logo
هل تلغي إدارة ترمب خطة ماسك لاستعمار المريخ؟

هل تلغي إدارة ترمب خطة ماسك لاستعمار المريخ؟

Independent عربيةمنذ 2 أيام

قبل أيام قليلة، وتحديداً في الـ29 من مايو (أيار) الماضي، نشرت وكالة "مترو" الأميركية للأنباء خبراً بقلم الصحافية جيسيكا كوونغ تحت عنوان "إيلون ماسك يكشف عن تفاصيل جديدة في خطته لاستعمار المريخ بعد مغادرته البيت الأبيض وتنحيه عن منصب رئيس إدارة كفاءة الحكومة (DOGE)". وفي الخبر أكدت كوونغ أنه في وقت مبكر من ذلك اليوم، رد ماسك على سؤال على منصته "إكس" حول ما إذا كان عرضه التقديمي المنتظر لمشروع المريخ 2026 قد ألغي، قائلاً إن عرضه التقديمي "سينشر غداً"، مما يعني أن مشروعه لم يُلغَ حتى تلك اللحظة، بل تؤكد الصحافية أن إيلون ماسك بدأ العمل على قدم وساق في مهمته لاستعمار المريخ، بعد مغادرته البيت الأبيض في ظل علاقة متوترة مع إدارة الرئيس دونالد ترمب.
تفاصيل جديدة
كشف ماسك عن تفاصيل جديدة ضمن خطة شركته "سبيس إكس" لإرسال بشر إلى الكوكب الأحمر في فعالية عقدت في اليوم ذاته (الخميس الـ29 من مايو). وصرح ملياردير التكنولوجيا بأنه يخطط لإطلاق أول مهمة لمركبة "ستارشيب" وعلى متنها روبوت "تيسلا أوبتيموس" بحلول العام المقبل. وقال ماسك، وفقاً لصحيفة "ديلي ميل"، "بعد عامين من الإطلاق سنرسل بشراً بافتراض نجاح المهام الأولى". وأضاف أن منشأة "سبيس إكس" في تكساس ستنتج 1000 مركبة "ستارشيب" سنوياً، مما سينشئ "أكبر منشأة في العالم" لنقل ملايين البشر إلى المريخ.
الأمر سيتطلب جهداً جباراً من علماء "ناسا" لجعل مهمة المريخ حقيقة واقعة (أ ف ب)
مشكلة هذا الحلم
من المؤكد أن مشكلة هذا الحلم هي مشكلة علمية تماماً. فعلم الفلك لا يزال يؤكد خيالية هذا المشروع. وفي هذا الوقت من عمر رئاسة دونالد ترمب وبعد انتهاء خدمات إيلون ماسك، تزايدت الأسئلة حول نجاح الضغوط التي تريد بشدة إلغاء خطة ماسك لاستعمار المريخ. ووفق خبراء في الفضاء، "كان استعمار المريخ هدفاً نبيلاً نصب أعين قادة أميركا لأكثر من جيل"، إذ استهل الرئيس دونالد ترمب ولايته الثانية بإعادة تأكيد هدفه المتمثل في الوصول إلى الكوكب الأحمر. وقال خلال خطاب تنصيبه في الـ20 يناير (كانون الثاني) الماضي "نسعى إلى تحقيق مصيرنا المحتوم، بإطلاق رواد فضاء أميركيين لغرس العلم الأميركي على كوكب المريخ".
تقرير شبكة "أي بي سي نيوز"
