logo
أصغر مسارح العالم يستأنف عروضه بعمل ساخر.. المشهد الثقافي السوري يتجه للتعافي

أصغر مسارح العالم يستأنف عروضه بعمل ساخر.. المشهد الثقافي السوري يتجه للتعافي

الجزيرةمنذ يوم واحد

"كيف بدي أقتلك وتقتلني؟.. شوف دمّك وتشوف دمّي، هون (هنا) بالمكان اللي أكلنا وفرحنا ورقصنا وغنّينا وضحكنا ونمنا وفقنا (استيقظنا) فيه.. شوف دمّك وتشوف دمّي بنفس المكان.. كيف؟".
بهذا السؤال الاستنكاري يختتم الأخوان محمد وأحمد ملص مسرحيتهما "كل عارٍ وأنتم بخير"، التي بدأت أول عروضها في دمشق الثلاثاء الماضي، مُطلقيْن من خلالها صرخة وعي ممزوج بالفزع من سنوات القمع والقتل والدمار التي شهدتها سوريا، آمليْن ألا تتكرر تلك الفاجعة الإنسانية والوطنية مجددا.
ومن خلال هذا العرض، يعود الأخوان ملص إلى منزل عائلتهما في حي العدوي بدمشق، والذي شهد في عام 2011 ولادة "مسرح الغرفة"، وهو أحد أصغر المسارح في العالم، قبل أن يغادر بعد ذلك الشقيقان البلاد هربا من ملاحقة الأجهزة الأمنية ليُغْلِق المسرح أبوابه طوال 14 عاما.
وتأتي هذه المسرحية في سياق التعافي التدريجي للمشهد الثقافي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد المخلوع في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، وعودة العديد من المثقفين والفنانين إلى البلاد عقب زوال مقصلة الرقابة وقبضة الأجهزة الأمنية التي ظلت تضيّق على الأنشطة الثقافية والفنية لعقود.
صخرة الواقع
تدور أحداث المسرحية في سوريا في زمن غير محدد، مما يمنح الفضاء الزمني طابعا مفتوحا يسمح بإسقاط تلك الأحداث على مراحل متعددة من التاريخ السوري؛ سواء في فترة ما بعد الاستقلال، أو خلال عهد حزب البعث (1963-2024)، أو حتى في سياق ما بعد سقوط النظام، كما يوحي الشريط الصوتي المسجّل الذي يفتتح به الأخوان العرض.
وتنفردُ بأداء هذا العرض شخصيتان محوريتان هما "المثقف" و"المجند"، ونشاهد مسار حياتهما من الشباب إلى الكهولة، في محاولة لرصد التحولات والانكسارات التي لحقت بهما تحت وطأة تعقيدات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية متعددة.
ويخوض الرجلان، في ظل الملل والفراغ والوحدة التي تجمعهما، حوارات عديدة حول أحلامهما في الشباب، لكن انتهاء الحوارات بخلاصات ساخرة حينا ومأساوية أحيانا تكشف للجمهور ما مدى هشاشة هذه الأحلام أمام صخرة الواقع التي لا تلبث أن تتكسَّر فوقها كل الطموحات.
يجسّد أحمد ملص شخصية الشاعر الذي حمل في شبابه طموحات كبيرة لنيل الشهرة والمكانة الاجتماعية، وكان من الحالمين والداعين إلى الإصلاح السياسي والاقتصادي في البلاد، لكنه سرعان ما اصطدم بجدار القمع الأمني والاعتقال، وحُرم من محبوبته "ميس"، لنراه لاحقا رجلا مسنا يعاني من العجز والفقر والوحدة.
أما محمد ملص فيجسّد شخصية المجند، الذي ظهر في بداية العرض شابا متحمسا، يؤمن بأنه جزء من منظومة تحمي الوطن وتضمن استقراره، غير أن العرض يكشف لاحقا عن واقع مؤلم مديد قد عايشه هذا الشاب خلال عقود، إذ يظهر في كهولته مصابا في قدمه، وقد أُحيل إلى التقاعد دون أي تعويضات تُذكر.
جرس إنذار
