
ريكن ياماموتو.. عندما تصبح العمارة لغة بين الإنسان والمكان
#ثقافة وفنون
كيف يمكن للعمارة أن تعيد تشكيل علاقتنا بالمدينة والمجتمع؟.. هذا السؤال يتردد بقوة في أعمال المهندس الياباني ريكن ياماموتو، الذي استطاع أن يترك بصمة استثنائية في عالم التصميم المعماري، ما جعله يستحق جائزة «بريتزكر» المرموقة في مجال الهندسة المعمارية لعام 2024، إلى جانب تكريمه بجائزة مهرجان أبوظبي 2025.
منذ بداياته، التزم ياماموتو بإعادة التفكير في مفهوم السكن والمدينة، متسائلًا عن كيفية تعزيز الروابط الاجتماعية داخل المساحات الحضرية. فمشاريعه، من المساكن الجماعية إلى المؤسسات الأكاديمية، تعكس فلسفة معمارية عميقة، تهدف إلى تحقيق التوازن بين الاستقلالية الفردية والتكامل المجتمعي، إلى جانب الدمج بين الحداثة والبعد الإنساني، لإنشاء أماكن تنبض بالحياة.
في هذه المقابلة، نغوص في فكر ياماموتو، ونتعرف على فلسفته التصميمية، ورؤيته لمستقبل العمارة، خاصة في العالم العربي، حيث يلتقي التراث بالحاضر في معادلة متجددة من الإبداع والابتكار.
مشروع Gazabo
كيف تعرّف دور العمارة في تعزيز التواصل الإنساني، ودفع عجلة التقدم الاجتماعي؟
نحن لا نرى العمارة كبناء هياكل فحسب، وإنما لغة تعبير تُترجم العلاقة بين الإنسان والبيئة والمجتمع. نحن، كمعماريين، نصمم دائمًا مع مراعاة العلاقة مع البيئة المحيطة. بمعنى آخر، نصمم بما يتماشى مع المجتمع المحلي، ونفكر في كيفية تفاعل الناس مع الفضاءات التي نبتكرها. العمارة الجيدة تنشئ بيئات تحفز التفاعل الاجتماعي، وتعزز الإحساس بالانتماء، وتدعم التقدم من خلال تصميم مساحات تلبي احتياجات الأفراد، وتتماشى مع هويتهم الثقافية.
ما أبرز التحديات الاجتماعية، التي تواجهها العمارة اليوم؟
أعتقد أن العمارة اليوم أمام تحدٍّ مزدوج: معالجة الفقر، وتعزيز الحرية في المساحات التي نصممها. فكيف يمكننا إنشاء بيئات توفر فرصًا للجميع، دون أن تصبح حكرًا على فئة معينة؟.. وكيف نوازن بين تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان الاستدامة الاقتصادية؟.. هذان السؤالان يمثلان جوهر التحديات التي تواجهنا، حيث لا يكفي أن نبني هياكل جميلة، بل يجب أن نصمم فضاءات تساهم في إنشاء مجتمعات أكثر عدالة واندماجًا.
كيف يمكنك تحقيق التوازن بين الاستدامة البيئية ورفاهية الإنسان في تصميمك للمباني؟
لا تقتصر الاستدامة على استخدام مواد صديقة للبيئة، أو تطبيق تقنيات موفرة للطاقة، وإنما تشمل أيضاً رؤية متكاملة تضع الإنسان في قلب التصميم. العمارة المستدامة تعني إنشاء مساحات تُحترم فيها الطبيعة، وتُعزز جودة الحياة، وتُوفر بيئة صحية ومتجددة. فالإرادة الجماعية للعيش في تناغم مع محيطنا تجعل الاستدامة ممكنة، فالمباني ليست كائنات معزولة، بل جزء من نظام بيئي واجتماعي أوسع، يجب أن يعمل بتناغم لتحقيق مستقبل أفضل.
كيف يمكن للعمارة أن تنشئ بيئات مجتمعية، دون المساس بالخصوصية الفردية؟
الخصوصية ليست نقيضًا للحياة المجتمعية، بل جزء لا يتجزأ منها. فالقدرة على التمتع بخصوصية فردية لا تتحقق إلا ضمن مجتمع واعٍ بأهمية المساحات المشتركة. وأعتقد أن العمارة الناجحة لا تفرض توازنًا بين هذين الجانبين، بل تفهم العلاقة الديناميكية بينهما، فتبتكر فضاءات تمنح الأفراد حرية العيش ضمن نسيج اجتماعي متكامل دون المساس باستقلاليتهم.
