن تجربتها الأولى في الكتابة الموجهة للأطفال، معتبرة أن تناول موضوع التوحد كان تحدياً إنسانياً وفنياً.
وأوضحت أنها استلهمت تجربتها من معايشتها لحالات قريبة تعاني من هذا الاضطراب، مما دفعها إلى البحث والدراسة العلمية قبل الخوض في السرد الأدبي.
وأشارت إلى أن الكتابة عن التوحد كانت مؤلمة في كثير من اللحظات، لكنها شعرت أن الأدب قادر على نقل هذه القضايا الحساسة بعمق وجمال، معبرة عن فخرها بأن يكون هذا العمل رسالة إنسانية موجهة للعالم.
محاولة اختراق
بدوره، وجّه الأستاذ الدكتور محمد بشاري، الفائز بجائزة التنمية وبناء الدولة عن كتابه "حق الكد والسعاية: مقاربات تأصيلية لحقوق المرأة المسلمة"، شكره لإدارة معرض أبوظبي الدولي للكتاب، معبراً عن اعتزازه بهذا التكريم. وأوضح أن كتابه يقدم قراءة فقهية تأصيلية لمفهوم الكد والسعاية، مبيناً جذوره الفقهية وقدرته على مواكبة التحولات الاجتماعية. واعتبر بشاري أن كتابه يمثل محاولة لاختراق تقليدي فقهي قديم، مؤكداً أن الإسلام يملك في جوهره إمكانات كبيرة لتعزيز مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة بطريقة علمية متأصلة.
إحياء نص تراثي قديم
واستعرض المترجم الإيطالي ماركو دي برانكو، الفائز بجائزة فرع الترجمة عن نقله لكتاب "هروشيوش" من العربية إلى الإنجليزية، أهمية عمله بوصفه صلة وصل ثقافية بين عوالم متعددة. وأشار إلى أن الكتاب يجمع بين نصين متجاورين بالعربية والإنجليزية، ويعيد إحياء نص تراثي تمت ترجمته في العصر العباسي بأمر الخليفة المستنصر بالله. ورأى أن هذه الترجمة تفتح نافذة جديدة لدراسة التفاعل العميق بين الثقافات والحضارات عبر الزمن.
وفي مداخلته، تحدث الدكتور سعيد العوادي، الفائز بجائزة فرع الفنون والدراسات النقدية عن كتابه "الطعام والكلام: حفريات بلاغية ثقافية في التراث العربي"، عن أهمية إعادة قراءة التراث العربي من زوايا غير تقليدية.
وبيّن أن كتابه يسعى إلى تسليط الضوء على خطاب الطعام المهمل في التراث البلاغي العربي، مقدماً قراءة جديدة تعيد الحياة إلى النصوص المنسية، وتكشف أن كثيراً من مصطلحات اللغة العربية تنبع جذورها من عالم الطعام. وأوضح أن العودة إلى هذه المساحات المنسية تمنح البلاغة روحاً جديدة، وتفتح آفاقاً مختلفة لفهم الأدب العربي القديم.
قيمة نوعية
وفي سياق متصل، تناول الباحث البريطاني أندرو بيكوك، الفائز بجائزة فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى عن كتابه "الثقافة الأدبية العربية في جنوب شرق آسيا في القرنين السابع عشر والثامن عشر"، أثر الثقافة العربية والإسلامية في تلك المنطقة.
وأوضح أن عمله يكشف عن العلاقات المتينة التي ربطت العرب والمسلمين بجنوب شرق آسيا، وكيف أسهم العلماء المهاجرون من الحجاز والمغرب في نشر الثقافة والمعرفة هناك، مما يعيد صياغة فهمنا للتاريخ الثقافي في تلك البقعة من العالم.
وتحدث الباحث العراقي البريطاني رشيد الخيون، الفائز بجائزة فرع تحقيق المخطوطات عن تحقيقه لكتاب "أخبار النساء"، عن أهمية العمل في حفظ التراث النسوي العربي.
وبيّن أن الكتاب يُعد من المصادر النادرة التي تناولت النساء بشكل مستقل، معتمدًا على كتب تراثية مثل "الأغاني"، من دون تصنيف نمطي قائم على الطبقات الاجتماعية.
وأكد أن تحقيقه اتسم بالدقة العلمية وأضفى قيمة نوعية على الدراسات الأدبية والتاريخية النسائية، ما يجعله أحد أوائل المختارات النسائية في تاريخ الأدب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جائزة الشيخ زايد للكتاب تجمع مبدعي العالم
جائزة الشيخ زايد للكتاب تجمع مبدعي العالم