تجمع الرجلين غرفة مستأجرة متواضعة في مكان ما من سوريا، وبات واضحا أنها تضمّ مثقفا حُطِّمت آماله في الحرية داخل أقبية السجون، ومجندا يعيش على الوعود والآمال الزائفة، لا يملك سوى طعام بالكاد يسد رمقه، وجسد أنهكه الإهمال.
في أحد أيام العيد، تنشب بينهما مشادة كلامية تفضي إلى انكشاف هشاشة كل منهما؛ فالمجند، الذي لا يتقن سوى لغة السلاح، يرى في المؤسسة العسكرية طريقا للخلاص، لكنه يُظهر جانبا إنسانيا حين يُجبر الشاعر على الاتصال بحبيبته والاعتراف بمشاعره لها. في حين يبدو الشاعر مثقلا بالخذلان والشكوك حيال موهبته، لكنه يُظهر بدوره رقة إنسانية صادقة عندما يتأثر بكلمات المجند لحبيبته التي حرم هو الآخر من الزواج منها.
يتصالح الرجلان لاحقا بعد اكتشاف أنهما ضحية واقع عام تشهده البلاد بأسرها، ويبدآن بالرقص على أنغام موسيقية احتفالا بالعيد، ويرددان معا بسخرية مرة وبمرارة في أخرى عبارة "كل عارٍ وأنتم بخير" تعبيرا عن خيبتهما.
ورغم التناقض الظاهري بين رجل مسلح وشاعر لا يملك إلا قلمه سلاحا؛ فإن كلا منهما يشيخ أمامنا في وحدة، محروما من الأمان والحرية، حالما بوطن لا يخذل أبناءه وبناته.
وتبلغ الحبكة ذروتها مع نهاية المسرحية حين يتفق الاثنان على صفقة مفادها أن يقتل أحدهما الآخر. إلا أنهما يعجزان عن تنفيذ المهمّة، ويختاران بدلا من تنفيذها الجلوس جنبا إلى جنب على الكنبة الوحيدة في المسرح، بينما يصدح في الخلفية من المذياع مقطع من شارة برنامج أطفال "ما أحلى أن نعيش في حب وسلام" لتنسدل على أنغامه الستارة معلنة النهاية.
وهي نهاية صارخة الوضوح في دلالتها، إذ إن الرجلين قد واجهَا في النهاية مصيرا مشتركا تعمه الخيبة رغم تناقض شخصيتيهما والتباين في طريقة التفكير، ليبدو أن العطب الذي حلّ بهما ودفعهما إلى هذا المصير المشترك لا علاقة له بخصالهما الشخصية أو صفاتهما الفردية، وإنما نتيجة لممارسات نظام أجهض أحلام الشباب وحرمهم من المساندة والدعم، وزرع فيما بينهم الكراهية بدلا من الحب؛ فكان الحصاد حقدا وتفرقة.
وحول الدلالة العامة لهذه المسرحية، يقول المخرج والممثل محمد ملص "كان الغرض من "كل عارٍ وأنتم بخير" هو دقّ جرس الإنذار، فنحن اليوم أمام فرصة ذهبية في سوريا لنستعيد عافيتنا، شرط ألّا يأخذ الواقع منحى طائفيا أو مناطقيا، أو نسلك مجددا مسلك الفساد وتقديس الشخصيات. وبالتالي المسرحية جرس إنذار لكي لا تنزلق سوريا مجددا إلى المهاوي، ونتمنى أن يسمعه الناس وتسمعه الحكومة الجديدة".
عودة "مسرح الغرفة"
وبهذا العرض أعاد الأخوان ملص افتتاح "مسرح الغرفة" في منزلهما في حي العدوي بدمشق بعد مضي 14 عاما على إغلاقه، الحدث الذي يصفه المخرج والممثل أحمد ملص بـ"الغريب والجميل".
وأضاف، في حديث للجزيرة نت، "مسرح الغرفة هو مسرح كائن ضمن منزلنا (منزل العائلة) المليء بالذكريات، وبذلك نكون قد عدنا (أنا وأخي) إلى مكان كنا نشعر أن الحياة تنبض في كل ركن منه، فوجدناه منزلا للأشباح وكان يبدو مرهقا وكذلك كانت أيضا حال "مسرح الغرفة"، ونحن نحاول الآن إعادة إحياء هذا المكان، ولا أعرف كيف يمكن أن أصف هذه العودة بكلمات، كنت أشاهدها بالأفلام وأقرأ عنها في الأدب، لكن اختبارها على أرض الواقع أمر مختلف جدا، فهي عبارة عن ذكريات متراكمة تشعِر المرء بالألم والأمل معا".
