
الحج موسم لمعرفة الله
يدعونا لله –تعالى- في عديد الآيات القرآنية الكريمة تقديم العلم والمعرفة على العبادة، وعلى هذه القاعدة جرت التأكيدات من رسول الله، ومن الأئمة المعصومين من بعده، بضرورة التعلّم والتفكّر قبل ممارسة العبادة لتكون العبادة عن فهم ومعرفة، ومن ثمّ تكون منطلقة من إيمان عميق وحقيقي بالله –تعالى-...
{وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} سورة الحج، الآية:26
من حق كل مسلم إظهار سروره وابتهاجه وهو يستعد لأداء مناسك الحج؛ هذه الفريضة العبادية العظيمة، كما من حق كل مسلم إظهار وجده وشوقه لأن يحظى بمثل هذه الرحلة الروحانية في السنوات القادمة.
الحج فريضة عبادية من فروع الدين العشر، يكفي أن يؤديها الانسان مرة واحدة في حياته، بينما الصلاة والصيام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يمارسها يومياً في ظروف زمانية ومكانية مختلفة، كذا الحال بالنسبة لفريضة الجهاد، والخمس والزكاة لها ظروفها وشروطها الخاصة.
شوق الناس لرحلة الحج ينبع من شعورهم بأنهم يكونوا أقرب الى الله –تعالى-، وهي لحظات حاسمة واستثنائية أن يستشعر الانسان –ربما- لأول مرة في حياته أنه أقرب الى ربه ليشكوه حاله وما ألمّ به من فتن وأزمات في حياته، فهو يطلب العون والمدد للخلاص، ومن ثم؛ النجاح والصلاح، ولكن!
أقرب بأي شيء الى ربه؟
هل من خلال عوامل مادية يستشعرها بحواسه مثل بوجود الكعبة المشرفة بمنظرها المهيب أمامه، مع سائر المقامات والمعالم المقدسة، مثل مقام نبي الله ابراهيم، وآثار سعي السيد هاجر، عليها السلام، بين الصفا والمروة؟ أم بعوامل أخرى يبحث عنها وهو يردد التلبية الصادحة؛ "لبَيكَ اللّهم لبَيكَ، لبَيكَ لا شَريكَ لكَ لبَيكَ، إنّ الحمدَ والنِعمةَ لَكَ والمُلك لا شَريكَ لَك لبَيك"؟
العبادة بمعرفة وعلم
يدعونا لله –تعالى- في عديد الآيات القرآنية الكريمة تقديم العلم والمعرفة على العبادة، وعلى هذه القاعدة جرت التأكيدات من رسول الله، ومن الأئمة المعصومين من بعده، بضرورة التعلّم والتفكّر قبل ممارسة العبادة لتكون العبادة عن فهم ومعرفة، ومن ثمّ تكون منطلقة من إيمان عميق وحقيقي بالله –تعالى-، ولعلّ أبرز مثال على هذا؛ الحوار الذي جرى بين الله –تعالى- ونبيه الخليل، ابراهيم، عليه السلام، عندما طلب أن يرى بعينيه كيفية إحياء الموتى، فجاء الجواب في القصة المعروفة في القرآن الكريم، وإلا فان نبي الله ابراهيم كان مؤمناً وعابداً مخلصاً لله –تعالى- بيد أنه اراد من المعرفة طمأنة قلبه {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنْ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، (سورة البقرة، الآية: 260) وايضاً في سياق المخاطبات بين ابراهيم وربه –تعالى- في سورة البقرة بعد بنائه بيت الله الحرام: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
ومن تجارب الماضين في عمق التاريخ، نقرأ من تعاليم نبينا الأكرم، صلى الله عليه وآله، وأهل بيته، في أهمية العلم والمعرفة قبل العبادة، والاحاديث مستفيضة في هذا المجال، منها ما جاء عن رسول الله: "ركعتان يصليهما العالم أفضل من ألف ركعة يصليها العابد"، وعن أمير المؤمنين: "فكر ساعة قصيرة خير من عبادة طويلة"، وحتى في فضل العالم على الشهيد الذي يضحي بنفسه في سبيل الله، جاء عن الامام الصادق عن آبائه، عن رسول الله، صلى الله عليه وآله، انه قال: "اذا كان يوم القيامة وزن مداد العلماء بدماء الشهداء فيرجح مداد العلماء على مداد الشهداء".