وفي هذا السياق أكد خبراء لشبكة ABC News في تقرير نشر في مارس (آذار) الماضي أن الأمر سيتطلب جهداً جباراً من "ناسا" لجعل مهمة المريخ حقيقة واقعة. ويرى هؤلاء أن حلم استعمار المريخ كان يجب أن يبنى على برنامج "أرتميس" الذي أطلقه ترمب عام 2017 لبناء وجود بشري على القمر ولتشجيع الناس على الهبوط على المريخ، لكن هذا لم يحدث وفقاً لوكالة "ناسا". وأشار التقرير الذي كتبه خبراء عدة منهم جيو بينيتيز وجون شلوسبيرغ وتومي بروكس بانك وجينا سنسيري وشون كين إلى أن آراءهم حول هذا الموضوع نابعة من حقائق علمية متعلقة بالرحلة إلى الكوكب الأحمر، مؤكدين أن ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس" لتكنولوجيا الفضاء، حظي باهتمام الرئيس الأميركي هذه المرة أكثر من علماء "ناسا"، لأنه يروج دائماً إلى أن العاملين في قطاع الفضاء الخاص الأميركي قادرون بدعم من الرئيس ترمب و"ناسا" على بذل جهد أكبر للقيام برحلة الـ140 مليون ميل إلى المريخ في غضون فترة قصيرة من الزمن. لذلك قال ماسك في يوم التنصيب مداعباً مشاعر الأميركيين كعادته: هل يمكنك أن تتخيل مدى روعة أن يغرس رواد الفضاء الأميركيون العلم على كوكب آخر للمرة الأولى!
الطريقة الوحيدة للوصول إلى المريخ هي إنفاق مبالغ طائلة ربما تصل إلى تريليونات الدولارات (أ ف ب)
"هناك من يبيعنا الوهم"
أكدت أكثر من قصة إخبارية وموضوع علمي نشر أخيراً حول حلم المريخ وبصورة غير قابلة للتأويل أن شريحة كبيرة من علماء الفضاء الأميركيين المتمرسين لا يدعمون مشروع ماسك لاستعمار المريخ، بل إن بعض الكتابات العلمية تصف ما يحدث "وكأن هناك من يصر على أن يبيعنا الوهم"... فحلم المريخ غير قابل للتحقق ونحن، ووفقاً لما كتبه واحد من علماء "ناسا" على موقع لعلماء أميركا المتخصصين بالفضاء وهو بول م. سوتر، "لن نذهب إلى المريخ قريباً على رغم تصريحات ماسك". ويرى بول وهو عالم فلكي في جامعة جونز هوبكنز، إضافة إلى كونه مؤلفاً ومقدماً تلفزيونياً وسفيراً ثقافياً للولايات المتحدة، أنه: حتى لو أعلن ماسك وترمب عن خطط طموح لإرسال مهمة إلى المريخ في عامي 2026 و2028 إلا أن هذا لن يحدث. وجاء هذا في مقالة رأي وتحليل نشرتها مجلة "ساينتفك أميركان" تحت بند حرية التعبير، مؤكدة أنها آراء يعبر عنها الكاتب أو المؤلفون ولا تعكس بالضرورة آراء المجلة.
هدف ماسك الحقيقي
ويقول بول في مقالته: الطريقة الوحيدة للوصول إلى المريخ هي إنفاق مبالغ طائلة، ربما تصل إلى تريليونات الدولارات. ويضيف، ربما يكون هذا هو هدف ماسك الحقيقي وهو تحويل مبالغ طائلة من المال من أرصدة الباحثين في "ناسا" وشركائها إلى شركته الخاصة من دون الحاجة إلى الرد على المساهمين أو الوفاء بالجداول الزمنية الموعودة. ووفق بول أيضاً، فإن "ادعاءً جريئاً مثل هذا من قبل الملياردير الأميركي ماسك سيزيد ثروته الهائلة بالفعل بصورة كبيرة".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لغة العلم لا المال
