logo
العمارة العربية في بينالي البندقية.. سيرة بيوت من ضوء وتراب

العمارة العربية في بينالي البندقية.. سيرة بيوت من ضوء وتراب

العربي الجديدمنذ يوم واحد

افتُتحت في العاشر من مايو/ أيار فعاليات الدورة التاسعة عشرة من
بينالي البندقية
للعمارة، والتي تتواصل حتى 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، تحت شعار "الذكاء: الطبيعي، والاصطناعي، والجماعي". وأكد القيّم الإيطالي كارلو راتي في كلمته الافتتاحية أن العمارة كانت دائماً وسيلة الإنسان للتكيّف مع
بيئة معادية
، مشيراً إلى أن التصاميم المعمارية، منذ الأكواخ الأولى وحتى الأبنية المعاصرة، استُلهمت من الحاجة إلى المأوى والبقاء، وأن الإبداع المعماري سعى عبر العصور إلى تجاوز التحديات البيئية وابتكار فضاءات آمنة وصالحة للعيش.
وتحتضن مدينة البندقية خلال هذه الدورة مشاركات من 66 دولة، تتوزع بين حدائق "جيارديني"، وصالات "أرسينالي"، وأحياء المدينة القديمة، ضمن تظاهرة معمارية دولية تسعى إلى تقديم رؤى جديدة للتحديات البيئية والاجتماعية المعاصرة. ويركز البينالي هذا العام على مسألة التكيّف مع التغيّر المناخي، من خلال طرح سيناريوهات مستقبلية تأخذ بعين الاعتبار التحولات المناخية المتوقعة خلال القرن الحادي والعشرين.
وسط هذه التظاهرة العالمية، تبرز المشاركات العربية بقوة، مقدّمةً رؤى تجمع بين الأصالة والابتكار، حيث تتصدّر قضايا الهوية والاستدامة والتكيّف المناخي واجهة المشاريع المعروضة. من الخليج إلى المغرب العربي، يأخذنا المعماريون العرب في رحلة تستكشف قدرة العمارة الشرقية على صياغة حلول ذكية مستمدة من التراث، مع استشرافها لمستقبل أكثر استجابةً لاحتياجات الإنسان والبيئة.
جناح قطر في بينالي البندقية 2025 قدّم رؤيةً متوازنة تجمع بين الأصالة والمعاصرة. تحت عنوان "بيتي بيتك. بيتي هو منزلك"، استكشف الجناح مفهوم البيت العربي كفضاء يجمع بين الخصوصية والانفتاح. وبمشاركة معماريين بارزين، وإشراف الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، عرض الجناح حلولاً معمارية تُزاوج بين العناصر التقليدية والتصاميم الحديثة، مع التركيز على القيم الاجتماعية والثقافية التي تميّز العمارة العربية. قدّم الجناح مقاربة عملية لإعادة تفسير المفاهيم المعمارية التراثية لتلبّي احتياجات العصر الحديث، مع الحفاظ على جوهر الهوية المحلية. ومن خلال التركيز على عناصر مثل الفناء الداخلي والتهوية الطبيعية، أظهر كيف يمكن للعمارة أن تكون جسراً بين الماضي والمستقبل.
المملكة العربية السعودية شاركت من خلال مشروع بعنوان "مدرسة أم سليم: هندسة معمارية للتواصل"، بتنظيم هيئة العمارة والتصميم ووزارة الثقافة. تولّت المشروع المعماريتان سارة العيسى ونجود السديري، بإشراف القيّمة الفنية الإيطالية بياتريس ليانزا. ركّز الجناح على إعادة تصوّر المدرسة كمكانٍ للحوار والتفاعل المجتمعي، بدلاً من كونها مجرد مبنى للتعليم. استخدمت اللغة المعمارية هنا لبناء جسور بين الأجيال والبيئة والمجتمع المحلي، في قراءة جديدة للمكان كوسيلة تواصل.