البلاد البحرينية

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • البلاد البحرينية

جائزة الشيخ زايد للكتاب تجمع مبدعي العالم

شهدت "منصة المجتمع"، جلسة حوارية مميزة تحت عنوان "تقدير لكل مبدع: حوار مع الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب للدورة التاسعة عشرة"، وذلك ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، بحضور نخبة من رموز الأدب والثقافة العالمية، فيما ترأس الجلسة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وأدارتها الدكتورة ناديا الشيخ عضو الهيئة العلمية للجائزة. تكريم للعقل وفي كلمته الافتتاحية، أكد بن تميم أن جائزة الشيخ زايد للكتاب ترسخ التبادل الثقافي بين الحضارات وتعزز حضور الإبداع الإنساني في عالم متغير، مشيراً إلى أن تكريم هذه النخبة من المبدعين هو تكريم للعقل المنتج، وللفكر الذي يعبر الحدود ليربط بين الشعوب. وأكد أن الجائزة تسعى إلى الاحتفاء بالعقل المنتج للمعرفة، وتكريم الأصوات القادرة على مد جسور الحوار بين الثقافات. وأشار إلى أن اللقاء مع الفائزين يرسخ هذه الرؤية، حيث يتحول الحفل إلى منصة للتبادل المعرفي والاحتفاء بالتنوع الثقافي، مشيدًا بما يحمله كل عمل فائز من قدرة على إلهام الأجيال الجديدة وتعميق الوعي النقدي تجاه قضايا الإنسان والهوية والمستقبل. معايير عالمية واستهلت الروائية اللبنانية الفرنسية هدى بركات مداخلتها بالحديث عن روايتها "هند أو أجمل امرأة في العالم" التي فازت بجائزة فرع الأدب، موضحة أن كل رواية تُكتب هي شكل من أشكال الانتصار على البيئة المحيطة. وأكدت أن أدبها يتموضع في منطقة الحب المنتقد، حيث تروي الرواية مفاهيم الجمال بمعالجة مختلفة تتجاوز الصور التقليدية. وأشارت بركات إلى أن شخصية "هند" في الرواية ترتبط بمدينة بيروت، التي تحمل لها حباً خاصاً ممتزجاً بالألم. ورأت أن الجوائز العربية تحمل لها قيمة مضاعفة، معربة عن امتنانها العميق لجائزة الشيخ زايد للكتاب، التي اعتبرتها جائزة عالمية بمعاييرها واهتمام الإعلام الدولي بها. قدرة الأدب من جانبها، تحدثت الكاتبة المغربية لطيفة لبصير، الفائزة بجائزة فرع أدب الطفل والناشئة عن كتابها "طيف سَبيبة"، عن تجربتها الأولى في الكتابة الموجهة للأطفال، معتبرة أن تناول موضوع التوحد كان تحدياً إنسانياً وفنياً. وأوضحت أنها استلهمت تجربتها من معايشتها لحالات قريبة تعاني من هذا الاضطراب، مما دفعها إلى البحث والدراسة العلمية قبل الخوض في السرد الأدبي. وأشارت إلى أن الكتابة عن التوحد كانت مؤلمة في كثير من اللحظات، لكنها شعرت أن الأدب قادر على نقل هذه القضايا الحساسة بعمق وجمال، معبرة عن فخرها بأن يكون هذا العمل رسالة إنسانية موجهة للعالم. محاولة اختراق بدوره، وجّه الأستاذ الدكتور محمد بشاري، الفائز بجائزة التنمية