logo
مرض أجسام ليوي: ماذا نعرف عنه؟ ولماذا يخلط أطباء بينه وبين الزهايمر؟

مرض أجسام ليوي: ماذا نعرف عنه؟ ولماذا يخلط أطباء بينه وبين الزهايمر؟

سيدر نيوز٠٤-٠٣-٢٠٢٥

Join our Telegram
عاش فؤاد ست سنوات مع تشخيص خاطئ لطبيب ظن أنه مصاب بمرض الزهايمر.
عند سفر طبيبه المعالج خارج البلاد، قصد فؤاد طبيباً آخر أخضعه لفحوصات جديدة، كشفت عن إصابته بمرض يدعى مرض أجسام ليوي Body of Levy dementia .
تشمل أعراض هذا المرض ارتجاف أعضاء الجسد، واختلال التوازن، وفقدان الذاكرة، ما قد يؤدي إلى تشخيصه خطأً على أنه الزهايمر أو باركنسون.
شاع اسم هذا المرض عالميًا بعد الإعلان عن إصابة الممثل الأمريكي الشهير روبن ويليامز به. لكن ويليامز أقدم على الانتحار نتيجة الاكتئاب، دون أن يعلم بإصابته بمرض 'أجسام ليوي'. وكان تشخيص أطبائه قبل وفاته أنه مصاب ببداية مرض باركنسون.
فماذا نعرف عن مرض 'أجسام ليوي'، ما مدى خطورته وما هو علاجه؟
ما هي 'أجسام ليوي'؟
عام 1912، لاحظ طبيب الأعصاب الألماني فريتز هاينريش ليوي (1885 – 1950) وجود شوائب عصبية في أدمغة من يعانون من الشلل التشنجي أو الرعاشي (مثل مرض باركنسون). هذه الشوائب هي عبارة عن تجمعات غير طبيعية من البروتين تتراكم وتتطور داخل الخلايا العصبية.
أطلق فريتز، الذي غيّر اسمه لاحقاً إلى فريديريك هاينريش ليوي، اسم 'أجسام ليوي' على هذه التجمعات. وهي جسيمات تحتوي على بروتينات، أبرزها ألفا-سينوكلاين، المسؤول عن تلف الخلايا العصبية في الدماغ.
هاجر ليوي من ألمانيا عام 1933 هرباً من النظام النازي، واستقر لاحقاً في الولايات المتحدة حيث طوّر أبحاثه. واستمرت الأبحاث بعد وفاته عام 1955، حتى تمكن مجموعة من الأطباء من إصدار معايير تشخيص 'مرض أجسام ليوي' عام 1996.
ويُعرّف مرض أجسام ليوي اختصاراً على أنه مرض يتلف الخلايا العصبية في الدماغ نتيجة تراكم بروتينات تعرف باسم 'أجسام ليوي'.
أعراض مرض أجسام ليوي
أولى الأعراض التي عانى منها فؤاد (اسم مستعار) هي عدم قدرته على توقيع اسمه، وفق ما روت ابنة شقيقه ليال.
'في إحدى المرات، لم يتمكن من تذكر كيفية توقيع اسمه على الأوراق في المصرف'.
وأضافت ليال قائلة إنه كان أحياناً يسقط أرضاً بشكل مفاجئ أثناء سيره. وبعد أن لاحظت العائلة أكثر من مرة أنه ينطق بصعوبة، قصدت طبيب أعصاب طلبا للمشورة.
يقول طبيب الأعصاب المحاضر في جامعة البلمند في لبنان، البروفسور سهيل جبيلي في لقاء مع بي بي سي عربي، إنّ أجسام ليوي تنتشر في خلايا أعصاب الجسم قبل أن تتراكم وتؤثر في أعصاب الدماغ.
والدليل بالنسبة لجبيلي هو أنّ أولى أعراض مرض أجسام ليوي هي فقدان حاسة الشمّ. ويشير جبيلي إلى أنّ معظم فاقدي حاسة الشمّ لا يدركون إلا بعد إجراء فحوصات.
الأعراض الأخرى التي تظهر في بدايات المرض هي تقلبات أثناء النوم، لا سيما في فترة الأحلام، أو ما يعرف باضطراب حركة العين السريعة.
ويذكر جبيلي عارضاً ثالثاً قبل الانتقال إلى ضرب خلايا الدماغ، وهو إصابة الأعصاب المسؤولة عن ضغط الدم، فيسقط الشخص أرضاً عند محاولته الوقوف.
'هذه هي الأسباب التي تدفعني عند التشخيص إلى العودة مع المريض عشر سنوات إلى الوراء'.
يتابع جبيلي قائلاً إنّ هناك أعراضاً أخرى تظهر مع تطوّر المرض مثل ارتجاف الأعضاء والتشنّج والهذيان.
ويوضح أنّ الهلوسة التي ترافق مرض أجسام ليوي 'غريبة، ولا تزعج المريض'. ويشير إلى أنّه في حالة الهلوسة أو الهذيان يكون المريض متفرجاً وكأنه شاهد على أشياء تحدث أمامه، أمّا في حالة الزهايمر، يشعر المريض أنه معني أو منخرط في ما يراه أو يتهيأ له.
تغيّر السلوك أو الشخصية هو من أعراض ليوي أيضاً. وقد يغضب المريض أو يصاب بالاكتئاب أو يميل إلى الانعزال أو يتحول إلى شخص مفرط النشاط.
ويلفت إلى أنّ هذا هو ما حدث مع روبن ويليامز في إشارة إلى إصابته باكتئاب شديد قبل إقدامه على الانتحار.
ويقول طبيب الأعصاب المختص السعودي هيثم الطيّب، العضو في الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر في اتصال مع بي بي سي إنّ مرض أجسام ليوي يُصنف من ضمن الأمراض الضمورية العصبية التي تصيب الإنسان في مرحلة متأخرة من العمر، أي بعد سن الستين.
ويضيف قائلاً إنها من الأمراض البطيئة، لكن أعراضها تتدهور وتتزايد وتؤدي مع الوقت إلى فقدان الإنسان كامل إدراكه وكامل حركته، 'ويتحول إلى معتمد على ذويه بشكل تام، ويصبح فريسة للالتهابات'.
التشخيص الخاطئ
تروي ليال (اسم مستعار) أن أحد الأطباء وصف لفؤاد دواءً لمرض الصرع وأطلق تشخيصه بناءً على حوادث سقوط عمّها أرضاً مراراً بشكل مفاجئ. وأوصى طبيب الأعصاب الذي عالجه لاحقاً، والذي شخّص أنه يعاني من الزهايمر، بمتابعة هذا الدواء.
وأشارت ليال إلى أن الدواء ترك أثراً سلبياً على عمّها، إذ فقد القدرة على السير والكلام، إلى أن خضع بعد سنوات لكشف آخر مع الدكتور سهيل الجبيلي.
