logo
من يتخوف من نجاح نموذج الإمارات؟

من يتخوف من نجاح نموذج الإمارات؟

اليوم الثامن١٤-٠٥-٢٠٢٥

في خضم عالم يموج بالصراعات وتتلاطم فيه أمواج الأزمات، حيث تتلاشى القيم وتضيق السبل بالباحثين عن بصيص أمل، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة واحة أمان ونموذجا فريدا للعطاء الإنساني الذي يستلهم أنبل ما في التراث العربي الأصيل من كرم وإغاثة للملهوف. إنها قصة دولة لم تركن إلى الثروة المادية فحسب، بل جعلت من الإنسان محور اهتمامها وغايتها، فمدت يد العون لكل محتاج، وفتحت أبوابها لكل باحث عن فرصة أو مستجير من ظلم. وفي المقابل، تقف أنظمة أخرى في المنطقة، غارقة في وحل التخلف والرجعية، قد اختارت أن تكون عدوا لشعوبها، وسيفا مسلطا على رقاب الباحثين عن الحرية والكرامة. فكيف استطاعت الإمارات أن تجسد قيم الكرم التاريخية وتصبح ملاذا آمنا في هذا الزمن الصعب، بينما تواصل تلك الأنظمة الفاسدة مسيرتها نحو الهاوية، تجر معها شعوبها إلى المزيد من البؤس والشقاء؟
في عالم يموج بالتحديات والأزمات، حيث تتداخل المصالح وتتشابك السياسات، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كمنارة للكرم الإنساني ونموذج للعطاء الذي لا يعرف حدودا ولا يميز بين عرق أو دين. إنها قصة دولة فتية، استطاعت في غضون عقود قليلة أن تحفر اسمها بحروف من نور في سجلات العمل الإنساني العالمي، ليس فقط بحجم المساعدات التي تقدمها، بل بروح المسؤولية التي تحركها ورؤيتها الشاملة لمعنى الأخوّة الإنسانية. فمنذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والإمارات تنظر إلى العطاء كجزء لا يتجزأ من هويتها وقيمها المستمدة من تعاليم الإسلام السمحة وتقاليد العروبة الأصيلة. هذا الإرث النبيل يتواصل ويتجذّر في ظل قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الذي يوجه دائما بأن تكون يد الإمارات ممدودة بالخير لكل محتاج ومنكوب في أرجاء المعمورة.
تتجلّى هذه الروح السامية في المبادرات الإنسانية المتعددة التي تطلقها الإمارات، والتي تشمل إغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية والنزاعات، ودعم مشاريع التنمية المستدامة في المجتمعات الأقل حظا، وتوفير الرعاية الصحية والتعليم للملايين من البشر. الأرقام والإحصائيات الرسمية الصادرة عن المنظمات الدولية تشهد على الدور الريادي الذي تلعبه الإمارات في هذا المجال، حيث تتصدر قوائم الدول المانحة للمساعدات الإنمائية الرسمية نسبة إلى دخلها القومي. ولكن ما يميز الكرم الإماراتي ليس فقط حجمه، بل استدامته وشموليته وعدم ارتباطه بأجندات سياسية ضيقة، إنه كرم ينبع من إيمان عميق بأن الإنسان هو محور التنمية وهدفها الأسمى، وأن مساعدة الآخرين هي واجب أخلاقي وإنساني قبل كل شيء.