لغة معمارية لبناء جسور بين الأجيال والبيئة والمجتمع
أما جناح الإمارات فجاء تحت عنوان "قدر الضغط"، بتنظيم مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، وتنسيق عزة أبو علم. الموضوع، وإن بدا غامضاً للوهلة الأولى، قدّم قراءةً لواقع الحياة تحت الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، مع تصوّرات معمارية تنسجم مع هذه الحالة وتُخفف من وطأتها.
شارك لبنان أيضاً بجناح بعنوان "الأرض تتذكّر"، بإشراف جاد تابت والمجموعة المعمارية اللبنانية (CAL)، وعدد من المعماريين والمصمّمين. تناول الجناح العلاقة بين الأرض والذاكرة، من خلال مشاريع تحاكي التغيّرات البيئية والسياسية والاجتماعية التي مرّت بها البلاد.
"لنُمسك السراب" هو العنوان الرمزي لجناح مصر، الذي شارك فيه صلاح ذكري، وعماد فكري، وإبراهيم زكريا، تحت إشراف وزارة الثقافة المصرية. يُبرز المشروع التقاط اللحظات العابرة في الفراغ المعماري المصري، حيث يختلط الواقع بالخيال، والتاريخ بالمستقبل، في محاولة لتوثيق الهوية المعمارية في زمن التغير السريع.
كما شارك المغرب بجناح بعنوان "مواد الطمس"، من إعداد خليل مراد الغيلالي والمهدي بلياسمين، وبإشراف محمد بن يعقوب. تناول المشروع أثر المحو المادي والرمزي في المدن المغربية، من خلال استخدام مواد مستدامة وعناصر معمارية تمثل الذاكرة والحفاظ عليها.
وقد شاركت سلطنة عُمان لأول مرة في بينالي العمارة، بجناح تحت إشراف سعيد بن سلطان البوسعيدي، وقيادة فنية لماجدة الهنائي. حمل الجناح اسماً غير مباشر لكنه غني بالدلالات: "الآثار كمفاتيح للمستقبل"، الذي ربط الماضي العُماني برؤية معمارية معاصرة.
وبينما تميزت معظم الأجنحة العربية بعروضها القوية، كان للبحرين نصيب الأسد، حيث تُوّج جناحها "موجة الحر" بجائزة الأسد الذهبي لأفضل مشاركة وطنية. قدّم الجناح حلولاً معمارية مبتكرة لمواجهة تحديات التغيّر المناخي، مع التركيز على مشكلة ارتفاع درجات الحرارة. اعتمد المصممون على تقنيات تبريد تقليدية مستوحاة من البيئة المحلية، كأبراج الرياح والساحات المُظلّلة، لكنهم قدموها بصيغة عصرية تلبي احتياجات الحياة المعاصرة. تميّز المشروع بتصميم بسيط الشكل لكنه عميق التأثير، مما يجعله قابلاً للتطبيق في مختلف الفضاءات العامة. وأشادت لجنة التحكيم بقدرة الجناح على الجمع بين الأبعاد البيئية والوظيفية، مع احترام الخصوصية المحلية، ليُقدّم نموذجًا مُلهِمًا للعمارة المستدامة في المناطق الحارّة.
فنون
التحديثات الحية
المتاحف العربية.. جارات لا تتزاور