أولاً، أخضعه جبيلي لكشف تخطيط للدماغ ليجد أنه لا أثر لمرض الصرع، فأوصى بإيقاف الدواء تدريجياً. وبعد ملاحظة تحسن حالة فؤاد واستعادة القدرة على السير والنطق، قال الدكتور جبيلي إنه بالتأكيد لا يعاني من الزهايمر، وشخّص بعد عدة اختبارات أن فؤاد يعاني من مرض أجسام ليوي.
ويؤكد سهيل جبيلي أن تشخيص 'مرض أجسام ليوي' لم يكن محدداً وكان يُصنف على أنه باركنسون. والسبب في ذلك هو أن تجمع البروتين في خلايا الدماغ العصبية هو نفسه المسؤول عن باركنسون ومرض أجسام ليوي، لكن توزيعها في الدماغ يختلف. ففي حالة الإصابة بالباركنسون، تنتشر هذه البروتينات في الموقع المسؤول عن حركة الجسم في الدماغ، بينما في حالة مرض أجسام ليوي، تنتشر البروتينات في كافة أنحاء الدماغ.
ويؤكد جبيلي أن صدور معايير التشخيص ساهمت بشكل كبير في تحديد المرض. ويجمع أكثر من مركز أبحاث خاص بأمراض الخرف على أن 'مرض أجسام ليوي' يصعب تشخيصه. وإلى جانب الخلط بينه وبين باركنسون، يُشخّص مرض أجسام ليوي في حالات عديدة على أنه الزهايمر، لأن أعراضه تشمل فقدان الذاكرة.
ويشير الطبيب السعودي الدكتور هيثم الطيّب إلى أنه 'من الخصائص العرضية لمرض أجسام ليوي وجود أعراض باركنسونية' (أي مشتقة من مرض باركنسون). ويؤكد أن مرض أجسام ليوي مختلف، لكن هناك تشابهًا في الأعراض الحركية بين الاثنين. ويضيف الطيّب بالقول: 'التشابه يتعدى الأعراض، ويشمل نوعية البروتينات المترسبة'.
ويقول إنه في حال مرض أجسام ليوي تظهر الأعراض الإدراكية قبل الأعراض الحركية، أما في حالة الإصابة بباركنسون يحدث العكس. 'لذلك يصعب علينا أحيانًا تحديد أي الأعراض ظهرت أولاً، لأن هذه الأمراض بطيئة في ظهورها، وبالتالي قد يأتينا مريض بعد فترة من ظهور الأعراض ويعاني الجانبين منها، دون أن نتمكن من تحديد أيهما بدأ قبل الآخر'.
ويشير الدكتور هيثم إلى أن حالات التشخيص الخاطئة لا حصر لها، وجزء من أسبابها قلة المختصين في تشخيص هذا النوع من الأمراض. 'لا يتعدى عددنا مثلاً في السعودية 15 طبيبًا مختصًا'.
ويقول الدكتور جبيلي إنه بسبب صعوبة التشخيص ووجوب العودة مع المريض إلى أعراض ظهرت منذ خمس سنوات على الأقل، 'قد يتساهل المجتمع الطبي مع مسألة التشخيص ويذهب سريعًا نحو تحديد المريض على أنه زهايمر أو باركنسون'. لكنّ تطور المرض يدفع إلى التشكيك بتشخيص الزهايمر أو الباركنسون، بحسب جبيلي.
يتابع جبيلي بالقول: 'إن طبيب الأعصاب يُستدعى عادة حين تنتقل أجسام ليوي إلى الدماغ. كنا نعتقد سابقًا أنه (المرض) الزهايمر أو نوع مشابه، لكن لم يتم التشخيص إطلاقًا للأمور التي ليس لها علاقة بالدماغ، وهي مهمة جدًا'.
أما الفرق الأكثر وضوحًا بينه وبين الزهايمر، وفق جبيلي، فهو أن مريض الزهايمر يفقد ذاكرته تدريجيًا دون عودة. 'أما المريض بأجسام ليوي، تجده طبيعيًا، قد يخطئ أثناء القيام ببعض أعماله أو تركيب بعض الأشياء'. ويوضح قائلاً إن أولى عوارض الزهايمر هي النسيان، بينما عوارض النسيان أو فقدان الذاكرة لدى مرضى أجسام ليوي تأتي لاحقًا.
ما هي آليات التشخيص الطبي لمرض أجسام ليوي؟
يقول الدكتور هيثم إن هناك فحوصات سريرية في البداية يجريها مختصون يستطيعون التفريق بين الأمراض الضمورية وبين أنواع أمراض الباركنسون.
'هناك بعض الاختبارات مثل اختبار الأشعة البوزيترونية Pet scan وتحديداً اختبار يتضمن نوع من الأشعة النووية Dat scan وهي ذات حساسية عالية للكشف عن التغيرات المرضية التي تحدث في نسيج الدماغ لمرضى أجسام ليوي'.
أسباب تتعلق بأسلوب حياتنا
يلفت جبيلي إلى أن جميع الأمراض العصبية التنكسية مثل الألزهايمر، باركنسون، وأجسام ليوي تنتج عن تراكم مواد ناتجة عن أسلوب حياتنا اليومي، مثل تناول اللحوم والمنتجات الكيميائية، خاصة مع التطور والابتعاد عن الطبيعة، مما حول حياتنا إلى حياة صناعية مليئة بالمواد الكيميائية. وهذا يؤدي إلى تراكم مواد نطلق عليها اسم 'مواد سامة'، لا يستطيع الجسم التخلص منها إذا كانت مستمرة وبأعداد كبيرة. ويضيف جبيلي أن حالات الاكتئاب واليأس قد تكون عوامل محفزة، لكنها ليست السبب الرئيسي.
هل يوجد علاج؟
ليس لمرض 'أجسام ليوي' علاج نهائي، لكنّ دكتور جبيلي يلفت إلى أنّ هناك دواء يستخدم في مرض الزهايمر يساعد المريض ' على التحسن قليلاً أو الحفاظ على استقرار وضعه'.
'أولاً يجب طمأنة المريض والأهل بأنه لا يعاني من الزهايمر، وأنه يستطيع متابعة القيام بأعماله في المرحلة الأولى بشكل طبيعي. لأن مرض 'أجسام ليوي' بطيء وأعراضه خاصة تلك المرتبطة بفقدان الذاكرة، مختلفة تماماَ عن الزهايمر.
في مرحلة لاحقة لن يستطيع القيام بأعماله وعلى المريض والعائلة التأقلم مع الوضع الجديد.
و'على المريض أن يبقى تحت المراقبة لأنك لا تعلم متى يقوم بأعمال غير إرادية'.
