logo
فوز الاستراتيجية الأميركية وعودة إيران إلى بيت الطاعة؟

فوز الاستراتيجية الأميركية وعودة إيران إلى بيت الطاعة؟

النهار٠٦-٠٥-٢٠٢٥

الدكتور كمال ديب
نتابع هنا شرحَ ما آلت إليه أمور لبنان والمنطقة بعد أحداث عام 2024 المصيرية (راجع مقال ديب النهار 26 نيسان/ أبريل 2025)، فنبني على ما ذكرناه سابقاً أنّ المشروع الأميركي قد قوّض الأيديولوجيا العربية العلمانية القائمة منذ مئة عام تقريباً في الثقافة واللغة، وأدخل العرب – كلّهم – عصر البراغماتية الأميركية التي من شروطها غياب اللون (مع الإبقاء على زومبي قشرة عربية من فولكلوريات الدين والعادات والتقاليد، فيقال هنا "منطقة لغة عربية مسلمة" كما يقال هنا "منطقة لغة إسبانية كاثوليكية" إشارة إلى دول أميركا اللاتينية).
وحالياً ثمّة مفاوضات ثنائية أميركية – إيرانية في مسقط عاصمة عُمان وفي روما، وما هي إلا مسألة وقت حتى تعود إيران تحت المظلة الأميركية. وعندها تنتهي الفترة الانتقالية التي تعيشها المنطقة العربية. وقبل مواصلة الشرح، نذكر أنّ من يظنّ أن لبنان والمنطقة كانا خارج النفوذ الأميركي وأنّهما سقطا تحت هذا النفوذ عام 2024، هو على خطأ. ومن يظنّ أنّ ثمّة محوراً كان قائماً قبل 2024 ويقاوم نفوذاً أميركياً ويحافظ على تركة العروبة العلمانية هو على خطأ أيضاً. فالنفوذ الأميركي كان موجوداً قبل وبعد 2024، بل هو يعود إلى عام 1947.
استراتيجية أميركية ثابتةفي مؤتمر يالطا عام 1945 وكانت الحرب العالمية الثانية تشارف على الانتهاء، اجتمع زعماء أميركا والاتحاد السوفياتي وبريطانيا، واتفقوا على تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ. وبموجب هذا الاتفاق باتت دولتا تركيا وإيران (اللتان تفصلان المنطقة العربية عن الاتحاد السوفياتي) ضمن النفوذ الأنغلوساكسكوني. وفي الوقت نفسه بدأ الافتراق التاريخي بين موسكو وواشنطن، فاشتعلت بينهما الحرب الباردة عام 1947 بعدما تنازلت بريطانيا عن مناطق نفوذها لمصلحة أميركا. فقامت استراتيجية أميركية ثابتة ترتكز على عمودين:
– الأول هو حلف شمال الأطلسي لمواجهة الاتحاد السوفياتي مباشرة في أوروبا الشرقية (تأسّس عام 1949)،– والثاني هو إقامة قوس إسلامي يشكّل حاجزاً هجومياً لأميركا وحلفائها الغربيين في وجه الصين وروسيا الشوعيتيين الملحدتين (بدأ عام 1951).
ومنذ ذلك الحين لم تتغيّر هذه الاستراتيجية، وما تغيير الرؤساء والإدارات الأميركية كل بضع سنوات إلا تعديل طفيف على أوجه تنفيذ واشنطن لهذه الاستراتجية (من هنا عدم تفرقة هذا الكاتب بين عهد رئيس أميركي عن سواه). وما يهمنا هنا هو العمود الثاني من الاستراتيجية الثابتة – أي إقامة القوس الإسلامي. ففي عام 1951 كتب المؤرخ البريطاني برنارد لويس في فصلية أكاديمية بريطانية تدعى "إنترناشونال آفيرز" عن ضرورة استعمال الإسلام كأداة فعّالة لمحاربة الشيوعية الملحدة. فبنظره تطوّق الكتلة الاشتراكية شعوب هي على دين الإسلام، بدءاً من شعب اليوغور المسلم في الصين إلى جمهوريات وسط آسيا السوفياتية الإسلامية، ثم دول أفغانستان وباكستان وإيران، وصولاً إلى أذربيجان ومسلمي جبال القفقاس وتركيا ومقاطعات يوغسلافيا (خاصة مقاطعات البوسنة والهرسك وكوسوفو).