كل هذه التأكيدات والتوصيات تنبهنا الى العواقب الكارثية للجهل بمسائل العقيدة والدين عندما نكون يوماً ما على في مفترق طريقين؛ بين السكوت على الطاغية الظالم، او الانسياق معه، وبين استسهال الظلم والانحراف في المجتمع، او معارضته، لأن انعكاسات الموقف والاختيار هذا تكون مباشرة على سلوكنا وطريقة حياتنا، وايضاً؛ مصيرنا في الحياة، ومن ثمّ لما بعد الحياة (الآخرة)، فلن تنفعنا صلاتنا ولا صيامنا، و حجّنا ايضاً عندما تكون دون محتوى ايماني وفهم للغاية النهائية، فالصلاة –مثلاً- التي نصليها يومياً بشكل روتيني –تقريباً- يفترض أنها {تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}، بينما نلاحظ الفحشاء والمنكر في هذا الشارع او ذاك، وفي هذه المدينة او تلك، أليس كذلك؟!
الامام الحسين، عليه السلام، ونحن هذه الايام نستقبل مناسبة عظيمة تتعلق بهذا الإمام العظيم، وهي زيارته يوم عرفة في التاسع من ذي الحجة، يقدم لنا صوراً رائعة ومتكاملة للعبادة عن علم ومعرفة.
يروى أنه كان قريباً من عبد الله بن عباس وهو يحدث الناس في التوحيد ذات يوم، فقال له رجلٌ يدعى؛ نافع ابن الازرق: "يا بن عباس تفتي في النملة والقملة، صف لنا إلهك الذي تبعده"! فحين عجز ابن عباس عن الاجابة، دعاه الإمام الحسين اليه ليعطيه جواب سؤاله: فقال له، عليه السلام: "يا نافع إن من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في الارتماس، مائلاَ عن المنهاج، ظاعنا في الاعوجاج، ضالاَ عن السبيل، قائلاَ غير الجميل، يا بن الأزرق! أصف إلهي بما وصف به نفسه، و أعرفه بما عرّف به نفسه، لا يُدرك بالحواس، ولا يُقاس بالناس، فهو غريب غير ملتصق، وبعيد غير متقص، يُوحّد ولا يُبعّض، معروفٌ بالآيات، موصوفٌ بالعلامات، لا إله إلا هو الكبير المتعال".
ولعل أقصر الطرق لمعرفة الله –تعالى-؛ دعاء الامام الحسين، عليه السلام، يوم عرفة، فهو مشحونٌ بالتنزيه والتعظيم والتسليم؛ نقرأ في بداية الدعاء: "الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع ولا لعطائه مانع ولا كصُنعه صُنع صانع وهو الجواد الواسع"، وفي مقطع آخر من الدعاء يقول عليه السلام: "اللهم اجعلني أخشاك كأنّي أراك"، فأي منزلة معرفية هذه؟! ومن يقرأ هذا الدعاء، وغيره من النصوص الواردة عن الأئمة المعصومين في أمر التوحيد، يكتشف أن الإقرار بالعبودية لله –تعالى- والمداومة على الاستغفار، بحيث تكون جزءاً من الحياة اليومية، يُعد أحد مفاتيح الوصول الى مراتب العرفان الحقيقي.