الفقر والتخلف ليسا مجرد قدر محتوم بل هما نتيجة حتمية لسياسات فاشلة وأنظمة فاسدة لا ترى في شعوبها إلا مجرد أرقام أو أدوات لتحقيق مآربها
وليست المساعدات المادية هي الوجه الوحيد لكرم الإمارات، بل يمتد ليشمل فتح أبوابها لتكون ملاذا آمنا ومستقرا لكل من يبحث عن فرصة لحياة كريمة أو مهربا من ويلات الحروب والاضطرابات في بلاده. لقد أصبحت الإمارات وجهة عالمية تستقطب الكفاءات والمواهب من مختلف أنحاء العالم، وتوفر لهم بيئة حاضنة للإبداع والابتكار، وتضمن لهم ولأسرهم الأمن والأمان والاستقرار.
في المقابل، وعلى النقيض تماما من النموذج الإماراتي المشرق الذي يستلهم القيم الإنسانية النبيلة ويسعى نحو التقدم والازدهار، نجد أنظمة متخلفة قد اختارت طريقا آخر، طريقا يقود شعوبها نحو المزيد من المعاناة والتأخر. هذه الأنظمة، التي غالبا ما تتستر خلف شعارات براقة وخطابات رنانة، هي في حقيقتها أعداء لشعوبها، تسعى فقط لترسيخ سلطتها والحفاظ على مصالحها الضيقة، حتى وإن كان ذلك على حساب مستقبل أجيال بأكملها. إنها تلك الأنظمة المتهالكة التي ينهش شعوبها الفقر المدقع والتخلف المريع، بينما الفساد يستشري في كل مفاصل الدولة كمرض عضال لا شفاء منه، يخرج مواطنوها من ضيق إلى أشد منه، يبحثون عن بصيص أمل فلا يجدون سوى المزيد من القمع والتهميش.
إن السمة الأبرز لهذه الأنظمة هي الفساد المستشري الذي ينخر جسد الدولة كالسوس، وينهب ثروات الشعوب ويحول دون تحقيق أيّ تنمية حقيقية. فالفقر والتخلف ليسا مجرد قدر محتوم، بل هما نتيجة حتمية لسياسات فاشلة وأنظمة فاسدة لا ترى في شعوبها إلا مجرد أرقام أو أدوات لتحقيق مآربها، وعندما ترتفع أصوات الشعوب مطالبة بحقوقها الأساسية في الحرية والكرامة والعيش الكريم، فإن هذه الأنظمة لا تتردد في اللجوء إلى القمع والتنكيل، وتصوير كل من يعارضها على أنه خائن وعميل، متناسية أن الخيانة الحقيقية هي خيانة الأمانة التي حملتها تجاه شعوبها، إنهم يريدون المنعة والقوة، ولكنهم في الحقيقة أقرب إلى الذلة والهوان، لأن القوة الحقيقية تكمن في عدل الحاكم ورضا المحكوم، وليس في القمع والاستبداد.
إن هذه الأنظمة، التي ورثت الشعارات والجعجعة كابرا عن كابر، لا يلتفت إليها أحد، ولا هم ينظرون إلى ما يدور حولهم من تغيرات وتحولات، لقد تجاوزهم الزمن وأصبحوا مجرد ذكرى سيئة في تاريخ شعوبهم. إن مصيرهم المحتوم هو الزوال، لأنهم يقفون ضد منطق التاريخ وضد تطلعات الشعوب نحو الحرية والتقدم. وشتان ما بين هذا النموذج الظلامي وبين النموذج الإماراتي المشرق الذي يفتح أبواب الأمل والتفاؤل لمستقبل أفضل، ليس فقط لشعبه، بل للمنطقة بأسرها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإمارات تعلن استثمارًا بـ1.4 تريليون دولار في أمريكا وترامب يقترح غزة 'منطقة حرية'
الإمارات تعلن استثمارًا بـ1.4 تريليون دولار في أمريكا وترامب يقترح غزة 'منطقة حرية'

