
مسرحية " المؤسسة" .. المجنون والممثل كلاهما يفر من الحياة
تقوم مسرحية "المؤسسة" التي قدمها مسرح الصواري من مملكة البحرين في مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة عشرة التي تستضيفها العاصمة العمانية مسقط، على قضية إنسانية كبيرة، وقد أبدع الكاتب الإسباني الكبير أنطونيو باييخو بلا شك كعادته في اختيار هذا الموضوع وفي محاولة الاستفادة منه في المسرح. وقد بذل المخرج الشاب عيسى الصنديد جهده وطاقته في إخراج المسرحية، وقد دل العمل الذي قدمه لنا على حساسية فنية خصبة، وسار على إيقاع منتظم وأبرز المضامين النفسية الصعبة لمثل هذه الأعمال، على اعتبار أن المخرج هو مترجم أفكار الدراما. وتبدأ مدرسة "ستانسلافسكي" للإخراج بهذه القاعدة، إذ تقول إن فن الإخراج يبدأ عندما يعبر المخرج عن مضمون المسرحية ويكون مترجمًا أمينًا لأفكارها. فن المسرح أثبت في كل وقت أنه فن جماعي، هكذا وُلِد وهكذا سيظل دائمًا حيث ترتبط أفكار المؤلف ومواهبه مع أفكار الممثل ومواهبه. لذلك وجب على المخرج أن يكون دائم اليقظة عند فحصه للشخصيات التي أوردها المؤلف ومطابقتها.
كان العرض من أشد العروض إتقانًا في المحافظة على الاستمرار والتتابع في المشاهد ولحظات الانفعال، وفي تماسكه كعرض تجريبي ذي مفهوم موحد. ويعود التماسك أولًا إلى تجانس الممثلين، ونغمات التوافق التي ألفت بينهم في إتقان، ثم إلى البساطة المتناهية في استخدام حرفيات المسرح. كما أنهم طبقوا نظرية المجنون والممثل، كلاهما يفر من الحياة، وجعلونا كمتفرجين نعيش معهم في شخصياتهم الوهمية، نشاركهم شواغلهم وهمومهم، لأن المسرح يحطم الأفكار الفردية ليحل محلها أفكارًا جماعية.
إذا كان أبرز ما في أعمال الكاتب الإسباني أنطونيو باييخو هو بروز خفايا عصره، وبقيت أعماله كوثائق تاريخية وعملية، فإن مخرجنا الشاب عيسى الصنديد قد وضع يده على أرقى أنواع الدراما الأوروبية، كما عبرت السينوغرافيا عن المعنى الداخلي للمسرحية، وهيأت الجو الكامل لها، وأعطت الممثل الإحساس بهذا حتى يتصرف كأنه بالفعل في مكان الحدث. بل وأعطى المتفرج أيضًا هذا الإحساس، فجعل منه عضوًا داخل المسرحية وممثلًا فيها أيضًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 2 أيام
- البلاد البحرينية
"الصواري" يشارك بمهرجان "تشيخوف الدولي للمسرح" في موسكو
يشارك مسرح الصواري ممثلاً عن مملكة البحرين في فعاليات مهرجان تشيخوف الدولي للمسرح، الذي تستضيفه العاصمة الروسية موسكو خلال الفترة من 26 إلى 28 مايو، عبر تقديم مسرحية "المؤسسة" على خشبة مسرح يرملوفا الدرامي. وتُعد هذه المشاركة خطوة مهمة في مسيرة المسرح البحريني، إذ يسجل مسرح الصواري كأول فرقة بحرينية تشارك في هذا المهرجان منذ انطلاقته، مما يعزز من حضور المسرح البحريني في الفعاليات المسرحية الدولية. ويعتبر مهرجان تشيخوف الدولي للمسرح أحد أبرز المهرجانات المسرحية في العالم، ويستقطب نخبة من العروض المسرحية من مختلف الدول، جامعًا بين التجارب الكلاسيكية والتجريبية المعاصرة. تأسس المهرجان تكريمًا للكاتب الروسي الكبير أنطون تشيخوف، ويُعتبر منصة مهمة للحوار الثقافي والفني بين الشعوب عبر لغة المسرح. ويحظى المهرجان بمكانة مرموقة بين الأوساط المسرحية العالمية، ويُعرف بتنوع برامجه وثراء تجاربه الفنية. يشارك مسرح الصواري بعرض بعنوان "المؤسسة"، مستلهم من نص الكاتب الإسباني أنطونيو بويرو باييخو، ويتناول قضايا مرتبطة بقيمة الحياة الإنسانية والحرية والكرامة، وهي موضوعات ما تزال تطرح أسئلة ملحة في السياقين الإقليمي والدولي. أخرج العرض المخرج عيسى الصنديد الذي مزج بين الحس الجمالي والبعد النفسي في تقديم نص مليء بالتوتر الداخلي والبعد الإنساني، وساهم في خلق عرض متماسك يعتمد على الأداء الجماعي والإيقاع الداخلي للمشاهد، وشارك في التمثيل كل من:عمر السعيدي، زكريا الشيخ، أحمد سعيد، عالية إبراهيم، عبدالرحمن إسماعيل، علي أبوديب، كامل بوسعيدي، ويوسف عبدالله. سبق لمسرحية "المؤسسة" أن قُدمت في مهرجان البحرين المسرحي الثالث، حيث حظيت بتفاعل لافت من الجمهور والنقاد، كما مثلت مملكة البحرين في الدورة الخامسة عشرة من مهرجان المسرح العربي بالعاصمة العُمانية مسقط، حيث أثنى النقاد على عمق المعالجة الإخراجية وتماسك الأداء الجماعي.