التذكّر الدائم بالعون الالهي
في مقابل التوحيد يكون الشرك طريقاً ثانياً في الحياة، متمثلاً اليوم بأصنام فكرية وبشرية ومادية، فقد اقتنع الانسان في نهاية المطاف أن الاشكال الحجرية المنصوبة في مكة وسائر البلاد بالعالم لن تضر ولا تنفع، فضلاً عن عجزها عن النطق والتأثير في حياة الانسان، كما أكد هذه الحقيقة؛ القرآن الكريم، بيد أن هذا الانسان توقف منذ اربعة عشر قرناً من الزمن، حائراً أمام قوة المال وقوة السلطان، وكيف يمكن تجاوزهما والايمان بشكل مطلق بأن الله –تعالى- هو الحاكم المطلق وهو المهيمن والرازق وبيده القضاء والقدر، وهو عل كل شيء قدير؟
يكفي أن نسأل أي شخص يروم تأدية مناسك الحج؛ من –أو ما- الذي يوصله الى المدينة المنورة ومكة المكرمة؟ ربما يكون جواب البعض: جواز السفر، أو الجهات المعنية بتنظيم الحج؟ أو "الواسطة" من متنفذين في السلطة، أو المال، بلى؛ كل هذه وسائل واسباب تعد من سنن الله –تعالى- في الحياة، ولكن هذه الوسائل يفترض ان تكون مصدرها الله –تعالى- لا غيره، وإلا نقع في تناقض خطير، فنحن حولنا الوسائل مصادر عون متعددة لنا، و فعلنا كل شيء للحصول على مقعد أو حصّة بين عشرات الآلاف من الحصص لأداء فريضة الحج، ثم نريد التوجه الى الكعبة المشرفة كهدف واحد، ونقول: أننا نعبد الله الواحد الأحد!
من هذا المطب يحذرنا ربنا –تعالى- من مغبة الانزلاق في مهاوي الشرك على حين غفلة، وجاءت الاشارة في القرآن الكريم عندما دعا الله –تعالى- نبيه ابراهيم بأن يتخذ الكعبة مكاناً للعبادة بشرط {أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِي}، وقد أجمع المفسرون على أن التطهير هنا ليس فقط من النجاسة المادية العينية، بل ومن النجاسة المعنوية، وفي مقدمتها؛ الشرك بشكله المعنوي، من خلال تقديم الاستعانة بعوامل مادية، ليس في أمر أداء فريضة الحج فقط، وإنما في جميع نواحي الحياة، لتكون هذه الفريضة فرصة لإعطاء مصداقية لما نقوله يومياً في صلاتنا: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، بمعنى التعهّد بأننا ليس فقط نعبد الله، وإنما نتسعين به ايضاً في نفس الوقت، ولا نستعين بغيره، وإن كانت ثمة استعانة، فهي على سبيل الوسيلة لا غير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 27 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
صلح زار القطان: من يراهن على نزع سلاح المقاومة يراهن على وهم
زار النائب ينال صلح رئيس جمعية "قولنا والعمل" الشيخ أحمد القطان في مقر الجمعية ببر الياس، وتم التأكيد على "عمق العلاقة التي تجمع بين الجانبين، والتي تقوم على ثوابت وطنية راسخة، أبرزها دعم القضية الفلسطينية، واحتضان خيار المقاومة الوطنية في مواجهة الاحتلال والعدوان". وقال صلح خلال اللقاء: "العلاقة التي تجمعنا مع سماحة الشيخ القطان، هي علاقة مبنية على الإيمان المشترك بحق الشعوب في التحرر والكرامة، وعلى قناعة راسخة بأن المقاومة ليست وجهة نظر، بل هي نهج وطني أثبت فعاليته في حماية لبنان والدفاع عن سيادته، خاصة في ظل استمرار التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية التي تطال المدنيين والبنى التحتية في الجنوب والبقاع بشكل شبه يومي". أضاف: "ان القضية الفلسطينية كانت وما زالت في صلب اهتمامنا، لأنها ليست فقط قضية شعب احتلت أرضه، بل قضية حق وعدالة وإنسانية، وموقفنا منها هو موقف