وفي هذا الاتجاه أخذت الولايات المتحدة تدعم قيام أنظمة إسلاميّة في أنحاء آسيا وإيقاظ الهوية الدينية، حيث شهدت أندونيسيا الكبيرة نسبياً سقوط نظامها المدني عام 1964 (وكان للأمر رمزيته حيث عُقد فيها مؤتمر باندونغ عام 1954 الذي أوصل إلى منظمة عدم الانحياز عام 1961)، وباتت أندونيسيا تنهج إسلامياً بميول أميركية. وفي باكستان، أسقطت حركة إسلامية مسلّحة الرئيس المدني ذو الفقار علي بوتو عام 1976، ثم أقدم قائد الانقلاب الجنرال ضياء الحق على إعدام بوتو عام 1977، وأعلن باكستان دولة إسلامية موالية للولايات المتحدة أيضاً. وفي شباط/ فبراير 1979 أسقطت الثورة حكم الشاه في إيران، ثم فرض أحد أجنحة الثورة نظاماً إسلامياً في طهران. وفي منتصف 1979، ظهرت حركة إسلامية مسلّحة في أفغانستان كادت تقضي على الحكم الشيوعي فيها، ما أدّى إلى تدخّل عسكري سوفياتي. وهنا كان الفتيل الذي أنهى الاتحاد السوفياتي. فقد تعرّض الجيش السوفياتي لهزيمة في أفغانستان وفازت حركة طالبان عام 1989، لم يمضِ عام بعد ذلك إلا وسقط الاتحاد السوفياتي ومعه الكتلة الاشتراكية في أوروبا الشرقية. وبعد ذلك تحوّلت الجمهوريات السوفياتية السابقة (قرغيزيا، أوزبكستان، طاجيكستان، وتركمنستان) إلى دول مستقلة إسلامية جنباً إلى جنب مع باكستان الإسلامية وأفغانستان الإسلامية، وكلها مجاورة للصين. وحتى في شرق أوروبا، حيث جنوب روسيا الرخو، اشتعلت انتفاضة إسلامية في جبال القفقاس، من الشيشان إلى داغستان، ووُلدت جمهورية أذربيجان كدولة مستقلة مسلمة على علاقة وثيقة بالناتو، إلى جانب تركيا عضوة الناتو حيث وصل الإسلاميون إلى الحكم أيضاً.
كان من المفترض أن يكون نجاح الإسلام السياسي في عموم آسيا جيّداً للاستراتيجية الأميركية: ألم يؤدّ ذلك إلى إسقاط الاتحاد السوفياتي وتشديد الطوق على الصين؟ فماذا جرى؟ الذي جرى أنّ إيران، بموافقة الغرب، أسقطت الشاه وابتكرت نظاماً إسلامياً مكانه. وللأمانة التاريخية، فإيران الشاهنشاهية كانت أكثر من وكيل للغرب في المنطقة: كان الشاه محمد رضا بهلوي شرطي أميركا في الخليج العربي وحليف إسرائيل الأوّل، بل كانت إيران في عهده متقدمّة أميركياً حتى على تركيا. ولكن الشاه لم يقرأ جيداً في استراتيجية أميركا العالمية التي لا تسمح بتعدد الأقطاب. فقد كان منحاه قوميّاً فارسياً فيما تطلبت استراتيجية أميركا بناء قوس إسلامي يطوّق الاتحاد السوفياتي والصين. ومن نزواته القومية تمويل "حفل القرن" عام 1971 بمناسبة مرور 2500 سنة على قيام الإمبراطورية الفارسية، بكلفة ملياري دولار. ورأت واشنطن أنّ تحويل إيران إلى دولة إسلامية قد حان وقته.
والمهول أنّ إسقاط الشاه قد تم بسرعة قياسية، خلال بضعة أشهر من عام 1978 حتى شباط 1979 وباتت إيران جمهورية إسلامية رغم أنّ ثورتها كانت مختلطة. ولكن تحوّل إيران نحو الإسلام لم يكن تماماً وفق الاستراتيجية الأميركية. فبعدما كان الشاه حجر الزاوية في السياسة الأميركية في المنطقة وعدوّ القومية العربية، كان صعود الإمام الخميني في طهران بالنسبة لأميركا وإسرائيل أكبر من زلزال جمال عبد الناصر في القاهرة على الساحة العربية عام 1956، إذ إنّ مصالح أميركا وإسرائيل تأذّت كثيراً وأعلن قادة إيران الجدد إلغاء الاتفاقيات التي وقّعها الشاه مع إسرائيل وقطعوا العلاقات معها. وهكذا منذ 1979، وُلدت عُقدة إيران أميركياً وصدرت مذكرات ودراسات أميركية تبحث "كيف خسرنا إيران؟" وواشنطن حتى بعد مرور أكثر من أربعين عاماً تعوّل على استعادة إيران بالوسائل الاقتصادية والديبلوماسية، وهي لا تصل أبداً إلى حرب مباشرة معها (رغم إشراف واشنطن على حروب عسكرية أميركية – إسرائيلية ضد حلفاء إيران في المنطقة). ذلك أنّ مصالح أميركا لطالما اعتبرت إيران جوهرة التاج في آسيا. وفي تلك الأثناء، بقيت المنطقة العربية على هامش أحداث "أوراسيا" (أوروبا وآسيا) الكبرى في الاستراتيجية الأميركية. فعدا مصالح النفط وإسرائيل، ماذا كان مصير المنطقة العربية؟ (خاصة أنّ العرب لغة وثقافة قد قامت قائمتهم قبل قرن على أشلاء السلطنة العثمانية وظهرت بقوّة حواضراهم الذهبية – بيروت وبغداد والقاهرة ودمشق).

