
قراءة من الرياض للمواجهات بين إسرائيل وإيران
*رئيس تحرير "عرب نيوز"
تبقى المملكة العربية السعوديّة ملتزمةً بمبادئها الراسخة القائمة على خفض التصعيد واللّجوء إلى الحلول الديبلوماسيّة والتعاون على المستوى الدولي، وذلك على ضوء تصاعد التوتّرات الإقليمية في أعقاب الضربات الإسرائيلية على إيران. وقد دانت المملكة بشدة تصرفات إسرائيل، ووصفتها بأنها انتهاكات للقانون الدولي، وحذّرت من أن استمرار التصعيد لن يؤدي إلا إلى تعقيد الجهود المبذولة لتحقيق استقرار دائم.
ولطالما أعطت السعوديّة الأولويّة في سياستها الخارجية للحلول السلمية، داعيةً إلى الاعتماد على القنوات الديبلوماسيّة بدل المواجهة العسكريّة. وتحثّ الرياض جميع الأطراف المعنيّة على ضبط النفس والسعي إلى الانخراط في حوار بنّاء بدلاً من الاستمرار بالاعتداءات. بالإضافة إلى ذلك، دعت المملكة المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى اتّخاذ خطوات حاسمة لمنع زعزعة الاستقرار بشكل إضافي.
واستجابت القيادة السعوديّة لهذه الأزمة عبر التواصل مع حلفائها الإقليميين والدوليّين لمناقشة الحلول المُحتملة وضمان تنسيق الجهود الهادفة إلى خفض التصعيد، كما تبقى الرياض ملتزمةً بدعمها للمحادثات التي تمنع حصول المزيد من أعمال العنف وتعزز السلام الدائم.
وأوضحت السعودية موقفها إزاء سيادة البلاد، إذ لن تسمح باستخدام مجالها الجوي لأي عمليات عسكرية، بغض النظر عن مصدرها أو هدفها. وتُؤكّد هذه السياسة حرص المملكة على حماية أمنها الوطني، مع التزامها بموقفها الرافض للمُشاركة بشكل مباشر في نزاعات عسكريّة.
وتتطلّع المملكة، بعيدًا عن الأزمة الحاليّة، إلى تحوّل أوسع في الشرق الأوسط؛ تحوّل يُعطي الأولويّة للأمن والتعاون الاقتصادي والتكامل الإقليمي بدل الصراعات. وفي هذا السياق، تسعى قيادة المملكة إلى زيادة التركيز على الازدهار وإبعاده عن التصادم، بما يضمن تعاون الدول لتحسين مستويات المعيشة وبناء مستقبل أكثر استقراراً.
قصف على طهران (أ ف ب).
وتبقى السعودية بمثابة قوّة تدفع باتّجاه الاستقرار على الرغم من استمرار التوتّرات، كما تدعو للّجوء إلى القنوات الديبلوماسيّة، وتحثّ على التعاون الدولي، وتؤكّد التزامها بالسلام الإقليمي. إن المملكة مستعدّة للعمل مع شركائها الدوليّين لخفض التوتّرات، وتوجيه المنطقة نحو مستقبل تنعم فيه بالأمن والازدهار الدائمين.
وبالتالي، ننصح الشركاء الدوليّين بشدّة بالعمل بشكل وثيق مع الرياض لتجنب تداعيات حرب واسعة النطاق لا يمكن احتواؤها، إذ ستهدد هذه الحرب حتمًا سكان البلدين، كما ستُلحق الأضرار بالبنية التحتيّة المدنيّة وترفع أسعار السلع الأساسيّة، بما في ذلك النفط. وفي هذا السياق، يتوقّع مُحلّل الأعمال المُخضرم في صحيفة "إندبندنت عربية"، غالب درويش، أن يتجاوز سعر برميل النفط عتبة المئة دولار.
يُبرز نهج السعودية هذا دورها كقائد مسؤول، حيث تضمن معالجة صراعات الشرق الأوسط بالطرق السلميّة، وتُعطي الأولويّة للحفاظ على الاستقرار. ويُشكّل استمرار الرياض بالتشديد على أهميّة الديبلوماسيّة والتعاون أساسًا مهمًا جدًا لرسم مستقبل المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 4 ساعات
- الديار
شخصيّات حقوقيّة تونسيّة تلجأ
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب قدم نشطاء حقوقيون وسياسيون تونسيون بارزون شكاوى إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، احتجاجا على ما وصفوه بـ"الانحراف الاستبدادي الخطير" في بلادهم. كما اشتكى هؤلاء من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والديمقراطية في تونس، خاصة إبان الانتخابات الرئاسية التي جرت في السادس من تشرين الأول 2024. وتأتي هذه الخطوة غير المسبوقة بقيادة المحامي إبراهيم بلغيث، المعتمد لدى محكمة التعقيب التونسية والمحكمة الأفريقية والمحكمة الجنائية الدولية، إلى جانب شخصيات بارزة من بينها كمال الجندوبي، وأحمد معالج، ورضا الدريّس، وأسامة الخليفي، وزينة أولاد سعد، وعادل المجري، ومحيي الدين الشربيب. ويؤكد المشتكون أن حقوقهم كمواطنين وناخبين انتُهِكت، فضلًا عن انتهاك حق الشعب التونسي في تقرير مصيره، مستندين في ذلك إلى الحكم رقم 17/2021 الصادر عن المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، والذي لم تلتزم السلطات التونسية بتنفيذه حتى الآن. ويستند التحرك القانوني إلى 3 مطالب أساسية: الطعن في شرعية السلطات القائمة، والتنديد بالخروقات الحقوقية المصاحبة للعملية الانتخابية، والاعتراض على انسحاب تونس من الإعلان الذي يُتيح للمواطنين رفع شكاوى فردية أمام المحكمة الأفريقية. ومن المنتظر أن تحتضن جنيف مؤتمرًا صحفيًا دوليًا تنظمه جمعية ضحايا التعذيب واللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس، وذلك لشرح تفاصيل المبادرة وتسليط الضوء على أبعادها القانونية والحقوقية، إلى جانب دعوة الرأي العام والمنظمات الدولية للتضامن والدفاع عن المؤسسات الديمقراطية في تونس. ويرى منظمو المبادرة أن قبول هذه الشكاوى سيشكل سابقة قانونية من شأنها إعادة النقاش حول شرعية الإجراءات التي اتخذت منذ 25 تموز 2021، كما قد يسهم في دفع المجتمع الدولي للضغط على السلطات التونسية للامتثال لالتزاماتها الحقوقية والديمقراطية. ودعت الشخصيات الحقوقية المنظمات الدولية ووسائل الإعلام وكافة الدول إلى دعم الشعب التونسي في سعيه نحو الحرية والديمقراطية، ورفض كل محاولات فرض الأمر الواقع بالقوة والاستبداد.


صدى البلد
منذ 6 ساعات
- صدى البلد
الشرطة الأمريكية: 50 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عن قاتل نائبة مينيسوتا
عرضت الشرطة الأمريكية المحلية بولاية مينيسوتا اليوم "الأحد" مكافأة 50 ألف دولار لمن يُدلى بمعلومات عن فانس بولتر 57 عاما الذي قام بعملية اغتيال لنائبين بمجلس النواب الأمريكي أمس السبت بولاية مينيسوتا. منفذ جريمة الاغتيال ارتدي زي الشرطة الأمريكية وارتدي بولتر قناعا على الوجه وزيا للشرطة وقام بطرق الباب على النائبة ميليسا هورتمان في الساعة 2 صباحا، وقتلها هي وزوجها بمقاطعة بروكلين ثم توجه إلى مقاطعة تشامبلين لقتل النائب جون هوف مان وأطلق النار عليه وزوجته، وترددت الأنباء عن خضوعه لجراحة هو وزوجته بينما فارقت النائبة ميليسا هورت مان الحياة هي وزوجها. وعندما وصلت الشرطة الأمريكية لمسرح الجريمة وجدت منفذ عملية الاغتيال، لكنه تبادل إطلاق النار مع قوات الشرطة الأمريكية، وفر هاربا وتدخل مكتب التحقيقات الفيدرالي للتعاون مع الشرطة المحلية حول جريمة العنف السياسي التي طالت نائبان أمريكيان ينتميان للحزب الديمُقراطي. صديق مرتكب الجريمة يتلقي رسالة منه قبل ارتكاب الجريمة وتحدث صديق فانس بولتر لنيويورك بوست الأمريكية ويدعى ديفيد كارلسون، قائلا إنه تلقى رسالة من صديقه بولتر مساء السبت يخبره بها أنه يحب أصدقائه ويشعر بقرب موته قبل حدوث جريمتي الاغتيال. فانس بولتر57 عاما قاتل نائبة مينيسوتا. بولتر يرتدي قناع وزيا للشرطة الأمريكية خلال تنفيذ الجريمة. ديفيد كارلسون صديق فانس بولتر قاتل نائبي مينيسوتا. مكافأة الشرطة الأمريكية 50 ألف دولار لمن يدلى بمعلومات عن المجرم الهارب فانس بولتر.