مبدئي لا يتغير ولا يُقايض". وتابع: "الأولويات الحقيقية التي تعني المواطنين والمطلوبة من الحكومة اللبنانية، لا تتعلق بشعارات السلاح وحصريته، بل بملفات أكثر إلحاحا وألما للمواطن اللبناني، وفي مقدمها: إعادة إعمار ما دمرته الاعتداءات الإسرائيلية، والعمل الجاد على وقف هذه الاعتداءات، وتأمين انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، وتحرير الاسرى، ومواجهة أي انتهاك للسيادة اللبنانية". وأردف: "ما يريده المواطن اليوم ليس السجال حول عناوين لا تطعمه خبزا، بل هو بحاجة إلى حلول لأزماته اليومية: الكهرباء، المياه، الاستشفاء، التعليم، فرص العمل، وكرامة العيش. هذه هي المعركة الحقيقية التي يجب أن نخوضها، وهذا هو السلاح الذي يجب أن نحتضنه: سلاح الإنماء والعدالة الاجتماعية والمحاسبة كما احتضنا وما زلنا سلاح المقاومة". وختم: "لبنان لا يمكن أن يُبنى إلا بالشراكة والتكامل بين مكوناته، وعلى قاعدة التمسّك بالثوابت الوطنية، وليس تحت ضغط الخارج، ولا وفق أجندات تملى من خلف الحدود. وإن من يُراهن على نزع سلاح المقاومة قبل أن تنتفي أسباب وجودها، إنما يُراهن على وهم، ويتنكر لتاريخ من التضحيات والدماء التي صنعت الكرامة والسيادة". من جهته، قال القطان: "نعتبر الجو الطبيعي لنا كأهل السنة والجماعة، أن المقاومة هي جزء من ديننا وعقيدتنا لأن الله أمرنا أن نواجه العدو بكل الإمكانات والسبل كي ندحره عن أرضنا المقدسة التي نؤمن بها ونبعده عنها". وأعرب عن اعتزازه بالصلح الذي "أخذ على نفسه أن يكون في هذا الخط المواجه للعدو الصهيوني". وقال: "للأسف، هناك فريق في لبنان لا يزال يراهن على العدو بدل مراهنته على قوة لبنان المتمثلة بشعبه وجيشه ومقاومته". اضاف: "من خلالكم ومن خلال كل مسؤول في هذا البلد، علينا أن نبقى على هذا الموقف الموحد لمواجهة العدو الذي عندما يندحر ويخرج من أرضنا حينها نتحدث عن استراتيجية دفاعية نحافظ من خلالها على قوة لبنان". اضاف: "بالنسبة الى الموضوع الإجتماعي، أنتم جزء من هذا الواقع وهذه البيئة لأنكم تعيشون معنا، إن في بعلبك أو في البقاع الأوسط او برالياس أو في أي منطقة بقاعية. نحن البقاع المحروم، نطالب الدولة ومجلس الوزراء بالوقوف الى جانب أهلنا واخواننا في البقاع كما الشمال وبيروت، فهو بحاجة الى الكثير من المساعدات وبحاجة لوقوف الدولة الى جانب أهلها وشعبها لأن الشعب اللبناني يعاني على كافة الصعد". وتابع: "من خلالكم أيضا نوصل أصوات الناس للدولة اللبنانية لكي يكون عندها خطة أفضل مما نراه اليوم، فنحن بحاجة لاصلاح أكبر ومساعدات أكثر في هذا البلد وتغيير هذه الأوضاع الى أوضاع أفضل". وبعد اللقاء أهدى القطان الصلح كتابين من تأليفه: الأول بعنوان "الإنسان في سورة الحجرات"، والثاني بعنوان "مفهوم الشرط وحجيته في ضوء اختلاف الأصوليين". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الميادين
منذ 32 دقائق
- الميادين
الاحتلال يصعّد انتهاكاته في سجن "عوفر": إهانات وتجويع وحرمان من أبسط الحقوق
كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الثلاثاء، عن تصاعد حدة الظروف القاسية والمهينة التي يعاني منها الأسرى في سجن "عوفر"، خاصةً منذ أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وزار محامي الهيئة، الأسيرين حمزة حامد وعمار محمد، حيث يتعرضان لانتهاكات جسيمة داخل المعتقل، تشمل الإهانات والتجويع المتعمد. وأفاد الأسير حمزة حامد، (22 عاماً)، من قرية بيت دجن بمحافظة نابلس، والذي اعتُقل في آب/أغسطس الماضي، أن الأوضاع الاعتقالية بسجن "عوفر" غاية في السوء، وتم تقليص مدة الفورة، أي خروج الأسرى إلى ساحة خارجية، إلى نصف ساعة يخصصها الأسرى للاستحمام. وقال حامد، إنّ "التفتيشات مستمرة لغرف الأسرى ويتعامل السجان مع الأسير بطريقة مهينة غير مسبوقة"، بحيث يفرض عليهم الركوع على الأرض ورؤوسهم للأسفل، أثناء التعداد والتفتيش، وأي أسير يرفض أو يعترض يتم معاقبة الغرفة جميعها. وفيما يتعلق بالطعام فإن إدارة سجن "عوفر" مستمرة بسياسة التجويع، كما أن جودة الطعام "سيئة جداً"، ما أدى إلى انخفاض كبير في أوزان الأسرى جميعهم. وتتعمد إدارة السجن مصادرة كافة مستلزمات الأسرى حيث لا يملك أي أسير سوى ملابسه التي يرتديها ولا تتوفر في غرف الأسرى المياه الساخنة أو مستلزمات النظافة. من جانبه، كشف الأسير الإداري الطفل عمار محمد، (14 عاماً)، من بلدة عبوين بمحافظة رام الله، لمحامي الهيئة، عن الظروف القاسية التي يعيشها الأطفال الأسرى داخل سجن "عوفر"، والتي تسببت بتدهور كبير في حالتهم النفسية. 2 حزيران 29 أيار وأوضح أن الإهانات والشتائم المتكررة، إلى جانب الحرمان من الزيارات والتواصل مع العالم الخارجي، ومنع الطعام بذريعة "حالة الطوارئ"، فاقمت معاناة الأطفال داخل المعتقل. وأشار عمار إلى أن الرعاية الطبية شبه معدومة، حيث لا يتم تقديم أي علاج سوى المسكنات، ولا تُجرى الفحوصات الطبية إلا في "الحالات الضرورية جداً". وفي هذا السياق، قالت حركة حماس، إنّ " عمليات التعذيب والتنكيل تتواصل بحق أسرانا البواسل داخل سجون الاحتلال، وتتوالى الشهادات المروّعة التي توثّق حجم المعاناة، وكان آخرها ما يتعرّض له أسرى سجن عوفر من ظروف اعتقالية قاسية ومهينة". وأكّدت حماس، في بيان، الثلاثاء، أن "هذه الممارسات الوحشية بحق الأسرى تُعد امتداداً لجرائم الاحتلال المستمرة بحق كل ما هو فلسطيني، ضمن حرب الإبادة التي يشنّها على شعبنا وأرضنا". وحذّرت من خطورة الوضع الكارثي الذي يعيشه الأسرى داخل السجون، لا سيما في ظل تصاعد سياسة الإهمال الطبي، والجرائم الممنهجة التي تشمل أساليب التعذيب القاسية، وحرمان المعتقلين من احتياجاتهم الإنسانية الأساسية. كما رأت الحركة، أن "هذه الانتهاكات الصارخة للقوانين الدولية تستوجب من جميع المؤسسات الحقوقية والإنسانية التحرّك العاجل والجاد للضغط على الاحتلال لوقف هذه الجرائم"، مشددةً على ضرورة "محاسبة حكومة الاحتلال الفاشية التي تشرعن القتل والتعذيب داخل السجون". ودعت حركة حماس الفلسطينيين في الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 إلى تكثيف الحراك الداعم والمساند للأسرى، وتصعيد كل أشكال المقاومة والمواجهة لتدفيع الاحتلال ثمن جرائمه. يُعد سجن "عوفر" من أكبر السجون الإسرائيلية في الضفة الغربية ويُستخدم لاحتجاز الأسرى الفلسطينيين، خاصة المعتقلين إدارياً، والأطفال، والمشاركين في أنشطة سياسية أو شعبية. ارتبط اسم "عوفر" في الإعلام والمنظمات الحقوقية بـظروف قاسية جداً، منها التعذيب وسوء المعاملة، الاكتظاظ الشديد، استهداف الأطفال الأسرى. كما أنّ كثيراً من الشهادات الحقوقية والإنسانية تصف "عوفر" بأنه من أخطر أماكن الاعتقال الإسرائيلي من حيث الانتهاكات المتواصلة.