يقول د. جبيلي إنه لا يعالج الهلوسة الناتجة عن 'أجسام ليوي' لأنها قد تؤثر سلبياً على المريض. بل يعمد د. جبيلي إلى التحدث عن الهلوسة مع المريض ومع عائلته التي يقلقها الأمر. وعادة يسمع من المريض أنّ 'الهلوسة لا تضايقه. فهو (المريض) يحسب نفسه متفرجاً لا أكثر'.
ويضيف أنه من المهم إعطاء المريض الأدوية التي تساعد على النوم، 'سيشعر بتحسن إن استطاع أن ينام بشكل أفضل'. والأدوية التي تساعد على العلاج من حالة اليأس أو الإحباط.
الأهمّ بالنسبة لجبيلي هو التذكير بأنه من ضمن تشخيص هذا المرض، توصية بعدم إعطاء الأدوية التي تعالج الهلوسة أو الهذيان لأنها تؤدي إلى تداخلات لا يتحملها المريض بأجسام ليوي. 'في حال تناول مريض دواء خاص بالباركنسون أو الزهايمر وأغمي عليه، عليك أن تفكر هنا بأجسام ليوي'.
يستقبل جبيلي حالات مرض أجسام ليوي بمعدّل مريض واحد كل شهر.
حين عالج فؤاد، صادف أنه كان يعالج مريضين أو ثلاثة يعانون من المرض ذاته
ورافق سهيل جبيلي فؤاد وعائلته أكثر من سبع سنوات، ورأى تحسناً واضحاً في بداية مرافقته، وبعد إلغاء التشخيص الأول، وتغيير نوع الأدوية.
الأمر ذاته بالنسبة للدكتور هيثم الطيّب في السعودية، فهو يرى أنّ مضادات الذهان التي قد تكون مغرية للاستخدام عند بعض مرضى أجسام ليوي الذين يعانون من الهلوسة.
'قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، فمن أعراضها الجانبية بطئ حركة الباركنسون، فإذا استخدمت قد ينتج عنها تدهور شديد في قدرة المريض على الحركة بما في ذلك العضلات التنفسية وقد يؤدي ذلك الى الوفاة'.
وتحدث بدوره عن بعض المهدئات ومضادات الاكتئاب وبعض الادوية التي تستخدم في علاج الزهايمر تفيد في وضع مرض ليوي.
ويضيف الطيّب قائلاً إنّ 'هناك بعض التركيبات التي تساعد على إزالة بروتين السينوكلين من الدماغ، في محاولة لإبطاء تدهور الأعراض . لكن حتى الآن لم ينجح أي من هذه التركيبات أن يغير من مسار المرض، جميعها تجارب فاشلة للأسف الشديد'.
دور العائلة
قد يقلب مرض أجسام ليوي حياة عائلة المريض رأساً على عقب.
تقول ليال إنّ العائلة كانت بجانبه 24 ساعة في اليوم.
بالإضافة إلى العناية والمساعدة ووجود ممرض ومعالج فيزيائي وتدخل أخصائية في معالجة النطق، كان على العائلة الاهتمام بممارسة فؤاد النشاطات التي يحبها وبرفع معنوياته طوال الوقت.
تقول إن المريض بحاجة إلى تمارين وإلى ترفيه وإلى خلق روتين في حياته. وأضافت أنه بحاجة أيضاً إلى أن يكون محاطاً من أفراد العائلة.
وتؤكد أنّ هذه الوسائل كانت ناجحة مع عمّها الذي حافظ على روح إيجابية في معظم مراحل المرض.
تدهور وضع فؤاد تدهور سريعاً في الأيام الأخيرة قبل وفاته، وفق ما روت ليال، لا سيما خلال فترة الحرب الأخيرة بين إسرائيل ولبنان، وسفر بعض الأقارب الذي كانوا إلى جانبه.
'زادت الهلوسات وفقد القدرة تماماً على التحرك والنطق'.
فقد فؤاد القدرة حتى على ابتلاع الطعام والأدوية، وأصيب بعد ذلك بالتهاب الرئة. وتوفي عن عمر يناهز 87 عاماً.
يؤكد جبيلي في مسألة العلاج أنه على العائلة تأمين 'محيط آمن' للمريض. وذلك لأنه سيعاني 'من تقلبات، أي أنه قد يغادر المنزل ولا يعود، قد ينطق بكلام غريب أو يقع عن سريره…'.
ويوصي جبيلي في موضوع العلاج أولاً توعية العائلة والمجتمع. وثانياً مسألة التعامل مع المريض، وإخضاعه للعلاج السلوكي المعرفي (cognitive behaviour therapy)، الذي يضع المريض في جوّ معيّن يمكّنه من الاستفادة من قدراته العقلية ليهتم في حياته ويبقى منتجاً ولا يشعر بعزلة، وخاصة أن مريض أجسام ليوي يستطيع معرفة نفسه وعائلته والمجتمع من حوله بعكس مرض الزهايمر.
ويرفض استخدام مصطلح 'خرف أجسام ليوي' لما للكلمة من تأثير سلبي على المريض وفي المجتمع.
ويضيف البروفسور جبيلي قائلاً إنّ هناك مرحلة تكون فيها جودة الحياة أمراً مهمّاً، نستطيع معها أن نؤمن حياة يومية مقبولة رغم الإصابة بمرض ليوي.
ويقول الدكتور هيثم الطيّب إنّ أفراد العائلة هم شركاء المريض في رحلة معاناة طويلة.
'بعد التشخيص يضع الأطباء مع المريض وعائلته برنامجاً لرفع جودة الحياة وتخفيف العبء عنه'.
ويتحدث عن تدخل بعض العلاجات التأهيلية مثل التأهيل النفسي والتأهيل السلوكي.
ويؤكد أن توجيه الفريق المعالج للعائلة ودعمها ومساعدتها على الحفاظ على الرابط الإنسان المعنوي بين أفرادها وبين المريض، 'أهمّ من ما يقدمه الفريق المعالج'.
ويذكّر بأنّ مرضى أجسام ليوي يفقدون الكثير من القدرات الإدراكية، 'لكنهم يتذكرون ولو جزئيا الشخص الذي يعرفونه جيداً ويحبونه'.
** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'الرجال لا يبكون': كيف تؤثر التوقّعات الاجتماعية على الصحة النفسيّة؟
'الرجال لا يبكون': كيف تؤثر التوقّعات الاجتماعية على الصحة النفسيّة؟