جامعة Saitama
كيف تضمن أن تخدم تصاميمك أجيالًا متعددة، وتتكيف مع تغيرات المجتمع؟
إن مفهوم العمارة يعكس الحاضر، لكنه أيضاً رمز لنقل الذكريات من جيل إلى آخر. فكل مبنى يصمم ليكون جزءًا من عملية انتقال مستمرة، فينقل المعارف والتجارب بين الأجيال. والتصميم القابل للتكيف هو مفتاح الاستدامة العمرانية، حيث يجب أن تملك المباني مرونة في الاستخدام والتطور، بما يواكب احتياجات المجتمع المتغيرة.
ما دور المعماريين في مواجهة تحديات، مثل: شيخوخة السكان، وإعادة الإعمار بعد الكوارث؟
إن إنشاء عمارة مستدامة بحد ذاته هو استجابة لهذه التحديات. وسواء كنا نتعامل مع شيخوخة السكان، أو إعادة الإعمار بعد الكوارث، فإن الحلول المعمارية يجب أن تكون موجهة نحو تمكين الأفراد، وتعزيز قدرتهم على التأقلم. فالتصميم الجيد لا يتعلق فقط بالبناء، بل بإنشاء بيئات تدعم المجتمعات في مراحل تحولها المختلفة.
بعد زلزال شرق اليابان العظيم عام 2011، أسستَ مختبر «الجمهورية المحلية»؛ لدعم إعادة إحياء المجتمع.. ما الدروس التي استخلصتها من هذه التجربة؟
الكوارث غالبًا ما تدفع إلى حلول خارجية، تعيد بناء المناطق وفق رؤى مفروضة من الخارج، ما قد يقوّض هوية المجتمع المحلي واستقلاليته. وما تعلمته من هذه التجربة هو أن إعادة الإعمار الحقيقية لا تبدأ بالبنية التحتية فقط، بل بتمكين السكان من استعادة زمام المبادرة وإعادة تشكيل محيطهم بقوتهم الذاتية. فالمجتمع القادر على إعادة البناء بنفسه هو مجتمع أكثر تماسكًا واستدامة.
في عالم يزداد عولمة.. كيف يمكن للعمارة أن توازن بين الحفاظ على التقاليد المحلية واحتضان الابتكار الحديث؟
مع تسارع العولمة، هناك خطر فقدان الهوية المحلية لصالح توجهات موحّدة عالميًا. لهذا، أرى أن الحل يكمن في تعزيز الاقتصاد المحلي، بدلًا من الارتهان للاقتصاد العالمي. ولا يمكن اعتبار التقاليد موروثاً جامداً، وإنما هي نتاج مجتمعات نابضة بالحياة، تنتقل وتُعاد صياغتها عبر الأجيال، ولا يمكن إعادة إنتاجها في سياق عالمي مجرد.
تتنوع مشاريعك بين الجامعات، والمساحات العامة، والإسكان.. كيف تتكيف استراتيجياتك التصميمية مع هذه الفئات المختلفة؟
على الرغم من اختلاف طبيعة المشاريع، فإن القاسم المشترك في جميع تصاميمي هو العلاقة الوثيقة مع المجتمع المحلي. فأتعامل مع كل مشروع كجزء من نسيج حضري وثقافي، حيث لا أفرض رؤية معمارية مجردة، بل أستجيب لحاجات الناس والسياق المحيط، ما يمنح كل مشروع طابعه الفريد.
مجمع Pangyo الإسكاني
هل يمكنك مشاركة بعض مشاريعك، التي تجسد فلسفتك المعمارية بأفضل شكل؟
على مر الزمن، تركت عدة مشاريع بصمات مختلفة، وكل منها يعكس مرحلة فكرية محددة. ومن بين المشاريع الأكثر تأثيرًا: «GAZEBO»، ومجمع «Hotakubo» الإسكاني، ومدرسة «Iwadeyama» الإعدادية، وجامعة «Saitama Prefectural»، ومجمع «Pangyo» الإسكاني. كل مشروع من هذه المشاريع كان تعبيرًا عن رؤيتي لكيفية تفاعل العمارة مع بيئتها ومجتمعها.