الوطن الخليجية

timeمنذ 5 أيام

  • الوطن الخليجية

الإمارات تعلن استثمارًا بـ1.4 تريليون دولار في أمريكا وترامب يقترح غزة 'منطقة حرية'

أعلن الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن خطة طموحة لاستثمار نحو 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل، وذلك خلال استقباله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في قصر الوطن في العاصمة أبوظبي، في ختام جولة خليجية استمرت أربعة أيام. وأشار بن زايد إلى أن العلاقات الإماراتية-الأمريكية تمر بمرحلة 'تحول نوعي وغير مسبوق'، خاصة في ميادين الاقتصاد الحديث، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المتقدمة، والطاقة، والصناعة. وأكد أن هذه الشراكة تعززها الخطط الاستثمارية الكبرى التي تعتزم الإمارات تنفيذها في الولايات المتحدة، ما يعكس الثقة المتبادلة والرهان الاستراتيجي على المستقبل التكنولوجي والاقتصادي بين البلدين. زيارة ترامب للإمارات جاءت في نهاية جولة شملت قطر والسعودية، حصل خلالها على تعهدات باستثمارات ضخمة، منها 1.2 تريليون دولار من قطر و600 مليار دولار من المملكة العربية السعودية. وفي أبوظبي، كان في استقباله الشيخ محمد بن زايد برفقة عدد من الأطفال الذين لوحوا بأعلام البلدين، بينما أدّت نساء إماراتيات رقصة تقليدية احتفاءً بالزيارة. وأكد ترامب في تصريحاته حرصه على تعزيز العلاقات الأمريكية-الإماراتية، مشيرًا إلى أن لقاءه بالشيخ طحنون بن زايد في واشنطن مؤخراً قد مهد الطريق لهذه الشراكة الكبرى، لا سيما عقب الإعلان الإماراتي عن خطط الاستثمار الضخمة في الاقتصاد الأمريكي. وفي لفتة رمزية، رافق ولي عهد أبوظبي، الشيخ خالد بن محمد بن زايد، ترامب في زيارة إلى جامع الشيخ زايد الكبير، الذي جرى إغلاقه خصيصًا للزيارة، في خطوة وصفها ترامب بأنها 'تكريم عظيم للوطن'، وعبّر عن إعجابه الشديد بالمعلم المعماري والديني البارز. وفي إطار تعزيز العلاقات بين البلدين، منح الشيخ محمد بن زايد الرئيس الأمريكي السابق وسام زايد، وهو أعلى وسام تمنحه دولة الإمارات لقادة الدول تكريماً لإنجازاتهم. ومن المنتظر أن يكون الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل محورًا رئيسيًا في المحادثات الجارية بين الجانبين، إذ أشارت صحيفة 'ذي ناشونال' الإماراتية إلى أن زيارة ترامب ستتوج بالإعلان عن شراكة أمريكية-إماراتية في مجال الذكاء الاصطناعي. وتسعى الإمارات إلى تبوؤ موقع ريادي في هذا المجال، في ظل جهودها لتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن الاعتماد الكلي على النفط. ويعتمد تحقيق هذه الطموحات على الوصول إلى تقنيات أمريكية متطورة، مثل رقائق المعالجة الخاصة بالذكاء الاصطناعي، التي كانت خاضعة في السابق لقيود تصدير مشددة فرضتها إدارة الرئيس جو بايدن. لكن إدارة ترامب، التي تسعى إلى تجديد الانفتاح التجاري مع حلفاء واشنطن في الخليج، ألغت مؤخرًا بعض القيود التي كان يُفترض أن تبدأ في 15 مايو/أيار، مما سيفتح الطريق أمام الإمارات لاستيراد نحو 500 ألف وحدة من رقائق 'إنفيديا' المتقدمة سنويًا، بدءًا من العام الحالي، وفقًا لوكالة رويترز. وخلال محطته السابقة في قطر، قال ترامب إن جولته الخليجية قد تثمر عن صفقات واستثمارات تصل قيمتها إلى ما بين 3.5 و4 تريليونات دولار، معتبراً إياها 'جولة قياسية' من حيث المكاسب الاقتصادية. وأضاف أن الجولة تهدف إلى تعزيز الشراكات في مجالات الاقتصاد والطاقة والأمن، وسط فرص ضخمة متاحة في الخليج. وبشأن السياسة الاقتصادية الأمريكية، صرح ترامب بأنه ينبغي على الولايات المتحدة التركيز أولاً على سداد ديونها المتراكمة، قبل التفكير في إنشاء صندوق ثروة سيادي أمريكي، قائلاً: 'لا يمكننا الحديث عن صندوق سيادي بينما نحن غارقون في الديون. يجب أن نسدد أولاً، ثم نبني شيئًا كهذا'. وفيما لم يتم تأكيد تفاصيل حول فكرة ترامب الخاصة بـ'منطقة حرية' في غزة، أشارت مصادر قريبة من الوفد الأمريكي إلى أن ترامب طرح فكرة تطوير القطاع في حال حدوث تغيير سياسي كبير، في إطار رؤيته الإقليمية لإعادة إعمار مناطق النزاع، وربطها بالمبادرات الاقتصادية الخليجية.