سيدر نيوز

timeمنذ 16 ساعات

  • سيدر نيوز

'الرجال لا يبكون': كيف تؤثر التوقّعات الاجتماعية على الصحة النفسيّة؟

في كثير من الأسر، لا يُشجَّع الصبيان على التعبير عن مشاعرهم، وغالباً ما يكبرون على قناعة بأن الغضب هو الشعور الوحيد 'المسموح' للرجال بإظهاره، خصوصاً حين يُكرّسه الآباء كمثال يُحتذى. هذا النمط من التربية يترك أثراً طويل الأمد على الصحة النفسية والعلاقات. في مرحلة البلوغ، يُتوقّع من الرجال أن يكونوا متماسكين وألّا يُظهروا الانفعال أو الضعف. ورغم أن بعضهم بدأ يتخطى هذه الصورة، إلا أن كثيرين ما زالوا يكبتون مشاعرهم، ما يزيد من مستويات التوتر، ويؤثّر على صحتهم النفسية والجسدية. تشير مراجعة نشرت في مجلة Psychology of Men & Masculinity إلى أن التمسّك بالمعايير التقليدية للرجولة، مثل الاعتماد على الذات وتجنّب إظهار الضعف، يرتبط بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق لدى الرجال، ويقلّل من احتمالية طلبهم للمساعدة النفسية. في المقابل، لا تزال الصور النمطية حول المشاعر تتكرّر يومياً، سواء في الحياة اليومية أو عبر وسائل التواصل، ما يدفع كثيرين إلى التماهي معها خوفاً من الحكم أو الرفض، حتى على حساب توازنهم النفسي. كيف يغيّر العلاج النفسي نظرة الإنسان؟ عندما تقهرنا أفكارنا: ما الذي لا نفهمه عن الوسواس القهري؟ 'الرجال بلا مشاعر': أسطورة راسخة إحدى أكثر المغالطات شيوعاً هي الاعتقاد بأن الرجل بطبيعته أقل عاطفية أو غير قادر على الإحساس العميق. تعامل هذه الفكرة في الثقافة السائدة كأنها حقيقة بيولوجية، مدعمة بتنميطات جندرية موروثة، وكأن الرجال لا يشعرون كما تشعر النساء، والعكس صحيح أيضاً، بمعنى أن النساء تحرّكهنّ عواطفهنّ حصراً. يقول المعالج النفسي هادي أبي المنى في حديث إلى بي بي سي عربي: 'واحدة من أبرز الصور النمطية المغلوطة في مجتمعاتنا هي الاعتقاد بأنّ التعبير عن المشاعر سلوكٌ أنثويّ، وكأنّ المشاعر بطبيعتها ترتبط بالأنوثة. في المقابل، ينظر إلى كتمان المشاعر أو تحمّل الألم بصمتٍ على أنه دليل على الرجولة'. ويضيف: 'يقال كثيراً إنّ الرجال غير عاطفيّين أو غير قادرين على التعبير، كأنّ هذا أمر فطريّ. لكن الحقيقة أنّ جميع البشر، رجالًا ونساءً، يتساوون في القدرة على الشعور والتأثّر. ما يحصل هو أن الرجل يتعلّم منذ صغره ألّا يعبّر عن مشاعره بالكلام. لا تختفي هذه المشاعر، بل تتحوّل إلى صمت، أو غضب، أو انغماس في العمل'. ويوضح أنّ هذا التجنّب يمنح أحياناً راحة مؤقتة. 'استبدال الشعور الأساسي بأفعالٍ أخرى يمنع الفرد من إدراك مشاعره، والتعامل معها، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة لاحقًا'، يقول أبي المنى. 'الحديث لا يجدي نفعاً' يستقبل أبي المنى عشرات الحالات، ويخبرنا وفق تجربته، أن الأخصائيين النفسيين يلمسون تردّداً من الرجال في اللجوء إلى العلاج. يقول أبي المنى: 'من أكثر العبارات التي أسمعها من الرجال هي أنّ الحديث لا يفيد ولا يغيّر شيئاً'. لكنه يشدّد على أنّ الحديث هو جوهر العملية العلاجية. 'حين يسمّي الشخص مشكلته، يبدأ باستعادة بعض السيطرة عليها'، يقول. فالفهم والتنظيم العاطفي يساعدان في تهدئة التوتّر وتخفيف الضغط، حتى من دون حلول فورية. توافقه الرأي المعالجة النفسية جيزيل صليبا، وتضيف أنّ هذا التردّد متجذّر في صورة نمطيّة ترسّخت في الطفولة. 'الرجال الذين يلجأون إلى العلاج غالباً ما يخفون الأمر، لأنهم تربّوا على عبارات مثل: أنت رجل، عليك أن تحل مشاكلك وحدك'، تقول صليبا. 