ماذا يعني لك الفوز بجائزة «بريتزكر» للعمارة لعام 2024؟
الجائزة أكثر من تكريم شخصي، فهي مسؤولية تجاه المجتمع المعماري والعالم. فبناء مجتمعات محلية نابضة بالحياة ومستقلة، ونقل هذه الرؤية إلى الأجيال القادمة، أعتبرهما جوهر هذه الجائزة، وأهميتها الحقيقية.
ما النصيحة التي تقدمها للمعماريين الشباب، الذين يسعون إلى إبداع تصاميم ذات بعد إنساني؟
أهم ما أنصح به، هو أن يتجاوزوا فكرة تصميم المباني ككيانات مستقلة، وأن يفكروا في علاقتها بالسياق الذي تحتضنه، سواء كان بيئة طبيعية، أو نسيجًا عمرانيًا، أو مجتمعًا بشريًا. فالعمارة الحقيقية ليست في الجدران، بل في الحياة التي تنبض بينها.
ما الخطوة التالية بالنسبة لك.. هل هناك مشاريع أو أفكار مستقبلية تثير حماستك بشكل خاص؟
أنا متحمس جدًا لاستكشاف مشاريع جديدة، بالتعاون مع مجتمع أبوظبي، فالعمل ضمن بيئة ذات تاريخ غني ومستقبل طموح يفتح آفاقًا معمارية غير مسبوقة.
حدثنا عن مشاركتك في مهرجان أبوظبي 2025، ولقائك مع الطلاب هناك!
أرى في الحوار مع الطلاب والمبدعين الشباب فرصة لنقل رؤيتي المعمارية إلى الجيل القادم. ومشاركتي في مهرجان أبوظبي 2025 امتداد لمسؤوليتي في المساهمة ببناء مجتمعات متكاملة ومستدامة. ونيل جائزة المهرجان شرف كبير بالنسبة لي، وأعتبرها حافزًا إضافيًا لمواصلة تطوير الفكر المعماري القائم على الهوية والاستدامة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- الاتحاد
أبوظبي تستضيف حفل جائزة "بريتزكر" للهندسة المعمارية للمرة الأولى في الشرق الأوسط
أعلنت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، عن اختيار أبوظبي لتكون المدينة العالمية المضيفة لحفل جائزة «بريتزكر» للهندسة المعمارية 2025، في سابقة هي الأولى من نوعها لدولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط. وتُعَدُّ جائزة «بريتزكر» للهندسة المعمارية إحدى أرفع الجوائز العالمية في مجال الهندسة المعمارية، وتُكرِّم المهندسين المعماريين الأحياء الذين يُجسِّد عملهم مزجاً بين الموهبة والرؤية والالتزام، وتُظهر مُساهماتهم تأثيراً مُتسقاً وواضحاً في البشرية والبيئة العمرانية من خلال فن العمارة. وتعزِّز استضافة هذا الجائزة العالمية دور الإمارة كوجهة رائدة لأبرز المُبدعين في العالم. وتجسِّد أيضاً مُساهمة أبوظبي المُتنامية في حوار فن العمارة العالمي بإرثٍ حافلٍ بالرؤية الطموحة، والاستثمار في قطاع الثقافة الذي يربط بين التراث والابتكار والاستدامة. وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «تُجسِّد استضافة أبوظبي لحفل جائزة (بريتزكر) للهندسة المعمارية لعام 2025 طموح الإمارة الثقافي ورؤيتها العالمية، والتزامها بفن العمارة كقوة ثقافية واجتماعية، ورؤيتها المُستدامة القائمة على الإبداع والحوار والاستدامة. ونؤمن في الدائرة بأنَّ العمارة تعكس هُوية المجتمع وتطلعاته، وتُتيح استضافة هذه الجائزة المرموقة منصةً لتبادل الأفكار والرؤى المُساهمة في تشكيل مدن المستقبل. وتُمثِّل ملتقى للتراث والابتكار، حيث يتفاعل الماضي والحاضر والمستقبل، ويُبرز هذا الحدث جهود الدائرة لتعزيز التبادل الثقافي العالمي، ودعم دور