وبناء الدولة عن كتابه "حق الكد والسعاية: مقاربات تأصيلية لحقوق المرأة المسلمة"، شكره لإدارة معرض أبوظبي الدولي للكتاب، معبراً عن اعتزازه بهذا التكريم. وأوضح أن كتابه يقدم قراءة فقهية تأصيلية لمفهوم الكد والسعاية، مبيناً جذوره الفقهية وقدرته على مواكبة التحولات الاجتماعية. واعتبر بشاري أن كتابه يمثل محاولة لاختراق تقليدي فقهي قديم، مؤكداً أن الإسلام يملك في جوهره إمكانات كبيرة لتعزيز مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة بطريقة علمية متأصلة. إحياء نص تراثي قديم واستعرض المترجم الإيطالي ماركو دي برانكو، الفائز بجائزة فرع الترجمة عن نقله لكتاب "هروشيوش" من العربية إلى الإنجليزية، أهمية عمله بوصفه صلة وصل ثقافية بين عوالم متعددة. وأشار إلى أن الكتاب يجمع بين نصين متجاورين بالعربية والإنجليزية، ويعيد إحياء نص تراثي تمت ترجمته في العصر العباسي بأمر الخليفة المستنصر بالله. ورأى أن هذه الترجمة تفتح نافذة جديدة لدراسة التفاعل العميق بين الثقافات والحضارات عبر الزمن. وفي مداخلته، تحدث الدكتور سعيد العوادي، الفائز بجائزة فرع الفنون والدراسات النقدية عن كتابه "الطعام والكلام: حفريات بلاغية ثقافية في التراث العربي"، عن أهمية إعادة قراءة التراث العربي من زوايا غير تقليدية. وبيّن أن كتابه يسعى إلى تسليط الضوء على خطاب الطعام المهمل في التراث البلاغي العربي، مقدماً قراءة جديدة تعيد الحياة إلى النصوص المنسية، وتكشف أن كثيراً من مصطلحات اللغة العربية تنبع جذورها من عالم الطعام. وأوضح أن العودة إلى هذه المساحات المنسية تمنح البلاغة روحاً جديدة، وتفتح آفاقاً مختلفة لفهم الأدب العربي القديم. قيمة نوعية وفي سياق متصل، تناول الباحث البريطاني أندرو بيكوك، الفائز بجائزة فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى عن كتابه "الثقافة الأدبية العربية في جنوب شرق آسيا في القرنين السابع عشر والثامن عشر"، أثر الثقافة العربية والإسلامية في تلك المنطقة. وأوضح أن عمله يكشف عن العلاقات المتينة التي ربطت العرب والمسلمين بجنوب شرق آسيا، وكيف أسهم العلماء المهاجرون من الحجاز والمغرب في نشر الثقافة والمعرفة هناك، مما يعيد صياغة فهمنا للتاريخ الثقافي في تلك البقعة من العالم. وتحدث الباحث العراقي البريطاني رشيد الخيون، الفائز بجائزة فرع تحقيق المخطوطات عن تحقيقه لكتاب "أخبار النساء"، عن أهمية العمل في حفظ التراث النسوي العربي. وبيّن أن الكتاب يُعد من المصادر النادرة التي تناولت النساء بشكل مستقل، معتمدًا على كتب تراثية مثل "الأغاني"، من دون تصنيف نمطي قائم على الطبقات الاجتماعية. وأكد أن تحقيقه اتسم بالدقة العلمية وأضفى قيمة نوعية على الدراسات الأدبية والتاريخية النسائية، ما يجعله أحد أوائل المختارات النسائية في تاريخ الأدب.