'التعبير عن التوتر أو الخوف أو البكاء، كان يُقدّم لهم كعيب لا يليق بالذكور'. واحدة من أكثر العبارات المتداولة في ثقافتنا: 'الوقت كفيل بحلّ كل شيء'. لكنها، وفق ما يؤكد أبي المنى، مغالطة خطيرة. 'تجنّب المشكلة لا يحلّها، بل يجعلها أكثر تعقيداً'، يقول. ويقارن ذلك بصحّة الأسنان: 'لا ننتظر تسوّسها لنبدأ بتنظيفها، بل نفعل ذلك كي لا تتفاقم المشكلة. كذلك الأمر مع المشكلات النفسيّة'. التدخّل المبكر، برأيه، يقلّل من حدّة الأعراض، ويمنع امتدادها إلى مجالات أخرى من حياة الفرد. الاستقلالية القاتلة يرى أبي المنى أنّ الرجال لا يطلبون المساعدة لأنّهم لم يتعلّموا أنّ هذا أمر طبيعي. ويشرح: 'الرجل الذي يطلب الدعم يُحمَّل بالعار، ويُعتبر ضعيفًا، لأنّ الرجولة مرتبطة مجتمعيّاً بالاستقلالية المطلقة'. ويضيف: 'الرجل القوي هو من لا يحتاج إلى أحد. هذه الصورة ما زالت مترسّخة في أذهاننا، وتمنع كثيرين من الاعتراف بآلامهم'. النجاح، وفق أبي المنى، لا يُقاس بالتماسك الظاهري، بل بقدرة الشخص على فهم ذاته ومشاعره والتعامل معها. وتوضح صليبا أنّ بعض الأشخاص يعتقدون أنّ عليهم أن يكونوا 'عقلانيين دائماً'، وأن يتجاهلوا الجانب الوجداني. وتقول: 'يرون أنّ المشاعر تضعفهم، وأن التعبير عنها يناقض مفهوم النجاح أو الصلابة'. 'أنت رجل… لا تبكِ' يجمع الباحثون في مجال الصحة النفسية على أن تطوّر الاضطرابات النفسية لا يحدث نتيجة عامل واحد فقط، بل نتيجة تفاعل معقّد بين ثلاثة عناصر رئيسية: الاستعداد البيولوجي، والخلفية النفسية الفردية، والعوامل الاجتماعية المحيطة، بما في ذلك التوقعات الجندرية. وفي هذا السياق، تشير المعالجة النفسية جيزيل صليبا إلى أن الضغوط الاجتماعية التي تحث الرجال على كبت مشاعرهم أو إنكارها، تزيد من خطر الإصابة باضطرابات نفسية متعدّدة، وتؤثّر أيضاً على طريقة ظهور الأعراض لديهم. وتشرح صليبا أن الاكتئاب لدى الرجال قد لا يتجلّى بالحزن أو البكاء، كما هو شائع، بل قد يظهر في صورة نوبات غضب، أو انسحاب اجتماعي، أو حتى سلوكيات متهوّرة، وهي أنماط موثقة في العديد من الدراسات. وتلفت إلى أن نسب الانتحار لدى الرجال لا تزال أعلى بكثير من النساء على مستوى العالم، وهو ما تؤكده بيانات منظمة الصحة العالمية. ففي تقاريرها المتكررة، تشير المنظمة إلى أن الرجال أكثر عرضة للوفاة بالانتحار، رغم أن النساء غالباً ما يُظهرن معدلات أعلى من محاولات الانتحار. كذلك، ترتفع نسب الإدمان على الكحول والمواد المخدّرة بين الرجال مقارنة بالنساء، وهو ما ترجعه صليبا جزئياً إلى غياب قنوات صحّية للتفريغ العاطفي، بحيث يصبح الإدمان، في بعض الحالات، وسيلة للهروب من الألم أو تخفيفه مؤقتاً. وقد أظهرت دراسات متعددة، من بينها دراسة أجراها باحثون نمساويون ، عن جود علاقة مباشرة بين كبت المشاعر، وعدم طلب الدعم، وزيادة احتمال الاعتماد على المواد المؤثّرة نفسياً. الألم النفسي لا يبقى في العقل فقط. يقول أبي المنى: 'التوتّر والكبت ينعكسان جسديًا. كثير من الأمراض مثل الروماتيزم أو الفيبروميالجيا تتفاقم بسبب الضغوط العاطفية'. وترى صليبا أنّ زيادة الآلام الجسديّة غير المفسّرة عضوياً هي مؤشر على ارتفاع مستويات التوتّر والقلق. وتشرح: 'التوتر قد يضعف المناعة، يؤثر على القلب، يسبّب اضطرابات النوم، أو الأكل، وكلّها أعراض مرتبطة بعدم القدرة على التعامل مع المشاعر'. تختم صليبا: 'جملة مثل: أنت رجل، لا تبكِ، تبدو بريئة، لكنها قد تصنع جرحاً داخلياً طويل الأمد. لا تمنع الطفل من الشعور، بل تعلّمه أن ينكر مشاعره ويخجل منها'. وتضيف: 'حين نمنعه من التعبير، لا نجعل منه رجلاً قوياً، بل نحرمه من الراحة الداخليّة التي يحتاجها ليعيش بشكلٍ متوازن'.