يمكن القول إن آراء بول سوتر تمثل غالبية علماء "ناسا" تماماً، في حين أن التصريحات التي يبثها ماسك قد تلقى استحساناً لدى "المتملقين" على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها بعيدة كل البعد من كونها خطة فعلية للذهاب إلى المريخ، لا سيما بالنظر إلى الدعوات لخفض موازنة "ناسا" العلمية بنسبة تصل إلى 50 في المئة. فمهمة الذهاب إلى المريخ ليست مستحيلة، لكنها صعبة تماماً من وجهة نظر علمية، إذ لا توجد قوانين فيزيائية تمنعها، بل إن أشد المعارضين لهذه الفكرة لا يستطيع أن ينكر أنه وبالفعل، قطعت "سبيس إكس" شوطاً هائلاً في تطوير معززات صاروخية قابلة لإعادة الاستخدام. وكثير من العلماء واثقون من أن مركبة "ستارشيب" بفضل إيقاع إطلاقها المذهل، ستصل إلى مدارها وتهبط بسلام على الأرض في وقت قصير.
لا يزال الطريق طويلاً
على رغم ذلك، لا يزال الطريق طويلاً للوصول إلى المريخ. وتتلخص وجهة نظر العلماء بأن هناك فارقاً جوهرياً بين مشروع استعمار المريخ ومشاريع الوصول إلى القمر مثلاً، لأن ما حدث في ستينيات القرن الماضي، كان انتقال برنامج "أبوللو" من مرحلة التخطيط إلى الهبوط على سطح القمر في أقل من عقد، لكن المريخ كوكب عملاق آخر، وفي أقرب نقطة له من الأرض، يبعد عنا 56 مليون كيلومتر، أي ما يعادل 150 ضعف المسافة من الأرض إلى القمر تقريباً. ولذلك لا تستطيع مركبة "ستارشيب" الانطلاق مباشرة من الأرض والوصول إلى المريخ دفعة واحدة، بل يجب إعادة تزويدها بالوقود في المدار، وهي تقنية لا تزال في بدايات تطويرها. وبينما تتفاوت التقديرات، من المرجح أن تتطلب إعادة تعبئة مركبة "ستارشيب" بالكامل ما بين 10 و20 عملية إطلاق إضافية للوقود. بعد ذلك، يتعين على مركبة ستارشيب اختراق الغلاف الجوي الرقيق للمريخ والهبوط على سطحه المليء بالفوهات في هبوط متحكم به، وهو أمر لم تحققه أي مركبة هبوط من قبل.
أخيراً، كانت "سبيس إكس" قد تعاقدت بالفعل لتوفير مركبة الهبوط القمرية لمهمة "أرتميس"، ولكن في العام الماضي، وجد تقرير لمكتب المحاسبة الحكومية "مشكلات كبيرة" في الأدلة الداعمة لنظرية "سبيس إكس"، والتي تثبت إمكان إنجاز مهمتها ضمن الجدول الزمني وضمن مستوى الإخطار المقبول.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بقيمة 6 تريليونات دولار.. اكتشاف أكبر احتياطي حديد في العالم
بقيمة 6 تريليونات دولار.. اكتشاف أكبر احتياطي حديد في العالم

