
"التراث مقاومة" يضيء ثاني أيام مهرجان الأراجوز المصري ببيت السناري
وجاءت ندوة اليوم الثاني من أيام المهرجان تحت العنوان نفسه "الترا"، وشارك فيها نخبة من المتخصصين، حيث قدم الدكتور محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية بأكاديمية الفنون، ورقة بحثية متميزة تناول فيها دور الأغنية والموسيقى الشعبية في لحظات الصراع والمقاومة.
وأوضح شبانة أن الموسيقى المصرية، وخاصة الشعبية منها، لم تكن يوما بمعزل عن نضالات الشعب، بل رافقته في محنه وانتصاراته، بدءا من العدوان الثلاثي مرورا بنكسة 67 ووصولا إلى نصر أكتوبر.
واستعرض خلال مداخلته أدوار فرق غنائية مثل أولاد الأرض وشباب النصر، وأغان خالدة حفرت حضورها في الوجدان الجمعي، مثل يابيوت السويس، وخلي السلاح صاحي، وبسم الله الله أكبر، مؤكدا أن الغناء كان بمثابة سلاح معنوي حقيقي في معركة الكرامة الوطنية.
كما شارك في الندوة الدكتور محمد شحاتة العمدة، الباحث المتخصص في الأدب الشعبي، بالحضور والتعقيب، حيث تناول في مداخلته دور السير الشعبية في تعزيز روح المقاومة لدى الجماعة الشعبية.
وأوضح أن المجتمعات، في أزمنة الظلم والاستعمار، كانت تلجأ إلى خلق أبطال رمزيين تنتصر بهم على واقعها القاسي، مثل الأميرة ذات الهمة التي حاربت الروم ودخلت القسطنطينية، والظاهر بيبرس الذي هزم المغول في عين جالوت، وعلي الزيبق الذي واجه بطش المقدم الكلبي بالحيلة والذكاء.
وأكد العمدة أن هذه السير، بما تحمله من قيم بطولية وأخلاقية، كانت بمثابة مخزون رمزي يحفز الإرادة الجماعية على المقاومة.
وعقب الندوة، قدم العرض المسرحي الفرجوي الديك الهادر الغادر، تأليف الكاتب الفلسطيني غنام غنام إخراج نبيل بهجت بطولة علي أبو زيد سليمان في دور الحكواتي والفنان مصطفى الصباغ في دور الديك والجدير بالذكر أنه هو من قام بتصميم وتنفيذ عروسة الديك والفنان محمود في دور أبو محمد وأم أحمد مناظر نور ترفاوي وهو عمل موجه للأطفال يستند إلى حكاية شعبية ساخرة، تروي قصة ديك مخادع يستغل طيبة أهل قرية بيت الطين ويسيطر عليهم بالحيلة والكذب والتشويه، في إسقاط ذكي على صورة المستعمر. ورغم مظهره الضعيف وصوته الأجش وعجزه عن نطق حرف الحاء، يتمكن هذا الديك من تفتيت وحدة القرية وسرقة خيراتها ، حتى يتدخل الراوي والأطفال لفضح حقيقته وفضح مكره وكذبه .
وتغرس المسرحية في الأطفال وعيا مبكرا بخطورة السكوت عن الظلم، وتشجعهم على قول الحقيقة والمقاومة والدفاع عن الحق والانحياز للعدل واتخاذ موقف جماعي دفاعا عن أنفسهم ومجتمعهم.
واختتمت الأمسية بعدد من عروض الأراجوز التقليدية، التي أضفت بهجة خاصة على الأجواء وجذبت جمهورا متنوعا من الأطفال والكبار.
وقد شهدت العروض تفاعلا كبيرا من الحضور، في دلالة على استمرارية هذا الفن العريق وقدرته على التواصل مع الاجيال وتأكيد رسالتها بأن التراث الشعبي ليس فقط ماضيا يروى، بل هو طاقة مقاومة متجددة تسكن وجدان الشعب، وتعبر عنه في مواجهة القهر، بالسخرية حينا وبالغناء حينا، وبالحكاية دائما.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 12 دقائق
- خبر صح
أحمد صبري وأسرة خبر صحينعون والد الإعلامية ريهام حمدي
توفي منذ قليل والد الزميلة الإعلامية ريهام حمدي، وستُقام الجنازة اليوم الجمعة في الشرقية بعد صلاة الجمعة. أحمد صبري وأسرة خبر صحينعون والد الإعلامية ريهام حمدي مواضيع مشابهة: جماهير الأهلي والزمالك تدعم بيراميدز في نهائي إفريقيا وينعي الكاتب الصحفي أحمد صبري، رئيس تحرير موقع نيوز رووم، وريهام بكير، رئيس القسم الرياضي، وجميع الزملاء بالموقع والد ريهام حمدي، داعين الله عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة، ويسكنه فسيح جناته. ممكن يعجبك: الأهلي يحدد قائمة الفريق المشاركة في كأس العالم للأندية تُعتبر ريهام حمدي ناقدة رياضية وإعلامية متميزة في تغطية أخبار النادي الأهلي، حيث تتمتع بشعبية كبيرة بفضل مصداقيتها في نقل الأخبار وتفاصيل وكواليس الصفقات.


الجمهورية
منذ 16 دقائق
- الجمهورية
حمو بيكا يحسم حقيقة اعتزاله الغناء بعد وفاة أحمد عامر
ونشر فيديو وعلق عليه قائلاً: "أولاً: الله يرحم أخويا وحبيبي (أحمد عامر) ويسكنه فسيح جناته". وأضاف أحمد عامر: "إحنا بنشوف الكلام اللي بيتكتب، وناس كتير بتسأل: 'هو بيكا بيعتزل؟!' وتابع: الحقيقة إن الكلام ده مش مضبوط ومفيش أي نية للاعتزال لا دلوقتي ولا قريب. وأشار حمو بيكا: شغّال على حاجات جديدة قوية جداً، وفي مفاجآت جاية قريب هتفرّح كل جمهوري اللي دايمًا بيقف معاه وبيسنده.. إحنا مكملين بيكم وليكم، ومش بنهتم ولا بنرد على الشائعات، لكن حب الناس واهتمامها هو اللي خلانا نوضح.. شكرًا على دعمكم اللي مبيخلصش".


بوابة الأهرام
منذ ساعة واحدة
- بوابة الأهرام
« الأراجوز » معلم ساخر
هو جزء حي من تراثنا الشعبي عمره مئات السنين، استطاع أن يضحّك ويعلّم أجيالا، دون شاشة أو تكنولوجيا، فهو وسيلة ترفيه وتعليم ونقد اجتماعى وسياسى. «عروس» قفازية ترتدى طرطورا، كنوع من الكوميديا الجسدية، مع حوار ساخر وذكي يخاطب الجمهور ببساطة، يجذب بحركاته انتباه الكبار والصغار. ووسط زحام الحياة اليومية والركض وراء لقمة العيش، يتسلل الأراجوز من جديد. «الحلوة دى قامت تعجن في البدرية والديك بيدن كوكوكوكو في الفجرية يجعل صباحك صباح الخير يا اسطى عطية» بهذه الأغنية افتتحت فعاليات مهرجان الأراجوز» في دورته الرابعة، بينما قدمت فرقة «ومضة» أمس الأول العرض المسرحي «الديك الهادر الغادر» فى بيت السنارى بالسيدة زينب. تأليف الكاتب الفلسطيني غنام غنام وإخراج د. نبيل بهجت، وفيه إسقاط ذكى على صورة وسلوكيات المستعمر الغاصب. واختُتمت الأمسية بعدد من عروض الأراجوز التقليدية، التي أضفت بهجة خاصة على الأجواء وجذبت جمهورًا متنوعًا من الأطفال والكبار. ومن المقرر أن يختتم المهرجان فعالياته بالقاهرة اليوم في «بيت السحيمى»، قبل أن يتجه إلى الإسكندرية.