رياح وأوتاد:مستقبل سورية وليبيا والسودان في ميزان الإسلام
رياح وأوتاد:مستقبل سورية وليبيا والسودان في ميزان الإسلام

الجريدة

timeمنذ 7 أيام

  • الجريدة

رياح وأوتاد:مستقبل سورية وليبيا والسودان في ميزان الإسلام

سورية وليبيا والسودان دول عربية كبرى تعاني مشكلات طائفية أو قبلية خطيرة حالياً، رغم تاريخ طويل من التفاهم والتعايش، ولا شك في أن هناك قوى خارجية صهيونية وغربية وروسية تذكي وتدعم هذه الخلافات أو تتدخل لمصلحة هذا الطرف أو ذاك عسكرياً بدوافع من عقيدتها، أو للحصول على موضع قدم في هذه الدول، أو للاستيلاء على ثرواتها. سورية مثلاً، فرغم إعلان الثورة أن أولوياتها هي الحفاظ على وحدة البلاد وتحقيق الاستقرار ومنع الانقسام الفئوي ومشاركة الجميع في الحكم الجديد، فإن هذه التطمينات لم تمنع اشتباكات دينية وقومية، ومطالبات بالانفصال أو الحكم الذاتي من بعض غير الواعين من الدروز والأكراد، وبالتأكيد، فإن هذه المحاولات لم تخلُ من التدخلات الخارجية، خصوصاً من العصابات الصهيونية التي ستحول وحدة سورية دون تحقيق حلمها بإسرائيل الكبرى، وبالتالي فإن السعي لأي أهداف فئوية والاستقواء بالخارج وإلغاء الآخر والانتصار عليه سيؤدي إلى فتنة وقتال داخلي وتحقيق مصالح أعداء الإسلام والعروبة. ولو رجعنا إلى سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لوجدنا أنه قدِم إلى المدينة وكان فيها القبائل واليهود والمنافقون، لكنه لم يحاربهم، وأمر بترك العصبية القبلية، فقال: «دعوها فإنها منتنة» (البخاري)، وعاهد اليهود على الاشتراك في الدفاع عن المدينة، وباع واشترى وأكل عندهم، ومارسوا دينهم بحريّة، أما المنافقون الذين أمر الله بجهادهم بقوله: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ»، فبيّن النبي أن جهادهم يكون باللسان والبيان لا بالقوة العسكرية. لذلك، ليس أمام الدول التي تشهد الآن أو قد تشهد انقسامات أو حروباً داخلية إلا الاستفادة من دروس المدينة المنورة، والتفاهم بوضع نظام شورى للحكم يحفظ حقوق وخصوصية جميع الطوائف في دولة موحدة تتصدى لأي انقسام أو تدخل خارجي، خصوصاً أن الأغلبية العظمى من أهل هذه الدول هم من المسلمين، وأن الجميع شركاء في الوطن. كما يجب على الواعين من جميع الطوائف في كل البلاد العربية مقاومة أي دعوى للعنصرية أو العصبية الفئوية، لأنها نار ستحرق الجميع، ولن ينتصر فيها أحد بسبب التدخلات الخارجية، وليستفيدوا من دروس لبنان الذي عانى عقوداً من حروب وانقسامات داخلية، انهار فيها اقتصاده وانتُهكت فيها أرواح سكانه وأراضيه وحدوده، بسبب إصرار أي حزب أو طائفة على الانفراد بالقرار السياسي أو العسكري، ثم عادوا فاجتمعوا بعد خمسين سنة من الصراعات.

سمو أمير البلاد يهنئ رئيس دولة الإمارات بالذكرى الثالثة لتوليه مقاليد الحكم
سمو أمير البلاد يهنئ رئيس دولة الإمارات بالذكرى الثالثة لتوليه مقاليد الحكم

كويت نيوز

timeمنذ 7 أيام

  • كويت نيوز

سمو أمير البلاد يهنئ رئيس دولة الإمارات بالذكرى الثالثة لتوليه مقاليد الحكم

بعث حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ببرقية تهنئة إلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة عبر فيها سموه حفظه الله عن خالص تهانيه بمناسبة الذكرى الثالثة لتولي سموه مقاليد الحكم. كما أعرب سموه حفظه الله عن بالغ الاعتزاز بعمق أواصر العلاقات التاريخية الراسخة والأخوية الوطيدة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين. مشيدا سموه رعاه الله بالإنجازات التنموية والحضارية البارزة التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في عهد سموه الميمون بمختلف المجالات والتي عززت من مكانتها الرفيعة لدى المجتمع الدولي. سائلا سموه المولى تعالى أن يديم على سموه موفور الصحة وتمام العافية وأن يحقق لدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها الشقيق المزيد من التقدم والازدهار في ظل القيادة الحكيمة لسموه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store