الوئام

timeمنذ 14 ساعات

  • الوئام

بقيمة 6 تريليونات دولار.. اكتشاف أكبر احتياطي حديد في العالم

في كشف جيولوجي وصفه الخبراء بـ'غير المسبوق'، أعلن علماء في أستراليا عن اكتشاف أضخم احتياطي من خام الحديد في العالم، يقدّر حجمه بنحو 55 مليار طن متري، وبقيمة سوقية تفوق 6 تريليونات دولار أمريكي، وذلك في منطقة هامرسلي النائية غربي البلاد. ويتميّز الخام المكتشف بنسبة تركيز تفوق 60% من الحديد، ما يجعله من أغنى الرواسب المعدنية المعروفة حتى اليوم، بحسب ما نشره موقع Daily Galaxy. ويُتوقع أن يُحدث هذا الكشف تأثيرًا كبيرًا على أسواق المعادن العالمية، وخصوصًا على العلاقات التجارية مع الصين، التي تُعد أكبر مستورد عالمي للحديد. اقرأ أيضًا: أرامكو تكمل إصدار سندات بـ5 مليارات دولار وصرّح الجيولوجي ليام كورتني ديفيس، من جامعة كيرتن والمشارك في الدراسة المنشورة في دورية PNAS: 'هذا الاكتشاف يمثل نقطة تحول في فهمنا للموارد المعدنية، وقد ينعكس مباشرة على تسعير الحديد عالميًا وموازين القوى التجارية'. ولم يقتصر الكشف على الجانب الاقتصادي فقط، بل تَضمَّن أيضًا إعادة نظر جذرية في التاريخ الجيولوجي للأرض. فقد بيّنت التحاليل الجديدة، باستخدام تقنيات النظائر المشعة مثل اليورانيوم والرصاص، أن عمر التكوينات الصخرية في منطقة الاكتشاف أصغر بكثير مما كان يعتقد، حيث تم تقليص التقدير من 2.2 مليار سنة إلى 1.4 مليار سنة فقط. وأكد البروفيسور مارتن دانيسيك، المتخصص في التأريخ الجيولوجي: 'ربط هذه الرواسب الضخمة بدورات تشكل القارات القديمة يعزز إدراكنا للعمليات الجيولوجية العميقة التي رسمت ملامح كوكب الأرض'. ويُعزى هذا الكشف الاستثنائي إلى تطور تقنيات التحليل الكيميائي والتأريخ الإشعاعي، التي مكّنت العلماء من قياس نسبة النقاء بدقة غير مسبوقة. وتشير البيانات إلى أن التقديرات السابقة كانت تُقلل من جودة الخام، حيث أشارت إلى تركيز لا يتجاوز 30%. الكشف، الذي يأتي في توقيت حرج تشهده سلاسل التوريد العالمية، قد يعيد رسم الخريطة الجيواقتصادية لموارد الطاقة والمعادن في العالم خلال العقود المقبلة.

ماسك يخطط لإرسال مركبته الفضائية "ستارشيب" إلى المريخ بحلول نهاية 2026
ماسك يخطط لإرسال مركبته الفضائية "ستارشيب" إلى المريخ بحلول نهاية 2026

الشرق السعودية

timeمنذ 2 أيام

  • الشرق السعودية

ماسك يخطط لإرسال مركبته الفضائية "ستارشيب" إلى المريخ بحلول نهاية 2026