التصميم في بناء مجتمعات أكثر شمولاً ومرونةً وتركيزاً على الإنسان». وبدءاً من تجديد وترميم المُجمع الثقافي، وصولاً إلى المعالم العصرية البارزة، مثل متحف اللوفر أبوظبي الذي صمَّمه المُهندس المعماري الفرنسي جان نوفل (الحائز جائزة بريتزكر عام 2008)، ومتحف زايد الوطني من تصميم المهندس المعماري البريطاني الشهير اللورد نورمان فوستر (الحائز جائزة بريتزكر عام 1999)، ومتحف جوجنهايم أبوظبي من تصميم المهندس المعماري فرانك جيري (الحائز جائزة بريتزكر عام 1989)، أظهرت أبوظبي مكانتها كمركز عالمي للعمارة المتقدمة الهادفة والمستدامة. وتجسِّد هذه المشاريع البارزة الالتزام المستمر لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بالحفاظ على التراث الثقافي الغني للإمارة وتعزيزه وحمايته، مع دعم الابتكار والإبداع كمحركين للتنمية المستدامة والحوار العالمي. ويقام حفل جائزة «بريتزكر» للهندسة المعمارية 2025 في متحف اللوفر أبوظبي، ويستضيف المجمّع الثقافي بتاريخ 3 مايو 2025 بالتزامن مع فعاليات الحفل جلسة نقاشية يقدِّمها الحائزون جائزة بريتزكر في أعوام مختلفة، وهم المهندس المعماري الياباني ريكين ياماموتو (2024)، والمهندس المعماري البريطاني ديفيد تشيبرفيلد (2023)، والمهندس المعماري من بوركينا فاسو دييبيدو فرنسيس كيري (2022)، ويديرها المهندس المعماري الصيني ليو جياكون الحائز الجائزة لعام 2025. وستستكشف هذه الأصوات الرائدة معاً من أبوظبي دور الهندسة المعمارية في تشكيل المجتمعات والهُوية والتعبير الثقافي، مع التفكير في ممارساتهم الخاصة ومستقبل البيئة المبنية.


البيان
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- البيان
أبوظبي تستضيفحفل «بريتزكر» 2025
اختيرت العاصمة أبوظبي لتكون المدينة العالمية المستضيفة لحفل جائزة «بريتزكر للهندسة المعمارية 2025»، في سابقة تاريخية هي الأولى من نوعها لدولة الإمارات خاصة، والعالم العربي كله. وأعلنت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي اختيار العاصمة لاستضافة هذا الحدث العالمي الذي يُمثل فصلاً جديداً في المسيرة الثقافية للإمارة، ويعزز دورها كملتقى لأبرز المبدعين الرائدين في العالم. ويجسد هذا الحدث أيضاً مساهمة أبوظبي الاستثنائية والمتنامية في حوار فن العمارة العالمي، وذلك بامتلاكها إرثاً حافلاً بالرؤية الطموحة والاستثمار في قطاع الثقافة الذي يربط بين التراث والابتكار والاستدامة. وباعتبارها من أرفع وأرقى الجوائز العالمية في مجال الهندسة المعمارية، تكرم جائزة «بريتزكر» للهندسة المعمارية المهندسين المعماريين الأحياء الذين يجسد عملهم المزج ما بين الموهبة والرؤية والالتزام. والذي يجب أن تُظهر إسهاماتهم أيضاً تأثيراً متسقاً وواضحاً على البشرية والبيئة العمرانية من خلال فن العمارة، وسيقام الحفل في متحف اللوفر أبوظبي. وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، إن استضافة أبوظبي حفل جائزة «بريتزكر» للهندسة المعمارية لعام 2025 تجسد طموح الإمارة الثقافي ورؤيتها العالمية، والتزامها بفن العمارة بوصفها قوة ثقافية واجتماعية، ورؤيتها المستدامة القائمة على الإبداع والحوار والاستدامة.