البلاد البحرينية
١٣-٠١-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
مسرحية " المؤسسة" .. المجنون والممثل كلاهما يفر من الحياة
تقوم مسرحية "المؤسسة" التي قدمها مسرح الصواري من مملكة البحرين في مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة عشرة التي تستضيفها العاصمة العمانية مسقط، على قضية إنسانية كبيرة، وقد أبدع الكاتب الإسباني الكبير أنطونيو باييخو بلا شك كعادته في اختيار هذا الموضوع وفي محاولة الاستفادة منه في المسرح. وقد بذل المخرج الشاب عيسى الصنديد جهده وطاقته في إخراج المسرحية، وقد دل العمل الذي قدمه لنا على حساسية فنية خصبة، وسار على إيقاع منتظم وأبرز المضامين النفسية الصعبة لمثل هذه الأعمال، على اعتبار أن المخرج هو مترجم أفكار الدراما. وتبدأ مدرسة "ستانسلافسكي" للإخراج بهذه القاعدة، إذ تقول إن فن الإخراج يبدأ عندما يعبر المخرج عن مضمون المسرحية ويكون مترجمًا أمينًا لأفكارها. فن المسرح أثبت في كل وقت أنه فن جماعي، هكذا وُلِد وهكذا سيظل دائمًا حيث ترتبط أفكار المؤلف ومواهبه مع أفكار الممثل ومواهبه. لذلك وجب على المخرج أن يكون دائم اليقظة عند فحصه للشخصيات التي أوردها المؤلف ومطابقتها. كان العرض من أشد العروض إتقانًا في المحافظة على الاستمرار والتتابع في المشاهد ولحظات الانفعال، وفي تماسكه كعرض تجريبي ذي مفهوم موحد. ويعود التماسك أولًا إلى تجانس الممثلين، ونغمات التوافق التي ألفت بينهم في إتقان، ثم إلى البساطة المتناهية في استخدام حرفيات المسرح. كما أنهم طبقوا نظرية المجنون والممثل، كلاهما يفر من الحياة، وجعلونا كمتفرجين نعيش معهم في شخصياتهم الوهمية، نشاركهم شواغلهم وهمومهم، لأن المسرح يحطم الأفكار الفردية ليحل محلها أفكارًا جماعية. إذا كان أبرز ما في أعمال الكاتب الإسباني أنطونيو باييخو هو بروز خفايا عصره، وبقيت أعماله كوثائق تاريخية وعملية، فإن مخرجنا الشاب عيسى الصنديد قد وضع يده على أرقى أنواع الدراما الأوروبية، كما عبرت السينوغرافيا عن المعنى الداخلي للمسرحية، وهيأت الجو الكامل لها، وأعطت الممثل الإحساس بهذا حتى يتصرف كأنه بالفعل في مكان الحدث. بل وأعطى المتفرج أيضًا هذا الإحساس، فجعل منه عضوًا داخل المسرحية وممثلًا فيها أيضًا.