قال الملياردير إيلون ماسك إنه يتوقع أن تقوم مركبته الفضائية الكبيرة الجديدة "ستارشيب" (Starship) بأول رحلة غير مأهولة إلى المريخ في نهاية العام المقبل، وذلك بعد يومين من أحدث حلقة في سلسلة انتكاسات تعرضت لها المركبة. وعرض ماسك، في مقطع مصور نشرته شركته "سبيس إكس" (SpaceX) على الإنترنت، جدولاً زمنياً مفصلاً لتطوير المركبة الفضائية، وذلك بعدما أعلن قبل يوم أنه سيغادر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي كان مسؤولاً فيها عن "إدارة الكفاءة الحكومية". وذكر ماسك أن أحدث جدول زمني للوصول إلى الكوكب الأحمر يتوقف على ما إذا كان بإمكان المركبة الفضائية إنجاز عدد من الأعمال التقنية الصعبة أثناء تطوير اختبار الطيران، ولا سيما مناورة إعادة التزود بالوقود في مدار الأرض بعد الإطلاق. رحلة إلى المريخ وتتزامن نهاية عام 2026 مع حدث يقع مرة كل عامين عندما يقترب المريخ من الأرض ويكون في الجهة المقابلة لها أثناء الدوران حول الشمس، بما يُمثّل أقرب نقطة بين الكوكبين تستطيع المركبة الفضائية قطعها في رحلة تستغرق من سبعة إلى تسعة أشهر. وأشار ماسك إلى أن فرصة وفاء شركته بهذا الموعد النهائي تصل إلى 50%، لافتاً إلى أن "سبيس إكس" ستنتظر عامين آخرين إذا لم تكن المركبة جاهزة بحلول ذلك الوقت قبل أن تحاول مرة أخرى. وستحمل الرحلة الأولى إلى المريخ طاقم محاكاة يتكون من روبوت، أو أكثر من الطراز أوبتيموس الذي تصنعه شركة تسلا، وسيلحق به أول طاقم بشري في الهبوط الثاني، أو الثالث. وعبَّر ماسك عن تصوره بأنه سيتم إطلاق ما بين ألف وألفَي مركبة إلى المريخ كل عامين لإقامة مستوطنة بشرية دائمة ذاتية الاكتفاء على نحو سريع. وأُطلقت المركبة ستارشيب في تاسع رحلة تجريبية، مساء الثلاثاء، لكنها خرجت عن السيطرة، وتفككت بعد نحو 30 دقيقة من الإطلاق، وفي منتصف مسار رحلتها تقريباً، دون أن تحقق بعضاً من أهم أهدافها التجريبية. وفشلت رحلتان تجريبيتان سابقتان في يناير، ومارس حين انفجرت المركبة أثناء الصعود، وتحولت إلى قطع صغيرة بعد لحظات من الإقلاع، وتساقط الحطام فوق أجزاء من منطقة البحر الكاريبي، ما أجبر العشرات من شركات الطيران على تغيير مسار الطائرات كإجراء احترازي. وتهدف إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) في الوقت الراهن إلى إعادة البشر إلى سطح القمر على متن مركبة فضائية بحلول عام 2027، بعد أكثر من 50 عاماً، على آخر هبوط مأهول على سطح القمر في حقبة بعثة أبولو لتكون نقطة انطلاق نحو إرسال رواد فضاء إلى المريخ في وقت ما في ثلاثينيات القرن الحالي.