الاتحاد
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- الاتحاد
اختيار أبوظبي المدينة المُستضيفة لحفل جائزة «بريتزكر» للهندسة المعمارية 2025
اختيرت العاصمة أبوظبي لتكون المدينة العالمية المستضيفة لحفل جائزة «بريتزكر للهندسة المعمارية 2025»، في سابقة تاريخية هي الأولى من نوعها لدولة الإمارات خاصة، والعالم العربي ككل. وأعلنت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي اختيار العاصمة لاستضافة هذا الحدث العالمي الذي يُمثل فصلًا جديدًا في المسيرة الثقافية للإمارة، ويُعزز دورها كملتقى لأبرز المُبدعين الرائدين في العالم. ويُجسد هذا الحدث أيضاً مُساهمة أبوظبي الاستثنائية والمُتنامية في حوار فن العمارة العالمي، وذلك بامتلاكها إرثاً حافلاً بالرؤية الطموحة والاستثمار في قطاع الثقافة الذي يربط بين التراث والابتكار والاستدامة. وباعتبارها أحد أرفع وأرقى الجوائز العالمية في مجال الهندسة المعمارية، تُكرم جائزة «بريتزكر» للهندسة المعمارية المهندسين المعماريين الأحياء الذين يُجسد عملهم المزج ما بين الموهبة والرؤية والالتزام والذي يجب أن تُظهر مُساهماتهم أيضًا تأثيراً متسقاً وواضحاً على البشرية والبيئة العمرانية من خلال فن العمارة. وسيقام الحفل في متحف اللوفر أبوظبي. وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي إن استضافة أبوظبي لحفل جائزة «بريتزكر» للهندسة المعمارية لعام 2025 يجسد طموح الإمارة الثقافي ورؤيتها العالمية، والتزامها بفن العمارة كقوة ثقافية واجتماعية، ورؤيتها المُستدامة القائمة على الإبداع والحوار والاستدامة. وأضاف معاليه «نؤمن في الدائرة بأن العمارة تعكس هوية المجتمع وتطلعاته، واستضافة هذه الجائزة المرموقة تُتيح منصةً لتبادل الأفكار والرؤى المُساهمة في تشكيل مدن المستقبل كما وتُمثل ملتقى للتراث والابتكار، حيث يتفاعل الماضي والحاضر والمستقبل، ويبرز هذا الحدث جهود الدائرة لتعزيز التبادل الثقافي العالمي، ودعم دور التصميم في بناء مجتمعات أكثر شمولاً ومرونةً وتركيزاً على الإنسان». من جانبه، أوضح توم بريتزكر رئيس مجلس الإدارة ورئيس مؤسسة «حياة» التي ترعى جائزة بريتزكر العالمية، قائلاً «في كل عام، تُرسخ جائزة بريتزكر تقليداً ثابتاً باستضافة حفلها في مواقع معمارية وتاريخية بارزة، تمتد عبر آلاف السنين ومناطق جغرافية مختلفة.. وفي السنوات الأخيرة، وفّر الحضور المتنامي لدولة الإمارات في المشهد الفني والثقافي العالمي، وانفتاحها فيما يتعلق بدعم أعمال المهندسين المعماريين العالميين، بيئةً جديدةً تعكس التنوع في مهمتنا واختيار الفائزين وأعضاء لجان التحكيم». وأضاف «وبتواجد ثلاثة مبانٍ أيقونية على أرضها تُعيد رسم معالمها وصمم كلاً منها مهندسون معماريون بارزون حاصلون على جائزة بريتزكر وهم، جان نوفيل، ونورمان فوستر، وفرانك جيري، تُمثّل أبوظبي امتداداً طبيعياً لبرنامجنا». وبداية من تجديد وترميم المُجمع الثقافي، وصولاً إلى المعالم العصرية البارزة مثل متحف اللوفر أبوظبي الذي صممه المُهندس المعماري الفرنسي جان نوفل الحائز على جائزة بريتزكر عام 2008، ومتحف زايد الوطني الذي سيتم افتتاحه قريباً من تصميم المهندس المعماري البريطاني الشهير اللورد نورمان فوستر الحائز على جائزة بريتزكر عام 1999، ومتحف جوجنهايم أبوظبي من تصميم المهندس المعماري فرانك جيري الحائز على جائزة بريتزكر عام 1989، أظهرت أبوظبي مكانتها كمركز عالمي للعمارة المُتحولة الهادفة والمستدامة. وتتماشى هذه المشاريع البارزة مع التزام دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي المستمر بالحفاظ على التراث الثقافي الغني للإمارة وتعزيزه وحمايته، مع دعم الابتكار والإبداع كمحركين للتنمية المستدامة والحوار العالمي. وبالتزامن مع فعاليات الحفل يستضيف المجمّع الثقافي بتاريخ 3 مايو المقبل جلسة نقاشية يقدمها الحائزون على جائزة بريتزكر في أعوام مختلفة، وهم المهندس المعماري الياباني ريكين ياماموتو، والمهندس المعماري البريطاني السير ديفيد تشيبرفيلد، والمهندس المعماري من بوركينا فاسو، دييبيدو فرنسيس كيري، ويديرها المهندس المعماري الصيني ليو جياكون الحائز على الجائزة لعام 2025. وستستكشف هذه الأصوات الرائدة معاً من أبوظبي دور الهندسة المعمارية في تشكيل المجتمعات والهوية والتعبير الثقافي، مع التفكير في ممارساتهم الخاصة ومستقبل البيئة المبنية.