logo
حين يوقظك المسمار وتخذلك القهوة!

حين يوقظك المسمار وتخذلك القهوة!

الرياض٢٨-٠٧-٢٠٢٥
صباح اليوم اشتهيتُ شرب قهوة عربية، وقررت أن أعدّها بنفسي، رغم مرور ثلاثة عقود على آخر عهد لي بتحضيرها.
قمتُ بوضع الماء في الغلاية ليسخن، ثم وضعتُ ملعقة كبيرة من البن في الإبريق، وكنتُ أسمع زوجتي توصي العاملة المنزلية بوضع ثلاث ملاعق صغيرة. لكنني، من واقع خبرتي في الحياة، أحب مخالفة رأي الزوجة حتى في تحضير القهوة!
بعدها وضعتُ حبات من القرنفل (المسمار)، وكانت عبارة عن "خَمْشة" برؤوس أصابعي، بعكس زوجتي التي تضع أربع حبات وتراها كثيرة، وهي تعلم بأن رأسي لا يعمّره إلا المسمار.
ثم أضفتُ قليلاً من الخلطة الخاصة بالقهوة، التي تُباع جاهزة، ولم أضف باقي المكونات التي تضعها زوجتي، لاختلاف مزاجي عن مزاجها. بعد الانتهاء من تحضير القهوة في الإبريق، كانت الغلاية قد أنهت تسخين الماء، أضفتُ نصفه في الإبريق، وجهّزته لأضعه على نار هادئة فوق البوتاغاز حتى تطبخ بشكل جيد.
وهنا تذكرت أنني لا أجيد فتح عين البوتاغاز، لحساسية المقبض، وخوفًا من شعلة البوتاغاز، وكنتُ أستعين بابنتي الصغيرة عند الحاجة، وكنت أراها وهي توزن المقبض بعناية، وعينها على اللهب لتكون النار خفيفة، وهذه مهارة لم أتقنها، ربما بسبب أعصابي المتوترة.
حاولت الاستعانة بها، فتذكرت بأنها نائمة بجوار أمها وهنا كانت الصدمة بالنسبة لي.
فتحتُ الباب، وإذا بهواء المكيف يصفعني من شدة البرودة، وأنا أتحرّق من الداخل شوقًا لفنجان القهوة.
ترددت في إيقاظ الابنة، خوفًا من صياح الأم وترديد أسطوانتها المعروفة:
"أوووه، إيش هذا الإزعاج، محد يعرف ينام عندك؟!"
توكلتُ على الله، واقتربتُ من الابنة وهي في سابع نومة، وهمستُ بصوت خافت وسؤال غبي:
"حبيبتي، إنتي نائمة؟"
لم ترد، فناديتُها مرة أخرى، فدارت وجهها نحو أمها، وقلبي يرجف خشية أن تستيقظ الأم!
وضعتُ يدي على كتفها بدلًا من الكلام… ولكن لا حياة لمن تنادي.
ثم قلت بصوت خافت: اشحن لك اللعبة؟ لعلها تصحى ولكن..
اضطررتُ للخروج من الغرفة وجلستُ في الصالة، لعلها تستيقظ كعادتها وتبدأ اللعب على الـ"غيمز"، لكن هذه المرة طالت نومتها.
الماء في الإبريق أصبح فاترًا… تمامًا كأعصابي.
لكن "خَرْمة" القهوة كانت تزيد في رأسي، خصوصًا بعدما شممتُ رائحة البن.
استمررتُ في الجلوس، وعيني على باب الغرفة، أترقب فرجًا.
ثم خطرت لي حيلة، خرجتُ إلى باب الشارع وضربتُ الجرس لعلها تستيقظ…
لكن لم يُفتح الباب. وبقيتُ في الخارج بدون مفتاح… ولا جوّال. بجوار الباب قطة منهكة من حرارة الجو لسان حالها يقول إذا كنت تريد كوباً من القهوة أنا أريد نسمة هواء، فناديت من سماعة الجرس الخارجي بصوت عالٍ "البسة تريد أن تدخل" كون بنتي الصغيرة حنونة على القطط أكثر مني..
وهنا… طارت خَرْمة القهوة وسط لهيب الصيف!
الزبدة من القصة – التي يرويها صديقي "أبو صلاح" – من جيل "صبوا القهوة وزيدوها هيل"، جعلني أتأمل في هذا الموقف البسيط، وأقول: إن بعض العادات التي نراها يوميًا في حياتنا، قد نراها بسيطة وعادية، ولا نشعر بقيمتها أو بقيمة من يقوم بها، إلا حين نفتقدها.
قس على ذلك كثيرًا من النِعم التي نغفل عن شكرها، ظنًا منا بأنها بديهيات. كثير من الناس ومنهم صديقي أبو صلاح لا ينتبه لعِظم النعمة… إلا بعد أن يفقدها.
في الحياة الزوجية، قد يملك كل فردٍ غرفته المستقلة يمارس فيها خصوصيته، لكن يبقى المطبخ هو المساحة المشتركة… ولو لم يكن فيه إلا كوب قهوة يُعدّل مزاجنا كل صباح، ويُعلّمنا في هدوئه أبسط دروس الحياة.
*رئيس تحرير صحيفة مكة الإلكترونية
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