هل تلغي إدارة ترمب خطة ماسك لاستعمار المريخ؟
هل تلغي إدارة ترمب خطة ماسك لاستعمار المريخ؟

Independent عربية

timeمنذ 2 أيام

  • Independent عربية

هل تلغي إدارة ترمب خطة ماسك لاستعمار المريخ؟

قبل أيام قليلة، وتحديداً في الـ29 من مايو (أيار) الماضي، نشرت وكالة "مترو" الأميركية للأنباء خبراً بقلم الصحافية جيسيكا كوونغ تحت عنوان "إيلون ماسك يكشف عن تفاصيل جديدة في خطته لاستعمار المريخ بعد مغادرته البيت الأبيض وتنحيه عن منصب رئيس إدارة كفاءة الحكومة (DOGE)". وفي الخبر أكدت كوونغ أنه في وقت مبكر من ذلك اليوم، رد ماسك على سؤال على منصته "إكس" حول ما إذا كان عرضه التقديمي المنتظر لمشروع المريخ 2026 قد ألغي، قائلاً إن عرضه التقديمي "سينشر غداً"، مما يعني أن مشروعه لم يُلغَ حتى تلك اللحظة، بل تؤكد الصحافية أن إيلون ماسك بدأ العمل على قدم وساق في مهمته لاستعمار المريخ، بعد مغادرته البيت الأبيض في ظل علاقة متوترة مع إدارة الرئيس دونالد ترمب. تفاصيل جديدة كشف ماسك عن تفاصيل جديدة ضمن خطة شركته "سبيس إكس" لإرسال بشر إلى الكوكب الأحمر في فعالية عقدت في اليوم ذاته (الخميس الـ29 من مايو). وصرح ملياردير التكنولوجيا بأنه يخطط لإطلاق أول مهمة لمركبة "ستارشيب" وعلى متنها روبوت "تيسلا أوبتيموس" بحلول العام المقبل. وقال ماسك، وفقاً لصحيفة "ديلي ميل"، "بعد عامين من الإطلاق سنرسل بشراً بافتراض نجاح المهام الأولى". وأضاف أن منشأة "سبيس إكس" في تكساس ستنتج 1000 مركبة "ستارشيب" سنوياً، مما سينشئ "أكبر منشأة في العالم" لنقل ملايين البشر إلى المريخ. الأمر سيتطلب جهداً جباراً من علماء "ناسا" لجعل مهمة المريخ حقيقة واقعة (أ ف ب) مشكلة هذا الحلم من المؤكد أن مشكلة هذا الحلم هي مشكلة علمية تماماً. فعلم الفلك لا يزال يؤكد خيالية هذا المشروع. وفي هذا الوقت من عمر رئاسة دونالد ترمب وبعد انتهاء خدمات إيلون ماسك، تزايدت الأسئلة حول نجاح الضغوط التي تريد بشدة إلغاء خطة ماسك لاستعمار المريخ. ووفق خبراء في الفضاء، "كان استعمار المريخ هدفاً نبيلاً نصب أعين قادة أميركا لأكثر من جيل"، إذ استهل الرئيس دونالد ترمب ولايته الثانية بإعادة تأكيد هدفه المتمثل في الوصول إلى الكوكب الأحمر. وقال خلال خطاب تنصيبه في الـ20 يناير (كانون الثاني) الماضي "نسعى إلى تحقيق مصيرنا المحتوم، بإطلاق رواد فضاء أميركيين لغرس العلم الأميركي على كوكب المريخ". تقرير شبكة "أي بي سي نيوز" وفي هذا السياق أكد خبراء لشبكة ABC News في تقرير نشر في مارس (آذار) الماضي أن الأمر سيتطلب جهداً جباراً من "ناسا" لجعل مهمة المريخ حقيقة واقعة. ويرى هؤلاء أن حلم استعمار المريخ كان يجب أن يبنى على برنامج "أرتميس" الذي أطلقه ترمب عام 2017 لبناء وجود بشري على القمر ولتشجيع الناس على الهبوط على المريخ، لكن هذا لم يحدث وفقاً لوكالة "ناسا". وأشار التقرير الذي كتبه خبراء عدة منهم جيو بينيتيز وجون شلوسبيرغ وتومي بروكس بانك وجينا سنسيري وشون كين إلى أن آراءهم حول هذا الموضوع نابعة من حقائق علمية متعلقة بالرحلة إلى الكوكب الأحمر، مؤكدين أن ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس" لتكنولوجيا الفضاء، حظي باهتمام الرئيس الأميركي هذه المرة أكثر من علماء "ناسا"، لأنه يروج دائماً إلى أن العاملين في قطاع الفضاء الخاص الأميركي قادرون بدعم من الرئيس ترمب و"ناسا" على بذل جهد أكبر للقيام برحلة الـ140 مليون ميل إلى المريخ في غضون فترة قصيرة من الزمن. لذلك قال ماسك في يوم التنصيب مداعباً مشاعر الأميركيين كعادته: هل يمكنك أن تتخيل مدى روعة أن يغرس رواد الفضاء الأميركيون العلم على كوكب آخر للمرة الأولى! الطريقة الوحيدة للوصول إلى المريخ هي إنفاق مبالغ طائلة ربما تصل إلى تريليونات الدولارات (أ ف ب) "هناك من يبيعنا الوهم" أكدت أكثر من قصة إخبارية