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اردوغان يعلن "عقد الأسرة" لمواجهة انخفاض معدل المواليد في تركيا
اردوغان يعلن "عقد الأسرة" لمواجهة انخفاض معدل المواليد في تركيا

LBCI

timeمنذ ساعة واحدة

  • LBCI

اردوغان يعلن "عقد الأسرة" لمواجهة انخفاض معدل المواليد في تركيا

أعلن الرئيس التركيّ رجب طيب اردوغان، "عقد الأسرة" لمواجهة انخفاض معدل المواليد في البلاد. وندد مجددًا بما سماه الانحراف المثليّ. وقال اردوغان خلال افتتاح المنتدى الدوليّ للأسرة في اسطنبول "نعلن الفترة 2026-2035 عقدا للأسرة والسكان". وحذّر مستشهدًا ببيانات المعهد الوطنيّ للإحصاء من أن "معدل المواليد في تركيا انخفض، لأول مرة في تاريخنا، إلى 1,48. هذه كارثة. هذا الرقم أقل بكثير من الحد الأدنى البالغ 2,1 طفل لكل امرأة، وهو المعدل الضروريّ لتجديد الأجيال". وأكّد أنّ "بلادنا تواجه خطرًا كبيرًا"، مشيرًا إلى أنه "لهذا السبب ناشدنا جميع العائلات أن تنجب ثلاثة أطفال على الأقل". كما ندد مجددا الجمعة بما سماها "آفة الانحراف المثلي"، وقد أصبح الأشخاص المثليون والمتحولون جنسيا هدفا متكررا لانتقاداته خصوصا منذ الحملة الانتخابية لعام 2023. وقال اردوغان إنّ "المعركة ضد الانحراف المثلي هي معركة من أجل الحرية والكرامة وإنقاذ مستقبل البشرية"، معتبرا أن "هذه الحركة المنحرفة المثلية تحولت إلى شكل من أشكال الفاشية والقمع الذي يرفض أي أيديولوجيا أخرى مختلفة". لكنه رفض اعتبار أن انخفاض معدل المواليد مرتبط بالأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد، نتيجة ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة عملتها، وهو رأي المعارضة. وأكد اردوغان أن "انخفاض معدل المواليد في تركيا لا يعود إلى مشاكل اقتصادية عابرة. فمع ارتفاع مستوى الرخاء، بدأ معدل الخصوبة لدينا بالانخفاض".