جزيرة السعديات أبوظبي.. عنوان الفخامة والاسترخاء لعشاق الشواطئ الراقية
جزيرة السعديات أبوظبي.. عنوان الفخامة والاسترخاء لعشاق الشواطئ الراقية

البلاد البحرينية

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • البلاد البحرينية

جزيرة السعديات أبوظبي.. عنوان الفخامة والاسترخاء لعشاق الشواطئ الراقية

في قلب العاصمة أبوظبي، وعلى ضفاف الخليج العربي المتلألئ، تقع جزيرة السعديات أبوظبي، الوجهة الشاطئية الأرقى التي تمنح زوارها تجربة استثنائية من الرفاهية والاسترخاء. بفضل شواطئها الرملية البيضاء الممتدة لمسافة 9 كيلومترات، ومياهها الفيروزية الساحرة، ومنتجعاتها الفاخرة، تعد الجزيرة الخيار الأمثل لعشاق البحر والأجواء الراقية. ومع أجوائها العائلية المميزة، تعد جزيرة السعديات أبوظبي الوجهة المثالية للعائلات لقضاء عطلة صيفية وسط أجواء من الفخامة والسكينة. يمكن لضيوف الجزيرة الاسترخاء على شواطئها الخلابة، حيث تلتقي المياه الفيروزية بالرمال البيضاء الناعمة، والاستمتاع بالفعاليات الاحتفالية وتجارب الطعام الفاخرة. كما توفر جزيرة السعديات فرصة لاكتشاف الثقافة الغنية لأبوظبي والانغماس في جمال طبيعتها الساحرة، مما يجعلها وجهة استثنائية تترك ذكريات لا تُنسى. حصدت جزيرة السعديات لقب "الوجهة الشاطئية الرائدة في الشرق الأوسط "للعام الـ13 على التوالي من جوائز السفر العالمية، ما يعكس مكانتها كإحدى أرقى الوجهات السياحية وأكثرها تميزًا. عالم من الفخامة والاستجمام تحتضن الجزيرة نخبة من أفخم المنتجعات العالمية التي تلبي تطلعات الضيوف الباحثين عن تجربة لا تُضاهى، مثل منتجع سانت ريجيس جزيرة السعديات الذي يمزج بين الأناقة الكلاسيكية والراحة العصرية، وفندق ريكسوس بريميوم جزيرة السعديات الذي يقدم مفهوم الإقامة الفاخرة المتكاملة، ومنتجع وفلل السعديات روتانا المصمم بروح الضيافة العربية الأصيلة. أما منتجع جميرا في جزيرة السعديات، فيعد ملاذًا مميزًا لمحبي الاسترخاء، مع مجموعة من العلاجات الصحية الحصرية والمرافق الراقية. وفندق وفلل بارك حياة أبوظبي الذي يعد الخيار الأمثل للعائلات التي تبحث عن إقامة مميزة مليئة بالمتعة والترفيه. تجربة ثقافية وفنية راقية لا تقتصر روعة جزيرة السعديات على شواطئها ومنتجعاتها، بل تحتضن أيضًا أشهر المعالم الثقافية في المنطقة، وعلى رأسها تيم لاب فينومينا أبوظبي وهو وجهة فنية متعددة الحواس تضم معروضات ضخمة ستأخذ الزوار في رحلة تأسر الحواس وتُحفز الخيال متجاوزة بذلك حدود المألوف، وتمثل الأعمال الفنية في تيم لاب فينومينا أبوظبي مزيجاً متكاملاً يجمع بين الفن والعلم والتكنولوجيا، ولا يمكن فصلها عن هذا السياق التكاملي، إذ تعمل هذه البيئة على خلق ظواهر متنوعة ترسم ملامح الأعمال الفنية نفسها، مما يوفر للزوار تجربة ديناميكية ومعروضات فريدة ومتغيرة باستمرار، ذلك بالإضافة الي متحف اللوفر أبوظبي، الذي يجسد التقاء الحضارات من خلال مقتنياته الفنية النادرة والبيت الإبراهيمي الذي يعد منارة للتسامح والتفاهم. كما ستضم الجزيرة قريبًا متحف جوجنهايم أبوظبي ومتحف التاريخ الطبيعي أبوظبي ومتحف زايد الوطني، مما يجعلها مركزًا ثقافيًا عالميًا نابضًا بالحياة. ملاذ لعشاق البحر والطبيعة تجمع جزيرة السعديات بين جمال الطبيعة البكر والحياة البحرية الغنية، حيث توفر فرصة نادرة لمشاهدة السلاحف صقرية المنقار المهددة بالانقراض التي تعشش على شواطئها، بالإضافة إلى الدلافين الحدباء والغزلان العربية التي تضفي لمسة من السحر على التجربة. أما لعشاق الرياضة، فيقدم نادي شاطئ السعديات للجولف ملعبًا عالمي المستوى بإطلالات خلابة على الخليج العربي، حيث يمكن للضيوف خوض تجربة جولف فريدة وسط المناظر الطبيعية الساحرة. وجهة مفضلة للمسافرين القادمين من دول الخليج بفضل موقعها الاستراتيجي، تبعد جزيرة السعديات 20 دقيقة فقط عن مطار زايد الدولي، ما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين القادمين من دول الخليج الباحثين عن عطلة فاخرة، سواء كانت إجازة عائلية، شهر عسل، أو استراحة سريعة بعيدًا عن صخب الحياة اليومية. اكتشفوا روعة جزيرة السعديات أبوظبي، حيث تلتقي فخامة الإقامة مع جمال الطبيعة، في تجربة استثنائية تظل محفورة في الذاكرة.

تأثير عابر للثقافات: موراكامي نموذجا
تأثير عابر للثقافات: موراكامي نموذجا

البلاد البحرينية

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • البلاد البحرينية

تأثير عابر للثقافات: موراكامي نموذجا

لا شك أن تكريم الأدباء الذين تجاوز تأثيرهم حدود أوطانهم يمثل تقليدًا ثقافيًّا راقيًا، يُسهم في ترسيخ قِيَم الحوار الإنساني والتبادل المعرفي. فالأدب، بصفته مرآة للروح البشرية، يمتلك فرادةً في القدرة على تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية، ليطوي البَوْنَ بين التجارب الإنسانية المختلفة، ويصبح جسرًا واصِلًا بين الشعوب. في هذا السياق، جاء اختيار الأديب الياباني العالمي هاروكي موراكامي شخصية العام الثقافية في الدورة التاسعة عشرة من جائزة الشيخ زايد للكتاب، تكريسًا لهذا المفهوم؛ إذ يشكّل هذا التكريم احتفاءً بمسيرة أدبية أثّرت في الوعي الأدبي العالمي، وتركَت بصمتها الواضحة في الثقافة العربية، قراءةً وترجمةً وتلقّيًا. جائزة الشيخ زايد للكتاب تُعدّ واحدة من أبرز الجوائز الأدبية والثقافية في العالم العربي، اكتسبت مكانة مرموقة على الساحة الدولية بفضل رؤيتها المنفتحة على الثقافات العالمية، وحرصها على تكريم التجارب التي تسهم في بناء المشترك الإنساني، وتغني المحتوى الثقافي العربي. كما أنها تُعنى بدعم التأليف، والنشر، والترجمة، وتشجيع الكُتّاب والباحثين على مَدّ جسور المعرفة بين العرب والعالم. وموراكامي نموذجٌ حيٌّ للأديب الذي تَمثّل ثقافاتٍ متعددة في رحلته الإبداعية، ومنها الثقافة العربية التي طالما أبدى إعجابًا خاصًّا بها، لا سيّما بحكايات 'ألف ليلة وليلة'، بما تحمله من رمزية سردية وثراءٍ خياليٍّ أسهم في تشكيل ملامح عالمه الروائي القائم على التداخل بين الواقع والغرابة، والحلم واليومي. وقد عبّر موراكامي في أكثر من مناسبة عن انبهاره ببنية السرد الدائري والمتشابك في 'ألف ليلة وليلة'، حيث تتداخل الحكايات داخل بعضها البعض، وتنسج طبقات من المعنى تتجاوز ظاهر النص. هذه التقنية السردية ألهمته في بناء عوالمه الروائية المتعددة الطبقات، التي تتيح للقارئ التّوغّل في مستويات من الواقع النفسي والميتافيزيقي، كما يظهر بوضوح في أعمال مثل 'كافكا على الشاطئ'، أو 'الغابة النرويجية'، حيث تتشابك الوقائع مع العوالم الداخلية والرمزية، في نسق سرديّ لا يخلو من الغموض والتأمل الوجودي. ولعلّ من أبرز تجليات هذا التأثر المباشر بالحكايات العربية القديمة قصة كتبها موراكامي بعنوان 'شهرزاد'، ضمن مجموعته القصصية 'رجال بلا نساء'. في هذه القصة، يستحضر شخصية شهرزاد لا بوصفها راويًا فقط، بل كرمزٍ للنجاة عبر الحكي، حيث تستخدم البطلةُ فِعلَ الحكي اليومي كوسيلة للتواصل والبقاء، تمامًا كما كانت تفعل شهرزاد الأصلية لتنجو من الموت. لكن موراكامي يعيد توظيف هذه الشخصية في سياق معاصر، محمِّلًا إيّاها دلالات جديدة عن العزلة، والرغبة في الفهم، والحاجة