وموضوع علمي نشر أخيراً حول حلم المريخ وبصورة غير قابلة للتأويل أن شريحة كبيرة من علماء الفضاء الأميركيين المتمرسين لا يدعمون مشروع ماسك لاستعمار المريخ، بل إن بعض الكتابات العلمية تصف ما يحدث "وكأن هناك من يصر على أن يبيعنا الوهم"... فحلم المريخ غير قابل للتحقق ونحن، ووفقاً لما كتبه واحد من علماء "ناسا" على موقع لعلماء أميركا المتخصصين بالفضاء وهو بول م. سوتر، "لن نذهب إلى المريخ قريباً على رغم تصريحات ماسك". ويرى بول وهو عالم فلكي في جامعة جونز هوبكنز، إضافة إلى كونه مؤلفاً ومقدماً تلفزيونياً وسفيراً ثقافياً للولايات المتحدة، أنه: حتى لو أعلن ماسك وترمب عن خطط طموح لإرسال مهمة إلى المريخ في عامي 2026 و2028 إلا أن هذا لن يحدث. وجاء هذا في مقالة رأي وتحليل نشرتها مجلة "ساينتفك أميركان" تحت بند حرية التعبير، مؤكدة أنها آراء يعبر عنها الكاتب أو المؤلفون ولا تعكس بالضرورة آراء المجلة. هدف ماسك الحقيقي ويقول بول في مقالته: الطريقة الوحيدة للوصول إلى المريخ هي إنفاق مبالغ طائلة، ربما تصل إلى تريليونات الدولارات. ويضيف، ربما يكون هذا هو هدف ماسك الحقيقي وهو تحويل مبالغ طائلة من المال من أرصدة الباحثين في "ناسا" وشركائها إلى شركته الخاصة من دون الحاجة إلى الرد على المساهمين أو الوفاء بالجداول الزمنية الموعودة. ووفق بول أيضاً، فإن "ادعاءً جريئاً مثل هذا من قبل الملياردير الأميركي ماسك سيزيد ثروته الهائلة بالفعل بصورة كبيرة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لغة العلم لا المال يمكن القول إن آراء بول سوتر تمثل غالبية علماء "ناسا" تماماً، في حين أن التصريحات التي يبثها ماسك قد تلقى استحساناً لدى "المتملقين" على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها بعيدة كل البعد من كونها خطة فعلية للذهاب إلى المريخ، لا سيما بالنظر إلى الدعوات لخفض موازنة "ناسا" العلمية بنسبة تصل إلى 50 في المئة. فمهمة الذهاب إلى المريخ ليست مستحيلة، لكنها صعبة تماماً من وجهة نظر علمية، إذ لا توجد قوانين فيزيائية تمنعها، بل إن أشد المعارضين لهذه الفكرة لا يستطيع أن ينكر أنه وبالفعل، قطعت "سبيس إكس" شوطاً هائلاً في تطوير معززات صاروخية قابلة لإعادة الاستخدام. وكثير من العلماء واثقون من أن مركبة "ستارشيب" بفضل إيقاع إطلاقها المذهل، ستصل إلى مدارها وتهبط بسلام على الأرض في وقت قصير. لا يزال الطريق طويلاً على رغم ذلك، لا يزال الطريق طويلاً للوصول إلى المريخ. وتتلخص وجهة نظر العلماء بأن هناك فارقاً جوهرياً بين مشروع استعمار المريخ ومشاريع الوصول إلى القمر مثلاً، لأن ما حدث في ستينيات القرن الماضي، كان انتقال برنامج "أبوللو" من مرحلة التخطيط إلى الهبوط على سطح القمر في أقل من عقد، لكن المريخ كوكب عملاق آخر، وفي أقرب نقطة له من الأرض، يبعد عنا 56 مليون كيلومتر، أي ما يعادل 150 ضعف المسافة من الأرض إلى القمر تقريباً. ولذلك لا تستطيع مركبة "ستارشيب" الانطلاق مباشرة من الأرض والوصول إلى المريخ دفعة واحدة، بل يجب إعادة تزويدها بالوقود في المدار، وهي تقنية لا تزال في بدايات تطويرها. وبينما تتفاوت التقديرات، من المرجح أن تتطلب إعادة تعبئة مركبة "ستارشيب" بالكامل ما بين 10 و20 عملية إطلاق إضافية للوقود. بعد ذلك، يتعين على مركبة ستارشيب اختراق الغلاف الجوي الرقيق للمريخ والهبوط على سطحه المليء بالفوهات في هبوط متحكم به، وهو أمر لم تحققه أي مركبة هبوط من قبل. أخيراً، كانت "سبيس إكس" قد تعاقدت بالفعل لتوفير مركبة الهبوط القمرية لمهمة "أرتميس"، ولكن في العام الماضي، وجد تقرير لمكتب المحاسبة الحكومية "مشكلات كبيرة" في الأدلة الداعمة لنظرية "سبيس إكس"، والتي تثبت إمكان إنجاز مهمتها ضمن الجدول الزمني وضمن مستوى الإخطار المقبول.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store