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العمارة العربية في بينالي البندقية.. سيرة بيوت من ضوء وتراب
العمارة العربية في بينالي البندقية.. سيرة بيوت من ضوء وتراب

العربي الجديد

timeمنذ يوم واحد

  • العربي الجديد

العمارة العربية في بينالي البندقية.. سيرة بيوت من ضوء وتراب

افتُتحت في العاشر من مايو/ أيار فعاليات الدورة التاسعة عشرة من بينالي البندقية للعمارة، والتي تتواصل حتى 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، تحت شعار "الذكاء: الطبيعي، والاصطناعي، والجماعي". وأكد القيّم الإيطالي كارلو راتي في كلمته الافتتاحية أن العمارة كانت دائماً وسيلة الإنسان للتكيّف مع بيئة معادية ، مشيراً إلى أن التصاميم المعمارية، منذ الأكواخ الأولى وحتى الأبنية المعاصرة، استُلهمت من الحاجة إلى المأوى والبقاء، وأن الإبداع المعماري سعى عبر العصور إلى تجاوز التحديات البيئية وابتكار فضاءات آمنة وصالحة للعيش. وتحتضن مدينة البندقية خلال هذه الدورة مشاركات من 66 دولة، تتوزع بين حدائق "جيارديني"، وصالات "أرسينالي"، وأحياء المدينة القديمة، ضمن تظاهرة معمارية دولية تسعى إلى تقديم رؤى جديدة للتحديات البيئية والاجتماعية المعاصرة. ويركز البينالي هذا العام على مسألة التكيّف مع التغيّر المناخي، من خلال طرح سيناريوهات مستقبلية تأخذ بعين الاعتبار التحولات المناخية المتوقعة خلال القرن الحادي والعشرين. وسط هذه التظاهرة العالمية، تبرز المشاركات العربية بقوة، مقدّمةً رؤى تجمع بين الأصالة والابتكار، حيث تتصدّر قضايا الهوية والاستدامة والتكيّف المناخي واجهة المشاريع المعروضة. من الخليج إلى المغرب العربي، يأخذنا المعماريون العرب في رحلة تستكشف قدرة العمارة الشرقية على صياغة حلول ذكية مستمدة من التراث، مع استشرافها لمستقبل أكثر استجابةً لاحتياجات الإنسان والبيئة. جناح قطر في بينالي البندقية 2025 قدّم رؤيةً متوازنة تجمع بين الأصالة والمعاصرة. تحت عنوان "بيتي بيتك. بيتي هو منزلك"، استكشف الجناح مفهوم البيت العربي كفضاء يجمع بين الخصوصية والانفتاح. وبمشاركة معماريين بارزين، وإشراف الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، عرض الجناح حلولاً معمارية تُزاوج بين العناصر التقليدية والتصاميم الحديثة، مع التركيز على القيم الاجتماعية والثقافية التي تميّز العمارة العربية. قدّم الجناح مقاربة عملية لإعادة تفسير المفاهيم المعمارية التراثية لتلبّي احتياجات العصر الحديث، مع الحفاظ على جوهر الهوية المحلية. ومن خلال التركيز على عناصر مثل الفناء الداخلي والتهوية الطبيعية، أظهر كيف يمكن للعمارة أن تكون جسراً بين الماضي والمستقبل. المملكة العربية السعودية شاركت من خلال مشروع بعنوان "مدرسة أم سليم: هندسة معمارية للتواصل"، بتنظيم هيئة العمارة والتصميم ووزارة الثقافة. تولّت المشروع المعماريتان سارة