أخبار الخليج
١١-١١-٢٠٢٤
- أخبار الخليج
فنانون وفائزون بجوائز مهرجان البحرين المسرحي الثالث يؤكدون لـ(بنا) أهمية المهرجان في دعم وتطوير المسرح البحريني وتطلعهم لمزيد من الإبداع في الدورات القادمة
أكد عدد من الفنانين والفائزين بمهرجان البحرين المسرحي أن المهرجان يمثل فرصة كبيرة لدعم وتطوير الحركة المسرحية في المملكة، مشيرين إلى أن استمرار تنظيم هذه الفعاليات يساهم في اكتشاف المواهب الجديدة وتقديم أعمال مبتكرة تثري المشهد الثقافي والمسرحي. وعبروا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) عن سعادتهم بالفوز، مؤكدين أهمية المهرجان في إبراز إبداعاتهم وتعزيز مكانة المسرح البحريني، معربين عن تطلعهم لمزيد من الإبداع في الدورات القادمة من المهرجان. وفي هذا السياق، أكد رئيس المهرجان، الفنان محمد الصفار، أن هذا الحفل يمثل ختامًا لمجهود طويل وعمل دؤوب خلال الإعداد للمهرجان، معربًا عن سعادته بالعروض المسرحية المتميزة التي قدمها المشاركون، وموجهًا شكره لجميع العاملين خلف الكواليس الذين بذلوا أقصى جهدهم لضمان نجاح المهرجان، وأثمرت جهودهم عن نتائج مرضية للجميع. من جهته، قال الفنان القدير أنور أحمد، رئيس مسرح أوال والحائز على جائزة مؤسسة راشد بن خليفة آل خليفة لأفضل عرض مسرحي عن مسرحية "قراءة بيضاء": "نحن فخورون بالفوز في هذا المهرجان، والجوائز ليست جديدة على مسرح أوال، دعم الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة يعكس اهتمامه الكبير بالمسرح البحريني. سنبدأ من الآن في التحضير للدورة القادمة بأعمال جديدة تستحق التقدير". بدورها، أشادت الفنانة سمية الخنة بالتنظيم الرائع للمهرجان وبمستوى العروض المقدمة، قائلة: "أود أن أشكر المنظمين على جهودهم الكبيرة في تقديم مهرجان ناجح بكل المقاييس، لقد كانت العروض جميلة والشباب أثبتوا بصمتهم في هذه الدورة، أتمنى أن يستمر المهرجان وأن نرى في الدورات القادمة عروضًا أكثر تنوعًا وإبداعًا، فهذا الحدث يمثل منصة رائعة لدعم المواهب الشابة". من جانبه، عبّر الفنان جمال صقر عن سعادته بحضور الجماهير الكبير والدعم الذي قدمته المؤسسات في المملكة، حيث قال: "هذا المهرجان ظاهرة إيجابية للمسرح البحريني، أنا سعيد برؤية هذا الحضور الجماهيري والدعم من المؤسسات المحلية، الندوات التطبيقية كانت فرصة رائعة للنقد البناء وهذا ما سيساهم في تطوير الأعمال المسرحية وتحسين الأداء، تقبل الجميع للنقد والملاحظات هو خطوة مهمة نحو المزيد من التطور". وعبّر الفنان عمر السعيدي، الفائز بجائزة أفضل ممثل دور أول عن دوره في مسرحية "المؤسسة" لمسرح الصواري، عن امتنانه بهذا الفوز قائلاً: "أهدي هذه الجائزة لفريق العمل الذي كان له الفضل الكبير في هذا النجاح. شعرت بالسعادة الكبيرة عند سماع اسمي بين الفائزين، وأشكر الجميع على تعاونهم ودعمهم". من جهته، قال الفنان كامل البوسعيدي، الذي نال جائزة أفضل ممثل دور ثانٍ عن دوره في مسرحية "المؤسسة": "سعيد جدًا بهذا الفوز وأشارك هذه الفرحة مع جميع الزملاء. أتمنى استمرار هذه المهرجانات لأنها تساهم في اكتشاف مواهب جديدة وتطوير المسرح في البحرين". من جانبها، أعربت الفنانة عالية إبراهيم، الحائزة على جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ عن دورها في مسرحية "المؤسسة"، عن اعتزازها بهذا التكريم، مشيرة إلى أن الجائزة جاءت تتويجًا لجهودهم في تقديم العرض، ومعربة عن أملها في استمرار النجاح والتألق في المهرجانات المقبلة. وفي سياق مماثل، عبر الفنان عبدالرحمن العطاوي، الحائز على جائزة أفضل تأليف موسيقي ومؤثرات صوتية عن مسرحية "قراءة بيضاء"، عن سعادته قائلاً: "أشعر بالفخر والامتنان لهذه الجائزة، الموسيقى كانت جزءًا مهمًا من العمل المسرحي وساعدت في تعزيز تجربة المشاهدين، أنا أشكر جميع زملائي على دعمهم". وعبّرت المصممة إيمان الجيب، الفائزة بجائزة أفضل سينوغرافيا عن مسرحية "ينانوة أسامة" لمسرح البيادر، عن امتنانها لهذه الفرصة التي أتيحت لها لعرض تصميماتها على خشبة المسرح، مؤكدة تطلعها لتقديم المزيد من الأعمال التي تعكس رؤيتها الفنية. ويعد مهرجان البحرين المسرحي الثالث أحد أهم الفعاليات الثقافية التي تسهم في تعزيز الحراك الفني في المملكة، إذ يوفر منصة للمواهب المحلية لعرض إبداعاتهم وتطوير مهاراتهم، كما يعكس حرص البحرين على دعم الفنون المسرحية وتقدير إسهامات المبدعين.