ويشير أحمد ملص إلى تعرُّض "مسرح الغرفة" لتهميش واضح في عهد النظام المخلوع، رغم إنجازه البارز بترشحه في عام 2010 لدخول موسوعة غينيس كأصغر مسرح في العالم، حيث رفضت مديرية المسارح آنذاك دعمه، في الوقت الذي كانت تروّج فيه الدولة لمنافسات سطحية مثل تحضير أكبر طبق "بقلاوة" أو "نمورة".
ووفقا لأحمد، فقد تجلى هذا التهميش بشكل صارخ عندما فاز عرضهما "ميلودراما" بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان المسرح الحر عام 2011، دون أن يحظى بأي ذكر في التغطية الإعلامية الرسمية وشبه الرسمية.
ويصف أحمد هذا التهميش للأعمال الثقافية الجادة بـ"التعتيم"، الذي كان نوعا من "القمع بقفازات ملونة"، وهو ما عايشه مؤسسو المسرح في سوريا.
أما اليوم، وبعد إعادة افتتاح المسرح، فتلقى الأخوان ملص وعودا من وزارة الثقافة بدعم عروضهما، وتوسيع النشاط المسرحي إلى المحافظات المهمَّشة.
View this post on Instagram
A post shared by Malas Twins الأخوين ملص🎬🇫🇷🎭 (@twinsmalas)
تعافي المشهد الثقافي
وكان لقاء سابق جمع وزير الثقافة السوري محمد صالح والأخوين ملص، ويقول محمد ملص عن هذا اللقاء "لأول مرة منذ 20 عاما تتم دعوتنا من قبل جهة رسمية اعترافا بمجهودنا. لقد كان اللقاء جيدا ونتمنى أن يتم العمل في المستقبل على المشاريع التي ناقشناها مع السيد الوزير".
وخلال لقائهما بالوزير صالح، استعرض الأخوان ملص خطتهما لإعادة إحياء المشهد المسرحي في كافة المحافظات السورية للوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور، ومنح أبناء المحافظات "المهمشة مسرحيا" فرصة لإنتاج الأعمال المسرحية ومشاهدتها، وتنظيم ورشات تدريب مسرحي للمهتمين من أبناء هذه المحافظات.
وتشهد البلاد منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 عودة تدريجية للحياة الثقافية والفنية وسط تسهيلات تقدمها وزارة الثقافة السورية للمثقفين والفنانين عبر إتاحة المنابر والمسارح ودور العرض لإقامة مختلف الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى إعادة إحياء المشهد الثقافي في البلاد.
وفي سياق متصل، شهدت العاصمة دمشق انطلاق عدد من الفعاليات الثقافية والفنية خلال الأشهر القليلة الماضية، كان من بينها تأسيس "صالون دمشق السينمائي" لعرض الأفلام ومناقشتها، وإحياء كورال "غاردينيا" النسائي، الذي قدم عددا من الأمسيات الموسيقية الثورية في دمشق ، في حين تمكنت دور النشر السورية من طباعة الكتب الدينية والسياسية والأدبية وتوزيعها على المكتبات وإتاحتها للقراء بعد عقود من حجبها من قبل الأجهزة الأمنية.
وقد أنجز مسرحيون سوريون عددا من العروض، كان أبرزها عرض "اللاجئان" للأخوين ملص، وهو أول عرض مسرحي بعد سقوط نظام بشار الأسد ، وعرض "انتصار وطن" الذي احتفى بانتصار الثورة السورية بعد 14 عاما على انطلاقتها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"هزاع".. دراما اجتماعية وهوية مزدوجة بين شمال الرياض وجنوبها
"هزاع".. دراما اجتماعية وهوية مزدوجة بين شمال الرياض وجنوبها