للبوح الإنساني في وجه الصمت القاسي. وبهذا التفاعل العميق مع الإرث السردي العربي، لا يقدّم موراكامي مجرد انفتاح عابر على ثقافة أخرى، بل يعيد دمجها في نسيجه الإبداعي الخاص، بأسلوب متفرّد يجمع بين العجائبي والوجودي، بين تراث الشرق وأسئلة الإنسان المعاصر. ولعلّ ما يُعمّق من فهْم تأثير 'ألف ليلة وليلة' في مشروع موراكامي، هو مقارنته بتجربة أديب نوبل نجيب محفوظ، الذي ظلّ هو الآخر مأسورًا بسحر هذا العمل السردي الخالد. كلا الكاتبين نهل من معين الحكاية العربية، لكنّهما ترجما هذا التأثير بأسلوبين مختلفين وجوهريين. نجيب محفوظ، ابن القاهرة وأزقتها القديمة، جعل من الحكاية الشعبية بنيةً للواقع الاجتماعي، وانطلق منها ليؤسّس مشروعًا روائيًّا يزاوج بين الواقعي والأسطوري، كما في ثلاثيته الشهيرة أو في رواياته الرمزية مثل 'أولاد حارتنا'. أما موراكامي، القادم من الشرق البعيد، فقد استثمر البنية الحكائية لـ 'ألف ليلة وليلة' ليبني عالمًا يطفو على الحافة بين الواقع واللاواقع. ولعلّ المفارقة الطريفة، والمعبّرة في الوقت نفسه، تكمن في طقسي الكتابة لدى كلٍّ منهما: فقد كان نجيب محفوظ يكتب في المساء، بعد أن ينهي عمله في جهاز الدولة، حيث يجد في الليل سكينةً تمنحه عمق التأمل في النفس والناس، بينما موراكامي يكتب في ساعات الفجر الأولى، بعد أن يستيقظ باكرًا ويمارس الركض، مُفضّلًا الصباح كزمنٍ صافٍ وخالٍ من ضجيج العالم، يسمح له بالتوغّل في طبقات اللاوعي. وكأن كلًّا منهما يستدعي روح شهرزاد في زمن مختلف: أحدهما في الليل كما كانت تفعل هي، والآخر في الصباح، حين تتبدد ظلال الحكاية لتفسح المجال لدهشةٍ جديدة. وإذا كان موراكامي قد بدأ قارئًا مفتونًا بالسرد العربي، فإنه اليوم أحد أبرز الكُتّاب الذين أثّروا في الذائقة العربية الحديثة، حيث تُقرأ أعماله على نطاقٍ واسع، وتُترجم إلى العربية باهتمامٍ متجدّد، وتُدرّس في جامعات عربية، وتُلهم عددًا متزايدًا من الكتّاب الشباب، بل والقرّاء، وتُثري الذائقة الإنسانية في العموم. إن هذا النوع من التكريم لا يكرّس فقط الاعتراف بالمنجز الإبداعي، بل يؤكد أهمية الأدب بوصفه قوة ناعمة قادرة على صناعة التفاهم وتشكيل وعيٍ إنساني مشترك. كما يشجع على قراءة الأدب العالمي بروح الانفتاح، بوصفه جزءًا من التجربة البشرية الكونية لا نقيضًا لها، ومُراكِمًا لخبراتها المشتركة، وإن اختلفت الثقافات التي تنطلق من أرضيتها، ففي الحقيقة يبقى الإنسان واحدًا، وإن اختلفت الألوان. وفي زمن تتصاعد فيه الحواجز السياسية والثقافية، يصبح الأدب واحدًا من أنبل المسارات التي تذكّرنا بإنسانيتنا المشتركة، وتمدّنا بالقدرة على التلاقي، لا التصادم، وعلى البناء، لا العزلة. ومن هنا تأتي أهمية تكريم أمثال موراكامي، ليس فقط لما كتب، بل لما مثّل من جسور أدبية وإنسانية تعبر العالم، وتفتح نوافذ جديدة للفهم والتواصل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store