رُصدت حالتان في مصر: قصة مرض نادر في بلدة نائية في البرازيل
رُصدت حالتان في مصر: قصة مرض نادر في بلدة نائية في البرازيل

سيدر نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • سيدر نيوز

رُصدت حالتان في مصر: قصة مرض نادر في بلدة نائية في البرازيل

لا تزال سيلفانا سانتوس تتذكر جيرانها في البلدة الصغيرة التي زارتها لأول مرة قبل 20 عامًا، حيث فقد العديد من الأطفال القدرة على المشي. تتذكر سانتوس بنات لولو اللواتي كنّ يسكُنَّ عند مدخل البلدة.، وريجان في نهاية الطريق، وماركينيوس بعد محطة الوقود، وباولينيا قرب المدرسة. تقع بلدة سيرينها دوس بينتوس النائية في شمال شرق البرازيل، ويقل عدد سكانها عن خمسة آلاف نسمة. في هذه البلدة اكتشفت عالمة الأحياء والوراثة سيلفانا سانتوس حالةً مرضية غير معروفة من قبل، وأطلقت عليها اسم 'متلازمة سبوان'. المرض الوراثي: انتشاره يزيد بسبب زواج الأقارب حظر زواج الأقارب في كوريا الجنوبية وتنتج هذه المتلازمة عن طفرة جينية تؤثر على الجهاز العصبي، فتُضعف الجسم تدريجيا، ولا تظهر إلا عندما يُورّث الجين المُعدّل من كلا الوالدين. وقد مثّل بحث سانتوس أول توصيف علمي لهذا المرض في أي مكان في العالم، وبفضل هذا الإنجاز، إضافة إلى أبحاثها اللاحقة، اختيرت ضمن قائمة أكثر 100 امرأة تأثيرًا في العالم وفق تصنيف بي بي سي لعام 2024. وقبل وصول سانتوس، لم يكن لدى العائلات أي تفسير للمرض الذي يصيب أطفالهم. أما اليوم، فيتحدث السكان بثقة عن 'سبوان' وعلم الوراثة. يقول ماركينيوس، أحد المصابين: 'لقد أعطتنا تشخيصا لم نكن نعرفه من قبل. وبعد البحث، جاءت المساعدة في صورة أشخاص، وتمويل، وكراسي متحركة'. سيرينها دوس بينتوس: عالم قائم بذاته كانت سانتوس تعيش في ساو باولو، أكبر وأغنى مدينة في البرازيل، وكان جيرانها في الشارع الذي كانت تسكن فيه تقريبا من عائلة واحدة من بلدة سيرينها حيث كان العديد منهم أبناء عمومة بدرجات متفاوتة، ومتزوجين من بعضهم البعض. وأخبروا سانتوس عن بلدتهم 'هناك الكثير من الناس الذين لا يستطيعون السير، لكن لا أحد يعرف السبب'. وكانت إحدى بنات الجيران، زيرلانديا، تعاني من حالة مرضية مُنهكة ففي طفولتها، كانت عيناها تتحركان لا إراديًا، ومع مرور الوقت، فقدت قوة أطرافها واحتاجت إلى كرسي متحرك للتنقل، وكانت تحتاج إلى مساعدة حتى في أبسط المهام. Mariana Castiñeiras/BBC قادت سنوات من البحث سانتوس وفريقها البحثي إلى تحديد هذه الأعراض على أنها أعراض اضطراب وراثي لم يُوثّق سابقًا، وهو متلازمة سبوان. وعثروا لاحقًا على 82 حالة أخرى حول العالم. بدعوة من جيرانها، زارت سانتوس سيرينها لقضاء عطلة، وتصف وصولها إلى هناك بأنه دخول 'عالم خاص'، ليس فقط للمناظر الطبيعية الخلابة ومناظر الجبال، ولكن أيضًا لما بدا وكأنه مصادفة اجتماعية بارزة. كلما تجولت وتحدثت مع السكان المحليين، ازدادت دهشتها من شيوع زواج الأقارب. لقد أدت عزلة سيرينها وقلة الهجرة الداخلية إلى أن يصبح العديد من سكانها أقارب، مما يزيد من احتمالية الزواج بين أبناء العمومة. Mariana Castiñeiras/BBC لم يكن العديد من الأزواج على دراية بوجود صلة قرابة بينهم إلا بعد الزواج، بينما كان آخرون يعلمون بذلك، لكنهم كانوا يعتقدون أن هذه الروابط تستمر لفترة أطول وتوفر دعمًا عائليًا أقوى. ويُعتبر الزواج بين الأقارب أمرًا شائعا نسبيا في أنحاء العالم، حيث يُقدّر بنحو 10% من حالات الزواج، ومعظم الأطفال المولودين من هذه الزيجات يتمتعون بصحة جيدة، حسب الخبراء. مع ذلك، تواجه هذه الزيجات خطرًا أكبر في انتقال طفرات ضارة عبر العائلة. ويشرح عالم الوراثة لوزيفان كوستا ريس من الجامعة الفيدرالية البرازيلية في ريو غراندي دو سول: 'إذا لم يكن الزوجان أقرباء، فإن احتمال إنجاب طفل مصاب باضطراب وراثي نادر أو إعاقة يتراوح بين 2 و3 في المئة، أما بالنسبة لأبناء العمومة، فتزيد النسبة إلى ما بين 5 و6 في المئة'. وأظهرت دراسات لاحقة أن أكثر من 30% من الأزواج في سيرينها كانوا أقارب، وأن ثلثهم أنجبوا طفلا واحدا على الأقل من ذوي الإعاقة. طريق