غوتيريش: المساعدات التي سمحت إسرائيل بإدخالها إلى غزة ضئيلة للغاية
غوتيريش: المساعدات التي سمحت إسرائيل بإدخالها إلى غزة ضئيلة للغاية

LBCI

timeمنذ ساعة واحدة

  • LBCI

غوتيريش: المساعدات التي سمحت إسرائيل بإدخالها إلى غزة ضئيلة للغاية

أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنّ المساعدات التي سمحت إسرائيل بإدخالها إلى غزة "ضئيلة للغاية في وقت تشتد فيه الحاجة إلى تدفق المساعدات (بكميات كبيرة)". وقال غوتيريش للصحافيين: "من دون وصول سريع وموثوق وآمن ومستدام للمساعدات، سيموت المزيد من الناس، وستكون العواقب طويلة الأمد على جميع السكان وخيمة". وشدّد على أنّ "الفلسطينيين في غزة يعانون ما قد تكون الفترة الأكثر وحشية في هذا النزاع القاسي" مع تكثيف إسرائيل هجومها العسكريّ. وأورد غوتيريش في بيان "طوال نحو 80 يومًا، منعت إسرائيل دخول المساعدات الدولية المنقذة للحياة ويواجه جميع سكان غزة خطر المجاعة"، مضيفا "يتصاعد الهجوم العسكريّ الإسرائيلي مع مستويات مروعة من الموت والتدمير".

الرئيس عون لمجموعة العمل الأميركية من اجل لبنان: ماضون في سبيل تحقيق كامل قدراتنا من اجل لبنان حر مستقل
الرئيس عون لمجموعة العمل الأميركية من اجل لبنان: ماضون في سبيل تحقيق كامل قدراتنا من اجل لبنان حر مستقل

LBCI

timeمنذ ساعة واحدة

  • LBCI

الرئيس عون لمجموعة العمل الأميركية من اجل لبنان: ماضون في سبيل تحقيق كامل قدراتنا من اجل لبنان حر مستقل

أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أنه أحرز تقدم ملحوظ، لافتا الى أننا نسير بخطى ثابتة على طريق بناء دولة يرعاها القانون ويسهر عليها القضاء. وقال الرئيس عون في كلمة عبر الشاشة وجهها الى "مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان" ATFL في خلال عشاء اقامته في واشنطن: "علينا مواصلة العمل لتعزيز قدرات القوى الأمنية اللبنانية وتطوير استراتيجية شاملة لامننا الوطني، تشكل اساسا راسخا لضمان الامن والاستقرار، فيما تواجهنا اليوم تحديات كبرى لا بد من معالجتها مثل ازمتي اللاجئين السوريين والفلسطينيين، الا انني على يقين بأننا اصبحنا نسير على مسار التعافي". وشكر الرئيس عون المجموعة على الجهود التي بذلتها لدعم لبنان حيث كانت "صوتا داعما للبنان لدى صناع القرار الاميركيين"، وكان لها دور أساسي في دعم المساعدات الإنسانية والتعافي الاقتصادي واستمرار المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني. وشدد على ان العلاقة بالولايات المتحدة متجذرة"، قائلا: "نؤمن ايمانا راسخا بأن العلاقات السليمة مع الولايات المتحدة تشكل ركيزة أساسية لمكانتنا الدولية". نص الكلمة وفي ما يلي نص الكلمة التي وجهها الرئيس عون الى المجموعة: "أصدقائي الأعزاء في "مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان" ATFL، كم كنت أرغب بأن أكون حاضرا بينكم في هذه المناسبة المميزة. لكن كما تعلمون، يتعين على رئيس الحكومة نواف سلام، والحكومة، وعلي شخصيا، أن نبذل جهودا كبيرة في الأشهر المقبلة، لإيصال لبناننا الحبيب الى بر أكثر أمانا وازدهارا وسيادة. أود أن أتوجه بجزيل الشكر إلى قيادة "مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان"، تقديرا لإلتزامها الدائم وجهودها الدؤوبة على مر السنوات، في سبيل تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة ولبنان، إنطلاقا من مصالحنا المتبادلة وقيمنا المشتركة. لقد أحرزنا تقدما ملحوظا، ونسير بخطى ثابتة، على طريق بناء دولة يرعاها القانون ويسهر عليها القضاء. ونحن ماضون في سبيل تحقيق كامل قدراتنا: من أجل لبنان حر، مستقل، تكون للدولة فيه وحدها حصرية السلاح، ويمتلك القدرة على حماية نفسه، من التأثيرات الخارجية السلبية. لا شك أن طريقنا طويل، وعلينا أن نواصل العمل لتعزيز قدرات القوى الأمنية اللبنانية، وتطوير استراتيجية شاملة لأمننا الوطني، تشكل أساسا راسخا لضمان الأمن والاستقرار. فيما تواجهنا اليوم تحديات كبرى لا بد من معالجتها مثل أزمتي اللاجئين السوريين والفلسطينيين. إلا أنني على يقين بأننا أصبحنا نسير على مسار التعافي. لقد لعبت مجموعة ATFL دورا محوريا في هذه المسيرة، فكانت صوتا داعما للبنان لدى صناع القرار الأميركيين، مدافعة عن سياسات تكرس حريته وسيادته واستقراره. وبفضل جهودها الحثيثة، تمكن لبنان من الحصول على دعم واسع من حزبي الكونغرس الأميركي، حتى في أحلك الظروف. كما كان لمجموعة ATFL دور أساسي في دعم المساعدات الإنسانية والتعافي الاقتصادي. وحرصت على توجيه الدعم نحو قطاعات التعليم والرعاية الصحية، وهما من أكثر القطاعات تضررا جراء الإنهيار الإقتصادي. ولعل من أبرز إسهاماتها، وقوفها الدائم إلى جانب استمرار المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني، الذي كان لي شرف قيادته لسنوات، باعتباره المؤسسة الضامنة للإستقرار والتوازن، في وجه أي سلاح خارج إطار الدولة. كما لعبت مجموعتكم دور الجسر الحيوي، بين المجتمع اللبناني-الأميركي، والقيادة الأميركية فأوصلت صوت الإغتراب اللبناني، المعني بقضايا وطنه المحورية وذلك من خلال نشاطات، كمثل هذا الحفل السنوي، الذي تكرم من خلاله ATFL اللبنانيين-الأميركيين المميزين، الذين أحدثوا فارقا في كلا البلدين، وتعبئ جهودهم لمصلحة البلدين. يقف لبنان اليوم على مفترق طرق مصيري، ونحن نعول فيه عليكم جميعا، ذلك أن علاقتنا بالولايات المتحدة متجذرة، وعميقة في التاريخ، ونحن نواصل العمل بكل تصميم، لبناء مرحلة جديدة من التقدم والإنجازات، نستلهم فيها من القيم الإنسانية المشتركة، كالحياة والحرية والكرامة، تدفعنا روح المبادرة، التي جعلت من أجدادنا روادا ومبتكرين ومبدعين، مدركين تماما، لأهمية الدور المحوري الذي لعبته الولايات المتحدة، في جعل لحظة كهذه ممكنة، وملتزمين بشراكة متينة قائمة على القيم والمصالح المشتركة بين بلدينا. لقد دفعت الأزمات المتعددة التي مر بها لبنان، الجاليات اللبنانية-الأميركية إلى تعزيز الدعم المالي، والضغط السياسي الإيجابي، مكرسة بذلك عمق ارتباطها بوطنها الأم. وسنظل نعتمد على هذا الدعم المتين، وعلى دوركم الحاسم في مسيرة تعافي وطننا. في الختام، أود أن أشكر الرئيس دونالد ترامب، وإدارته، كما أشكر أصدقاءنا في الكونغرس الأميركي، على إيمانهم ودعمهم لسيادة لبنان وحريته. إننا نؤمن إيمانا راسخا، بأن العلاقات السليمة مع الولايات المتحدة، تشكل ركيزة أساسية لمكانتنا الدولية. ونتطلع للمضي قدما، نحو مرحلة جديدة من التعاون المثمر والمتبادل، بين بلدينا العظيمين". وفد كاثوليكي الى ذلك، استقبل الرئيس عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، اللجنة المكلفة من بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي بمتابعة شؤون أبناء الطائفة في القطاع العام، ولقاء الجهات الرسمية المعنية في هذا الاطار. ونقل الوفد تحيات البطريرك العبسي، وبحث مع الرئيس عون مسألة التعيينات عموما والقريبة منها خصوصا، وذلك بهدف الحفاظ على مواقع الطائفة في الإدارات والمؤسسات العامة في الدولة، مع التأكيد على ان المؤهلات المطلوبة متوافرة لدى عدد كبير من أبناء الطائفة، وبالتالي، فإن البطريرك العبسي حريص على تعيين من يملك الكفاءة وتتوافر فيه المواصفات المطلوبة لكل وظيفة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store