بيروت نيوز
منذ 6 ساعات
- بيروت نيوز
المفاجأة في قنبلة تدمر نووي إيران.. ما هي؟!
نشر موقع 'غلوبز' الإسرائيلي تقريراً جديداً تحدث فيه عن طائرات 'بي – 2' وقنابل 'فريدة' يمكن استخدامها لتدمير المنشآت النووية الإيرانية خلال الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل. ]]> ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ 'لبنان24' إن جزءاً كبيراً من المنشآت النووية الإيرانية مُحصن جيداً تحت الأرض، موضحاً أن الأميركيين وحدهم يمتلكون القدرات الهجومية التي تُمكنهم من تدميرها. التقرير يشير إلى أن 'طائرة بي – 2 سبيريت هي قاذفة استراتيجية خفية قادرة على حمل قنابل نووية، من إنتاج شركة نورثروب غرومان'، وأضاف: 'لقد حلقت الطائرة لأول مرة عام 1989 ودخلت الخدمة التشغيلية بعد حوالى أربع سنوات. حتى الآن، ركزت عملياتها على إسقاط ذخائر تقليدية، بما في ذلك خلال تبادل إطلاق النار الأميركي مع الحوثيين في اليمن في تشرين الأول من العام الماضي. يبلغ باع جناحي الطائرة حوالي 52 متراً وطولها حوالي 21 متراً، وارتفاعها حوالى 5 أمتار'. وأكمل: 'تستطيع القاذفة العمل على أي ارتفاع، حتى 50,000 قدم، ويبلغ مداها حوالي 9,600 كيلومتر دون الحاجة للتزود بالوقود. في إطار توجيه رسائل تهديد لإيران، أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترامب 6 طائرات من طراز بي-2 سبيريت إلى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، على بُعد حوالي 4,000 كيلومتر فقط من إيران، في نيسان الماضي، وكان هذا النشر للطائرات يستهدف بوضوح النظام الإيراني'. وتابع: 'القنبلة الأكثر ارتباطًا بالتهديد الكبير الذي تُشكّله طائرة بي-2 على أي عدو للولايات المتحدة هي قنبلة جي بي يو 57، وهي أقوى قنبلة تقليدية في العالم، والمعروفة باسم أم القنابل. الغرض من هذه القنبلة العملاقة، التي تزن حوالي 13.6 طناً وتحتوي على شحنة متفجرة تزن 2.4 طن، هو اختراق المخابئ. تتميز القنبلة بضخامتها، إذ يبلغ طولها 6 أمتار، وتسمح سعة حمل طائرة بي-2 بحمل وحدتين منها في كل هجوم'. وأردف: 'هاتان القنبلتان قادرتان على اختراق منشآت إيران النووية المحصنة جيدًا تحت الأرض أولًا، ثم تنفجران. كانت هذه الأهداف سبباً رئيسياً وراء تطوير الأميركيين لهذه القنبلة غير التقليدية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مع إدراكهم أن البرنامج النووي الإيراني سيُبنى في أعماق الأرض، وخاصةً منشأة فوردو'. وأكمل: 'لا توجد استخدامات تشغيلية معروفة لقنبلة GBU 57 حتى الآن، فغرضها الفتاك جعل الأميركيين لا يحتاجون إلى كميات كبيرة منها، ولذلك لم تزود شركة بوينغ المصنعة، وفقًا للتقديرات، سوى حوالى 20 وحدة خلال العقد الماضي. وكما هو الحال في كل المجالات، فإن منتجاً فريداً لا يخضع لإنتاج متسلسل مكثف يُكلف مبغاً باهظاً للغاية وهو حوالى 20 مليون دولار. وللمقارنة، يُكلف صاروخ من مجال آخر، وهو صاروخ باتريوت باك 3 الاعتراضي، حوالي 6 ملايين دولار'.