طويل للتشخيص انطلقت سانتوس للبحث عن تشخيص لسكان سيرينها، وبدأت التخطيط لدراسة جينية مفصلة، ​​الأمر الذي تتطلب رحلات متعددة، ثم انتقلت في النهاية إلى المنطقة. لقد سافرت مسافة 2000 كيلومتر من وإلى ساو باولو مرات عديدة في السنوات الأولى من بحثها. وجمعت عينات الحمض النووي من منزل إلى منزل، وتبادلت أطراف الحديث أثناء احتساء القهوة، وجمعت قصصًا عائلية، في محاولة لتحديد الطفرة المسببة للمرض. وما كان من المفترض أن يستغرق 3 أشهر من العمل الميداني تحول إلى سنوات من التفاني. وأدى كل ذلك إلى نشر دراسة في عام 2005، والتي كشفت عن وجود سبوان في المناطق النائية في البرازيل. وجد فريق سانتوس أن الطفرة تتضمن فقدان جزء صغير من كروموسوم، مما يُسبب زيادة في إنتاج جين لبروتين رئيسي في خلايا الدماغ. ويتذكر المزارع لولو، الذي تحمل ابنته ريجان جين سبوان: 'قالوا إنها جاءت من ماكسيميانو، وهو زير نساء في عائلتنا'. وتزوج لولو، البالغ من العمر الآن 83 عامًا، ابنة عمه ولم يغادر سيرينها قط، ولا يزال يرعى الماشية ويعتمد على عائلته في رعاية ريجان، التي تُعاني من صعوبات في أداء مهامها اليومية. مشكلات زواج الأقارب لكن الطفرة الجينية وراء سبوان أقدم بكثير من أسطورة ماكسيميانو العجوز، فمن المرجح أنها وصلت منذ أكثر من 500 عام مع المستوطنين الأوروبيين الأوائل في شمال شرق البرازيل. وتقول سانتوس: 'تُظهر دراسات التسلسل الجيني وجود أصول أوروبية قوية لدى المرضى، مما يدعم سجلات الوجود البرتغالي والهولندي واليهود السفارديم في المنطقة'. وازدادت النظرية قوةً بعد اكتشاف حالتين من متلازمة سبوان في مصر، وأظهرت دراساتٌ أخرى أن الحالتان المصريتان تشتركان أيضًا في أصول أوروبية، مما يشير إلى أصلٍ مشترك في شبه الجزيرة الأيبيرية. وتقول سانتوس: 'من المرجح أن يكون ذلك قد حدث مع أقارب من اليهود السفارديم أو الموريسكيين الفارين من محاكم التفتيش'، وتعتقد أن هناك حالاتٍ أخرى قد توجد عالميًا، وخاصةً في البرتغال. Mariana Castiñeiras/BBC على الرغم من التقدم الطفيف نحو إيجاد علاج، إلا أن متابعة المرضى أحدثت بعض التغيير، وتتذكر ريجان كيف كان الناس يُطلقون عليهم سابقًا 'المقعدين'، الآن، يُقال إنهم ببساطة مصابون بمتلازمة سبوان. ولم تُضف الكراسي المتحركة الاستقلالية فحسب، بل ساعدت أيضًا في منع التشوهات، في الماضي، كان الكثير من المصابين بهذه الحالة يُتركون ببساطة مستلقين على السرير أو على الأرض. ومع تقدم حالة سبوان، تزداد القيود الجسدية مع التقدم في السن، وبحلول سن الخمسين، يصبح جميع المرضى تقريبًا معتمدين بشكل كامل على الآخرين. هذا هو حال نجلي إينيس، وهم من بين أكبر المصابين سنًا في سيرينها حيث يبلغ تشيكينيو من العمر 59 عامًا، ولم يعد قادرًا على الكلام، في حيت يبلغ ماركينيوس من العمر 46 عامًا، ولديه قدرات تواصل محدودة. وتقول إينيس، المتزوجة من ابن عم من الدرجة الثانية: 'من الصعب يكون لك ابن له ظروف خاصة، نحبهم بنفس القدر، لكننا نعاني من أجلهم'. وتزوجت لاريسا كيروز، ابنة أخ تشيكينيو وماركينيوس، أيضًا من قريب بعيد، لم تكتشف هي وزوجها ساولو جدهما المشترك إلا بعد أشهر من المواعدة. وتقول: 'في سيرينها دوس بينتوس، جميعنا أبناء عمومة، وتربطنا صلة قرابة بالجميع'. ويُعدّ الأزواج مثل لاريسا وساولو محور مشروع بحثي جديد تشارك فيه سانتوس، فبدعم من وزارة الصحة البرازيلية، سيفحص المشروع 5 آلاف حالة زواج للكشف عن الجينات المرتبطة بأمراض متنحية خطيرة. ولا يهدف المشروع إلى منع زواج الأقارب، بل إلى مساعدة الأزواج على فهم المخاطرالجينية، كما تقول سانتوس. وتعمل سانتوس الآن كأستاذة جامعية، وتدير أيضًا مركزًا لتعليم علم الوراثة، وتعمل على توسيع نطاق الاختبارات في شمال شرق البلاد. وعلى الرغم من أنها لم تعد تعيش في سيرينها دوس بينتوس، إلا أن كل زيارة لها تُشعرها وكأنها عودة إلى الوطن. وكما تقول إينيس:'يبدو الأمر كما لو أن سيلفانا فرد من العائلة'. Mariana Castiñeiras/BBC مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

