
قبل وديتي البنين وتونس.. الركراكي تحت ضغط الإصابات وتراجع أداء النجوم
يعيش الناخب الوطني وليد الركراكي حالة من القلق المتصاعد، مع اقتراب العد التنازلي لانطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، المقررة بالمغرب نهاية العام الجاري.
فبعد أن كان يعول على ترسانة قوية من النجوم الذين خطفوا الأضواء في الملاعب الأوروبية، وجد نفسه محاصرًا بإصابات متكررة طالت ركائز أساسية في تشكيلته، إلى جانب تراجع لافت في أداء بعض الأسماء التي كانت تعتبر حتى وقت قريب من الأعمدة الثابتة داخل المنتخب الوطني.
هذا الوضع الطارئ ألقى بظلال ثقيلة على تحضيرات الأسود، وسط مطالب جماهيرية عارمة بظهور مشرّف يتماشى مع طموحات المغاربة باستعادة اللقب القاري الذي غاب عن خزائنهم لعقود.
الإصابات المتوالية ضربت العمود الفقري للفريق، وعلى رأسها استمرار غياب نايف أكرد، أحد أبرز المدافعين، الذي يعاني من إصابة عضلية تهدد رسميا تواجده في المعسكر التحضيري المقرر لشهر يونيو.
ولم يكن أكرد الاستثناء، فغانم سايس القائد الروحي للدفاع المغربي يواصل رحلة التعافي من إصابة طويلة الأمد، فيما لا يزال شادي رياض وعبد الكبير عبقار يخضعان للعلاج، مع تأكيدات طبية تفيد بحاجة الأخير لفترة راحة قد تتجاوز ستة أسابيع.
هذا النزيف الدفاعي يثير قلق الطاقم التقني بقيادة الركراكي، خاصة وأن الاستقرار الدفاعي كان إحدى نقاط القوة الكبرى التي قادت المغرب لتحقيق إنجاز تاريخي بوصوله إلى نصف نهائي كأس العالم.
التحديات لا تقتصر على خط الدفاع فحسب، بل تمتد إلى بقية الخطوط، مع تزايد الإصابات وتراجع الأداء في مراكز حيوية. فقد تعرض إسماعيل الصيباري لاعب إيندهوفن لإصابة جديدة قد تحرمه من المشاركة في المواجهتين الوديتين ضد البنين وتونس، ما يزيد من حجم معاناة المنتخب في ظل الحاجة الماسة لتعزيز التناغم بين اللاعبين قبل الحدث القاري الكبير.
في الخط الأمامي، يعيش يوسف النصيري فترة فراغ هجومي، حيث فشل في تسجيل أي هدف خلال آخر سبع مباريات مع فريقه إشبيلية، ما أدى إلى تراجع دوره داخل الفريق وإبقائه احتياطيا في مواجهات حاسمة، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة حول جاهزيته الذهنية والبدنية.
الوضع لا يبدو أفضل بالنسبة لإلياس بن صغير، نجم موناكو الصاعد، الذي غاب عن التشكيلة الأساسية لفريقه منذ فبراير الماضي، وسط تساؤلات متزايدة حول مدى قدرته على استعادة مستواه المعهود قبل انطلاق المنافسات الإفريقية.
أما في خط الوسط، فيبقى الغموض سيد الموقف فيما يخص سفيان أمرابط، الذي لم يظهر مع فنربخشة التركي منذ منتصف مارس بسبب إصابة عضلية معقدة، رغم الجهود المبذولة من الطاقم الطبي لإعادته قبل نهاية الموسم.
ويزيد استمرار غيابه المحتمل من تعقيد مهمة وليد الركراكي في ظل محدودية الخيارات المتاحة في هذا المركز الحساس.
المعطيات المتوفرة تؤكد أيضًا غياب عدد آخر من الأسماء البارزة عن المعسكر المقبل لأسباب مختلفة، على رأسهم ياسين بونو، صمام الأمان في حراسة المرمى، والذي سينشغل مع نادي الهلال السعودي بالمشاركة في كأس العالم للأندية المقررة منتصف يونيو في الولايات المتحدة.
كذلك يغيب إبراهيم دياز نجم ريال مدريد، وجمال حركاس مدافع الوداد الرياضي، بالإضافة إلى الحارس المهدي بنعبيد، بسبب التزاماتهم مع أنديتهم في البطولة العالمية المرتقبة. هذه الغيابات الإلزامية ستحرم الركراكي من الاستفادة من قوام أساسي كان يعول عليه لبناء الانسجام وتجريب الخطط التكتيكية قبل كأس إفريقيا.
ومن المرتقب أن يدخل المنتخب المغربي معسكره الإعدادي بداية يونيو، استعدادا لمواجهتي تونس والبنين يومي 7 و10 من الشهر ذاته.
وهي محطتان وديتان تحملان أهمية كبيرة، ليس فقط للتحضير التقني والبدني، بل لاختبار العناصر البديلة التي قد تجد نفسها مضطرة لحمل مسؤولية الدفاع عن قميص الأسود في البطولة القارية.
بين ضغط الإصابات، وتذبذب مستويات بعض النجوم، وتحديات الغيابات الخارجية، تبدو مهمة وليد الركراكي شاقة أكثر من أي وقت مضى، وسط آمال معلقة على خبرته وحسن تدبيره لعبور هذه المرحلة الحرجة بأقل الخسائر، وإعداد منتخب قادر على إسعاد المغاربة ورفع علم المملكة عاليًا في سماء القارة الإفريقية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البطولة
منذ ساعة واحدة
- البطولة
شكوك حول جاهزية أكرد لمباراة الجولة الأخيرة أمام ريال مدريد
تُحيط الشكوك حول مشاركة الدولي المغربي نايف أكرد، لاعب ريال سوسيداد، في مباراة فريقه أمام ريال مدريد، لحساب الجولة الأخيرة من الدوري الإسباني. وحسب ما أوردته صحيفة "موندو ديبورتيفو"، فإن هناك شكوك جدية حول مشاركة أكرد وبيكر، نظرا لأن الثنائي يعاني من إصابة في الركبة، علما أن الفريق لم يصدر أي تقرير طبي بخصوص اللاعبين. وأكد المصدر ذاته، أن أكرد قد يواجه فرصته الأخيرة لارتداء قميص سوسيداد، إذ من المرتقب أن يعود قلب الدفاع المغربي، المعار من وست هام، إلى ناديه الأصلي في الصيف، باستثناء حدوث مفاجأة في الميركاتو.


منذ 3 ساعات
باعوف يثير إعجاب الركراكي
أبدى وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني الأول، ارتياحه للمستوى الذي قدمه إسماعيل باعوف، لاعب أندرلخت البلجيكي، خلال نهائيات كأس إفريقيا لأقل من 20 سنة، التي انتهت الأحد الماضي بالقاهرة. وعلمت 'الصباح'، أن الركراكي أعجب بأداء باعوف خلال النهائيات، رفقة المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، بعد أن


الجريدة 24
منذ 4 ساعات
- الجريدة 24
الركراكي يُعجب بباعوف ويضع اسمه ضمن حسابات المنتخب الأول مستقبلا
قام وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني المغربي، بمتابعة عدد من الأسماء الشابة عن كثب، خلال حضوره إلى العاصمة المصرية القاهرة رفقة مساعده رشيد بنمحود، ومدرب المنتخبين الأولمبي والمحلي طارق السكتيوي، لحضور نهائي كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة، بين المنتخب المغربي ونظيره الجنوب أفريقي. وتندرج هذه الخطوة في إطار الدينامية التي يعرفها الطاقم التقني للمنتخب الأول، الهادفة إلى رصد أبرز المواهب الصاعدة، وتعزيز التنسيق بين مختلف المنتخبات السنية، بما يخدم مشروعاً كروياً متكاملاً استعداداً للاستحقاقات المقبلة. وجاءت هذه المتابعة المباشرة ضمن استراتيجية تقنية لتوسيع قاعدة الاختيار داخل صفوف "أسود الأطلس"، خاصة على مستوى خط الدفاع الذي يواجه إشكالات متزايدة بسبب تراجع جاهزية عدد من الركائز. وقد لفت إسماعيل باعوف، مدافع أندرلخت البلجيكي، الأنظار بأدائه المتميز رفقة منتخب أقل من 20 سنة، حيث قدم مردوداً قوياً طيلة مجريات البطولة الإفريقية، وأبان عن نضج تكتيكي وقوة في الالتحامات، ما جعله، حسب التقارير المتداولة، مرشحاً جدياً لتعزيز دفاع المنتخب الأول في المرحلة المقبلة. ويأتي هذا التوجه في وقت يمر فيه المنتخب المغربي بمرحلة دقيقة، بفعل الغيابات المتكررة في الخط الخلفي، في ظل الإصابات التي تطارد أسماء وازنة، على غرار رومان سايس، القائد السابق ولاعب السد القطري، ونايف أكرد، مدافع ريال سوسيداد، إضافة إلى استمرار المشاكل البدنية لكل من عبد الكبير عبقار، لاعب ألافيس، وشادي رياض، المحترف بكريستال بالاس الإنجليزي. هذه الوضعية دفعت الناخب الوطني إلى التفكير في ضخ دماء جديدة في هذا المركز، تأميناً للاستقرار الدفاعي قبل موعد كأس أمم إفريقيا. ويُرتقب أن تشكل المباراتان الوديتان المقبلتان أمام منتخبي تونس وبنين، يومي 7 و10 يونيو، محطة تجريبية هامة بالنسبة للركراكي، لتقييم أداء بعض العناصر الجديدة، وتحضير قائمة موسعة تتضمن أسماء لم تنل بعد فرصتها الكاملة. ويطمح الطاقم التقني إلى استغلال هذه المرحلة لتقوية الانسجام داخل المجموعة، وتثبيت النهج الفني الذي يراهن عليه المنتخب المغربي لتحقيق نتائج إيجابية في البطولة القارية التي ستُقام على الأراضي المغربية نهاية السنة الجارية. الخطوة التي أقدم عليها الركراكي بحضوره المباشر لمباريات الفئات السنية تعكس اهتماماً واضحاً بمستقبل المنتخب، وتوجهاً نحو ضمان استمرارية الأداء والمردودية من خلال تتبع تطور المواهب المغربية داخل وخارج أرض الوطن. ومن المرتقب أن تشمل التغييرات المرتقبة في خط الدفاع عدداً من الأسماء الشابة التي بصمت على مستويات محترمة سواء في المنافسات القارية أو داخل الدوريات الأوروبية، ما من شأنه أن يُحدث توازناً جديداً في تشكيلة "الأسود". هذا الانفتاح على لاعبين جدد يؤكد أن الرؤية التقنية الحالية لم تعد تعتمد على الأسماء الجاهزة فقط، بل تراهن على الجاهزية والانضباط والقدرة على الانخراط السريع في المشروع الجماعي. كما أن التنسيق الواضح بين مدربي المنتخبات الوطنية يعكس وعياً بأهمية التدرج في تأهيل اللاعبين، واستثمار المسارات التكوينية للمنتخبات السنية في خدمة المنتخب الأول، ضمن خطة استراتيجية طويلة الأمد.