المردة
منذ 37 دقائق
- المردة
عراقجي من عين التينة: إيران تدعم إستقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه وكل الجهود التي يبذلها لإخراج المحتل
استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية عباس عراقجي والوفد المرافق بحضور السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني حيث تناول البحث الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية وملف إعادة الإعمار والعلاقات الثنائية بين البلدين ، وبعد اللقاء الذي إستمر لأكثر من ساعة تحدث الوزير عراقجي للإعلاميين قائلاً : كانت لدي لقاءات جيدة و مفيدة للغاية مع فخامة رئيس الجمهورية و دولة رئيس المجلس رئيس البرلمان وأيضاً معالي وزير الخارجية ، طبعاً إن العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولبنان لطالما كانت علاقات جيدة للغاية بين الحكومتين و الشعبين ، وإننا عازمون تماماً ان نستمر في هذه العلاقات الجيدة في ظل الظروف الجديدة. وأضاف : والحمد لله فقد لمست هذه الإرادة أيضاً في فخامة الرئيس اللبناني وباقي المسؤولين في لبنان وإن شاء الله سنستمر في مسارنا هذا من أجل تعزيز العلاقات السياسية والإقتصادية . وتابع : إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم بشكل تام إستقلال لبنان و سيادته و وحدة أراضيه ، ونحن نتطلع نحو إقامة علاقات قائمة على الإحترام المتبادل و المصالح المتبادلة و عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من الطرفين. وأضاف : نحن ندين إحتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية عبر الكيان الصهيوني وندعم أيضاً كل الجهود التي تبذلها أو يبذلها لبنان حكومة وشعباً من أجل إخراج المحتل بأي طريقة كانت ، أي من الطرق الدبلوماسيه أيضاً . وتابع : طبعاً أنا قلت لنظيري معالي وزير الخارجية اللبناني أنه بإمكانه أن يعتمد على إيران بخصوص الجهود الدبلوماسية التي يبذلها من أجل إنهاء الإحتلال وإعادة إعمار لبنان و الإصلاح الإقتصادي ، وبطبيعة الأمر هذا الأمر هو قائم على العلاقات الودية والأخوية فيما بيننا وليس بمعنى التدخل في الشؤون الدخلية . وفي موضوع إعادة الاعمار قال الوزير عراقجي : طبعا في موضوع إعادة اعمار لبنان فإن الشركات الايرانية مستعدة للمشاركة في هذا الأمر واذا كانت الحكومة ترغب في هذا الأمر بإمكان ان تتم هذه العملية عبر الحكومة اللبنانية . واضاف عراقجي : طبعا نحن ندعم الحوار الوطني في لبنان والوحدة الوطنية والوفاق الوطني وسندعم ايضا قرار يتوصل اليه كافة المجموعات والاطياف والطوائف اللبنانية ، هذا الحوار أمر يخص اللبنانيين فقط واي دولة ليس لديها الحق بأن تتدخل في ذلك. كما إستقبل رئيس المجلس وفداً من بعثة صندوق النقد الدولي برئاسة رئيس البعثة أرنستو راميرز ريغو والمدير المقيم للصندوق في لبنان فريدريكو ليما والوفد المرافق ، بحضور المستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان حيث تناول اللقاء الاوضاع العامة لاسيما المالية والإقتصادية منها وبرامج عمل الصندوق في لبنان . *برقية تهنئة بالاضحى من الرئيس السيسي*. على صعيد آخر ولمناسبة عيد الاضحى المبارك تلقى الرئيس بري برقية تهنئة من رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي *اعتذار عن عدم تقبل التهاني بعيد الأضحى*. وبسبب الأوضاع الراهنه التي يمر بها لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل لإعتداءاتها أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري إعتذاره عن عدم تقبل التهاني بعيد الاضحى ، متمنياً للبنانيين عامة والمسلمين خاصة عيداً مباركاً ولحجاج بيت الله الحرام حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً