logo
"أطباء بلا حدود" للجزيرة نت: الأوضاع بغزة كارثية والطواقم الطبية تعمل تحت الضغط والخطر

"أطباء بلا حدود" للجزيرة نت: الأوضاع بغزة كارثية والطواقم الطبية تعمل تحت الضغط والخطر

الجزيرة١٥-٠٤-٢٠٢٥

غزة- وصف الدكتور محمد وادي، نائب المنسق الطبي في منظمة " أطباء بلا حدود" ب شمال قطاع غزة ، الأوضاع الصحية بـ"الكارثية" في ظل استمرار الحرب ، وإغلاق المعابر ، وانقطاع الإمدادات الطبية.
وقال وادي في حوار مع الجزيرة نت، إن ا لاستهداف المتكرر للمستشفيات ، وآخرها مستشفى المعمداني ، تسبب في شلل كبير بالخدمات الطبية، ويهدّد حياة آلاف الجرحى والمرضى.
وذكر أن منظمته تواصل عملها الإنساني رغم المخاطر، عبر تقديم خدمات متعددة لعلاج الجرحى، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف الحرب وفتح المعابر لإنقاذ ما تبقى من المنظومة الصحية في قطاع غزة.
ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال المستشفيات. كانت هناك هجمات سابقة على مستشفيي "الشفاء" و" كمال عدوان" وغيرهما. استهداف المعمداني كان صدمة لنا؛ فهو يُعد من المستشفيات الرئيسية في شمال القطاع التي تستقبل الإصابات جراء العدوان، ونتج عن القصف تدمير قسم الاستقبال والطوارئ، مما أدى إلى إغلاق المستشفى لفترة. والآن كل الحالات التي تحتاج للعلاج تُنقل إلى مستشفى "الشفاء" الذي يعاني من قلة الإمكانيات.
صف لنا الأوضاع في قطاع غزة بشكل عام، والأوضاع الصحية خاصة، كما ترونها وتعاينونها؟
الأوضاع بشكل عام، سيئة جدا وصعبة جدا على الناس من كل نواحي الحياة، من المياه والطعام للسكن، أمور الناس صعبة جدا. ونحن موجودون هنا لنخفف عن الناس من الناحية الطبية.
أما الأوضاع الصحية، فهي كارثية، والمشكلة أن إصلاحها يحتاج إلى وقف الحرب ومعابر مفتوحة واستدامة الموارد الطبية وتوفير الميزانيات. وللأسف، بدون وقف الحرب لن نستطيع فعل شيء لأننا مرتبطون بالمعابر، وبدونها لن تدخل مستلزمات طبية وهي أمور أساسية للمنظومة الصحية.
لدينا شح في المستلزمات الطبية، وهناك شح في الكوادر الصحية والطبية الموجودة في المستشفيات، وهذا يؤثر على حياة المرضى والجرحى، وخاصة الإصابات الخطيرة التي تحتاج عناية مكثفة، وتحتاج عمليات جراحية ورعاية لما بعد العمليات، وهذا "أكيد سيؤثر على حياتهم ويعرضها للخطر".
مثلا أمراض القلب، معرضون لخطر الموت، فلا يوجد عمليات قسطرة قلبية أو عمليات جراحية لهم، وهذا من أكبر التحديات، ونأمل قريبا أن تعيد وزارة الصحة خدمة القسطرة، وأن يكون هناك طواقم وإمكانيات لاستئناف العمل، وهذا يحتاج كما نقول دائما إلى وقف الحرب.
هل يعاني القطاع من قلة الأطباء حاليا؟
هناك العديد من الأطباء المهرة والأخصائيين غادروا القطاع بسبب الحرب، وهذا أمر طبيعي لكنه أثر بشكل كبير، وأحدث فراغا كبيرا، وخاصة في بعض التخصصات كطب الأعصاب والتجميل وإصابات الكسور.
لكن نقول إن غزة "ولاّدة" فاليوم أرى أطباء صغارا في السن، لكنهم مع الخبرة والضغط الكبير الذي تعرضوا له أصبحوا ماهرين، وأعتقد أنه سيكون لهم مستقبل باهر.
ما الذي دفع منظمتكم للتوسع في خدماتها في قطاع غزة؟
إعلان
نحن مؤسسة دولية إنسانية غير ربحية تساعد المصابين والجرحى في الكوارث والحروب، وهذا ما دفعنا للاستجابة السريعة لما يجرى في غزة. وهذا من واجبنا أن نقدم الرعاية الصحية للناس المحتاجة للخدمة الطبية.
مع العلم أننا موجودون من قبل الحرب، وكان عدد الطاقم حوالي 184 موظفا، ولكن بعد الحرب ارتفع إلى قرابة 400 يعملون بعقود وتحت مظلة منظمة "أطباء بلا حدود"، ويضاف لهم ما بين 400 إلى 500 موظف يعملون بموجب مشروع شراكة بيننا وبين وزارة الصحة الفلسطينية. ولدينا خطط للتوسع لكنها تحتاج إلى وقف الحرب، وفتح المعابر.
مجمل الخدمات: الغيار عن الجروح، والعلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، والرعاية الأولية للأطفال والأمراض المزمنة، والعلاج النفسي والدعم الاجتماعي، ومتابعة أقسام المبيت لحالات الحروق.
كانت خدماتنا الأساسية في منطقة "وسط وجنوب قطاع غزة"، لأنه المكان الذي أُعلن باعتباره "المنطقة الإنسانية". وأنشأنا مستشفى ميدانيا في دير البلح (وسط) يضم الكثير من الخدمات الطبية للسكان وبه أقسام مبيت.
وفي مستشفى ناصر ب خان يونس (جنوب) لدينا غرفتا عمليات وقسم مبيت ونقدم مختلف الخدمات. أما في مدينة غزة وشمال القطاع، فلدينا عيادة تقدم مختلف الخدمات أيضا وتستقبل من 350 الى 400 مريض يوميا.
كم عدد الحالات التي قدمتم لها العلاج خلال الحرب؟
استقبلنا من حالات الحروق في كل مراكزنا 40 ألف حالة خلال فترة الحرب إلى اليوم.
وحالات إصابات حرب: 32 ألف حالة.
وحالات أطفال وأمراض مزمنة: 50 ألف حالة.
الموارد، فالعيادات تحتاج إلى موارد؛ من أدوية، ومستلزمات طبية، وأجهزة، والمعابر مغلقة، وهناك شح كبير في الموارد الطبية التي تجعلنا لا نقدم الخدمة على أكمل وجه.
إعلان
منذ متى لم تصلكم أي إمدادات طبية؟
منذ الثاني من مارس (آذار) الماضي لم يدخل لقطاع غزة أية مساعدات طبية. ولدينا إمدادات طبية خاصة بنا على المعابر، وننتظر دخولها.
قارب مخزوننا الطبي النفاد، ولدينا ما يكفي لشهر أو شهرين فقط، لكن أدوية الأمراض المزمنة قد تنفد هذا الأسبوع.
نتميز بتقديم خدمة علاج الحروق ومعالجة الكسور.
بخصوص علاج الحروق، لدينا خبرة واسعة وبدأناها هنا في غزة منذ عام 2011 وكان لنا 4 عيادات في القطاع ونستقبل كل مرضى الحروق سواء عن عنف أو حوادث منزلية. وخلال الحرب توسعنا في هذ المجال، وقدمنا كما ذكرت سابقا العلاج لحوالي 40 ألف حالة.
أما بخصوص الكسور، فلدينا خبرات واسعة سابقا منذ ما قبل الحرب، وطواقمنا متميزون في علاج الكسور وهذا البرنامج موجود في مستشفى ناصر.
كم شهيدًا فقدتم خلال الحرب جراء اعتداءات الاحتلال؟
فقدنا خلال الحرب 16 موظفا من "أطباء بلا حدود"، وتم تدمير بعض مراكزنا وسياراتنا، فمثلا عيادتنا في مدينة غزة هي بالأساس مكتب إداري، لكن بعد تدمير العيادة الأساسية وإحراق 4 سيارات، حوّلنا المكتب إلى عيادة.
إلى أي درجة تجدون صعوبة في التنقل بين أرجاء القطاع؟
التواصل بين الشمال والجنوب صعب جدا، الآن هناك شارع البحر فقط مفتوح، وهو محظور للسيارات ومسموح فقط لعربات الحيوانات والدراجات النارية.
وحينما يتنقل موظفونا بشكل يومي عبره، يتعرضون للخطر، فهناك إطلاق نار، وأيضا هو طريق غير ممهد.. الأمور صعبة جدا.
الطاقم يعاني بشدة كما بقية الشعب، نحن تعاملنا ورأينا أشياء لم نتخيل أن نراها من قبل، فهذه حرب مجنونة، ونحن تحت ضغط نفسي كبير.
الموظف في "أطباء بلا حدود"، غير آمن في بيته، وغير آمن على أطفاله، ويتأثر بالمجاعة، وبالبحث عن الطعام لأسرته، وبتوفير المستلزمات الأساسية.
وهو أيضا غير آمن خلال سيره من منزله إلى العمل، ويخشى القصف والغارات، ولا يجد المواصلات ويضطر للمشي، وأنا شخصيا طوال الفترة التي سبقت وقف إطلاق النار كنت أتحرك مشيا لعدم توفر المواصلات.
الذي يدفعنا للاستمرار هو رغبتنا في خدمة السكان والمحتاجين للعلاج.
ما القصة الأكثر تأثيرا عليك وترغب بمشاركتها عبر الجزيرة نت؟
جاءني رجل يعاني ابنه البالغ من العمر 5 شهور من ضمور عقلي، مع ما يتبع هذا من مشاكل صحية واحتياجات مالية كبيرة للعلاج، وهذا الشخص كان ميسورا قبل الحرب ويستطيع تدبير أموره، لكنه الآن غير قادر على ذلك وعاجز عن تدبير العلاج و"الحفاظات" على سبيل المثال.
حينها، تذكرت ابني، الذي يعاني من نفس المرض، وعمره 7 سنوات، ابني تحسن كثيرا قبل الحرب، حتى إنه أصبح يمشي، وبدأ في الاعتماد على نفسه، وكانت أموره في تحسن.
لكن بعد الحرب، انتكس ابني، بسبب انهيار الوضع الصحي وغياب الأطباء المتخصصين وضعف العلاج، ولم يعد قادرا على المشي، وإذا مشى وقع وجرح نفسه، ولم يعد يتحكم في عملية الإخراج، وبحاجة لحفاظات بشكل دائم.
حاولت أن أساعد هذا الأب لأنني أشعر بمصابه، لكننا للأسف لا نقدم المساعدة لهذه الفئة، إلا أنني أحاول أن أساعده بشكل شخصي.
ما أود قوله، أن الجميع تضرر جراء الحرب، وليس فقط المصابين والجرحى وأصحاب الحروق، الجميع تضرر، والحل هو أن تقف هذه الحرب.
نأمل من المجتمع الدولي ومن كل المنظمات الدولية أن تقف مع الشعب الفلسطيني، وأن يعملوا على إنهاء هذه الحرب، وأن يعملوا على فتح المعابر، فمن حق الناس أن تعيش حياة كريمة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بنوك الدم خاوية في غزة والمجاعة تؤثّر على صحة المتبرعين
بنوك الدم خاوية في غزة والمجاعة تؤثّر على صحة المتبرعين

الجزيرة

timeمنذ 6 أيام

  • الجزيرة

بنوك الدم خاوية في غزة والمجاعة تؤثّر على صحة المتبرعين

غزة – كالمعتاد، عند الثامنة صباحا فتح قسم بنك الدم في مجمع ناصر الطبي ب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة أبوابه، ولنحو 4 ساعات، رصدت الجزيرة نت هدوءا تاما ومقاعد فارغة، على وقع أصوات الإنذار الصادرة عن سيارات الإسعاف، التي تتوافد على المجمع محملة بجرحى غارات جوية إسرائيلية مكثفة على المنازل وخيام النازحين. طوال هذه الساعات لم يحضر سوى متبرع واحد، اعتاد على التبرع بالدم منذ ما قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع عقب عملية " طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن يوسف التلاوي يقول للجزيرة نت إنه خلال الشهور الستة الماضية امتنع عن التبرع لشعوره بـ"الهزال والدوخة بسبب المجاعة وسوء التغذية". صبيحة أول أمس الأحد، استيقظ التلاوي وفي نيته التبرع وقد تملّكه الحزن لعدم وجود ما يتناوله من طعام قبل التوجه لبنك الدم، ولولا دعاه صديق له لتناول الإفطار برفقته لما تمكّن من ذلك، ويقول "لا أملك غير دمي للتبرع به للمساعدة في إنقاذ جريح قد تكون قطرة منه تعني الحياة بالنسبة له". قبل اندلاع الحرب كان التلاوي (25 عاما) معتادا على التبرع بشكل دوري ومستمر، مرة كل 3 شهور، غير أن العدوان لم يمنحه الفرصة سوى 3 مرات فقط للتبرع بالدم، ويُرجع هذا الشاب، المتزوج حديثا والذي رُزق بطفلته الأولى، السبب "ل استهداف المستشفيات والحصار والمجاعة وسوء التغذية". إعلان تشير مديرة وحدة المختبرات وبنوك الدم في وزارة الصحة الدكتورة صوفيا زعرب إلى "ظاهرة ملفتة لعزوف الشباب عن التبرع بالدم"، وتقول للجزيرة نت إنها ازدادت على نحو كبير منذ تشديد الحصار وإغلاق المعابر في 2 مارس/آذار الماضي، وما تبع ذلك من تفشي المجاعة وسوء التغذية. وحسب زعرب، لم يدخل رصيد بنك الدم في مجمع ناصر الطبي خلال الأيام الثلاثة الماضية سوى 10 وحدات دم فقط، في مقابل صرف 250 وحدة في الفترة ذاتها منذ صباح يوم الجمعة الماضي، لمواكبة الأعداد الهائلة من الجرحى. من جانبه، يقول شريف إهليل، وهو شاب رياضي في الثلاثين من عمره، للجزيرة نت "أشعر أنني لست بخير"، وكلما عزم على التبرع بالدم يتردد ويعزف عن ذلك. كان إهليل لاعبا لكرة القدم في أندية محلية، ويؤكد أنه لا يعاني من أية أمراض، غير أنه لا يتناول أي طعام صحي منذ إغلاق المعابر واستئناف الحرب على القطاع في 18 مارس/آذار الماضي، حيث لا تتوفر اللحوم والدواجن والأسماك في الأسواق، والخضراوات شحيحة وأسعارها "فلكية"، ويعتمد في غذائه اليومي على ما تبقى لديه من أغذية معلبة حصل عليها في طرود مساعدات إنسانية سابقة. وتقول الدكتورة زعرب إن "المجاعة فتكت بالجميع، وكثيرون من أمثال إهليل في مرحلة الشباب يعانون من سوء التغذية، ويخشون من التبرع بالدم، وبينهم من يتعالى على جوعه ويأتي للتبرع، ولكنه يشعر بالتعب والدوخة ولا يستطيع إكمال الوحدة، ونضطر لإتلاف الكمية التي سُحبت منه". واقع خطير أحد هؤلاء شاب في العشرينيات من عمره، بجسد تبدو عليه الصحة، حضر قبل بضعة أيام للتبرع بالدم، وبعد دقائق معدودة من جلوسه على المقعد المخصص وهو ينظر إلى أنبوب متصل بكيس طبي يُفترض أن يمتلئ بوحدة الدم، ظهرت عليه فجأة علامات التعب الشديد وبدأ يتصبب عرقا وأُصيب بالغثيان والدوخة. لاحظت عليه الموظفة ذلك، وسألته فورا "هل تناولت أي شيء قبل حضورك للتبرع؟ وعندما أخبرها أن آخر ما دخل جوفه "قطعة صغيرة من الخبز تناولها مع القليل من الزعتر الليلة الماضية"، نزعت الأنبوب من يده، ورفضت تبرعه. ووفقا للدكتورة زعرب، فإن مثل هذه الحالة تتكرر مع متبرعين يؤثرون على أنفسهم ويتعالون على آلامهم للتبرع بالدم، تلبية لنداءات متواترة ومستمرة من المستشفيات، للمساهمة في إنقاذ أرواح جرحى، غير أن تداعيات الجوع تظهر عليهم أثناء عملية نقل الدم، التي تتطلب "طاقة وسعرات حرارية وتعويضا سريعا للسوائل والسكريات المفقودة، وهي أشياء رغم بساطتها مفقودة بسبب الحصار والمجاعة". ودرجت العادة على منح العصائر للمتبرع بالدم، لكنها توضح أن بنوك الدم في غزة تفتقر لهذه العصائر بسبب الحصار ومنع الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية، و"في أحيان كثيرة لا نجد حتى كوبا من المياه العذبة ليشربه المتبرع". ووصفت المسؤولة الطبية واقع بنوك الدم بأنه "معقد وخطير ومقلق للغاية"، وتقدّر أن رصيد الدم المتوفر حاليا يكفي لأربعة أيام فقط في أحسن الأحوال، ما لم تشهد الاعتداءات الإسرائيلية تصعيدا على نحو أكبر وأوسع. قيود إسرائيلية تعاني بنوك الدم في غزة من عجز كبير في أرصدة الدم، وفي أجهزة نقل الدم والأكياس ومواد للفحص، وتقول الدكتورة زعرب إن الكثير من المواد والمستلزمات "رصيدها صفر"، حيث يمنع الاحتلال إدخالها ووحدات دم من الخارج لتغذية الأرصدة ومواكبة التطورات وإنقاذ الجرحى والمرضى، وآخرها كمية من متبرعين ب الضفة الغربية منع إدخالها قبل استئنافه الحرب. وتؤكد "جراء ذلك، نعمل في ظروف صعبة واستثنائية لا تتناسب مع الضغط الهائل في أعداد الجرحى يوميا، وبتنا نحتاج لنحو نصف ساعة من أجل تجهيز وحدة دم واحدة بطريقة يدوية، وهي ضعف المدة التي كنا نستغرقها في الوقت الطبيعي". وتضيف مديرة وحدة المختبرات وبنوك الدم في وزارة الصحة صوفيا زعرب أن شدة الاعتداءات وما ينجم عنها من جرحى، وما تعانيه بنوك الدم من عجز ونواقص في كل شيء، "يجعل من الالتزام بالمعايير الطبية العالمية أمرا صعبا ومعقدا، ونضطر أحيانا لتجاوزها من حيث قياس نسبة الهيموغلوبين، والوزن، والضغط، والتأكد من سلامة المتبرع وخلوه من الأمراض، وقدرته على التبرع". ونتيجة ضغط الحاجة، تضطر بنوك الدم أحيانا للتعامل مع متبرعين يعانون من سوء التغذية، وهو ما يفسر معاناة الأغلبية في الوقت الحالي من الدوخة والصداع والهزال والغثيان، بعد عملية سحب الدم، وفق زعرب.

حمامات "ماعين" جوهرة السياحة العلاجية في قلب الأردن​
حمامات "ماعين" جوهرة السياحة العلاجية في قلب الأردن​

الجزيرة

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

حمامات "ماعين" جوهرة السياحة العلاجية في قلب الأردن​

من قلب الطبيعة الخلابة لمحافظة مأدبا الأردنية، وعلى بُعد 58 كيلومترا جنوب العاصمة عمّان، تتدفق مياه حمامات ماعين من بين 63 ينبوع مياه طبيعيا كشلالات هادرة، تحمل معها مزيجا فريدا من الجمال الطبيعي والخصائص العلاجية، التي قل نظيرها في العالم. فهناك تنخفض المنطقة، التي تضم البحر الميت، قرابة 120 مترا عن مستوى سطح البحر، حيث تعد المنطقة أكثر نقطة انخفاضا على وجه الأرض، مما يمنحها مناخا دافئا حتى في أشهر الشتاء الباردة. ​ وتُعد حمامات ماعين من أبرز الوجهات العلاجية في الأردن، ومنطقة الشرق الأوسط، حيث تصل درجة حرارة مياه ينابيعها إلى 60 درجة مئوية، وتتميز بغناها بالمعادن المفيدة والنادرة التي تُستخدم في علاج أمراض الجلد والمفاصل والدورة الدموية. ولا تقتصر جاذبية حمامات ماعين على فوائدها الصحية فحسب، بل تمتد لتشمل مناظرها الطبيعية الساحرة، حيث تتناغم الشلالات المتدفقة مع الجبال المحيطة، مما يجعلها مقصدا مثاليا للباحثين عن الهدوء والاسترخاء وتجديد الأنفاس في أحضان الطبيعة. فوائد علاجية فريدة تتميز شلالات ماعين بمواصفات علاجية عديدة لوجود نسبة عالية من المياه الكبريتية الغنية بالأملاح والمعادن الطبيعية النادرة، وتظهر على شكل أيونات داخل المياه مما يساعدها على الدخول إلى الجسم عن طريق المسام عبر الخاصية الأسموزية (انتقال الماء من منطقة ذات تركيز أقل إلى منطقة ذات تركيز أعلى للمواد الذائبة)، بالنظر إلى درجة حرارة المياه العالية. ​ كما تشتهر مياه حمّامات ماعين بخصائصها العلاجية الفريدة، حيث تحتوي على عناصر معدنية نادرة مثل الصوديوم والكالسيوم والكلوريد، بالإضافة إلى غاز الرادون وكبريتيد الهيدروجين، وتصل درجة حرارة هذه المياه إلى أكثر من 63، مما يجعلها فعّالة في علاج العديد من الأمراض، بما في ذلك: إعلان كما تضم حمامات ماعين مجموعة من المنتجعات الفاخرة والمرافق المتكاملة، بما في ذلك مراكز صحية وغرف ساونا ومسابح، ومطاعم تطل على الشلالات والمناظر الخلابة، ليتيح هذا التنوع للزوار تجربة استرخاء واستجمام فريدة، تجمع بين العلاج الطبيعي والراحة النفسية في بيئة هادئة ومفعمة بالجمال الطبيعي. وحول مكانة وأهمية حمامات ماعين، قال الخبير السياحي مراد أرشيدات إن المكان "يسهم في عملية الاسترخاء والحصول على الهدوء المطلوب، من خلال معالجة الكثير من الإشكاليات التي يعاني منها السائح أو الزائر لوجود المياه المعدنية النادرة والحارة التي تساعد في علاج الإجهاد العصبي والجسدي والنفسي، والقضاء على الإجهاد والتوتر بشكل عام". وأضاف أرشيدات في حديثه للجزيرة نت أن الأسباب التي تدفع السائح لزيارة حمامات كثيرة، إلا أن أبرزها العلاج بالطين، إذ يتوفر في حمامات ماعين الطين الطبيعي الذي يُستخدم في العديد من العلاجات الطبيعية للجسم. أيضا يتوفر التدليك العلاجي في حمامات ماعين من خلال خدمة التدليك العلاجي التي يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر والضغط، والتنفس بالغازات الحارة حيث يمكن للزوار الاستفادة من تأثير الغازات الطبيعية الموجودة في حمامات ماعين من خلال التنفس بها لتحسين صحة الجهاز التنفسي. سمعة خارج البلاد وتستقطب حمامات ماعين آلاف الزوار سنويا من داخل المملكة وخارجها، لا سيما من دول الخليج العربي، وينعكس ذلك إيجابا على الاقتصاد المحلي من خلال إنفاق الزوار وتوفير فرص عمل لسكان المنطقة. كما أن قرب وادي حمامات ماعين من منطقة البحر الميت يجعلها وجهة مناسبة للزوار الذين يرغبون في الاستمتاع بالعلاجات الطبيعية والاسترخاء على شواطئ البحر الميت الفريدة أيضا، إذ أن وادي ماعين من أهم الأودية الجيولوجية في المنطقة حيث توجد طبقات رسوبية نادرة. وتقول روعة أبو صافي للجزيرة نت خلال زيارة لحمامات ماعين إنها "مندهشة من جمال وروعة المكان"، مضيفة أن "شلالات ماعين لا مثيل في العالم من حيث مياهها الحارة المعدنية، وجمالها الطبيعي".

كيف تتحكم في غضبك قبل خسارة من حولك؟
كيف تتحكم في غضبك قبل خسارة من حولك؟

الجزيرة

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

كيف تتحكم في غضبك قبل خسارة من حولك؟

الغضب شعور إنساني معقد، وغالبا ما يصنف على أنه سلوك سلبي أو مدمر. إلا أن الأبحاث النفسية الحديثة تكشف عن جانب آخر لهذا الشعور، إذ تظهر أنه، حين يدار بوعي، يمكن أن يتحول إلى قوة محفزة على التغيير الاجتماعي، ووسيلة فعالة لمواجهة الحزن، بل وقد يمنح الفرد شعورا بالرضا الأخلاقي. في هذا التقرير، نسلّط الضوء على الإجابة عن سؤال: كيف يمكن أن يصبح الغضب حليفا في مسارات التغيير والشفاء بدلا من كونه عبئا مزعجا؟ ما الذي يثير شعور الغضب؟ يظهر الغضب عادة كرد فعل فوري على الشعور بالظلم أو الأذى، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، ويعبر عن رفض لانتهاك الحقوق أو القيم. يؤدي هذا الشعور دورا دفاعيا يحمي الذات والمبادئ، كما يعزز الإحساس بالهوية. كذلك، قد ينجم الغضب عن تكرار الإحباط أو عرقلة تحقيق الأهداف، أو في مواجهة تهديدات نفسية واجتماعية، مما يجعله آلية طبيعية تنبه الإنسان إلى الخطر وتحثه على حماية نفسه. ورغم أن الغضب قد يكون أداة تكيفية تدفع إلى المواجهة الفعالة في بعض المواقف، إلا أن فقدان السيطرة عليه قد يحوله إلى سلوك عدواني، ما يجعله سلاحا ذا حدين في العلاقات الإنسانية. الغضب والشعور بالرضا النفسي بعيدا عن أدواره الاجتماعية، يمنحنا الغضب أحيانا شعورا بالراحة النفسية أو الرضا. ويشير الدكتور جلين جيهر، أستاذ علم النفس بجامعة نيويورك، إلى أن الغضب قد يستخدم للتعبير عن التفوق الأخلاقي ورفض السلوكيات غير المقبولة، وهذا يعزز الإحساس بالهوية والسيطرة في عالم فوضوي. لكن هذا الشعور قد يتحول إلى فخ نفسي، إذ قد يتحول الغضب إلى وسيلة مستمرة لتأكيد الذات بدلا من أداة للحوار أو التغيير، مما يجعل الشخص أسيرا لردود فعل غاضبة لا تساهم في أي إصلاح حقيقي. الغضب كأداة للشفاء من الحزن الغضب، كما توضح الدكتورة سينثيا فيجار في مقالها على سيكولوجي توداي، لا ينبغي اعتباره شعورا سلبيا فحسب خلال مراحل الحزن، بل قد يكون دليلا حيويا على أننا بدأنا ندرك حجم الفقد وأثره علينا. هذا الغضب يعكس حدودا نفسية تم اختراقها، سواء بفقد شخص أو دور أو علاقة، ويمنحنا دفعة داخلية لاستعادة السيطرة. ويمكن للغضب أن يكون حافزا للتعبير عن الألم، ودافعا لفهم الذات بعمق أكبر. ومن خلال ملاحظته لا كتهديد بل كمؤشر، يصبح الغضب بوابة للشفاء، وفرصة لاكتشاف احتياجاتنا غير المُلباة واتخاذ خطوات إيجابية نحو التعافي العاطفي. العوامل الشخصية المؤثرة في تجربة الغضب تختلف تجربة الغضب من شخص لآخر بناء على عدة عوامل، منها:​ السمات الشخصية: الأشخاص الذين يتمتعون بمرونة نفسية عالية قد يكونون أكثر قدرة على إدارة الغضب بفعالية.​ التجارب السابقة: الأفراد الذين تعرضوا لتجارب صادمة أو غير عادلة قد يكونون أكثر عرضة للغضب.​ الدعم الاجتماعي: وجود شبكة دعم قوية يمكن أن يساعد في تقليل مشاعر الغضب أو توجيهها بشكل بنّاء.​ القدرة على التعبير عن المشاعر: الأشخاص الذين يتمكنون من التعبير عن مشاعرهم بوضوح قد يكونون أقل عرضة للغضب المكبوت.​ لكن هل الغضب يغير العقول حقا؟ رغم أن الغضب يمنح شعورا أخلاقيا قويا ويحدث تأثيرات فورية، إلا أن فاعليته على المدى البعيد محدودة في تحقيق التغيير الحقيقي. فعادة لا يقنع الغضب الآخرين، بل قد يفهم كعدوانية أو هجوم، وهذا يؤدي إلى تصعيد الخلافات بدلا من تسويتها. وبدلا من أن يكون وسيلة لتقريب وجهات النظر، قد يتحول الغضب غير المدروس إلى حاجز يعمق الانقسام ويعطل الحوار البناء. لذا، فإن ضبط الغضب وتوجيهه بحكمة يعد أكثر نفعا لتحقيق التفاهم والتأثير الإيجابي. كيف ندير الغضب بشكل إيجابي؟ لكن تحويله من رد فعل هدام إلى طاقة بناءة يتطلب وعيا ومهارات إدارة عاطفية. تبدأ هذه العملية بالتوقف اللحظي قبل الرد، حيث يطرح السؤال: "هل يستحق هذا الموقف غضبي؟ وهل ردي سيحل المشكلة أم يزيدها تعقيدا؟" هذه اللحظة من التمهل تتيح للعقل التفكير بعقلانية بدلا من الاندفاع. إستراتيجيات للتحكم في غضبك: التنفس العميق: ينشط الجهاز العصبي، وهذا يخفض معدل ضربات القلب ويهدئ الاستجابة الجسدية للغضب. إعادة التقييم المعرفي: تغيير تفسير الموقف (مثل اعتباره تحديا وليس هجوما). التأمل الذهني: يعزز الوعي بالمشاعر من دون انجراف. المشي أو التمارين تفرغ الطاقة الزائدة وتخفض هرمونات التوتر مثل الكورتيزول. إعلان التواصل غير العدواني: التعبير عن المشاعر بـ"أشعر…" بدلا من الاتهام يقلل التصعيد. بعد الهدوء، يوجه الغضب نحو حل المشكلة عبر تحليل الأسباب واقتراح حلول عملية. مثلا: كتابة المشاعر، أو مناقشة الموقف بموضوعية. هكذا يصبح الغضب محفزا للتغيير الإيجابي، بدلا من كونه مصدرا للصراع. الغضب ليس شعورا يجب كتمه أو الخجل منه، بل هو إشارة نفسية بأن هناك أمرا يحتاج إلى الانتباه أو التصحيح. لكنه، كأي طاقة قوية، يحتاج إلى توجيه. والغضب البنّاء قد يحفز التغيير، ويعزز العدالة، ويدفع للحوار الحقيقي. أما الغضب غير المنضبط فقد يكون سببا في الانقسام، القطيعة، بل وحتى العنف. في زمن السرعة والتوتر الدائم، يصبح التحكم في الغضب مهارة ضرورية لا رفاهية. فحين نفهم الغضب، ونديره بوعي، يمكننا تحويله من قنبلة موقوتة إلى وقود للتغيير الإيجابي، سواء في أنفسنا أو في العالم من حولنا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store