العيسى ونجود السديري، بإشراف القيّمة الفنية الإيطالية بياتريس ليانزا. ركّز الجناح على إعادة تصوّر المدرسة كمكانٍ للحوار والتفاعل المجتمعي، بدلاً من كونها مجرد مبنى للتعليم. استخدمت اللغة المعمارية هنا لبناء جسور بين الأجيال والبيئة والمجتمع المحلي، في قراءة جديدة للمكان كوسيلة تواصل. لغة معمارية لبناء جسور بين الأجيال والبيئة والمجتمع أما جناح الإمارات فجاء تحت عنوان "قدر الضغط"، بتنظيم مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، وتنسيق عزة أبو علم. الموضوع، وإن بدا غامضاً للوهلة الأولى، قدّم قراءةً لواقع الحياة تحت الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، مع تصوّرات معمارية تنسجم مع هذه الحالة وتُخفف من وطأتها. شارك لبنان أيضاً بجناح بعنوان "الأرض تتذكّر"، بإشراف جاد تابت والمجموعة المعمارية اللبنانية (CAL)، وعدد من المعماريين والمصمّمين. تناول الجناح العلاقة بين الأرض والذاكرة، من خلال مشاريع تحاكي التغيّرات البيئية والسياسية والاجتماعية التي مرّت بها البلاد. "لنُمسك السراب" هو العنوان الرمزي لجناح مصر، الذي شارك فيه صلاح ذكري، وعماد فكري، وإبراهيم زكريا، تحت إشراف وزارة الثقافة المصرية. يُبرز المشروع التقاط اللحظات العابرة في الفراغ المعماري المصري، حيث يختلط الواقع بالخيال، والتاريخ بالمستقبل، في محاولة لتوثيق الهوية المعمارية في زمن التغير السريع. كما شارك المغرب بجناح بعنوان "مواد الطمس"، من إعداد خليل مراد الغيلالي والمهدي بلياسمين، وبإشراف محمد بن يعقوب. تناول المشروع أثر المحو المادي والرمزي في المدن المغربية، من خلال استخدام مواد مستدامة وعناصر معمارية تمثل الذاكرة والحفاظ عليها. وقد شاركت سلطنة عُمان لأول مرة في بينالي العمارة، بجناح تحت إشراف سعيد بن سلطان البوسعيدي، وقيادة فنية لماجدة الهنائي. حمل الجناح اسماً غير مباشر لكنه غني بالدلالات: "الآثار كمفاتيح للمستقبل"، الذي ربط الماضي العُماني برؤية معمارية معاصرة. وبينما تميزت معظم الأجنحة العربية بعروضها القوية، كان للبحرين نصيب الأسد، حيث تُوّج جناحها "موجة الحر" بجائزة الأسد الذهبي لأفضل مشاركة وطنية. قدّم الجناح حلولاً معمارية مبتكرة لمواجهة تحديات التغيّر المناخي، مع التركيز على مشكلة ارتفاع درجات الحرارة. اعتمد المصممون على تقنيات تبريد تقليدية مستوحاة من البيئة المحلية، كأبراج الرياح والساحات المُظلّلة، لكنهم قدموها بصيغة عصرية تلبي احتياجات الحياة المعاصرة. تميّز المشروع بتصميم بسيط الشكل لكنه عميق التأثير، مما يجعله قابلاً للتطبيق في مختلف الفضاءات العامة. وأشادت لجنة التحكيم بقدرة الجناح على الجمع بين الأبعاد البيئية والوظيفية، مع احترام الخصوصية المحلية، ليُقدّم نموذجًا مُلهِمًا للعمارة المستدامة في المناطق الحارّة. فنون التحديثات الحية المتاحف العربية.. جارات لا تتزاور