آل الشيخ: «موسم الرياض» القادم بحضور موسيقي ومسرحي سعودي وخليجي واسع
آل الشيخ: «موسم الرياض» القادم بحضور موسيقي ومسرحي سعودي وخليجي واسع

عكاظ

timeمنذ 4 ساعات

  • عكاظ

آل الشيخ: «موسم الرياض» القادم بحضور موسيقي ومسرحي سعودي وخليجي واسع

أعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ، أن «موسم الرياض» القادم سيشهد اعتماداً كاملاً تقريباً على العازفين والموسيقيين السعوديين والخليجيين في الحفلات الغنائية، في خطوة تعكس دعم المواهب المحلية وتعزيز حضورها على الساحة الترفيهية. وأشار آل الشيخ إلى أن الموسم سيعتمد بشكل شبه كامل على المسرحيات السعودية والخليجية، مع تطعيم البرنامج بمسرحيات سورية وعالمية، ما يُضفي تنوعاً ثقافياً وفنياً على فعاليات الموسم المرتقب. أخبار ذات صلة

المسرح مسيرة تحول ثقافي
المسرح مسيرة تحول ثقافي

الرياض

timeمنذ 4 ساعات

  • الرياض

المسرح مسيرة تحول ثقافي

منذ تأسيسها في فبراير 2020، شكّلت هيئة المسرح والفنون الأدائية علامة فارقة في مشهد الثقافة السعودية، لم تكن مجرّد هيكل تنظيمي، بل انطلقت بوصفها قاطرة للتجديد الفني، ومكوّنًا حيويًا من استراتيجية التحول الوطني الطموح ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030. وجاء إنشاؤها ضمن سلسلة الهيئات الثقافية التي أطلقتها وزارة الثقافة لتكون الذراع التنفيذي المتخصص في تنمية الفنون الأدائية بمختلف أنماطها، من المسرح والرقص إلى الأوبرا والعروض المعاصرة، مؤكدة التزام المملكة بأن تكون مركزًا للإبداع على المستويين الإقليمي والدولي. وانطلقت الهيئة منذ بدايتها بخطى واثقة نحو تأسيس بنية متكاملة للقطاع، عبر استراتيجيات مدروسة تستهدف بناء القدرات وتطوير المواهب. فقد أسهمت برامج مثل: "المحترف المسرحي" وورش العمل التدريبية في تمكين جيل جديد من المبدعين، فيما قدّم برنامج "ستار" دعمًا نوعيًا للفرق المسرحية وأندية الهواة والشركات الناشئة، محفزًا إياها على إيجاد نماذج استدامة ذاتية، تعزز من قدرة القطاع على الاستمرار والتأثير بعيدًا عن الدعم المرحلي. ولم يقتصر دور الهيئة على تمكين الأفراد، بل شمل البنية التحتية أيضًا، من خلال تطوير المسارح وتجهيز قاعات العروض في مختلف مناطق المملكة بأحدث التقنيات، بما يتواكب مع الحراك الفني المتصاعد. كما حرصت على توسيع قاعدة الجمهور ورفع مستوى التفاعل المجتمعي عبر فعاليات متنوعة وعروض جاذبة تُسهم في إثراء الذائقة العامة. وتُعد مبادرات الهيئة النوعية محطات مفصلية في مسيرة الفنون الأدائية، أبرزها مهرجان الرياض للمسرح الذي أصبح منصة وطنية لاكتشاف الطاقات الإبداعية واستعراض الإنتاجات المتميزة، إلى جانب "حاضنة المسرح والفنون الأدائية" التي توفر بيئة نمو للمشاريع الناشئة. كما لم تغفل الهيئة أهمية التعاون مع المؤسسات التعليمية لغرس حب المسرح لدى الأجيال الجديدة، وتعزيز ثقافة الفنون في النشء ضمن سياق تربوي شامل. ولضمان وصول الفن إلى كافة أنحاء المملكة، أُطلقت "جولة المسرح" التي تحمل العروض إلى مختلف المناطق، في حين وفّرت المنصات الرقمية مثل "أبدع" حلولاً مرنة لتيسير التراخيص والإجراءات، ما ساعد على تسهيل الانخراط في العمل الفني. وتخطط الهيئة لإنشاء أكاديمية متخصصة لتأهيل كوادر فنية ونقدية تسهم في الارتقاء بالمشهد من مختلف جوانبه، فيما جاءت مبادرات مثل: "يبرق" و"صناع المسرح" لتعزيز قدرات الشباب وتوفير أدوات احترافية تضمن استدامة النمو في القطاع. وقد بدأت هذه الجهود تؤتي أُكلها بوضوح، حيث شهدت الساحة الفنية السعودية ازدهارًا غير مسبوق في عدد العروض وجودتها، إلى جانب تزايد الإقبال الجماهيري وتحسن مستويات الإنتاج، ما حوّل المسرح من نشاط محدود إلى صناعة متكاملة تخدم الهوية الوطنية وتفتح أفقًا رحبًا للتعبير الإبداعي. وفي هذا السياق، تبرز الحاجة اليوم لتوسيع دائرة التأثير عبر تكامل مؤسسي أعمق، لا سيما من خلال تفعيل المسارح المتوفرة في المدارس والجامعات والمكتبات العامة، واستثمارها بشكل ممنهج تحت إشراف الهيئة. يتطلب ذلك شراكة استراتيجية مع وزارة التعليم، تتيح توحيد المعايير الفنية وتفعيل آليات حجز موحدة، ما يُسهّل على الفرق والطلاب استخدام هذه المنشآت، ويُوفر بيئة مثالية لاكتشاف المواهب المبكرة، ويعزز من حضور الفنون الأدائية في عمق النسيج المجتمعي. وفي ظل هذه المبادرات المؤثرة، يظل التعويل كبيرًا على استمرارية الزخم النوعي، وتطوير البرامج الداعمة مثل "ستار"، بما يُمكن الفرق المسرحية من ترسيخ نماذج استدامة تواكب الطموحات الوطنية، وترتقي بالمسرح السعودي نحو مصاف التأثير العالمي. فليست الهيئة مجرّد جهة داعمة، بل هي عقل مدبر وقائد لمسيرة فنية متجددة، تُسهم بعمق في تحقيق رؤية المملكة 2030، وتؤسس لمستقبل ثقافي زاخر يرتكز على الإبداع والابتكار.