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

"هزاع".. دراما اجتماعية وهوية مزدوجة بين شمال الرياض وجنوبها

انتهى عرض حلقات المسلسل السعودي الجديد "هزاع"، بعدما تنقل بين المراتب العشر الأولى، ليستقر في المرتبة الرابعة ضمن المسلسلات الأعلى مشاهدة عبر منصة "شاهد" في المملكة العربية السعودية. القائمة التي تتغير أسبوعيا تحتفظ بحضور سعودي بارز، رغم حضور مسلسلات مصرية وسورية تعرض عبر المنصة، مما يعكس توجهات الجمهور في المملكة نحو الأعمال التي تستعرض ثقافتهم وتجسد حياتهم اليومية. في 10 حلقات، يحكي مسلسل "هزاع" من إخراج محمد الهليل قصة بسيطة حول حارس أمن يتحول بسبب تشابه أسماء وخطأ مسؤول موارد بشرية إلى طبيب نفسي في إحدى العيادات التخصصية بالرياض، هزاع (خالد صقر) حارس الأمن لم يستكمل تعليمه، مع سجل سوابق، ويخضع لإرشاد نفسي إلزامي بعد قضاء فترة سجن، ومصادفة يتحول في لحظات إلى طبيب نفسي تعلّم بالخارج مع سيرة مهنية غنية. سيناريو المصادفات قد تكون مجرد مصادفة أن زملاء هزاع في عمله الجديد كطبيب نفسي لم يلتفتوا إلى جهله بأبسط الكلمات الإنجليزية، ومصادفة أخرى أن تجربته المهنية لم تصطدم بعد بحالة معقدة تستوجب علاجا دوائيا أو وصفة طبية. فخلال الفترة القصيرة التي مارس فيها المهنة، لم يواجه هزاع سوى حالات بسيطة، يغلب عليها الطابع الاجتماعي لا المرضي. لم يكن المرضى يعانون اضطرابات نفسية عميقة، بل كانوا في الغالب أشخاصا أثقلهم الحزن، أو طاردتهم الوحدة، أو أنهكتهم تفاصيل الحياة. مراهق يتعرض للتنمر في المدرسة، مراهقة صامتة تلوذ بالصمت هربا من صخب الخلافات الزوجية بين والديها، فنان قديم لفظته ذاكرة الجمهور، أو رجل مسن تغلبه نوبات من الغضب. كانت كلها حالات سلوكية، لا تنبع من خلل في كيمياء الدماغ، بل من هشاشة في الواقع اليومي. ولم تكن تحتاج إلى أدوية، بل إلى فهم عميق لجذور الألم. فهزاع لم يكتب وصفة واحدة، بل كتب مداخل إنسانية لكل حالة: علم المتنمرين درسا، وحرر الفتاة من صمتها بتحطيم الأطباق الجديدة في المطبخ، وأعاد للفنان شيئا من مجده بأغنية قديمة بنسخة "ريمكس"، واحتوى نوبات الغضب بالحوار والمشاركة. هوية مزدوجة ومفارقات اجتماعية لم تكن المصادفات وحدها من تحكمت في مجرى الأحداث، فمع تقدم الحلقات، يجد هزاع نفسه غارقا في تحديات تتجاوز حدود المصادفة، تفرضها عليه الشخصية الجديدة التي انتحلها، والتي بات عليه إتقانها بإقناع وواقعية. وتتفاقم الأزمة حين يعود إلى المشهد شريك قديم من ماضيه، يلاحقه ويهدده بفضح سره، بل يسعى لجره مجددا إلى عالم السرقات، مما يضع هزاع في مواجهة مأزق أخلاقي يعصف بتوازنه: بين ماض حقيقي مثقل بالفشل والجرائم، وحاضر هش قائم على كذبة محكومة بالانكشاف. في قلب هذا الصراع، يبني المسلسل حبكته على ثيمة "الهوية المزدوجة"، وهي إحدى أبرز الثيمات الدرامية الكلاسيكية، التي رأيناها في شخصيات شهيرة مثل بروس واين/باتمان أو في فيلم " السيد ريبلي الموهوب" (The Talented Mr. Ripley). لكن التناول هنا يكتسب طابعا محليا، إذ توظف هذه الثيمة لكشف التناقضات الطبقية والاجتماعية داخل المجتمع السعودي، من خلال المقارنة بين هزاع رجل الأمن البسيط وهزاع الطبيب النفسي الذي يتقمص شخصية النخبة. وكذلك بين أحياء الجنوب القديمة، التي تحتضن الطبقة الكادحة المنقطعة عن التعليم، وأحياء الشمال الحديثة، التي تمثل طبقة ميسورة أنهت تعليمها وضمنت لنفسها حياة أكثر استقرارا وراحة. الحارس من الجنوب والطبيبة من الشمال لم تقتصر المفارقة الطبقية على التباين بين شخصية هزاع الحقيقية وتلك التي انتحلها، بل تجسدت أيضا في شخصية الطبيبة الزميلة هدى سلطان (سمية رضا)، التي تقود سيارة حديثة، وتعيش في منزل أنيق بأحد أحياء شمال الرياض الراقية، حيث تحظى بحياة مستقرة ومثالية تجمع بين عمل مرموق ودخل مرتفع، بفضل تمكنها من إتمام تعليمها والوصول إلى مهنة تضمن لها المكانة والأمان. في المقابل، يعيش هزاع في حي جنوبي متواضع، ويقود سيارة قديمة يركنها على هامش موقف المستشفى، تماما كما يعيش هو نفسه على هامش الحياة، محاطا بإحساس مستمر بالتفاوت الطبقي والانتماء المختلف. وفي أحد مشاهد المسلسل، توضح شقيقة هزاع للطبيبة هدى أن سبب استمرارهم في السكن بالحي الجنوبي لا يعود لاضطرار اقتصادي، بل لأن والدتهم مرتبطة عاطفيا بالمكان، رغم امتلاك العائلة لمنزل أفضل في الشمال، في إشارة رمزية إلى أن الانتماء أحيانا خيار، لا مجرد انعكاس لظروف المعيشة. على المستوى البصري، نجح الهليل في إبراز المفارقة الطبقية بذكاء، بدءا من الملصق الدعائي الذي يظهر هزاع الحارس مرتديا جلبابا بسيطا، مع شماغ ملفوف بشكل عشوائي، في مقابل هزاع الطبيب الذي يرتدي ثوبا أبيض رسميا، وغطاء رأس منسقا يثبّته عقال أنيق. وتمتد هذه المفارقة البصرية إلى تفاصيل البيئات التي تدور فيها الأحداث، حيث نرى الفرق الواضح بين منزل الطبيبة هدى ومنزل هزاع، من الداخل والخارج، وكذلك بين الأحياء: الشوارع الواسعة والنظيفة للأحياء الشمالية المنظمة، مقابل الأحياء الجنوبية الأقدم ذات الطابع الشعبي، والمقاهي التقليدية في الجنوب مقابل "الكافيهات" العصرية في الشمال. الفوارق الاجتماعية واضحة في كل مشهد، لكن الرسالة الأبرز التي يُمررها العمل تكمن في أن التعليم يظل الوسيلة الأهم للارتقاء الطبقي، ولبناء مستقبل أفضل لمن يملك الطموح والقدرة على السعي.