محاصرة الفنان خالد سبسبي.. تهمة معاداة السامية لا تضمحل
محاصرة الفنان خالد سبسبي.. تهمة معاداة السامية لا تضمحل

العربي الجديد

timeمنذ 5 أيام

  • العربي الجديد

محاصرة الفنان خالد سبسبي.. تهمة معاداة السامية لا تضمحل

لم يَعلم خالد سبسبي، الفنان اللبناني الأسترالي (من مواليد طرابلس 1965)، أن مشاركته في حملة لمقاطعة مهرجان سيدني الفنّي عام 2022 الذي شاركت في رعايته السفارة الإسرائيلية، سيُردّ عليها بعد قرابة الثلاثة أعوام بحملة هجومية مضادّة في الصحافة الأسترالية المحلية تصدّرتها صحيفة ذا أستراليان، بعد اختياره في فبراير/ شباط الماضي من مؤسسة "كرييتف أستراليا" لتمثيل البلاد، رفقة القيّم الفني مايكل داغوستينو، في "بينالي البندقية" 2026، المعرض الدولي المرموق للفنون المعاصرة والذي يعد واحداً من أقدم الفعاليات الفنية الدولية في العالم. في ذلك الوقت، أشارت الصحيفة المذكورة وتبعها عدد من السياسيّين الليبراليين واليمينيين إلى أن سبسبي قام عام 2007 بإهداء المتحف الوطني الأسترالي عملاً فنّياً بعنوان "أنت"، يصوّر الأمين العام الأسبق لحزب الله اللبناني الراحل حسن نصر الله، بالإضافة إلى أنه استخدم لقطات من هجمات 11 سبتمبر/أيلول في عمل فني قديم نُشر في 2006 بعنوان "شكراً جزيلاً"، كان من شأن ذلك وضع سبسبي في مركز دوامة من الجدل المتصاعد التي وصلت إلى أروقة مجلس الشيوخ الأسترالي، حيث اتهمت المعارضة حزب العمال الحاكم بأنه يستخدم أموال دافعي الضرائب لتمويل أنشطة فنان قام بتصوير الأعمال الإرهابية مراراً وتكراراً، هذا بالإضافة إلى اتهامات صريحة بمعاداة السامية وُجّهت لسبسبي. قاد كل هذا في النهاية إلى إقدام الجهة المنظمة للأعمال الاستشارية والتمويلية في الميدان الثقافي الأسترالي "كرييتف أستراليا"، إلى اتخاذ قرار غير مسبوق، مؤخراً، تمثّل بسحب ترشيح سبسبي وداغوستينو بعد أسبوع واحد من طرحه، ومنعه من عرض أعماله العام القادم في "بينالي البندقية"، وهذا ما عنى بالنسبة له حرمانه من فرصة فاتته على مدار ثلاث سنوات من المحاولة. إقصاء سبسبي يفتح نقاشاً حول استقلالية الفن وحرية الإبداع الأمر لم ينته عند هذا الحدّ بل قامت جامعة موناش الأسترالية للفنون، التي لم يسبق لها على مدار نصف قرن إلغاء أي معرض فني، بإلغاء معرض فني لسبسبي تحت عنوان "أرض مسطحة" يضمّ مجموعة من اللوحات الكبيرة المرسومة بالقهوة اللبنانية، تعاين تجربته مع الحرب الأهلية اللبنانية التي عايشها خلال طفولته، وكان من المقرر افتتاحه في الثامن من مايو/أيار الجاري، وعلى الرغم من التصريحات الصحافية التي صدرت عن الجامعة، والتي نفت أن يكون لقرار المنع أي صلة بقرار "كرييتف أستراليا" إلا أن السياق العام أوحى بعكس ذلك. وعلى إثر منع سبسبي من المشاركة في "بينالي البندقية"، قام العديد من الفنانين الأستراليين، من ضمنهم فنانون ستعرض أعمالهم في جناح أستراليا في البينالي، بتوجيه رسالة احتجاجية إلى مؤسسة كريتيف أستراليا اعتبرت القرار مناقضاً للاستقلالية الفنية وحرية التعبير، وحثّت على إعادة دعم سبسبي وداغستينو وضمان مشاركتهما في المعرض. وبسبب استمرار الجدل حول القضية، ارتضى مجلس الإدارة التابع لـ"كرييتف أستراليا"، بإجراء مراجعة خارجية لمجمل عملية الاختيار التي جرت لـ"بينالي البندقية"، على أن تصدر نتائجها في وقت ما من الشهر القادم. كذلك ظهرت بادرة إيجابية تمثلت بتراجع جامعة موناش عن قرار منع المعرض وتمت إعادة جدولة افتتاحه في 29 مايو الحالي، ويأمل كل من سبسبي وشريكه مايكل داغوستينو أن يكون قرار الجامعة دافعاً لإعادة النظر بقرار مؤسسة كرييتف أستراليا، الذي في حال تم التراجع عنه، لن يكون تعويضاً عن حملة التضليل والتشهير التي تعرّض لها سبسبي. فنون التحديثات الحية أحلام فلسطينية في سماء استوكهولم

سبور الثقافية.. معرضان من أجل فلسطين
سبور الثقافية.. معرضان من أجل فلسطين

العربي الجديد

time٢٣-٠٥-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

سبور الثقافية.. معرضان من أجل فلسطين

أطلقت مبادرة سبور الثقافية في العاصمة الألمانية برلين ، في الخامس والعشرين من إبريل/ نيسان الماضي، مشروعين فنيين بالتعاون مع أكثر من ثلاثين فناناً ومجموعة فنية، معظمهم من الفلسطينيين ، تحت عنواني "أعمال الأرض" و"أراضٍ محرّرة". يسعى المشروعان إلى استكشاف مركزية الأرض في الصراع ضد الاستعمار، بوصفها مساحة للتمزّق والصمود في آنٍ واحد. يأتي معرض "أعمال الأرض: العمل الجماعي والصوت" بعد مشاركته كفعالية موازية في بينالي البندقية الدولي، ليفتتح نسخته الجديدة في منشأة سبور ببرلين. وقد نتجت معظم الأعمال المعروضة عن إقامات فنية في دار جاسر للفنون والأبحاث في بيت لحم، بإشراف مؤسسة فنانون وحلفاء في الخليل. يستمر المعرض حتى الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ويقسم على ثلاث مراحل متتالية، هي: الأرض والذاكرة وإيقاعات النجاة، والأرض والقوت والعناية، والغياب والصوت والحضور البصري. يشرف على المعرض القيّمان جوناثان تيرنر وأنطونيا ألامپي، ويضم أعمالاً متعددة الوسائط، منها صور فوتوغرافية، وفيديوهات، وأداءات مسرحية، توثّق جوانب الحياة اليومية للفلسطينيين وصمودهم، خصوصاً في المناطق المحاذية للمستوطنات. توسّع الأعمال بتنوّعها رؤية أبعد لمفهوم العمل في الأرض، بحيث لا تفهم كمصدر زرق واكتساب لأساسيات الحياة، بل تشمل جذور الانتماء الثقافي والمقاومة الرمزية. توثيق حياة الفلسطينيين وصمودهم في المناطق المحاذية للمستوطنات أما مشروع "أراضٍ محرّرة"، والذي يستمر حتى نهاية فبراير/ شباط 2026، فهو جزء من برنامج دراسي تشرف عليه جود التميمي ولمى الخطيب، ويضم أيضاً، على غرار المعرض الأول، أعمالاً فنية متعددة الأوجه، تطرح تساؤلات حول الأرض كأداة مواجهة في وجه الاستعمار الإحلالي، حيث يتبنّى المستعمِر سياسات تدميرية تجعل الأرض حاضنة للموت والقحط، بينما يتشبَّث السكان الأصليون بوجودهم من خلال تعميق علاقتهم بالأرض وتطويع عناصرها البيئية لتُهيِّئ لهم النجاة في ظروف الحرب والحصار والمجاعات. يقدّم الفنانون المشاركون رؤى حول كيف يمكن للفلاحة، والمشاريع الزراعية الأهلية، ومكتبات البذور، والمجالس الشعبية، أن تتحوّل إلى أفعال سياسية ومقاومة مستمرة، تُرسّخ العلاقة بين الإنسان وأرضه كمسألة تقرير مصير. وترافق المشروع مكتبة متنامية تحتوي على نصوص ومواد سمعية وبصرية حول نضالات الفلاحين وحركات مقاومة الاستعمار، بالإضافة إلى فعاليات عامة كالمحاضرات، والعروض الأدائية، وعروض الأفلام. من بين المشاركين في هذه الأنشطة: أحمد الأقرع، وأمانة وهبة، وبيان أبو نحلة، وجومانة مناع، ورنا نزّال حمادة، وكمال الجعفري، وسليمان منصور، ومركز الفن الشعبي. تجدر الإشارة إلى أن مبادرة سبور، التي تعمل كصالون ثقافي مستقل، تُعنى بمشاريع العدالة المناخية والتعليم والتجدد البيئي، وقد أصبحت في الآونة الأخيرة حاضنة للكثير من المبادرات الفنية المرتبطة بفلسطين، خصوصاً في ظل التضييقات التي تواجهها هذه المشاريع من قبل بعض المؤسسات الثقافية الرسمية في ألمانيا. آداب وفنون التحديثات الحية "تردّدات الأصوات الغائبة".. استعادات ثلاث للوجود الفلسطيني

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store