الجسمي يغني الحنين في وقت قياسي
الجسمي يغني الحنين في وقت قياسي

الرياض

timeمنذ 4 ساعات

  • الرياض

الجسمي يغني الحنين في وقت قياسي

افتتح الفنان حسين الجسمي حكاية جديدة من حكايات ألبوم HJ2025، والتي تحمل طابعًا خاصًا ومختلفًا، تُجسّد محطات وجدانية تتأرجح بين ألم الفقد ولهفة العشق، في عملين موسيقيين يبرزان رؤيته الفنية متجددة. وكان الإصدار الخامس من الألبوم، يحمل عنوان «الحنين»، ويعبّر عن حالة وجدانية عاطفية بامتياز، وتلامس كلماته إحساس الشوق وصعوبة التأقلم بعد الفقد، بأسلوب مختلف في الطرح والتعبير، كتب كلماته الشاعر أحمد الصانع، وقدّمه حسين الجسمي برؤية موسيقية خاصة قام بتلحينها بنفسه، وتولّى التوزيع الموسيقي عصام الشرايطي، وقد طُرحت الأغنية من خلال فيديو بصري مصمّم ومنتَج بطريقة مبتكرة، يظهر فيها الفنان حسين الجسمي بأسلوب تصويري فني جديد. أما الإصدار السادس من الألبوم فهو أغنية «في وقت قياسي»، وهي العمل الذي حمل اسم الألبوم إلى جانب العنوان العام HJ2025. وقد جاءت مختلفة تمامًا على كافة المستويات، من حيث الكلمات، والألحان، والتوزيع الموسيقي الذي جمع بين الآلات العربية والغربية في توليفة إبداعية أثمرت عن عمل متفرّد في الإحساس والإيقاع. كتب كلماتها الشاعر أمير طعيمة، ولحّنها حسين الجسمي. وجاءت الكلمات كأنها تعكس قصة حب خاطفة مفعمة بالمشاعر المتقلبة والاندفاع العاطفي. ويأتي هذان الإصداران استكمالًا للأربع أغنيات التي طُرحت سابقًا ضمن ألبوم HJ2025، والتي حصدت انتشارًا واسعًا وتفاعلًا كبيرًا من الجمهور عبر المنصات الرقمية والإذاعية. وقد طُرحت الأغنيتان الجديدتان إلى جانب الأغنيات الأربع السابقة عبر قناة حسين الجسمي الرسمية على يوتيوب، وجميع الإذاعات العربية، والمنصات الموسيقية. ومن المقرر أن تُطرح الحكايتان الجديدتان القادمتان يوم «6 أغسطس» المقبل، ضمن استمرارية السرد الموسيقي للألبوم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store