أميركا تجيز أول فحص دم يتيح تشخيص الزهايمر
أميركا تجيز أول فحص دم يتيح تشخيص الزهايمر

IM Lebanon

timeمنذ 5 أيام

  • IM Lebanon

أميركا تجيز أول فحص دم يتيح تشخيص الزهايمر

أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إجازة أول فحص دم لتشخيص مرض الزهايمر، في خطوة وصفت بأنها 'محطة مهمة' على طريق تسهيل رصد المرض وتمكين المرضى من البدء بالعلاج في مراحل مبكرة. ويعتمد الفحص، الذي طورته شركة 'فوجيريبيو داياغنوستيكس' (Fujirebio Diagnostics)، على قياس نسب بروتينين في الدم يرتبطان بوجود لويحات بيتا أميلويد في الدماغ، وهي العلامة المميزة لمرض الزهايمر. وحتى الآن، لم يكن بالإمكان اكتشاف هذه اللويحات إلا من خلال تصوير الدماغ أو تحليل السائل النخاعي. وقال مارتي ماكاري، أحد مسؤولي إدارة الغذاء والدواء، إن مرض الزهايمر يصيب عددا كبيرا من الأشخاص، موضحا أن 'نسبة 10 في المئة من من تجاوزوا 65 عاما يعانون الزهايمر، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2050'. وأعرب ماكاريعن أمله في أن 'تسهم أدوات التشخيص الجديدة، مثل هذا الفحص، في تحسين فرص التدخل المبكر'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store