لويس مونريال: التراث الثقافي مورد اقتصادي واجتماعي لبناء المستقبل
لويس مونريال: التراث الثقافي مورد اقتصادي واجتماعي لبناء المستقبل

الجزيرة

timeمنذ 5 ساعات

  • الجزيرة

لويس مونريال: التراث الثقافي مورد اقتصادي واجتماعي لبناء المستقبل

الدوحة – ليست الثقافة وصيانة التراث ماضيا يحتفى به فحسب، بل هي كنز إنساني واقتصادي يمكن أن يفتح آفاقًا للتنمية، كما يقول ضيف هذا الحوار الذي يركز على دور الثقافة في بناء المجتمعات وتحقيق الاستقرار لا سيما في منطقة ثرية بعراقة تاريخها لكنها حبلى بالاضطرابات كما هو الحال في بعض بلدان الشرق الأوسط العربية. وفي هذا السياق، استضافت الجزيرة نت الدكتور لويس مونريال، المدير العام لمؤسسة الآغا خان للثقافة، وأحد الأسماء البارزة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي في العالم، إذ يمتلك مونريال مسيرة مهنية حافلة تمتد عقودا، تنقل خلالها بين مؤسسات ثقافية دولية مرموقة، منها المجلس الدولي للمتاحف التابع لليونسكو، ومعهد غيتي للحفاظ على التراث في الولايات المتحدة ، وصولا إلى دوره المحوري في قيادة مشاريع ثقافية وتنموية كبرى ضمن شبكة الآغا خان للتنمية. وتصف شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN) نفسها بأنها مجموعة من البرامج والمنظمات الدولية التنموية اللاطائفية التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية وخلق فرص جديدة للفقراء ودعم وتحسين آفاق التطوير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وخاصة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب ووسط آسيا والشرق الأوسط. تركز وكالات الشبكة التسع على التنمية الاجتماعية والثقافية والتنمية الاقتصادية لجميع المواطنين، بغض النظر عن الجنس أو الأصل أو الدين. في هذا اللقاء، تحدث مونريال عن طبيعة العمل في البيئات الهشة التي مزقتها الحروب، مثل سوريا وأفغانستان، مشيرا إلى أن التراث الثقافي هو مورد اقتصادي واجتماعي يسهم في بناء المستقبل وخلق فرص عمل. كما سلط الضوء على مشاريع بارزة كموقع "ميس عيناك" في أفغانستان، وحديقة الأزهر في القاهرة، وسوق حلب التاريخي وغيرها، فإلى الحوار: من بين المشاريع التي أشرفت عليها، مثل إعادة إعمار حلب، وحديقة الأزهر في القاهرة ، ما أكثر مشروع واجهت فيه تحديات؟ وأخبرنا أيضا عن طبيعة عملك بشكل عام؟ عملنا زاخر بالتحديات، لأننا نعمل في دول تمر غالبا بظروف ما بعد الحرب. ويمكنك أن تتخيل طبيعة العمل في ظل الفقر الناتج عن الحروب، ثم نقص أساسيات الحياة. هذه هي البيئة الصعبة التي نعمل فيها في دول مثل أفغانستان وسوريا بشكل خاص. الأهم هنا هو بناء القدرات المحلية في تلك الدول والعمل مع المواطنين أنفسهم. فمشاريعنا توفر الخبرة، وتخلق فرص عمل، لأننا نعمل مع أشخاص يصبحون مؤهلين تماما بنهاية كل مشروع، كمهندسين معماريين متخصصين في الحفاظ على التراث، وبنّائين، وعمال بناء، ونحاتين على الحجر والخشب وغيرهم. وربما يكون من أكثر المشاريع إثارة للاهتمام حاليا هو ما نقوم به في أفغانستان ، في موقع يُدعى "ميس عيناك Mes Aynak"، وهو مشروع للحفاظ على موقع بوذي، إنه موقع بوذي يقع تحت الأرض، ويُعد أحد أهم مواقع تعدين النحاس في العالم. وكانت الحكومة الأفغانية السابقة قد منحت امتيازا لشركة تعدين صينية، وكان من المقرر تدمير الموقع من خلال التعدين المكشوف. لكن الحكومة الحالية طلبت منا قبل عامين حماية الموقع وإيجاد وسائل للحفاظ عليه. ولذلك، ناقشنا الأمر مع الحكومة الصينية وشركة التعدين الصينية المملوكة للدولة، وتوصلنا إلى حل يقوم على تنفيذ أعمال الحفر واستغلال الموقع بشكل مكشوف حتى عمق 750 مترا. وهكذا سيتم إنقاذ الموقع الأثري، وقد أنشأنا هياكل حماية ضخمة، ويعمل لدينا فريق من العلماء وعلماء الآثار للحفاظ على هذا الموقع للأجيال القادمة. هذا مهم، لأنه ليس عملا أكاديميا بحتا. فالتراث الثقافي يُعد موردا اقتصاديا حقيقيا للأجيال الحالية والمستقبلية، لأن الناس يزورون المواقع بحثا عن التراث الثقافي، وذلك يُولد سياحة محلية ودولية، ويوفر دخلا للشركات الصغيرة والمتوسطة. ولهذا السبب نحافظ على التراث الثقافي. فالتراث الثقافي ليس غاية في حد ذاته، بل هو مدخل متأخر لإدخال عناصر من الفرص الاجتماعية والاقتصادية في أماكن ومجتمعات محددة. كيف تسهم مشاريع الترميم التي تقوم بها مؤسسة "الآغا خان" في دعم الاستقرار وبناء مستقبل مستدام للمجتمعات المحلية؟ مشاريعنا، على سبيل المثال، إذا تحدثنا عن مصر، وتحديدا القاهرة، حيث نعمل منذ أكثر من 20 عاما، فإن عملية ترميم الآثار تترافق مع إنشاء برامج تدريب مهني تُوظف مئات الشباب الذين يتعلمون مختلف مهارات الحفاظ على المعالم العمرانية. ففي مصر، مثلا، وخلال هذه السنوات العشرين من العمل، وفرنا فرص عمل لمئات الأشخاص الذين أسسوا الآن مشاريعهم الخاصة في مجال ترميم الآثار، وتمكنوا من إيجاد مصدر رزقهم. وهناك جانب آخر أيضا، وهو أن هذه المشاريع تجذب استثمارات أجنبية، وتُتيح العديد من الفرص. ففي أفغانستان أيضا، كان لدينا مشروع لإعادة تأهيل موقع صناعي كبير يعود تاريخه إلى أوائل القرن العشرين يُسمى "ماشين خانا Machine Khana". وقد وظف هذا المشروع 1600 عامل لمدة 3 سنوات، أي إن هناك ما لا يقل عن 1600 عائلة استفادت من الاستثمار الذي قدمته، وفي هذه الحالة كانت الحكومة الألمانية هي التي دعمت مشروعنا. وقد شكل هذا المشروع وسيلة لبقاء هذه العائلات على قيد الحياة خلال تلك الفترة الصعبة. إعلان نعم، كما قلت، عملنا في حلب منذ أواخر 2016، عندما كان ممكنا الدخول إلى المدينة. ولقد بدأنا عملنا بترميم السوق في حلب، لأن السوق عنصر مهم جدا في الاقتصاد المحلي، وتمكّن التجار من العودة إليها. ونحن الآن في المرحلة الرابعة من هذا المشروع الطموح للغاية. بالمناسبة، يُعد سوق حلب أهم معلم غير ديني من العصور الوسطى في العالم الإسلامي، لذا فهو فريد من نوعه. ليس فقط كمنصة للتجارة والاقتصاد، بل أيضا كرمز تاريخي. وحاليا، نحن نُعِد مشروعا جديدا ونتناقش بشأنه هنا في الدوحة. نحن نعمل على مقترح لبدء مشروع تجديد في قلب مدينة دمشق القديمة، وتُجرى الآن محادثات مع صندوق قطر للتنمية الذي نأمل أن يكون أحد الرعاة الرئيسيين لهذا المشروع. وسيكون للمشروع أهداف متعددة: الحفاظ على المعالم الأثرية والمساكن التي تضررت جراء الحرب وتعاني من الإهمال ونقص الصيانة منذ سنوات طويلة. وسيسعى المشروع إلى تلبية الحاجة إلى إنشاء مساحات خضراء جديدة في المدينة. توفير خدمات جديدة للسكان، كإنشاء رياض أطفال جديدة، على سبيل المثال، وتقديم خدمات صحية. وبالتعاون مع البلدية، سنعالج كذلك مشكلات البنية التحتية المتعددة. هذه المشاريع ليست قصيرة الأجل، بل ستستمر وتُسهم أيضا في توليد موارد اقتصادية للسكان المحليين، وتوفير فرص عمل لسنوات مقبلة. ويجب أن أشير إلى أن طبيعة عملنا تتطلب أن نبقى في هذه المدن القديمة سنوات طويلة. فمشاريع إعادة التأهيل تحتاج إلى وقت. وكما ذكرت سابقا، نحن في القاهرة منذ أكثر من 20 عاما، وهذا هو الزمن اللازم لتحقيق نتائج ملموسة. كيف أثرت خلفيتك بصفتك مؤرخا وعالم آثار في رؤيتك لعملك ضمن مؤسسة "آغا خان" للثقافة؟ حسنا، كان لدي شغف مبكر بالآثار والتاريخ، وهذا ما قادني من خلال محطات متعددة في حياتي إلى العمل الذي أقوم به اليوم. مررت بتجارب عديدة قبل عملي في مؤسسة آغا خان للثقافة. كنت في البداية عالم آثار أثناء بناء السد العالي في جنوب مصر، وقضيت عاما ونصف العام في التنقيب في المنطقة التي غمرتها مياه بحيرة ناصر. وعملت مع قبيلة "كنوز-Kunuz" بجنوب أسوان، وعملت أيضا في السودان في القطر الثاني لنهر النيل في شمال السودان، وتحديدا في جنوب النوبة السودانية. ثم عملت أمينا لأحد المتاحف، وتبعه العمل 10 سنوات أمينا عاما للمجلس الدولي للمتاحف التابع لليونسكو. بعد ذلك، انتقلت إلى مؤسسة "غيتي ترست" في لوس أنجلوس بكاليفورنيا، وهي مؤسسة أميركية تُعنى بالثقافة. ثم أسستُ مؤسسة مصرفية في إسبانيا تعمل في مجالات متعددة، لا تقتصر فقط على الثقافة بل تشمل أيضا الأبحاث الطبية ومجالات أخرى. وأخيرًا، في عام 2002، بدأت مسيرتي المهنية الحالية مديرا عاما لمؤسسة "آغا خان" للثقافة، وهو الدور الذي كنت أؤديه طوال حديثنا هذا. بالفعل هناك اتفاقيتان، الأولى هي اتفاقية تعاون عامة بين "صندوق قطر للتنمية" و"شبكة الآغا خان للتنمية". وكما تعلمون، فإن شبكة الآغا خان للتنمية هي كيان عالمي يشمل مجالات متنوعة مثل التعليم، الصحة، التنمية الريفية، الثقافة، الخدمات الطبية. وقد أنشأها الآغا خان الرابع، ويقودها اليوم ابنه الأمير رحيم آغا خان. هذه الاتفاقية تهدف إلى تعزيز قدرات الطرفين في تحقيق مصالحهما المشتركة في مناطق تتقاطع فيها أهدافهما، وغالبا ما تكون في دول تمر بمرحلة ما بعد الحرب، مثل أفغانستان وسوريا. أما الاتفاقية الثانية، فهي بين "متاحف قطر" و"وقف آغا خان للثقافة"، وتتعلق بمشاريع بدأت بالفعل، بعضها داخل قطر، وتشمل توفير التدريب في مجال الحفاظ على القطع الثقافية، وإنشاء مركز للحفظ يُلحق بالمتحف الوطني في قطر، بالإضافة إلى مشاريع ستُنفذ بالتعاون مع متاحف قطر في دول أخرى، من بين هذه الدول: لبنان ، وأوزبكستان، وغيرها. ونحن نؤسس من خلال هاتين الاتفاقيتين منصتين للتعاون، نأمل أن تتيحا لنا تنفيذ مشاريع مهمة تُسهم في تحسين حياة الناس في هذه الدول. هذا النهج في الترميم، خاصة بعد الحرب، يعد ضروريا جدا في منطقتنا؛ في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا ، حيث تعرض التراث للضرر على مدى العقود الماضية. لقد ذكرت مشاريعكم في مصر وسوريا والسودان، فهل لديكم مشاريع في دول أخرى؟ بالطبع، ركزنا على الدول التي تمر بمرحلة ما بعد الحرب، لكننا نعمل أيضا في بلدان أخرى، فكما قلت نعمل في مصر، ومالي، وسوريا، وباكستان، والهند، وماليزيا، وآسيا الوسطى، خاصة في قيرغيزستان. كذلك لدينا أنشطة في العالم الغربي، فعلى سبيل المثال أنشأنا متحفا في تورنتو ب كندا ، يعرض مجموعات من الفن الإسلامي، ولا يقتصر فقط على الماضي، بل يتناول أيضا الحاضر، من خلال برامج للفن المعاصر، وتسليط الضوء على المجتمعات الإسلامية وإسهاماتها في الثقافة العالمية الحديثة. وافتتحنا العام الماضي متحفا كبيرا تحت الأرض في الهند، هو أول متحف من نوعه هناك، بموقع "ضريح همايون" في دلهي، وهو أحد مواقع التراث العالمي. هذا المتحف يروي تاريخ المغول في الهند ، ويعرض مجموعة أثرية غنية ومثيرة للاهتمام. من خلال برنامج التراث الثقافي هذا، نحن منتشرون في آسيا، والشرق الأوسط، وأفريقيا، وأيضا بدرجة أقل في أميركا الشمالية. وهناك أيضا مبادرات ثقافية أوسع، مثل جائزة الآغا خان للعمارة، وهي جائزة تُمنح منذ 46 عاما، كل 3 سنوات، تكريما لإبداعات العمارة المتميزة في العالم الإسلامي، وكذلك للمشاريع المرتبطة بالمجتمعات المسلمة في الغرب، أو التي يقف خلفها مهندسون مسلمون بارزون يعملون في الغرب. بالإضافة إلى ذلك، لدينا برنامج الآغا خان للموسيقى، وهو برنامج أحدث نسبيا، لكنه يكرم الموسيقى التقليدية والمعاصرة في المجتمعات الإسلامية، ليُكمل بذلك نطاق الأنشطة الثقافية التي نقوم بها في المؤسسة.

"رسائل حب من اليمن إلى قطر" قصائد الشاعر بعداني تضيء كتارا
"رسائل حب من اليمن إلى قطر" قصائد الشاعر بعداني تضيء كتارا

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

"رسائل حب من اليمن إلى قطر" قصائد الشاعر بعداني تضيء كتارا

أُقيمت مساء الخميس بالحي الثقافي كتارا أمسية شعرية عنوانها "رسائل حب من اليمن إلى قطر"، أحياها الشاعر اليمني جبر بعداني الفائز بالمركز الأول لفئة الشعر الفصيح من جائزة كتارا لشاعر الرسول ﷺ، في دورتها السابعة 2025. وقدّم الشاعر بعداني عددا من قصائده المختلفة في هذه الأمسية التي نظمتها كتارا بالتعاون مع سفارة اليمن في الدوحة، وحضرها جمع من الجالية اليمنية وعدد من السفراء العرب بالدوحة والمسؤولين في كتارا، إلى جانب المهتمين بالشعر والأدب. مشاهد من الأمسية الشعرية 'رسائل حب من #اليمن إلى #قطر'، التي أضاء فيها الشاعر جبر بعداني قاعة مبنى 15 في #كتارا بكلماته العذبة، وذلك بالتعاون مع سفارة #الجمهورية_اليمنية لدى قطر.#كتارا_ملتقى_الثقافات#كتارا_وجهة_ثقافية_سياحية — كتارا | Katara (@kataraqatar) May 22, 2025 وأضاء الشاعر بكلماته قلوب الحاضرين، ولامس وجدان الجمهور بنصوص نابضة، عكست في بعضها العلاقة الوطيدة بين اليمن وقطر، والإشادة بمكانة قطر وقيادتها، إلى جانب قصائد أخرى من بينها عن العاصمة اليمنية صنعاء. كما تضمنت الأمسية التي قدمها الإعلامي اليمني عبد الصمد درويش الإشارة إلى جهود كتارا في الحراك الثقافي العربي ومساندة المبدعين، حرص السفارة اليمنية على الاحتفاء بالإبداع اليمني في قطر، في حين لفتت الأمسية إلى إعادة التأكيد على أن الشعر لا يزال قادرًا على حمل رسائل المحبة عبر الحدود. من جهته، أكد السفير اليمني لدى الدوحة، راجح بادي أن الأمسية تجسيد للعلاقة والروابط التي تجمع البلدين، لافتا إلى أن هذا الاحتفاء يجسد دور الشعر كجسر وجداني بين الشعوب. إعلان وأشاد بادي بجهود كتارا في رعاية الإبداع العربي، مؤكدا حرص السفارة على دعم المبدعين اليمنيين في قطر، معبرا عن سعادته بنيل الشاعر بعداني جائزة شاعر الرسول. كلمة الشاعر جبر علي بعداني، من #اليمن – عقب حصوله على لقب #شاعر_الرسول ﷺ والفائز بالمركز الأول لفئة الشعر الفصيح في الحفل الختامي لـ #جائزة_كتارا_لشاعر_الرسول ﷺ الدورة السابعة 2025 في #دار_الاوبرا بكتارا، برعاية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية@AwqafM#تجمل_الشعر_بخير_البشر — كتارا | Katara (@kataraqatar) May 11, 2025 ويذكر أن مسرح كتارا سبق أن احتضن في أوقات سابقة فعاليات يمينة عدة، منها فعاليات "اليوم اليمني"، التي توزعت بين الفن والفلكلور واستعراض جوانب من التراث اليمني، إلى جانب تكريم مجموعة من الأسماء في مجالات مختلفة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store